رواية اريدك في الحلال الفصل السادس 6 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل السادس 6 بقلم ايمان سالم

الفصل السادس 

أريدك في الحلال


قالوا الهوى درجات

فتمسكت بجميعهم لأجلك

وليتني ما فعلت


ضمتها حنة بقوة متحدثه: ايه اللي حصل يا جميل، احكيلي؟!

نظرت ضحى بتشتت لهما ثم قالت بخفوت قابلته وأنا بشتري طلبات البيت النهاردة

تساءلت فريدة بعدم فهم: ايوه قابلتي مين؟

"كيان" قالتها ضحى بخجل شديد


صرخت حنة متحدثة: لا مش ممكن دا الواد شكله بقى واقع ومحدش سمى عليه!

بس بس والله معدت هقول لك حاجة تاني قالتها ضحى وهي تحاول كتم فمها

ابتسمت فريدة وتحدثت: طب تعالي اقعدي جمبي هنا واحكي لنا ايه اللي حصل بالظبط عشان اشوف الواد دا حكايته ايه؟

استاءت من كلماتها وهتفت: متقوليش عليه واد يا فريدة،عيب!


ضحكت حنة حتى ادمعت عيناها وقالت من بين ضحكاتها: والله شكل اختك هي اللي وقعت مش هو

نهضت ضحى بغضب متحدثه: انا غلطانة اللي بحكي لكم على كل حاجة أنا راحة اوضتي وعمرى ابدا ما عدت هحكلكوا على حاجة حتى لو هموت


نهضت حنة خلفها متحدثه بحنان: طب خلاص حقك عليا خدي تعالي ميبقاش عقلك صغير

اتجهت فريدة تجذب يدها متحدثه: تعالي انتي كمان عشان عاوزه احكي لكم على حاجة بس لما تخلصي


ابتسمت حنة وهي تهز جسدها ببراءة متحدثه: أنا عارفة

نظرت ضحى له متحدثه: وعرفتي منين بقى؟ 

قلب الام قالتها حنة وهي تجلس على الفراش قبلهم

جلسوا الثلاثة على الفراش حنة نائمة تنظر للفراغ

وضحى جالسة شاردة في المستقبل وفريدة تضم ارجلها بذراعيها تفكر به الماضي والحاضر


بدأت ضحى الكلام بصوت حنون ناعم: مش عارفة كانت صدفة ولا لأ، اني اشوفه النهاردة بسااا بس فرحت اوي حسيت كده إني حاجة كبيرة مهمة ولا اما ساعدني في لم الحاجات اللي وقعت مني حسيت أنه راجل جنتل اوي ... حسيت بكهربا لمست جويا 

اعتدلت حنة قليلا متحدثة بحسرة: يا خبر هي الحاجات وقعت منك قدامة؟

رفعت ضحى اصباعيها واشارت في تأكيد: مرتيين

ضربت حنة جبهتها وهي ترجع لوضعها السابق متحدثه بمرح: يارب يكون مخدش باله من اللي حصل النهاردة


ابتسمت ضحى متحدثه بسعادة: عارفين ايه اكتر حاجة حلوة فيه ايه

فريدة بجدية: ايه؟!

ضحكته حلوة اوي .. خطفتني خلتني محسش باللي حوليا كلهم .. لدرجة إني طلعت اجري من غير ما اشكره على اللي عمله معايا

سألت فريدة بجدية: هو عمل ايه؟

-تصوري دفع فلوس كل الحاجات اللي اشترتها النهاردة 


نهضت حنة تلك المرة متحدثه بصوت حاد قليلا: طلعتي تجري يا ضحى .. ليه يا ماما .. هيعضك الراجل دا شكله ذوق يبقى نشكره ..نقولوا كلمتين حلوين .. الراجل مش غريب عننا يا بنتي .. كده الراجل هيطفش! 


اجابت في تردد: اه اللي حصل بقى!


تدخلت فريدة متحدثه بصلابة: لا كده احسن، لازم من الاول كده يعرف انها مش سهلة والكلام مع اي حد مهما كان قريب مننا او نعرفه في حدود مش سايبه هيا

ابتسمت ضحى مؤكده: ايوه صح أنا مبحبش اكلم رجاله غريبة

ضحكت حنة متحدثه: يعني على اساس بتكلمي القرايب اوي اسكتي يا ماما

اكدت ضحى في سعادة: لا قريب ولاغريب هو أنا كده دبش عاوزني اهلا وسهلا مش عاوزني براحته مش ماسكة فيه


نظرت حنةلها في غيظ متحدثه: ده ميتمسكش دا يا ماما دا بس يشاور وطابور طويل عريض يقف ويمسك ويسيب ويعمل كتير

هزت ضحى كتفيها متحدثه: ولا يهمني

هتفت فريدة تؤيد كلماتها: احسن من البداية انه يعرف طبع اختك 


نظرت حنة لفريدة و سألتها بهيام: هااا يا ست الحسن احكي لنا الشاطر حسن عمل ايه؟؟

مال ثغرها في حزن وحدثت نفسها بحسرة: ياريته عمل يا حنة المشكلة انه مبيعملش حاجة بقى عبارة عن كتلة تلج قلبه بقى قاسي اللي كان بينبض بالحب ليا لدرجة اني كنت ببقى حساه دلوقت مفيش اي ذرة مشاعر ليا


ضحى بضحكة صافية: ايه حكاية الشاطر حسن ده كمان؟


نظرت لها فريدة في ألم وسألتها: فاكرة عدلي يا ضحى؟

"عدلي مين؟" سألت ضحي متعجبة 

اجابت فريدة بحزن: عدلي اللي بابا رفضه وبهدله زمان عشان فقير 

شهقت ضحى متذكرة: عدلي عدلي يا فريدة

اجابت فريدة مؤكدة: ايوه هو

-ماله يا فريدة ثم قالت وهي تضع يدها على فمها اوع يكون؟

ايوه رجع من السفر ومش بس كده لا رجع يثبت لي في كل حاجة بيعملها انه بقى غني وانه مبقاش عدلي البسيط بتاع زمان، متعرفوش انه اشتري كمان شقة في العمارة اللي جمبنا وانتوا طبعا عارفين ثمن الشقة هنا كام دلوقت مش عارفة بيعمل كل ده ليه؟


اتسعت عين ضحى بتعجب وقالت حنة بتفكير: شكل اللي حصل زمان لسه مآثر في نفسيته؟

اجابت فريدة في حزن مش عارفه ازاي اخليه ينسى اللي فات .. دا حتى مفكرش يعاتب يفتح اي حوار بينا وخدو المفاجأة كمان

سألت حنة بنفاذ صبر: ايه تاني؟

اشتغل في المستشفى اللي أنا فيها ومش بس كده لا ده معايا في نفس القسم والموضوع ده موترني جدا حتى أنس لاحظ ده اكتر من مرة بس ميعرفش ان السبب وجود عدلي

اعتدلت حنة متحدثه: نهاره أبيض لا دا راجع ينتقم بقى بسبب اللي عمله بابا فيه زمان 


اجابت فريدة بحزن:مش بلومه يا حنة عارفة ان بابا جرحة زمان وجي كتير عليه، لكن اللي هو ميعرفوش إني كمان اتجرحت زيه واكتر


اجابت ضحى بأسى: المفروض يفهم من نفسه يكفي أنك مرتبطتيش بغيره لحد دلوقت، هو عاقله ده غايب


تدخلت حنة متحدثه: هما الرجالة كده .. هو لو قلع النظارة السودة اللي على عينيه هيفهم ده لوحده ساعتها


هزت فريدة رأسها بكأبه وقالت: ياريته كان فضل بعيد أرحم من العذاب اللي أنا فيه كل اما بشوفه ومش قادرة اعمل حاجة

امسكت ضحى كفها متحدثه: طب متكلميه يا فريدة احكيله اللي في قلبك لو لسه بتحبيه 


هزت رأسها في نفي وصعوبة متحدثه: معرفش، مقدرش اعمل كده يا ضحى كرمتي، أنا خايفة يكون عدلي ده صورة وشبح لعدلي القديم اللي حبيته وعرفته

ردت حنة في تأكيد: لو بيحبك هينسى وهيسامح وهيرجع لك 


اجابت نفسها بحزن: نفسي ينسى ويسامح بجد نفسي يرجع عدلي اللي عينيه كانت بتشع حب وحياة اللي مكنش فيهم اللي فريدة وبس 


صفقت حنة متحدثة: نخرج من جو الدراما دي شويه بقى، في حاجة عاوز اخد رأيكم فيها


"خير" سألت فريدة في شك

وسام حجز لنا رحلة للمغرب كترضيه منه لرجعونا لبعض لانه عارف اني نفسي اروحها من زمان 

رفعت فريدة حاجبها متحدثه بتعجب: وسام الله ايه التضحية دي كلها؟!


"فريدة" قالتها حنة بغضب ممتزج بحزن 

اجابت فريدة لتبدد غضبها: مش قصدي حاجة كل الحكاية انه فجأة كده اقتنع بسفركم طب ما انتِ كتير اتحايلتي عليه وكان بيقولك خليها للـ honeymoon

ايه اللي جد يا حنة عشان يغير رأيه فجأة كده؟


معرفش يا فريدة لكن هو اكيد عاوز يصالحني بعد اللي حصل بينا وشاف دي ترضيه حلوة يبقى ازعل واشك فيه ولا اتبسط بأنه عاوز يراضيني؟!


اجابت ضحى وهي تضمها: افرحي طبعا واه تغير جو قبل ما تبدأي شغل جديد أحنا الفترة اللي فاتت عشنا وجع كبير

اجابت حنة بدموع: ومش عارفين نتخطاه لسه، حسا اني لوحدي قلبي مكسور 

انفعلت فريدة متحدثه بغضب: واحنا فين بقى يا ست هانم ايه لوحدك دي!

اجابت حنة وهي ترتمي في حضنها: انتوا اخواتي لكن أنا مفتقده وجود وسام في حياتي محتاجة حبه يقويني عارفة انه غلط معايا وكان اناني ومش ده اللي كنت بستناه منه ابدا لكن لما حاول يرجعلي اكتر من مرة ويصالحني حسيت اد ايه هو متمسك بيا وبيحبني وأنا محتاجة حبه ده اوي عاوزه يداوي الجرح اللي في قلبي


مسحت ضحى عيناها متحدثه: وسام بيحبك وكان يستاهل فرصة تانية، هو غلط في اللي فات بس كلنا بنغلط يا حنة واهم حاجة انه اعترف بغلطة وعاوز يصلحه

مسحت فريدة على شعرها متحدثه: طب هتسفروا امتى؟

هو حاجز بعد اسبوعين السفر

قبلت فريدة جبينها متحدثه: متزعليش مني أنا خايفة عليكي تتجرحي تاني وسام بيحبك أنا عارفة ده كويس بس اهم حاجة يكون اتعلم من الدرس اللي فات 


اتعلم يا فريدة هو ندم واترجاني كتير عشان نرجع يعمل ايه تاني

تحدثت فريدة بحنان: خلاص بقي متزعليش هااا هتجيبي لنا ايه وانتي جايه من المغرب


مش عارفة دي اول مرة ازورها بس اكيد هجيب لكم حاجات كتيير لبس واكسسري وبرفانات في باللي حاجات كتيير جدا وسام قالي هيوديني كل الاماكن هناك 


ضحى ببسمة حالمة: أنا عاوزه بقى شويه فساتين حلوة وتكون هادية انتي عارفة ذوقي في اللبس

اكدت حنة: عاملة حسابي من غير ما تقولي الفترة الجاية هنحتاج الحاجات دي كتيير وكانت تقصد كيان 

بس متجبيش فواتح يا حنة كله يبقى غوامق


تحدثت فريدة بحسرة: اللبس عمره ما هيرجع اللي راح يا ضحى لو باللبس كانت كل الناس لبست اسود عشان اللي بيحبوهم يرجعوا

تحدثت ضحى وهي تنهض: مش بإيدي لسه مش جاي لي نفس اللبس الوان بعد ماما ربنا يرحمها

امنت فريدة وحنة على كلماتها: الله يرحمها 


-------------------------------------


جمانة بغضب: كانت مجرد خبطة بسيطة،وقعت غصب عني قدام العربية

تعجب والدها متحدثا: ايه اللي وداكي المنطقة دي من الاساس وكنتي بتعملي ايه هناك؟ 

كنت معا اصحابي في مطعم قريب وخرجنا وحصل اللي حصل

مش عارفة يا جمانة مش مقتنع بالكلام

هيكون في ايه غير اللي قولته لك يا بابي

ماشي يا جمانة تعالي جمبي هنا لاني عاوز افاتحك في موضوع مهم وعاوزك تسمعي كلامي


جلست لجواره تضم جبيرة يدها بألم متحدثه: اتفضل سمعاك

ابتسم الاب متحدثا: طبعا عارفة شريكي في المحلات الجديدة ماهر دويدار 

اجابت بشك: ماله يا بابي!

طلب ايدك مني وأنا وافقت

نهضت مفزوعة كمن سقط عليها دلو ماء متحدثه: طلب ايدي ووافقت ازاي يا بابي مش تاخد رأي الاول؟!

اخد رأيك في مين في واحد زي ماهر ده مفيهوش عيب وبعدين كفاية سبت لك الاختيار قبل كده جبتي لي واحد حكيان وقلتي بحبه وعاوزاه ومردتش اتكلم! 

هتفت بصلابه: آذار ايوه بحبه ولسه بحبه ومش عاوزه حد غيره


اخرسي قالها والدها بعنف واتبع أنتِ عارفة ماهر هيجبلك مهر ايه وغيره

حتى لو هيجيب لي حته من السما انا مبحبوش وبعدين دا كبير في السن باكتر من 15 سنة

اجاب والدها وهو ينفخ دخان السيجار: الراجل ميعبهوش الا جيبه وماهر مقتدر السن ده اخر حاجة تفكري فيها

أنا مش موافقة لاني هرجع أنا وآذار تاني لبعض


اعتدل والدها بغضب متحدثا: بعد اللي حصل والفضايح اللي عملها كفاية الكلام اللي قاله

يا بابي هو كان غيران واي واحد مكانه كان هيعمل كده عادي 


أنا مش موافق على الولد ده من الاول وسكت بس عشانك

ولو قلت لك عشان خاطري 

يا حبيبتي أنا يهمني ايه غير مصلحتك وماهر ده هو المناسب ليكي اسمعي كلامي


بليز يا بابي ادي لآذار فرصة اخيرة هو بيحبني فعلا وأنا عاوزاه 

-ماهر مستني اديلوه  معاد

-عشان خاطري مرة اخيرة 

-اسبوعين، قدامك اسبوعين يا جمانة

ابتسمت على استحياء متحدثه: ربنا يخليك ليا يا بابي واقتربت تقبل وجنته قبل أن تصعد لغرفتها


في الاعلى ..

ستجن ماذا ستفعل ..

آذار ورجوعه لها أصبح مستحيل

ومعتز!!

فكرت للحظات ثم اجابت نفسها بغضب: هكلمه يشوف حل معايا منا مش هفضل كده لوحدي


على الهاتف ...

تنتظر الرد مرة واثنان وثلاثة حتى جاءها الصوت الغاضب: ايه يا جمانة في ايه لكل الاتصالات دي؟!

وحشتني يا معتز ايه هو أنا مبوحشكش ابدا مفيش مرة تتصل بيا لوحدك؟!

جمانة قالها بغضب ثم اتبع: ادخلي في الموضوع على طول


زفرت بغضب وقالت: ياااه للدرجة دي بقيت تقيله على قلبك

زفر بحنق متحدثا: جمانة لو متكلمتيش أنا هقفل


يهددها الوقح بكل تلك البساطة ما كان منها الا انها قالت بغضب: بابا جايب لي عريس

الصمت دام للحظات تنتظر رد فعله والذي جاء مخالف لكل توقعاتها: مبرووك

نعم!! أنت هتستهبل يا معتز!

احترمي نفسك يا جمانة

عاوزني احترم نفسي وحضرتك بتتمسخر عليا اتجوز ازاي واللي حصى بينا


آاااه قالها معتز يحاول تداعي الفهم: اللي حصل بينا .. اعتقد إني مضربتكيش على ايدك

أنا حبيتك يا معتز وسلمت لك كل حياتي بين ايديك

ضحك ساخرا: أنا مطلبتش منك ده كان فيكي ترفضي ببساطة

يارتني عملت كده أنا دلوقت في مصيبة حتى آذار اللي كنت برمي عليه سابني اعمل ايه دلوقت

تحدثت ببرود: بسيطة شوفي لك واحد تاني غير الولد ده اديله قرشين وخليه يتجوزك وكده يبقى الف مبروووك


هتفت بسخرية وغضب: والله هي بسيطة كده هروح اشتري واحد اقله سري ويتجوزني يومين ولا يفضحني بعدها 

معرفش مليش فيه أنا قلت لك اللي عندي

متسبنيش في المصيبة دي لوحدي زي ما دخلتني فيها تطلعني 

معتيش تتصلي بيا يا جمانة لو هتتكلمي في نفس الموضوع واغلق الهاتف دافعا اياه على الفراش بقوة على خروج فتاة من المرحاض المخصص لغرفته متسائلة بدلال:كنت بتكلم مين؟

لا دا حد مش مهم خالص .. بس ايه الحلاوة دي

ضحكت بصوت عال متحدثه: آه يا بكاش


الووو.. معتز.. الووو

ماشي يا معتز أنا تعمل معايا كده! قالتها والغضب يأكل قلبها لقد اعطته اغلى ما تملك وفي المقابل لم تجد منه سوى الجحود والنكران .. يعايرها أنها رخصت نفسها تتنفس بقوة هذا ليس المهم الآن الخوف الذي يطرق بابها بقوة هو ماذا لو علم والدها بالامر؟!


---------------------------------------------------


وصلت فريدة المشفى صفت السيارة وصعدت متخذه المصعد وجهتها لاعلى .. وجاء من بعدها عدلي .. وقف خلفها مبتسما  .. يراها أمامه تلك الفتاة البريئة التي احبها .. شعرت بوجود شخص خلفها خطواته ووقوفه .. نبضتها ارتفعت وشعرت برجفه داخليه .. شعرت انه عدلي لقد اخبرها قلبها قبل عيناها .. التفتت له تتأكد ومع التفاتتها ماتت البسمة في عيناه وهو يرى فريدة الانانية مازال لم ينسى ذلك اليوم الذي ضحت به لاجل آخر .. فرحتها فستانها .. الاضواء كل شئ .. كلما حاول النسيان وفتح صفحة جديدة يجد السواد السابق يطبع عليها فتبهت تختفي ملامحها وسط الظلام .. صفحات فتحت وفسدت وهو بينهم يعافر .. ولم يتعافى


التفتت متحدثه بود: ازيك يا عدلي

ابعد بصره يرحم نفسه من تلك الاعاصير التي لا نهاية لها في قلبه وهتف: ازيك يا دكتورة فريدة

دكتورة قالتها بهمس لم يصل له .. لكنه احسه

التفتت من جديد للمصعد وكانت ابوابه تتسع تفتح ذراعيها لتحتضنها .. وهو خلفها

يقفون متجاورين بينهم مسافة قليلة لا تذكر لكن المسافات بين القلوب بحار ومحيطات 


تنتظر اي شيء ما هذا الصمت المخيف ..تفكر هل ترفع حقيبة يدها وتضربه على رأسه لعله يرجع لسابق عهده معها ام ماذا تفعل ..

حتى قررت ترك الحقيبة تسقط ارضا ربما كان هذا بداية الكلام

وفعلت ووجدته يسبقها كسابق عهده لم يخلف ظنها شعرت بالسعادة .. حتى اوشكت عيناها على البكاء ابتسمت بحب تلتقط الحقيبة من يده وقلبها يرفرف عاليا في سماء حبه .. وفجأة وجد القلب نفسه دون اجنحه وسقط من السماء على الارض مهشما عندما رأت في اصبعه خاتم خطبة 


شعرت بتشويش .. لحظات وفتح باب المصعد سبقها وخرج وهي استندت بعد خروجه تحاول التوازن فكان آخر شيء تتوقعه هو ارتباطه بامرأة غيرها .. تسير وتشعر أن قلبها ينزف .. ستموت من الغيرة تريد الصراخ عاليا لكنها تتماسك .. تحبه .. الخائن .. ارتبط بغيرها وهي قضت سنوات من عمرها تتحمل تحجب الشمس عن بابها تريد أن ترى النور معه .. سبقها ..لا بل باعها .. سحقا له ولقلبها المعذب في هواه


اتجهت ببطء لمكتبها .. 

بلغتها الممرضة أن هناك عملية واحدة اليوم

ستطلب من أنس عدم الحضور ستخبره أنها مرضت فجأة .. بل ماتت فجأة 

اتجهت لمكتب أنس وحمدت الله أنها لم تراه في طريقها


رحب انس بها ناهضا من مكتبة: فريدة ايه النور ده تعالي

ابتسمت غير قادرة على الرد

عبس أنس متحدثا: مالك يا فريدة وشك اصفر كده ليه حاسة بحاجة اقيس لك الضغط 

تعبانة شوية يا أنس أنا هستأذن منك مش هدخل العمليات النهاردة

اجاب بلهجته السريعة: مش مشكلة بدل تعبانة قومي هروحك يا فريدة مش هتطمن تسوقي لوحدك كده


لا..لا.. أنا هقدر اسوق بس كنت محتجاك في حاجة تانية كده

سألها بلهفه: خير يا فريدة اؤمري؟

كنت عاوزه اخد اجازة من المستشفى لفترة

تعجب متحدثا: ليه الاجازة في حاجة حصلت معاكي أنتوا كويسين في البيت؟!


افتعلت ابتسامة متحدثه: متقلقش يا أنس احنا بخير بس حاسة إني محتاجة ارتاح شوية كلامك كان بحق هعتمد عليك في الموضوع ده

عينيا يا فريدة هكلمهم في اجازة ليكي ومدفوعة الاجر كمان

ابتسمت متحدثه: مش هتفرق يا أنس المهم يدوني اجازة، شكرا يا انس أنك جمبي بجد 

عيب يا فريدة متقوليش كده احنا زملا بقالنا سنين

اجابت وهي تنهض: ربنا يخليك يا أنس هستنى اتصالك وتعرفني الاخبار

غادرت عكس دخولها وكأنها في سباق تحاول الركض سريعا لكي لا تراه، وقد تحقق مرادها


غادرت واتخذت من السيارة ملجأ لها تبكي بحرقة صدمتها الكبيرة فيه


وهو في العمليات مع انس ينتظر دخولها بين لحظة واخرى حتى انتهت العملية وفاض كيله فسأل أنس مباشرة: عندك علم هي فريدة ما دخلتش العمليات النهاردة ليه


اجابه أنس بعبوس: فريدة تعبانه النهاردة 

مالها؟ قالها بلهفه كبيرة... لم يلاحظها أنس لكنها كانت واضحة للاعمي وخصوصا أنها رأها عند قدومها كانت سليمة


هي بقالها فترة مش كويسه مش عارف ملها

شعر عدلي بغصة المته كثيرا 

ومع متابعة أنس الكلام: ده حتى طلبت مني اقول للادارة على اجازة ومش عارف هيوافوا ولا لأ

اغمض عدلي عينيه هامسا: للدرجة دي يا فريدة مش طايقة وجودي جمبك

سأل أنس بتعجب: بتقول ايه يا عدلي؟!

اجابة عدلي وهو يحاول السيطرة على مشاعرة: مفيش بقول ترجع بالسلامة عن إذنك عشان ورايا حاحات كتير 

تعجب أنس عدلي وردوده لكنه حدثه نفسه: عادي يا أنس مهو أكيد مش هيزعل عليها يعني!!


------------------------------------------


مر الاسبوعان 

وها هي تحضر حقيبة سفرها بسعادة

ولجوارها ضحى وفريدة

تحدثت فريدة بتحذير: السفر مينسكيش انكم لسه مخطوبين يا حنة

"فريدة عيب" قالتها حنة بغضب واستنكار

الله مش بقول لك على في قلبي 


ضحى وهي تضمها من عنقها بحب: هتوحشيني يا نينه متسيبك من وسام ومتسفريش معاه خليه يسافر هو لوحده

ضحكت حنة متحدثه: لو سمعك بتقولي كده هيزعل منك

عبست متحدثه: الله منتي هتوحشيني الفترة دي كلها

اشارت حنة بيدها :يا حبيبتي هو اسبوع واحد


فريدة وهي ترفع الحقيبة امال فين سبع الرجال يجي يشيل الشنطة دي

قالي أنه هيجي كمان شويه اكون مستنياه تحت وجاهزة كمان

عبست فريدة ورفعت انظارها للسماء متحدثه: الله عليه راجل مفيش كلام امال مين هيشيل الشنطة دي؟!

فركت حنة جبينها متحدثه: هرن على عم محمود يطلع يشيلها

غضبت ضخى وهتفت: حرام عليكي ده راجل كبير ازاي يشيل شنطة بالحجم ده 

حنة بجدية: الله مهو شغله وهديه فلوس فين المشكلة؟

اجابت ضحى وهي تحاول تحريك الحقيبة: يا حبيبتي امال فين الرحمة هو عشان الفلوس نموت راجل كبير كده عشان محتاج


"خلاص خلاص هنزلها كلنا مع بعض" قالتها فريدة وهي تشارك ضحى تحريكها

في الاسفل يقفون على باب البناية تنظر فريدة لساعتها متحدثه: الاستاذ قال خمس دقايق وجاي وهو شكله منزلش من البيت اصلا

هتفت حنة باعتراض: حرام عليكِ يا فريدة اكيد الطريق زحمة

اومأت فريدة وبداخلها عدم الرضى يذداد حتى وصل وسام لم يرحب بهم بل قال بلهجة حازمة: يالا بسرعة اركبي الطيارة فاضل عليها وقت قليل


نظرت فريدة لساعتها متحدثه بلباقه: حضرتك أنت اللي متأخر أحنا واقفين هنا بقالنا ساعة

رفع وسام حاجبه وهو يشير لها متحدثا: معلش يا فريدة مخدتش بالي انك واقفة

تعجبت فريدة متحدثه :بجد!

وضع وسام الحقيبة واغلق الشنطة من الخلف بعنف قليلا متحدثا: عاوزين حاجة يا بنات يا لا اله الا الله

امسكت ضحى يد حنة متحدثة: كلي كويس وكلميني فيديو على طول ماشي

حاضر قالتها حنة ووسام ينطلق بالسيارة على اقصى سرعة

هتفت حنة بخوف: براحة يا وسام كده بدل ما هنروح المغرب هندفن المغرب

ضحك وسام عاليا وقال: مش عاوزك تخافي يا حنة طول ما انتي معايا، بحبك قالها وهو ينظر لها بعيون ضاحكة

صرخت عاليا: بص قدامك هنعمل حادثة

حاضر قالها وسام وهو يكمل الطريق


في المطار ..

الحنان والاحتواء ...

الوقت الجميل ينتهي سريعا ليست مقولة مشهورة فحسب بل هي واقع نحياه 

الوقت مر ولم تشعر به وهي الان في المغرب ..


في الفندق ..

حجز وسام غرفتين متقابلتين ..

تشعر بالسعادة هتف لها بحب هنطلع الاوض ناخد شور ونغير وننزل ناكل حاجة سريعة عشان نتفسح على طول 

اومأت له في سعادة وبالفعل كل منهم في غرفته

انهى وسام كل شيء قبلها فـ العادة النساء تتأخر قليلا ونزل لاسفل في الاستقبال .. الفندق رائع .. لم يمانع في أخذ جولة قصيرة لحين نزولها ..


كان يقف يلتقط بعض الصور .. فوجد من تحدثه من الخلف .. ازيك يا وسام الله أنت في المغرب من غير ما نعرف

التفت يتطلع لها متعجبا وهتف متسائلا مونيكا انتِ هنا بتعملي ايه

أنا اللي سألتك الاول

ازدرد ريقه متحدثا: في جولة سياحية، وانتِ؟!

بخلص شغل قالتها وعيناها تبحث عن شخص ما، فلم تجد بدا فسألته: أنت هنا لوحدك؟

ضحك وسام وقبل أن يكمل تدخلت حنة وهي تقترب منه متحدثه: لا أنا معاه، خطيبته معاه

فكان السؤال الاشد خطورة 

الله هو أنتوا رجعتوا امتي؟ 

دمتم بخير ❤

                    الفصل السابع من هنا

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-