Ads by Google X

رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس 5 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس 5 بقلم ايمان سالم

الفصل الخامس 

اريدك في الحلال


يا من طلبت الود

وزعت الأرض حبا واتعشمت

أن تجني عشقا لا مثيل له

احب اقولك إنك اتغفلت

الأرض طلعت بور

صحراء جافة يا ولدي ما فيها بحور

وعشان تعرف تعيش في الحياة دي لازم تثور

الضعيف يا ولدي حقه فيها مهضوم

تملي يبات الليل ودمعه على خده

مفيش انصاف من اللي حوليه بيستمده

فعشان يعيش لازم يقوى بنفسه 

ومن الحياة دي يعرف ياخد حقه

لو اللي حبك كان اصيل صون وده

ولو كان عويل بكف ايدك وعلى وشه

عشان تعيش سلطان لازم قلبك يموت

وتتعلم تقسى على اللي خانوك وبعوك

وترد لهم كل المر اللي شربوك

سعتها بس تقدر تصحي قلبك

وتقول قوم خدت بتارك يا ابيض

مش اسمك بس، لا ده وصفك

قوم وعيش واتعلم من اللي فات

اوعى في يوم تيجي تقولي اللي فات مات

اصل ساعتها هرجعك تاني المدافن كده من سكات 

-----------------------------------------


"ابعدي بقى عن طريقي" قالها آذار ثم دفعها بقوة

سقطت جمانة على الرصيف وللمفاجأة سيارة قادمة

حاول السائق التوقف سريعا لتفادي ضربها مما ادى لاصدار صوتا عاليا لكن الاوان قد فات ودفعتها السيارة قليلا


التفت آذار لما فعل وجد جسدها أسفل السيارة .. صدمة لم يكن يتوقعها .. هي خائنة وأصبح هو قاتل!


وجد نفسه يقترب تلك الخطوات بثقل وكأن ارجله مقيده بسلاسل حديدية يكافح للتحرك خطوة .. حتى وصل لها .. نزل أسفل يتطلع هل مازالت على قيد الحياة وصاحب السيارة لجواره يصرخ ويسب .. وهو لا يبالي وكأنه لا يسمعه .. كل ما يشغله هل مازالت حيه؟


حركها قليلا فوجدها تئن .. تنفس بعمق نفسا طويلا وكأن صدره خال من الاكسجين

تتألم مغمضة العين ... وهو لجوارها .. وصاحب السيارة فوق رأسه يسبه بعنف


اخيرا خرج اذار من صمته رافعا انظاره لصاحب السيارة متحدثا بصلابة: عارف إن الغلط مننا لكن كون كريم ووصلها المستشفى


تنهد السائق يمسح وجهه ثم هتف ومازال الغضب يعتري صدره: اركبوا


الجو بارد ... وشعر بالاستياء عندما نظر لما ترتدي أسفل معطفها في نظرة خاطفة دون قصده .. زفر بحنق شديد وهو يضم المعطف عليها جيدا وحملها متخذا من المقعد الخلفي وسيلة للتعذيب .. الماضي البعيد انتهي والقريب مؤلم مجرد ملامسته لها الآن تنهش عظامه .. كأنها مرض لعين يحاول التعافي لكنها لا تترك فرصة الا وذكرته بما مضى لاتريد له الشفاء من لعنتها


وصل بعد وقت ..

طلب نقالة ولم يشارك حتى المسعفين وهم يضعونها عليها اكتفى بالاشراف ماعادا قادر على التحمل اكثر دخل خلفهم وظل بالخارج فهو ليس محرم .. ينتظر وينتظر .. حتى خرج الطبيب يحدثه بهدوء: متقلقش، هي كويسه مجرد كسر في الدراع الشمال وبعض الكدمات البسيطة

ابتسم آذار للطبيب ثم قال في سخرية: أنا مش قلقان

اتسعت عين الطبيب في تعجب وسأله هو مش أنت قريب الحالة

لا قالها آذار بثبات واتبع ولا اعرفها مجرد حادثة واشفقت عليها وجبتها المستشفى

الطبيب وهو يحمحم: بس أنا مضطر ابلغ الشرطة

فتح آذار كفاه في ثبات متحدثا: شوف شغلك يا دكتور اتفضل

مشى الطبيب في الممر متعجبا من آذار وكلماته


اما عن آذار انتظر خروج الممرضة وسألها: هي فاقت

ايوه يا استاذ فايقة بس بتتألم الدكتور كتب لها على مسكن شديد مش موجود هنا .. خد هاته

ومدت الورقة لآذار

تطلع آذار للورقة في تشتت ما بين الشهامة و الغضب يتأرجح .. لكن الغلبة كانت لشهامته امسك الورقة ودون كلمة استدار يغادر المشفى باحثا عن الدواء


أما عنها كانت في الغرفة سألت الممرضة: مين جبني هنا 

اجابتها الممرضة: شاب طويل وحليوة

ابتسمت جمانة رغم عنها وسألت: لابس بنطلون اسود وجاكت اسود

اكدت الممرضة كلماتها: ايوه هو

فسألتها جمانة بشك: طب هو فين؟! بارة؟

لا اديته يجب لك دوا من بارة المستشفى

تنفست جمانة بقوة وصمتت تتذكر ما فعلته به .. ولم تشعر بالندم .. بل كل ما يشغلها أن آذار حق مكتسب لها ولن تفرط به


طرق الباب ..

ففتحت الممرضة الغرفة ..

اعطاه الدواء في صمت لكن هذا لم يعجب جمانة فنادته متحدثه: آذار تعالا

لم يلبي ندائها فنادت ببكاء: آذار ..ارجوك

الدموع الذي كرهها في الامس الآن لا تمثل له شيء كدموع التماسيح

تقدم آذار تحت عيناها المتفحصة والتي تزرف دمع كاذب .. توقف عند اقترابه منها صامتا


اعطتها الممرضة الدواء وغادرت متحدثه: همر وارجعلك تاني لو عوزتي حاجة خلي الاستاذ ينادي عليا

اومأت جمانة وعيناها على آذار


وقف على بعد عدة خطوات اكفه في معطفه الجو بارد ورغم ذلك يشعر بالحجيم .. فقربها أصبح حجيمه

نادته برقه تحاول استمالته .. قرب يا آذار مش هاكلك يعني 

مال ثغرة في بسمة ساخرة ولم يتحرك

اعتدلت تشعر بالاستياء من افعاله وقالت: يعني أنت السبب وحتى مش هاين عليك تقولي حمدلله على سلامتك بقيت قاسي اوي!


ظل ينظر لها نظرات جوفاء 

ابعدت نظرها عنه متحدثه: لسه بردة مش عاوز تسامحنى لسه يا آذار بقى جمانة هانت عليك بالشكل ده


صمته يقتلها فعلى صوتها بغيظ: أنا بكلمك على فكرة مش بكلم نفسي هنفضل كده بعيد عني كتير رد عليا 


اخيرا خرج من صمته متحدثا: أنتِ مبتزهقيش، مش فاهم ايه اصرارك في اننا نرجع لبعض


نهضت متحدثه بلوعه: عمري ما هزهق، عارف ليه عشان بحبك

ضحك بقوة واخرج اكفه مصفقا بشدة وهتف: الله على النبل والاخلاق العالية 

آذار كفاية بقى مش عشان غلطة صغيرة هتفضل تذلني العمر كله

صرخ وهو يبتعد عده خطوات: غلطة صغيرة ... تكوني في حضن .. ثم صمت جاذبا خصلاته بقوة واتبع: الخيانة يا جمانة دي الحاجة الوحيدة اللي عمري مسامح فيها ابدا ياريتك قتلتيني ولا أنك عملتي كده


هتفت وهي تتجه خلفه بهزل: هو اللي خدعني أنا مكنتش عاوزه ابقى كده انا فجأة لقيت نفسي معاه

ضحك بسخرية متحدثا: مغفل عشان اصدقك ده مكنش منظر وحده مغصوبة ولا تايهه، أنتِ كنتي واعيه كويس أنتٌ بتعملي ايه 

مش هتفهمني يا آذار عارفه أنك مش هتفهمني

هتف بصلابة: مش فاهم ولا عاوز أفهم حاجة، واعرفي حاجة واحدة عمري ما هرجع لك مهما عملتي واتجه يغادر


صرخت من خلفه: الشرطة هتيجي تحقق معايا دلوقت لو مشيت يا آذار هقول لهم أنك اللي زقتني قدام العربية وده هيبقى شروع في قتل فاهم يعني ايه

ظل مكانه يستمع لها موليا ظهره 

تابعت ببطء وتحدي: عاوزني اقولهم أنا وقعت لوحدي ترجع لي، نرجع زي الاول


فتح الباب متحدثا بصلابة: قولي اللي عاوزه تقوليه مش هيهمني

آذار قالتها بنداء مميت وتابعت طب لما أنا مش فارقة معاك كده جبتني على المستشفى ليه؟!

تنهد متحدثا آخر كلماته قبل أن يغادر: اعتبريه معروف في غير أهله 


ظلت تتابع طيفه تتنفس عاليا .. وهتفت من بين انفاسها اللاهثه: لا يا آذار مش هسيبك مش هسيب حبك ليا ده ابدا قال عملت كده معروف كذاب أنت لسه بتحبني


غادر يشعر بالاشمئزاز منها ومن نفسه ...

للمنزل لاسطوانة كل يوم التي لا تنتهي

هااا عملت ايه في مقابلة الشغل

كان رده على سؤال زوجه ابيه :محصلش نصيب

ضربت صدرها بقوة مما جعله يلتفت لها في تعجب هاتفا: مالك مهتمه بالموضوع ده هو البيت محتاج حاجة ولا مصاريف

مش حكاية مصاريف يا آذار لكن بردة الامر ميسلمش أنت عارف مصروف البيت من ساعة ماسبت الشغل يدوبك بيكفي بالعافية


زفر متحدثا: بدور ومش مبطل اعمل ايه

هتغت بخبث: طب ما ترجع للشركة اللي كنت فيها هما كانوا متمسكين بيك لاخر لحظة

نظر لها بغيظ متحدثا: كأنك مش عارفة انا سبتهم ليه يا مرات ابويا

لا عارفه بس المفروض متدخلش الامور الشخصية في الشغل

وضع ما بيده متحدثا: طب ودي تيجي ازاي وصاحب الشغل ابوها

يوووه يا آذار هنقول يا ابني طور هتقول احلبوه

الشغل شغل حتى لو معاها هي شخصيا ده اللي افهمه يا حبيبي

سبحان الله هو انتِ اللي هتشتغلي ولا أنا ... قلت لك الشغل ده مش هرجع له تاني لو هشحت ومش هرجعه لو هيدوني ميليون جنيه مرتب

هتفت بعيون لامعه: مليون جنيه من بقوك لباب السما


زفر اذار وهو يغادر لغرفته مغلقا الباب خلفه بالمفتاح

حاولت فتحه لاستكمال الحديث لكن وجدته مغلق فطرقت الباب، جاءها صوته المرهق: معلش هغير هدومي وبعدين نكمل كلمنا

زفرت بحنق وهمست: ماشي يا آذار بتقفل الباب في وشي لما يجي ابوك بس


نزع المعطف وابدل ثيابه «لترنج بيتي » جلس على مكتبه الصغير وامامه اللاب الخاص به يحاول البحث عن فرصة جديدة .. ويتساءل في نفسه متى ستحدث المعجزة!


-----------------------------------------------------


لديها عمليات اليوم ...

تفكر وهي تستعد في غرفتها هل ستقابلة اليوم ...

هل سيدخل معها العمليات مرة آخرى أم انها كانت مجرد مرة ... اتجهت لغرفة التعقيم .. وكانت هناك الإجابة حيث وجدته انهى استعداداته و يقف لجوار زميله أنس 

القت السلام وعيناها تحاول الابتعاد تخاف الضعف


تحدثت انس بلهجته السريعة قليلا: اهلا يا دك فريدة عامل ايه

بخير قالتها وهي تحاول الابتعاد عن عدلي ومحيطه مازالت لم تضع قناع الوجه عكسه الذي وضعه قصدا قبل دخولها وهناك ابتسامة حنين والم تغطي وجهه


لحظات وكان الكل في العمليات ..

المرة السابقة كان يشاهد فقط ..

أما هذه المرة كان هو القائد ..

تفاجئت بمهارته .. بل كانت تتوقعها .. شردت للحظة فيه والشرود في العمليات .. كارثة لكنه كان يقظ

فريدة قالها بخشونة نفضتها واخرجتها من الماضي للحاضر لعيناه وتلك النظرة التي لا تفارقه منذ عاد مجددا .. ماذا يقصد بها .. رباه لو فسرت لها ألف معني وكل معني يأخذك لعالم بعيد


كل تلك المحادثات والافكار في أقل من ثوان واخفضت بصرها ستكمل عملها لن تضعف مجددا لوجوده ...

انتهت العملية وانتهى تماسكها الزائف تستغيث للبعد عنه للانفراد بنفسها .. لماذا عاد إن كان يحمل لها كل هذا الكره .. وهي التي لونت قلبها من جديد بعودته خلعت عبائتها السوداء لترتدي ثوب الزفاف .. التي حلفت أن لا تلبسه لغيره

وبينما هي تتجه لغرفتها ناداها انس متحدثا: فريدة

توقفت تحاول التماسك لن تسمح لاحد برؤية ضعفها فالتفتت له مبتسمة

تساءل في شك: مالك يا فريدة؟ حاسس إن في حاجة مضياقكِ بقالك فترة؟


تنهدت متحدثه: اظاهر يا انس كنت محتاجة فترة راحة أكبر بعد وفاة ماما

شعر بالحزن وهتف: ربنا يرحمها لو حاسة إنك لسه تعبانة ممكن اكلمهم يعطوكي اجازة وخصوصا إن دكتور عدلي موجود معانا دلوقت ممكن يمسك بدالك 


لا قالتها صارمة حادة


اتسعت عين أنس متحدثا: في حاجة يا فريدة؟

لا أنا اقصد مفيش داعي أنا هبقى كويسه شكرا لاهتمامك يا انس

لا شكرا ايه أحنا مفيش بنا الكلام ده

ابتسمت متحدثه: طبعا يا انس انت عارف انا بعزك وبحترمك 

ابتسم انس متحدثا: أنا عارف الظرف مش مناسب لكن حبيت اعرفك اختي قراءة فتحتها بكرة

ابتهجت متحدثه: الف مبرووك يا أنس لولا الظروف كنت جيت لكن انت عارف بس ده ميمنعش إني اجيب حنة واجي ابارك لها بنفسي

ابتسم متحدثا: ده هتفرح قوي

بلغها مباركتي اعبال اما اشوفها

يوصل قالها وهو يومئ براسه في سعادة


غادرة لغرفتها ...تزيل قناع الثبات 

وهو ايضا فقابل عدلي في طريقه سأله بحرص: شكلك مبسوط

تحدث أنس ببساطة: اه منا نسيت اقلك بكرة فاتحة اختى

والله! الف مبروك لا دا انا لازم اجيلك ابارك بنفسي

طبعا يا عدلي أنا كنت هعزمك اكيد


ليه هو أنت عازم كل الدكاترة وما يقصد بهذا السؤال سوى فريدة

اجابه في رضى: معظمهم معزومين يا عدلي أنا عاوز افرحها

-ربنا يخليك ليها يا انس، على كده كنت بتعزم الدكتورة فريدة

اه كنت بعزمها بس للاسف مش هتعرف تيجي

ليه؟! سأله عدلي بتعجب

انت ناسى والدتها المتوفية يا جدع

آه قالها عدلي متذكرا وقال: الواحد مش عارف معدش مركز اليومين دول ليه 

هتف انس وهو يضرب كتفه: اللي واخد عقلك يا سيدي

اجاب في نفسه بحسرة: هو في غيرها بنت القاضي


اغلقت الباب والتفتت لتصدم بباقة من الزهور الحمراء مجددا على مكتبها

شعرت بزيادة نسبة الادرينالين في جسدها واتجهت سريعا ترفع الباقة تفتش جيدا عن اي شيء يدل على صاحبها لم تجد شيء .. لكنها تشعر بصاحبها .. ضربت الباقة بغضب على المكتب 

فتناثرت بعض الاوراق لم تكتف بهذا القدر بل ابدلت ثيابها وعند مغادرتها وضعت الباقة في سلة المهملات متحدثة: بتلعبني ماشي يا عدلي 


غادرت تشعر بالاستياء منه تشعر أنها تحيا كبوس أسوء من الماضي وما يحمله من الم


رأها وهي مغادرة دون الباقة دلف غرفتها .. ليرى الورد مكانه سلة القمامة .. رفع الباقة محدثا نفسه: مكانها مش هنا .. ثم اتجه لمكتبها يضعها عليه من جديد

وغادر مغلقا الغرفة


-------------------------------------------


لاشكرا أنا هلمهم لوحدي

نظر لها كيان متسائلا: يعني امشي

هتفت سريعا: ياريت

اتسعت عيناه بدهشه

فعدلت ما قالت متحدثه: اقصد شكرا اتفضل عشان معطلكش

لكنه تحدث وهو يعمل: لا أنا السبب فلازم اساعدك

كانت متوترة يداها تهتز، تركيزها ضعيف، تقريبا هو من جمع كل شئ ونهض من جديد متحدثا امسكيهم حلو بقى يا ضحى

ازدردت ريقها بتوتر فكلماته توترها للغاية

ولم يرحمها وهو يخبرها ببساطة: كنت عاوز اجيلكم مع وسام

اتسعت عيناها وهتفت متلجلجة: ليه، خير؟!


ابتسم متحدثا: هي طنط رقية مكلمتكيش ولا ايه

شعرت بدوار كادت تسقط لكنها تماسكت وكل ما بيدها سقط من جديد

شعرت بالغباء لما حدث ودت لو تنشق الارض وتبتلعها وتختفي عنه ... ماهذا الكائن ...  فقربه يوترها بشدة فكيف سيكون الارتباط به؟!


ضحك كيان على هيئتها وهتف ببسمة ساحرة: متتوتريش كده أنا مبعضش أنا طيب جدا ولسه لما تعرفيني


انخفضت تجمع ما على الارض سريعا وتركت القليل وضعتهم في العربة واسرعت تبتعد عنه متحدثه: عن اذنك اصل اتأخرت

ابتسم متحدثا: اتفضلي طبعا


حاولت التركيز فيما تريده بعد جمعت القليل واتجهت للكاشير ... جمع الحساب وابلغها بأنه مدفوع

تساءلت بعدم فهم: مدفوع ازاي 

اشار للخلف متحدثا: الاستاذ قال الحساب هو هيدفعه

التفتت تنظر فكان كيان بالطبع ومن يكن غيره


حملت الاكياس وغادرت سريعا دون حتى ان تشكره تتمنى ان تحتضنها احضان البيت تشعر انها فريسة بين يدي الصياد


تعجب كيان متحدثا طب حتى شكرا لكن ابتسم وهو يضع النظارة على عيناه متجها لسيارته ومنها للمشفى التي يسكنها اعز شخص لديه في هذا الوجود


اتجه يحمل كل ما لذ وطاب وفتح الباب متحدثا: صباح الخير على أحلى بابا في العالم 

دخل يحمل معه كل ما اشترى وضعهم ثم اتجه للفراش يحمل كفه يقبله متحدثا: وحشتني اوي يا بابا اي ينعم هما يومين لكن بجد وحشتني

شعر بضمه والده لكفه رغم ارتعاشه ونظراته الحانية .. رغم سحابة الحزن التي تغلفهم 

تحدث كيان وهو يفتح احد علب الحلويات التي يعلم جيدا كم يعشقها والده وانتقل عشقها له بالوراثة: شفت جبت ايه ناكله سوا عارف انك بتحبها زي

تحدث والده بصوت مهتز : لسه فاكر اني بحبها

حزن كيان لكلمات والده وهتف وهو يقبل يده مجددا: ولا عمري هنسا يالا ناكل مع بعض زي زمان

ابتسم والده بحزن وهتف: زماااان 

يشعر كيان بحزن والده وانعزاله هنا ما هو الا رد فعل لكل من تركه في مرضه او شعر بالاشفاق عليه 

فكلتا الحالتين بالنسبة له سواء


تناول والده قطعة الحلوي بيد تهتز سقط نصفها إن لم يكن أكثر ثم وضع ما تبقى في فمه يأكله بطريقه غير طبيعية نظر لمرضه

وهنا كيان يحاول اصطناع المرح رغم الالم الكبير الذي يجوب بداخله واعطاه غيرها .. وغيرها رغم ان ما يصل له قليلا للغاية لكنه سعيد حتى بهذا القليل


تحدث وهو يناوله قطعة اخرى عندي ليك خبر حلو، مش خلاص اخترت عروسة

ابتسم الاب وزادت الرعشه الظاهر عليه

امسك كيان كفه بحنان متحدثا: زي ما بقولك كد عروسة جامدة اوي هتعجبك 

نهره الاب متحدثا: ولد عيب

ضحك كيان واخرج من جيبه الهاتف يفتح الاستوديو الخاص به ومنه صورة ضحى وهي في المول متحدثا: ايه رأيك فيها يا بابا بزمتك مش حلوة

تطلع الاب في سعادة وادمعت عيناها تزامنا مع سيل لعابه ..

اقترب كيان يضمه متحدثا: انا عاوزك تفرح يا حبيبي عاوزك تقوم بالسلامة وتكون معايا خطوة بخطوة


ابتسم الاب بسخرية وسأله: اسمها ايه

اجابه :هو أنا مقلتلكش

هز والده رأسه بالنفي: لا مقلتليش

ضحى اسمها حلو مش كده؟

اومأ والده بالايجاب نهض كيان مناديا الممرضة واعطاها بعض علب الحلوى متحدثا وزعي دي على المرضي اللي حالتهم تسمح من فضلك

ابتسمت الممرضة وهتفت: طب واحنا ملناش نصيب

اجابها كيان بتأكيد: لا طبعا فيكي تاخدي اللي يعجبك

شكرته الممرضة وغادرت تفعل ما اراد


---------------------------------------------


يتناول كل منهم الطعام ...

تحدث وسام بسعادة: يا بنتي انت اصلا متقدريش تعيشي من غيري

اجابته حنة بفتور: بلاش الثقة الزايادة دي

-بقول حاجة غلط!

نظرت له حنة مطولا ثم اجابت: بجد يا وسام كنت هترتبط بغيري لو مكنتش وافقت على اننا نرجع لبعض

وضع الشوكة جانبا واكد: كنت هعند على قلبي بسببك ايوه كنت هعمل كده

خاين قالتها في استياء


اجابة وهو يتناول كوب العصير: يعني عاوزه تقنعيني أنك كنتي هتترهبني اكيد كنتي هترتبطي أنتِ كمان

تحدثت بشرود: مش عارفة بس كل اللي اعرفه اني عمري ما كنت هعند وارتبط بحد عشان انسي غيره واظلمه معايا

وضع قطعة من اللحم متحدثا: بلاش يا بنت خالتي المثالية الزايدة دي، أنا متأكد لو كنت اتجوزت كنتي هتتجوزي بعدي عشان تثبتي ليا إني بردة مش فارق معاكي

اجابته وهي تضرب السكينة في اللحم: غلطان يا استاذ مش كل الناس زيك كده متسرعة

اغلق عيناه قليلا متحدثا: شامم في كلامك تجريح

أنا قالتها حنة ببراءة ثم اتبعت خلاص اقفل الحوار ده مش عاوزين نزعل تاني من بعض


وأنا من رأي كده برده، صحيح بتفكري في الشغل تاني

اجابته حنة بثقة: ده اكيد ولعلمك أنا مقدمه في ثلاث شركات اكبر من بعض وفي واحده فيهم بنسبة تسعين في المية مقبوله فيها انا مش هقف على حاجة يا وسام


طول عمرك طمواحة زيي

ضحكت حنة وهتفت: هي كل حاجة حلوة فيا بتنسبها لنفسك وخلاص ايه يا عم شغل التلزيق ده

أنا بردة بتلزق ماشي يا حنة خلاص انا بفكر ارجع هديتي تاني بقى

تعجبت متحدثه: قصدك ايه؟!

الرحلة اللي كان نفسك فيها فكراها

اتسعت عيناها متحدثه المغرب .. لا معقول!

ايوه قالها وهو يرفع التذاكر امامها

صرخت بفرح : وااااو مما جذب انظار من حولهم 

هتف وسام في احراج: حنة

اسفه يا وسام انفعلت شويه

ادار وجهه على كل من ينظر لهم ثم لوجهها المحبب له وهتف: ولا يهمك يقول اللي يقولوه

هتفت وهي تمسك التذاكر من يده هيقولو حبيب بيفرح حبيبه الرحلة دي جات في وقتها اوي يا وسام حاسة اني محبطة فاقدة كل حاجة حلوه فيا 


اجابها وهو يداعب اصابعها بالتذكرة الخاصة به: اوعي تقولي الكلام ده تاني أنا جمبك يمكن اكون غلطت قبل كده لكن انا دلوقت جمبك هنا أنا عاوزك ترمي كل اللي في قلبك كل حمولك عليا وأنا هشيل عنك


نظرت له بعمق .. نظرت العشق التي افتقدها طويلا 


---------------------------------------------


في غرفتها امام المرأة تمشط شعرها القصير وتتذكر الماضي تارة فتتألم وتتذكر مرة آخرى وتلتمس له العذر 


لن تنسي اليوم الذي انتظر والدها الجواب خروج عدلي بزواجها او رفضها وان يظل في الحبس عمرا كاملا

وافقت مجبرة ما كان لديها حيلة آخرى ..

جاء جوابها كما اراد: كل اللي هتقول عليه هعمله بس سيبه في حاله «حرام عليك» قالتها في نفسها مرار وتكرار سيبه يعيش مش هكون عليه أنا والزمن 


خرج عدلي ...

واصبح شخص آخر 

ما حدث زاد من اوجاعه اضعاف

اي حب هذا الذي يقتل صاحبه

لم يجد في حبها سوى المهانة والظلم والعقاب على جرم لم يرتكبه من الاساس 


وجاءت الخاتمة بمعرفته بخبر خطبتها .. كل الصحف ووسائل الاعلام تتناقل هذا الخبر تحديدا وعن قصد والدها يعلم جيدا أنه لن يحاول لكنه قتل الامل في قلبها هي اراد وأد الامل في مهده، العريس ابن أحد أهم رجال الاعمال في البلد عريس كما يجب وكما يريد


الضربة لا تقتل الا من الحبيب وعلى قدر الحب يكون الالم .. لو ذبحه والدها ذبحا ما كان سيشكل معه فارق بتلك الدرجة وهذا العذاب الذي شعر به عندما سمع الخبر..يريد التأكد بنفسه ذهب للحفل، يقف على باب القاعة الكبيرة المقام بها الحفل .. مازال غير مصدق للامر 

الاضواء في كل مكان .. حوائط وطاولات باللون الابيض والوردي .. وهي هناك تقف والكل يرقص من حولها .. نجمة كما كانت دوما .. اضاءت سماء غيره فأصبح عالمه ظلام، يحتفلون وهو يتقدم لابد من ان يبارك لابد من ان تراه ترى نتاج حبه لها وهو يمشي بعرج خفيف 


رأته وليتها ما رأته، اقتربت حنة تحاول منعها من الاقتراب منه خائفة مما قد يحدث لكنه لم يقترب أكثر من كونها تراه ويراها .. العيون مسلطة في لوم هي تتراجاه ان يبتعد خوفا عليه وهو يفسر تلك النظرات بطرده من جنتها .. يسألها بجنون دون صوت .. كم لبث فيها حتى تطرده؟!


سحبتها حنة للمقاعد حتى لا يلاحظ أحد شيء وكم حمدت الله انه لم يطل الوقوف بل خرج من القاعة سريعا يكاد يسقط من فرط سرعته التي لا تتناسب مع اصابة رجله يمشي هائم لا يرى امامه الا انه كان كبش ضحوا به بسهولة دون عناء

نعم وما نحن الفقراء الا هوامش لا وجود لها في الصورة 


يمر الوقت والجراج لا تلتم 

كم دعت ان يعود لها فهي لم تعشق غيره ولن تفعل لكن عودته لم تكن كما تريد .. تعلم انه ذاق في حبها الامرين لكنها هي الاخرى عانت .. كيف تخبره ذلك اتتنازل وتقترب هي .. تأخد الخطوة و المبادرة .. لكن ماذا إن كان فرط في حبها .. ؟!

ستجن لا تعلم ماذا تفعل 


دخلت ضحى غرفة فريدة وجهها شديد الاحمرار متحدثه باضطراب شديد: اسكتي على اللي حصل معايا النهاردة

ايه اللي حصل؟ قالتها حنة وهي تضمها من الخلف 

دمتم بخير

                     الفصل السادس من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا  

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-