رواية شغف الفصل السابع عشر


 الفصل السابع عشر


ـ انا آسفة ...ثم أكملت بغضب وهي تبكي: بس انت كمان غلطت ويمكن أكتر مني كمان انت عارف انت بقالك قد أيه مش بتكلمني ؟! يوم فرحي جيت زي الغريب يوم تسلم عليا وحتي مكلفتش خاطرك تتكلم معايا يدوبك مبروك باردة وسبتني ومشيت ...ده انت سلمت علي كريم أحسن م سلمت عليا وقعدت تهزر معاه ...3سنين يا أدهم ...3 سنين هان عليك فيهم انك متطمنش عليا .. في اول سنة كنت بتصل وانت يا متردش ي ترد رد بايخ يا متردش أصلاً من ساعتها وقولت مش هكلمك عشان مكنش تقيلة عليك بس كان عندي أمل انك تكلمني بس انت معملتش كده ...انا عمري م اتعودت علي كده انا كنت متعودة انك جنبي علي طول حتي لما بغلط بتقولي الصح وبتفضل جنبي
خجل من نفسه وهو يستمع الي كلامها فهي بالفعل كانت محقة ولكنه حينما يغضب يتحول لشخص آخر هو نفسه لا يعرفه ...
جذبها الي صدره برفق قائلاً :
ـ خلاص انا آسف انتي معاكي حق انا زودتها أوي
نظرت له بعبوس فقال بمرح مداعباً لها :
ـ خلاص بقي انتي هتعمليهم عليا ...وبعدين علي فكرة انا جبتلك هدايا كتير معايا بس لو مش عايزاهم خلاص شغف ونور ياخدوهم
نظرت له بصدمة وهي تقول بصراخ :
ـ ياخدوا مين علي جثتي
ـ لسه زي م انتي عيلة حتي بعد م اتجوزتي وخلفتي ...ورايحة تسمي ابنك علي اسمي عشان قلبي يحن صح



ـ عشان انت اغلي واحد في حياتي ...عشان انا نفسي بجد انه يكون زيك
أبتسم لها قائلاً :
ـ هيكون زيي وزي ابوه ان شاء الله ...صح كريم عامل ايه معاكي ...يارا لو في اي حاجة بجد انا هنسي انه صاحبي وهجيبلك حقك لو مهما حصل
أبتسمت له وهي تطمئنه قائلة :
ـ متقلقش كريم ده مفيش زيه
ـ ربنا يسعدك يا حبيبتي يارب
...................................................
بعد ان خرج من قاعة الأجتماعات وكان في طريقه الي حجرة مكتبه أوقفته مديرة اعماله قائلة :
ـ مستر عمر مدام مايا مستنية حضرتك جوه
رد عليها بأيماءة خفيفة من رأسه ثم دخل الي حجرته كي يقابل أخته ...
"عمر حداد" ان كان هذا الأسم منذ ثلاثة سنوات يبعث في نفس من يسمعه المهابة والتوقير فهو الآن يبعث في نفسه الرعب ...لقد تغير كثيراً عن ذي قبل ...فقد الكثير ولكنه لم يفقد أبداً رغبته في الأنتقام ...
حينما خسر "شغف" شعر انه قد كُسر ...لم يكن يفكر ان كان سيسجن او سيذهب الي مشفي الأمراض العقلية لم يكن يفكر سوي في انها خذلته ...كانت كتلك التي تركته وهو طفل صغير وذهبت لعشيقها ...أكثر ما كان يدمره هو التفكير في انها مع "أدهم" ...بين يديه ...بين يدي رجل غيره ...تقول عنه مجنون كي يُزج به الي مشفي الأمراض العقلية ويكون محاطاً بهم ...يكون سخرية للجميع لتنعم هي مع عشيقها ...أقسم بكل ذرة عشق كانت لها بداخله ان يحرقهما بناره ...ان يذيقهما المعني الحقيقي للعذاب لا الموت الذي سيكون راحة لكليهما ...قد خسر الكثير بسببها أولهم هي ثم سمعته ثم حياته ثم والده ! والده الذي لم يتحمل رؤية ابنه بتلك الحالة التي كان عليها فمات أثر نوبة قلبية ...نعم علي الرغم من كل ما فعله به ولكن موته جعل عالمه يتحول الي الاسود فقط ...الأسود الذي قد ظهر فيه شعاع ضوء خافت وهي "مايا" أخته من أمه ...قد أكتشف ان امه قد ماتت وان لديه أخت وهي "مايا" التي بحثت عنه كثيراً وظلت بجواره في أسوء أيام حياته ....بقيت لجواره حتي أخرجته من المصح وساعدته كي يعيد أعماله لما كانت عليه بفضل علاقاتها الكثيرة فقد كانت من أشهر سيدات الأعمال ...
من المفترض انه خرج من المصح لأنه تعافي ولكن الحقيقة انه خرج منه أسوء بكثير مما كان عليه ...كان المصح تابع لأحد أصدقاء والده فأفهمه والده انه بخير وانه دخل المصح فقط كي لا يسجن ...كان المصح بالنسبة له كالفندق ولكن حالته بالفعل ساءت جداً ...زادت الهلاوس وزادت عدوانيته ...وبعد خروجه وعلمه بزواج "أدهم" و"شغف" وانجابهما وسفرهما الي الخارج أصبح مسخاً بمعني الكلمة ...لم يكن ينتظر سوي الفرصة المناسبة التي يذيقهما فيها من بعض ما ذاقه وحتي ان ضاعت روحه فلن يبالي ...
دخل الي الغرفة فما ان رآته "مايا" حتي احتضنته بشدة
أبتسم لها ثم قال :
ـ مقولتليش انك جاية يعني
ـ هو انا لازم اقول اني جاية لأخويا حبيبي وبعدين انا بس جاية أسلم عليك وهمشي علي طول عشان مسافرة انا وأحمد النهاردة




ـ مسافرة فين مقولتليش يعني ؟!
ـ هنسافر روماعشان نتمم صفقة وبالمرة هنقعدلنا اسبوع ولا حاجة
ـ ماشي يا حبيبتي تيجي بالسلامة
ـ طيب يلا همشي انا بقي عشان سايبة كوكي مع البيبي سيتر وانت عارف اني بخاف عليه
بعد ان ذهبت ظل يطالع الفراغ بشرود ثم أمسك بهاتفه وقال بأبتسامة شيطانية :
ـ عايز الي انا قولته يتنفذ في أقرب وقت ممكن ...النهاردة قبل بكره انت فاهم
...........................................
في الساعة الثانية عشر في منتصف الليل دق جرس الشقة فقام "أدهم" بفتح الباب ليتفاجئ ب "نور" تقف علي الباب وهي تبكي وابنها الصغير نائم علي كتفها ...
قال "أدهم" بدهشة :
ـ نور ؟! ايه الي جايبك دلوقتي وفين يوسف ؟! في حاجة حصلت ؟!
دلفت الي الشقة ثم ذهبت الي اختها والقت بنفسها في حضنها وهي تقول باكية:
ـ انا مش هرجعله تاني الحيوان ده ...انا هتطلق منه مليش دعوة مستحيل أعيش معاه تاني
ـ يا حبيبتي قوليلي بس ايه الي حصل لكل ده ...يوسف عملك ايه م كنتو كويسين امبارح
قاطع حديث "شغف" و"نور" طرقات علي الباب ففتح "أدهم" ليجد "يوسف" أمامه
ـ اهه شرف ...ممكن بقي حضرتك تقولي ايه الي عملتهولها خليتها جاية معيطة في نص الليل وبتقول انها عايزة تطلق
ـ امشي قدامي دلوقتي بدل م ارتكب فيكي جناية يا نور ...ولما نروح بيتنا انا هعرف احاسبك علي انك تسيبي البيت وتمشي في نص الليل كده لا وعايزة تطلقي كمان
ـ اه هطلق منك ومش هتشوف خلقتي تاني عشان تعرف تمد ايدك عليا كويس
نظر له أدهم بغضب وهو يقول :
ـ انت مديت ايدك عليها انت اتجننت ؟!
ـ اسالها الاول هي عملت ايه عشان تخليني اعمل كده ...بقولك ايه يا نور آخر كلام عندي هتمشي معايا دلوقتي ولا لا



ـ قولتلك لا واعمل حسابك اني مش هرجعلك تاني انت فاهم
ـ ماشي يابنت الناس طالما ده آخر كلام عندك ...خليكي بقي قاعدة هنا ...قال ذلك ثم تركهم وذهب دون ان يرد علي كلام "أدهم" فقد كان الغضب قد بلغ منه مبلغه ...
...................................................
حاولت "شغف" كثيراً ان تفهم منها ما حدث لكنها لم تتكلم ...كانت شديدة الحزن طوال اليوم فأقترحت "شغف" ان تذهبا برفقة الأطفال الي احد المولات كي يشتروا بعض الأغراض وتخرجها مما هي فيه ...ولكن ان علمت "شغف" بما سيحدث ماكانت لتقترح ذلك الأقتراح أبداً ...
أقلهما "أدهم" الي المكان الذي يوجد به المول ثم ذهب الي عمله علي ان يتصلوا به في الوقت الذي يريدون العودة به كي يأتي ويعيدهم الي المنزل ...
بعد لعب الأطفال في الملاهي الخاصة بالمول ,اشتروا بعض الألعاب جلسوا كي يأكلوا بعد ان جاعوا كثيراً ...ولكن بعد تناولهم الطعام رغبت "رقية" في الذهاب الي دورة المياه فتركت "شغف" "لينا" برفقة "نور" و"راكان" وأخذتها اليها ..
..................................
سمع "أدهم" الصوت الخاص بوصول رسالة فأمسك بهاتفه ليراها لكنه تجمد في مكانه حينما قرأ محتواها
" بنتك معايا ...تسلمني الي ليا أسلمك الي ليك ـ عمر حداد ـ "
شعر بالهلع حينما قرأها وقام بالأتصال ب "شغف" بسرعة فما ان اجابت حتي قال :
ـ رقية فين ؟!
ـ فين ازاي يعني يا أدهم معايا اهيه في الحمام
وقع قلبه في قدميه علي صغيرته وهو يسألها بنبرة يظهر فيها الرعب :
ـ و لينا



ـ لينا مع نور بره ...في أيه يا أدهم قلقتني جامد
ـ أطلعي شوفيها دلوقتي حالاً وردي عليا
ـ حاضر
خرجت بخوف لتري طفلتها وهي لا تفهم شيئاً من كلامه لكن أستشعرت الخطر القريب من فتياتها ...
لتفاجئ بعدم وجود "لينا" مع "نور"...


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-