رواية حكاية غنوة الفصل الثامن 8 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الثامن 8 بقلم سوما العربي



 

رواية حكاية غنوة


الفصل الثامن


بداخل بيت الدهبى كان الوضع متأزم وغير مستقر على الأطلاق.


الكل يتجه بأنظاره لفريال التى تقف بأعين تقدح شرر.


ترى تلك الصغيره ولم يمضى على دخلولها البيت عشرة دقائق وقد قلبت البيت رأساً على عقب فوق رأسها.


الكل مسلط نظره عليها بنظرات اتهام وصدمه،وتلك الفتاه صاحبة العيون الرماديه التى لم تكره مثلها يوميا ،تقف مستغله انصراف أنظار الكل عنها تنظر لها نظره ساخره مستفزه.


إنها هى،هى" مرڤت "بكل تفاصيلها،تلك الخادمه الوضيعة التي أتت وبظرف أيام سرقت اللٌب من عقل زوجها،أسرته دون مجهود او وقت حتى.


كان يلتهمها بنظراته ،تلك النظرات التى كانت تحمل الكثير من اللهفه والجنون الكافى لكشفها خصوصاً من قبل زوجه عينها على زوجها بحضرة فتاة بارعة الجمال،تمتلك من الليونه والرقه الكثير.





ولم يمض وقت طويل من مراقبتها لهما حتى كشفت السر الكبير.


إبن الحسب والنسب ،زوجها متزوج زواج غير شرعى عليها،عليها هى .


تزوج عليها خادمه ، كانت النار مستعره بصدرها وقلبها ينضح غل وكره شديد.


فريال هانم ابنة عمران بيك يتزوج عليها زوجها،وممن ؟!بمن استبدلها وفضل عليها؟


خادمه؟!!! ياللمصيبه ... إنها كارثه حقيقيه.


للأن لا تشعر بأى ندم على أى مما اقدمت عليه وارتكبته .


لكن الآن هى تشعر بالخطر ،لقد انقلب الكل عليها ينظرون لها باتهام سافر.


بنظرات غاضبه مصدومه تقدم منها محمود الخطوات الفاصله بينهما حتى توقف أمامها مباشرة يتحدث بأعين مظلمه: إيه الى فيروز بتقولو ده؟معناه إيه الكلام ده بالظبط؟


شخصية ليست سهله كى يهتز ثباتها هكذا بسهوله،فريال وتد مغروس بأرض صلبه لا تهتز من تحتها بسهوله.


من هذه الصغيرة كى تَهٌزها لمجرد تفوهها لتراهات بلا اى دليل بيِّن، إنها فريال عمران.


بمنتهى الثبات والقوه رفعت رأسها وانفها عاليا تردد: كلام إيه يا محمود يا حبيبى؟!


هزت كتفها الأيمن يلتوى شدقها وهى تردد باستغراب شديد: وفيروز مين دى أصلا؟!


اهتز الفك العلوي لشفتيه من شدة غضبه ،اخذ نفس عميق وردد : فيروز بنتى يا فريال.


تصنعت الغضب الممتزج بالصدمة والاندهاش تردد: أنت متجوز عليا يا محمود،لأ وكمان خلفت؟!!


كانت تتابع الموقف بدقه عاليه ،تلتقط أدق التفاصيل،خصمها غير عادى او هين إطلاقا.


لمعة قوية غشت عينها من القوه والثقه ،ان كانت تلك فريال فهى أيضاً كذلك فيروز ولنرى لمن الغلبه والقوى،نظرة أرضا تفكر لثوانى وهى تعلم،مهما كان الشخص قوى،ثابت،ذكى لكن شعور الظلم والغلب يدفع اكثر وأكثر للتفوق.


لذا أخذت نفس عميق تتقدم تريها من هى فيروز إبنة ميرڤت.


تصنعت ارتعاش أطرافها بجدارة تستحق الأوسكار.


وتقدمت تحتضن ظهر والدها بحركه تعلم أنها ستولد داخله براكين من الشعور ناحيتها بوجوب توفير الأمان والدعم متلازم تلقائيا بالغل والغضب الشديد من الماضى المر،والحاضر الذى يحاول تعويضه ويشعر ناحيته بالإثم والشرك.


تغرس اظافرها فى معطف محمود تطلب منه الحمايه الغريزيه الواجبه على اى أب ناحية ابنته .

فما الحال لو كانت أبنته مظلومه منه ومن الجميع ظلم شديد لسنوات.


المصيبه ان ذاك الذى يقف هناك بعيدا ورأى كل ردات فعلها ونظراتها الخبيثة تجاه فريال بوضوح،إلا أنه اهتز داخليا كالزلزال  وشعور بالحمايه والاحتواء ناحيتها يتدفق كسيل جارف ظهر بوضوح على انفعال عيناه.


حاول بصعوبه الثبات بمكانه والا يذهب لها يحتضنها ويهدئها.


أما تلك الماكره الصغيره كانت تخبئ وجهها فى ظهر والدها تشهق بصوت كأنه حقيقى ،بل وخارج من اعماق قلب مذعور ملتاع تردد: أنا امى حكتلى كل حاجه حصلت زمان أول ما كبيرت،الست فريال خطفتها يومين بعد ما اتفقت مع ابنها وعمل نفسه عنده استدعاء ولى أمر فى مدرسته.


اتسعت أعين ماجد ينظر للتى كان يريد احتضانها بين ذراعيه منذ ثوانى وهى تتبلى عليه دون أن يرف لها جفن.


إلتف جسد محمود نص لفه ومعه فيروز بظهره ينظر على ماجد المصدوم مما يقال عنه.


لتتسع أعين محمود ومعه ماجد وهما يستمعان لها تكمل بغصة بكاء واضحه:وماما سمعتها وهى بتقول للرجاله الى خطفوها إنهم ينفذوا الأوامر بالحرف لأن دى تعليمات مصطفى بيه.


كانت الطامه الكبرى والصدمة التى لا قبلها ولا بعدها وهو يسمع بأذنه أن والده شارك بيده فى كل هذا.


يبتعد خطوات عن الكل وهى خلفه تباعاً،ينظر للجميع وهو يهز رأسه بصدمه  يردد:مش مصدق..مش قادر اصدق،عيلتى كلها عملت فيا كده،طب ماجد وهقول عيل صغير وسمع كلام أمه وهو مش مدرك ،مش عليه ذنب،لكن انت...انت يا بابا،ازاى تعمل كده؟؟


اقترب عدة خطوات من والده بينما توقفت فيروز بمحلها تتصنع النظر أرضا بخوف وقهر.


تحدث محمود امام مصطفى المصدوم: ازاى جالك قلب تعمل كده فيا،بعد ما عرفت أنها حامل.


صرخ به محمود بغضب يردد:عملت إيه وحمل إيه؟؟كلام إيه الفارغ ده...انت اكيد اتجننت.. معقول ابوك إلى حاجج بيت الله وملس على بابه يعمل كده؟


صرخت فيروز بقهر حقيقى تصرخ به:ايوه حصل،الست هانم دى قالت كده لامى بلسانها.. وإنها مالهاش حد تستنجد بيه .


وقفت وحدها فى تجاه ... بينما كانت باقى العائله المحترمه فى ناحيه مقابله لها .


ناظرت الجميع بكره وغل تكمل: خصوصاً إن الى سلمتيه نفسك بورقة مقطوعه من كراسه،قطع الورقتين دول ،مافيش اى حاجه تثبت أنك كنتى متجوزاه أصلا.. والباشا الكبير نفسه هو إلى أمر بحبسك.. هتعملى إيه يا مسكينه ولا تروحى فين.


صرخ مصطفى بغضب شديد يضرب الأرض بعكازه : إيه الكلام الفارغ ده.. امك أكيد غلطانه.


صرخت فيه بنفس قوته ويمكن أكثر:قصدك امى بتكدب...فى واحده بتكدب وهى بتموت يا راجل يا مفترى يا ظالم يا عيلة واطيه يا ولاد الكلب.


اتسعت أعين الكل وهم يستمعون سبها الواضح لهم ،صرخ بها مصطفى : أخرسى يا قليلة الادب،فى واحده متربيه تكلم جدها كده.. أما أنك ناقصه ربايه صحيح.


تقدمت خطوات تصرخ فيه وهى تشيح امامه بيداها واصابعها متشنجه مفروده: أنا مش ناقصه ربايه.. امى وابويا ربونى أحسن تربيه وعلمونى ماظلمش حد.


نطق محمود يصرخ بها: أنا الى ابوكى مش حد تانى.


صكت أسنانها بغل تردد: لأ... أنت مش ابويا ولا أعرفك.


بادر مصطفى يردد: تتكلمى مع ابوكى بأدب .


فيروز بازدراء:انت بالذات تسكت خالص.


احتدت أعين مصطفى يردد بحده :اتكلمى بأدب مع جدك يابنت.. وإن كانت أمك ماعرفتش تربيكى أنا هتصرف .


 لهنا وفقدت السيطرة ،اتسعت عيناها بغضب اغمق معه ننها الرمادى ،فقد جسدها القوه وهرب من عقلها الفكر والثبات.


تشنج جسدها وأخذت تصرخ فى الكل بلا استثناء وبجنون مثير للريبه والشفقه:ماتتكلمش عن امى ..ماتجبش سيرتها على لسانك...امى أحسن منكوا كلكم.. بدل ما تفكر أن الهانم هى الى جابت أسمك فى الموضوع وهى الى ظالمه بتفترى على امى..انت راجل ماتعرفش ربنا .. وانتو كلكو عيله زباله.. أنا بكرهكوا...عمرى ما كرهت فى حياتى حد غيركوا.


كانت تصرخ وهى تشيح بيدها واحيانا نضعها بجانب اذنيها علامه على فقدان السيطرة على النفس.


هوى على أثره قلب ماجد وكذلك محمود ،الذى تقدم منها يحاول تهدئتها فحالتها مريعه جدا فحتى مصطفى صدم وصمت مما يراه وبدأ يراجع نفسه حقا يشعر بخطئه،بينما فريال تتابع كل شيء بدقه شديدة وتركيز وندى تصرخ داخلها مصدومه فبأى عائلة قد وقعت هى وتزوجت تربط أسم عائلتها الكريمة بهم.


تقدم محمود منها لكن قدم ماجد قد سبقته يحاول احتضانها مرددا بحنان بالغ: أهدى يا فيروز أهدى.. تعالى.


هم ليحتضنها بلهفه يتمنى ذلك جدا ،لتمد ذراعها على طوله تضرب صدره بكفيها مردده بغل: أبعد إيدك ياض ... أبعد عنى..ابعععد.


تسمر مكانه ومازلت احضانه مفتوحه لها برجاء وأمل خاب.


ليتقدم منها محمود يحاول هو ربما استجابت يراها وهى مازالت متشنجه وفى حالة مريبه تردد:ابعدوا عننننى...محدش يقرب منى.


اخذت تضرب الأرض بقدميها بعلامات الانهيار العصبى ولسانها لا ينطق سوى جمله واحده كررتها عشرات المرات: أنا عايزة امشى من هنا...خرجونى من هنااا.


صرخ مصطفى بهم: اتصرفوا بسرعه .. شكلها مش طبيعي.


تقدم محمود يحتضنها يحاول تثبيت ذراعيها وهى تقاوم لكنه مصر يردد: أهدى... اهدى ياحبيبتي..خلااص بابا هنا معاكى.. أهدى خالص.


رغماً عنها ثبتها بأحضانه يصرخ بماجد: اتصل هات دكتور يا ماجد بسرعه.


كان ماجد يقف متخشب يشعر بالضعف حيالها فلم ينتبه او يتحرك ،ليصرخ به محمود مجددا:ماااجد..اتحرك.. أختك هتروح منى.


تحرك ماجد سريعاً يتصل بسكرتيرته كى تتصرف سريعاً وتطلب له طبيب.


بينما تحرك محمود بها لغرفه المكتب الكبيره الموجودة ببهو البيت.


وهى مازالت تحاول المقاومه تضرب بيدها كغريق يصارع امواج عاليه ،حقا لا ترى من معها ولا يطمئنها صوته الذى يردد : أهدى يا حبيبتى أنا بابا.


هى بالفعل لا تراه ،فقد انهارت اعصابها وتداعى تركيزها .


وظل الوضع لمدة لا بأس بها ترفض حتى التمدد على الأريكة المبطنه باللون النبيذى الفخم المصنوع من قماش تركى فاخر .


صرخ محمود فى ماجد وقد انفلتت اعصابه هو الأخر: فين الدكتور الى قولتلك تطلبه .


كانت اعصاب ماجد مضطربه أيضا ومشاعر مختطله متناقضه تفور داخله فتحدث بلهفه:كلمت مرام السكرتيره تشوف حد حالا.


هز مصطفى رأسه بنفاذ صبر يردد: اتصل استعجله ولا شوف غيره.


كانت ندى تجلس تشاهد ذلك الفيلم العربي قديم الطراز بملل وسأم ،تلاحظ لهفة زوجها على شقيقته بطريقة لم يظهرها لها ليوم واحد حتى.


تستمع لصوته يحدث سكرتيرته التى لطالما حدثها بمنتهى المهنيه يصرخ بها الآن: فين الدكتور يا مرام أتأخر ليه؟


مررت عيناها على ملامحه العصبيه المتوتره بعدما صمت لثوانى يسمع ردها وعاود الحديث: هو فين ده اللي داخل عليا ماحدش جه.


صمت فجأة وهو يستمع رنين جرس الباب ،لترفع ندى حاجبها الأيمن بزهول وهى تراه يهرول بطريقه أشبه للركض يفتح الباب.


توقف أمام الباب بصمت لثوانِ وهو يمرر عيناه على ذلك الرجل عريض المنكبين قوى البينه اشقر اللحيه والشعر بعيون زرقاء .


اهتز فكه بغضب يسأل هل جلبت له مرام طبيب من البرازيل ام امريكا ؟


لم يحركه سوى صوت محمود الصارخ ينادي عليه ،لكن تركيزه مع ذلك الماثل أمامه يبتسم مرددا بنبره مخميله كأنه بدأ فى مباشرة علمه يحدث مريض ممد على الأريكة المفروده وهو يقول: مساء الخير.


هز ماجد رأسه بنفور يردد: أهلا.


أبتسم الطبيب مستغرباً وقال وهو يمد يده للسلام:انا أنس شفيق دكتور امراض نفسيه وعصبيه.


تقدم مصطفى خطوتان بعكازه يردد هو بدلا عن ذلك الصنم :نورت يابنى اتفضل..دخلوا يا ماجد.


لكن ماجد مازال ينظر له بعدم تقبل رهيب فردد مصطفى مجددا:ماااجد...دخل الدكتور.


أفسح ماجد للطبيب على مضض يشير له على الداخل يسير معهم حيث فيروز التى جلست بصعوبه وبعد محاولات على الأريكة ليس استجابة لطلب والدها بل جسدها كام قد أنهك حقا وفقد كل قوته على الوقوف او مواصلة الصراخ ولا حتى الحديث.


تقدم مازن بخطى ثابته يرى تلك الفتاه الجميله تجلس على طرف الأريكة تضع راحتى يدها بجوار جانبيها وقدمها تتدلى بالكاد تلامس الأرض لقصر قامتها.


تميل بعنقها حيث تخفض رأسها أرضا تنظر تحت قدميها وهى تتنفس بصعوبه وعدم انتظام صدرها يعلو ويهبط باظطراب.


اجلى صوته الرخيم يردد: مساء الخير.


رفعت عيناها الرماديه كأنه كان ينقصه ،رمش بعينه وتمسك بمهنيته لأقصى حد يجلى اى شئ عن تفكيره وهم كي يبتسم لها ،لكن امتقع وجهه وهو يستمع لصوتها الذى اصطبغ بطريقة اولاد الشوارع بالضبط: وده  مين الطرى  ده كمااان.


سّر ماجد كثيرا من وصفها هذا ينظر على المدعو أنس يرى امتقاع وجهه بحرج فحاول كتم ضحكاته .


وبادر محمود يتحدث وبنيته تهدئتها : ده دكتور امراض نفسيه وعصبيه عشا....قاطعته وهى تنتفض من مكانها وقد عادت لها الشراسه مجددا تصرخ فيه:اييييه...اااااااه هى دى الخطه بقا... عايزين تطلعونى مجنونه ،وادخلى مصحه حلوه كده اتكهرب فيها لحد ما اموت هناك مش كده.


كانوا يستمعون لها بزهول ومحمود ردد سريعاً:ايه يا بنتى إلى بتقوليه ده،وانا لو عايز أعمل كده كنت هدور عليكى ليه مانتى كنتى بعيد ومش عايزه حاجه ،وكمان مكتوبه بأسم راجل تانى يعنى مش خايف تورثينى.


صمتت قليلاً تنظر له بملامح مترقبه مستهجنه ،كلامه منطقى لكنها لا تستطيع الوثوق به.


مد يده يردد برجاء:ثقى فيا مره.


نظره بنفور ليده الممدوده ثم قالت بكره واضح:سبق وامى وثقت فيك ،فضيعتها،البنت مش هتغلط غلطة أمها تانى.


اطبق محمود قبضة يده يضم أصابعه على بعض بندم شديد يتراجع خطوتين وهو يردد بخزى: عندك حق يا بنتى.


نظر للطبيب يقول: طيب خلى الدكتور يكشف عليكى حتى عشان تهدى.


رفعت رأسها تنظر للطبيب ،صمتت لثوانى وبإذعام غير متوقع وافقت.


أنس نفسه كان متوقع رفضها ،ظن أنه سيحاول معها لوقت طويل،لكنه صدم بموافقتها.


ابتلع رمقه يحاول السيطرة على الموقف وحدث الحضور قائلا:طيب لو سمحتوا تسيبونا لوحدنا.


هز محمود ومصطفى رأسهم بالقبول ،بينما ماجد رفض بشده تواجدهما معا وحدهما بغرفه مغلقه يردد: لأ طبعا أنا هفضل معاها.


نظرت له بجانب عينها تردد: أنا مش عايزه وش جنبى.


على ما يبدو أنه قد اعتاد سريعاً على طريقتها السوقيه بالحديث وأصبح يمرر لها بعض كلامها وتصرفاتها.


يكتف ذراعيه حول صدره بأصرار ليتحدث أنس: خلاص يا آنسه....


صمت بجهل وقد تجعد مابين حاجبيه ،لترفع عيناها له قاصده أسره ثم وبصوت مغاير لما حادثت به ماجد قالت برقه :فيروز.


اهتز فك ماجد بحنق منها،وازداد أكثر وهو يتسمع ذلك الواقف لجواره يردد :بسم الله ماشاء الله.


حدثه ماجد بفظاظه: فى حاجه يا بابا؟


ارتفع حاجب أنس لتلك الإهانة يسأل: أفندم!!بتقول حاجه؟


تحدث ماجد بحده  يقول:اصلى شايفك بتعاكس اختى وأنا واقف..فى حاجه؟


رمش أنس مرتين ثم حمحم بجدية: لأ مش قصدي والله انا...


قاطعه ماجد بنفاذ صبر يريد لذلك الموقف أن ينتهى سريعاً وقد شعر بانسحاب محمود ومصطفى فردد:طيب لو سمحت اتفضل شوف شغلك .






حاول أنس التحدث الى فيروز وجذب أى حديث منها لكنها كانت بحاله سيئة فأخرج أحد علب الإدويه من حقيبته يعطيها لها ثم وقف يحدث ماجد: هى دلوقتي هتاخد القرص ده يهديها شويه وبعدها هتنام ،بس هى اعصابها تعبانه وعندها كذا مشكله لازم تجيلى العياده اكتر من جلسه.


كانت فيروز قد استكانت برأسها للخلف على ظهر الأريكة وقد ارتاحت قليلا ،تنظر للسقف المنقوش بأعين مازالت مستيقظه يصلها حديثهما.


نظرت عليهما بلا إهتمام وتلاقت عيناها بأعين ماجد المتلهفه لكنها اشاحت عيناها ببرود وعدم اهتمام عنه تعاود النظر للسقف.


اغمض ماجد عيناه بألم عليها ثم اشأر للطبيب كى يخرج معه ويطمئن الجميع.


جلس يتحدث معهم يخبرهم بشكل مبدئي حالتها وأنها تحتاج للمتابعه مع طبيب نفسى،وانه من الضروري أن تذهب لعنده كى يستطيع التحدث معها وتشخيص حالتها بهدوء ومن ثم حلها.


تركهم بعدها وانصرف ليستدير محمود للنظر إلى فريال ينوى محاسبتها فمنعه مصطفى قائلاً:مش وقته..نطمن على البنت الأول وبعدها الكل له حساب طويل.


قالها وهو يرفع حاجباه معا دليل على أن محمود نفسه سيحاسب.


بينما إنسل ماجد من بينهم يذهب إلى المكتب ويفتح الباب يقترب منها،يجدها قد غرقت في نوم عميق أثر القرص الذى تناولته من دقائق.


يقترب منها بدقات قلب عاليه يهتز شدقيه بابتسامة ناعمه خاصه..ذات وميض خاص.. خاص جدا.


ينظر على جمال ملامحها وصغر جسدها،يميل علي جبهتها يطبع قبله عمييقه طويله يسحب فيها من انفه رائحة جسدها ليغمض عيناه .


رفع وجهه وابتسامته تتسع اكتر وأكثر مازال ينظر عليها لولا دخول محمود للغرفه يطلب منه أن يصعد بها لغرفتها كى ترتاح أكثر بنومتها.


_________سوما العربي ___________


كانت تجلس معه تراقبه وهو يلتهم قطع اللحم بتلذذ وعينه عليها هى يبتسم ،فتهتز جفون عيناها بأهدابها تبتلع رمقها بصعوبه .


نظر لصحنها الممتلئ لم يخدش من طريقة تنسيقه فى التقديم شئ ،لم تأكل للأن.


مط شفتيه بعتب يردد:مش بتاكلى ليه؟!


لم تدرى بما تجيب،مد يده مره أخرى ناحية يدها يشعر بنبضات قلبه تفذ مجددا.


سب نفسه داخله بقوه ،فعندما يمد يده ليمسك يدها يفعل ذلك كى يجعلها تذوب ذوبان مما تستشعره بفعلته وتتوه عن العالم،فيجد نفسه هو من يحدث به ذلك.


ما هون عليه هو رؤيته لها قد اسبلت عيناها ثم فتحتهما تنظر له نظره به من البريق ما يكفى كى يجعله يهيم بها مرددا:تخيلى مجرد أنك موجوده معايا نفسى اتفتحت امال لو أكلتى معايا بقا.


اخذت نفس تهدئ به ثوران عنيف يجتاح صدرها يزيد خفقان أيسرها تنظر له نظره لم تسبقها فتاه بها ،تجعله اسير لها ولعيناها.


ترك شوكته من يده وتهور ينطق بما فى قلبه مجرداً من أى نوايا:غنوة.


ترك لنفسه متعة نطق اسمها بأريحية وتلذذ يعلو صدره بأنفاس عالية يتنفس بسعاده  بعدما مسك يدها الحره باليد الأخرى يرى توسع عيناها أكثر وأكثر بتفاجئ ثم قال: أنا حاسس بحاجة كبيرة أوى ناحيتك،بحب أشوفك،بحب اكلمك،ممكن تسمحيلى أقرب منك اكتر.


اسبلت جفناها لثوانى ثم وبنعومه سحبت يداها من بين كفيه تأخذ نفس عميق ثم نظرت له تتحدث بحاجب مرفوع:مجيى معاك هنا كان لحظة تشتت وضعف .


صمتت تزم شفتيها تهز كتفيها تردد: يمكن  مننا إحنا الأتنين،لكنه غلط.


لا يعلم من أين له بذلك الحزن الذى غمره وهو يسألها بلهفه :غلط ليه يا غنوة ،انا مشدود ليكى من أول مره اتقابلنا فيها ،فاكره؟


هزت رأسها تقول: أنت راجل خاطب وخطيبتك إنسانه قمه فى الذوق والاخلاق،ده انا الى منظمه لكم خطوبتكم،وبعدين انت لسه شايفنى أول امبارح.


أبتسم يهز رأسه ثم عاود محاولة لمس يدها بأصبعه الصغير يتسلل لكفها المضمومه  وهو يقول:لمى بنت ناس وزوق جدا لكن ده مش كل حاجه عشان الإنسان يكون مبسوط وانتى عارفه،وحصلت الخطوبه لأنى ماكنتش لسه أعرفك.


أبتسم أكثر يهز رأسه بلوع وندم مرددا:ااااه لو كانت مقابلتنا اتقدمت يوم واحد يا غنوة.


تنهد عالياً ثم قال: بالنسبة بقا لأنى لسه شايفك امبارح وبقولك كده فهو ده الطبيعي،هو كده يا يحصل الأنجذاب من اول لقا يا مع السلامه تتحطى فى الفريند زون..تبقى ضمن لسطة المعارف او بالكتير ضمن الصحاب اللطاف...انتى عارفه أنا أعرف لمى من اكتر من خمس سنين عمرى ماحسيت بينا كده،ولا حتى أقل.


كانت تستمع له بتركيز ثم قالت: أمال اتخطبتوا أزاى؟!


أبتسم أبتسامه باهته ثم ردد: أنا اكتر حد مناسب ليها وهى اكتر حد مناسب ليا وأحنا الاتنين عارفين كده ،لا وعارفين إن كل طرف فينا عارف انه التانى عارف شعوره.


استطاع إصبعه الصغير التسلل لكفها المضموم يفتحه ينظر لها بابتس رائعه ثم ردد: طيب هقولك... إيه رأيك تدينى وتدى نفسك فرصه؟


نظرت له بتردد فلاحقها بلهفه فى الحديث: غنوة ارجوكى فكرى كويس،وادينى فرصه اقرب منك.


ترقرق الدمع بعيناها أثر حديثه الذى خطف قلبها ثم رفعتهم بعبوس تردد:بس انت من شويه ....


قاطعها بلهفه يردد: حقك عليا،كانت لحظة تهور.


صمت يتناول الكف الأخرى وأكمل: عشان خاطرى يا غنوة وافقى.


رمشت بأهدابها عدة مرات تنظر أرضا ،ثم رفعت عيناها له تبتسم بحلاوة اثلجت قلبه واخذ صدره يعلو يهبط مجددا من فرط المشاعر يميل على كفها يلثمه بقبلات متعددة ،جعلت يدها وجسدها كله يرتعش.

فابتسم لرعشتها التى عززت داخله شعور الثقه والزهو من سيطرته وحضوره اللذان فعلا بها كل هذا .






سعيد جدا بقبولها فتح باب للتواصل بينهما ،لو ما كانت تشعر بأى شىء ناحيته لما وافقت،علاوه على احمرار وجهها ،لمعان عيناها واحمرار وجهها كله.


قطعه عن سحر تلك اللحظة إتصال من ماجد يخبره انه يريد مقابلته جدا ،ويطلب منه إرسال رسالة له عبر تطبيق واتساب بالمكان المتواجد به.


فرد عليه هارون بسماجه: لأ..مش فاضى ..وبطل غتتاته واقفل دلوقتي.


فى العاده كان ماجد يفهم معنى ومغزى تلك النبره فيستجيب ويغلق الهاتف بعد إلقاءه على مسامع صديقه عدة جمل صفيقه،لكن هذه المره ردد ماجد بتعب وإصرار:هارووون..بكملك جد.


ذهب المرح عن وجه هارون وحل محله القلق يردد: مالك في إيه؟


ماجد بصوت واضح عليه الضياع:لما اجيلك.


هارون: طيب تمام اقفل هبعتلك لوكيشن.


أغلق الهاتف معه ينظر له بقلق قطعه صوت غنوة تقول:طيب أنا لازم امشى.


ظهر الضيق على محياه يسب صديقه ألف مره فلولاه لجلست أكثر.


حاول الحديث معها يقول:طيب ليه،استنى انا حابب أعرفك عليه،ده اقرب صاحب ليا.


هزت رأسها تنظر فى هاتفها باهتمام وترقب ثم قالت:مش هينفع لازم امشى حالا.. اختى الصغيره لوحدها في البيت.


مط شفتيه بيأس ثم قال:طيب حتى اوصلك.


رددت برفض تام: لأ طبعا مستحيل أنا ساكنه في منطقة شعبية ،مش ممكن ابدا ،وبعدين صاحبك على وصول.


صمت بضيق ثم قال يحاول مط وقت وجودها معه بأى طريقة ثم قال:طيب كملى أكلك.


ابتسمت لينشرح صدره وهو يسمعها تقول:هاكل معاك حاجه بسيطه عشان مش عايزه ازعلك.


أبتسم بعذوبة،حديثها يربط على قلبه وروحه التى تشعر بالوحدة وهو بلا أهل  أو أقارب.


جلست تتناول الطعام بهدوء تبتسم له بعيناها الأكثر من رائعة ثم وقفت بعدما مسحت فمها ويدها تقول:لازم امشى بقا.


حزن مجددا يشعر ببرودة غريبه مريبه لمجرد أنها ستغادر ،مط شفتيه يقول:طيب هتروحى أزاى؟


ردت عليه ببساطه: أى تاكسى.


هارون:طيب هاجى معاكى اوقفلك واحد.


ابتسمت له باتساع تقول:اوكى.


تقدمت بجواره تسير وهى تمنحه ابتسامه رقيقه خجوله ثم تنظر أرضا محمرة الوجه وهو لا يزحزح عيناه من عليها حتى خرجا وتوقفت سيارة أجرة سريعاً تزامنا مع توقف ماجد بسيارته.


ترجل منها يقترب من هارون يراه يودع فتاه صعدت لسياره أجرى غادرت سريعاً.


تقدم منه تزامنا مع اقتراب النادل يريد أخباره شئ ما ،فتحرك له هارون بخفه.


ليصدم الكل بطلقه مجهولة المصدر اخترقت صدره وسقط سريعاً وسط بركه كبيره من الدماء..... 

                      الفصل التاسع من هنا


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-