رواية حواديت مريم ومراد الفصل الثاني
"٢"
- بصي يا حبيبتي التحاليل والاشاعة اللي قدامى بتقول إن عندك كانسر في المخ، بس الحمدلله أنه بعيد عن المركز الرئيسى للمخ، هو حجمه كبير وإن شاءالله هيروح بجلسات الكيماوي وإن شاءالله مش هتحتاجي لعملية.
رديت بصدمة وأنا بحاول أستوعب:
- كانسر!
وعد جريت خدتني فيي حضنها وعيطت:
- إن شاءالله هتبقي كويسة وهتستمري على العلاج والجلسات ومش هتحتاجى عملية، انتِ مش هتسيبينى صح؟ أنا ماليش غيرك!
بصيت على آدم لقيته واقف متجمد من غير أي رد فعل، كان بس باصصلي وساكت، بعدت عن وعد واتكلمت مع الدكتورة شوية، بعدين ادتني اسم دكتور أورام شاطر:
- مُتشكرة جدًا يا دكتورة..
بصيت لوعد وآدم:
- يلا.
مشيت ومستنتش حد خرجت في الهوا، حاسة إني في كابوس بس لازم أفوق خلاص، لقيت وعد وآدم جايين ورايا:
- أنا عايزة أروح.
آدم اتكلم:
- مريم ده قضاء ربنا.
- وانا معترتش عليه، أنا عايزة أروح.
رد آدم:
- انتِ ازاي هادية كده؟
- أُمال عايزني أعمل إيه؟
بصيت لوعد:
- مش يلا بقى ولا إيه؟
روحنا البيت من غير ولا أي كلمة، دخلت غيرت هدومي وقعدت على السرير لقيت وعد جاية تتكلم معايا، قبل ما تقول أي حرف قاطعتها:
- من غير أي كلام عايزة أنام ولما أصحي نتكلم براحتنا.
بصتلي شوية واتنهِـدت:
- اللي يريحك، طب انتِ بخير؟
- الحمدلله
سابتني وطلعت بعدين خرجت أجيب ماية أشرب لقيتها بتتكلم فون:
- مراد انت لازم تيجي.... مريم طلعت تعبانة أوي عندها كانسر.... مرضيتش تخليني أقولك عشان متقلقش بس احنا لسه جايين من عند الدكتورة.... مفيش منها أي رد فعل هادية أوي انت لازم تيجي وتبقى جنبها.... يعني يومين كده وهتكون هنا.... طيب يا حبيبي تيجيلنا بالسلامة.
سمعتها ودخلت نمت، مش عارفة قد إيه لكني نمت كتير أوي، صحيت على صوت وعد:
- قومي يا كسلانة كل ده نوم ده أنا عصافير بطنى بتصوصو من الجوع عشان حضرتك امبارح مكلتيش غير الفطار وأنا أكيد مش هاكل لوحدي و...
- خلاص خلاص في إيه! حقك عليا يلعن ابو اللي يزعلك يا شيخة.
ضحكت:
- قومي بقى عشان نفطر بدل ما أو.لع في نفسي أنا بقول أهو
- لأ وعلى إيه تعالي نعمل فطار يلا.
- الفطار جاهز يلا قومي.
ابتسمت:
- حاضر.
طلعنا نفطر وشوية ومراد إتصل وعد كانت بتكلمه بعدها لقينا الباب خبط، بصتلها:
- انتِ مستنية حد؟
- لأ محدش قال أنه جاي.
مراد قالها:
- متقفليش غير لما تشوفي مين.
قامت فتحت وكان آخر حد توقعت أنه يجي، مامت آدم.. معقول تكون جت تطمن عليا!! أكيد لأ، قلبي حاسس بحاجة تانية، دي مبتطقنيش! دخلت وسلمت علينا وقعدنا وهي اتكلمت:
- آدم قالي إنك تعبانة ألف سلامة عليكِ.
- الله يسلمك يا طنط.
- بصي يابنتي آدم قالي إن عندك كانسر في المخ، طبعًا ربنا يشفيكِ وتقومي بالسلامة، بس يابنتي دلوقتِ انتِ معندكيش أهل وقولت ماشى، لكن دلوقتِ عندك كانسر ومحتاجة اللي يراعيكِ وأنا ابني محتاج اللي يرعاه يعني مش هيعرف يخلى باله منك ولا من شغله ولا مسئوليات البيت، وبعدين انتِ هتدخلي في مراحل كيماوي وأكيد شعرك هيقُع يعني مش هتبقي واجهة لابنى كل اللي يشوفك يعايره بيكِ فمعلش يابنتى أنا عايزة أفرح بيه وأشوف عياله، وانتِ بحالك ده مش هينفع تبقى أُم، فمعلش يابنتى كل شيء قسمة ونصيب سيبي ابني يشوف حاله أنا كده قولت اللي عندي، سلام.
جت تمشى ندهت عليها:
- استني ياطنط..
روحت قالعة الدبلة واديتهالها:
- وصليله الدبلة يا طنط وربنا يفرحك بيه وتشوفى عياله.
مشيت هي وأنا وبصيت لوعد شوية وروحت حضنتها وانهارت:
- وجعتني أوي بكلامها ده، للدرجة دي أنا بقيت عبيء تقيل! للدرجة دي بقيت رخيصة!! بس هي عندها حق أي أُم وعايزة تفرح بابنها وتشيل عياله.. بس ليه تطلب مني بالطريقة المؤذية دي!! كانت ممكن تقولي إني منفعش ابنها بس متوجعنيش كده! كنت هبعد والله، هو كان المفروض أول واحد يبقى جنبى كان ممكن يقولي ابعدى مكُنتش هعترض بس ليه يخليها توجعنى كده! ليه ت..
كلامي قل ومحستش بأي حاجة حواليا.
مسكت راسي وقولت براحة:
- إيه اللي حصل..
الدكتورة ردت:
- انتِ إتتعرضتِ لحالة إنهيار عصبي وانتِ تعبانة من الاول، علقتلك محاليل عشان ضعيفة جدًا ولازم بكره تبدأي أول جلسة كيماوي.
- أنا مش هروح الجلسات دي، أنا هفضل قاعدة لحد ما أمو.ت ربنا إداني ده وأنا هروحله بيه.
- استهدي بالله يابنتي مش كده، ربنا خلق لكل داء دواء وهو إداكِ المرض ده علشان يشوف صبرك وإيمانك وهتشوفي هيُقف جنبك قد إيه.
استأذنت وقامت فبصيت لوعد وقولتلها:
- من غير أي كلام مش هروح الجلسات اللي بتقولوا عليها دي.
- مريم إفهمي دي مش نهاية حياتك مش عشان آدم سابك تبقى هي دي النهاية!!
- أنا مش بعمل كده علشان سابني لأ عادى، مانكرش إني إتضايقت، مش بس توصل بيا إني أوقف حياتي!
- أُمال مش عايزة تروحي الجلسات ليه؟؟
- محتاجة أرتاح شوية.. محتاجة أهدى! محتاجة وقت إني أتأهل نفسيًا إني أشوف شعرى بيُقع وإني أقبل نظرات الشفقة اللي هشوفها في عيون اللي حواليا، محتاجة شوية وقت بس..
- خدي وقتك، بس وانتِ بتتعالجي الجلسة هتبقى كل أسبوع والدكتورة قالت أنهم مش هيبقوا كتير يعني من سبع لعشر جلسات بس، ومتهتميش بكلام أي حد لو فضلتِ تعملي حساب لكل ده عمرك هيضيع وانتِ لسه معرفتيش تراضي حد أرضي بقضاء ربنا وقولى الحمدلله، ويلا قومي عشان تاكلي وتنامي شوية لأني عملالك مفاجأة.
- بجد! مفاجأة إيه؟
- وازاي هتبقى مفاجأة لو قولتلك!! يلا بقى كُلي وهتبقي تعرفي.
- حاضر.
بجد طبطبت على قلبى بكلامها ده، أنا فعلاً ماليش غيرها، دي فعلاً اللي تستحق إني أعيش عشانها.