رواية بنت الشيخ الفصل السابع
ظلمة الليل حلت على البلدة وكانت تصطحب الصمت معها ، فكان فى قصر عاصى وخصوصا فى ذلك القبو المعتم الذى يشبه قاع المحيط الساكن !!
كان يجلس كعادته فى صمت يزعجه صداعها التى تصنعه راجيه منه أن يقتل فضولها و يقول لها ما يحدث فهى مقتنعه أقتناع تام أنه عاصى !!
فاطمة بغضب : أرجوك جولى بجا يا عاصى هنفضل هني لحد إمتا ومين اللى حرق وشك إكده .. أنا من حجى أعرف!!
نظر لها بغضب من ثرثرتها الكثيرة ليجذبها من ذراعها بكل قوة ونظر لها فى حدة أخرستها ثم قال : لو مسكتيش هخليلك وشك الحلو ده زي وشى ... شيفاه ..فاهمة
قالها بحدة أكثر و قد عقد حاجبيه لترتعب منه جدًا فأنبترت كلماتها و جلست على الأرض تبكى بشدة
فاطمة : أنا عملتلك أيه ... زمان أمى ميتة عليا بدال ما تفرح بفرح بتها .. عاصى عاصى خلى عندك رحمة بيا شوية أنا أم ولدك
نهض عاصى و أطلق صيحة بكل غضب وضيق منها قائلاً : أنا مش عاصيييي
***************
وعلى الجانب الأخر كان عاصى يجرى خلفها محاولا التبرير لها ولكنها لم تسمع .
عاصى : صفية أفهمى ... أجفى يا صفية عشان أفهمك
ألتفتت صفية وكان وجهها يجمل تعابير الكسرة والدموع فى عيونها فقالت : معوزاش أفهم يا عاصى مليش دخل ... أنت نسيت يا عاصى مش أنى البت اللى أتجوزتها عشان تنتجم ... أنتجم وطلجنى بقا أنى تعبت تعبت منك و مجدراش عليك ولا على جبروتك
نظر لها عاصى بحدة وقال : مفيش حرمة تكون على ذمتى وتطلب أحدد مصيرها ياا حلوة .. وعشان عاملتك حلو شويتين هتزيدى فيهااا !!
صفية بدموع : حرام عليك طلاما عينك على واحدة غيرى ليه مخلينى على ذمتك ترضى أكون مع واحد غيرك و ...
قبل أن تمم جملتها تلقت صفعة جعلت فمها ينزف بغزارة ليمسك فكها بين يده وقربها له حتى كادا أن يلتصقا ببعضهم ، كانت نظراته أقوى من نظرات أسد لفريسته ؛ليقول :
وجتها هج*تلك و مش كده وبس هج*طعك يا صفية
نزلت دموعها وقالت : يكون أريح أنا قرفت
ذجرته وسارت فسار خلفها للفيلا ، وفى الأسفل كان رحيم و سيلا يضحكا على نصرهم لفك رابطهم ، يعتقدون أن بينهم رابط !!
فى الصباح أستيقظت صفية فلم تجد عاصى فى الغرفة نزلت للأسفل ولم تجد إلا رحيم ؟!
أبتسم رحيم لرؤيتها و قال : عاملة أيه النهاردة حقيقى مكنتش أتخيل ان ده يجى من عاصى ، كان ممكن أصدق فى سيلا وحد تانى أما عاصى ده صاحب عمرى
صفية بتعجب : أنت بتكلمه
رحيم : الصلح أتخانقنا و واجهنى بكل بجاحة ولا كأنه عمل حاجة ... يرضيكِ
صفية : غريبة يعنى؟!
ضيق رحيم عينيه وسألها : أيه اللى غريب بقا ؟!
صفية : يعنى حاجة زى دى تخليك مش تسيب الشغل ده إنت كمان تفض الشراكة و الصداقة اللى بينكم ... اللى عمله عاصى كبيير
كانت صفية تجد أنها فرصة لكى تنتقم من عاصى و تنتهى منه حتى وإن كان الدم يمنعها إلا أن جبروته طغى و إن زاد الشيء عن حده قلب ضده .
رحيم بمكر وهو يصطنع البراءة : أزاى ؟!
دارت صفية حوله وقالت : عاصى مبيجدرش عشرة ولا عيش وملح عاصى ده سم ملوش ترياج ... أنى مستعدة أعمل اى حاجة عشان أتحرر من عبوديته اللى بيستعبدهالى
رحيم : ياااه للدرجة دى بتكرهيه
صفية : بكره وبكره أى حاجة منه ومن سيرته .. مستعدة أعمل اى حاجة عشان أتحرر منه
تذكرت صفية تعذيبه لها و ما حدث مع عثمان
فلااااااش بااااك
عثمان : هاا هتعملى اللى هجولك عليه
صفية : بس هخلص من عاصى صح من غير جتل
عثمان بإبتسامة : من غير جتل ... أول حاجة عاوز أعرف السر اللى مخبيه جوى .. عاصى عنده نجطة ضعف بدى أعرفها لو عرفتها هتملك من عاصى جوى
صفية : كيف ؟؟!
دار عاصى حولها ووقف فى وجهها مرة واحدة مقترباً : عاصى عاوز يحس بيكى .. يحس أنه متجوز بحق ... عاوزك كمان تحسسيه بثقتك الشديدة فيه فلما يعمل الغلط تمسكى عليه واحدة ويحس انه غلط فى حجك فيبدأ يعوضك و يشوفك و يحكيلك على كل حاجة ....باك
رحيم : صفية أنتى كويسة
صفية : ها ... بص أنسى اللى جولته ها
صعدت صفية للأعلى فى عجلة من أمرها وجلست فى غرفتها تبكى بشدة حتى فُتح الباب لتجد عاصى أمامها نظرت له من الأعلى للأسفل ، خلع ملابسة لتدير وجهها بخجل ، وقبل ان يفتح عاصى فمه جاؤه أتصال فرد : ها يا توفيق ... عذبه لحد ما يتكلم ... عاوز عثمان يجول على كل حاجة
نظرت له صفية فى سرعة لتتلاقى نظراتهم أحداهم أنتصار والأخرى خوف!
بل ذعر!!
أرتبكت صفية جدا و ظلت تسعل فى توتر ، ها هو سرها سينكشف!!
وسيقتلها بالتأكيد هو لا يقبل بالخيانة أبدًا!
أستكمل عاصى حديثة وقال : لسة جاى دور عبد الجوى كيف ما ولعت فى المصنع عاوزك تعمل اللى جولتلك عليه الليلة عاوز بيت العمدة يكون دمار
نهضت صفية و هى لا تشعر بنفسها إلا وهى تسحب الهاتف وتلقيه على الأرض حتى أنكسر عدة أجزاء لتنظر له وكأنها تقتله فى نظراتها .
صفية : شكلك أتجننت وانا مش هسكت على جنانك ، عارف اللى يفكر يأذى عيلتى هعمله أيه .. هقتله وأنت دورك خلاص خلص يا عاصى !!
جذبت المسدس جيبه و صوبته عليه كان ثابتًا وكأن المسدس مزيف أو أنه لن يؤذيه ، وفى نفس اللحظة كانت سيلا تنظر عليهم لتجرى وتلحقها ولكن كانت صفية أطلقت الرصاصة !!.
يتبع...
جاري كتابه الفصل الجديد للروايه حصريه لعالم سكيرهوم اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله