Ads by Google X

رواية وليدة قلبي الفصل الثالث والثلاثون 33بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

                   

رواية وليدة قلبي الفصل الثالث والثلاثون بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

«الفصل الثالث و الثلاثون»
«وليدة قلبي»
_______________________
"أختر صديقٌ صالح من بين آلاف الطالحين، فوالله لو صادقت الصالح لربحت الدنيا و مافيها، وأن اخترت الطالح فتيقن من خسارتك للاخره قبل دنياك الفانية"
في منزل «الشهاوي» 
دلف «صالح» لشقة والده بجسد مرهق و أمارات الحزن جاليه عليه، 
لكن وجد المنزل هادي تمامآ فكان خاليا، علم ان والدته من المؤكد انها الان مع «عائشة » ليشعر بالأسي إتجاه تلك الفتاة 

اتجه نحو غرفة والده بخطوات بطيئة، متيقن من حزن والدها على شقيق عمره و كيف لا يحزن عليه وهو الأخ و الصديق و ضلعه الثاني

صفق عدة طرقات على الباب لياتيه الرد بعد لحظات 
"ادخل" 
وضع يديه على مقبض الباب وهو ياخذ نفس عميق لتمتلئ رئتيه بالهواء شاعرا بألم و حزن، لكن حاول رسم أبتسامة صغيرة على ثغره، و هو يدلف للغرفه قائلا بهدوء:

"عامل ايه يا حج دلوقتي؟" 

كان«جلال» يجلس على فراشه ممدد الساقين، الغرفة مظلمة الا من اشعة الشمس التي تداهم الغرفة، بينما هو يُسبح على يديه بهدوء تام، 
و الابشع ان الذكريات الجيدة بينه و بين «جمال» تعصف بعقله و قلبه ليجيب :

"بخير الحمد لله" 

جلس «صالح» بجواره على الفراش بحزن قائلا:
"هون عليك يا بابا، ما هي دي النهاية لينا كلنا مين فينا هيخلد في الأرض، أنتَ نفسك علمتنا ان البقاء لله وحده" 

تنهد «جلال» بحزن و لمعه دموع صادقه ليجيب بهدوء:
" ونعم بالله، لكن عارف ايه اللي بيوجع يا ابني، انه فجأه حد بنحبه ينخطف من وسطنا، و على اد الحب بيكون الوجع من الفراق، 
انا و جمال صحاب من ابتدائي، 
لسه فاكر ازاي اتصحبنا، 
في رابعه ابتدائي كانت امي الله يرحمها اتخانقت مع الحج شريف جدك ربنا يرحم امواتنا واموات المسلمين، وقتها جدتك معملتليش سندوتش و الصبح قبل ما امشي زعقت ليا، و انا زعلت رحت المدرسة و انا مضايق و اي حد يكلمني كان ممكن اتخانق معه كنت طفل لسه، 
في الحصه الرابعه تقريبا قبل الفصحه كان قاعد في نفس التخته جمال 









لقيته بيفتح شنطته و مطلع كيس السندوتشات بتاعه و كان فاضي هو كمان 
وقتها ضحكت رغم اني كنت متضايق اللي هو اتلم المتعوس على خيب الرجا، لكن جمال وقتها اتضايق مني و نزل الفصحه و هو زعلان، 
كانت أول مره اعرف يعني ايه كسر الخاطر روحت اخدت الشنطه بتاعتي و نزلت انا كمان لقيته قاعد جانب العلم و زعلان روحت قعدت جانبه و هو متكلمش روحت فتحت شنطتي وطلعت كيس السندوتشات بتاعي، 

وقولتله انا كمان مجبتش اكل و مش معايا غير النص جنيه دا على فكرة العمله وقتها كانت غير دلوقتي  
لقيت بيبصلي و قام مطلع من جيبه نص جنيه هو كمان قالي ايه رايك نشتري سندوتش من محل الفول اللي جنب المدرسه و نقسمه سوا انا كمان جعان، 

قالتله ماشي بس انا هنط من على السور و انت تراقب علشان لو المدرسه شافتنا هتاخدنا للمدير لقيته ابتسم وقالي ماشي
و ساعدني انط من على السور واطلع اجيب سندوتش و حطيته في كيس و ربطته كويس و قمت حدفته لجمال وهو واقف جوا و نطيت تاني دخلت للمدرسه كنت شقى برضو، قعدنا كلنا سوا و قسمنا الاكل مع بعض 
كانت حياتنا بسيطه اوي، من وقتها واحنا صحاب و كبرنا سوا ابتدائي اعدادي ثانوي حتى كليه التجارة جمعتنا سوا، 

حتى لما اعُجب ببنت جيه و قالي انه عايز يخطب كنا لسه متخرجين و بنشتغل و هو كان بيحب فاطمة بنت شيخ الجامع، وقتها ابوه كان توفاه الله انا قلت للحج شريف و روحت انا و جمال و جدك نخطبهاله"

أبتسم «صالح» بود قائلا:
" كان بيحبها و هي كمان صبرت معه سنين في الفقر لحد ما كبروا و ربنا رزقهم من الوسع 
و لما ماتت مستحملش و راحلها و دي سُنة الحياة و محدش هيفضل، الذكريات هتتعبنا لكن ربنا كريم، "واستعينوا بالصبر و الصلاة" 
هون عليك يا حج الله يرضا عنك، أمي مش هتستحمل لو جرالك حاجه "

أبتسم «جلال» برفق قائلا :
" أمك، تعرف انا و حياء مع بعض بقالنا
 واحد و تلاتين سنة مفيش مرة شفتني زعلان الا وعيطت ، سبحان الله يزرع الحب في قلوبنا بلا مقابل، 
علشان كدا يا صالح وصيتي ليك يا ابني 
أمك و مراتك و أختك و بناتك في المستقبل ان شاء الله اوعي يا ابني تكسرهم او تقلل منهم،
 علمهم ان الحب الاول الاصدق لله وحده 
وان ربنا بيغير على قلوب عباده، 
لو حسوا ان في حب دنيوي ملأ قلوبهم خليهم اول مكان يهربوا ليه هو خلوتهم مع ربهم
يمكن حبيته في أمك، بعد ما خلفنا كانت دايما انتم الاول عندها و لما تتعب مكنتش تيجي تشتكيلي، كانت بتدخل اوضتها و تفضل تصلي و تدعي ربنا و أحيانا كانت بتعيط و انا بسمعها لكن عمري ما اتدخلت في اللحظات دي، لأنها كانت بين العبد و ربه... 
كلنا فينا أخطاء وكلنا مقصرين لكن ربنا بيحب اللي يسع له و يتلهف على رضاه"

أبتسم «صالح» قائلا:
" ربنا يحفظكم لينا يارب انا هدخل اجهزلك أكل لان انت من امبارح مكلتش حاجه و لسه بليل العزاء مينفعش تفضل من غير أكل "

ابتسم«جلال» بحزن وهو يومئ له بالموافقة ليتركه «صالح» يدلف للمطبخ يقوم بصنع وجبة خفيفة ثم عاد مرة أخرى للغرفه، حاملاً بين يديه صنية موضوع عليها الاطباق
ليهتف بمرح :
" عمايل ايديا و حياة عنيا 
و تحيه لأجدع رجالة يعني جلال الشهاوي يعني القماش والمقاسات المظبوطه علشان هو الصح و التمام، يعني عم المحاسبين كلهم "

أبتسم «جلال» وهو يهز راسه قائلا:
"بطل صياح يا ابن حياء" 

اقترب منه واضعا الصنيه على الفراش ليقبل رأسه :
"ياله يا حجيج خلينا ناكل لقمة سوا لان شوية و المغرب يأذن "

__________________
   في منزل «صالح» بعد أذان المغرب
كانت الفتيات ترتدي الملابس السوداء الأجواء كئيبه و حزينه، تجلس زينب علي الفراش بجوار «عائشة» النائمة و ملامحها متشنجه، و كأنها في كابوس مزعج يداهم عقلها، لا تتقبل الأمر،
 و بجوارها غرام التي تقرأ القرآن الكريم من المصحف بيديها
اخذت «زينب» تمسد بحنان على شعرها شاعره بالم طفيف، نهضت من فوق الفراش تتجه نحو الخزانه لعلها تجد دوائها، لكن وجدت الأدوية قد نفذت تزامناً مع دخول "حياء" الغرفة
سألتها برفق قائلة:
"نامت؟"
أبتسمت زينب بحزن وهي تنظر لها:
"لسه نايمة حالا ربنا يكون في عونها" 

تنهدت بحزن و ظهرت طبقة طفيفة من الدموع بمقلتيها قائلة:
"الله يرحمه كان الكل كان بيحبه، الجنازة كان فيها ناس من كل حته و اللي جين ياخدوا الخاطر من الصعيد، يارب حسن الخاتمه"

التفت تنظر لما بين يديها من أدوية قائلة:
"أنتِ لسه ماخدتش الدواء معقول يا زينب"

زينب بهدوء و ابتسامة:
"انا كويسه الحمد لله بس انشغلت مع عائشه و غرام و كنت هاخده دلوقتي بس شكله خلص "
   
ردت حياء بجدية ممزوجه بخوف امومي:
" لا طبعا مينفعش يا زينب لازم تاكلي وتاخذي الدوا هاتي الروشته انا هنزل اجيبه من الصيدلية "




بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-