Ads by Google X

رواية زوجتي طفلتي الفصل العشرون


  رواية زوجتي طفلتي الفصل العشرون

فتحت باب منزلها و هي تهتف ببهجة و سعادة :
- مازن..مازن..ميزو


اللقت حقيبتها علي الاريكة باهمال و سارت صوب مكتبه و هي تقرع الباب بخفة و لم يختفي اسمه من شفاتيها بعد فأخدت تناديه :
-مازن..مازن..
فتحت الباب بهدوء و اطلت برأسها بمكر لتراقبه دون ان يشعر ، وجدته يهاتف احدهم علي الهاتف ، انفلتت منه بسمة من ثغره و لوح بيده محي صغيرته الفاتنة بسعادة باهرة ، لم يلبث ان عاد ليكمل محاثته الهاتفيه بتهكم و قد علت ملامحه الغضب ، تسللت اليه بهدوء و وقفت جاوره و هي تحمل بيدها شيئًا ما خلف ظهرها..
انهي محادثته الهاتفية و دس هاتفه في جيب سرواله الاسود الانيق ، التفت لها مبتسمًا بعذوبية و قد تحولت نبرة صوته اثائرة الي صوت هادي لبق :
- ازيك يا سمورتي..
اشرقت ضحكة واسعة علي شفاهها و مدت يدها بزهرة بيضاء كانت تخفيها خلف ظهرها عن انظاره ، نظر لزهرة باستغراب و قد تأكد ان تلك المشاغبة قطفتها من حديقة جارهم ، عقد حاجبيه مندهشًا اللتقط الزهرة من بين اصابعها و ابتسم ابتسامة صفراء متوترة..
فقالت مسرعة حينما لاحظت ملامح الدهشة علي وجهه :
- لقيتها و عجبتني..
ثم اردفت بخجل :
-عارفة ان المفروض الولد يهديها لبنت..بس انا و انت واحد..فقولت ادهالك انا..
ثم وقفت علي اطراف اصابعها برشاقة و تركت قبلة هادئة علي شفاهه ، سعد سعادة بالغة و احاط خصرها الأهيف بذراعيه احتضن عصفورته بحنو بالغ هامسًا بنبرة سعيدة :
-ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي..
تركت رأسها خالدة علي اوطان احضانه ، ليزرع قبلته علي جبينها ، اهداها ذاك الوسيم اغلي زهرة الان ، فما اغلي قبلته المشحونة بمشاعر فياضة بالحب لها..!
***
و مع شمس جديدة التي اطلت الذهبية بأشعتها بجراءة في غرفة العاشقين..
بثت واقفة حينما دخل الي دورة المياه و هتفت قائلة :
-مااازن..انا نازلة اشتري حاجات..
قد فتح صنبور المياه ليستحم فلم يستمع لصوتها العالٍ ، لم تحاول ان تخبره مرة اخري لتمسك بمفاتيح سيارته السوداء مسرعة و تبتسم بسعادة خبيثة ، فقد طلبت منه ليلة امس ان تقود سيارته كبعض صديقتها لكنه رفض معللًا خوفه عليها و علي سيارته الباهظة الثمن..!
كانت مصرة علي قيادة السيارة و لو علي سبيل التجربة ، اللتقطت مفتاح السيارة بين يدها و ركضت خارج المنزل مستعدة لتحقيق حلمها البسيط..فتحت باب الجراچ فوجدت سيارته السوداء تنير بلمعان تحت اضاءة اشاعة الشمس ، اسرعت إليها و ضغطت علي زر الذي طلما ضغط عليه عزيزها لتشغيل سيارته..اسرعب بالركوب عليها ببهجة و جلست علي المقعدة بثقة و كبرياء كما يفعل ، تأكدت من وضع حزام ألامان ليحيط بها جيدًا ، استطاعت استعادة تعاليمه السرية لتحريك السيارة و خروجها من الجراچ ، كانت السيارة تسير علي نحو هادئ و بطيء ، شعرت بانجاز من داخلها و اخذ قلبها ينبض بقوة من فرط السعادة و الخوف..
حتي لاحظت في مرآه السيارة احمر الشفاه الخارج عن مصار شفاتيها شهقت بقوة و بطرف اصابعها الرقيق حاولت امحاء هذا الخطأ الغير مغفر في عهدها الانثوي ، و بدون حسبان للأمر صدمت السيارة بشجرة و خرجت السيارة هي الاخري عن مصار الطريق ، شهقت بصدمة و فتح ثغرها الصغير و هي تضع يدها علي فمها..لاحظت هذا الدخان الصادر من سيارة زوجها ، كادت تبكي لكن فور ما خرجت من السيارة و نظرت بكبرياء مصطنع الي بواب احدي العمارات..
لوحت يدها اليه فأنتبة لها و تسائل بنظراته عما تريد لتقول بصوت عالٍ نسبيًا :
- عمو ناصر رجع العربية الجراچ..
اعطته مفاتيح السيارة و هو مزال تحت اثار الدهشة من فعلتها التي بدت له مصيبة غير سارة لـ مازن ، سارت بثقة عمياء و هي تطلق صفيرًا مزعجًا و كأن شيئًا لم يكن..
اغلقت باب المنزل لتجد زوجها يعقد رباط حذاءه ، يا الله لم يسمع صوت الصدام ، ابتسمت بتوتر و اقتربت منه قائلة برقة :
- حبيبي استني اعملك فطار..
مازن بأعتراض :
- لا لا انا ورايا اجتماع كمان ربع ساعة و متأخر..يلا سلام يا سمورتي..
هم واقفًا ، كانت مذهولة و تحت تأثير صدمة قوية ، قبل كلتا خديها بلطف و هو يقول :
- سلام خلي بالك من نفسك..
كان ذهابًا لكن ابدت اعتراضها تلك الصغيرة القصيرة و وقفت امام طريقه و هي تمنعه عن الذهاب ، كان كلما اتجه لناحية اليسار تسرع هي الاخري بسرعة فائقة و تصبح عائقًا لطريقه و كلما اتجه الي اليمين تكرر نفس الشيء ، ليقول مازحًا :
- جرا اية يا سمر هنرقص تانجو و لة اية..يلا ابعدي يا ماما هتأخر..
هزت رأسها بالنفي و طوقت رقبته بذراعيها قائلة بغنج و دلال :
- حبيبي ما تقعد معايا انهاردة،،انت وحشني اوي و عاوزين نكلم و ا...
قاطعها بوضع يده علي ثغرها الثرثار و قال :
- هششش اية راديو جوة..سلام يا سمر هرجع بدري مش هتأخر والله..
ذمت شفاتيها بحزن مصطنع قائلة :
- مانا عارفة انك مش هتتأخر والله..
قبل جبهتها برفق و تركها في طريقها بمفردها..المسكين يظن انها خائفة من تركها وحدها في المنزل ، ضحك برفق علي تصرفاتها الطفولي ، استقل بالمصعد و ضغط علي زر الدور السفلي ليهبط المصعد ببطء...
توقف المصعد في الدور الاخير كما أمره ، فخرج و هو يسير بهدوء و يغلق الزر الرابع من معطفه القماش الذي يعطيه ثقة غير عادية كلما ارتداء يشعر و بأنه امير عصره..
دلف الي الجراچ لكي يتفاجئ بسيارته المتحطمة ، اتسعت عينيه بصدمة عندما وجدها بهذا الوضع اسرع لها واضعًا يده علي سيارته بأسي و عينين غير مصدقة فجأء وجدها ساخنها هذا يعبر انها صدمت لتو..خرج من الجراچ و هو يبحث بعينه عن اي احد في الطريق ، لم يجد الا البواب المدعي بـ ناصر..
اقترب منه بقلق و تسائل بأستغراب :
- عم ناصر..شوفت عربيتي حصل فيها اية..! هو انت حاولت تسوقها...
اسرع ناصر بتبرير موقفه و قال :
- لا لا والله يا بيه..دة لسة مراتك خارجة منها و طلبت مني ادخلها الجراچ..
سبها في باله و هو يضرب بيده علي جبهته حينما تذكر طلبها ليلة امس ، استأذن من ناصر الذهاب ، فأسرع مهرولًا الي منزله و بأقصي سرعة فتح باب المنزل بقوة ليجدها تجلس علي الكرسي امام التلفاز و تلتهم فطيرة بين يديها ، نظر لها بعينين تضخ نارًا ، ابتسمت بخبث و اسرعت بالركض إلي غرفتها بفزع و هي تقفز علي الارائك لتختصر الطريق..
كان سيلحق بها لكن لم يحالفه الحظ تلك المرة ، اغلقت بابها بالمفتاح و تأكدت جيدًا انه اغلق بإحكام ، طرق الباب بكف يده صارخًا :
- اية الي انتي هببتيه دة..حرام عليكي الموضوع مفيهوش هزار..
حاولت إسكات ضحكتها لكن لم تفلح فتصاعدت اكثر و توصلت الي اذنيه فصاح بها غاضبًا و توعد لها بقوله :
- بتضحكي!! ماشي يا سمر ماشي..لينا كلام بس ارجع بس..
سمعت اغلاق باب المنزل ، فتأكدت برحيله لتقهقه بقوة كلما تذكرت معالم وجهه حينما صدم بـ سيارته المتحطمة من فعلتها..
***
بينما تدلي الليل بستائره و نجومه المتلألأة في كبد السماء يترأسهم جمالًا القمر الساطع ببدره ، دلف هذا الثائر الغاضب الي المنزل ، فوجدها تجلس علي الاريكة متربعة بقدميها و تتمتع بمشاهدة فيلم كوميدي و بيدها الفشار..
تركت ما بيدها و ركضت إليه بمرح ، قفزت بخفة و طبعت قبلة قوية علي خده و هي تدندن بدلال :
-مال حبيبي ماله..قوليلي ايش جراله امبارح كان ينبغيني و اليـ..
مازن بحنق و هو يقتضب ملامحه :
- بس كفاية صداع..
قرصن خده بقوة و هي تقول بخبث قاصدة النيل منه :
- مالك بس يا بيضة..
رمقها بطرف عينه و تمالك اعصابه هذا الطفل الغاضب ، كان يود دفعها بقوة كي تهدئ اعصابه لكن فضل تركها قبل ان يجن من افعالها الطفولية..
دلف الي غرفته بصمت ، لتتبع خطواطه بخبثها و تقف جواره ، خلع قميصه بعصبية فظهر صدره العريض الحديدي و ذراعيه المكتزين بعضلات..
امسكت احدي خصلات شعرها و راحت تداعبها بين اصابع يدها و كأنها وتر في احدي المعزوفات و قالت بدلال :
-فدايا يا ميزو فيها اية يعني الله فوكك بقي يا راجل..
لم يجيب عليها ، و امسك بقميصه ليرتديه ، لكن تفاجئ بها تجذبه من يده مشاكسة ، استدار برأسه اليها و قال باقتضاب :
- هاتي القميص لو سمحتي..
هزت رأسها معترضة :
- توء..قولي الاول انك مش زعلان مني..
- اخلصي يا سمر بطلي لعب عيال..
- توء..
تجاهلها ، و بحث عن قميص اخر لتشعر بالاحراج و تمد يدها بقميصه مبتسمة بتوتر و هي تقول برجاء :
- ميزو متزعلش مني بقي..
سحب القميص من يدها و نظر لها بتفحص ، ابتسمت بتوتر قائلة بحزن :
- مكنش قصدي والله..
ثم مدت شفتيها السفلي الي الامام فبرزت ملامح دقنها كالاطفال ، نظر لها مطاولًا و قال بابتسامة عذبة في هذا الوجة الثائر..


ما اجمل ابتسامته في لحظات غضبه !
- طب اعاقبك دلوقتي ازاي..
ثم امسك كفها ليطبع قبلة في باطنه و يجذبها إليه برفق ، فألقت برأسها علي صدره و هي تحاوط خصره بذراعيها ، احتضنها بقوة و ضحك قائلًا :
- ماشي ياستي عمومًا مفيش حاجة..
ابتسمت سمر بخبث فنجح اصطناع الحزن لرق قلبه إليها مرة اخري ، قالت ببسمة خبيثة علي شفاهها :
-هة هتعلمني السواقة بقي..!
قبل رأسها بلطف قائلًا :
- عيوني انتي تؤمري..
كادت ان ترفرف من السعادة البالغة التي تملكتها ، فازدات به تمسك :
- بحبك اوي..
وضع يده علي شعرها و مرر يده عليه بحنان أبوي ، لتتذكر شيئًا ما و تشعر بالخوف يعاودها مرة اخري كادت تلتهم انمالها ، اغمضت كلتا عينيها و توترت شفاتيها و هي تتفوه قائلة :
- مازن اللاب بتاع وقع عليه نسكافية..
تمالك اعصابه و اشتدت الملامح علي وجهه سوءًا كأنه يود قتل من بين ذراعيه الان لكن صمت حينما رفعت إليه عينيها الملاكية الساحرة و قبلت شفاتيه برقتها المعتادة و هي تهمس بمشاكسة :
- فدايا يا حبيبي..
ذم شفاتيه بحسرة و ندم :
- فداكي يا حبيبتي..
ضحك كلاهما بقوة و ازداد كل منهما تمسك بحبهما القوي الذي لا يقهر..
حب جبار ولد بين شاب في اوائل الثلاثين و فتاة مراهقة لم تتعدي العقد الثاني بعد،،
لم يكن اختلاف العمر الكبير سبب يومًا في هزيمة و هدم حبهما..فالحب علاج ، و هما مريضان لا يتعافا..
مرت السنين واحدة تلو الاخر و الحب لم يتراجع عن محله ، مزال صامد في مكانه لا يهتز عرشه مع الصدمات و الخلافات التي قلت كثيرًا بعدما استطاع مازن تمالك اعصابه و مرعاة صغيرته التي مرضت بـ السكر...
كان واقفًا امام مبني جامعي خاص بطلاب الهندسة الوافدون من كل انحاء المحافظات ، عقد ذراعيه بملل فقد تأخرت اليوم في الامتحان عن اي يوم ، قلق ان اصابها اي مكروه حاول تجميد ملامحه رغم القلق المتسرب من عينيه التي تخفيها نظارة الشمس..
وجد اميرته الصغري التي لم يزداد طولها بعد تقترب منه و الابتسامة علي ثغرها ، تلك التي اصبحت امًا لطفله الان ، وقفت امامه تلك النحيلة التي تحفظت بجمال رشاقة جسدها حتي بعد الولادة..
قبل كلتا خديها بشوق و سألها بقلق :
- اتأخرتي لية !
زفرت سمر بحنق :
- الدكتور اتأخر في تسليم الورق فطلبنا وقت زيادة..
تنهد براحة و امسك بيدها التي بردت من التوتر :
-طب عرفتي تحلي..
سمر بتوتر :
-الامتحان كان صعب بس الحمدلله هعدي ان شاء الله..
مازن مداعبًا اياها ليخفف عن توترها :
- نقول كدة عروستي كبرت و بقيت في رابعة..
سمر ببهجة نبضت علي وجهها :
- ايوة الحمدلله انهاردة خلاص انتهيت من السنة القذرة دية..
ثم ركبت السيارة و هي تردف حديثها :
- صحيح هنعدي علي ماما مني ناخد ياسين بقي..دة معاها طول امتحانتي..
غمز لها مازن بمكر و اعترض قائلًا :
- لا خليه عندها انهاردة كمان..
ضحكت بحرج قائلة بملامح مسكينة :
- توء بقي..ياسين وحشني الله..
اقترب منها قائلًا بخبث :
-مانتي كمان وحشتيني..
قرصت انفه بخفة و قالت برقة :
-و انت كمان وحشتني اوي يا حبيبي
عاد لوضعه في المقعد و امسك بيدها ليقبلها بقوة حانية ، تصاعدت الحمرة الي وجنتها و توردت بخجل حينما نظر اليها زملائها فهمست باستحياء :
-مازن في ناس بتبصلنا..
رد بجراءة قائلًا :
-ما يشوفوا هو انا بعمل حاجة غلط..
لم بما تحيب لكن شابكت يدها بيده قائلة بسعادة :
-انت الحب..
نظر الي عينيها المبرقة ببحبور و قال بسعادة :
-و انتي الحياة..
***
امسك بملل هاتفه الذي لا يكف عن الرنين و ضغط علي زر الاستجابة ليرد بتماسك علي المتصل المزعج ، لكن فورًا ما هب من الفراش و حدق عينيه بصدمة و هو لا يستطيع تصديق ما وقع علي مسامعه لتو ، التفتت له سمر بتعجب و قالت بنعاس :
-اية يا مازن مين بيتصل..
اغلق هاتفه المحمول و هو لا يزال مصدوم ، نظر لها قائلًا باطمئنان :
-انا هروح اجيب ياسين نامي انتي يا حبيبتي..
ثم انحني علي وجنتها ليزرع قبلة صغيرة عليها ، فتسائلت بتعب و إرهاق :
-استناك..!
هب معترضًا :
-لا لا نامي انتي..انتي اصلا شكلك تعبان
و قام من الفراش بقلق و اتجه صوب خزانته ، تناول قميصه الابيض و ارتدي ملابسه علي عجلة من امره..
و هو لا يعرف ماذا عليه ان يفعل في تلك المصيبة التي وقعت عليه ؟
ماذا يجب ان يكون رد فعله تجاه هذا المعتوه ؟
لم يكن خائف فقط الا علي صغيرته البريئة من تلك الوحوش التي عادت ربما لتنتقم..
***
بعد ثلاث ساعات
عاد بقميصه الابيض الذي تناثر عليه بقع دماء اثار هذا الشجار الذي دار بينه و بين المغفل ، كان طفله "ياسين" يحمله بين يديه هذا الطفل الذي اخذ الشبة الكامل لبراءة سمر الا بعد الملامح التي لم تظهر بعد ، طفل لم يكمل ربيعًا بعد اصبح هو اقوي سبب في تعلقهما ببعضهما البعض..
وضعه علي الفراش بجانب والدته ، ثم تسلل الي دورة المياه خائف من يقظة زوجته و ان تراه بهذا المنظر فقد اصاب ببعض الضربات في وجهه الوسيم..مزال يتذكر صيحة والدته به عندما رأته بهذا المنظر المرعب..
نظر الي المرآه و دقق علي تلك الجروح السطحية التي ملءت وجهه ، شعر بالضجر كان يجب قتله و فتكه بين يديه..
كلما تذكر ما فعله بصغيرته يشعر بحرارة الغضب تندلع في صدره..
اغتسل جيدًا و التفكير في الامر لا يغادره بتًا و كأنه متعمد في مضايقته ، لم يستطع النوم ليلتها الا في بداية مطلع الشمس ، غالبه النعاس بكل جيوشه..
فتحت عينيها علي رنين جرس الباب المتواصل ، زفرت بحنق و هي تقوم من نومها ، ارتدت عبائة و امسكت بحاجبها لترتديه بطريقة عشوائية ، فتنفلت منها احدي الخصلات التي لم تلحظها..
فتحت الباب بكسل و النوم لا يغادر عينيها بعد لكن فجأة عندما وجدتهما الاثنين يقفان بجانب بعضها ، احدهما قد يظن البعض انه خرج من معركة مع الهكسوس و الاخر يظن البعض انه مات مذ سنوات و عاد الي الحياه مرة اخري بهذا المنظر البشع الهذيل..
لم تعرف ما عليها الفعل لكن انتطلقت من شفاتيها صرخة قوية :
-مااااازن..ماااازن..
قفز من فراشه علي صياحها ليتذكر ليلة امس و ما حدث ، تأكد ان الغبي قد جاء بدون اللقاء ميعاد او محادثة سمر في الامر ، سيقتله لكن لاحقًا بعدما يهدئ صغيرته المذعورة من عودة فارس و والده... يتبعالتفاعل لو سمحتوا
*20*
فتحت باب منزلها و هي تهتف ببهجة و سعادة :
- مازن..مازن..ميزو
اللقت حقيبتها علي الاريكة باهمال و سارت صوب مكتبه و هي تقرع الباب بخفة و لم يختفي اسمه من شفاتيها بعد فأخدت تناديه :
-مازن..مازن..
فتحت الباب بهدوء و اطلت برأسها بمكر لتراقبه دون ان يشعر ، وجدته يهاتف احدهم علي الهاتف ، انفلتت منه بسمة من ثغره و لوح بيده محي صغيرته الفاتنة بسعادة باهرة ، لم يلبث ان عاد ليكمل محاثته الهاتفيه بتهكم و قد علت ملامحه الغضب ، تسللت اليه بهدوء و وقفت جاوره و هي تحمل بيدها شيئًا ما خلف ظهرها..
انهي محادثته الهاتفية و دس هاتفه في جيب سرواله الاسود الانيق ، التفت لها مبتسمًا بعذوبية و قد تحولت نبرة صوته اثائرة الي صوت هادي لبق :
- ازيك يا سمورتي..
اشرقت ضحكة واسعة علي شفاهها و مدت يدها بزهرة بيضاء كانت تخفيها خلف ظهرها عن انظاره ، نظر لزهرة باستغراب و قد تأكد ان تلك المشاغبة قطفتها من حديقة جارهم ، عقد حاجبيه مندهشًا اللتقط الزهرة من بين اصابعها و ابتسم ابتسامة صفراء متوترة..
فقالت مسرعة حينما لاحظت ملامح الدهشة علي وجهه :
- لقيتها و عجبتني..
ثم اردفت بخجل :
-عارفة ان المفروض الولد يهديها لبنت..بس انا و انت واحد..فقولت ادهالك انا..
ثم وقفت علي اطراف اصابعها برشاقة و تركت قبلة هادئة علي شفاهه ، سعد سعادة بالغة و احاط خصرها الأهيف بذراعيه احتضن عصفورته بحنو بالغ هامسًا بنبرة سعيدة :
-ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي..
تركت رأسها خالدة علي اوطان احضانه ، ليزرع قبلته علي جبينها ، اهداها ذاك الوسيم اغلي زهرة الان ، فما اغلي قبلته المشحونة بمشاعر فياضة بالحب لها..!
***
و مع شمس جديدة التي اطلت الذهبية بأشعتها بجراءة في غرفة العاشقين..
بثت واقفة حينما دخل الي دورة المياه و هتفت قائلة :
-مااازن..انا نازلة اشتري حاجات..
قد فتح صنبور المياه ليستحم فلم يستمع لصوتها العالٍ ، لم تحاول ان تخبره مرة اخري لتمسك بمفاتيح سيارته السوداء مسرعة و تبتسم بسعادة خبيثة ، فقد طلبت منه ليلة امس ان تقود سيارته كبعض صديقتها لكنه رفض معللًا خوفه عليها و علي سيارته الباهظة الثمن..!
كانت مصرة علي قيادة السيارة و لو علي سبيل التجربة ، اللتقطت مفتاح السيارة بين يدها و ركضت خارج المنزل مستعدة لتحقيق حلمها البسيط..فتحت باب الجراچ فوجدت سيارته السوداء تنير بلمعان تحت اضاءة اشاعة الشمس ، اسرعت إليها و ضغطت علي زر الذي طلما ضغط عليه عزيزها لتشغيل سيارته..اسرعب بالركوب عليها ببهجة و جلست علي المقعدة بثقة و كبرياء كما يفعل ، تأكدت من وضع حزام ألامان ليحيط بها جيدًا ، استطاعت استعادة تعاليمه السرية لتحريك السيارة و خروجها من الجراچ ، كانت السيارة تسير علي نحو هادئ و بطيء ، شعرت بانجاز من داخلها و اخذ قلبها ينبض بقوة من فرط السعادة و الخوف..
حتي لاحظت في مرآه السيارة احمر الشفاه الخارج عن مصار شفاتيها شهقت بقوة و بطرف اصابعها الرقيق حاولت امحاء هذا الخطأ الغير مغفر في عهدها الانثوي ، و بدون حسبان للأمر صدمت السيارة بشجرة و خرجت السيارة هي الاخري عن مصار الطريق ، شهقت بصدمة و فتح ثغرها الصغير و هي تضع يدها علي فمها..لاحظت هذا الدخان الصادر من سيارة زوجها ، كادت تبكي لكن فور ما خرجت من السيارة و نظرت بكبرياء مصطنع الي بواب احدي العمارات..
لوحت يدها اليه فأنتبة لها و تسائل بنظراته عما تريد لتقول بصوت عالٍ نسبيًا :
- عمو ناصر رجع العربية الجراچ..
اعطته مفاتيح السيارة و هو مزال تحت اثار الدهشة من فعلتها التي بدت له مصيبة غير سارة لـ مازن ، سارت بثقة عمياء و هي تطلق صفيرًا مزعجًا و كأن شيئًا لم يكن..
اغلقت باب المنزل لتجد زوجها يعقد رباط حذاءه ، يا الله لم يسمع صوت الصدام ، ابتسمت بتوتر و اقتربت منه قائلة برقة :
- حبيبي استني اعملك فطار..
مازن بأعتراض :
- لا لا انا ورايا اجتماع كمان ربع ساعة و متأخر..يلا سلام يا سمورتي..
هم واقفًا ، كانت مذهولة و تحت تأثير صدمة قوية ، قبل كلتا خديها بلطف و هو يقول :
- سلام خلي بالك من نفسك..
كان ذهابًا لكن ابدت اعتراضها تلك الصغيرة القصيرة و وقفت امام طريقه و هي تمنعه عن الذهاب ، كان كلما اتجه لناحية اليسار تسرع هي الاخري بسرعة فائقة و تصبح عائقًا لطريقه و كلما اتجه الي اليمين تكرر نفس الشيء ، ليقول مازحًا :
- جرا اية يا سمر هنرقص تانجو و لة اية..يلا ابعدي يا ماما هتأخر..
هزت رأسها بالنفي و طوقت رقبته بذراعيها قائلة بغنج و دلال :
- حبيبي ما تقعد معايا انهاردة،،انت وحشني اوي و عاوزين نكلم و ا...
قاطعها بوضع يده علي ثغرها الثرثار و قال :
- هششش اية راديو جوة..سلام يا سمر هرجع بدري مش هتأخر والله..
ذمت شفاتيها بحزن مصطنع قائلة :
- مانا عارفة انك مش هتتأخر والله..
قبل جبهتها برفق و تركها في طريقها بمفردها..المسكين يظن انها خائفة من تركها وحدها في المنزل ، ضحك برفق علي تصرفاتها الطفولي ، استقل بالمصعد و ضغط علي زر الدور السفلي ليهبط المصعد ببطء...
توقف المصعد في الدور الاخير كما أمره ، فخرج و هو يسير بهدوء و يغلق الزر الرابع من معطفه القماش الذي يعطيه ثقة غير عادية كلما ارتداء يشعر و بأنه امير عصره..
دلف الي الجراچ لكي يتفاجئ بسيارته المتحطمة ، اتسعت عينيه بصدمة عندما وجدها بهذا الوضع اسرع لها واضعًا يده علي سيارته بأسي و عينين غير مصدقة فجأء وجدها ساخنها هذا يعبر انها صدمت لتو..خرج من الجراچ و هو يبحث بعينه عن اي احد في الطريق ، لم يجد الا البواب المدعي بـ ناصر..
اقترب منه بقلق و تسائل بأستغراب :
- عم ناصر..شوفت عربيتي حصل فيها اية..! هو انت حاولت تسوقها...
اسرع ناصر بتبرير موقفه و قال :
- لا لا والله يا بيه..دة لسة مراتك خارجة منها و طلبت مني ادخلها الجراچ..
سبها في باله و هو يضرب بيده علي جبهته حينما تذكر طلبها ليلة امس ، استأذن من ناصر الذهاب ، فأسرع مهرولًا الي منزله و بأقصي سرعة فتح باب المنزل بقوة ليجدها تجلس علي الكرسي امام التلفاز و تلتهم فطيرة بين يديها ، نظر لها بعينين تضخ نارًا ، ابتسمت بخبث و اسرعت بالركض إلي غرفتها بفزع و هي تقفز علي الارائك لتختصر الطريق..
كان سيلحق بها لكن لم يحالفه الحظ تلك المرة ، اغلقت بابها بالمفتاح و تأكدت جيدًا انه اغلق بإحكام ، طرق الباب بكف يده صارخًا :
- اية الي انتي هببتيه دة..حرام عليكي الموضوع مفيهوش هزار..
حاولت إسكات ضحكتها لكن لم تفلح فتصاعدت اكثر و توصلت الي اذنيه فصاح بها غاضبًا و توعد لها بقوله :
- بتضحكي!! ماشي يا سمر ماشي..لينا كلام بس ارجع بس..
سمعت اغلاق باب المنزل ، فتأكدت برحيله لتقهقه بقوة كلما تذكرت معالم وجهه حينما صدم بـ سيارته المتحطمة من فعلتها..
***
بينما تدلي الليل بستائره و نجومه المتلألأة في كبد السماء يترأسهم جمالًا القمر الساطع ببدره ، دلف هذا الثائر الغاضب الي المنزل ، فوجدها تجلس علي الاريكة متربعة بقدميها و تتمتع بمشاهدة فيلم كوميدي و بيدها الفشار..
تركت ما بيدها و ركضت إليه بمرح ، قفزت بخفة و طبعت قبلة قوية علي خده و هي تدندن بدلال :
-مال حبيبي ماله..قوليلي ايش جراله امبارح كان ينبغيني و اليـ..
مازن بحنق و هو يقتضب ملامحه :
- بس كفاية صداع..
قرصن خده بقوة و هي تقول بخبث قاصدة النيل منه :
- مالك بس يا بيضة..
رمقها بطرف عينه و تمالك اعصابه هذا الطفل الغاضب ، كان يود دفعها بقوة كي تهدئ اعصابه لكن فضل تركها قبل ان يجن من افعالها الطفولية..
دلف الي غرفته بصمت ، لتتبع خطواطه بخبثها و تقف جواره ، خلع قميصه بعصبية فظهر صدره العريض الحديدي و ذراعيه المكتزين بعضلات..
امسكت احدي خصلات شعرها و راحت تداعبها بين اصابع يدها و كأنها وتر في احدي المعزوفات و قالت بدلال :
-فدايا يا ميزو فيها اية يعني الله فوكك بقي يا راجل..
لم يجيب عليها ، و امسك بقميصه ليرتديه ، لكن تفاجئ بها تجذبه من يده مشاكسة ، استدار برأسه اليها و قال باقتضاب :
- هاتي القميص لو سمحتي..
هزت رأسها معترضة :
- توء..قولي الاول انك مش زعلان مني..
- اخلصي يا سمر بطلي لعب عيال..
- توء..
تجاهلها ، و بحث عن قميص اخر لتشعر بالاحراج و تمد يدها بقميصه مبتسمة بتوتر و هي تقول برجاء :
- ميزو متزعلش مني بقي..
سحب القميص من يدها و نظر لها بتفحص ، ابتسمت بتوتر قائلة بحزن :
- مكنش قصدي والله..
ثم مدت شفتيها السفلي الي الامام فبرزت ملامح دقنها كالاطفال ، نظر لها مطاولًا و قال بابتسامة عذبة في هذا الوجة الثائر..
ما اجمل ابتسامته في لحظات غضبه !
- طب اعاقبك دلوقتي ازاي..
ثم امسك كفها ليطبع قبلة في باطنه و يجذبها إليه برفق ، فألقت برأسها علي صدره و هي تحاوط خصره بذراعيها ، احتضنها بقوة و ضحك قائلًا :
- ماشي ياستي عمومًا مفيش حاجة..
ابتسمت سمر بخبث فنجح اصطناع الحزن لرق قلبه إليها مرة اخري ، قالت ببسمة خبيثة علي شفاهها :
-هة هتعلمني السواقة بقي..!
قبل رأسها بلطف قائلًا :
- عيوني انتي تؤمري..
كادت ان ترفرف من السعادة البالغة التي تملكتها ، فازدات به تمسك :
- بحبك اوي..
وضع يده علي شعرها و مرر يده عليه بحنان أبوي ، لتتذكر شيئًا ما و تشعر بالخوف يعاودها مرة اخري كادت تلتهم انمالها ، اغمضت كلتا عينيها و توترت شفاتيها و هي تتفوه قائلة :
- مازن اللاب بتاع وقع عليه نسكافية..
تمالك اعصابه و اشتدت الملامح علي وجهه سوءًا كأنه يود قتل من بين ذراعيه الان لكن صمت حينما رفعت إليه عينيها الملاكية الساحرة و قبلت شفاتيه برقتها المعتادة و هي تهمس بمشاكسة :
- فدايا يا حبيبي..
ذم شفاتيه بحسرة و ندم :
- فداكي يا حبيبتي..
ضحك كلاهما بقوة و ازداد كل منهما تمسك بحبهما القوي الذي لا يقهر..
حب جبار ولد بين شاب في اوائل الثلاثين و فتاة مراهقة لم تتعدي العقد الثاني بعد،،
لم يكن اختلاف العمر الكبير سبب يومًا في هزيمة و هدم حبهما..فالحب علاج ، و هما مريضان لا يتعافا..
مرت السنين واحدة تلو الاخر و الحب لم يتراجع عن محله ، مزال صامد في مكانه لا يهتز عرشه مع الصدمات و الخلافات التي قلت كثيرًا بعدما استطاع مازن تمالك اعصابه و مرعاة صغيرته التي مرضت بـ السكر...
كان واقفًا امام مبني جامعي خاص بطلاب الهندسة الوافدون من كل انحاء المحافظات ، عقد ذراعيه بملل فقد تأخرت اليوم في الامتحان عن اي يوم ، قلق ان اصابها اي مكروه حاول تجميد ملامحه رغم القلق المتسرب من عينيه التي تخفيها نظارة الشمس..
وجد اميرته الصغري التي لم يزداد طولها بعد تقترب منه و الابتسامة علي ثغرها ، تلك التي اصبحت امًا لطفله الان ، وقفت امامه تلك النحيلة التي تحفظت بجمال رشاقة جسدها حتي بعد الولادة..
قبل كلتا خديها بشوق و سألها بقلق :
- اتأخرتي لية !
زفرت سمر بحنق :
- الدكتور اتأخر في تسليم الورق فطلبنا وقت زيادة..
تنهد براحة و امسك بيدها التي بردت من التوتر :
-طب عرفتي تحلي..
سمر بتوتر :
-الامتحان كان صعب بس الحمدلله هعدي ان شاء الله..
مازن مداعبًا اياها ليخفف عن توترها :
- نقول كدة عروستي كبرت و بقيت في رابعة..
سمر ببهجة نبضت علي وجهها :
- ايوة الحمدلله انهاردة خلاص انتهيت من السنة القذرة دية..
ثم ركبت السيارة و هي تردف حديثها :
- صحيح هنعدي علي ماما مني ناخد ياسين بقي..دة معاها طول امتحانتي..
غمز لها مازن بمكر و اعترض قائلًا :
- لا خليه عندها انهاردة كمان..
ضحكت بحرج قائلة بملامح مسكينة :
- توء بقي..ياسين وحشني الله..
اقترب منها قائلًا بخبث :
-مانتي كمان وحشتيني..
قرصت انفه بخفة و قالت برقة :
-و انت كمان وحشتني اوي يا حبيبي
عاد لوضعه في المقعد و امسك بيدها ليقبلها بقوة حانية ، تصاعدت الحمرة الي وجنتها و توردت بخجل حينما نظر اليها زملائها فهمست باستحياء :
-مازن في ناس بتبصلنا..
رد بجراءة قائلًا :
-ما يشوفوا هو انا بعمل حاجة غلط..
لم بما تحيب لكن شابكت يدها بيده قائلة بسعادة :
-انت الحب..
نظر الي عينيها المبرقة ببحبور و قال بسعادة :
-و انتي الحياة..
***
امسك بملل هاتفه الذي لا يكف عن الرنين و ضغط علي زر الاستجابة ليرد بتماسك علي المتصل المزعج ، لكن فورًا ما هب من الفراش و حدق عينيه بصدمة و هو لا يستطيع تصديق ما وقع علي مسامعه لتو ، التفتت له سمر بتعجب و قالت بنعاس :
-اية يا مازن مين بيتصل..
اغلق هاتفه المحمول و هو لا يزال مصدوم ، نظر لها قائلًا باطمئنان :
-انا هروح اجيب ياسين نامي انتي يا حبيبتي..
ثم انحني علي وجنتها ليزرع قبلة صغيرة عليها ، فتسائلت بتعب و إرهاق :
-استناك..!
هب معترضًا :
-لا لا نامي انتي..انتي اصلا شكلك تعبان
و قام من الفراش بقلق و اتجه صوب خزانته ، تناول قميصه الابيض و ارتدي ملابسه علي عجلة من امره..
و هو لا يعرف ماذا عليه ان يفعل في تلك المصيبة التي وقعت عليه ؟
ماذا يجب ان يكون رد فعله تجاه هذا المعتوه ؟
لم يكن خائف فقط الا علي صغيرته البريئة من تلك الوحوش التي عادت ربما لتنتقم..
***
بعد ثلاث ساعات
عاد بقميصه الابيض الذي تناثر عليه بقع دماء اثار هذا الشجار الذي دار بينه و بين المغفل ، كان طفله "ياسين" يحمله بين يديه هذا الطفل الذي اخذ الشبة الكامل لبراءة سمر الا بعد الملامح التي لم تظهر بعد ، طفل لم يكمل ربيعًا بعد اصبح هو اقوي سبب في تعلقهما ببعضهما البعض..
وضعه علي الفراش بجانب والدته ، ثم تسلل الي دورة المياه خائف من يقظة زوجته و ان تراه بهذا المنظر فقد اصاب ببعض الضربات في وجهه الوسيم..مزال يتذكر صيحة والدته به عندما رأته بهذا المنظر المرعب..
نظر الي المرآه و دقق علي تلك الجروح السطحية التي ملءت وجهه ، شعر بالضجر كان يجب قتله و فتكه بين يديه..
كلما تذكر ما فعله بصغيرته يشعر بحرارة الغضب تندلع في صدره..
اغتسل جيدًا و التفكير في الامر لا يغادره بتًا و كأنه متعمد في مضايقته ، لم يستطع النوم ليلتها الا في بداية مطلع الشمس ، غالبه النعاس بكل جيوشه..
فتحت عينيها علي رنين جرس الباب المتواصل ، زفرت بحنق و هي تقوم من نومها ، ارتدت عبائة و امسكت بحاجبها لترتديه بطريقة عشوائية ، فتنفلت منها احدي الخصلات التي لم تلحظها..
فتحت الباب بكسل و النوم لا يغادر عينيها بعد لكن فجأة عندما وجدتهما الاثنين يقفان بجانب بعضها ، احدهما قد يظن البعض انه خرج من معركة مع الهكسوس و الاخر يظن البعض انه مات مذ سنوات و عاد الي الحياه مرة اخري بهذا المنظر البشع الهذيل..
لم تعرف ما عليها الفعل لكن انتطلقت من شفاتيها صرخة قوية :
-مااااازن..ماااازن..
قفز من فراشه علي صياحها ليتذكر ليلة امس و ما حدث ، تأكد ان الغبي قد جاء بدون اللقاء ميعاد او محادثة سمر في الامر ، سيقتله لكن لاحقًا بعدما يهدئ صغيرته المذعورة من عودة فارس و والده.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-