رواية شغف الفصل الثامن عشر


 الفصل الثامن عشر


ذهب لهم بسرعة كبيرة حينما علم بأختفاء "لينا" ...أخبر أمن المول وبحثوا كثيراً ولكن لم يجدوها ...كان يعلم ان مايفعله لن يأتي بنتيجة ولكن كان عليه الركض وراء أي احتمال ...
حالة "شغف" كانت تمزق نياط القلب فهي لم تتوقف عن البكاء طوال طريق عودتهم الي المنزل فقد أعادهم "أدهم" كي يذهب هو للبحث عنها ...وما ان وصلوا حتي حاول ان يفهم منهم كيف أختفت فردت "نور" التي لم تتوقف عن البكاء هي الأخري :
ـ هي كانت قاعدة علي الكرسي جنبي بس راكان جري من جنبنا فقومت اجيبه رجعت ملقتهاش ... انا والله مش عارفه ازاي ده حصل الموضوع مخدش دقيقة ...أزدادت حدة بكائها وه تقول : أنا آسفة اوي كل ده حصل بسببي
ـ ده مش ذنبك هو كان هيخطفها هيخطفها طالما حط الموضوع في دماغه
تظرت نحوه "شغف" بدهشة قائلة :
ـ انت تعرف مين الي خطفها ؟!
أغمض عينيه بألم وهو يقول :
ـ عمر
نظرت نحوه بذعر قائلة ببكاء :
ـ عمر ؟! يعني هو عرف انها بنته ومش هيرجعهالي تاني ...أكملت بجنون : يعني مش هشوف بنتي تاني



أمسك وجهها بهدوء كي يطمئنها قائلاً:
ـ أهدي يا حبيبتي أهدي ...هو ميعرفش انها بنته هو بعتلي رسالة عرفت منها انه مفكرها بنتي انا ...وحتي لو عرف علي جثتي أسيبها معاه ...عشان خاطري أستحملي وثقي فيا
تشبثت رقية الباكية بيد والدها قائلة :
ـ بابا هو انا مش هشوف لينا تاني
ـ لا يا حبيبتي لينا في مشوار وانا شويه وهجيبها
أخذت تبكي بشدة وهي تقول له:
ـ انا خايفة
ـ متخافيش طول م انا وماما معاكي يا قلبي
لم تستطع "شغف" تحمل بكائها فيكفيها أن واحدة من طفلتيها بعيدة عنها ...أخذت تهدئها وهي تمنيها وتمني نفسها ان "لينا" ستعود قريباً ...وفي تلك الأثناء ذهب "أدهم" للقاء "كريم" كي يتوصلوا لحل للعثور علي "لينا" ..
................................
في طريقه الي قسم لشرطة الذي يعمل به "كريم" جاءته مكالمة من رقم مجهول فقام بالرد لياتيه صوت ضحكات "عمر" وهو يقول :
ـ أيه يا بطل مجتش عشان تنقذ بنتك مني ليه ولا انت مش فاضي النهاردة
جن جنونه حينما سمع صوته وقال له بغضب :
ـ أقسم بالله هقتلك لو جرالها حاجة انت سامعني
رد عليه بسخرية قائلاً :
ـ لا لا لا مش كده أهدي شويه ليطقلك عرق ولا حاجة ...ثم أكمل بنبرة جامدة : عايز بنتك يبقي تيجي انت والهانم مراتك المصون بعد بكره تاخدوها مني في العنوان الي هبعتهولك دلوقتي ولوحدكوا وأتأكد ان في اللحظة الي هتفكر تلعب بديلك وتبلغ البوليس رصاصة واحدة وبنتك مش هتبقي موجودة علي وش الأرض ...تعليماتي قولتها وأي مخالفة فيها هتكلفك حياة بنتك انا مبقاش عندي حاجة أخسرها ولا حاجة أخاف منها تسجنوني أو تحطوني في مستشفي المجانين ولا تقتلوني حتي ميهمنيش وحط في بالك اني مراقب كل تحركاتك حتي موبايلك عارف انت بتكلم مين منه ومين لا فأوعي تفكر تستغباني المرادي انا معايا جيش مش 3 رجالة أغبياء زي الي قدرتوا تخلصوا عليهم...قالها ثم أغلق الهاتف في وجهه
صرخ "أدهم" بجنون وهو يضرب علي مقود السيارة بقوة وعينيه تذرف دموع العجز قائلاً :
ـ يــارب
.....................................
أخبر "شغف" بما حدث وانها يجب ان تذهب معه فكان جوابها :
ـ انا اصلاً كنت هاجي معاك حتي لو هو مقالش ...أدهم انا عايزة بنتي ...انا أموت من غيرها
ـ مكنتش عايز أدخلك في المواضيع دي ...مكنتش عايز أخليكي تقربي من مكان هو فيه ...مكنتش عايز أحط حياتك في خطر ...ثم بكي بشدة وهو يقول :
ـ بس مش عارف ...مش عارف أرجع لينا ...مش عارف احميكي ...هوديكي بأيدي للمكان الي هو فيه وانا زي م أكون متكتف ومش قادر أعمل حاجة



ـ أدهم ..انا واثقة فيك ...واثقة انك هتحميني ...واثقة انك هترجعلي بنتي ...بس انت لازم تقف علي رجلك عشان تحمينا طول م انت كده مش هتقدر
وكأن كلامها كان الشعلة التي جعلت النار التي بداخله تشتعل مرة أخري فقام بضمها لصدره كي يشعرها ببعض من الامان الذي فقدته وعقله بدأ يفكر كي يصل لطريقة يعيد بها طفلته ويبقي حبيبته سالمة ...
........................................
في اليوم المتفق عليه ذهب برفقة زوجته الي المكان الذي أعطاه عنوانه "عمر" والذي كان أشبه بالصحراء وبالطبع أخذ معه سلاحه لأنه يعلم انه سيحتاجه علي الرغم من معرفته انهم لن يتركوه معه ...وانتظر حتي تأتي سيارة "عمر" لتقلهم الي المكان الذي توجد به "لينا" وهو يمسك بشغف ويحاول أن يشعرها انها بأمان معه لكن هيهات فهو سيموت من الرعب عليها ...هو يستطيع ان يتعايش مع تلك الأجواء ولكن هي ؟!... و ما ان جاءت تلك السيارة حتي هبط منها رجال "عمر" وقاموا بتجريد "أدهم" من سلاحه ثم قاموا بتكبيل يديه وكذلك فعلوا مع "شغف" ليصيح بهم "أدهم" حينما أمسك أحدهم بشغف :
ـ انتو بتعملوا ايه ...محدش يلمسها ...أبعدوا عنها بقولكوا ...والله العظيم م هسيبكوا يا كلاب
"شغف" لم تكن تفعل أي شئ سوي البكاء لا تعلم أتبكي من خوفها علي ابنتها أم علي "أدهم" أم علي حالها لا تعلم سوي انها تريد لهذا الكابوس ان ينتهي بأسرع وقت ممكن
حاول "أدهم" كثيراً ان يتخلص منهم ولكن بلا فائدة فلم يستطع سوي أن يحاول تهدئتها قائلاً :
ـ متقلقيش يا حبيبتي والله م هخلي أي حد يأذيكي متخافيش أنا جنبك ...لم يستطع ان يكمل كلماته فقد قاموا بجره علي السيارة ووضعوا كيساً قماشياً علي وجهه كي لا يتمكن من الرؤية وقاموا بزجه الي جوارها في السيارة وهو يكاد يمزت من الخوف عليها ويلعن نفسه مراراً أنه اتي بها الي هنا وأقحمها في كل ذلك ..
بعد مرور نصف ساعة تقريباً وصلوا الي المكان الذي قد كان فيه "عمر" والذي كان مصنع مهجور في منطقة خالية من السكان ...بالطبع لم يري أدهم ذلك ولكن هي كانت تري ...زجوا بهم الي داخل المصنع ثم بعد قليل دخل عليهم "عمر" الذي قال بسخرية من حالهم :
ـ أهلاً بيكو عندي ...لازم تاخدوا ضيافتكوا طبعاً أحنا مش بخلاء
ثم قال نظر الي أحد حراسه قائلاً :
ـ أكرموه
لينهال أربعة رجال عليه بالضرب المبرح بأرجلهم وهو يصرخ بجنون لأنه مكبل ولا يستطيع ان يرد لهم الصاع صاعين ثم قال بغصب عام :
ـ أقسم بالله هقتلك ...لو راجل فكني



ضحك "عمر" قائلاً بسخرية :
ـ أعتبرني جنس تالت عادي ...انت النهاردة هيكون عندك حصري سمع وبس ...هخليك تسمع صوت الرصاصة الي هتقتل حبيبة قلبك وانت عاجز مرمي علي الأرض مش قادر تعمل حاجة ...حتي أخر نظرة ليها هحرمك منها هخليك بس تشوفها مرمية علي الأرض في دمها بعد م تموت
صرخ فيه بجنون قائلاً:
ـ مش هخليك تلمس شعرة واحدة منها انت سامعني ...هندمك علي اليوم الي اتولدت فيه
ضحك وهو يقول له بتشفي :
ـ كنت قدرت علي الي بيضربوا فيك دول ...انت هنا لوحدك ومن غير سلاح ومتكتف متخيل انك هتقدر عليا انا وانا معايا أكتر من 40 راجل مسلحين ...مش كل مرة هتكون انت الكسبان المرادي الخسارة عندي مستحيلة ...ثم قال مخاطباً رجاله : كملوا عليه بس عايز فيه الروح لحد م يحضر موت حبيبة القلب وبعد كده هخلص عليه انا بأيدي ...ثم نظر الي "شغف" وهو يقترب منها ويمسكها من ذقتها بقوة :
ـ ليدز فرست ...مش كده يا زوجتي المصون بفهم في الأصول أوي أنا صح
بكت بقوة شديدة وهي تقول له برجاء :
ـ بص انت مشكلتك معايا انا مش معاه ...سيبه وانا هرجعلك وهعمل كل الي انت عايزه بس أرجوك سيبه
ضحك بقوة حتي أدمعت عينيه ثم تغيرت ملامحه وهو يقول بغضب :
ـ هو انتي مفكرة اني بعد كل الي عملتيه ده عايزك ؟! بعد م كنتي السبب اني أفضل في الزفت المستشفي دي أكتر من سنة ؟! بعد م فضلتيه عليا وسافرتي معاه ...بعد م حققتي أمنيتك الي انا معرفتش أحققها وخلفتي منه ؟! ...أنا أديتك كتير أوي ...خليتك نقطة ضعفي ...خليتك أهم حاجة في حياتي بس أنتي متستاهليش انتي الي زيك حتي ليلة معايا كتير عليكي ...أنا دلوقتي مش عايز غير روحك وروحه وهاخدها زي م خدت روح بنتكو
صرخت بجنون وهي تجهش بالبكاء بقوة :
ـ بنتــي
قال بتشفي :
ـ أه بنتك وبنتو الي انتو جاين عشان تاخدوها بس للأسف هي خلاص بقت تحت التراب ...أمسك




بفكها بقوة حتي كاد يقتلعه من مكانه وهو يقول :
ـ مش هي دي الي روحتيله وسيبتيني عشان تجيبيها بس هي مكانتش حقك من الأول ...عشان كده خدتها منك ..بس متخافيش هكون حنين وهبعتك ليها دلوقتي ...قالها ثم صوب فوهة مسدسه الذي كان في يده علي رأسها وهو يرفع الزناد ويقول ل"أدهم" :
ـ أقرا علي روح حبيبة قلبك الفاتحة
أخذ يصرخ فيه قائلاً :
يا غبي الي انت قتلتها دي مش بنتي ...دي بنتك انت ...أنت بأيدك النجسة دي قتلت بنتك
نظر حوله بعدم تصديق وهو يقول بجنون :
ـ انت كداب انا مبخلفش
ـ كان في أحتمال ضعيف وربنا خلاه يبقي حقيقة ...مبصيتش للبنت وشوفت ان شكلها كبير علي ان عمرها يكون سنة
صرخ بقوة وهو يقول :
ـ لا ...انت بتقول كده عشان تمنعني اني اقتلها بس مش هنولك الي في بالك ..
مرت دقائق ثقيلة علي قلبه وهو يشعر انه يموت في كل لحظة ودموع العجز ملئت وجهه الي ان سمع دوي رصاصة صدح في الأرجاء حتي صرخ بكل ما يمتلك من قوة :
ـ شــغــف !


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-