Ads by Google X

رواية حكاية غنوة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة الفصل الثاني عشر 12 بقلم سوما العربي

رواية حكاية غنوة

الفصل الثاني عشر


دلف للبيت يجر قدميه جرا،كل شئ أصبح يزيد الثقل على صدره وهو من الأساس منهك القوى ،متعب القلب،لا يوجد شيء مبشر ابدا.


صعد الدرج وقد بلغ تعبه ذروته حتى وصل لحلقه مر من على غرفة تلك الساحره الشريره صاحبة العيون الرماديه والخطط الجهنميه.


اطبق جفناه بقوه يرغم قدميه على التحرك بعيداً ناحية غرفته،هو بحاله غير جيده إطلاقاً ولا يضمن ردة فعله ،خصوصا أن تلك الجميله غير هينه إطلاقا ،يجب أن يكن منافسها دائما يقظ فطن وإلا ستأكله.


فعلى مايبدو هى تعلم ماتفعله جيداً ولا سبيل للمزاح او العبث.


إذا من الجيد تجنبها الآن حتى يستعيد كل تركيزه،يجب تجنبها فهو بحضرتها لا يفقد تركيزه فقط بل يفقد عقله وثباته الانفعالي،تتحرك داخله مشاعر هوجاء ستقوده للجحيم حتماً.


دلف لغرفته يغلق الباب وهو يستند عليه مغمض العينين بأرهاق يفكر.


ساحرته هى..وهى تعلم،تعلم ما يشعر به فى حضرتها ،هى بنفسها كشفت لعبتها له بمنتهى الوضوح وكأنها... وكأنها تتحداه الا ينهار أمام جمالها،واثقه من قوة تأثيرها.


السؤال هنا والذى راوده بقوه.. كيف وصلها شعوره وجعلها واثقه منه بكل ذلك التأكد .


للأن هو لم يواجه نفسه ولم يسألها ماذا يريد منها ،يجب أن.....


قطع تلك اللحظة الضرورية والفاصله فى حياته خروج ندى من المرحاض تلتف برداء ما بعد الاستحمام الابيض القطنى.


تجلس على حافة الفراش تضع كريم مرطب على جلدها تردد دون النظر لوجهه :خلصت لف مع البتاعه دى ،ياريت تلبس بسرعه عشان خطوبة ابن خالتو.


اخذ نفس متعب ،مرهق وردد بفتور دون أن ينظر لها: تتكلمى عنها كوبس بعد كده،فاهمه؟


هبت من جلستها تردد:انت بتكلمنى أنا كده عشان واحده من الشارع لا نعرف لها أصل ولا فصل،لمجرد كلام عبيط اى حد ممكن يألفه عادى،تضمن منين أن البنت دى مش نصابه،ابوك مثلا عملDNA؟


التف ينظر لها بأعين لامعه،وكأنها اهدته حلا رائعا،يبتسم لها وهو يسأل أين غاب ذلك الحل عن عقله.


ابتسم لها يردد وهو يتقدم يميل عليها يقبل رأسها:براڤو عليكى،انا ازاى فاتتنى حاجه زى دى.


رفعت رأسها بكبر ثم اهتز ثباتها لثوانى تسأل: أنا سمعت إن هارون صاحبك أتعرض لمحاولة قتل وحد حطله سم في العصير.


رفع عيناه التى يملاؤها الإذدراء والمقط يشملها من أصابعها حتى رأسها بنظره مشمئزه: ماشاء الله ،وعرفتى كل الأخبار وانتى قاعده مكانك!


ارتبكت بوضوح تستدير تعطيه ظهرها كى تخفى عليه ارتباك ملامح وجهها تردد:ال..الل..النادى كله بيتكمل عنه..انت عارف ،هارون نجم مجتمع والكل بيتكلم عنه .


اغمض عيناه يهز رأسه بتعب وابتسامه سخريه تتشكل على شفتيه ببطئ.


حتى المواجهة لا يريدها،لا يهتم حتى.


تقدم يجلس على عقيبه بعدما جلست فجلس أمامها يمسك أطراف شعرها كأنه يتأملها شارد بها ثم سأل مباغتة: قوليلى يا ندى.


انتبهت له تتوقف عن دهن قدماها فسأل: انتى اتجوزتينى ليه؟


مطت شفتيها بملل،توقعته سيتكلم بشئ مهم نوعا ما ،نظرت له باستخفاف وردت: إيه مناسبته السؤال ده.


وقف يظهر طوله الفارع ينظر لها من أعلى ويقول:مناسبته أنى ولا مره سألتك انتى اتجوزتينى ليه؟


ابتسمت بتهكم ترفع حاجبها الأيمن وتباغته هى:و أنت اتجوزتنى ليه يا ماجد؟


ابتسم هو الأخر يردد بثبات درامى :الحب يا ندى،الحب .


ثم ولاها ظهره وغادر تاركاً الغرفه حاول،يدعو ويبتهل إلا يصادف تلك الداهيه الجميله الأن،يجب عليه تجنب رؤيتها.


بحضرتها تنهار كل حصونه وهى على ما يبدو باتت تعلم وتستغل ذلك جيدا ،بل وتحسن فعله،لذا يجب عليه تجنبها حتى يخطط ويرتب للقادم فهى خصم يحتاج لتخطيط،يقسم ألا يخسر اى شئ.


ابتسم وقد اقشعر جسده لمجرد التخيل يكمل حديثه مع نفسه "خصوصاً هى".


_____________سوما العربى__________


صباح يوم جديد


وقفت غنوة تنهى ارتداء ثيابها تنظر لها نغم بتأمل ،فعلا تنسيقها لملابسها مثير للإعجاب،لحسن كل الحق كى يعجب بها.


تنهدت بحزن على ذكر سيرة حسن،لا تستطيع نسيان صدمته الكبرى وحرجه من تلك الطريقة التي تحدثت بها معه،كانت فظه الى درجه كبيرة ،لم يكن يستحق على أى حال.


رمشت بجفونها ترى غنوة قد انتهت من ارتداء فستان من الكروشيه لونه أصفر بدرجه مريحه للعين وعليه جاكيت جلد من اللون الأخضر ،مالت ارضا تجلب حذاء جلدى ذو كعب باللون الأخضر ايضا .


ابتسمت لها فى المرأه وهى تلاحظ نظراتها من خلفها من خلال انعاكس صورتها تبتسم،فابتمست غنوة بحنان وتوقفت عن لف حجابها تستدير لها ترى تشوش وتخبط بعيناها ،يظهر عليهما التيه والحزن أيضاً،كذلك نومها المتواصل لساعات جعل الشك والخوف بقلبها يزداد ،تعرف هذه النوعية ممن يهربون من مشاكلهم وحزنهم بالنوم.


اقتربت تجلس لجوارها على الفراش تردد بابتسامة حنونه:تعرفى انك قريتى على اسبوع معايا ولحد دلوقتي ولا مره كلمتينى عن نفسك،مع أنى حكيت قدامك حكاية هارون .


ضحكت نغم وقالت وهى تغمز بعينها عبثاً:بس ماقولتيش كل حاجه على فكره ،ولا فكرانى مش واخده بالى.


ضحكت غنوة وكذلك نغم التى أكملت:بس انا قولت اسيبك للوقت الى تحبى تحكى فيه كل حاجه ،بردو إحنا بنى ادمين ومهما كان الشخص قريب مننا بس.


صمتت لثوانى ثم رددت شارده: فى لحظات حلوه وخاصه جدا،ساعات بنحب نحتفظ بيها لنفسنا... إحنا وبس.


عاودت النظر لغنوة تكمل جديا مبتسمه: وده ابسط حقوقك على فكره.


شملتها غنوه بنظره واحده وهى تبتسم ثم قالت: ياترى مين فينا الكبير انا ولا انتى،ايه النضج والعمق ده ؟


ضحكت نغم ثم رفعت حاجبها تردد:اممم بتزوغى صح؟


بنفس الشكل تبعا لعوامل وراثيه رفعت غنوة حاجبها أيضا تردد:اممم لو فى حد بيزوغ هيبقى أنتى يا نغومتى،انا إلى سألت ،انتى ماكنتيش بتسألى.


حمحمت نغم تستدرك حالها ثم رمشت بأهدابها تقول:ها..اه،كنا بتقول ايه؟


اكملت غنوة بتسليه تتلكئ فى كل حرف وهى تعيد سؤالها بصيغه اخرى:كنت بسألك عن نفسك وحياتك ،وكمان عايزه أعرف إيه الى حصل معاكى وليه عماله تنامى كتير كده كإنك من الى بيهربوا من زعلهم فى النوم؟


لا تعلم ماحدث لكنها قالت بمراوغه: انتى دلوقتي هتتأخرى على شغلك ،كفايه أنك ماروحتيش امبارح الى هو اول يوم،كمان عايزه تتأخرى النهاردة؟! قومى يالا بلاش لعب.


ابتسمت غنوة تردد بتسليه وإعجاب: لأ براڤو،بتزوغى تانى .

حمحمت نغم ثم قالت: لأ مش بزوغ وهحيلك،ايه رأيك نخرج انا وانتى النهاردة،انتى عارفه أنا ماعرفش لسه حاجه هنا وكمان فرصه نخرج مع بعض.


صمتت ثوانى واكملت بخبث: كمان ماليش مزاج أنك تروحى النهاردة للشخص ده.

صمتت تضيق عيناها بتذكر تسأل:أأ..هو كان اسمه إيه؟


غنوة:هارون .

ضحكت نغم وقالت: لأ أسم مميز.. أأأ ..سمعت الأسم ده قبل كده حاجه كده ليها علاقه بالستات بردو.


ضحكت غنوة هى الأخرى تردد: أيوه هارون الرشيدى،بس لعلمك التاريخ جار على حق الراجل ده وركز على ذكر علاقاته بس هو كان حاكم محارب وله فتوحات كتيره مش دايما التاريخ بيبقى صادق،فى حكام كتير وكمان شعراء وأدباء ظلمهم النقاد والمؤرخين لأهداف ماليه وكمان سياسيه وفكريه فماتخديش معلوماتك منهم.


نغم بسأم:ايييه..ده كلام كبير ،انا واحده مخها على ادها ماحبش ادخل الحاجات العميقه دى،المهم انك هتخلصى شغلك ومش هتروحى عنده النهاردة ..اوكى.


ابتسامه شيطانيه تكونت على شدقى غنوة بعدما فهمت على شقيقتها ورددت بعد غمزه من عينها:فهمتك،لأ حلوه وعجبتنى،هعمل كده.


نغم وهي تبتسم مثنيه على شقيقتها: جدعه،يالا عشان ماتتأخريش.


مالت غنوة تلتقط حجابها من على الفراش تلفه جيدا ثم تناولت حقيبتها وخرجت بحماس تلقى لنغم قبله فى الهواء تلوح لها بيدها وتتجه بعده لإستلام عملها.


دلفت للداخل وقبل أى شىء كان لديها مكان مهم عليها الذهاب له.


دقه عاليه منها على أحد المكاتب يتبعها صوت يأذن بالدخول،ففتحت الباب ودلفت.


تقف وهى تنظر بغضب مكظوم لذلك الرجل ،يجلس بهدوء على مكتبه يرتدى بذله عمليه جسده متناسق وشعره اقترب من الشيب لم ينظر لها حتى الأن يردد بعنجهيه: أفندم.


حينما لم يأتيه الرد رفع عينه لها ينظر بتركيز وسأل:فى حاجه يا آنسه؟


تقدمت خطوتين ثم سألت: استاذ منير مش كده؟


زم شفتيه باستغراب وجاوب:ايوه.


هزت رأسها تقترب خطوه اخرى تسأل وهى تضع كفيها على المكتب تواجهه بتحقيق :وحضرتك بقا مدير الأتش آر ولااااا....


غمزت بعينها علامة استحقار وأكمت:بتعرف الدنيا على بعضها؟؟!


اتسعت عيناه بقوة وهو يدرك مغزى حديثها الفج المهين بكلمات منقمه، وهب من كرسيه يردد بغضب: أنتى يا أستاذه انتى ،انتى مين اساسا وازاى تتجرأ اصلا وتكلمينى كده.


التفت حول مكتبه تتحدث بشراسه مرعبه محذره بطريقه دبت الرعب فى اوصاله: أنا غنوة صالح إلى اديت رقم تليفونها لهارون الصواف ،راجل وطالب رقم واحده تقوم تديهلوا،واحده المفروض أنها استأمنت سيادتك عليه.


اصبحت قريبه منه للغايه بصورة زادت رعبه جعلته يبتلع رمقه بصعوبه ويهوى بجسده جالساً على مقعده بينما هى تقترب منه أكثر تشهر أصبح سبابتها فى وجهه وتكمل بتحذير نارى:عارف لو حصل وعملتها تانى ووصلت معلومه عنى ليه ولا لأى حد أنا ممكن أعمل فيك إيه؟طب عارف أنا بكل بساطة دلوقتي لو روحت للأستاذه الى بتقبض معاليك وحكيت لها هتعمل ايه ،انت مش بس شخص غير مؤتمن لأ،ده انت بتساعد الشخص الى المفروض انه خطيبها فى الوصول لبنات غيرها،اسرح وتخيل أنت بدماغك بقا.


استقامت ببطئ وقد نجحت فى رعبه مكمله: لأ ومش بس هقول كده وبس،اصلها مش حاجه جامده اوى تستحق العقاب انا هزود وهزود وأقول أنك جيت عرضت عليا حاجات بطاله وهو الى كان باعتك،ومهما كانت لمى طيبه وبنت ناس بس هى ست وانت عارف غيرة الستات يا صديقي...ناااار.


وقفت ترمقه من علو وهو مرعوب ،منكمش بكرسيه وأكملت: ماكنتش احب تبقى دى بداية التعرف بنا خالص يا أستاذ منير،بس للأسف أنا بتحول لوحش لو حد جار عليا،ودماغى لما بتشتغل بتبقى سم،وانت عملت كده ..المره دى جت بسيطه مجرد رقم تليفون،فهعديها بمزاجى واكتفى بفلت نظرك،لكن ارجوك،ارجووك ماتخلنيش أشغل دماغى عليك.


تحدثت بطيبه وبراءه شديدة تكمل: أنا مش بحب أذى حد يا استاذ منير صدقنى.


ابتلع منير رمقه من تلك غريبة الأطوار،ذات الوجه البرئ والخصال الشرسه ،مالذى تقوله بعدما فعلته به منذ ثوانى.


هز رأسه يردد بخنوع:من غير ما تحلفى صادقه انا حتى شوفت بنفسى.


ابتمست له حتى ظهرت أسنانها وانيابها مصطفه فوق بعض:طيب الحمدلله.


ثم غادرت بخطوات قويه واثقه ،تاركه منير فقط يحاول الاستيعاب،لكنه يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يلعب ابدا فى أى شىء يخص تلك الفتاه،انها مجنونه ولا يستطيع حتى توقع ما يمكن أن يبدر منها.


يعشق المال حقا،لكن أموال هارون لن تنفعه لو اخرجت جنونها عليه .


لديه الكثير من العلاقات والمعارف يمكن أن يتسغلها بعيداً عن هارون وتلك المختله ،العمر ليس للعبث ابدا.


  _______سوما العربي_______


جلس وهو متكئ على فراشه بضهره يشعر الغضب.


كل دقيقتان تقريباً يرفع يده السليمه ليرى كم الساعه الان.

لما تأخرت ،ألن تأتى ؟!


لكنه متأكد أنه بات يشكل شئ كبير لها،واثق من حاله وقدراته ووضعه جدا،من تلك التي تقاوم هارون الصواف.


دقت الممرضه الباب ثم فتحته ودلفت بابتسامة مردده:معاد تغيير الجرح.


انتبه لها يومئ برأسه بكبر دون حديث وهى باشرت بمهتها فى هدوء .


بينما كانت اصابع يده تضرب على الفراش من شدة توتره فقالت له:خليك هادى الموضوع مش محتاج التوتر ده،مجرد تغيير وتعقيم للجرح.


نظر لها منتبها...فهل هو متوتر؟!


نظر لأصابع يده وانتبه إلى حالته وقد تفاقم الغضب أضعاف،هل استطاع مجرد تأخيرها قليلا جعله بتلك الحالة؟


لم تتأخر كثيرا مازلت الساعه الحاديه عشر صباحا،صك أسنانه وهو يسأل نفسه إذا ما كل هذا التوتر والغضب؟


انتهت الممرضه تقول بابتسامة رزينه: شوفت خلصنا أهو ،وبعدين حضرتك أسبوعياً بتجيلنا وفيك حاجه.


ضحكت وهى لا تستطيع التحكم بنفسها مكمله : وبعدين ده حضرتك قربت تبقى صاحب مكان.


رمقها بنظره غاضبه اوقفت ضحكتها برعب .


صمت لثوانى يشيح بنظره عنها مشمئزا وهى همت كى تفر سريعاً من امامه لكنه ناداها فجأة: مافيش حد سأل عنى؟


التفت له بتوتر تكمل:للأ.. ما... ماهو ماجد بيه حذر اى حد أنه يقول أخبارك لحد ولا نتصل بمعالى الوزير والد خطيبتك.


هز رأسه بضيق يتذكر أنه بالفعل طلب ذلك من ماجد .


طلب ذلك كى يستطيع الإنفراد بصاحبة العيون القاتله ،واين هى الأن هااا.


نظر للممرضه ثانية يقول: ايوه عارف ..بس انا بسأل على حد معين،البنت الى جاتلى امبارح.


نظرت له بذهول لا تصدق أن هارون الصواف رجل الأعمال الناجح يمكن أن يكون بهذا الغباء.


فرددت ببساطه:مانا ماكنتش هنا عشان اشوفها يافندم.


استعر الغضب بقوه داخله وهو يرى نظرات الإتهام بالغباء تفوح من عيناها وهى تنظر له.


على آخر الزمان استحال لشخص غبى بنظر الأخرين بعدما كان يضرب به المثل فى الذكاء والمكر وسرعة البديهة.


وكل ذلك بسبب تلك الغنوة ،وبسبب تأخرها الذى لم يتعدى ساعات... تبا لها..وتبا له.


زادت عصبيته أضعاف ونظر لتلك التى تنظر له كأنه حمار فصرخ بها:اتفضلى اطلعى برا.


انتفضت تلك المسكنيه واصبحت تصفه بالجنون علاوه على الغباء تردد وهى تستدير مغادره: حاضر... حاضر حاضر حاضر.


همت كى تفتح الباب لكنه رغما عنه والحاجه مره ،يضغط شفتيه ويردد :لو غنوة جت دخليها فوراً.


استدارت تنظر له وهى تتأكد من كونه حمار بالفعل تردد بتعجب متسائله:مين غنوة؟!وبعدين هو انا منعت حد يدخلك قبل كده ولا انا سكرتيره،ماهى لو جت هتدخل.


ردد بصوت جحيمى مغتاظ:برااا..اطلعى برااااااا.


خرجت سريعاً تغلق الباب خلفها وهو يلتقط بيده السليمه الوساده التى بجواره يلقيها خلف الباب بغيظ .


لقد حولته غنوة لشخص غبى ،بل شديد الغباء لا يعرف عن المنطق شئ لمجرد ساعة تأخير ..فماذا بعد...ماذا بعد؟؟


__________سوما العربى_________


وقفت بغرفة الاجتماعات تباشر عملها الجديد بمهاره شديده تحت نظرات لمى التى تثنى بصمت على عملها.


بينما جلس منير لا يقدر على النظر ناحيتها بعد ما رأه منها صباحا،انها مجنونه.. لديها انفصام بالشخصية يقسم على ذلك.


لكن غنوة لم تكن تشرف على عملها الجديد فقط،انما يمكنك القول أنها فتاه عيناها بمنتصف رأسها.


لم يخفى عليها نظرات ذلك الشاب الوسيم المنصبه على لمى ابدا.


أنه " زيدان الخيال" الشريك الجديد للمى،شاب يبدو فى نهاية العشرين من عمره،وسيم لدرجة عاليه يبدو ذكى كذلك وماهر بعمله.


ابتسمت غنوة ترى نظرات لمى المرتبكه ،متأكده من أنها تلاحظ نظراته.


وأى فتاه تلك التى سيخفى عليها نظرات رجل معجب بها خصوصا لو كانت واضحه هكذا للأعمى.


إن كانت هى لاحظتها ألن تلاحظها صاحبة الشأن ،بل تقسم أنها لم تلاحظ فقط بل هى متأكدة أيضاً خصوصاً مع احمرار وجهها كله وتلبكها فى الحديث وهى تعرف لمى ،انها متحدثه لبقه إذا هى تعرف .


لمعت عيناها بسؤال واحد،ان كان فلما ارتبطتت بهارون.


ذلك الشاب يبدو وسيم وابن عائله لا يقل عن هارون شيئاً فعلى العكس يبدو اكثر تهذيبا وأقل سناً.


واخيرا انتهى الأجتماع ووقفت بعيداً ترى لمى خرجت من غرفة الأجتماعات وقد استوقفها ذلك الشاب يحاول جذب اى حديث معها يبدو وكأنه يمط وقت لقاهم لا يريده ان ينتهى.


فتح باب المصعد وخرج منه مختار والدها يبتسم بلا ترحيب بزيدان وردد:زيدان حبيبى.. ازيك وازى بابا.


ابتسم له زيدان وردد:بخير يا باشا وقالى أول ما تشوف معالى الوزير سلملى عليه.


أبتسم له مختار بزهو ثم ضيق عينيه على غنوة يراها تقف عن باب غرفة الأجتماعات ينظر لها بعدم ارتياح ثم اشاح بعينه سريعاً ونظر لابنته مرددا: لمى عايزك فى مكتبى.


اهتزت ملامح زيدان بحرج واستأذن سريعا يغادر تحت أعين غنوة المصدومه وكذلك لمى التى هرولت بغضب خلف والدها.


بينما حاولت غنوة اللحاق به تناديه: استاذ زيدان.. استاذ زيدان.


توقف ينظر خلفه يراها تتقدم منه تلهث:مش عايزه حضرتك تتضايق،هو مختار بيه كده تبعه وحش مع الكل،انما انسه لمى .. صراحه حاجه تانيه .


نظر لها بترقب يسأل ،هل مشاعره واضحه للكل بهذه الطريقة التي جعلت تلك الفتاه تلاحظها من اول مره.


هز رأسه بحرج يقول: ايوه ايوه عارف يا...


ابتسمت له تردد مبتسمه: غنوة،اسمى غنوة.


ابتسم لها براحه وأكمل: أسمك حلو اوي.


غنوة: شكراً.


هز رأسه وغادر سريعاً بخطوات واثقه،نظرت لهاتفها كى ترى كم الساعه على خروجها مع نعم.


تضرب مقدمة جبهتها وهى تتذكر أنها قد اغلقته كى لا يستطيع الأتصال بها تردد: اما غبيه بصحيح..ماتعمليه وضع الطيران.


تنهدت بتعب تفتحه ليأتى عدد المرات التي حاول بها رقمه الإتصال بها فجظت عيناها وعلى الفور وضعت الهاتف على وضع الطيران وذهب لمكتبها تجمع اغراضها فقد انتهى عملها اليوم.


وهى بطريقها توقفت قدماها تسمع صوت مختار يصرخ بابنته: أنا مش عايز كلام في الموضوع ده تانى.. سامعه ولا لأ.. قولت ١٠٠مره قبل كده أنا وابن الصواف لازم يبقى فى بنا نسب وشغل كتير ،الى أنا ماسكه عليه أد الى هو ماسكه عليا ،اسمعى الكلام.


صرخت به بقهر:ايوه بس انا مش بحبه،مش قادره اتوافق معاه ولا مع طباعه.


نظرت غنوة حولها تتأكد من خلو المكان من الماره وتلتصق أكثر بالباب يصلها صوت مختار الساخر وهو يردد: ومين بقا الى عاجبك،ابن الخيال مش كده؟؟


لم يأتيها رد من لمى وعلى مايبدو أنها لم تجيب فقد وصلها صوت مختار يقول: لمى،انتى بنتى الوحيدة ولازم تساعدينى،انا مش هسمح لأى حاجه تهز كرسى الوزراه من تحتى.


عم الصمت لثوانى ليكمل مضطراً:طيب اصبرى ،شوية وقت ،انا بحاول الاقى حل بسرعه،اصلا فكرة ان فى حد ماسك عليا ورق دى مش مقبوله ،صدقينى هى مسألة وقت.


اتسعت عيناها تحاول الأستيعاب،لكنها ارتعدت تتحرك مغادره بعدما استمعت لخطوات لمى تقترب من الباب .


________سوما العربى________


دلف ماجد لغرفة فريال التى انتفضت تنظر له بغضب:انت يا ولد..من امتى بتدخل كده من غير إذن.


تغاضى عن حديثها يردد دون اى مقدمات: أنا مابقتش قادر خلاااص..مش قادره استحمل البنى ادمه الى بلتينى بيها دى،انا خلاص هطلقها.


اتسعت أعين فريال تردد بغضب وجنون:نعم.. أنت اكيد اتجننت..انت عارف دى بنت مين.. إلى انت مش طايقها دى هى الى مقويه مركزك في كل حاجه ،ولا فاكرنى مش عارفه بالشركه الى فتحتها من شهر،وبقدرة قادر فى خلال شهر واحد واخده شغل وتوكيلات مايقدروش عليه حيتان السوق،كل ده ليه ماهو عشان إسم نسيبك.


ردد بكره شديد:وكل ده ليه؟هى الحدايه بتحدف كتاكيت؟ما عشان لميت بنته ورديت اتجوزها وقبلت على نفسى الى غيرى مايقبلوش.. ردى عليا ،كل كده ليه؟


نظرت له بعمق تسأل: ده نفس سؤالى الى عايزه اسأله،كل ده ليه؟ايه الى جد ؟!كل ده عشان بنت الخدامه دى..غير كده كنت هتبقى مكمل،ولا فاكرنى مش عارفه بعلاقاتك،رد عليا إيه الى جد؟وكل ده علشانها مش كده؟


بمنتهى البساطة والثبات ردد ماجد: ايوه عشانها .


ثم التف يغادر تحت صدمة فريال تراه يلعب بنار لن تؤذيه وحده.


________سوما العربى_________


وقف هارون يحاول الاتصال بها وللمره الألف هاتفها مغلق.


سبه نابيه خرجت من فمه بوضوح يرفع هاتف المستشفى يطلب الإستقبال إلى أن أتاه الرد: ألو..ماحدش سأل عليا.


أتاه الرد من صوت ذكورى يقول: لأ يافندم.


اغمض عينيه بغضب وغيظ ثم صرخ به:طيب اعملى إذن خروج حالا.


رد الطرف الآخر عليه باستغراب: الدكتور المعالج ليك يافندم هو بس الى يقدر يديك إذن خروج.


صرخ هارون بنفاذ صبر :خلاص كلمه وخلص كل حاجه،كده كده انا هلبس وماشى سواء كتبه أو لأ.


ثم اغلق الهاتف يحدث نفسه بجنون بأنفاس مغتاظه : بقا أنا.. هارون الصواف واحده تقدر توصلنى للحاله دى..ماشى..ماشى ياغنوه.


تناول هاتفه يتصل بماجد الذى فتح الهاتف فتحدث له دون مقدمات:ابعتلى عربيتى مع حد حالا عشان هخرج.


اغلق الهاتف على صوت صديقه المصدوم يسأل كيف سيخرج بل ويقود بإصابته تلك.


________سوما العربي___________


خرج ماجد سريعاً من غرفته ينوى الذهاب لصديقه المختل هذا .


ليتصادف مع خروج فيروز من غرفتها،اغمض عينه بتعب،انها آخر شخص يرغب برؤيته الآن وهو فى هذه الحالة.


بالفعل بدأت تستقزه بجدراه وهى تكتف ذراعيها حول صدرها تردد بسخرية:اهلييين أخويا العزيز.


اغمض عينه يصك أسنانه ثم تحدث بتحذير شديد اللهجه نافذ الصبر: ادخلى اوضتك دلوقتي أحسن ليا وليكى يا حبيبة اخوكى.


استفزها تهديده كثيراً وجعلها تزيد من سخؤيتها له وهى تردد:ليه بس يا ميجو حد يقول لأخته حبيبته الى مابتصدق تشوفوا كده،الة يسمعك يقول مافيش اى صلة دم بينا.


نجحت تلك الشيطانه مجددا .. صك اسنانه ينظر لها بنظره مختله ،تنجح مجدداً ككل مره.


تقدم منها وجذبها من ذراعها يدخل بها غرفتها يردد بتحدى مجنون حاسم: عايزه إيه؟تثبتى إننا مش اخوات؟طب ما اثبتلك أنا.


قالها جملته الأخيرة التى ارعبتها خصوصا وهى تسمعه يغلق الباب الغرفه يميل عليها يقترب بشفتيه من شفتيها دون التفكير لثوانى......


                    الفصل الثالث عشر من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-