رواية بنت الشيخ الفصل التاسع 9 بقلم سارة بكري


    رواية بنت الشيخ الفصل التاسع 

"لا أعرف لما البُكا صار رفيق عيني"
أقترب منها عاصم ولم يكن يشعر بحاله وأمامه فتاة تمتلك من الجمال أكثر من اللازم و هذا يجعلها كمغناطيس تجذبه إليها بشدة فملامحها أكثر تشابهًا لأختها صفية وكأنهم نسخة واحدة ، كانت مُستجيبة معه غير مُبالية أو أنها مثله تخدرت لصوت شيطانها اللعين وفى لحظة كان شعرها ضحية بين أصفاده التى أبتلعت شعرها وجذبته فصرخت بتأوه !! 

عاصى وقد أحمر جسده و ظهر منها خطوت خضراء : عشان تعرفى إنك حقيرة وسهلة عشان كده رماكى كيف الكلبة 

كان صوت رجفتها كموج لا يعرف مساره فقد كانت ضائعة خائفة لا تجد من يحميها لتردف : على الأقل أنا مش هتمناله الموت كيف صفية

قرب وجهه منها فتقابلت الأنفس فى طريق ملئ بالضجر ، ويبدو أن أسم صفية هز جدران عاصم فحوله لوحش كاسر ، عيونه كالدماء وقال : هربيكى عشان تنطجى أسم صفية ، صفية دى أنضف منك ومن اللى زيك 

كانت دموعها تتوسل مقلتيه السودويتان راجيه منهما ان يتركها وكأنهم أولياء أمره أو زمامه ، ولحظة شعرت بأستجابته عندما أرتخى شعرها وذهب الألم شيء فشيء ، وكلحن حزين أصطحب صوتها بالبكاء :

عارفة ان صفية أحسن منى وانا أية وصلنى لبنت العمدة أنا حيالله بنت الشيخ الفقير أما هى بنت العمدة .. ايه وصل بنت الشيخ لبنت العمدة ، انا عارفة إنى غلطت غلطت إنى ساويت نفسى بيكم وأخرى يابويا هيعرف ويجتلنى يا عاصى هيجتلنى 



أخذ عاصم تنهيدة حارة كتعبيراً عن تعادلهم فى اللعبة التى أدارها الجبروت عاصى !! 

                       ※※※ 

يوم جديد قد خرجت منه شمس جديد من بين ظلمات الليل و هى تخرج خيوطها الذهبية وتعكسها على وجهه تلك الشقراء ؛ففاقت بضجر وملل كالعادة على صوت الجدة : أصحى بقا يا رقية عشان الكلية 

رقية : عارفة لو خمسة وتصحينى يبقى عملتى كل الواجب والله 

الجدة بعصبية : يابنتى الله يهديكى قومى وفالحة ترجعى تقولى الدكتور بيستقصدنى ليه 

ككل يوم يعاد نفس الشريط الروتينى التى أعتادت عليه تلك الصبية التى فى عمر العشرين منذ أن ولدت لم ترى عيناها غيرها هى وأخيها وليد بعدما تخلى عنهم أبوهم منذ إن كانت صغيرة ولكن من هو والدها؟!.

أرتدت ملابسها وكالعادة بكامل أناقتها و نظرت نظرة أخيرة على أشيائها تتأكد بأن كل شيء على أهبه الأستعداد للقتال بل للجامعة التى تسرقها من أجمل لحظات حياتها وهى ان تغوص فى عالم أحلامها وتمارس هويتها المفضلة وهى النوم!

رقية : باى يا حجة 

خرجت الجدة من المطبخ والشر متطاير فى عيونها : متقوليش يا حجة تانى تماام

رقية : تمام باى يا حجة 

نزلت رقية للجامعة بسرعة وهى تصارع الزمن حتى توقفت عندما أنتصر الزمن كالعادة !!

رقرة : ييييى اتأخرت زى كل مرة ألاهى لو هو جوا يتعمى وميشوفنيش 

فى الحرم الجامعى وخصوصًا فى محاضرة الدكتور سيف الششتاوى نعم هو من عيلة الششتاوى الكبيرة وأخ لعثمان ولكنهم مختلفان تماما كالماء والنار !!

توقف عن الحديث وقد أحمرّت عيونه من الغضب فتلك التى تثير غضبه دخلت كالعادة متأخرة ليردف : براا ملكيش محاضرات عندى لما تتعلمى تنتظمى فى مواعيدك يبقى تحضريلى 



كانت رجفة قلبها الصغيرة تحرك الدموع فى عيونها فقالت بإحراج : أنا أسفة يا دكتور المواصلات و ...

سيف : أنا قولت اللى عندى

خرجت وهى تخرج زفيرًا بخنقة خنقة أعتصرتها من الإحراج الشديد لتشعر بأن جسدها عليه يد رقيقة نعم هى اليد التى تحنو عليها وتهون عليها : متزعليش يا رقية 

ألتفتت رقية فوجدتها رحمة صديقتها لتردف بإبتسامة من بين دموعها : مفيش يبنتى إنتى أيه اللى طلعك من المحاضرة 

أرتسمت ضحكة على شفتى رحمة قائلة : خرجت من المحاضرة عشانك ... يا رقية إنتى بتوجعى فى نفسك أوى و سيف عمره ما هيحبك فاكرة دكتور لؤى 

أبتسمت رقية ولمعت عيونها ، أطلقت آه من بين ضلوعها التى ضاقت على قلبها فقد تذكرته هو سبب كل ألامها وحتى أكثر من والدها الذى تركها هى وأخوها وعاش مع زوجته الثانية فى الصعيد .

و كقدم وحش دبت فى القرية فأثارتها رعبًا وكأن الجحيم عاد كى يخنقهم مرة أخرى ألا وهو عاصى الذى عاد بزوجته كى يحتل الناهية مرة أخرى ، وبداخل قصر أل داغر دخل عاصى و أصابعها ملفوفة بخصلات شعرها ، آهه كبيرة كانت تخرج بألم وصرخات متتالية من صفية وهى تقول : أبوس أيدك سيبنى يا عاصى حقك عليا آهه 

صعد عاصى للأعلى بخطوات سرعة وهى كأحدى أطراف جلابيته مجرورة خلفه على السلالم تتأوه من عنفه من رائحته ومن كل شيء له علاقه به ، تتأوه من ضربه لها طوال الطريق و فزعها عندما رأت رصاصة حامية تخرج من بين مسدسة مستقرة بصدر رحيم .

_بتخونينى أنا يا زبالة عارفة هعمل فيكى ايه هجتلك وأخلى دمك يملى البلد عشان اللى يفكر يخون عاصى يموت نفسه أحسن 

كان صوت كلماته تهزها خوفًا أكثر من معناها و هى عالقة بين قراره ، كان قلبها يصرخ ألمًا لا ذنب لها بما فعله أبوها!!
هل صدقت حقا أن والدها فعل !!
أم أن عاصى وجبروته جعلها تنسى عقلها وتتبعه كراقصة على ألحانه المميتة! 
أقتربت منه ونزرت فى عيونه قائلة : أجتلنى يا سيد الرجالة ، لو كنت واحدة وحشة كيف ما بتجول كنت جولت للبلد كلاتها باللى عملته مع فاطمة واه ده تلاجيك السبب فى أختفائها انا هفضحك يا عاصى وهقضى عليك 

أبتسم عاصى أبتسم باردة و تحولت الى ضحكة رنانة لينظر لها وقد توقف : الباب جدامك يا حرمى روحى جولى للناس كلاتها محدش هيصدجك .. أما بالنسبة للى عملتيه فمش هسيبك عليه يا بت عبد القوى 

جذبها من شعرها وكان يضربها بكل غل حتى شعرت بضعفها أمامه فحاولت أن تذجره و فجأة كان على وجنته صفعه رنت كل أرجاء الناهية نعم لأول مرة يتلقى صفعة فى حياته ، أرتجفت يدها بقدر دولة بأكملها و رجعت للخلف خطوتين .

جحظت عيناه غير مصدقًا وقال بصدمة : بتضربينى بالقلم

تلعثم لسانها وخرجت حروف متبعثرة : أنت مش راجل !! اللى يستجوى على واحدة يبقى مش راجل كيف ما بتعمل

أقترب منها وبيده شد على عنقها المتلون بلون دمائها، ويلف شعرها حول يده بكل قوة وعيونه تدب الشرار عندما سمع منها كلامات قاتله فلقد تجرأت الفريسة عليه و أصبحت لا تهابه ، فقال فى حزم
_أنا هعرفك أزاى تضربينى بالقلم يا بنت ال(...)

كانت تبكِ راجيه من الله إن ينجدها منه وفجأة قاطع هجوم عاصى العنيف صوت حازم وقوى :

_سيبها يا عاصى إلا دى

رد عاصى بحزم وغضب جعل من وجهه لون يشبه النيران :

_أيه اللى طلعك يا عاصم ... وبتدافع عنها ليه أنا هجتلها

جذبها عاصم خلفه لتجعل من ضهره حائط تتحامى به وهى ممسكة به برعب.

عاصم : لأنى .. لأنى بحبها يا عاصى وحتى الوحيدة اللى حبيتها مخلصتش من شرك ياخوى

فى الأسفل دخلت سيارات محمله بالأسلحة والقنابل وخلفهم سيارة بها العمدة الذى ضحك بسخرية وقال : 

_عاوز البيت كله يتفتك وتطلع من البيت صفية وبس 

رد الرجل بطاعة : 

_أوامرك يا عبد الجوى بيه... يلا يا رجالة شوفوا شغلكوا
عاوز البيت يكون رماد 

ياترى أيه اللى هيحصل ومين هيحصل على صفية وهل صفية هتتأذى
يتبع....


جاري كتابه الفصل الجديد للروايه حصريه لعالم سكيرهوم اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله

Doha
Doha
تعليقات



×