رواية الفتاه العمياء (كامله جميع الفصول) بقلم كاتب من رماد

رواية الفتاه العمياء (كامله جميع الفصول) بقلم كاتب من رماد  


 واخيرا قد تزوجت تلك الفتاة العمياء ... 


يدخل الشاب قاعة عرسه متٲخرا ... يقف على الباب ... ينظر من حوله ... الجميع يحدق فيه بذهول ... العرس سينتهي وهو للتو دخل ... يعدل ربطة عنقه ويتقدم نحو زوجته ... التي لا ترى شيئا ... يجلس بجانبها ... تعلو همهمات الحضور ، كيف ان وجهه يندب حظه على ذلك النصيب الاعمى ... يستقبل الناس بوجه فاتر خالي من الفرح او المجاملة حتى ... يمسك يد زوجته ... تلتفت اليه بفزع ... يقودها للخارج والناس تتبعهم بنظرات ثابتة ... يذهب خارج القاعة .. يسرع اكثر ... تتعثر الزوجة ... يكمل هو ... لتنهظ هي وحيدة ... مادة ساعديها للامام بنظرات عشوائية ... يتقدم الشاب اخيرا بعد ان كان البحر قد سكن عيناها واغرقهما بماء سخينة ... يمسك يدها مرة اخرة ... الحظور يشاهدون كل ما حصل ... والدتها تبكي .. اخواتها ينوحون بٲقسى احزان الوداع ...











لقد كانت عمياء يتيمة .. بلا أب .. مع زوج ثري هربت الرأفة من فؤاده ...

يدخلها السيارة .. يغلق الباب ... يقف قليلا يفك ربطة عنقه ... ينحني واضعا يديه على غطاء المحرك ... مالذي فعلته .. تزوجتُ عمياء ... يجب ان اهتم بها بدلا من ان تهتم بي ... ماذا جرﻯ لي ... انا الاعمى وليست هي .

يركب سيارته ... يغلق الباب وينظر للجميع وهو يغلق زجاج النافذة ... ويرحل... 

يصل للبيت ... يقول لزوجته «اخرجي» ويكمل طريقه، يلتفت ليراها كيف توزع يديها في كل مكان خوفا من السقوط ... رأسها يلتفت في كل جانب ... تمشي على غير هدى ... وهو يشاهدها كيف هي الان وكأنها غيمة تذمرت منها السماء ... او كٲنها سماء نبذتها الغيوم ... يقترب منها ... تسمع وقع خطواته ... تبتسم ... يمسك يدها ويساعدها في صعود الدرج ...

يدخل الزوجان البيت ... للان لم ينطقان الا بكلمة واحدة ...

تقول الزوجة بصوت راجف

« هل انزع ملابسي » 

ينظر اليها بتمعن ... يالجمالها ... عيناها الكفيفة ... لها سحر خاص ... وكأنهما ياقوتتان من احدى حُلي ملوك الروم .. يقترب منها يرفع رٲسها ... ينفخ على عينيها ... تتبعها برمشات سريعة ... وتبتسم. 








« لا تنزعي شيئ » 

يطفئ الضوء وينام على الارض ... تاركا تلك اليمامة وحيدة على السرير ... ليلة عرسها ... اي بؤس واي خيبة؟ اي خذلان واي عذاب وقع في قلب تلك العمياء .. انه جَلدُ الروح و انسلاخ المشاعر ... انه انطفاء الامل وهرب الحياة ...


يتبع ..

الفصل الثاني من هنا 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-