Ads by Google X

رواية حياة التوليب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ندي

 

رواية حياة التوليب الفصل الخامس عشر  

الالبارت الخامس عشر..

#حياة_التوليب🪩💙!

يأتي الصباح كل يوم بنفس هيئته المعتادة، نور مضيئ
و قوي، إشراقة للسماء و وضوح، مع شروق الشمس، 
و شعاع دافئ و لطيف .. مع فرص و حياة جديدة، لكل كائن على وجه الأرض... بإختلافنا نحن فمنا من يستيقظ في نشاط و حماس، منا من يبدأ يومه بإبتسامة راضية رغم صعوبة الحياة، منا من يستيقظ على فرحة تُعيد له روحه من جديد، و منا من يفق على كسرة و خداع، و منا من يستيقظ على خذلان و عدم رغبة في إكمال ما تبقى من حياته... و لكن على الأكيد أغلبنا يستيقظ على ما نام عليه!








.....

في فيلا علي الغريب، خاصةً في غرفة مراد الغريب...
رقية بدأت تفتح عينها بصعوبة شديدة، و تشعر بصداع قوي يضرب راسها، و ألم شديد في كل أنحاء جسدها..
بتفتح عينها بصعوبة، و بتحاول تحرك جسمها لكن بتفشل من الالم ال بتحس به،...
رقية بتعب و ألم: اااه، أنا فين؟! ايه ده!! ااااه..
و بتلتفت جانبها، و بتصرخ بخضة و خوف لما بتشوف مراد نايم جنبها، و بتصرخ أكتر لما بتشوف نفسها و هدومها المق*طعة، و ممزقة بعنف و شدة و كأنها كانت في حرب...
مراد فتح عينه بإنزعاج من صوت صرخة رقية الفزعة،
و قام و هو بيبصلها و بيبص حواليه، و فجأة أبتسم إبتسامة عريضة، لما لقاها بعدت عنه على آخر السرير و مغطية نفسها باللحاف و ماسكة فيه بقوة و بتبكي بشدة،
و دموعها غرقت وشها...
مراد و هو بيبتسم لها ببرود: صباحية مباركة ي عروسة!
رقية بدموع و فزع شديد في عيونها: أ أنت عملت ايه؟! إيه ال حصلي؟! 
مراد بضحك: ههههههه، ايه! أنتي لسه مش فاهمة ال حصل؟! و لا مش مستوعبة ي قطة؟!!
و بيقرب منها و لسه هيلمسها، رقية صرخت بخوف و هي بتبكي بهستيريا: لا لا لا أبعد عني، لا متلمسنيش.. حرام عليك ي مراد ليه تعمل فيا كده! أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده!! بلييز قولي أن ده كله كدب، بلييز قولي أن ده مش حقيقي، بلييز بلييز.
مراد و هو بيبصلها بملل و إنزعاج: أنتي مكبرة الموضوع كده ليه يعني! مش فاهم!! أوووف.. عادي ع فكرة ده بيحصل عادي بين كل أتنين بيحبوا بعض، و بعدين أحنا هنتجوز و هتبقي مراتي و هنعيش مع بعض و محدش هيعرف حاجة عن ال حصل ده.. بس أهدي أنتي كده، و كله هيبقى فل الفل.
رقية و هي بتحرك رأسها بهستيريا، و دموعها بتنزل كشلال على وجهها البرئ، و بتصرخ بألم: لا لا أنا مش مصدقة ال حصل! مش مصدقة.. ليه تعمل فيا كده، حرام عليك ده أنا حبيتك من كل قلبي، ده أنا محبتش حد في حياتي دي كلها قد ما حبيتك!! ليه ليه ي مراد ليه؟! ده أنا كنت جااية أطمن عليك امبارح، و كنت خايفة عليك!! يأخي ده أنا مش بطمن غير معاك.. اااااااه يا رب أنا مليش غيرك يا رب.
مراد و بدأ يحس بتأنيب الضمير ناحية تلك الطفلة البريئة،
و بسرعة نفض تلك الأفكار من راسه، و بهدوء: رقية حبيبتي، أهدي و اسمعيني، اهدي.. مش أنتي بتحبيني و أنا كمان بحبك أوي، و كده كده هنتجوز!! خلاص ال حصل حصل و أنتي دلوقتي بقيتي مراتي قدام ربنا، و أنا مش هسيبك ابدا و هتجوزك و محدش غيري أنا و أنتي هيعرف حاجة عن ال حصل هنا ابدا.. ماشي ي قلبي!
رقية و دموعها لسه بتنزل على وشها، و بصريخ و وجع: 
منك لله، ربنا ينتقم منك و يعذبك زي ما دبحتني، ربنا ياخدك أنا بكرهك بكررررهك.. أنت كسرتني و دمرت حياتي! أنا خلاص ضعت ضعت، اااااه، منك لله.
مراد بصوت عالي و تهديد: بقولك إيه، متكتريش في الكلام عشان مقلش معاكي! ال حصل حصل بقاا! و أنا بقولك هتجوزك.. و قسماً بالله لو سمعت منك كلمة تاني لكون راميكي لكلاب الشارع ينهشوا في جتتك، و لا هيبقى في جواز و لا نيلة! انتي فاهمة؟!
رقية بخوف و هي بتهز راسها بخضوع: حاضر حاضر، مش هتكلم خالص اهو.. بس بس هتتجوزني امتى؟!
مراد ببرود: مش دلوقتي، يومين و لا تلاتة كده و هاجي أتقدم ل أبوكي.. بس تقفلي بؤقك الحلو ده خالص، و تتصرفي عادي و على طبيعتك، كأن مفيش حاجة حصلت.. ماشي ي روقاا؟!
رقية و دموعها لسه بتنزل على وجهها بوجع، و إحساس بشع و قاتل بالغدر و الطعن في الظهر: حاضر.. بس أنا هعمل إيه طيب؟! أنت دمرت لي حياتي، أنا خايفة لحد يعرف حاجة! أو أو بابا! بابا لو عرف هيقتلني! هيقتلني ي مراد! ابوس ايدك أوعى تتخلى عني أو تسبني.. أنا مش هعرف أتصرف لوحدي! و مش عارفه أعمل إيه..
مراد بملل و بيبصلها بهدوء: اوكي يحببتي أنا مش هسيبك أبدا و لا هتخلى عنك! تمام كده.. بس أنتي تسمعي الكلام بس و كله هيبقى فل و عشرة.
مراد بيقرب منها و بيميل عليها، عشان يقومها: يلاا يحببتي قومي يلاا خدي شاور، و ظبطي نفسك عشان تروحي، و محدش يلاحظ حاجة، و لا بابا لياخد باله أنك مش في البيت من امبارح...
رقية بتبعد عنه بخوف و فزع: لا لا لا متقربش، و لا تلمسني! ارجوك.. ا أنا هقوم لوحدي.. هقوم اهو..
مراد بضيق: طيب يست الشريفة! اتنيلي قومي يلاا، خلصيني عندي شغل!
رقية بتقوم بصعوبة من على السرير، و جسمها كله بيرتعش، و ماسكة اللحاف على جسمها بقوة، و دموعها بتنزل و هي بتبص ل مراد بحسرة و ألم..
مراد و هو بيخرج من الاوضة: هسيبك في الاوضة تاخدي شاور و تجهزي، و أنا هروح أوضة تانية، انجزي!
رقية و هي بتبصله: طب.. طب هلبس إيه؟! هدومي مقطعة! ووو...
مراد و هو بيبصلها و بهدوء: ااه، طيب أنا هجبلك لبس.. ثواني.
و خرج من الاوضة،... رقية واقفة مكانها و بتبص ناحية السرير و بتبكي بألم و حسرة على شر*فها ال خسرته! و على ايد اكتر شخص حبته، و كانت مستعدة تكمل كل حياتها معاه، و مش بتقدر توقف، و بتنزل على الأرض على ركبتها راكعة في كسرة و ذل... و بتبكي بمرارة شديدة!
****
مراد بعد ما بيخرج من اوضته، بيروح على أوضة باباه و مامته المتوفية.. و بيروح على دولاب صغير جانبي في الغرفة، و بيفتحه بهدوء، و بيتلمس الهدوم ال جواه بحنين و إشتياق ل والدته الراحلة، و بيسحب قطعة من الملابس و بيستنشق ريحتها بقوة و حب، و عينه بتلمع بإشتياق... و بيتمالك نفسه، و بيسحب الملابس ال محتاجها ل رقية من ملابس والدته، و بيخرج تاني من الاوضة، و بيدخل عند رقية.... و بيحس بقبضة قوية تعتصر قلبه، لما بيشوفها قاعدة على ركبتها قدام السرير و دموعها بتنزل بحزن...
مراد و هو بيمد ايده بالهدوم، و بيقرب منها بهدوء: احممم،
أنا جبتلك هدوم تلبسيها بدل ال ... ال.. بس دي هتكون كبيرة عليكي شوية، اتفضلي!
رقية قامت من على الأرض بصعوبة، و من غير ما تبصله،
سحبت الهدوم من أيده، و دخلت على الحمام الموجود في الاوضة، و قفلت الباب وراها بالمفتاح من جواا...
مراد بص للسرير و الاوضة، و خرج علطول عشان يجهز نفسه للشغل، و لا كأن حاجة حصلت!
_______________&&&&_____________

عند توليب في أوضتها، قاعدة على السرير، و هي ضامة رجليها لصدرها.. قاعدتها المعتادة لما بتخسر حاجة مهمة بالنسبالها، أو تكون حاسة بالخوف و الوحدة..، و باصة قدامها بشرود و سرحان و كأنها في عالم آخر، و عينها حمراء بشدة.. فهي لم يغمض لها جفن من ليلة امبارح...
و بتفتكر الإهانة ال حصلتلها في الشركة امبارح على يد يوسف، و كبريائها و كرامتها المهدورة على يده...
و بيقاطع شرودها، صوت خبط على باب اوضتها، و بتتحرك بجمود شديد ناحية الباب و بتفتحه،..
.
والد توليب و هو بيدخل ل أوضتها: مالك يبنتي، يعني قافلة على نفسك بالمفتاح من جواا؟!
توليب بهدوء: و لا حاجة ي بابا، عادي!
محمد بيبتسم، و بيسحبها من ايدها و بيقعدها على السرير
و بيقعد قدامها: ماشي يستي.. قوليلي بقاا غيرتي رأيك امتى و إيه السبب؟! يعني مش معقول فجأة كده حبيتي الجواز، و عايزة تتجوزي؟!!!
توليب بهدوء: عادي ي بابا.. مفيش حاجة مهمة، ..و بترفع كتفها و بتنزله: مش يمكن فهمت أن أنتوا معاكم حق! و لازم أتجوز!! دكتور أكرم كويس جدا و شخص محترم، ملقتش سبب عشان اسيبه!
محمد بتركيز لكل كلامها، و هو بيبصلها بحنية: يعني ده قراراك أنتي ي توليب؟! اوعى يكون نهال و لا حد ضغط عليكي؟!.. الموضوع ده بالذات مش بالعافية يبنتي، ده جواز مش لعبة و لا تجربة!.. دي حياة كاملة و عهد بين أتنين قدام ربنا و العالم كله.. اوعى تستهوني به!
توليب بإبتسامة بسيطة: أنا فاهمة كل ده ي بابا، مفيش داعي للكلام.. أنا عارفة أنا بعمل إيه!.. و بعدين محدش هياخد أكتر من نصيبه.. و بتبص لقدامها بشرود: و الظاهر أن هو ده نصيبي!
محمد و هو بيربت على كتفها بحنان و بيبتسم بفخر: عين العقل يبنتي.. عين العقل، ربنا يتمها علينا بالستر، و خليكي فاكره دايما و متأكدة أن ال ربنا كاتبهولنا هو الخير كله، و إن نصيب كل واحد فينا بال يناسبه، و الأفضل ليه..
حتى لو ده مش جااي على هواناا.
توليب هزت راسها بهدوء:....
محمد بإبتسامة جميلة: أكرم كلمني امبارح.. و قالي أنك قولتيله، أن ال تتفق معاه مع بابا أنا موافقة عليه!.. 
و عرض عليا أمبارح أنه هييجي النهاردة، هو و مامته عشان تجيبوا الدهب ال أنتي تختاريه، إيه رأيك يناسبك النهاردة و لا إيه؟!
توليب بهدوء: أيوة ي بابا يناسبني، خلاص مش فارقة يعني.
محمد: خلاص على خيرة الله! هكلمه دلوقتي و اقوله أننا مستنينهم ع الساعة 7 كده.. تمام!
توليب بإبتسامة بسيطة: تمام، مفيش مشكلة!
محمد بمرح: جرا إيه يبت! ما تضحكي كده خلي وشك ينور و يحلوو كده.. مفيش حاجة تستاهل نزعل عشانها!
توليب و هي بتبتسم: فعلاً مفيش حاجه تستاهل أني أزعل عشانها، متقلقش علياا ي بابا أنا بخير.
محمد بحب أبوي: يا رب دايما ي حبيبة بابا أنتي!.. يلاا قومي بقاا جهزي نفسك كده و فرفشي، طلعي هدومك و شوفي هتلبسي ايه النهارده.. و اعملي ال البنات بتعمله في المناسبات دي!! ماسكات و الحاجات دي يعني..ههههه.
توليب بهدوء: حاضر ي بابا.. هقوم حاضر.
محمد و هو خارج من اوضتها: ربنا يحضرك الخير يبنتي،
و يبعد عنك السوء، و يوقفلك ولاد الحلال.
و خرج و قفل الباب وراه بهدوء.....
توليب بتآمين لدعاء والدها، و شرود: يا رب ي بابا، يا رب.
و قامت اخدت هدومها من دولابها، و دخلت الحمام...
_______________&&&&______________

(في شركة الهواري للالكترونيات..)**
يوسف قاعد على مكتبه، و في ايده فنجان القهوة الخامس.. و عينه على اللاب توب ال قدامه، و بيحاول يدفن نفسه في الشغل، عشان يشغل باله...
الباب بيخبط...
يوسف بجدية: أدخل!
حسن فتح الباب، و بيطل براسه بس من الباب و بهدوء: ينفع أدخل ي بشمهندس، و لا هعطلك؟!
يوسف بسرعة: أتفضل ي بابا براحتك، حضرتك هتستأذني في شركتك!!












حسن دخل و قفل الباب وراه، و قرب من مكتب يوسف،
و قعد قدامه...
حسن بهدوء: لا إزاي! دي بقت شركتك.. و أنت بقيت الناهي و الآمر فيها، يعني لازم استأذن منك في كل حاجة!
يوسف و هو بيبص ل باباه بإستغراب و تسأول: إيه ال بتقوله ده ي بابا؟! هو أنا أقدر أعمل كده! و بعدين إيه لازمته الكلام ده دلوقتي؟!
حسن و هو بيبص ل يوسف بجدية شديدة: إيه لازمته!! ااه، شكلك بقيت بتعمل العملة و تنسى ال أنت عملته! كأنه لم يكن.. 
يوسف و قد فهم مقصد والده و بهدوء: أنا معملتش حاجة غلط ي بابا.. و لو غلط يبقي هي السبب! و بعدين حضرتك متعرفهاش كويس دي بنت مش بتاعة شغل، و مهملة..
وو و كمان بنت مش محترمة!
حسن بعصبية: يوسف! ألزم حدودك و إياك تتعداها، و بعدين أنت إزاي تسمح لنفسك أنك تتكلم عن بنت بريئة مشوفتش منها حاجة وحشة بالطريقة دي؟! و تطعن في دينها و شرفها بالبرود ده؟! ده أسمه قصف محصنات يبني..!
يوسف بجدية: بابا الموضوع ده انتهى، و أنا مش عايز أتكلم في الموضوع ده تاني لو سمحت!
حسن خبط على المكتب بعصبية: عارف مش عايز تتكلم ليه؟!.. عشان أنت عارف من جواك أنها مظلومة! عشان عارف أنها مش كده.. أنت حبيت تنتقم ل غرورك و ترضي رجولتك، من ساعة ما ضربتك بالقلم قدام الناس! مش كده!
يوسف غضب بشدة من تلك السيرة: لا مش كده.. ووو....
حسن بعصبية أكبر: أنا لسه مخلصتش كلامي عشان تقاطعني ي يوسف!... و لا خلاص مبقاش في إحترام لأي حد، و لا حتى أبوك؟!
يوسف بيبص قدامه بعصبية و صمت:.....
حسن و هو بيبصله بجدية: فاكر ي يوسف لما كتبتلك الشركة دي كلها بإسمك من خمس سنين!! ساعتها حسيت أن أبني الوحيد كبر و بقى راجل يُعتمد عليه، وقتها قررت إني اسلملك كل حاجة.. و أنا مطمن على تعبي و شقى 30
سنة، بس امبارح خوفت منك يبني! خوفت من كل حاجة،
خوفت لما شوفتك و أنت بتظلم و تتجبر على بنت طيبة،
و محترمة.. عشان أنت المالك و هي يدوبك موظفة عندك!
خوفت من الكره و الحقد ال كان مالي عنيك، و انت بتزعقلها و بتهينها.. خوفت لأني معرفتش اربي راجل سوي يعرف يتصرف بحكمة و هدوء، و أني طلعت وحش بيظلم و يتجبر على الناس.
يوسف بتبرير: ي بابا أنا آسف جدااا على كل ال حصل، أنا مكنش قصدي أن كل ده يحصل و الله.. بس هي نرفزتي، بتوقف قدامي و تتحداني.. و أنا مش متعود على كده،
و أنا بجد متضايق أن الموضوع وصل للدرجادي..
حسن قام وقف و بحزن: متضايق! و يفيد بإيه ي ندم!!
ما خلاص ادي البنت مشيت و سابتلك الشركة كلها بال فيها.. أرتاح بقاا.
حسن مشي بإتجاه الباب، و قبل ما يخرج ألتفت على يوسف و بنظرة خارقة: يوسف! أنت نجحت أنك تهينها، و عرفت ترضي غرورك، بس أنت موجعتهاش هي لوحدها،
انت وجعت نفسك معاها يبني! انت موت حاجة كانت ابتدت تظهر جواك.. أنت الخسران مش هي ع فاكره.. 
البنت دي قوية جداً مكسب لأي حد، إلا أنت خسرتها بتهورك و غباءك.
خرج حسن من مكتب يوسف بسرعة، و قفل الباب وراه بهدوء....

يوسف حس أن كلام باباه كشف حاجات كتير قدام عينه..
مكنش عايز يعترف بيها، و بشرود و تفكير في كل ال عمله، و تأنيب ضمير: هو أنا كل ما حاول انسى! حد يفكرني!! لا لا أنا مش غلطان، هي غلطت من الاول و ده كان رد فعلي مش أكتر.. 
يوسف بيهز راسه بقوة: يوووه اطلعي من دماغي بقاا! انتي عايزة مني إيه؟!!!
يوسف ضغط على الزرار ال في مكتبه، و بيفك الكرفته بتاع بدلته بخنقة و ضيق، و بيفك أول أزرار قميصه...
و بتخبط هناء و بتدخل و بتقف قدام مكتبه، و عينها في الأرض: نعم ي فندم! تحت أمر حضرتك!
يوسف بعصبية و بدون ما يبصلها: هاتيلي فنجان قهوة بسرعة.
هناء و هي بترفع عينها من الأرض و بإرتباك: بس.. بس ي فندم حضرتك شارب لحد دلوقتي خمس فنجاين قهوة!
يوسف بغضب و زعيق: و أنتي مالك أنتي؟! أشرب خمسة و لا خمسين حتى!!.. هو إنتي بتجيبي حاجة من بيتك؟!..
اتحركي يلاا هاتي القهوة...











هناء جريت بسرعة على بره: حاضر ي فندم، حاضر.
يوسف بيرجع ضهره لورا بخنقة و عصبية...
__________________&&&&___________

مراد سايق عربيته، و ماشي بيها في إتجاه بيت رقية عشان يوصلها قبل ما يروح الشركة، و بيبص بجانب عينه من أسفل نظارته الشمسية على رقية ال قاعدة جنبه، و دموعها نازلة بصمت و وجهها شاحب بشدة، و شفايف بيضاء مرتعشة.. و بينزل بنظراته على ملابسها الواسعة و الطويلة نسبياً عليها، و صغر حجمها في تلك الملابس الفضفاضة.. و كأنها طفلة صغيرة تعبث بملابس والدتها...

رقية و هي بتحاول توقف دموعها و تمسحها، و بصوت مبحوح من كثرة البكاء و النحيب: لو سمحت كفاية كده، نزلني هنا.
مراد بجدية: لا هوصلك لحد البيت.
رقية برجاء و صوت خفيف: لا لو سمحت.. أخاف لحد يشوفني معاك و لا حاجة، و لا بابا يشوفنا هتبقى مشكلة كبيرة.. و أنا مش ناقصة!
مراد وقف بالعربية بعيد نسبياً عن فيلة رقية، و بيبصلها بهدوء: ماشي.. بس هتقدري تمشي المسافة دي؟!
رقية مردتش عليه، و فتحت باب العربية، و طلعت رجلها من العربية و بتنزل.. و قبل ما تنزل بصت ل مراد، و بترجي شديد: مراد.. أنت فعلاً هتتجوزني و مش هتتخلى عني!! أنا خايفة أوي ي مراد... و بدأت دموعها تنزل بخوف: مراد أنا حاسة أن أنا بموت! روحي بتتسحب مني،
أرجوك خليك جنبي و اوعى تسبني، أرجوووك!
مراد و هو بيبص لقدامه بجمود: متخفيش قولتلك يومين تلاتة و هتلاقيني في بيتك و قاعد مع باباكي... أنتي بس أهدي و أطمني عشان محدش يحس بحاجة.
رقية و هي بتهز راسها بطفولية و بكاء: حاضر أنا هسمع كلامك و هنفذ كل ال تطلبه مني.. و هستناك ي مراد.
مراد و هو بيبصلها بإبتسامة: جدعة، حبيبتي المطيعة!
يلاا امسحي دموعك بقاا و خدي نفس، و يلااا قبل ما حد يشوفك! يلاا يحببتي، اسمعي الكلام!
رقية مسحت دموعها بإيديها، و نزلت من العربية،... مراد أول ما رقية نزلت من العربية مشي بسرعة بدون حتى ما يبصلها... رقية تابعته بعينها من غير ما تتحرك من مكانها،
رقية بحسرة و وجع: يخيبة أملي فيك ي مراد.. ي وجع قلبي ال حبك، يا ريتني ما شوفتك.. يا ريتني ما حبيتك،
منك لله.








و اتحركت من مكانها بلا روح، مجرد جثة هامدة و شاحبة
لحد ما وصلت عند فيلتها.. دخلت بهدوء و هي بتطلع المفاتيح من شنطتها الصغيرة ال معلقة في كتفها، و فتحت الباب الداخلي بهدوء، و دخلت ببطء و هي بتتلفت حواليها بخوف، قفلت الباب بحذر، و طلعت تجري على السلم بسرعة ناحية اوضتها، و بتحط أيدها على أوكرة الباب،...
رقية!
رقية اتصلبت مكانها و شعرت ببرودة شديدة تجتاح قلبها،
و جسدها، و ألتفت ل باباها ببطء و خوف...
رقية بربكة: ب بابا!!
_________________&&&&_________

(في فيلا حسن الهواري..)**
حوالي الساعة 4 عصراً.. بيدخل يوسف من باب الفيلا، و بيلاقي مامته قاعدة قدام التلفزيون في الصالة...
بيتحرك يوسف في إتجاه مامته، و بيرمي نفسه جنبها بتعب شديد: أزيك ي ماما؟!
صفاء و هي بتبصله بقلق و تسأول: بخير يحبيبي.. بس أنت مالك ي يوسف؟! مال وشك شاحب ليه كده؟! أنت تعبان يحبيبي.. هطلبلك الدكتور ييجي يشوفك حالاً!
يوسف و هو بيمسك ايد مامته، و بيقعدها تاني على الكنبه
و بهدوء: مفيش داعي ل دكاترة و لا حاجة ي ماما.. أنا كويس، ده إرهاق شغل عادي.. متشغليش بالك أنتي.
صفاء بزعل و خوف على أبنها الوحيد: يعني إيه متشغليش بالك دي!! و بعدين لو بالي مش هشغله بيك، هشغله بمين بقاا إن شاء الله؟!!
يوسف و هو بيبصلها بغمزة و إبتسامة عبثية: ب حسن مثلاً و لا إيه؟!
صفاء و هي بتضربه على كتفه بخفة، و إحراج: أستحي ي ولد، كده عيب! و بعدين أنت ليك حيل تهزر و أنت تعبان!!
يوسف و هو بيحط دراعه على عينه بإرهاق، و ساند ضهره لورا: أعمل إيه يعني؟! اعيط و لا ألطم زي الولايا؟!
صفاء بعصبية ظريفة: بس بس.. أسكت، إيه الألفاظ اللوكل دي ي يوسف!! هو في مهندس محترم يقول الكلام ده؟!
يوسف بضحك: هههههه.. ااه أنا، هههههه.
صفاء: دي أول و آخر مرة تقول الكلام ده تاني؟! أنت فاهم.. قال ألطم.. و ولاياا!! يااااي لوكل أوي.
يوسف بيضحك على تعبيرات والدته المشمئزة من الألفاظ
البلدي، و كل ما يخالف الاتيكيت...
يوسف بعد ما هدي من نوبة الضحك: إيه أحنا مش هنتغدا في الليلة دي و لا إيه؟!
صفاء بهدوء: لما حسن ييجي الأول هنتغدا كلنا إن شاء الله.. صحيح امال بابا مجاش معاك ليه؟! أول مرة يتأخر على الغدا بالطريقة دي؟!
يوسف اتعدل و هو بيبصلها بإستغراب و تسأول: لما ييجي!! ليه هو مجاش لحد دلوقتي؟!
صفاء بتسأول: لا مجاش.. هو فين حسن؟! مش هو في الشركة؟!
يوسف بإستغراب: يعني إيه!! هيكون راح فين يعني كل ده؟!.. ده خرج من قبل ما أتحرك من الشركة بحوالي نص ساعة... و قالي أنه مروح علطول!!
صفاء و يوسف بيبصوا لبعض بتسأول، و في نفس الوقت:
الله! يعني هيكون راح فين؟!

_






___________________&&&&_________

واقف حسن قدام باب شقة في عمارة، و بيتأكد من العنوان، و أنه مش غلطان فيه، و بيضرب الجرس...
و بعد ثواني الباب بيتفتح: بشمهندس حسن!!
حسن بيبتسم بهدوء: أزيك يبنتي! عاملة إيه.
توليب بتبصله بإستغراب: أنا بخير الحمد لله.. خير ي بشمهندس هو في حاجة؟!
حسن بإبتسامة واسعة: إيه طيب! هنتكلم على الباب يعني؟! مش هتقوليلي أتفضل!
توليب بهدوء و هي بترجع لورا، و بتديله مجال أنه يدخل:
أتفضل!
حسن دخل و توليب قفلت الباب، و شاورتله أنه يدخل الصالون عشان يتكلموا براحتهم...
توليب بهدوء: أتفضل هنا في الصالون! أتفضل اقعد.. ثواني و راجعة!
خرجت توليب من الصالون، بإتجاه المطبخ...
توليب و هو بتدخل المطبخ: ماما.. عندنا ضيف بره! لو سمحتي اعملي قهوة مظبوطة!
نهال بتسأول: ضيف! ضيف مين ده؟! ااه هو أكرم جي يقعد معاكي لحد المعاد يعني؟!
توليب بنفي: لا مش أكرم.. ده دكتور زميلنا في الكلية.
نهال بتسأول: الجدع الحليوة ده ال جي قبل كده.. ال كان اسمه...! اسمه.. ااه اسمه يوسف؟!
توليب بملل و عصبية: لا ي ماما مش هو، ده واحد غير كل دول.. لو سمحتي اعملي بس القهوة! و أنا هطلع عشان مينفعش اسيبه أكتر من كده. 
توليب خلصت كلامها و طلعت بسرعة من المطبخ قبل أمها ما تسألها أي أسئلة تانية..
نهال بغضب و هي بتتحرك تجهز القهوة: كل شوية ضيف شكل! و نفس الحجة دكتور معايا في الجامعة! يكونش بتشتغل في ديوان عالمي و أنا معرفش..! ما هو مش معقولة كده.. ماشي ي توليب و الله لأعرف ال أنتي مخبياه عليا، هو أنا هغلب يعني.. ده أنا نهال.!
***
توليب قاعدة في الصالون مع حسن...
حسن و هو بيبصلها بجدية و إحراج شديد: توليب يبنتي،
أنا عارف أني لو اعتذرت لك مية مرة.. مش هتقبلي اعتذاري عن تصرف يوسف المتهور! بس أنا طمعان أنك تعتبريني زي والدك يبنتي و تقبلي أسفي من ال حصل.
توليب بهدوء: مفيش داعي للأعتذار ي بشمهندس.. حضرتك معملتش حاجة و ملكش ذنب في ال حصل..
ال مفروض يعتذر أبن حضرتك في الحقيقة مش أنت!
حسن بلهفة و تسأول: يوسف و الله متضايق و ندمان على ال عمله يبنتي.. و نفسه أنه يعتذرلك جدااا، حتى كان عايز يجيلك البيت بس هو مش عارف العنوان، شوفتي نيته خير و الله!
توليب بتبتسم بسخرية على كذبته الواضحة، ف حسن مش عارف أن يوسف عارف العنوان كويس، لأنه جي قبل كده بالفعل...
توليب بهدوء: ندمان!! حضرتك متأكد أنك بتتكلم عن الحي*وان ده؟! ده مستحيل يندم أصلا أو يحس بالغلط ال عمله! و بعدين هيفيدني بإيه ندمه دلوقتي؟! 
حسن بمحاولة لإقناعها: عارف أنك معاكي حق أنك تزعلي
حقك.. و أنا جتلك النهاردة بنفسي شخصياً عشان أعتذرلك بنيابة عنه، و بطلب منك أنك ترجعي الشركة من تاني في الوقت ال أنتي تحبيه، أنا محتاجك جدا يبنتي معايا، و مش عايز غيرك.. قولتي إيه؟!







توليب و هي بتبص قدامها بجمود: مش هقدر أقبل اعتذار حضرتك، لأني مش هقدر أسامح في حقي أو أنسى ال حصل بالبساطة دي.. أنا مش رخ*يصة، و لا قليلة عشان إبن حضرتك يغلط فيا بالشكل ده، و اسامحه بكل بساطة بعد كده... الموضوع ده انتهى خلاص ي بشمهندس!
حسن و هو بيبصلها بهدوء: ماشي يستي خليني معاكي للآخر.. خلاص بلاش تسامحيه! طب و رجوعك الشغل إيه مش عايزة تشتغلي معايا طيب؟! أنا جيلك بنفسي و بقولك أن أنا محتاجك جداا معايا، و متقلقيش شغلك كله هيبقى معايا أنا أو مراد.. مش هتشوفي يوسف و لا هو هيشوفك! قولتي إيه؟!
توليب بتفكير و غموض: أنا مستعدة أرجع الشغل.. بس بشرط واحد بس!!
حسن بتسأول: اؤمري؟!
توليب: اااا....
و بيقاطع كلامهم دخول نهال و هي ماسكة صنية القهوة و عليها طبق كيك، و بتحطه على الترابيزة ال قدام حسن مباشرةً، بعدما ألقت السلام...
نهال بترحيب: أهلا أهلا ي دكتور.. أتفضل أشرب قهوتك!
حسن بتسأول: شكراً جداا، تعبناكي معانا ي مدام.. أكيد حضرتك مامت توليب؟! مش كده!
نهال بمزح و ضحك: لا أختها الكبيرة.. هههههه، كلك نظر يخوياا. ههههه. بهزر معاك أيوة أنا أمها، بس و الله لو ماشيين في الشارع بيقولوا عليها هي ال أمي مش أنا...
عشان ببان أصغر منها و كده بقاا.
توليب بضيق شديد من والدتها: ماما شكراً على القهوة، سبينا نكمل كلامنا بقاا لو سمحتي؟!
نهال بإبتسامة: يوووه بايني كترت في الكلام.. لا مؤاخذة ي دكترة معلش، أصل أنا بحب الهزار فالكلام بياخدني وو....
توليب بمقاطعة بهدوء: خلاص بقاا ي ماما، البش... اقصد الدكتور مستعجل و عنده شغل! من فضلك سبينا شوية!
نهال و هي بتبتسم بهدوء: ماشي معلش عطلتك! خدوا راحتكم على البحري خالص، ههههه.
نهال خرجت من الصالون.. و حسن بص ل توليب بإبتسامة بسيطة: مامتك دمها خفيف و باين عليها بتحب الهزار..
على عكسك تماماً!! سبحان الله ال يشوفكم ميقولش بنت و امها ابدا، مختلفين خالص أنتي شخصية و مامتك شخصية تانية خالص!
توليب و هي بتبصله بجدية و ضيق: ممكن حضرتك تسيبك من ماما دلوقتي و من تحليل شخصيتها! و نتكلم في المفيد؟!
حسن نزل عينه بإحراج واضح و بهدوء: احممم، معلش أنا آسف جدااا و الله مقصدش حاجة! خلينا نكمل كلامنا..
إيه هو شرطك ده؟!
توليب بتفكير و نظرة غامضة: أنا هرجع الشركة، و هشتغل من تاني معاكم.. بس البشمهندس ييجي هنا لحد بيتي و يعتذرلي عن كل كلمة قالها.. هو ده شرطي الوحيد!
حسن بتردد: أيوة يبنتي بسس.. خلاص ماشي أنا موافق
هييجي يعتذرلك! و ساعتها أنتي كده هتسامحيه؟!
توليب بغموض: لما تيجوا إن شاء الله، حضرتك هتعرف!
حسن و هو بيهز راسه بتفهم: خلاص يبنتي على خيرة الله.. استأذن أنا بقاا.








حسن قام وقف من مكانه، و أتحرك ناحية باب الشقة، و توليب معاه.. فتحت الباب بهدوء...
توليب بإبتسامة خبيثة متلاعبة: بشمهندس! أنا عارفه أن حضرتك جااي من غير ما تقول ل حد!.. و عارفه أن أبن حضرتك و لا كان عايز ييجي و لا حاجة!.. و أن حكاية العنوان دي حجة.. لو كان ندمان فعلاً و عايز يعتذر زي حضرتك ما بتقول.. كان رن علياا و اعتذرلي في التلفون، ده أضعف الإيمان!!.. أنا مقدرة مجيت حضرتك و على راسي من فوق بس...
توليب و هي بتبصله بإبتسامه ثقة و تحدي: إبن حضرتك مش هيعتذر... و أنا مش هسامح!
شرفت ي بشمهندس.
حسن و هو بيبادلها نفس نظرة التحدي: هييجي و هيعتذر ي توليب.. و هنشوف مين فينا ال معاه حق!؟!
توليب بتحدي، و بترفع كتفها و بتنزله بلا مبالاة: هنشوف!
...



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-