عثمان والعرق بتصبب منه: اهدي يامي... الموضوع مش زي مانتِ فاهمة خالص.
مي بغضب:لا بقولك ايه انت لازم تكون صريح معايا كنت بتكلم مين وكنت بتقولها ياروحي ويا كبدي دي انطق لا إلا المشرط يسلم على قلبك وتركب الموجة مع اللي ركبوها.
عثمان بتوتر:موجة ايه؟
مي:موجة اللي يروح مايرجعش ياعنيا... يقطع تذكرة ذهاب بلا عودة.
عثمان بذكاء:عايزة تعرفي زمزم فين.
مي بعاطفة الأمومة:ياحبيبتي يابنتي هي فين ياعثمان طمني عليها؟
عثمان:انا لسة مكلمها من ثواني بس انا حالف على المصحف الشريف اني مش هقول لمخلوق مكانها هي بس تهدي سنة سنتين كدا في المكان اللي راحت عليه وهتكلمك على طول بس انا وانت بس يا مي اللي يعرف غير كدا لا حتى جوزها مش هيعرف.
مي بحزن على حال نائل: وهيبقي كدا ياحبة عيني لوحدة طب احنا هنكون مع زمزم إنما الواد صعبان عليا لا أهل يسألوا عليه ولاحتى زوجةتونسةفي الوحدة دا حتى حرام.
عثمان بتفكير:إيه رأيك لو عاش معانا الفترة دي لحد ما البنت تصفي من نحية جوزها وربنا يهدي سرهم.
مي:وماله يااخويا على الاقل مافيش واحدة تلف عليه وتخطفة من بنتي انا هراعيه زي عبدالله وهومش غريب من شمس ولاغريب مننا دا يعتبر ابننا ولازم نحاوط عليه... وزمزم احنا معاها بس كان نفسي اشيل عيالها وافرح بيها بس اعمل اية عين وصابت العيال.
عثمان:عايزك تجمدي لأنك بكرة انت وشمس وسارة هتاخدوا عزا الحريم وانا والشباب هنكون في عزا الرجالة بس قسماًبالله العظيم
يامي لوكلمة من اللي انا قولتها طلعت بره حتى لنائل نفسة ماتلوميش غير نفسك.
مي:حاضر... بس ممكن تفهمي ايه اللي حصل علشان كل دا يحصل.
عثمان اتنهد:هقولك يامي....
فلاش باك
الساعة ١٢ منتصف الليل
زمزم فتحت عيونها بالراحة من بعد مااغمي عليها وحولت تقوم على مهلها... لحد ماوصلت للموبايل.
زمزم رنت على ابوها كان لسة طالع من القهوة.
عثمان:ألو يانوتيلا ياحبيبتة بابا.
زمزم بعياط:ألو يابابا تعالي خدني من هنا.
عثمان:ياساتر يارب اهدي كدا فيه ايه انطقي.
زمزم:طلع خاين يابابا بيخوني مع مرات مساعده الشخصي في الشغل لاوكمان في حد بعت ليا جريمته يابابا.
عثمان بغضب:ان ماعلمته الأدب علشان يقدرك وهخليه يجيلك زاحف بس صبره عليا الكلب دا... يلا انا جاي ليكي على القصر وهاخدك من عنيه.
زمزم:بس انا مش في القصر يابابا انا في شقة جديدة مقعدني فيها علشان يكون قريب من شغله وكدا وغير ما فيه جيش حراسة تحت في العمارة بيتغير ثلاث مرات في اليوم.
عثمان بتفكير:طيب ميعاد تغير الحراسة امتي.
زمزم:بعدساعة.
عثمان:طيب دلوقتي غيري هدومك وجهزي شنطتك وانا هاخدك.
زمزم:لا يابابا اناهبعد خالص عنه... اناهسافر الإمارات يابابا.
عثمان:زمزم يابنتي بلاش جنان امك يطلع دلوقتي وبعدين ممنوع تسافري الا بإذن منه.. استهدي كدا بالله وتعالي وانا هتصرف.
زمزم بإصرار:لا يابابا انا هسافر وكمان من غير اذنه لادا بإزنك لان...لان المطلقة ابوها اواخوها بيسمحوا ليها بالسفر.
عثمان بصدمة:إيه... إنت بتقولي ايه طلاق ايه دا اللي بتتكلمي عنه.
زمزم:نائل كان مطلقني من بعد جوازنا بأربع أيام ولسة مرجعني امبارح لزمته يابابا.
عثمان وحس ان الدنيا بتلف بيه من كتر الصدمات اللي بترف على دماغة من بنته اللي لسة متجوزة ماكملتش شهر وشوية.
زمزم:بابا رد عليا.
عثمان بجمود:جهزي كل حاجتك وتعالي يلا انا هبعتك الإمارات ... بس اسمعي انا اللي هقول ترجعي امتى مفهوم.
زمزم بطاعة:مفهوم يابابا.
عثمان:هستناكي في المطار يلا مع السلامة.
باااااك
مي:يعني بنتي يحصل معاها كدا وانا معرفش.
عثمان:العيب مش في تربيتنا للبنت العيب ان جوزها من كتر ماعاش وحيد في حياته لما تقابله اي مشكلة لازم يبعد أقرب حد ليه وعمره ماشارك حد وجعه دايما بيشيل حمله لوحده بنتك دلوقتي في بلد غير البلد وهتفضل هناك لحد ماجوزها يتعلم ان الحياة مشاركة بين الأزواج في المر قبل الحلو... لازم يتعلموا يتمسكوا ببعض في الضراءقبل السراء... لازم بنتي تتعلم تعطي فرصة لجوزها يشرح اسبابة وظروفه شكلها ايه... ونائللازم يتعلم قيمة مراته والحياة من غيرها عامله ازاي... سواء زمزم او نائل لازم يتأدبوا ويقولوا حقي برقبتي.
مي:طب ما اقنعتش زمزم ليه تقعد هنا حتى لو في شقتنا في اسكندرية ولاالغربة دي.
عثمان:بنتك رومانسية بزيادة يعني مش بعيد هي اللي تروح تتأسف ليه بدل العكس ياحجةمي... بنتي وانا عارفها على ايه.
مي:اللي عايزه ربناهيكون...وربنا اعلم الخيرفين.
عثمان:ونعم بالله.
في مكان بعيد زي الصحراء مافيش فيه صريخ ابن يومين... نائل لوحده قاعد على سقف العربيه وفي ايده صورة لزمزم وبيفتكر اللي معذبه قلبه وقالبه دماغة اللي حاسس بالضياع من غيرها.
نائل في نفسه:بتمنى لو اسمع صوتك... اشم ريحتك... امسك ايدك... أااااااااه يازمزم واحشاني اوي يا حبيبتي... وغمض عيونه وسمع للدموع بإنها تخرج في صمت.
في الإمارات
زمزم نايمه وحاضنة تي شيرت ابيض لنائل وصورة ليه
زمزم قي نفسها:نفسي ارجع ليك ياحبيبي بس مش هقدر خلاص الأوان فات يانائل اناخلاص هستقر هنا مش هقدر اعيش معاك تاني سامحني يانائل ... بحبك قوي.
في اليوم الثاني صباحا
في القاهرة يستعد الجميع لحضور عزاء جين آل أسد وبعد الانتهاءمن كافة الإجراءات الخاصة بالدفن تم تشيع جثمان جين لمثواه الاخير...ويقدم رجال الأعمال والمستثمرين واجب العزاء لنائل آل أسد.
في الامارات
في جنينة الفيلا الخاصة بميادة
تجلس ميادة وزمزم معا... وزمزم أخبرت ميادة كل شيء ولكنها لم تفصح عن اسم زوجها.
زمزم بتنهيدة:فعلشان كدا عايزاك تساعديني ياميادة.
ميادة:طب يازمزم ممكن اعرف ان هساعدك إزاي في الموقف دا.
زمزم:انا عايزة فيزا لإني اشتغل هنا مهندسة ديكور وبعد كدا سيبي الباقي عليا.
ميادة:سهل طلبك دا بس انت هتشتغلي معايا.
زمزم:إزاي انت شركتك خاصة بالموضة وعروض الازياء انا شغلي هيكون تنظيم حفلاتك يعني.
ميادة:لا انا بطلت اشتغل في المجال دا وصفيت كل حاجة فيه وكل فلوسي دلوقتي في شركة المرحوم جوزي...انت هتكوني دراعي اليمين لان دا أملي الوحيد يازمزم.
زمزم بعدم استيعاب :ممكن تفهمني قصدك ايه.
ميادة:انا شركة جوزي الله يرحمة خاصة بالديكور وانت عارفة إن جوزي ميت من خمس شهور وكان مهندس ديكور رائع وتصاميمة تشهد بكدا بس بعد وفاته اتوليت انا الإدارة والشركة كبيرة وليها وضعها ومكانتها في السوق ولولا شريك جوزي المصري كان زمان الشركة افلست.
زمزم :ومين الشريك دا.
ميادة:المهندس عمار الجندي.... قولت ايه؟
زمزم:موافقة يا ميادة.
ميادة حضنتها جامد:قلب ميادة من جوه ياناس.
ايمن:مامي انا جعان.
ميادة:حاضر ياقلبي ثواني والأكل يكون جاهز.
مساءاًفي القاهرة
العزا خلص ومي أصرت على نائل يروحها
في بيت شاهين
نائل قاعد في الصالون وقاعدة قدامه مي.
مي:قولت ايه ياابني.
نائل :قولت لا إله إلا الله ياأمي.
مي ببكاء مصطنع:اسمع ياابني انا دلوقتي بنتي الله واعلم هي فين... ريح قلبي وخليك معايا... ها قولت ايه بقى.
نائل:ياأمي انا مقدر الموقف بس...
مي:بس ايه.
نائل بشبح ابتسامة:فين غرفتي ياأمي.
مي بفرحة:غرفة زمزم موجودة... غرفة واسعة وليها تراس وحمام خاص يعني من الاخر شرحه وبرحه وكلها شبابيك.
نائل :ههههههه... الله يعزك ياأمي انا هكلم حسين يجيب ليا هدوم.
مي بمقاطعة:انا خليت حسين يجيب هدومك وانا خليت شمس ترتبها في الدولاب يادوب تغير هدومك لما اجهز العشاء.
نائل وطي على إيديها وباسها وفي عيونه لمعت الدموع:ربنا يخليكي يامي عن ازنك.
مي:ازنك معاك ياإبني.
نائل دخل غرفتها شم ريحتها اخد نفس عميق يملاء رائتاه من عطر معشوفته تمنى ولو انه لايخرج ابدا ويسكن داخل اعماقة كمن احتلت اعماقة وزفر هذا النفس على مضض واخذ يدور في غرفتها ويشاهد صورها ويلمس ثيابها بهدوء....
أاااااه من الفراق وعذابة وتعبه وبعده عن المعشوق ان الفراق انواع فراق يقتل أصحابه وفراق يزيد الحب أضعاف مضاعفه لأصحابه وفراق ليس لأحد يدٌفيه لانه فراق بالعودة فإنه فراق الموت والموت علينا حق.... فيا من احببت تمسك بحبيبك ف والله لو الدنيا كلها اجمعت على فراقكم ورب السموات والأرضين يريد أن تكونوا معا لن يستطيع احد إبعادكم او تفريقكم فإردة الله فوق الجميع حتى ولو تكن صاحب حيلة أولاتقدر على شيء فإن ربك هو الرزاق وليس الرزق بيد بشر بل بيد خالق البشر.