رواية منتقبه بصوت رجل البارت الثاني

 


البارت التاني
حسناء تصرخ بشدة ولا يجيب ذاك الشخص الذي كانت تنادي عليه وتخبره ان يتوقف ولكن لا يجيب حتي صرخت :لااااااااا بابااااااااا
استيقظت سماح مفزوعة من صوت صراخ حسناء واسرعت بفتح أنوار الغرفة وقالت:بسم الله حيييتي مالك في ايه
حسناء وهي تنهج وكأنها كانت تبذل مجهود شاق وتبكي بدموع قالت بصوت رجولي:تاني تاني وعدني وأخلف بوعده وظلت تبكي سماح علمت انها كانت تتحدث عن سندها الذي رحل اصبحت الآن بدون درع يحميها اذا سقطت ستهوي علي ارضية صلبة وليس علي يدي والدها سوف تنكسر لانها لم تعتاد السقوط علي تلك الارض الصلبة كانت يد والدها دائما ما تحوطها عند ضعفها ولكن الآن لا تجد غيرها يستقبل سقوطها المؤلم وكم كانت تكره تلك النظرات اللعينة التي يعلمها فقط من اصبح يتيم


إن لله وإن إليه راجعون
اخذتها سماح في حضنها بحنان لربما تعوض القليل مما تفتقده حسناء ولكن هيهات :ي روحي انت عارفه إنه دلوقتي هناك عارفه هناك دي بتشير لايه مش الجنة لا الفردوس الاعلي بإذن الله مش انت بتحبيه يبقي تحبي راحته والدنيا دي دار عذاب واحنا كلنا هنا مجرد عابرين سبيل يعني أخرتنا ترجع أجسادنا للأرض ودا أصلها واما الروح فبترجع لربها انت عارفه والدك كويس وافتكري موته وهتعرفي هو فين دلوقتي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
حسناء بألم يعتصر قلبها رفضت تذكر ذلك رفضت كانت تنفض رأسها بشدة :لا لا مش ينفع افتكر مش ينفع عشان هكون ضعيفه لو افتكرت وانا وعدته اني هكون اقوي من اي حاجه ووقت ضعفي مش هسمح لحد يسندني غير ربنا بس مش ينفع حد يسندني هو بس ال كان بيعمل كدا بعد ربنا واكملت بقوة وكأنها تشعر بأنه يراها الآن:هو صحيح مات سندي ال في الارض بس سندي الاول والاخير حي لا يموت ونظرت الي سماح بعين ليس بها سوي الرضي علي قضاء الله ولطفه وقالت:وشكرا انك في حياتي ربنا لطيف رحيم بعتك ليا عشان تكوني جنبي واشتدت من احتضانها
سماح بدمعة لم تخفي علي حسناء: بالعكس ربنا هو ال بعتك ليا انت مش عارفه انا بعد جوزي كنت عامله ازاي انا روحي رجعت ليا لما عرفتك


حسناء بحب :تعرفي ان ربنا رحيم وعظيم اوووي احنا كنا ضعاف منغير بعض بس ربنا سخرنا لبعض ايوه ربنا بيسخر ناس لينا تقف معانا في وقت الشدة وسخرنا لبعض عشان ناخد بايد بعض للفردوس باذن الله
سماح بحنان امومي:انت عوض ربنا عن بنتي ال مش جبتها
الحمد الله حتي ترضي يالله
حسناء بحب ممزوج بحنان :تعرفي بقي انا بشتاق لماما كتير ولكن من بعد ما جيتي انت في حياتي بحمد ربنا واقول إنك اخدتي جزء من مكانتها عشان اكون صادقة
كانت حسناء تعرف ان عبادة جبر الخواطر عظيمة ومش بخلت علي سماح بالكلام ال كان نفسها فيه ومش معني كدا انها مش صادقه في مشاعرها بالعكس
حسناء بود :ممكن ي سوسو اقولك ي ماما واهو
لم تكمل كلامها فوجدت نفسها في حضن ام حرمت من ابنة او ابن منذ اكثر من ثلاثين سنة
بكت سماح بشدة وبين شهقاتها؛ انت مش عارفه انا فضلت ادعي بالكلمة دي لربنا كام سنة والحمد الله استجاب
"واحنا بندعي لازم نكون علي يقين ان مفيش دعوة مش بتستجاب لان ربنا اعظم من انه يرد ايد العبد خائب كدا في تلت اوقات لاستجابة الدعوة وطبعا عارفين ان الله عزوجل اعلم منا بأمورنا عشان كدا بيدبرها برحمته وكرمه ولطفه وعطائه اول وقت ال هو في لحظته انك اول ما تدعي قبل ما تنزل ايدك بتستجاب ودا لان هو دا الوقت الصحيح لها وتاني وقت هو بعد حين لاجل مسمي يعني ربنا استجاب فعلا ولكن فيه شويه ترتيبات الاول كدا ربنا يرتبها في حياتي وتشوف في الاخر نتيجة الدعاء واخر وقت بيكون في الاخره يعني نتيجة دعائك هيكون في الاخرة متخيل يبخته ال ياخدها في الاخره والله هتاخد ثواب واجر الصبر والدعاء والرضي وكل حاجه وربنا مش حدد مين يدعيه عاصي وبيرتكب كل الذنوب ال في الدنيا ربنا هيستجيب مؤمن وملتزم ربنا هيستجيب وكمان ربنا بيحب اوووي العبد لما يتذلل له ويدعي ويبكي زي الطفل الرضيع ربنا مش حد شروط وقواعد عشان ندعي سبحانه وتعالي قال بس (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ )يعني مش حدد مين يدعي ومين لا ولا حدد ووقت ولا مكان والدعاء اخفف العبادات انت متخيل تدعي وتاخد ثواب الدعاء وكمان الاستجابة ولسه في ناس مش عارفه تدعي ازاي ادعي من قلبك وسيب امورك لله )"


لا إله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
حسناء بحب :ربنا لطيف ورحيم بحال عباده واحبت تغيير الحديث لكي تخرجها من حزنها وقالت:وبعدين بعرفك انت ال اخترتي استحملي جنان بنتك بقي ودلعها ثم هبت واقفه من علي السرير وقالت :انا جعانه عاوزه اكل فين المحشي
"أعجب من هؤلاء الذين يتبدل حالهم من الحزن الي الفرح في اقل من ثانيه وكأن لديهم رز يضغطون عليه لتغيير مشاعرهم ام هم في الواقع يدعون ذلك حتي تحن عليهم ابواب السعادة وتسمح لهم بالدخول ولو بضع دقائق "
سماح بصدمة:محشي محشي ي حسناء الساعه اتنين الفجر وهتأكلي محشي !؟
حسناء بهز كتفها بلامبالاة:عادي يعني المحشي في اي وقت وفي اي مكان وضحكت وبعدين الواحد لو مش دلع معدته هيدلع مين يلا ي سوسو هاتي ورق العنب لبنتك حبيبتك وبترمش بعينها وقال ايه بتثبتها
وفعلا ثبتتها وخرجت تسخن المحشي وتعمل لها سندوتش جبنة خفيفه كدا لان سن خمسين سنة ومحشي بليل مش بيتفقوا وتركت حسناء تصلي ركعتين لله تدعو الله في ذلك الوقت لانه الثلث الاخير من الليل وبينزل الله عزوجل اخر سماء ويقول هل من داعي فاستجيب له وللأسف نحن غافلون
وبعد ما انتهوا من الاكل حسناء قالت بصوت رجولي مش ننسي:سيبي من ايدك ي ماما انا هنضف المطبخ وانت روحي عشان عارفه بتحبي تقعدي مع ربنا شويه في الوقت دا
سماح حضنتها وقالت:الله لا يحرمني من وجودك ي بنتي
وبعدما انهت حسناء تنضيف المطبخ دخلت تتوضأ وتقرأ قران لحين صلاة الفجر وكل منهما في مكان يناجي ربه جاءت عين حسناء علي آية(
وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ )
تذكرت وكأن الامر كان بالأمس
فلاش بااااك
مصطفي والده حسناء :حسناء ي حبيبتي يلا اصحي القيام هيضيع منك
حسناء بصوت ناعس:حاضر خلاص قومت ي بابا
مصطفي :ي روح بابا هنزل وازعلي وتقولي ليه مش صحتني


حسناء بنص عين وهي نايمه:وهو بردوا بابا حبيبي يرضي ينزل ويسبني دا يبقي كدا غدر عشان احنا متفقين الفردوس مع بعض باذن الله
مصطفي:وهو انا اقدر اسيبك نايمه بردوا ي حوس
حسناء بتذمر طفولي وهي تقفز :الله ي بابا مش قولت ليك مش بحب حوس دي
مصطفي بضحك عليها :ي بت بدلعك انا غلطان
حسناء بتقرب بمكر من والدها:بدلعني يبقي فيه عريس انطق ي حج قول
مصطفي بسخرية:هو مش حد يعرف يخبي عليكي ابدا واكمل هو فعلا عريس وابن عمك جلال سامي
حسناء بشمئزاز:سامي ي بابا سامي دا احنا كنا بنقوله واحنا صغيرين سمسم هههه وبعدين الواد دا ملزق كدا ومش بحبه وشكل عينه زايغه
مصطفي بتأنيب:يعني انا ربيتك ي حسناء ي حبيبتي انك تكلمي علي الناس من وراهم وتغتابيهم كدا
استغفر الله استغفر الله استغفر الله

حسناء بأسف:اسفة والله ي بابا بس انا مش بحبه هو اااه مسافر برا وبنات العايله كلها بتحلم بيه بس انا لا
مصطفي بتنهيدة راحة:كدا اقول لعمك وانا مرتاح انك مش موافقه اصل بصراحه انا مش اتمني سامي يكون زوجك بس قولت اخد رأيك بس الحمد الله طلعت البت لابوها هههه
حسناء بفرحة:يعني انت مش زعلان اني رافضه
مصطفي بضحك:لا
حسناء قفزت بفرح: ياااااي فرحت ثم تذكرت
هو صحيح ي بابا كان هيخطبني ازاي وانا بصوت راجل كدا اكيد مش عارف
مصطفي:لا انا قولت لعمك وكدا هو استغرب في الاول بس قال كفايه انها بنتك وشكل سامي مش يعرف
حسناء :احسن بردوا المهم دا مش يأثر علي علاقتكم
مصطفي بثقه :جلال اخويه لا مستحيل احنا مش خوات بس احنا صحاب وهو اخويه الصغير وانا ال مربيه
حسناء:ربنا يديم الود والمحبة ي رب
مصطفي وهو بيقوم:امين يااااارب يلا قومي وانا هنزل اصلي الفجر في المسجد وهتأخر شويه عشان هروح مسجد بعيد عشان الثواب يبقي اكبر انت مش تقلقي وخلي بالك من نفسك انا سايب راجل في البيت هروح وارجع تاني باذن الله
حسناء بتحضنه ولم تكن تعلم انه اخر حضن :ي روحي انت ربنا ما يحرمني منك انت روح ومش تقلق اهم حاجه خلي بالك من نفسك ومش تمشي في اماكن وحشه ي بابا
مصطفي بوداع:ي حبيبتي ال مكتوب له حاجه هتصييه يعني هتصييه وحضنها جامد وكأنه يخبرها ان تعيش بذلك الحضن الي باقي عمرها
حسناء وهي في حضنه بخوف:بابا انا خايفه مش ينفع تصلي هنا النهارده مش تسبني لوحدي
مصطفي بحنان ابوي ستحرم منها بعض دقائق للأبد:ي روح بابا انت عارفه ان دي عادتي ومش تخافي وافتكري لن يصيبنا الا ما كتب الله انا اوعدك مش هسيبك يستي وهرخم عليكي واجبرك كل يوم تصحي لصلاة وتجهزي ليا فطار
حسناء بحب:واحلي رخامه من احلي بابا


مصطفي :حاسس اني بتغفل ي بنت مصطفي
حسناء:ي ابو حوس عيب عليك خهههههه
ووالدها بضحك ويبوس راسها:ربنا يديم فرحتك مش بحب اشوف دموعك ويلا بقي عشان تأخرت يدوب امشي عشان المسجد بعيد لا اله الا الله
حسناء بحضن كبير من والدها :محمد رسول الله في رعاية الله
والدها بنظرة حنان:في رعاية الله استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه وتركها وغادر

SHETOS
SHETOS
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1