رواية الخادم الفصل الثاني 2 بقلم مي علي

الجزء الثاني

الكاتبه مي علي 

نبدأ بسم الله 

خرجو يدورو علي صاحبهم الغفير 

وبعد ساعات 

صوت صريخ عالي من واحده ست خرجت من بيتها مخضوضه بلبس البيت 

الناس ستروها وراحو مطرح مشاورت ورا البيت 

لقم زميلهم الغفير مرمي ع الأرض عريان 

وملامح وشه متشوهه 

ومطرح قلبه متأور كأنه كوسايه 

ومتاخد 

ولون الراجل أزرق وعلي زرقانه ده في بقع داكنة 

وريحه بشعه محدش يطيقها مع أنه اختفي امبارح بس 

معرفوش يعملو اي والحكمدار بتاعهم ما بيده حيله وطبعا الست اللي مرمي ورا بيتها متعرفش حاجه واتخضت زيهم بس كان لازم يحققو معاها 

ومراته انهارت وأهل البلد من الحريم كلهم كانو معاها يواسوها لحد ما الرجاله يعرفو مين عمل فيه كده 

صاحبه الغفير كان عارف أنه كان بيترصد للشيخ وان اللي حصل ده بسبب أن الشيخ غضبان عليه وعارف أنه بيعمل اي بس الغفير رفض يتكلم أو يقول اي حاجه 

طب هيعملو اي ف الجته اللي قلبت ريحت البلد كلها ومحدش عارف يشيلها من مطرحها ولا يقرب منها 

راح الشيخ  وكان متأثر قدام الناس

ف استنجدو بيه نعمل اي يا شيخنا ف الوضع 

سأل عن إذا عرفوا اي اللي حصل 

قالوله لا 

باين تجاره أعضاء اصلهم اخدو قلبه 

وميعرفوش حاجه تاني محدش قادر يقرب من الجته دي 

وريحتها عفنت زي ما هو شايف 

فقال .. نحرقها 

الكل استغرب ومحدش حب الفكره بس 

ده كان الحل الوحيد 

وبكده محدش هيقدر يوصل لحاجه 

مكنش قدام الحكمدار حاجه يعملها اكتر من انه يسمع كلام الشيخ 

يحاولو بس يبعدوه عن البيت شويه ف حته فسحه 

وفعلا عملو زي ما قال 

وعشان ينقلوه ربطو رجلو بحبال وجروه 

وبكده مفيش احترام للميت ولا للجثه 

مراته حاولت تمنعهم وفضلت تنوح لكن ده كان الحل الوحيد 

وفعلا الشيخ كب الجاز وهو بيكبه كان بيقول حاجات مش مفهومه ولا حد سمع هو بيقول اي 

وولع فيه لحد ما اتفحم تماما غطوه بشوله وجروه كومه كده 

الشيخ قالهم ميدفنهوش ف المقابر العاديه بعد اللي حصل ده 

مش هيجروه اكتر من كده يدفنوه ف حته بعيد 

ف الحكمدار حل المشكله دي وكان جمب الانايه فدانين عليهم مشاكل 

قال ندفن الراجل فيهم 

وفعلا ده اللي حصل عملوله كومه ودفنوه فيها ومشيو عشان يكملو الإجراءات والكل بقي قاعد ف بيته خايف ومش فاهم حصل اي

خلصو العزا 

والإجراءات ومحدش طبعا وصل لحاجه 

وبعد العزا 

الغفير راح ورا الشيخ عشان يسأله بينه وبينه كده اي اللي حصل ده 

وقبل ميقول حاجه لف الشيخ وقال ...

فضوله اللي موته 

قولتله بدل المره الف مسمعشي 

هه الله يرحمه بقي 

و ي هه يحسن مثواه 

وابتسم ابتسامه خفيفه بنظره غريبه ومشي

والغفير أتأكد أن الشيخ هو اللي ورا اللي حصل لزميله 

وان الشيخ ده 

مأني جن عنده أو شيطان 

بس قرر يتعلم من غلطه صحبه ويمشي جمب الحيط 

ومرت الايام والشيخ مكانته بتزيد والناس كأنها مسحوره بيه بتطيعه ف كل ما يقول 

عشان تنحل مشاكلهم 

وبعض الأمور كان في شرك وكفر بالله بس هو مش بيبنلهم ده 

وعشان كان في جهل ف كانو بيصدقو اي حاجه

لكن الغفير كان ملاحظ ده وبيحاول ينصح الناس ويوعيهم لكن مفيش فايده 

فقرر أنه يلاقي حل ويكشف الشيخ ده 

ف خد بعضه وقال يسافر لحد من اهل الدين ف بلد ما بعيده عنهم بس معروف أنهم أهل تقوي 

راح البلد دي ونزل ضيف عندهم وحكي لشيوخ البلد اللي حصل كله

ف قالولو سبنا نستشير كبير شيوخهم وكان اسمه الشيخ رضوان 

الشيخ اول ما سمع كده راح وقابل الغفير وخلاه يعيد تاني الاب حكاه 

وقالو ...

بات هنا لحد الصبح وبكره هيوصلك مني خبر 

وفعلا ده اللي حصل 

وتاني يوم مع شروق الشمس 

راحله الشيخ رضوان  وقاله جهز حالك عشان هنرجع بلدك 

انا وانت دلوقتي 

شد الرحال يا ولدي 

وفعلا الغفير لم حاجته وخرج لقي الشيخ مستنيه 

وهما خارجين من البلد 

قالو ...

استني هعدي ع الكتاب في حاجه مهمه لازم اخدها معايا احتياطي 

وفعلا دخل الكتاب وكان مكان مليان كتب مش كتاب للتعليم 

دخل ف مخبأ جوه اخد كتاب ملفوف ف لفه من الجلد ومنقوش عليها بالخط الاسلامي 

الشيخ حطها جمب صدور جوه العبايه 

وفضل ماشي ماسكه بأيده ومتبت 

ركبم وطول السكه الشيخ كان ساكت والغفير باصلله ومش عارف ولا فاهم حاجه 

وصلو البلد بدري لكنه قاله احنا هندخل بعد غروب الشمس 

وفعلا مع غروب الشمس طلع الشيخ الكتاب واداه للغفير وقال بكل جديه ...

تحافظ عليه زي عينك تمام 

حسك حد يشوفه ولا حد يهوب ناحيته خبيه لحد ما اقولك هاته

الغفير فعلا خده وخباه ف مطرح محدش يعرفه ولا يقدر يوصله 

ورجع للشيخ  قاله كله تمام 

الشيخ قاله روح هات حاجه فيها ميه 

وتعالي 

ميه تكفي كل البيوت دي 

ف الغفير مفهمش بس راح جاب اللي الشيخ طلبه 

ف الشيخ قعد يقرا قرءان بصوت في حلاوه 

ويقول حاجات الغفير مسمعهاش 

الغفير كل ما الشيخ يقرأ اكتر وصوته يزيد حلاوه يحس أن في حاجه غريبه صوت طبول عاليه وحد بيصرخ 

فيسأله سامع يا شيخ اللي انا سامعه 

الشيخ ميردش ويكمل قرايه فضلو كده لنص الليل 

والشيخ يسكت شويه ويكمل 

كانو قاعدين ف مكان بعيد عن الخلق 

ولما البلد خفت الحركه فيها 

ودقت الساعه اتناشر 

الشيخ قام مفزوع وقال ...

هم يا ولدي خلينا نخرجه من بيوتكم 

هم يا ولدي 

وقاله شيل الطبق ده بسرعه وامشي ورايا 

وفعلا الغفير عمل كده 

والشيخ بقي ياخد بأيده الميه ويرمي علي عتبة باب كل بيت 

واللي بعده واللي بعده 

لحد ما خلص كل بيوت البلد 

وبص للغفير وقال ...

الصبح كل شئ هيبان 

- طب مش هنروح بيت الدجال ديه 

- الصبح 

الصبح هو اللي هيجيلنا 

وفعلا فضلو قاعدين يترقبو لحد ما الصبح طلع 

ومع اول خروج لواحد من أهل البيوت 

الشيخ قالو زعق بعلو صوتك وقول اللي هقولهولك ده 

وفعلا الغفير سمع وبدأ يردد ..

يا اهل البلد كل واحد يلزم داره محدش يطلع من دراه لحد المغربيه 

وفضل يعيد ويزيد 

وكله باصص بيقول ده مجنون ولا اي 

فضل يترجاهم ويطلب منهم محدش يخرج من داره عشان ميتأذيش 

بقي يلف زي المجنون ويحاول يفهم الناس 

وف لحظه لقي الشيخ الدجال جاي من بعيد لكن وشه البشوش 

مبقاش في تقوي بقي عليه غضب 

الشيخ رضوان مسك الغفير وقاله ارجع 

الدجال سأل بعلو صوته ...

في اي يا اهل البلد مين الغريب ده 

رضوان ..

ما غريب الا الشيطان 

الدجال بنظره حاده 

رضوان علي الملأ ...

اطلع انت واللي أنيه من البلد دي 

صوته اتغير ... 

وانت بقي اللي هتطلعني انت 

وبص للغفير وقال ..

حذرتك انا صوح 

مش حذرتك 

هتشوف شوفته 

ساعتها ابقي قول اني 

جولتلك 

رضوان ...

خلي حديثك معاي 

- البلد دي بلدي وارضي وان كان في حد هيطلع هيبقي انت 

- البلد دي لا بلدك ولا الأرض ارضك 

دي ارض الله 

ملكش انت سلطه عليها 

ولا عليهم 

ضحك بسخريه وقال ..

أكده .... طيب 

وساب الشيخ ورجع علي بيته بمنتهي الهدوء 

رضوان ..

ياتري مين اللي انت أنيه 

يارب استر 

صرخ الشيخ فيهم وقال ...

كل واحد يدخل داره ميطلعش منه 

مهما شوفتم جوه بيوتكم متطلعوش منه مهما شوفتم قدام عنيكم 

احفظو الذكر وبيوتكم 

ألزموا بيوت

وفجأه حس برجفه عنيفه جوه قلبه 

وكأنه شايف حاجه من بعيد 

همس برعب للغفير اللي كان جنبه وقال ....

اهرب اهرب من هنا 

الكتاب .. الكتاب 

ولسانه وقف عند الكلمه دي 

ف افتكر ان الشيخ بيطلب منه يروح يجيب الكتاب وقبل ما يروح لقي 

الدجال راجع لكن بشكل مختلف وبيقول ....

انا حبيبكم 

طبيبكم اللي بيداوي ويحل 

ويفك ويربط 

خليكو ف حمايتي 

الراجل ده عاوز يخرجكم من أرضكم  

انا شيخكم وسيدكم 

واللي بيحبني يخرج من داره ويجي هنا جاري 

رضوان يصرخ ...

لا 

لاااااا محدش يطلع من داره إياك حد يطلع من داره 

لكن محاولاته كانت فاشله 

والناس خرجت من بيوتها طاعه لأمر الشيخ  الدجال 

رضوان قال ...

عليه العوض ومنه العوض 

وطلع خد ديله ف سنانه وطار والغفير رجع علي بيته صرخ ف اهله يطلعو ورا الشيخ رضوان 

ويسيبو كل حاجه 

وفعلا اهل بيته سمعو الكلام وخرجو ورا الشيخ رضوان جري محلتهمش حاجه 

اما الغفير ف راح يجري علي مكان الكتاب 

لكن قبل ما يوصل 

كان مات موته بشعه 

مات من صدمه اللي شافه 

والقريه دي كانت عباره عن صريخ بس 

وكل اللي خرجو من بيوتهم وانضموا للدجال كانت نهايتهم بشعه ومحدش فيهم قدر يهرب 

والشيخ رضوان نجا هو واهل الغفير التاني 

وكان عمال بقول ألطف يارب لانه كان شبه سامع الصرخات والأصوات دي 

وعرف أن القريه دي كان مسيطر عليها حاجه بقالها فتره طويله اخدت ف سكتها كل الناس دي 

وكان شغله هم الكتاب لو اتلقي أما يستخدموه ف الخير أو اشر الشر 

لكن الأكيد اللي اتأكد منه أن الحاجه اللي ف القريه دي 

لسه منتهتش 

لانه مقدرش عليه هو 

ولأن الناس كانت خلاص طاعت واتعمت عيونها 

وانتشرت بعدها اخبار عن حريق القريه دي 

والناس راحم لقم كل البيوت متفحمه والجثث ف كل حته ميتين كلهم علي وضع الخضه والصريخ 

كل البيوت ماعدا بيت واحد بس 

بيت الدجال  

لكنهم ملقيوش فيه اي حاجه 

ولا أثر 

ف هدمو كل ده وشالو الجثث 

وظل التحقيق شغال ولكن السبب مجهول 

والشيخ رضوان وعيله الغفير الخوف صابهم من انهم حتي يتكلمو عن الموضوع 

وأصبحت بمرور الوقت ذكري 

أو خرافه 

لشيئ مجهول السبب 

لحين إشعار آخر 

بعد مرور ٢٥ 

البلد دي طبعا رجعت تاني تتعمر وناس تسكن فيها 

وبيوت ومدارس والدنيا اتطورت فيها ولكن لسه من ضمن قري الأرياف 

بيت وحيد ف البلد اللي محدش سكنه وكل اللي بيسكنه بيمشي من غير معرفة السبب 

لحد ما فيوم 

نزل علي البلد أسره صغيره 

اسره رشدي أمين راجل غلبان هو ومراته وولاده الاتنين الصبيان وبنته الوحيده 

الحال ضاق بيهم ف بلدهم 

وبيتهم اتطردو منهم 

فقالو ينزلو ف اقرب مكان ليهم 

واباظهلح هما اللي اول قريه قابلتهم هي قرية بني عليش 

نزل الحاج رشدي 

يسأل علي بيت يسكن فيه بسعر قليل هو وأهله 

فقابل راجل من أهل البلد دله علي حد وحكاله ظروفه لكن كل البيوت كانت مشغوله 

ف رشدي داق بيه الحال وقال يشوف بلد تانيه هو واهلو 

وشكرهم وهو جاي يقوم 

الراجل الي ضيفه قال ...

استني 

انت باين عليك راجل غلبان وعيالك غلابه 

انا عندي ليك بيت وشغلانه 

والبيت من غير ايجار خالص 

والشغل قوم معايا نروح لصاحب الأرض اللي هيشغلك 

رشدي ابتسم اوي وقال ...

انت متأكد انت قولت بيت من غير فلوس خالص 

- ايوه إذا ارتحت كان بها مرتحتش يبقي ..

- هرتاح اوي اي حته تأوينا ربنا يعمر بيتك 

فين البيت ده 

- بص كده شايف البيت اللي ف اخر البلد 

اهو هو ده بقي 

هنروح بعيد ليه 

قوم قوم افرجك عليه 

رشدي ..

يلا يا عيال قومو 

يا فرج الله 

راحو لحد البيت وطول السكه رشدي بيشكر الراجل 

وصلو للبيت 

وقفو قدام البيت 

الراجل ...

اتفرج عليه انت الاول 

خلي العيال هنا 

لو عجبك مبروك عليك 

ف بص للعيال عشان يقفو مكانهم

ودخل الراجل 

الاول 

ووقف رشدي شويه قدام الباب 

وخد نفس وخطي برجله اليمين وهو بيقول ..

يارب يا سااااتر....

تفتكرو اي اللي هيحصل 

الكاتبة مي علي