رواية الخادم (كاملة جميع الفصول) بقلم مي علي
الخادم
الجزء الأول
بقلمي مي علي
زعلت جدا اني خسرت ناس كتير لما بعدت فتره بس أن شاء الله التفاعل يرجع احسن من الأول
وتعجبكم القصص بأذن الله
يلا نبدأ
سنه ١٩٨٢
في قرية صغيره ف ضواحي الريف اسمها بني عليش ودي احد قري محافظه الدقهليه
قريه محدش يعرف عنها حاجه
لانها بعيده جدا
محرومه من الخدمات الطبيه و التعليميه واي خدمات بيحتاجها اي مكان
بس الناس هناك كانو عايشين وراضين
وكعادات الأرياف ف الوقت ده
كانت كل الناس تعرف بعض
وكل واحد عارف تقريبا اسرار كل البيوت حواليه
الستات بتصحي من الفجر تروح تعبي الميه من الانايه
وتروح بعدها تتسوق وترجع تطبخ
لجوزها وعيالها
اللي بيبقو طول النهار ف الغيط
سواء بيشتغلو ف أرضهم
أو بيشتغلو عند حد
ولكن كان العمده اللي وارث تلت اراضي القريه أبا عن جد
ووارث العموديه كمان مشغل كل الناس دي عنده عبيد
بس هيعملو اي لقمه العيش صعبه
وعلي الرغم من ده كله
كانو مرتاحين ومش شايلين هم بكره
وكالعادة الناس بتبقي عيونهم علي بعض
كان في راجل البلد كلها كانو عارفين أنه راجل صالح وتقي
وراجل بركه زي ما بيقولو
بيعمل معجزات ويحل مشاكل
ووجوده خير علي البلد كلها
وكانو بيستشروه ف كل الامور الصغيره والكبيرة
والكل بيخدمه وبيبعتله من كل شيء
عسل وزبده وجبنه وبيض وكل ما تشتهيه الأنفس
وكان الراجل ده وحيد لا له زوجه ولا عيال
عايش ف حاله
يخرج اول النهار يقعد وسط الخلق يسمع حكاويهم ويضحك ويهزر معاهم
واللي عنده مشكله يحلهاله وياخدو منه البركه
واول ما الشمس تغيب يجري يرجع بيته
وع الحال ده القريه كانت هاديه والحال تمام
وظهر فاجأه للراجل ده زوجه وابن
الناس استغربت جم منين
قالهم إنها كانت ف بلد تانيه وعايشه مع اهلها لانه مكنش قادر يعولهم
كانت جايه وعلي أيدها عيل حته لحمه حمرا
مغطياه ومش مخليه حد نهائي يشوفه
وعدا الموضوع ومحدش خد باله من حاجه
لان الراجل ده محدش كان بيفتش وراه وليه مكانه كبيره عند الناس
وعدت الايام والحال زي ما هو
والولد بيكبر
والشيخ مكانته بتزيد
والراجل ومراته وابنه عند مغيب الشمس محدش بيشوفهم
وف يوم والدنيا ليلت والبلد كلها اتمست
حصل مشكله عند غفير من الغفرا بتوع العمده وقال محدش هيحلها غير الشيخ المبروك ده
فخد بعضه وراح عند البيت
لقي القناديل مولعه
يعني لسه منموش
ف خبط ع الباب
محدش فتح
وشاف من الشبابيك حركه ف البيت
وضل حد بيجري فقال يمكن الست بتغطي رأسها ولا حاجه او دخلت تنادي الشيخ
خبط تاني والباب اتفتح ببطئ
فقال ...
ياهلله يلي هنا
ياعم الشيخ
مفيش حد بيرد
نده تاني
يهلله يلي هنا
دخل برجله ببطئ
وأول مدخل ريح قويه هبت قفلت الباب وراه
نده بعلو صوته ياعم الشيخ
انا اسف اني جيتلك ف وقت زي ده
وقال لنفسه ... طب اخرج انا دلوقتي وبع
سمع صوت خبط ف الأرض كأنه كعب بيدب علي الارض وحد جاي
بس جاي من بعيد والصوت بيعلي ويقرب بالتدريج
فنده بخوف ...
يا يا ع عم الشيخ
الهوا ذاد
والعمه بتعته وقعدت ع الأرض
والعبايه بتاعته اترفعت وغطت وشه
ف اتخض وبسرعه نزلها
لقي القناديل اتطفت
والدنيا ضلمت
خاف واترعب مكنش سامع غير صوت قلبه اللي بيدق بصعوبه من الخوف
وسكت صوت قلبه لما سمع الصوت قرب جدا
وحد بيشهق بصعوبه
شهقات بطيئه
عينه زغللت
والقناديل رجعت تنور تاني
نور خافت
شاف فيها ضل اسود جاي ناحيته بحاجه غريبه
بس مكنش شايف كويس
وقال بخوف ..
م م مين
وظهر قدامه حاجه اول مشفها برق من الرعب
وحاول يفتح الباب ويشد فيه
الكائن ده كان بيبصله بشكل بشع وبيقرب منه خطوه بخطوه
الراجل مبقاش عارف يفتح الباب وكان هيموت من الرعب
صرخ بعلو صوته ..
يا خلق ياهووووو
ياعم الشييييخ
إلحقوووووني
ي ي يااااارب
انجدنييييييي
فضل يزوق ف الباب لحد ما انكسر وخد ديله ف سنانه وطلع يجري
خد البلد من اولها لأخرها جري
ودخل علي أهل بيته وهو بيشر عرق
مراته حاولت تفهم منه معرفتش
والراجل طول الليل عمال يهلوس ويصرخ كأن حد بيكويه
وقعد يومين ع الحال ده
ف زوملاته الغفر استأذنو العمده وراحو يطمنو عليه
وصاحبه اللي قالو روح الشيخ هيحلهالك سأله اي اللي حصل
لما سمع من مراته حالته عامله ازاي
بلع ريقه بالعافيه وقدر يتكلم وحكي اللي حصل
قالولو شاف اي
شكل اللي شافو قال ..
جدي
جدي بقرون طوال اوي
لونه اسود فحمه
وعيونه عيونه حمرا دم
ونن عينه اسود سواد يخوف وعنيه واسعه ورجليه حوافرها ح ح حوافرها
مش جدي زي اللي بنشوفه
وكان بيحشرج
وبيبصلي وكان بيقرب ناحيتي كنت هموت من الرعب
استغرب الغفير وسأله
ومحدش سمع صوت صريخك ده
قال لا
طب والشيخ قال لا شوفت شيخ ولا يحزنون
ف اللحظه دي دق الباب وفتحت مراته
لقت الشيخ علي باب البيت
دخل كالعاده بوشه البشوش
وسلم عليهم
وقال بشكل متقطع وبصوت رزين ...
انا جيت ازورك سمعت انك تعبان أهل البلد كلها
بتتكلم عنك
مالك فيك اي
الراجل سكت ومبيتكلمش
بس الغفير قال ...
الصراحه يا شيخنا عاوز أسألك سؤال
هو انت عندك جدي مربيه ف البيت
الراجل بأستغراب ...
جدي !!
وهربي عندي جدي ف البيت ليه
الراجل صرخ ف وشه وقال ...
لا انا جيتلك من يومين وكان في جدي
لا شيطان اسود عندك ف البيت
سكت الشيخ
: وبان علي وشه التوتر وقال ...
شيطان اي يابني اللي عندي ف البيت ثم كل البلد عارفه أن من يومين انا كنت مسافر وديت مراتي تزور أهلها ولسه راجعين امبارح
- مسافر كيف يعني
- زي ما بقولك يابني حتي اسال
- ومحدش شافك وانت خارج
انت مخبي اي يا جدع انت
الغفير التاني قال ..
استهدي بالله بس ده شيخنا وتاج راسنا
الشيخ وشه قلب وقال ...
انا مخبي حاجه !
هههه
وهخبي اي وليه يابني
يعني انت جيت بيتي ف نص الليل ودخلت من غير ما حد يأذنلك ودلوقتي بتقول مخبي
الغفير ..
انا مقولتلكش اني دخلت ولا خرجت ولا جبت سيره نص الليل دي اصلا
تنح الشيخ شويه وبعدين قال ..
مش بتقول جوه بيتي يبقي دخلت
ومش بتقول جتلي بالليل بليل اللي هو أمتي بقي انا معرفش
انا بليل ده بالنسبالي قرب المغرب
هه ع العموم انا قولت اجي اطمن عليك ولو في حاجه ف بيتي ف هشوف اي اللي ف بيتي شندل حالك كده
اتمسي بالخير
وقام الشيخ ومشي
وكله عاب عليه ازاي يكلم الشيخ بالطريقه دي
فضل راقد ف السرير مش قادر يقوم من الصدمه
واللي زارو يوم مزاروش التاني
مراته تعبت من رقدته
كل الناس قالو ده عشان الشيخ غضبان
ف نفس اليوم راحت للشيخ تستسمحه
وتطلب منه يجي يشوف جوزها لجل يتعافي
وفعلا رجعت واخدت الشيخ معاها
ودخلو عليه ورقاه بكلام ف سره
وقاله بكره الفجر تشيل الورقه دي اللي تحت المخده
وتحرقها لحد ما تبقي رماد وتطيرها قدام دارك متخليش منها فتفوته ف البيت
وفعلا الراجل سمع الكلام
هو ومراته
وخرج الشيخ رجع البيت
وفعلا عملو زي ما قال
وتاني يوم الضهر اتعافي وبقي زي الفل
ورجع شغله وصحته بقت احسن
مراته دبحت دكر بط ونضفته وحشيته وحمرته
وطلعت من خزينها وخبزت عيش وفطير مشلتت
وبيض وزبده
وبعتت لجوزها ياخدهم للشيخ ويروح يستسمحه ويشكره
راح الراجل فعلا للشيخ
واخد معاه الحاجات دي
وقرب من البيت والدنيا غيمت مع انها كانت لسه عصريه
الراجل خاف لأن الذكري اللي ف خياله مش حلوه
وقف قدام البيت من بعيد ونده ..
ياعم الشيخ
سمع حركه وراه وبص
كان في بير جمب بيت الشيخ
لقي عيل صغير اسود سواد الليل قاعد بيسقي معزه صغيره
ضعيفه اوي
الراجل شافه قاله ...
بقولك اي يا عسل
عم الشيخ هنا
الواد حتي مبصلوش
كان مديله ضهره
قال ...
يا ولدي انت سامعني
عم الشيخ هنا
هو انت ابنه ؟!
الواد مردش وكمل اللي بيعمله
اتقدم الراجل ناحيته وهو بيقول ...
اما انت عيل قليل الربايه صحيح
مبتردش ليه يا رفدي
بصله الواد بعين حاده وقعت الصنيه من ايد الغفير
وخلته اترعب مره تانيه
ورجع لورا
ولقي حد مسك كتفه ف اتخض
والواد ساب المعزه وجري بعيد
الشيخ بضحكه هاديه ...
شايفك اتعافيت
حمد الله علي سلامتك
تعالي تعالي اتفضل
بلع الراجل ريقه ومن لخفته نسي الصنيه ع الأرض
الشيخ ...
الصينيه دي تبعك
- ا ا ايوه ايوه صوح
دي حاجه بسيطه انا جيبهالك
يا حضره الشيخ
حلاوه ما خفيت
- هه هه هه انا معملتش حاجه ده واجبي علي اهل بلدي
ومع ذلك هديه مقبوله
تعالي اتفضل مش هنتحدث ع الباب
- ل لا انا عندي شغل انت عارف جيت اوصل الامانه وماشي طوالي
- طيب الله يرزقك ويجعلك ف كل خطوه سلامه
مشي الغفير خطوتين ولف وبتردد كان هيسأل قاطعه الشيخ وقال ..
عيبك انك فضولي تحب تعرف كل حاجه
والفضول ده ياما أذي ناس وودا ناس ورا الشمس
فاهمني يا جابر
ومش من الأصول اللي يتشاف ف بيوت الناس يتقال كده علي الملئ
فاهمني يا جابر
هز راسه وسكت
وخد ديله ف سنانه وطلع
فضل يفكر كتير ف اللي شافه
وصارح زميله أن الشيخ ده فيه حاجه غريبه ولابد يعرفها
صحبه نصحه بلاش يحط الراجل ف دماغه لانه راجل بركه وممكن يصيبه بأذي
لكنه مسمعش
وفضل يترصد لبيت الشيخ ويراقب
وعاوز يعرف مين الطفل اللي كان جوه
وبقي يروح صبح وليل ومبينمش من الكوابيس اللي بتجيله وكلام الشيخ اللي ف ودانه
وف ليله راح بليل
جنب البيت وقرب
وسمع طبول ودقة زار
واصوات غريبه ونور يعلي ويهدا
قرب من الباب وحب يسمع لكنه مفهمش
سمع صوت عند البير
شده الصوت وراح يشوف اي الصوت اللي ناحيه البير
الصوت جاي من جوه البير
بص تحت والدنيا ضلمت
تاني يوم مرات الراجل خرجت تدور عليه
لانه مرجعش من البيت
سالت عليه الغفر قالو مشفهوش
سالت عليه كل الخلق
مفيش راحت بلغت الحكمدار ف دار العمده
وعملت مناحه
ف خرج رجاله تدور عليه
وبعد ساعه سمعو صراخ واحده خارجه بتولول
ومن رعبها خرجت بلبس البيت
ف الغفر جريو ناحيتها
عشان يعرفوا في اي
شاورت بعيد ف مكان ورا البيت
ف الناس ستروها
والغفر راحو يشوفو في اي
لقم الغفير صاحبهم وكان ....
يتبع ..
الكاتبه مي علي