رواية يلا بينا نعرف نبينا الفصل السادس و الثمانين
يلا صلوا على النبى :)
#هجرة_النبى_ﷺ_من_مكة_إلى_المدينة (ج10)
ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ❤
كفار قريش قالبين الدنيا على النبى .. و بيدورا فى كل حتة و فعلاً أكتشفوا الطريق اللى مشى فيه النبى عليه الصلاة و السلام وصاحبه أبو بكر رضى الله عنه .. و وصل الكفار للجبل اللى فيه الغار 😢 .. و طلعوا الجبل و وقفوا قدام الغار بالظبط .. و الغار صغير أوى .. أبو بكر جوه مش مصدق أنهم قدام الغار .. فبدأ يتوتر و بقى مضطرب جداً .. أصل أبو بكر مش خايف على نفسه .. أبو بكر خايف على النبى و على الدعوة لدين الله ..
فبمنتهى القلق بص للنبى و قال : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصْرَهُ رَآنَا " ( لو حد منهم بس يوطى رأسه كده و يبص تحت .. حيكشفنا ) ، و يرد النبى و هوه قاعد فى سكينة و يقول : " يَا أَبَا بَكْر ٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيِنْ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا " .. و فعلاً الحمد لله ربنا حفظ رسول الله و صاحبه عن الكفار .. يقول الله تعالى : { إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } .. وهنا أتذكر أبو بكر فى القرآن الكريم و أتثبتت صحبته لرسول الله ♡ ..
طيب الرسول صلى الله عليه وسلم حيقعد مع أبو بكر فى الغار لمدة ثلاث أيام .. و دلوقتى فى أدوار مهمة أوى حيقوم بيها أكتر من شخص منهم .. " عامر بن فُهَيرة " رضي الله عنه ده كان مولى ( خادم ) أبو بكر الصديق رضي الله عنه .. عامر حيرعى الغنم فى الطريق اللى فيه آثار قدم النبى الشريفة و أبو بكر .. عشان يمحى آثار الأقدام وساعتها محدش من الكفار حيقدر يعرف طريقهم ..
أما " أسماء بنت أبي بكر " رضي الله عنها كانت بتاخد الأكل و الشرب و تروح يوميآ الغار لرسول الله و أبوها .. و كان مناسب جداً أنها تمسك المهمة دى عشان محدش حيشك فيها أصل صعب أن إمرأة تمشى المسافة دى فى الصحراء ، و خصوصاً لو فى الشهور الأخيرة لحملها .. وكانت بتربط الأكل و الشرب بحزام حوالين بطنها و عشان كده سماها الرسول " بذات النطاقين " وكانت بتمشى المسافة دى وتطلع الجبل الصعب ده لمدة 3 أيام متواصلة ..
و فى واحد أسمه " عبد الله بن أُرَيْقِط " ده حيبقى مع النبى و أبو بكر فى تكملة المسيرة للمدينة و حيجيب ناقة تالتة ، و كمان حيكون معاه عامر بن فُهَيرة و حيكملوا معاهم لحد المدينة بإذن الله .. خرج الرسول مع أبو بكر بالليل من الغار .. و أتجهوا ناحية اليمن و بعدين غرباً ناحية البحر الأحمر و بعدين شمالاً فى طريق صعب أوى كله تعاريج و حفر و هنا كان أبو بكر بيعمل حاجة جمييييلة أوى .. أبو بكر كان يمشى على يمين النبى حبه و بعدين يلف و يمشى على شماله حبه كمان و يلف و يمشى قدامه حبه ، و بعدين يلف يمشى ورا النبى حبه ^_^ ♡ ..
فالنبى خد باله فسأل أبو بكر و قال : " ما بك يا أبا بكر ؟ " .. فرد أبو بكر و قال : " يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذْكُرُ الطَّلَبَ ( إن حد يجيلك من وراك ) فَأَمْشِي خَلْفَكَ ، ثُمَّ أَذْكُرُ الرَّصَدَ ( إن حد يجيلك من أمامك ) فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْك .. ثم أذكر الميمنة و أذكر الميسرة " .. شايفين أبو بكر بيحمى النبى أزاى !! كان أبو بكر بيقول للنبى : " إِنْ قُتِلْتُ أَنَا فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ وَاحِد ٌ، وَإِنْ قُتِلْتَ أَنْتَ هَلَكَتِ الْأُمَّةُ " ..
طيب دلوقتى قريش حتتجنن ، و بتحاول تحفز الناس كلها بالمكافأت أنه يدورا على النبى و كانت المكافأة 100 ناقة يعنى ثروة كبيرة جداً .. وكله كان مموت نفسه و بيجتهد عشان يلاقى النبى عشان ياخد المكافأة لكن كلهم فشلوا إلا واحد أسمه " سُرَاقَةُ بن مالك " .. سُرَاقَةُ شاف النبى و أبو بكر فبسرعة خد فرسه و سلاحه لحد ما قرب من النبى و أبو بكر ، و أبو بكر شاف سُرَاقَةُ بيقرب منهم أكتر بس الحمد لله حصلت معجزة .. إيه هيه ؟ رجل الفرس اللى راكبه سراقة عماله تغرس جوه الرمل .. مرة و أتنين و تلاتة فسُرَاقَةُ فهم إن فى شئ مانعه عن الرسول و أبو بكر فقام قايل : " يا محمد أسألك الأمان " ..
و فعلاً قرب من النبى و قال : " إن قريش قد وعدت بديه لمن يمسك بكم وإنى أريدها " ( يعنى قريش عاملة ديه للى حيمسك بيكم و أنا عايزها ) .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا سُرَاقَةُ أَخْفِ عَنَّا " .. و بعدين قال له كلام عجيب أوى قال صلى الله عليه و سلم : " كَأَنِّي بِكَ يَا سُرَاقَةُ تَلْبَسُ سُوَارَيْ كِسْرَى " ( النبى بيقوله حيجى اليوم اللى حتاخد فيه الأساور الذهب اللى كِسْرَى ملك الفرس بيلبسهم فى إيده ) ، فسراقة بقى مذهول .. مش مصدق إن ممكن ده يحصل فى يوم من الأيام .. فقال للنبى : " أكتب لى ورقة ( أمضى لى على ورقة ) أن لو أنتصرتوا على الفرس ستعطونى ( حتدونى ) أساور كِسْرَى " ..
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن فُهَيرة أنه يكتب لسراقة الكلام ده فى ورقة كضمان .. و مشى سراقة و بدأ يضلل الناس عشان يبعدوا عن طريق النبى و يقول لهم : " أرجعوا لقد بحثت فى هذا الطريق جيداً ولم أجد محمد " ( أبعدوا الطريق ده أنا دورت فيه كويس أوى بلاش تمشوا فيه مش حتلاقوا محمد ) .. سبحان الله ربنا سخر سراقة لرسول الله قال تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُو َ} ، على فكرة حتمر الأيام و حنشوف بعد كده بعد فتح مكة و سراقة حيسلم و بعد وفاة رسول الله و بعد ما حتتفتح بلاد الفرس على أيد أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب .. حيكون فى غنائم للمسلمين و فيها أساور كِسْرَى ملك الفرس ..
فسراقة حيكون عجوز و حيدى لعمر الورقة اللى أتكتب له ضمان من النبى أنه له سُوَارَيْ كِسْرَى ، فهيدى سيدنا عمر رضي الله عنه سُوَارَيْ كِسْرَى لسراقة تنفيذاً لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. قال تعالى : { وَ مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } ٰو يبكى سراقة و يبكى سيدنا عمر .. صدقت يا رسول الله ♡ .