الفصل الثالث
لست رهينتك 

أسبوع مضى وهى تحاول البحث عن مخرج يخلصها
من تلك الورطة
أظهرت لهم بعض الخضوع وخاصة بعدما اقتحموا المطعم في اليوم التالى لزيارتهم الكريهة لبيتها لإجبارها على الموافقة على الزواج من ابن عمها ليضعوا أيديهم على كل شيء...
وفى اليوم المحدد لعقد زواجها ذهبت ككل يوم إلى المطعم غير مكترثة بهم وبما يمكن أن يفعلوه...
استشاط عمها وابنه غضبا من تصرفها الأحمق ووضعهما المحرج أمام الناس ..
فذهبا إليها وعيناهما تبرقان سخطا وحنقا
إقترب منها إسلام ( ابن عمها) وهو يجذبها بقوة
صارخا : انتى بتعملى إيه هنا يوم فرحك
الناس قاعدة فى القاعة مستنية سيادتك؟؟!
أجابته ببرود وهى تحرر ذراعها من بين يديه بكل قوتها :
فرح مين؟!! هو أنا كنت قولتلك إنى هتجوزك النهارده؟!!
صرخ فيها غضبا بكل قوته: انتى هتستعبطى يا بت إنتى؟؟!
يلااااا قدامى مفيش وقت ؟!! فضحتى العيلة كلها قدام الناس وشرف أمى لهدفعك تمن عملتك دى غالى...
ضربت قدمها في الأرض بعناد وحِدة وصاحت بتحدٍ: مش جاية معاك.. وأعلى ما فى خيلك أركبه
برقت عيون عمها وابنه وأصبحت تنذر بتصرف قد تندم عليه...
حاول عمها بنعومته الخبيثة أن يثنيها عن عنادها قائلا: ماريا ياحبيبتى إنتى بنت أخويا ومهما كان أنا يهمنى مصلحتك
لو الفرح انتهى بالشكل ده فده مش كويس لسمعتك ولا لسمعة العيلة كلها...
قدرى الموقف اللى إحنا فيه وكفاية فضايح لحد كده..
رفعت حاجبيها بسخرية وهى تضحك استهزاءا بما
يقول ثم قالت من بين أسنانها بكره واحتقار:
يااااااه على حنية قلبك يا عمى إنت ملااااك في نفسك قوى ماشاء الله.. اكيد جايب الحنية دى من تيتة لبيبة مش كده هههههه
تغيرت نبرة صوته وأصبحت يشوبها الغيظ: انتى
بتستهزأى بيا وبتتمسخرى؟!!!
انا صابر عليكى وعلى قلة أدبك من بدرى بس لحد هنا وكفايه... يلا انجرى قدامنا وعدى الليلة السودا
دى على خير ...
عقدت ذراعيها أمام صدرها بتبرم وصاحت : أسفة
شوف لابنك عروسة تانية ...أنا معنديش إستعداد اتجوز البنى آدم المتخلف ده..
ولو فاكر انك هتقدر تلوى دراعى بالجوازة المهببة دى وتحط ايدك على المطعم تبقى غلطان
انا خلاص لقيت مشترى لنصيبكم وبكرة انتو بح
من هنا..
اتفضلوا بقى من غير مطرود من هنا عندكم فرح ومعازيم مستنينكم هههههه
لم يستطع ابن عمها أن يملك غضبه أكثر من ذلك أمام تجرأها عليهم فهوى بلطمة قوية على خدها
وهو يزأر بمنتهى الحنق والغيظ: كده انتى زودتيها قوى...
قدامى بدل ما أوريكى اللى عمرك ما تتصوريه فى خيالك
قالها وهو يحيط خصرها بذراعه بقوة ويجذبها
للتحرك معه ويده الأخرى تتلمس خدها باستفزاز وهو يضحك بجانب فاه قائلا مش بطالة ياعروستى..
أخذت ماريا تتلوى وتقاومه بكل قوة صارخة بسبه وشتمه وهى تحاول جاهدة تثبيت قدمها في الأرض
فهمس فى أذنها بكلام قذر لم تتحمله فبصقت على وجهه..
فلطمها للمرة الثانية وأخذ يسبها هى وأمها بأبشع الألفاظ فثارت بعنفوان لا تدرى مصدره حتى تخلصت
من حصاره لجسدها ثم صفعته على وجهه وهى تصيح: اخرس ياقذر ..لو هتموتنى مستحيل أوافق
على حيوان زيك..
اتسعت حدقة عينيه بذهول وكأنه غير مصدق لما فعلته به فجن جنونه وأخذ يضربها بحقد وغضب
حتى سقطت أرضا وبدأ يركلها بقدمه بكل قوة وهو فاقد السيطرة على عقله الذى اعماه الغضب
حتى أباه قد فشل فى تخلصيها من بين يديه
حتى أغشى عليها من شدة الضرب...
فى تلك اللحظة اقتحم أحد العاملين غرفة المكتب لما سمع صراخ
عمها على ابنه: كفاية يا إسلام هتموت فى إيدك ونروح في داهية....
ونادى على زميله الاخر فتكاتفا معا وأبعداه عنها
وطلبوا سيارة الإسعاف لانقاذها
....................
بعد مضى أسبوع أخر
وفى أثناء عودته من الزقازيق بعد رحلة مخيبة للأمال...
فقد صدمه شريكه السابق بخبر سدد ضربة مباشرة نحو قلبه بعلمه أن حبيبته قد تم خطبيتها لأحد أقاربها هناك !!!
أبهذه السرعة قد نسيت كل شيء؟!! واستطاعت أن تبدأ مع شخص آخر...
كيف ولم يمض على رحيلها عنه سوى بضع أسابيع فقط؟!
أيقن أنه قد أضاع وقته مع فتاة لا تستحق...
وأنه قد أعطى للامر أكثر مما ينبغي..
صدح رنين هاتفه فلم يبالى به..
فليس لديه طاقة لأى شىء فالوهن يتملكه ويسيطر على كل خلايا جسده وعقله وفؤاده...
انتهى الرنين ثم بعد دقائق عاد مرة أخرى ..
فأخرج الهاتف من جيبه بضجر ليرى من ذلك اللحوح
الذى يصر على قطع خلوته بنفسه..
طالع شاشة الهاتف فوجده رقما مجهولا لا يعرفه
فأغلق الهاتف ولم يرد...
ثم فجأة عدل رأيه وفتح الهاتف فقد ساوره إحساس كاذب أن المتصل ربما يكون حبيبته آلاء
لعلها ترغب فى إيضاح الأمر له؟!! فلربما أرغمها أبوها على تلك. الخطبة أو لعلها تملك حجة أخرى
فتح الهاتف وأعاد الاتصال بهذا الرقم
فجائه رد من سيدة لا يعرفها
السيده: أهلا أستاذ هشام أنا اسفة على الازعاج...
هشام: مين معايا؟!
اجابته على الفور : انا الحاجة زينب والدة ماريا
صاحبه مطعم الفيومى...
تعجب الأمر لكنه استبشر خير بموافقتها على الشراكة فهتف بحماس: أهلا وسهلا ياحاجة ...انا منتظر رد الانسة ماريا على العرض بتاعى بقالى أكتر من أسبوعين ياترى فيه اخبار جديدة ؟
: ايوة يابنى تقدر تقابلنا بكرة عند قسم شرطة( ....)
أصابته الدهشة الشديدة فسألها متعجبا: قسم شرطة؟!!
هنتمم البيع في قسم شرطة ليه؟!!
تنهدت بحزن وقالت: معلش فى ظروف حصلت
اضطرتنا نعمل كده...
هستناك بكرة إن شاء الله الساعه ١٠ الصبح ولما تيجى هفهمك على كل حاجة.. ثم استطردت كمن تذكرت شيئا هاما :اه بالحق ماتنساش تجيب معاك الفلوس....
: اوك مفيش مشكلة نتقابل بكرة بإذن الله
مع السلامة
: مع السلامة
وفى الميعاد وصل هشام أمام قسم الشرطة فوجد مايا تسير بوهن ووجهها تكسوه بعض
علامات لكدمات سابقة . وبجوارها امرأء خمسنية تبدو من الشبه أنها والدتها....
فاقترب منها وسألها باهتمام: سلامتك يا أنسه ماريا
انتى عملتى حادثه ولا إيه ؟!!
امتلأت عيناها بالدموع وهمست باختناق: الحمدلله قدر ولطف...
التفتت إليه زينب وقالت متسائلة بلطف : إنت هشام مش كده ؟!
اومأ برأسه بهدوء وهو يجيبها: أيوة أنا..
فأشارت بيدها نحو قسم الشرطة وقالت: طيب يلا بينا يابنى نخلص الموضوع ده...
...
فى قسم الشرطة
خرج إسلام من غرفة الإحتجاز بهيئة رثة ولحية غير حليقة وعيناه تشعان كرها وغلا وهو يطالع ابنة عمه وأمها وود لو استطاع أن يكمل ما بدأه قبلا بالتنكيل بها حتى تزهق روحها ويستريح منها للأبد ..
لم يقتصر الجمع عليهم فقط فقد حضرت جدتها التى لم تتوقف لحظة عن شتمها هى وأمها وسبهما بمقت شديد ..
لكنهما لم يلتفتا إليها ولم يردا عليها..وكذلك عمها وكلا من المحاميين لكل طرف منهما..
تنازلت ماريا عن البلاغ المقدمذط منها ضد ابن عمها لاعتدائه عليها بالضرب بشهادة العاملين بالمطعم وبمراجعة كاميرات المراقبة
وكذلك أجبرتهم على التوقيع على محضر بعدم التعرض لها أو لأمها..
وفى المقابل أُرغموا على بيع نصيبهم فى المطعم
لهشام حسب الاِتفاق الودى الذى قام به محاميا الطرفين لإنهاء الأمر بعيد عن المحاكم وطرقها بالغة الطول والتعقيد .. .
انتهى الأمر وغادر الجميع قسم الشرطة
خرجت ماريا باسمة الثغر تشعر بنشوة الإنتصار
وعلى النقيض خرج الجمع الاخر يشيعونها بنظرات
متوعدة لن تستسلم بتلك البساطة ..!!
التفتت زينب نحو هشام ترنو إليه مبتسمة وهى تقول مهنئة: ألف مبروك ياابنى ربنا يجعله فاتحة خير
عليك وعلينا..
وإن شاء الله من بكرة هتنتقابل إحنا الثلاثة فى المطعم ونتفق على كل التفاصيل المهمة عشان مايحصلش خلاف بعد كده ...تمام؟!
تبسم لها بخفوت وحرك رأسه بالموافقة وقال بهدوء
: الله يبارك فيكى يا حاجة وان شاء الله مش هيكون فيه خلاف ما بينا ولو انى كنت اتمنى انى ادخل شريك بالنص لكن على العموم مفيش مشكلة
نتقابل بكرة بإذن الله..
كانت ماريا ترقبه دون حديث لا تدرى ما أصابها منذ
أن رأته؟!!
لماذا لا تستطيع أن تخفض عيناها عنه !!
...رغم تجاهله لها وتعمده عدم النظر المتمعن إليها اللهم إلا بعض النظرات العابرة إذا جمعهما حديث ما...
همست زينب إليه بود قائلة: شكلك ابن حلال يابنى ربنا يحميك... نستأذن إحنا وعلى معادنا بكرة إن شاء الله الساعة واحدة فى المطعم...
(فى رعاية الله مع السلامة) قالها هشام وهو يلتفت
مغادرا
فنادته ماريا بصوتها الرقيق: أستاذ هشام!!
اتفضل معانا نوصل حضرتك ..
التفت نحوها وقال بهدوء متبسما: متشكر جدا يا أنسة ماريا مش عايز أعطلكم ..وكمان عندى مشوار قريب من هنا قبل ما أروح عن إذنكم..
وما إن ابتعد خطوات - وزينب تطالع ابنتها بتمعن وهى تزفه بنظراتها حتى غاب عن عيناها-
حتى هتفت بفرحة: هو ربنا استجاب لى ولا ايه؟!
شكلى هفرح بيكى قريب يانور عيني...
انتبهت ماريا لنفسها ورسمت عدم الاهتمام على ملامحها وقالت وهى تخطو نحو السيارة: احمم
يلا يا ماما اركبى عايزة أروح أرتاح واخد المسكن
جسمى كله بيوجعنى...
تبدلت ملامح أمها وبدى عليها التأثر وصاحت بحزن: قلبى يابنتى!! كانت اتشلت إيده ورجله قبل مايعمل فيكى كده منه لله هو وعيلته كلها..
تبسمت لها ماريا محاولة التخفيف عنها قائلة: أهو ربنا ريحنا منهم رب ضارة نافعة.. محدش عارف الخير فين !!؛
ثم انطلقت بالسيارة نحو مسكنهما وعقلها لا يتوقف عن التفكير فى ذلك الشاب ...
..............
جلس هشام مع أحد أصدقائه القدامى في أحد المقاهى التى طالما تجمعا فيها سويا فى الماضى قبل أن يغادر الحى الذى تربى فيه بعد حادث مقتل أبيه وزوجته الأخرى على يد والدته..
بدأت خيوط تلك المآساة البشعة عندما نسجت
ابن خالتها وصديقتها المقربة قصة وهمية أنها تعرفت على شاب مسلم من إحدى الدول الاجنبية وتواصلت معه عن طريق الانترنت واتفقا على الزواج
حاولت رحمة ( والدة هشام) أن تثنيها عن تلك الفكرة المجنونة لكنها أصرت على ذلك وبشدة
فلم تستطع سوى الخضوع لرغبتها وخاصة انها كانت يتيمة ليس لها أحد سوى ابنه خالتها تلك التى آوتها فى بيتها لترد الأخرى لها هذا الجميل بسرقة زوجها وحياتها كلها
أخذت رحمة ترافقها فى كل مكان لتجهيز ما تحتاج إليه في سفرها وتعطيها من مالها لتشترى ما تريد
وفى يوم سفرها بقيت معها لتشرف على زينتها
حتى رحيلها بفستان الزفاف وهى لا تدرى انها تزفها
بحمق إلى زوجها المسافر في أحد البلاد الأوروبية
منذ بضعة أشهر !!!!
وأخذت تكلم زوجها بحسن نية ليستقبلها في المطار وليكون وليها فى الزواج وليكون هو عزوتها و ممثل عائلتها أمام هذا الزوج المزعوم... حقا كم تحوى تلك الحياة على مهازل مضحكات مبكيات !!!
ولم يكن أمرا مثيرا للشكوك أن يعودا سويا كل بضعه أعوام ليقضيا شهرين أو ثلاث فى مصر ثم يعودا ادراجها مرة أخرى بحجة ان زوجها يرغب في الاطمئنان عليها برفقته لثقته المطلقه فيه!...
ولكن تلك المرة عادا ومعهما طفلة صغيرة عمرها أربع سنوات وقد حرصا على تعويد الطفلة على منادته بكلمة( عمو) وعدم تركها مدة طويلة معهم حتى لا تثرثر بكلام يكشف الحقيقة فكانت والدتها تغيب كثيرا عن البيت بحجة الترويح عن الطفلة ولتتعرف على بلد أمها..
ولكن تلك الوقحة الحاقدة مزقت الغيرة قلبها لمرأى زوجها ينام كل ليلة برفقة زوجته الأولى فقد تعودت ان يكون لها وحدها
فكانت بمجرد خروج رحمة لعملها وابنها لجامعته...
تهرول إلى الغرفة الخاصة برحمة وتنام على فراشها إلى جواره بكل وقاحة ..
وقد شاء الله ان يفتضح أمرهما فقد أرادت رحمة ان تعد لهم غداءا فاخرا فخرجت للسوق بعد أن طلبت الخروج من العمل مبكرة بعد نصف الوقت واشترت كل ما لذ وطاب ثم عادت أدراجها إلى البيت مرة أخرى
لتجد صدمة أطاشت بعقلها عندما وجدت ابنه خالتها غارقة في النوم شبه عارية في أحضان زوجها
فجلبت اسطوانة غاز خاصة بالمطبخ وادخلتها
بهدوء للغرفة ثم أحكمت إغلاق الباب عليهما بعد أن فتحت صمام الاسطوانة ليخرج منه الغاز في أنحاء الغرفة ثم غادرت البيت بهدوء غريب...
متوجهة نحو محطة القطار لتلقى بنفسها تحت عجلاته بعد أن أرسلت لابنها رسالة على هاتفه
تخبره بما حدث وتوصيه أن يهتم بأمر تلك الطفلة
المسكينة وتطلب منه أن يسامحها على ما فعلت بعد صدمتها الفاجعة فى زوجها والصدمة الأكبر في
من كانت تحبها بشدة وتراها أختها الصغرى
والأمر الذى لم يصل إليه خيالها أنها متزوجان وان تلك الطفلة ابنتهما وهذا ما اكتشفه هشام بعد ذلك
بالبحث فى اوراقهما الشخصية....
كانت أياما بالغة القسوة على ذلك الشاب ذى العشرين
عاما لمواجهة كل هذه المصائب إضافة إلى مسؤلية
تلك الطفلة الصغيرة التى لم يراها الا منذ أسابيع قليلة وها هو يكتشف أنها أخته من أبيه !!
ثلاث عشر عام مضت وهو يتحمل المسؤولية بشجاعة وحب رغم ما يقاسيه من مرارة الماضي وقسوته..وهاهو إلى اليوم يدفع ثمنه بلا رحمة حتى حبيبته الوحيدة خسرها بسبب تلك الفضائح القديمة
لاحظ عادل صديقه شروده الطويل وملامحه الحزينة
وكأن الماضي يمر أمام عينيه كمسرحية مأسوية
يبكى جمهورها قهرا..
فصاح فيه محاولا التسرية عنه واخراجه من تلك الحالة : ماقولتليش يا إتش البنت بتاعة المطعم
دى حلوة ولا أى كلام..أصلى بفكر. اجى اتجوزها
وابقى شريكك في المطعم
التفت إليه وهو يتبسم من جانب فمه قائلا : إنت مش عايز تتعب فى حاجة أبداً..عايز تشاركنى في المطعم ببلاش كده؟!!
ضحك عادل وغمز له بخبث وقال: ماأنا هشارك بمجهودى ههههه دا أنا هخلى المطعم ماحصلش اسمع منى.. جوزنى انت بس مارية ومالكش دعوة
رغما عنه تذكرها تلك الفتاة الغريبة التي تجمع بين
متناقضات كثيرة لا يستطيع فهم أي منها قد يمثلها
ڤقال بإنكار : انت فاكر ماريا بنت سهلة كده هتقولها بحبك هتقولك اتجوزنى دى واحده شكلها ذكية ومش بالساهل حد يوقعها...
أرجع صديقه ظهره إلى الخلف بأريحية على الكرسى
ثم رد عليه بميوعة مصطنعة: بحب التحدى ههههه
لوى ثغره بضيق وصاح: شكلك فايق ياعادل وانا مش ناقص!!
همشى انا دلوقتي وهبقى أكلمك بعدين عندى مشاوير بكرة مهمة سلام
اجابه بتفهم: سلام يا صاحبي وابقى سلملى على حبيبة وحشتنى بنت الايه من زمان ماشوفتهاش
فاتها بقت عروسة..
تغيرت ملامح وجهه وأحس ببعض الغيرة لسؤاله على أخته لكنه تمالك نفسه واجاب مبتسما: أيوة حبيبة السنة دى فى أخر سنة فى الثانوية..
اتسعت ابتسامة عادل وهتف باندهاش: معقول الايام بتجرى بسرعة قوى ياجدع مين يصدق أن البنت الصغيرة اللى كنت بلعب معاها بقت عروسة ..
قام من مقعده بهدوء وقال مازحا: أسيبك انا بقى تندهش براحتك وأروح .. سلام
......
وفى اليوم التالى
حضر الجميع حسب الإتفاق.. وبدأوا في توزيع المهام والأدوار على كل منهما حتى يمضي الأمر بسلام
دون خلاف ..
كانت مارية سعيدة للغاية رغم انها لطالما كانت ترفض ان يشاركها أحد فى ملكية المطعم لكن الأمر بدى مختلفا للغايه مع هذا الشاب الجذاب..
ليس المظهر فقط ماجذبها إليه ولكن قوة شخصيته
ورزانته وجديته وقلة حديثه الذى اضفى عليه هيبة
وغموضا فوجدت فيه ما لم تراه عند غيره فكم كانت
تنفر من الشباب التافه كثير الضحك والمزاح...
ولكنها لم تكن تدرى ان قلب هذا الشاب مازال متعلق
بغيرها ويكويه ذلك الحب ليلاً ونهارا بلا رحمة..
ولكن هل ستستطيع تلك الفتاة أن تتخطى تلك العقبات لتصل إلى قلبه وتستعمره؟!!
أم انه سيظل سجين الماضي الذى يفنى أحلامه واحد تلو الآخر؟!!