Ads by Google X

رواية القاسي الفصل العاشر 10 لرونا فؤاد

 


ابتسم ادم لعثمان الذي مال عليه يقبل جبينه بعد ان وضعه بالفراش.. انا مبسوط اوي ياخالو انك اخدتني عند ليلى
اومأ له عثمان دون قول شئ ليتعلق ادم بعنقه قائلا : انا بحبك اوي ياخالو
شقت الابتسامه طريقها عبر وجهه عثمان الذي قال : وانا بحبك اكتر ياحبيب خالو
تمدد ادم في الفراش ليربت عثمان علي خصلات شعره الناعمه قائلا بحنان : يلا نام بقي
اومأ له الطفل وتقلب علي جانبه واغمض عيناه ليقوم عثمان من جواره ويتجه الي باب الغرفه ولكن صوت ادم أوقفه : خالو
التفت اليه ليقول : ينفع تحكيلي حدوته
نظر اليه عثمان بجهل ليعتدل ادم جالسا وهو يقول : مامي كانت بتحكيلي حدوته عشان اعرف انام
ابتلع عثمان غصه حلقه قائلا : انت تعبت النهارده ولازم تنام
: مش بعرف انام من غير حدوته...
اقترب منه عثمان قائلا : بس انا مش عارف اي حدوته
زم ادم شفتيه قائلا : ولا اي واحدة.. ؟
هز عثمان راسه : ولا واحدة
قال الطفل بفطنه :طيب اسأل خالو عمار.... او ليلي هما اللي عارفين الحواديت
ابتسم الطفل وتابع حديثه الطفولي البريء والذي امتليء بمشاعر شقت طريقها تجاه ذلك الشئ الصخري الموجود بين ضلوعه والذي كل وظيفته ان يضخ الدماء ليس اكثر ليتابع آدم ; بس حواديت ليلي احلي بكتير من حدوته خالو عمار... هو عارف واحدة بس وبيقولها كمان غلط
ضحك الطفل فبادله عثمان الضحكه ليداعب شعره قائلا ; طيب يابطل حاضر انا هتعلم الحدوته من عمار وابقي احكيهالك
هز الطفل راسه الصغيرة قائلا : لا لا... خلي ليلي تعلمك.. أصل حدوته بباها القبطان حلوة اوي
سحب عثمان نفس مطولا يحاول إخفاء غضبه الدفين من تلك الفتاه التي لا تلبث كل لحظة تظهر امامه وحتي حينما أقصاها بعيدا مالبثت سيرتها وظهرت امامه.... خرج من غرفه ادم واتجه الي غرفته ليخلع سترته ويلقيها بعيدا ثم يبدأ بحل ازرار قميصه بحنق فهو لم يفعلها يوما ويتراجع عن قراره وقد فعلها بسبب تلك الفتاه...!! تركها تذهب هكذا ليبرر لنفسه الأمر انها كانت ستموت ان ظلت بلا طعام او دواء وهي ليست بذات اهميه ليتحمل ذنب موتها .... خلع قميصه واتجه للاستحمام وهو يقنع نفسه بأن هذا هو السبب الذي جعله يتركها ليرفض تماما الاعتراف بالسبب الحقيقي والذي لا يستطيع تفسيره.... بعد ماحدث لها لم يستوعب او يفهم كيف تقبلت ما الت اليه الأمور بهذا الرضى..... كيف ظلت واقفه علي قدميها دون حتي ان تغضب او تثور او تلعن سوء قدرها...... فقط رؤيته لها بعدما حدث وتقبلها له بهذا الرضي لايستوعبه ولا يفهمه بينما لا يجد بداخله ذره واحده تقبل او ترضي بما حدث لاخته... يسمع دوما بأن الرضي بقضاء الله ايمان ولكنه ايمان لا يستطيع الوصول اليه ابدا ولا يتخيل ان يصل اليه بينما رآه بتلك الفتاه التي رضيت بقدرها القاسي...... قويه..! نعم قويه للغايه بل قوتها تنبع من ضعفها فهي بالرغم من قوته وجبروته كانت أول من يقف امامه
ضعفها وقوتها...رضاها... غريب.. غريب لدرجه شتتت تفكيره وهو من لم يشغل فكره شئ ولا احد الا عائلته التي تحمل مسؤوليتها على كاهله منذ الصغر لذا انهي كل هذا بتركه لها ولكنه لم يكن يتخيل ان تعود بقدمها.....!! وهاهو أضعف جزء به من يجبر كل قوته مجددا علي الرضوخ والتخلي عن قراره بل ويأخذ ادم بنفسه لها
زفر بضيق شديد وكاد يقتلع خصلات شعره التي يجففها بالمنشفه حينما انتبه انه طوال كل هذا الوقت سمح لها باحتلال تفكيره وهو لم يفعلها سابقا
القى المنشفه بحنق واتجه لمكتبه ليصب كامل تفكيره بالعمل لعله يزيح تلك الفتاه من تفكيره . .......!!
............
....
: بقولك ايه يانادو ما تخلي ابوكي يعجل موضوع جوازنا ده
مالت نادين عليه بدلال قائلة : مستعجل اوي يايوسف
قال بشغف بينما تركزت عيناه علي شفتيها التي طلتها باحمر شفاه ناعم : اوي اوي يانادو
قالت بنعومه وهي تحيط عنقه بذراعيها : طيب ما تقول لبابي مكان الفيديو عشان يسرع موضوع جوازنا
رفع يوسف حاجبه وابتعد عنها والتوت شفتيه بمكر : عشان يسرع موضوع جوازنا ولا يلغيه
قالت بخبث: ليه بتقول كدة يابيبي... ؟
: عشان ملهاش تفسير تاني غير كدة
: لاطبعا... الفكرة كلها انك بكدة بتثبت ولاءك لبابي وتخليه يثق فيك
سحب يوسف نفس عميق وهو يتطلع لمكر نادين التي تظن انها اذكي منه ليضع سيجارة بين شفتيه قائلا : لو واثق فيا كان وافق علي جوازنا من غير تردد
: ياحبيبي الموضوع مش سهل اوي كدة..... برضه انت..... قاطعها متهكما : انا ولاحاجة عشان اتجوز بنت عماد الراوي
هزت راسها : لا طبعا
الفكرة بس ..... قاطعها وتخلي يوسف عن رصانته وهتف بتهديد : الفكرة كلها ان انا وانتي شبه بعض فبلاش تتذاكي عليا عشان مش هتوصلي لحاجة..... الفيديو ده مش هيظهر ابدا طول ماانتوا بتنفذوا اللي انا اقول عليه غير كدة هروح اسلم الفيديو البوليس واشهد بكل حاجة فاهمه
احتقن وجهها لتتخلي هي الاخري عن هدوءها قائلة بتحذير ; مش هتلحق تعمل كدة
قال يوسف بتهديد : بيتهئألك.... مكالمه واحدة الفيديو يظهر
نظرت له بوجهه احمر من الغضب وانصرفت ليزفر يوسف الهواء الذي بصدره ويفرك وجهه بعنف فكلما أراد الخلاص من تلك الورطة
وجد نفسه يتعمق بها اكثر..... لو كان من البدايه قدم الفيديو لما كان حدث كل هذا ....!. لو كان اخبر ذلك الرجل بأن ثأر اخته لدي نادين لما كان حدث كل هذا.....
هز راسه لتتدافع الأفكار لرأسه..وهو يفكر بأنه خاف .... نعم خاف علي نفسه .... ونفسه فقط هي كل ماتشغله
.........!!
انتفض عماد كمن لدغته حيه ونظر الي مروة
التي حاولت التظاهر بالبراءه وهي تقول : ياحبيبي انا بس خايفه عليك والحل ده هو اللي، جه في دماغي
نظر لها لحظة قبل ان يردد : اكتب كل ثروتي ليكي
قالت بتعلثم وهي تتابع تظاهرها بالبراءه : ياحبيبي ماانت اللي قولت انك خايف من جواز نادين من الولد ده عشان هي بنتك الوحيده وبالتالي ثروتك الي تعبت وشقيت فيها سنين هياخدها
تطلع عماد اليها بينما مررت يدها بنعومه علي صدره وتابعت : انا ياحبيبي خايفه عليك... ولا انت مش واثق فيا
ابعد عماد يدها عنه وقام من جوارها
قائلا بجمود : لا طبعا واثق....
ابتسمت بانتصار وقامت من مكانها لتقف خلفه وتحتضن ظهره وتكمل باغواء : امال في ايه بقي ياحبيبي.. ؟
ادارها اليه وتطلع اليها بابتسامه ماكرة وهو يقول : في ان دي زي ماقولتي ثروتي اللي تعبت فيها سنين..... اختفت ابتسامته وتابع بجديه وتحذير : وانا بس اللي اقول تروح لمين.. انتي ولا نادين ولا حتي للكلاب
اتسعت عيناها حينما باغتها بيده التي تقبض علي ذراعها : اوعي تفتحي الموضوع ده مرة تانيه وافتكري دايما النعمه اللي انتي عايشه فيها علي ايدي انتي وأهلك وحافظي عليها كويس..... واشكري ربنا اني سكتت عليكي لما قولتي لنادين موضوع جوازنا
: عماد انا...
: انتي تنفذي اللي اقول عليه وبس... كل اللي عليكي تخرجيني من القرف اللي انا فيه وتبسطيني غير كدة ميخصكيش فاهمه
اومات له وهي تخفي غلها وحقدها بداخلها فهي بحاجة اليه والي ثروته كما قال بعد ان كانت مجرد موظفه بشركته تتلقى راتب زهيد أصبحت مديرة مكتبه وتتلقي الالاف وبعدها تزوجها سرا ولا يبخل عليها بشئ ولكنها تطمع للمزيد...!!
...........
....
ضحكت ليلي تخفي مراره حزنها قائلة : لا ياباشمهندس اطمن انا مش ناويه اسيبك دلوقتي ابدا
قال ابيها بابتسامه حنونه : بس انا نفسي افرح بيكي انتي ويوسف ونعجل بجوازكم
... انا هكلم مصطفي و..... قاطعته بسرعه : لا... لا يابابا بلاش
عقد مهدي جبينه : ليه ياليلي
: ابدا يابابا بس يعني لسه بدري
: ولابدري ولاحاجة.. انتوا بقالكم سنتين مخطوبين
زمت شفتيها واتجهت الي ابيها لتقول بمرح تتجاوز به عن تلك النقطه فهو لا يحتمل معرفه مجرد فسخ خطبتها فمابالك بكل ماحدث ; ولو عشر سنين برضه بسه بدري ولا انت عاوز تخلص مني
نظر لها بحنان : انا يالولو.... هو انا ليا غيرك
ده انا كنت هتجنن عليكي لما مصطفي قالي رجلك اتكسرت ومكنتش، قادر اروحلك
: امال عاوز تخلص مني ليه
: عاوز اطمن عليكي ياحبيبتي.. انا مش عايشلك العمر كله
:بعد الشر عليك ياحبيبي ربنا يخليك ليا
: الموت علينا حق ياحبيتي وانا عاوزك تعيشي حياتك ومتربطيهاش بيا انا هبقي مبسوط وانا مطمن عليكي لما اموت واروح لأمك وقلبي هيبقي دايما معاكي
انبثقت الدموع من عيونها لترتمي بحضنه : بعد الشر عليك... متقولش كدة يابابا
ربت علي شعرها بحنان : لازم تاقلمي نفسك ياحبيتي وترضى بأمر ربنا
تعرف انه محق وان حالته الصحيه سيئه ولكن كيف تتقبل حقيقه مؤلمه كتلك
غابت بحضن ابيها تشبع من رائحه حنانه قبل ان تتمالك نفسها وترفع راسها اليه قائلة : ممكن كفايه نكد بقي يامهدي
ابتسم لها وضرب راسها بخفه : مهدي..!
اومات له : اه مهدي.. احلي اب في الدنيا
ابتسم لها وجذبها لحضنه مقبل جبينها : انتي اللي احلي بنت في العالم كله
..............
...
عقد عمار حاجبيه بينما أجاب علي هاتفه لياتيه صوت مي التي قالت بسرعه : انا مي ممكن اتكلم معاك
قال عمار بجمود : خير
قالت برقه ; مش هينفع في التلفون.... ينفع اشوفك في اي مكان
صمت عمار لتقول برجاء : موضوع مهم مش هاخد من وقتك كتير
تنهد قائلا ; طيب اوك
: فين.. ؟
: اي مكان
: تمام نتقابل في.... كمان ساعه
اومأ لها : تمام
..............
قفزت مي من مكانها بسعاده لترتدي ملابسها سريعا وهي تراجع ما ستقوله...!
...........
....
اتجه عمار الي غرفه ادم لتسبقه رائحه عطره الاثره... رفعت ليلي عيناها اليه ماان دخل ليبتسم لها قائلا : ينفع العب معاكم
اومأ له ادم بحماس : اه
داعب شعره ليقول لليلي بامتنان : بجد انا مش عارف اقولك ايه انك جيتي لادم بعد اللي عثمان عمله
هزت كتفها قائلة : ادم مالوش ذنب
اومأ لها لينظر لعيونها الجميله قائلا بصدق : وعثمان كمان مالوش ذنب
عقدت حاجبيها وتعكر صفو لون عيونها الجميل ليبتسم عمار قائلا : بلاش تكشري اوي كدة...
هزت كتفها : غصب عني بس مجرد سماعي اسمه كفايه اني اتضايق
نظر لها قائلا بمغزي مبهم ; عثمان من وحش علي فكرة...... نظرت له برفض ليهز راسه قائلا : مسيرك يوم تعرفي كدة
قالت بتأكيد ; معتقدش
ابتسم لها قائلا : هنشوف
تجاهلت مانطق به وعادت لتنتبه لآدم الذي رفع لها احدي العابه طالبا منها ان تلاعبه بها ليقول عمار... انا هخلي السواق يوصلك عشان انا متأسف عندي مشوار
هزت راسها : لا مفيش داعي انا هروح
قال عمار : متبقيش عنيده... هخلي رمضان يوصلك
تركها ونزل للاسفل ليركب سيارته الرياضيه الانيقه ويتجه بها الي البوابه
: بشير خلي رمضان يوصل الانسه ليلي بيتها
اومأ له بشير وسرعان ماهاتف حسان يخبره بما أمره به عمار
دخل حسان الي مكتب عثمان الذي رفع راسه من فوق الأوراق التي امامه قائلا ; في ايه..؟
: ابدا بس عمار بيه خرج وبلغ رمضان يوصل البنت بيتها
رقع عثمان حاجبه : هي مع ادم
اومأ حسان قائلا : ايوة ياباشا... هناك بقالها ساعتين
اومأ له عثمان وعاد لينظر للاوراق المفتوحه امامه لينظر له حسان بتردد قائلا : اخلي رمضان ينفذ كلام عمار بيه
أشار له بيده دون قول شئ ليتجه حسان الي الباب ولكن قبل ان يضع يداه علي المقبض كان عثمان يقوى بصوته الاجش : خليها مكانها لغايه ماارجع
التفت له حسان بدهشه سرعان مااخفاها وخرج ليبلغ الحرس الايتركوا ليلي تغادر الا حين عوده عثمان كما أمره....
..........!!
زفرت ليلي بحنق بالحارس الذي رفض جعلها تغادر
لتنظر الي هدي التي قالت بتعلثم : معلش يابنتي عشان خاطري بلاش تمشي الا لما الباشا يرجع زي ماقال
: يعني ايه ممشيش الا لما يرجع ماله ومالي اصلا.... انا باجي هنا عشان ادم وبس
قالت هدي بتوتر : عارفه يابنتي بس غصب عننا كلنا بنفذ الأوامر ولو الباشا رجع لاقاكي مشيتي هياذينا كلنا
قالت ليلي بانفعال : ليه يعني ياذيكم..! ايه فاكر نفسه الحاكم بأمر الله واللي مينفذش، أمره يأذيه
انا ماشيه...
: عشان خاطري يابنتي... هو اكيد علي وصول
...!
أوقف عثمان سيارته بباحه المنزل ونزل منها بينما يتوعدها بداخله : اما اشوف اخرتها معاكي
دخل بخطواته الثابته بينما كل انش به ينفر بالغيظ من تلك الفتاه فلم يتوقع ان تعود بعد مايفعله معها وهاهي كل مرة تعود من أجل ادم وكأنها تخبره انه بحاجة اليها وأنها تتكرم عليه بقربها لابن اخته وهو ليس ممن يقبل جميل من احد وخاصه امرأه لذا سيضع حد لهذا...!
كانت لحظة دخوله لحظة انتفاخ وجنه ليلي غضبا بينما تقول : انا ماشيه ويعمل اللي يعمله...!
شهقت هدي ماان رأت عثمان يدخل لتشير بعيناها بخوف لليلي التي أستدارت تجاهه هاتفه بغضب وبدون مقدمات : تسمح تقولهم يسيبوني امشي
تجاهل غضبها وكلامها بينما يتجه الي غرفه مكتبه قائلا ببرود وعجرفه : تعالي ورايا
نظرت لها هدي برجاء ان لا تتحداه وتذهب خلفه لتضرب ليلى الارض بقدمها وتتجه خلفه ليس امتثال لاوامره ولكن فضول منها ان تعرف السبب
: خير.... عاوزني في ايه.. ؟
نظر لها بتسليه بينما تكاد الدماء تنبثق من خدودها المنتفخه... ليجلس علي مقعده باريحيه شديده قائلا : اقعدي
نظرت له بغيظ : انا مرتاحة كده... قول عاوز ايه.؟
ارجع راسه للخلف وداعب القلم الذهبي بين اصابعه قائلا بهدوء شديد : انتي اللي عاوزة ايه.؟
عقدة حاجبيها ونظرت له بتلك العيون الغاضبه بعدم فهم ليشرح لها بنبرته البارده الي استفزتها كثيرآ : عاوزة ايه...؟! او بمعنى أصح اية اللي عاوزة توصلي له باللي بتعمليه مع ادم
احتقن وجهها بالغضب من المغزى وراء كلماته ولكنها تمالكت اعصابها لتقول : مش عاوزة اوصل لأي حاجة...
رفع حاجبه وعيناه تتفرس كل انش بوجهها ليري تأثير كلماته عليها : يعني بتعملي كل ده بس عشان خاطر ادم
اومات له : اه.... طفل صغير دخل قلبي وحسيت انه محتاج ليا مفيهاش حاجة لما اتحمل سخافات واحد زيك عشانه
صفعه... غضب.... ثوره.... لا.. لا تراجع عن كل هذا ليستعيد مجددا قناعه البارد بينما التوت شفتيه بابتسامه متسليه وهو يقول : انا كدة لازم اشكرك بقي
: مش مستنيه شكر منك ولا من غيرك
: امال مستنيه ايه
زفرت قائلة : مستنيه تخلي كلابك او رجالتك او شوف بتسمهيم ايه يسبوني امشي
لماذا لا يثور عليها لماذا لايغضب وينهي الحوار لماذا هو يجد تلك الرغبه بداخله بإكمال هذا الحوار مع تلك الفتاه التي يريد الاستماع لمزيد من تحديها له....
: تمام.... هخلي رجالتي تسيبك تمشي ومش بس كدة هيوصولكي كمان
: متشكرة مش عاوزة حد يوصلني
كفايه تسبيني امشي
نظر لها بمكر متسائلا : هتجي تاني.. ؟
نظرت له بعدم فهم : عشان ادم.... اه ان شاء الله
اومأ لها قائلا : حيث كدة بقي..... يبقي امضي هنا
عقدت حاجبيها واقتربت خطوة تتطلع الي تلك الورقه التي اخرجها من حقيبته ; اية ده.. ؟
قام من مقعده واتجه ناحيتها ليقف خلفها مباشره فتنفذ رائحته الرجوليه الي أنفها بينما قال ببطء وهدوء : ده عقد.... عقد شغل
التفتت له لتصطدم عيناه بملامحها بينما وجد نفسه علي بعد خطوتين منها لتمر عيناه ببطء علي ارتجافه شفتيها الغاضبه وتصعد الي عيونها الشرسه التي يتقافز بها هذا الغضب المسلي بالنسبه له كصياد متربص بفريسته
: انا اشتغل عندك
اومأ لها : ااه..... وسايبلك خانه المرتب فاضيه حطي الرقم اللي يعجبك.... قدري وقتك وتعبك مع ادم بالتمن اللي انتي عاوزاه
تنفست بغضب بينما تتراجع بضع خطوات للخلف مبتعده عن نظراته التي تتطلع اليها بهذا الغرور والعجرفه لتبادله لها بنظرات متعاليه : ومين قالك اني هقبل اشتغل عندك
: امال انتي هنا ليه.... مش بتشتغلي.. ؟
: انا هنا بهتم بطفل صغير
قال ببرود مستفز : وماله ياستي اهتمي بيه وخدي تمن اهتمامك
هتفت بغضب : انت ازاي قادر تكون كدة
قال ببرود : كدة ازاي... غلطت في ايه... انا حتي gentle man وبقولك قدري تعبك
: انت بتشتري اهتمامي بادم
: وفيها ايه.؟ قلتلك كله بتمنه
: فيها ان مش كل حاجة بالفلوس وانا بهتم بادم عشان انا عاوزة كدة مش، مستنيه حاجة منك
قال بسخريه ; هتخدميه ببلاش يعني
انفجرت بغضب : اولا انا حره اعمل اللي يعجبني ..... ثانيا انا مش خدامه عندك....
قال بتحدي : لو ممضتيش العقد مش هتدخل البيت ده تاني... رفع أصبعه محذرا وتابع :اوعي تفكري اني هقبل اكون مديون ليكي
هتفت بنفاذ صبر : انا ماليش دين عندك ولا عند غيرك .... انا مطالبتكش بأي حاجة
قال باصرار : اللي عندي قلته
هتفت بثبات ; وانا اللي عندي قلته... انا هاجي كل يوم اهتم بادم ولو انت مش، حابب وجودي اضغط علي نفسك واتحمله... نظرت له بتحدي وتابعت ;أظنك مستعد تعمل التضحيه الصغيرة دي عشان ابن اختك الله يرحمها
انصرفت بغضب ليضرب المكتب بغل شديد من تلك الشعله الناريه التي تقف امامه....
حساااااان
اسرع حسان علي صوته الجهوري :اومرك ياباشا
: اعرفلي كل حاجة عن البت دي وابوها ...... عايشه ازاي ويتصرف منين صحابها معارفها كل حاجة
: اوامرك ياباشا
...........
قالت مي بتاثر زائف ; طبعا ماما رفضت كلام بابا اللي صمم يرفع القضيه وياخد ادم منكم وقالتله حرام يحرمكم منه بس بابا صمم واتخانق معاها جامد اوي لغايه ماضغطه علي ووقع فجأه وحصل اللي حصل
هزت كتفها وتابعت : بس طبعا كل ده حصل بعد ماكان كلم المحامي عشان يرفع القضيه فأنا محبتش انكم. ... يعني... تعرفوا حاجة زي دي من المحامي ففكرت اكلمك واقولك خصوصا بعد سوء، التفاهم اللي حصل
انا بحب ادم وقلبي متقطع عشانه ومكنتش اقصد ابدا اقول اللي قولته
اومأ عمار بهدوء : تمام حاجة تانيه عاوزة تقوليها
قالت برقه :شكلك زعلان
هز راسه :لا.... حصل خير
قالت بفضول ; طيب هتعمل ايه في القضيه
قال بهدوء ; هتكلم مع عثمان واشوف
: بس كدة عثمان جايز يتهور ويحصل مشاكل بينه وبين بابا او خالد..... انا بقول خليني اتكلم مع ماما واقنعها تكلم المحامي يأجل موضوع القضيه علي الاقل لغايه مابابا يخف
اية رايك
هز راسه قائلا : مفيش مشكله بس برضه عثمان لازم يعرف عشان يشوف هيعمل ايه في قضيه زي دي
قالت بمكر : انا اعتقد ان حضانه ادم هتروح لبابا لان يعني... هو جده وبعدين انت وعثمان مش متجوزين و...
قاطعها عمار قائلا : هشوف
نظرت له قائلة ; عمار
نظر لها ; نعم
قالت بنعومه : انت متضايق من وجودك معايا
هز راسه وتطلع لساعته : لا ابدا بس عندي مشوار
اومات له باحباط :اه مفهوم.. اسفه اني عطلتلك
هز راسه قائلا ; لا بالعكس متشكر انك قولتي
ابتسمت قائلة : يعني كدة كفرت عن غلطتي
: قولتلك حصل خير
تنهدت قائلة بأمل ; اكيد خير
أشار للنادل لإحضار الحساب لتقول ; هو ادم عامل ايه..؟
: كويس
قالت بتردد : طيب اية رايك نخرج تاني.. قصدي يعني مع ادم.. يغير جو
نطر لها لتضع شعرها خلف اذنها وتنظر لها بابتسامه راجيه : اصله وحشني اوي ونفسي اشوفه
اومأ لها قائلا ; تمام هشوف واكلمك
: مرسي
قام قائلا ; تحبي اوصلك
هزت راسها : لا هاخد تاكسي
قال بتهذيب : لا تاكسي ايه.... اتفضلي اوصلك...


ابن اخته اصبح يداه التي تولمه والتي دوما يقطعها ولكنه لايستطيع الان...!
زفر بحنق وهو يغادر المنزل منذ الصباح الباكر حتي لايراها حيث تأتي
..... ركب حسان السيارة مع عثمان الذي قال باقتضاب ; عملت ايه..؟
: تمام ياباشا.... ابوها كان مهندس بحري في شركه... من سنين حصلت حادثه له خلته عاجز عن الحركه ومن وقتها اخوه اللي بيصرف عليه خصوصا انه وافق مياخدش تعويض من الشركه مقابل تعيين اخوه هناك ... اخوه هو الراجل اللي قدم البلاغ و... قاطعه عثمان بنظره عيناه ليتجاوز حسان عن تلك النقطه ويتابع ; بس ياباشا هي لسه متخرجه من كليه الآداب واشتغلت اقل من شهر في، حضانه واللي اعرفه انها دلوقتي بتدور على شغل وامبارح كلمت سمسار عاوزة تبيع شقتها
التفت له بتساؤل : تبيعها..؟!
: ايوة ياباشا ده اللي عرفته
ظل صامت ليسأله حسان : تأمر بحاجة تانيه
أشار له بعيناه ليصمت حسان بينما يفكر عثمان بما عرفه عنها
نظر اسامه بشك الي ليلي التي تغادر منزل عثمان الباشا مضيقا عيناه فهاهي طوال اسبوع تأتي يوميا لهذا المنزل...!!


أجابت ليلي علي هاتفها ; الو
: ازيك ياليلي يابنتي انا طنطك شكريه جارتك في العمارة اللي قدامك
اومات قائلة : اهلا ياطنط
: ازيك يابنتي
: بخير
: عيد السمسار قالي انك عاوزة تبيعي شقتك وانا بصراحه كلمت عمك محمود وعاوز اخدها لمني بنتي عشان تكون قريبه مننا
: طبعا لو حضرتك عاوزه تشتريها معنديش مانع
قالت بتردد : ايوة بس انا كنت يعني عاوز اتكلم معاكي في تمنها
قالت ليلي بتهذيب : حضرتك انا قايله لعيد تمن الشقه
: طيب مفيش خاطر لطنطك شكريه
; طبعا ياطنط طيب حضرتك عاوزة تدفعي كام
ابتسمت شكريه بسعاده : تسلمي يا جميله.. حيث كدة بقي انا هلبس واجي اتكلم معاكي
ولا مش فاضيه
هزت راسها : لا طبعا ياطنط اتفضلي
: شكرا يابنتي.... انا هلبس وجايه علي طول
: تشرفي
اغلقت الهاتف واتجهت لتأخذ دوش سريع وارتدت ملابسها علي عجل قبل ان تأتي جارتها ولم تمر دقائق الا وكان جرس الباب يدق
فتحت الباب بابتسامه انمحت سريعا ماان رأته امامها.... انت..!


نظر لها نظراته الجامده والتي لاتخبرها بشيء عن مايفكر به لتتفاجيء به يدخل بخطواته الواثقه حتي وصل الي منتصف الصاله ليتوقف مكانه ويستدير لها حيث كانت ماتزال واقفه لدي الباب تنظر اليه بدهشه عن سبب مجيئة الي منزلها وسرعان ماكان يجيب عليها بينما يقول بخبث شديد : سمعت انك عاوزة تبيعي بيتك
نظرت له بعدم فهم فماذا يعنيه بشئ كهذا ليرفع حاجبه : اية بسرعه كدة عاوزة تهربي
تجمدت ملامحها وهدرت الدماء بعروقها
من ظنونه : اهرب..!! واهرب من ايه..؟
قال ببرود : قولي انتي..؟
هتفت بانفعال : اقول ايه لبني ادم زيك دايما سيء الظن بالناس
رفع حاجبه بسخريه : عندك حق انا بسئ الظن وانتي نيتك طيبه اوي
نظرت له بغضب دون قول شئ ليتابع : بس ياتري ليه بقي مش مقدمه نيتك الطيبه ناحيتي
هتفت بعصبيه : عشان مشفتش منك حاجة تخليني احسن ظني بيك
رفع حاجبه : ليه..؟
قالت بانفعال : عشان انت مش بني آدم .... الكلمه دي متنطبقش علي واحد زيك ابدا دايما ظنونه الوحشه سابقاه
قلب عيناه بملل : طيب مادام ظنوني وحشه وانتي نيتك حلوة... امال عاوزة تبتعي بيتك ليه.... ؟
نظرت له بغل من تهكمه : حاجة متخصكش
قال بثبات : تخصني
هزت راسها باصرار : لا متخصكش دي حياتي وانا حره اعمل فيها اللي يعجبني
تخلي عن بروده ليقترب منها بغضب مزمجرا :حياتك دي انا اللي عفيت عنها
هتفت به بغل : بعد ما دمرتني.... عفيت عني زي ماتقول بعد ما دمرت حياتي وكنت هتتسبب في موتي
نظرت له بحدة وتابعت : طلع عندك ضمير... بس متأخر
اهتزت نظراته من مواجهتها له ولكنه سرعان ما سيطر عليها ليقول ببرود : غلطانه.... سبيتك عشان لقيت مالكيش قيمه
احتقن وجهها بالدماء لتهتف بانفعال ; انت عاوز ايه....رفعت عيناها وواجهته بشراسه : عاوز تعرف ببيع بيتي ليه.... اقولك
عشان اصرف علي عمليه ابويا.... ارتحت
نظر لها ولنظراتها القويه لتكمل : دلوقتي بقي اتفضل اطلع برا وياريت متفكريش، تيجي بيتي تاني كل اللي بيني وبينك ادم
نظر لها بغيظ وغيظه اكثر من لسانه الذي تلجم ولم يجد به رد عليها


..... طالعها بنظرات الغاضبه واتجه الي الباب لتهب رياح من أثر خطواته العاصفه حينما مر امامها
..... شهقت شكريه بألم حينما اصطدم بها وهو ينزل بخطوات غاضبه
لتقول وهي تدلك ذراعها : مش تفتح يااخينا
تجاهل عثمان المرأه ونزل باقي الدرج بحنق
هتفت وهي تصعد ; مين ده ونازل زي الأعمى كدة ليه
دقت الجرس وهي تتبرطم لتقول ليلي وهي تتمالك نفسها : اهلا ياطنط
قالت شكريه وهي تدلك ذراعها ; اهلا يابنتي
: مالك ياطنط
قالت بسخط : ابدا واحد نازل زي الثور الهايج خبط في دراعي
تعلثمت ليلي بينما تقول شكريه ; ياتري ده مين... وكان نازل من عند مين
سعلت شكريه وهي تنتبه انه لايوجد بهذا الطابق الا ليلي التي قالت بحرج : ده... ده
ده واحد كان غلطان في الشقه
اومات شكريه بشك لتغير ملامح ليلي :ممم انا قلت انه غريب برضه... ظظاصلي مشفتوش في المنطقه قبل كدة
قالت ليلي : تحبي تشربي ايه.؟
: ولا حاجة خلينا ندخل في الموضوع
............
..... بقلم رونا فؤاد
قاد عثمان بغضب شديد فكلما تقابل بتلك الفتاه كلما اشتعلت اعصابه وتلك المره تجاوزت حدودها كثيرا..... انها طردته من منزلها
........... اسرع حسان اليه : عثمان باشا
هتف بحنق وهو يركب سيارته ; مش،وقته ياحسان


في اليوم التالي
نزلت من المشفي لتتفاجيء بهذا الضابط امامها اسامه
: انسه ليلى
: افندم
: تسمحي تتفضلي معايا
قالت بدهشه ; اتفضل فين
قال اسامه بنظرات ثاقبه : هتكلم معاكي كلمتين
قالت بتردد بينما يفتح لها باب سيارته ;بس
قال ; هنتكلم في القسم متخافيش
كيف لا تخاف وهي لأول مرة تدخل مكان كهذا
سحب اسامه نفس مطولا بينما يقول : اتفضلي اقعدي
جلست قائلة : خير يافندم
قال اسامه بهدوء : كل خير تشربي ايه الاول
قالت بتوتر : متشكرة بس ياريت حضرتك تقولي عاوزني في ايه
قال بمكر ; مستعجله اوي
هزت كتفها : ابدا بس عندي مشوار
اومأ لها ; اه مفهوم..... نظر الي ساعته وتابع : مشوار ايه..؟
نظرت له ليقول بمكر ; بيت الباشا
ارتجفت ملامحها ليرجع بظهره للخلف يتطلع اليها متساءلا : مش كده ولاايه... ؟


حدود معلوماتي كل يوم بتروحي لوالدك وبعدين بيت الباشا.. استغربت اوي لما عرفت خصوصا اني لما سألتك من اسبوعين قولتي متعرفيش حتي اسمه
قالت بتعلثم وهي تفرك يدها : انا..... انا... بشتغل هناك
رفع حاجبه بشك : فعلا
اومأت له ; اه.. انا مربيه لابنهم
قال بخبث : والشغل ده جه فجأه
قالت بتعلثم : يعني... اصل
قاطعها قائلا : انسه ليلي.... انا لسه عند كلامي اني هحميكي بشرط تقوليلي كل حاجة بالضبط
نظرت له : اقول ايه.؟
: كل حاجة....
مين الراجل ده وأية موضوع خطفك وكسر الكمين وكل حاجة
خفضت عيناها قائلة : انا معرفش حضرتك بتتكلم عن ايه
قال باصرار وهو يعتدل واقفا : لا عارفه كويس
هزت راسها : لا
قال بغضب : حيث كدة يبقي تشرفينا شويه جايز تفتكري...!!
.......
حاول تجاهل مشاعره الغاضبه والحانقه والتي التهبت مع مااستمع له هذا الصباح
قال عمار لآدم : يا دومي افطر وهي اكيد هتجي النهارده
هز ادم راسه وركض الي غرفته
ليقول عثمان بصوت اجش : في ايه ياعمار.. ؟
هز عمار كتفه قائلا : ابدا بس ليلي مجتش امبارح وآدم زعلان
حاول أن يكون غير مكترث حينما سأل : مجتش ليه.؟
نظر الي أخيه بشك : مش عارف...اوعي تكون زعلتها
لوى عثمان شفتيه بغضب : وهي مين عشان ازعلها وانا فاضيلها اصلا
; امال مجتش، ليه.. ؟
هتف بغضب ; جري ايه ياعمار هسيب شغلي واشوف الست هانم مجتش ليه
قال عمار بتبرير; عشان ادم
قال بانفعال ; ماله ادم... ايه حياته هتقف عليها..... خده اي مكان يتفسح وهو هينساها
نظر له عمار باستخفاف ; انت شايف كدة.. ؟
هتف عثمان بغضب وهو يترك أخيه ويغادر ; لا شايف تفضل قاعد مستني الست هانم تحن عليه وتشرفنا



دخل اسامه في الصباح التالي لمكتبه ليتطلع الي تلك التي غفت علي اريكة مكتبه حيث تركها منذ الامس ضاغطا عليها..... ليشفق عليها فما شأن فتاه جميله رقيقه مثلها برجل غامض مريب كعثمان الباشا
اعتدلت ليلي جالسه سريعا تبعد النوم من عيونها المتعبه ما ان شعرت بحركته
: صباح الخير
اومات وهي تخفض عيناها للارض فكم تعبت من تلاعب الدنيا بها بظلم وبقسوة فهاهو رجل اخر يستغل نفوذه عليها
قال أسامه ; ها افتكرتي حاجه.؟
هزت راسها بتعب قائلة : انا قلت لحضرتك كل اللي اعرفه
زفر اسامه بحنق : يعني مصممه تنكري
: مفيش، حاجة انكرها
هتف بانفعال : لا في.... اوعي تفتكري اني عشان بتعامل معاكي كويس اني مش، شاكك فيكي وبموجب وظيفتي اقدر احبسك
قالت بجرأه : حضرتك بالفعل حابسني.. ولو علي وظيفتك فأكيد انا عارفه انك تقدر تعمل بيها اي حاجة.
عقد حاجبيه وتلجم لسانه من كلماتها التي طعنته فهو لم يكن يوما ظالما او مستغل لنفوذ وظيفته ولكنه فقط يريد الوصول للحقيقه حتي انه لم يدعها بالحبس وتركها بمكتبه
تنهد قائلا بقليل من الخجل : انا مش بستغل نفوذي ولا حاجة ياانسه ليلي.... انا بس عاوز اوصل للحقيقه واللي متأكد منه انك مظلومه... خليني اساعدك
قالت بوهن : يافندم ارجوك انا معنديش، حاجة اقولها غير اللي قولته..... لو حضرتك عاوز تحبسني اتفضل
نظر لها مطولا قبل ان يقول : ولما احبسك والدك هيجراله ايه.؟
غص حلقها ودون ارادتها لمعت الدموع بعيونها ليجد نفسه متأثرا بشده ليقوم من مكانه قائلا : اتفضلي معايا
نظرت له بعيونها الجميله : علي فين.. ؟
قال وهو يقودها للخارج : هوصلك بيتك
ابتسمت بعدم تصديق قائلة : مفيش داعي يافندم
قال برفق وقد اشفق عليها : انا اخدتك ولازم ارجعك.... اعتبريه اعتذار مني عن اللي حصل يا.... ليلى.... تسمحي اقولك ليلى
اومات له لينطلق بسيارته قائلا : انا هعتبر انك لسه بتفكري وفي يوم هتحكيلي اللي حصل
نظرت له بتعب : يافندم
: قوليلي اسامه
نظرت له قائلة ; انا قلت اللي اعرفه
اومأ لها قائلا : هعمل نفسي مصدقك لان اكيد بنت جميله بريئة زيك عندها سبب قوي يخليها تتستر علي واحد زي عثمان الباشا
............ بقلم رونا فؤاد
أوقف اسامه سيارته أسفل منزل ليلي لتنزل منها وتتجه للداخل غافله عن تلك العيون التي تبرطمت : والله عال.... رجاله وعربيات ده انتي زودتيها اوي يابنت لبني


لم تكن مديحه الوحيده التي احرقتها بنظراتها فكان عثمان الذي دفعه فضوله ليذهب ويري سبب عدم مجيئها الامس ليجدها تنزل من سيارة هذا الشاب...!
نظر حسان الي يد عثمان التي انفبضت فوق المقود بينما ; يسأله مين ده..؟
لم يستطيع حسان إخفاء دهشته وهو يقول : مش عارف ياباشا اول مرة اشوفه
طالعه عثمان بحنق : ومستني ايه... اعرف مين ده..؟
نزل حسان واشار لسيارة حرس عثمان بعدما ركب بها لتتبع اسامه...
......
دخلت ليلي الي منزلها واتجهت للفراش دون أن تخلع ملابسها فكل ماهي بحاجة له النوم ..... ضبطت المنبه لتستيقظ وتذهب لآدم بعد ان ترتاح ولكنه ظل يرن بلا اي استجابه منها بعد ان غلبها الإرهاق
.......
ضيق عثمان عيناه : ظابط
اومأ حسان ; ايوة ياباشا.... اردف يخبره بكل ماعرفه عن اسامه ليقول اخيرا : الضابط ده حاطط سيادتك في دماغه وبيدور وراك
قال عثمان : بيدور علي ايه..؟
: بينبش في خطف البنت..؟
قبض بيداه علي القلم قائلا : وهي كانت معاه في العربيه ليه.؟
هز كتفه ; معنديش فكره.... اللي عرفته انها كانت في مكتبه من امبارح وخلي العسكري يحرسها للصبح وبعدين اخدها وخرج
أشار له : روح انت
....... بعد قليل
قام بخطي ثائرة الي منزلها كما غادرت مديحه هي الاخري المنزل ثائرة و كلاهما يتوعدها وهي نائمة لاتدري شئ عما يدبرانه لها
قامت ليلى من مكانها بتعب لتري الساعه تجاوزت الثامنه : انا نمت كل ده....
زمان ادم زعل مني
تعالي رنين الباب بتلك اللحظة لتقوم من مكانها وتسرع اليه الباب
; انت...!!
امسك عثمان ذراعها بقوة مزمجرا : انطقي كان عاوز منك ايه الضابط.. ؟!


انغرست سكين مديحه المسمومه بقلب مهدي بينما تكمل بلسان عقربه ; اهو انا مش قادره عليها وجيت اخلي ضميري..... انت بقي شوف لك حل معاها بدل ماتفضحنا اكتر من كده
يوسف مستحملش عمايلها وفسخ خطوبته وسافر وهي لا همها..... غلبت كلام معاها بس ولا سمعت ليا
هتف مهدي بعدم تصديق ; انتي بتقولي ايه...؟!
: اللي سمعته ..باين حد غواها واهي رجاله طالعه رجاله نازله
صرخ بها : اخرسي بنتي اشرف من الشرف
قالت بتهكم : مش مصدقني روح شوف بنفسك
نظر الي عجزه بقله حيله وهز راسه : لا يمكن....... ليلي لايمكن تعمل ابدا.... انتي بتكرهيها طول عمرك
قالت ببرود : براحتك انا عملت اللي عليا وقولتلك
خرجت مديحه بعد ان سممت أفكاره ليضع يداه علي قلبه.. ليلى
اسرعت الممرضه له : اهدي ياحج
حاول أن يقوم من فراشه بيأس من عجزه :بنتي عاوز بنتي... عاوز ليلي
قالت الممرضه : حاضر هكلمها بس اهدي ياحج كدة غلط عليك
........
ضيق عثمان عيناه بخبث : ومقولتيش له ليه.. ؟
قاطع حديثه رنين هاتفها لتجيب بلهفه ماان انتهت صوت الممرضه : بابا طيب انا جايه
امسك ذراعها : استني هنا رايحه في فين.. ؟
قالت وهي تنزع ذراعها من يده :
ابويا تعبان وعاوزني في المستشفى
قال باصرار وهو يقطع الطريق امامها بجسده الضخم : مش هتتحركي قبل ماتجاوبي علي سؤالي..... مقولتيش الظابط ليه
قالت بنفاذ صبر : اقوله ليه.... هتفرق في ايه ماانا شفت نفوذك
رفع حاجبه بعدم تصديق ; وانتي عاوزة تقنعيتي انك عاقله وفكرتي ان كلامك زي قلته
هتفت بانفعال : مش عاوزة اقنعك بحاجة
: امال عاوز ايه..؟
صاحت به بعصبيه وتوتر قلقا علي ابيها ;
عاوزاك تسبيني في حالي
انفلت لسانه بسخط : وانا ماسك فيكى
الزمي حدوك واعرفي انتي بتكلمي مين
صاحت به بغضب ; بكلم شيطان ابعد عني وعن حياتي بقي
امسك ذراعها وصاح بها بعصبيه : بت انتي
لمس لسانك
صاحت به ; سيب ايدي وقولتك مالكش دعوه بيا
دفعته واسرعت تجذب حقيبتها وتغادر بخطي متعثرة تجاه المشفي


انصدمت ملامحها من حاله ابيها ومن كلامه بسبب ما قالته تلك المرأه لتهز راسها
:كدابه والله كدابه يابابا
قال مهدي بقهر ; امال قالت كدة ليه.... مين اللي بيجي البيت وبيوصلك
..... فهميني ياليلي مخبيه عني ايه..؟
قالت بدموع من ظلم تلك المرأه الذي سيقضي علي ابيها ; مش مخبيه حاجة يابابا صدقنى
اهدي بس... كدة غلط عليك
: ربنا ياخدني
هزت راسها بدموع : بعد الشر عليك.... بابا انت عارفها كدابه ومش، بتحبني
هتقول كدة عنك من الباب للطاق.. ابن عمك هيفيه الخطوبه من الباب للطاق... انطقي ياليلي
هتفت بقهر ; كدابه والله كدابه
دخل الطبيب الغرفه بعد ازدياد حاله ابيها سوء والذي هدا بصعوبه من تاثيرا المديء لتندفع ليلي تجاه المنزل ولاتري من الغضب فيكفي ظلم....!
طرقت الباب بأيدي عنيفه تصيح بمديحه التي كانت ماتزال تبث سمومها بأذن سوسن عن ليلى......
صرخت بها ليلي ماان فتحت الباب ; انتي عاوزة مني ايه.. ؟!..... مش كفايه كل اللي حصل ليا بسببك
قالت مديحه مدعيه البراءه : في ايه يابت انتي هترمي بلاكي عليا
هتفت ليلي بغضب : انا ولا انتي ياظالمه يامفتريه
قالت بخبث ; شايفه ياسوسن قله ادبها...... مش كفايه ماشيه علي حل شعرها
صرخت ليلي بقهر وغضب شديد : خرسي اخررررسي..... انا اشرف منك ومن اهلك
قالت مديحه بغل : واضح بإمارة الرجاله اللي طالعه نازلة ومن العربيات اللي بتنزلي منها كل يوم التاني
: كدااااابه..... اخرسي ياكدااابه


أوقف عثمان سيارته ماان تلقي تلك المكالمه من حسان ; عثمان باشا
: في ايه ياحسان.. ؟
: في حاجة لازم أقولك عليها.......
بقلم رونا فؤاد
تجمع بعض الجيران علي صوت مديحه وليلى الذي تعالي بينما تصيح مديحه :
تعالوا شوفوا الهانم مش كفايه عمايلها الزباله اللي خلت ابنى يهج من البلد كلها لا كمان جايه تتهجم عليا
قالت سوسن وهي تحاول إيقافها عن افتعال تلك الفضيحه التى تعمدتها لليلي : عيب يامديحه
قالت مديحه بغل : وهي دي تعرف العيب ياسوسن
نظرت ليلي لنظرات الجيران الذين تجمعوا علي صوت مديحه التي ان تتوقف عن قذفها بتلك التهم البشعه لتري نظراتهم مابين الخبث والشفقه والشماته وعدم التصديق
لتصرخ بها : كفايه بقي حرااام عليكى
قالت مديحه بسخريه : انتي تعرفي حرام ولا تربيه ياسافله
حاول البعض التدخل ولكن فجأه صمت الجميع لدي ظهور ذلك الرجل المهيب الذي اجتذب الانظار بهيبته بينما دخل بخطاه الثابته للمنزل وخلفه تلك الثيران البشريه مترجلين من تلك السيارات الفارهه أسفل المنزل
قالت أحدهم : مين ده.؟
: ولا اعرف يااختي...
تقدم عثمان تجاه مديحه بنظرات تطلق شرور العالم باكمله ماان عرف من حسان بمافعلته
ليقف امامها تمام قائلا من بين أسنانه : عيدي كنتي بتقولي ايه..؟
قالت بتعلثم وخوف من نظراته المخيفه : اناااا
صرخ بها بصوت جهوري : انتي ايه..؟
تحامت بالجيران وهي تقول بكذب : انت مين.. ؟
قال عثمان بنبره مخيفه : انا اللي مين ولا انتي اللي مين عشان تتجرأي وتنطفي بالكلام اللي قولتيه على مرات عثمان الباشا....!!
شهقات صمت الاذان من الجميع ساد بعدها صمت تام بعد ما نطق عثمان بثبات وتحذير ووعيد : الست اللي بتتكلمي عنها دى تبقي مراتي...... التفت الي الجموع حوله هاتفا بصوت جهوري ; سامعين كلكم قولت ايه...!!
ظل الصمت هو المسيطر ونظرات غير مصدقه لما يحدث بينما تابع عثمان بتحذير شديد ; اللي هيتجرأ يجيب سيرتها بكلمه او حتي بحرف واحد هقطع لسانه


وقف الجميع ينقلون ابصارهم بين ذلك الرجل المهيب وبين ليلي التي كانت واقفه مكانها غير مستوعبه مايحدث ومابين مديحه التي كادت تموت رعبا ليصيح بهم : اظن العرض خلص..... براااا كلكم
تراجعت مديحه بخوف ماان انصرف الجميع
بينما صاح عثمان بنبره جهوريه : حسااان
تقدم منه حسان ليقول من بين أسنانه وهو ينظر لمديحه بوعيد : الظاهر المدام متعملتش حاجة من الدرس اللي اديتهولها انت ورجالتك قبل كدة.... خدها وعلمهولها تاني.... ارتجفت مديحه وتراجعت للخلف ليؤكد بنبره صارمه : المرة دي اتأكد انها اتعلمته كويس
هزت راسها بخوف تتوسله : لا لا باشا انا اسفه مكنتش اعرف....
هتف بغضب : شششسس اخرسي صوتك جابلي صداااع
حسان خدها
سحبها رجال حسان ليكمم أحدهم فمها يكتم صراخها بينما يخرج اثنان من الرجال مؤمنين الطريق قبل ان يشعرها بسياراتهم وينطلقوا بها....!
كانت ليلى ماتزال واقفه مكانها بدون أن يصدر منها اي رد فعل سوي نظراتها التي تقابلت بنظرات عيناه

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-