Ads by Google X

رواية وليدة قلبي الفصل الرابع والثلاثون 34بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

 

رواية وليدة قلبي الفصل الرابع والثلاثون بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

«الفصل الرابع و الثلاثون»
«أطفت شعلة تمردها»

هل تظن أنك وصلت للنهاية حيث الحياة الوردية التي كنت تتمناه و لطالما حلمت بها،
يؤسفني أن اتسبب في سقوط آمالك أرضا، لأن السبيل لتلك الحياة ممزوج بألم ربما لن تتحمله و تتمنى لو تراجعت و كان هذا كله كابوس مزعج

في منزل آل «الشهاوي»
ساعدت «حياء» «زينب» في الجلوس على الفراش بعد أن بدلت ثيابها، ومازالت تشعر بالاضطراب بعد كل ما اكتشفته اليوم.

سؤال يدور بعقلها؛ لما كل هذا الحقد؟!
أغمضت جفونها بينما وضعت يديها على بطنها بخوف على أطفالها من هذا العالم.

أبتسمت«حياء» وهي تربت على كتفها بأهتمام قائلة:
"سرحانه في ايه يا زينب؟"

تنهدت بأرتياب و خوف قائلة:
"خايفة اوي من وقت ما الدكتورة قالت اني حامل في تلات أطفال الموضوع مخوفني اوي، انا أسمع ان الولادة بتكون صعبة في طفل فما بالك بتلاته، 
هو انا فرحانة بس خايفة، و كمان خايفة معرفش أهتم بيهم،
او أحب واحد أكتر من التاني و ساعتها هبقي بظلمه، و كمان ياترى فعلا هقدر أكون داعم ليهم... خايفة اوي يا ماما"

أبتسمت «حياء» بسعادة ممزوجة بطيبة وهي تقترب من «زينب» تحتضنها بحنان بينما أغمضت عينيها، شعور جميل هو العائلة، تُلقي كل همومك بين احضانها، شعور بالدفء الأمان
حياء بحب:
" بصي يا زينب الخوف الصراحه طبيعي في الحالة اللي زي دي، انا كنت حامل في صالح و أيمان، و الصراحة كنت مرعوبة في فترة الحمل لان مكنش معايا حد؛ يعني هو جلال و شهد
جلال كان مشغول في الوكالة و شهد عندها بيتها و هي كانت معها ياسمينه، اه كانت معظم الوقت معايا لكن مش دايما و انا كنت خايفة اولد في وقت
جلال كان دايما بيحاول يخفف عني و الصراحة علشان مظلمهوش هو عمل كل اللي عليه
بس انا اللي كنت شايلة هم الولاد و المدرسة و دروس القرآن و مذاكرتهم و شغل المطعم
، لدرجة ان اوقات كنت بعيط لما احس اني تعبت، بس سبحان الله كل دا يهون أدام اني اشوف ضحكة او فرحة اي واحد فيكم، عارفة انك هتتعبي
، بس اوعدك لو ربنا طول في عمري هكون معاكِ خطوة بخطوة،
عارفة يا زينب اول ما شفتك والله قلبي ارتاح لك و حسيت أنك طيبة و تستاهلِ كل خير،كفاية انك ساعدتي صالح بدون مقابل و سبحان الله طلع من نصيبك "

تشبثت «زينب» بثوب «حياء» وهي تبتسم برفق قائلة:
" أقولك سر انا بحبك أوي، يمكن معرفش مين أمي لكن لما بنتكلم سوا و تحضنيني بحس اني فعلا في حضنها، بحب أهتمامك بيا و أنك بتيجي كل يوم تحفظين القرآن، يعني انا عمري ما كنت اتخيل اني احفظ عشر اجزاء في فترة الحمل،
سبحان الله كل كلمة في كتاب الله العزيز فيها راحة نفسية غريبة...
تعرفي صالح وعدني اني لو ختمت القرآن هينفذلي اي طلب اطلبه منه،
لما حفظت العشر أجزاء وقتها كان فرحان اوي اكتر مني انا شخصياً
هداني السلسلة دي شكلها حلو صح"










كانت تُمسك بين يديها سلسلة من الذهب على شكل مجسم صغير لمصحف مكتوب عليه اسم«الله عز و جل »
أبتسمت حياء و هي تُقبل رأسها بحنان قائلة:

" ربنا يبارك فيكِ يا زينب يارب، طبعا جميلة جدا، و بعدين أنتِ علشان شاطرة قدرتي تحفظيهم في الفترة الصغيرة دي انا الصراحة قعدت فترة أطول منك
و كمان صوتك ما شاء الله جميل و مريح للسمع، تعرفي ان جلال بيعرف يقلد بعض الشيوخ مفيش مرة يقرأ قرآن الا لو خلني اعيط سبحان الله "

أبتسمت «زينب» بخبث وهي تغمز بشقاوة:
" يا وعدي يا وعدي على الحب، 
هو صحيح مين اللي حب التاني الاول.. و ايه حكايتكم و ازاي بدأت، 
و ليه دايما أسم بابا لازم لما ينذكر يتذكر أسمك أنت كمان، يعني لما كنت شغالة في المصنع دايما كنت أسمع الاسمين مربوطين ببعض اشمعنا؟" 

أبتسمت «حياء» و توردت وجنتيها بحمرة الخجل قائلة بهمس:
" علشان انا محظوظة و ربنا عوضني عن سنين عمري في بلد غريبة بحب جلال و دف قلبه، الصراحة جلال هو السبب الاهم في نجاح علاقتنا، يمكن لانه اتمسك بيا رغم عيوبي دعمني يا زينب و انا لوحدي كل الناس كانوا بيشكوا فيا؛ 
ابويا و شهد و نوارة الله يرحمها و أيوب مفيش حد منهم سمعني الا جلال 
حتى لو في لحظة اتخلى عني فهو رجع و ردلي كرامتي.... 
اقولك سر و محدش يعرفه، انا عشت عشرين سنة في بلد غريبة، اه كنت متاقلمة فيها لكن زي اي حد كنت حاسه بالغربة و الوحدة مكنش عندي صحاب في الكلية الا قليل جدا، عارفة انا يعتبر كنت من الطبقة الفقيرة و في الكلية أحيانا كنت بتعرض للتنمر مش من الأجانب لا من بنات مصرين 
افتكر جيس و جميلة
دول الاتنين كانوا اسوء بنتين ممكن اي حد يقابلهم كانوا موذيين بكل المعاني علشان كدا مكنش عندي صحاب، هي ماما بس كانت جميلة اوي اوي و كنا صحاب جدا 
لدرجة
اني كنت بكلمها عن كل حاجة ممكن اي بنت تخجل تتكلم فيها مع والدتها زي مثالا الكلام عن الحب.... موتها وجعني اوي و خصوصا اني كنت لوحدي و مكنتش عارفة اعمل ايه 
بس ربنا بيوقف لك ولاد الحلال اللي يساعدوكِ، 
تعرفي انا مكنتش بطيق جلال سبحان الله لكن مع الوقت محبتش غيره و بقي هو كل حياتي "

أبتسمت «زينب» بحماس:
" طب انا عايزة اشوف صور فرحكم اصل سمعت انه كان كبير اوي و فضل تلات ايام في دبايح شغالة و الكل حكي انه مش هيشوفوا فرح زي دا تاني"

تنهدت «حياء» باريحية و هي تجلب هاتفها :

" تعالي انا معايا شوية صور على الموبيل و الألبوم تحت لما انزل هجيبه نتفرج عليه سوا، بابا الله يرحمه هو اللي أصر انهم يفضلوا تلات ايام فرح كان أكبر فرح اتعمل في اسكندرية بصي من الاخر كدا عوض ربنا بيجي حلو اوي اوي اوي كمان" 

احتضنت زينب لتجلس بجانبها وهما ينظرن للهاتف و يتحدثان عن كل تفصيلة حدثت يوم زفاف «جلال و حياء» 

دلف «صالح» الي شقته بعد يوم عمل مرهق و خصوصا بعد تسليمه رشاد للبوليس و فتح قضايا تزوير قام بها ذلك المدعو رشاد الشافعي 

أستمع لصوت ضحكات عالية أتيه من غرفة النوم و صوت والدته و زوجته يتحدثان بمرح، اتسعت ابتسامته وهو يتجة نحو المطبخ، صنع كوب من القهوة ، طرق على الباب عدة طرقات قبل أن تسمح له والدته بالدخول 

"كنتم بتتكلموا في ايه كدا و بتضحكوا" سأل والدته بفضول و هو يضع الكوب جانباً بينما تمدد على الفراش
ليضع رأسه على فخذ «حياء» مغمضاً العينين يستريح من عناء اليوم

ابتسمت برفق وهي تمرر يديها في خصلات شعره السوداء لتجيب :

"كنت بفرج زينب علي صوركَ أنتَ و أيمان و أنتم صغيرين"

في لحظه انتفض «صالح» بذعر قائلا:
"صور ايه؟" 

لم تستطع «زينب» كبت ضحكتها بتنظر له بطريقة مغيظه و ضحكتها تتعالى وهي تعطيه الهاتف ليري إحدى الصور له وهو طفل يبدو حينها كمتشرد و ليس طفل أبداً، 
كانت «أيمان» تمسكه من شعره وهو يقضم وجنتها بغيظ و أسنانه تكاد تاكل وجنته أخته 

خطف الهاتف من بين يديها بسرعة قائلا بحرج:
"دي صورة قديمة مينفعش كدا على فكرة ايه الإحراج يا جماعة كنت طفل و هي منتكش عاملة الواجب و أنا خفت المدرس يضربها روحت مديها كراستي قام المدرس ضربني أنا، لما رجعنا البيت يومها كنتِ في المطعم يا ماما و أيمان غظتني بالكلام روحت مسكتها من خدها و عضيتها لقيتها بتمسك شعري و بتشدني، يومها بابا زعقلي و يا اختي على دا يوم منيل بستين نيلة.... استنوا ارن عليها خلينا نطمن عليها مكلمتنيش النهاردة خالص"

أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليجري اتصال بأخته

في لندن...... 
كانت تجلس بجوار «يوسف» و ذكريات اليوم تُعاد عليها، أيضحي بحياته لأجلها كما شعرت بالأمان معه في تلك اللحظات العصيبة التي مرت عليهما في داخل ذلك المصعد، 
تنهدت براحة وهي تضع راسها على كتفه بهدوء
بينما يشاهدان إحد أفلام ديزني
- بيتر بان- بينما ياكل الفشار، 
وهو يضحك وهو يرى أفعال «تنة و رنة» أثر غيرتها على «بيتر» 
جذبت الغطاء عليها وهي تتمسك بذراعه تستمد منه الأمان 

أيمان :
"غريبة مكنتش متخيلة ان في ولاد بيحبوا الكرتون كنت فاكرة ان دي حاجات بنات و بس" 

رد عليها و مازال ينظر للتلفاز:
"والله يا بنتي مش عارف بس والدتك كانت دايماً تتفرج عليه متنسيش انها هي اللي ربتني فكنت بحب اتفرج على الحاجات دي" 

ابتسمت لتردف بنبرة ممتنة :
"شكرا يا يوسف أنك في حياتي، النهاردة كنت خايفة اوي، لكن لما سمعت صوتك حسيت اني مطمنه حتى لو كنت مُت م..." 

قاطعها قائلا بحدة:
" أيمان ممكن تسكتي و بلاش تعصبني لو سمحتِ، أنا لما ابوكِ واقف على جوازنا اخد مني عهد اني اخفظ عليكِ و أنا عمري ما اخلف بعهودي، لأنك مش بس مراتي أنت حبيبي و قلبي و روحي يا جميل أنتِ، بقولك ايه ما تسيبك من الفيلم و تعالي أقولك كلمة على انفراد" 

هزت كتفها قائلة ببراءة مصطنعه:
" أنا شايفة انا الفيلم عجبك"

ابتسم بخبث مقترباً منها و ما كاد ان يُقبلها حتى صدح رنين هاتفه ليزفر بغضب قائلا:

" مين الغتت اللي بيتصل دلوقتي "

التقط هاتفه ليري اسم «صالح»ليجيب قائلا بتملق
" حبيبي واخويا و عم عيالي عامل ايه يا برنس"



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-