رواية جاريتي الفصل الخامس والسادس
رواية جاريتي الجزء الثاني2
الفصل الخامس والسادس5و6
بقلم سارة مجدي
كان يجلس بمكتبه يرتب أوراقه المهمه ويوقع بعض الأوراق .... رفع سماعة الهاتف وقال بعمليه شديده
- ملك أجتماع لكل رؤساء الأقسام بعد نص ساعه
ليغلق الهاتف ويعود بتركيزه إلى الأوراق بين يديه
بعد بعض الوقت انتبه لطرقاتها الهادئه على الباب ليسمح لها بالدخول .
لتقف أمامه بأبتسامه عمليه وقالت
- رؤساء الأقسام كلهم موجودين فى أوضة الاجتماعات
ليهز رأسه بنعم وهو يلملم بعض الأوراق ويقف على قدميه وهو يتحرك من خلف المكتب قائلاً
-طيب تعالى .
لتظل واقفه مكانها تنظر له باندهاش
ليقول لها دون أن ينظر إليها
- مش هفضل مستنيكى كتير .
لتتحرك بسرعه خلفه ليفتح الباب الأخر بالغرفه ويدلف منه إلى غرفة الاجتماعات وجلس إلى الكرسى المخصص له وأشار لها أن تجلس الكرسى الموجود بجانبه الذى كان يوماً ما للسيد خالد
كان الإجتماع لتحديد خطة العمل للفتره القادمه فى عدم وجوده ...
- الفتره الجايه أنا لأسباب شخصيه لازم أسافر بره البلد ... وعلشان كده كل المشاريع إللى متحدد تتسلم خلال الفتره الجايه لازم تتسلم فى مواعيدها .... ولو حصل أى تقصير ... صاحبه هيتعاقب وبشده
أنا هكون أون لاين طول الوقت مع الأنسه ملك ... وأى مشكله او أستفسار ياريت ترجعولها وهى هتوصلهولى مفهوم كلامى
ليهز الجميع رأسه بنعم
ليكمل وهو ينظر لملك قائلاً
- من النهارده أنتِ مش سكرتيره بس ... أنتِ كمان مديرة مكتبى لحد ما أرجع .... تمام
لتهز رأسها بنعم وقالت
- تمام .
لينهى الإجتماع بعد أن اوضح كل الأمور الهامه
وعاد إلى مكتبه من نفس الباب وتبعته ملك
جلس خلف مكتبه ينظر إليها حتى قالت
- حضرتك عايز منى حاجه تانيه ولا أروح مكتبى
ليقول لها وهو ينظر إلى ورقه من الأوراق الكثيره الموجوده أمامه
- لأ أستنى .
وجمع بعض الأوراق وقال
- الأوراق دى مهمه جداً تخليها معاكى وتحافظى عليها .. وكمان تقريها كويس جدا ..... علشان يكون عندك فكره كويسه عن كل المشاريع إللى الموظفين شغالين فيها
صمت قليلاً ثم قال
- اكتبى ورايا إللى هقوله
كانت تقف أمامه تستمع لتعليماته بتركيز شديد وتدون فى دفترها الصغير حتى لا تنسى
كانت لا تنتبه لنظراته التى تتفحصها بتركيز شديد
أبتسم بمرح وهو يصفها لنفسه
« قصيره ... تصل إلى أسفل صدره أى يصل طولها 150 سم عيونها عسليه ساحره وكأن بها جرات من العسل .... ينظر إلى التفاف حجابها حول وجهها الذى يشع نوراً ... قطب جبينه وهو يفكر هل تضع مساحيق تجميل لا أعتقد أن ملاحمها الهادئه أقوى فتنه من مساحيق التجميل ... إذا هل لو شفتيها تلك طبيعيه يا الله »
آفاق من أفكاره على صوتها الهادئ وهى تقول له
- تأمر بحاجه تانيه أيمن بيه
ليقف على قدميه ليتحرك من خلف مكتبه ليقف أمامها بطوله الفارع وكتفيه العريضين وانحنى إلى الأمام لكى يصبح وجهه مواجه لوجهها وهو يقول
- آنسه ملك أنا كام مره قولتلك ما بحبش كلمه بيه دى تقوليلى يا باشمهندس مفهوم
لتهز رأسها بنعم ثم ليكمل هو قائلاً
- المكتب فى أمنتك على ما أرجع من سفريتى تمام
لتهز رأسها مره أخرى بنعم ليبتسم لها بشقاوه وهو يقول
- هعتمد عليكى يا شاويش ملك
لتبتسم بخجل وتتورد وجنتاها خجلاً يسعده بشده ويحرك كل حواسه التى تراوده الأن للاقتراب وقياس درجه حراره تلك الوجنتين بشفتيه
لتقول بخجلها الذى يجعل قلبه ينتفض
- أنا والله آسفه ... مكنتش أعرفه والمره الوحيده إللى شفته فيها
لتصمت لتذكرها أن ذلك الزين حضر دون علم صديقه لتكمل قائله
- مشفتوش فيها فمعرفوش
ليضحك أيمن على خجلها وبساطتها ثم تذكر ما حدث أمس
حين حضر زين إليه تعامل معها بطريقته البارده لتحاول هى التعامل معها بهدوء وحين تطاول عليها بالكلام بسبب رفضها دخوله المباشر إليه دون إذن
تحولت من الرقيقه الهادئه إلى الشاويش ملك صوتها تحول من الرقه للغلظه ... والهدوء لعصبيه
ووقفت أمام الباب تمنعه الدخول ليحل هو الموقف ويعتذر من ملك وهو يخبر صديقه بطريقه جديه ساخره ...
- لو سمحت يا زين لازم الشاويش ملك تاخد ليك الأذن قبل ما تدخلى مفهوم
لتقف أمامه فارغه الفاه من ذلك اللقب وبعدها كلمات صديقه المستهزئه
- آسف يا شويش
ودخل إلى المكتب دون كلمه أخرى
لينظر إليها أيمن وهو يقول بجديه
- متزعليش يا ملك ... زين كده بيحاول يبان بارد .... وبيحاول يكون وقح .. لكن هو طيب جداً .... وبعدين زين من الشخصيات القريبه جداً ليا ... يعنى لو مفيش أجتماع ورايا او أى عملا خليه يدخلى على طول
لتهز رأسها بنعم دون كلمه أخرى .
وفى الصباح حين حضر إلى الشركه القا عليها تحيه الصباح مع اللقب الجديد شويش ملك
ليبتسم على ملامحها وقتها كانت تنظر له بغضب مكتوم و إبتسامه صفراء
كان يجلس فى منزله أمام صورة والدته ينظر إليها بعيون محتقنه من حبس الدموع
كان يرى مشهد موتها أمام عينيه يتكرر .... ويتكرر
زادت وتيرة أنفاسه .... كان يشعر بالأختناق
كان يلوم نفسه على كل ما حدث .... كانت حياته جيده مستقره .... كان ينوى الزواج .... وكم سعدت أمه بذلك ولكن بعد ما حدث وموت أمه وتركه لعمله الذى كان السبب الرئيسى فيما حدث ... تركته خطيبته التى كانت تحلم بأسم وسمعة ظابط الشرطه ... ولكن حين قرر الاستقاله تركته لتخطب لصديق له برتبه أقل ولكنه مازال فى الخدمه .... كم يود الإنتقام ... فبداخل صدره نار تشتعل ... لن يطفئها سوى نار الثأر .... ودم أمه غالى غالى جداً ولن يكفيه دم شخص واحد ... فجميعهم مذنبون
كان جواد يقف بجانب سرير ابنه النائم براحه وعمق كان يتلمس كل جزء فيه بعينيه .. كم هو صغير .... يديه وقدميه شفاه الصغيره جدا بشرته الناعمه ... كم يعشقه ... ليس لأنه ولده فقط ولكن لأنه يشبه حبيبته كثيرا وكم سعد كثيراً حين أكتشف أن لون عينيه كلون عينين ميما تماما
كانت تقف عند باب الغرفه تنظر إليه بأبتسامه عاشقه كم تحبه ذلك الرجل الذى وعت عليه وعلى حبه واحتوائه ... أنها لا تتخيل حياتها بدونه .... اغمضت عينيها تتذكر أيام الجامعه حين كانت تشاهده من بعيد وهو يجلس بجانب صهيب ... كانت تعرفه جيداً فوالديهم أصدقاء مقربين لكنه لم يتحدث لها يوما ولم ينظر لها
كان يقف أمامها يتأملها وهى مغمضه العين وعلى وجهها إبتسامة سعاده وعشق حين انتبه لوقفتها عند الباب اقترب منها حين لمحها تغمض عينيها فزداد ابتسامته لمعرفته بها جيداً أنها تتذكر الأن سنواتهم الأولى معاً
ولكنه قطب جبينه حين وجد تلك الدمعه التى سقطت من عينيها على خدها ليمد يده يمسحها لها حين فتحت عينيها تنظر إليه بحب فقال
- افتكرتينى لما كنت أعمى وغبى صح .
لتهز رأسها بنعم
ليلوى فمه كالأطفال وقال
- أنا آسف
لتهز رأسها بلا ليقول
- بحبك
لتبتسم وهى تهز رأسها بنعم
ليقترب خطوه واحده حتى أصبحت تشعر بأنفاسه الساخنه على بشرة وجهها وهو يقول
- عمرى كله ملكك .... حياتى قبلك ملكك ... وحياتى من بعدك ملكك ..... أنا كلى ملكك .... أنا بحبك .
لترفع زراعيها تحاوط عنقه لينحنى قليلاً ويحملها وهو يقول بمشاغبه
- تعالى أحكيلك حكايه الغبى جواد
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- مينفعش يا حبيبى لسه مش مسموح .
ليضحك بشر وهو يقول
- هو أنتِ فاكره كل الحواديت زى الحواديت إللى فى دماغك تقليديه ... لا يا ماما ... أنا عندى كل حاجه جديده
وغمز لها بشقاوه وهو يقول
- أنا هكلك .
لتضحك وهى تخبئ وجهها فى عنقه ... ليبتسم بحب كم يحبها .... ويعشق دلالها عليه.
كانت مهيره جالسه بجوار السيده نوال تتعلم منها صنع « صينيه المسقعه باللحم المفروم » الذى يعشقها سفيان .
نظرت إلى ساعتها للمره الألف لتضحك السيده نوال وهى تقول
- يا بنتى هو فى شغل ولما بيكون فى شغل بينسى نفسه ومبيردش على حد
ثم ربتت على كفها الموضوع فوق الطاوله وأكملت
- زمانوا جاى .
لتبتسم مهيره بخجل وهى تخفض عينيها وهى تقول
- بفضل قلقانه لحد ما أشوفه قدامى ... ربنا يستر ويرجع بألف سلامه
لتأمن السيده نوال خلفها وهى تبتسم فى تشجيع قائله
- ركزى بقا علشان تبقى تعمليها لوحدك
لتبتسم مهيره وهى تقول
- حاضر هركز
- تليفونى نور والله لو كنت أعرف أن حضرتك هتكلمنى كنت فرشت الأسير ورد
ليجبها عمها ضاحكا
- بكاشه طول عمرك أخبارك يا بنتى.
لتبتسم بود وهى تقول
- بخير يا عمى الحمد لله
ليسألها بقلق
- وصهيب
لتصمت قليلاً ثم تقول
- أنت فى حاجه القاك يعمى
ليتنهد الحاج إبراهيم بهم وهو يقول
- يا بنتى أنا خايف أكون بظلمك بجوازك من ابنى .... أنا عارف الحياه هتكون صعبه عليكى قد أيه وكمان
لتقاطعه قائله بجديه شديده وبرد قاطع لا جدال فيه
- عمى أنا بحب صهيب ومش هسمح حتى لحضرتك أنك تقول عنه حمل تقيل او تقلل منه ... صهيب فوق راسى وجوه قلبى ... وأنا مستعده أعيش معاه مهما كانت الحياه دى .
ليبتسم الحاج إبراهيم براحه وهو يقول
- بس أمبارح كان فى كده سوء تفاهم كبير بنكم .. ولا الكلام ده إشاعات
لتضحك بصوت عالى وهى تقول
- كله اوشعات يا سعت البيه .
ليضحك عمها بمرح وهو يقول
- ربنا يخليكوا لبعض يا بنتى يلا أسيبك فى رعاية الله
لتتنهد بقليل من القلق لتكرر الأتصال به
استمعت إلى صوته المحبب وهو يقول
- وحشتينى يا هندسه لتضحك وهى تقول
- وأنت كمان .. طمنى عليك
لتستمع إليه قليلاً وعقلها يعمل من بعد ذلك اليوم الذى شعر فيه بعجز كبير يوم وفاة حازم وهو يحاول أن يخرج خارج شرنقة قلقه وخوفه
لتبتسم وهى تقول
- ايه رأيك نجتمع أنا وأنت مع جودى وخطيبها واهو يمكن تبقوا أصحاب زينا
ليوافق من فوره ما دامت ستكون هى سعيده
الفصل السادس
كانت جودى جالسه مع أواب بغرفتها تاركه ذلك الذى يسمى خطيبها بالخارج هى بدأت تتأكد من عدم حبه لها
أنتبهت لذلك الملاك الذى يجلس أمامها يتصرف كالكبار ابتسمت وهى تسأله
- ها يا أستاذ أواب أخبار جلسات علاجك أيه
ليرفع كتفيه للأعلى وهو يقول
- بابا مش عايز يقتنع أنها ملهاش لزوم
لتقطب جبينها وهى تقول
- إزاى يعنى ... أنت لازم تكمل علاجك علشان تقف على رجليك ومتحتجش الكرسى ده تانى
ليلوى فمه ياستهجان حين دخل إليها سفيان قائلاً
- أنتِ هتفضلى مستوليه على القمر ده لوحدك ...
لتضحك بمرح وهى تضم أواب من ظهره قائله
- فى ناس غيرانه مننا
ليضحك سفيان وهو يبعدها عن الطفل وهو يقول
- ايوه غيران .. وهاخده منك
ثم غمز لها وهو يقول بالقرب من اذنها
- حذيفه عايزك بره
لتتنهد بصوت عالى ثم تخرج من غرفتها لتجده فى صاله منزلهم بمفرده جلست أمامه صامته ظل يتأملها لبعض الوقت ثم قال
- أخبارك أيه يا جودى .
لتجيبه بعمليه ورسميه
- الحمد لله تمام
ليقطب جبينه فى ضيق أنها لا تعطيه فرصه ليتقرب منها
ظل صامت لبعض الوقت حين قطعت هى ذلك الصمت قائله
- سفيان قالى أنك عاوزنى خير فى حاجه .
ليبتلع ريقه فى ضيق وهو يقول
- ابداً كنت عايز أطمن على خطيبتى مش من حقى ولا أيه ؟
لتنظر له بنظره جانبيه ساخره وهى تقول
- لأ من حقك ...
صمتت لثوانى ثم قالت
- وياترى اطمنت .
ليشعر بالغضب فيقف سريعاً قائلاً
- لو سمحتى نادى سفيان علشان نروح هستناه عند الباب
لتشعر بالضيق لأنها ضايقته ولكن ماذا تفعل هى تتألم حقاً قلبها بجواره يأن من كثرة الألم
بعد مغادرته وقف سفيان أمامها يسألها باهتمام
- أنتِ كويسه
لتهز رأسها بنعم مع إبتسامه واسعه لم يقتنع بها ذلك الواقف أمامها ولكنه لا يريد أن يضايقها فربت على كتفها وهو يقول
- أنتِ عارفه أنى معاكى فى أى حاجه ...ومستعد أسمعك صح
لتهز رأسها بنعم وهى ترتمى بين أحضانه
كان يضع ملابسه فى حقيبة السفر وهو يتحدث مع زين قائلاً
خلاص تمام فهمت ... وبعدين هنكون أون لاين طول الوقت
ليصمت لثوانى وهو يقول
- طيب شريكك مش هيقول حاجه .
ليهز رأسه بنعم وهو يقول
- خلاص تمام .... سلام
أغلق معه ليتنهد بصوت عالى وهو يجلس على طرف السرير ووضع رأسه بين كفيه واغمض عينيه بارهاق واضح أنه كان يسابق الزمن حتى يرتب أمور الشركه قبل سفره لا يريد أن يخسرها أنها مجهود سنين ... ومن مال رجل لم يبخل عليه بماله وحبه وحنانه واحتواءه ... فى وقت أباه الحقيقى رماه دون أن يهتم
رفع رأسه ليظفر أنفاسه بتعب .... تذكر تلك الطفله الصغيره التى تعمل معه بالمكتب .. هو لم يخطئ حين قال عنها الشويش ملك .. هى حقاً شويش ... لا تتمايل فى مشيتها فى الأساس مشيتها أيقونة إغراء .... ولا تتباسط فى الحديث فخجلها فتنه متحركه ..... ولكنها أيضاً مجرد طفله صغيره تحزن أن تحدث معها أحد بصوت مرتفع ... وتدمع عيناها حين يوبخها على خطأ ما ... تعمل بكل جهد ونشاط ... منظمه وهادئه .. ولكنها كبئر سحيق لا تعرف ماذا يوجد بداخله ... يرى حزن دفين فى عينيها ... وألم وجرح ..لكنه لا يعرف سبب لهذا .
أبتسم بمشاغبه وهو يقرر الأتصال بها
كانت تجلس فى غرفة والدها تضع بعض من المراهم على قدمه المبتوره وهى تتحدث عما يحدث معها بالشركه ... وكيف هى سعيده رغم المجهود الكبير ... تنهدت بصوت عالى وهى تقول
- أنا خايفه اوووى يا بابا ... دى مسؤليه كبيره جداً ... أنا لسه جديده ...ومش عارفه هقدر على الأمانه الكبيره الى هيسبهالى أيمن بيه ولا لأ .
ليبتسم أباها بهدوء ورزانه قائلاً
- ارمى حمولك على الله يا بنتى ... واتقى الله فى كل شىء .... وأنتِ ان شاء الله هتكونى قدها .
لتبتسم وهى تقول
- ادعيلى يا بابا أرجوك ... أنا مرعوبه
ليقول وهو ينظر لها بفخر
- أنا عارف بنتى كويس ... وأنتِ هتشرفينا وتشرفى نفسك قدام مديرك
ليقطع حديثهم صوت والدتها تخبرها أن هناك من يتصل بها .
لتخرج سريعاً وتذهب إلى غرفتها لتجد أسمه ينير شاشتها أيمن بيه
لتجيبه سريعاً قائلاً
- السلام عليكم أيمن بيه
ليرفع حاجبه وهو يقول بشر
- أيمن أيه
لتصمت قليلاً ثم قالت
- آسفه يا باشمهندس ... اتفضل خير
ليتحرك ويقف أمام النافذه وهو يقول
- كنت عايز أأكد عليكى أنا عايز راجل فى المكتب وأنا مش موجود .... و كل يوم تكلمينى قبل ما تنزلى من المكتب وتطمنينى عليكى ... اه... اه أقصد على الشغل
لتتلعثم هى الأخرى وهى تقول
- حا... حاضر . هطمنك
ليبتسم فى سعاده وقال
- تصبحى على خير
ولم ينتظر ليسمع ردها وأغلق سريعاً لتظل جالسه مكانها تنظر إلى الأمام بحيره وخوف ... حقاً هى خائفه ...لماذا تشعر بهذا الشعور ... أنها لم تبرئ بعد مما حدث ... لم تنسى ولن تنسى ما حيت ... لأنها ببساطه فى كل مره تخلع عنها ملابسها ترى ما حدث مسطر على جسدها وقفت على قدميها لتقف أمام المرآه وتفك أزرار قميصها لتكشف عن كتفها المشوه لتغمض عينيها سريعاً وتهرب تلك الدمعه لتأخذ مجراها فوق خدها .
كانت فرح تجلس فى غرفتها تفكر لماذا إلى الأن لم تستطع أن تتحدث مع ملك فى تلك القصه هى تريد أن تعرف عنه كل شىء .. فضول القطه بداخلها يزيد يوماً بعد يوم .... وتلك العينان الساحرتان أصدقائها فى صحوها ونومها ... تريد أن تعرف صاحبهم ... من يكون ... وماذا يعمل و لماذا يحمل سلاح ... قطبت جبينها وهى تفكر هل هو رئيس عصابه إجراميه ... ولكن مظهره وهيئته ملفته وراقيه ... وأيضاً هى لا تريده أن يكون مجرم ... هل يكون ضابط شرطه ... وقفت على قدميها وهى تفكر وتقول لنفسها
- أنا لازم بكره أسأل ملك أنا كده خلاص هتجنن
لتدخل أمها الغرفه فى نفس اللحظه وتستمع لآخر كلمه وقالت بتهكم
- لسه هتتجننى .. مخلاص عقلك طار واللى كان كان
لتلوى فرح فمها كالأطفال وهى تقول
- مالك بس يا مامتى ... قالبه عليا ليه ومركبالى الوش الخشب ..... أيه إللى حصل .... أيه إللى معصبك .
قالت الأخيره وهى تمسك بذقنها لتضربها أمها علي يديها وهى تقول
- اكبرى شويه يا فرح .. واتفضلى روحى شوفى ابوكى عايز منك أيه .
لتشعر فرح أن الأمر جدى لتخرج من فورها لتذهب إلى والدها ....
صعد سفيان إلى شقته لينزل مهيره التى لا تجيب على هاتفها لتناول وجبه المسقعه الذى يعشقها فتح الباب ودلف إلى الداخل ليجد الهدوء يعم أرجاء المنزل قطب جبينه بقلق فتحرك سريعاً ليبحث عنها فى المطبخ وغرفتها حتى غرفته لم يجدها فتح باب الحمام الموجود بجوار الصاله لم يجدها عاد إلى غرفتها ليراها فى الحمام فوجدها تخرج منه تلف منشفه كبيره نسبياً حولها وتجفف شعرها بمنشفه أصغر ولم تنتبه له ظل يتأملها فى عشق حقيقى عيناه تمسح كل انش من جسدها وحين رفعت رأسها رأته أمامها لتشهق بصوت عالى وهى تحاول مداره نفسها فى اى شىء ولكنها لم تجد لتحاول الرجوع إلى الحمام من جديد ولكنه لحقها ليمسكها من ذراعها وهو يقول
- أنتِ مهيره ولا حوريه البحر
ليبعد تلك الشعيرات الملتسقه بوجهها وهو يقول
- مهيره أنتِ بجد فى بيتى .... أنتِ بجد هنا معايا ... بين أيديا مراتى حبيبتى .
لتهز رأسها بنعم وهى تقول
- سفيان أرجوك
ليقترب منها أكثر وعيناه مثبته على شفتيها وهو يقول
- ارجوكى أنتِ ..أوعدك مش هعمل حاجه تضايقك ولا غصب عنك بس أرجوكى خلينى ادوق العسل من على شفايفك
ولم يجعل لها فرصه لتعترض ليأخذ تلك الشامه التى تثيره بقوه بين شفتيه ظل يقبلها ويتعمق فى تلك القبله وكأنها هى مصدر حياته الوحيد
كانت تتجاوب معه بخجل اسعده بشده لم يرد الإبتعاد عنها لولا احتياجها للهواء و حين ابتعد وضع جبينه فوق جبينها وتنهد بحب يحرق قلبه شوقاً إليها ولكنه قال
- ارجوكى ابعدينى عنك لأنى لو فضلت واقف هنا معاكى مش هقدر أسيطر على نفسى
لتضع يدها الصغيره على صدره وهى تقول
- أرجوك يا سفيان أرجوك
ليبتعد عنها وهو يقول
- حاضر يا قلب سفيان
ليبتعد خطوه للخلف وهو ينظر إليها بحب ثم أبتسم بخبث وهو يلاحظ تلك العلامه الحمراء بجوار شامتها المفضله لديه فأشار لها بيده وقال
- أبقى داريها ... وانزلى بسرعه علشان كلهم مستنينك تحت على العشا
وخرج سريعاً لتنظر إلى المرآه وهى تشهق بصوت عالى حين وجدت علامه حمراء حول شامتها واضحه بشده
اغمضت عينيها وعلى شفتيها ابتسامه ناعمه عاشقه
جلست أمام والدها بهدوء حيث قال هو
- إياد ابن خالك محمود طلب إيدك قولتى أيه
لتنظر له ببلاهه وهى تقول
- إياد مين .... دكتور البهايم .
ليرفع والدها حاجبه وهو يقول
- اه يا فرح دكتور إياد ابن خالك طلب إيدك قولتى أيه
لتقول بعفويه
- وهو عايز أيدى يعمل بيها أيه ... معنده إيده أيه الطمع ده .
ليقول والدها بصوت عالى
- فرح
لتقف وهى تقول بهدوء
- بابا إياد أخويا الكبير .... وايدى أنا عايزاها بجمع واطرح على صوابعى ... تقدر تقولى حضرتك لما ياخد أيدى هجمع إزاى و اظبط حسابات الشركه إزاى كده هترفد من شغلى .
كان ينظر إليها ببلاهه واندهاش وقال
-أيه يا بنتى الهبل إللى بتقوليه ده ..... المهم يعنى اه ولا لأ علشان أنا مش فاهم منك حاجه .
لتمسك يدها تضمها إلى صدرها بطريقه مضحكه وهى تقول
- لأ .... محدش ياخد أيدى أنا عايزاها .
لتخرج سريعاً ليضحك والدها بصوت عالى وهو يقول
- يا مجنونه .