Ads by Google X

رواية وليدة قلبي الفصل التاسع والثلاثون 39بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها

 

رواية وليدة قلبي الفصل التاسع والثلاثون بقلم دعاء أحمد (لجزء الثاني من اطفت شعلة تمردها 

كل القصص جعلتني أتيقن من شئ واحد،
أن يحبك شخص بندباتك بعقدك بحروبك وهزائمك، وأن تتَّسع يده لأحلامك وذراعيه لروحك المُتوعكة، أو لا يُحبك“.
 

أجاب جلال بعد أن رأي رقم مجهول الهوية لياتيه صوت شخص ما بتلهف و توسل:
-"اللحقني يا جلال هيموتني"

يبدو الصوت مألوف بالنسبة له ليقول بارتياب:
-"شمس؟!"
أجابت «شمس» بسرعة و خوف :
-"اللحقني يا جلال، عزت هيموتني و حالف انه هيرجع و هيطلع عليا القديم و الجديد و أنا خايفة و مش عارفه اعمل ايه و معنديش حد اروحله بالله عليكَ يا جلال أنا خايفة"

وضع جلال يديه بجيب بنطاله ببرود مغمغاً بحدة:-
-"عايزه ايه يا شمس تاني، ايه اللعبة الجديدة اللي بتدبريها؟ "

ردت الأخرى مهرولة بخوف و انكسار :-
-" و الله العظيم يا جلال ما في اي حاجة في دماغي، بس انا تعبت و ماليش حد بعد ابويا الله يرحمه و عزت الله يجحمه اخد دهبي و مراته الأولى طلعت عليا كل اللي عملته معاك انت و حياء، ابوس إيدك ساعدني يا جلال لو لسه خالتي نوارة غالية عليك، لأن صدقني لو مساعدتنيش هتيجي تلقيني جسده هامده. "








رد جلال بجدية و صرامة:-
-" ماشي يا شمس لما اشوف اخرتها معاكي و خالي في بالك ان لو ساعدتك هيكون بس علشان صلة الدم اللي بينا غير كدا لا يا شمس و اظن المعلومة وصلت"

أغلق الهاتف دون أن ينتظر ردها في حين نظر لإحدى الشباب الموجودين بالساحة قائلا:-

-" عثمان تعالي شوف مكينه الكهرباء دي، أنا خارج عندي مشوار "

كاد ان يغادر المنزل الا عندم وجدها تنادي عليها تركض نحوه قائلة بجدية:

-" رايح فين يا جلال، و بعدين معقول هتسيب الناس اللي جاين يباركوا لك، اظن ميصحش كدا" 

غمغم جلال بجدية قائلا بكذب لم يرد ازعجها بالحديث عن شمس:

-"موضوع كدا يا حياء هخلصه و اجي على طول، سلام" 

شعرت بالارتياب و الضجر من حديثه الجاف هامسه لنفسها بريبة:
-"حاسة كدا ان في مصيبة و الله أعلم ، استر يارب"

في شقة صالح
ابتسمت زينب بسعادة وهي تقف أمام المرآة تنظر بسعادة عارمة لانعكاسها، تبدو جميلة متألقة بل فاتنة في ذلك الثوب الأسود الطويل و الذي يبرز رشاقتها 
لكنها لم ترى ذلك الذي ينظر لها بابتسامة لعوبة تزين ثغره و عينيه تتفحصها باشتياق، تبدو في غاية الجمال و هي تتمايل برقة أمام المرآة تبدو أنثى فاتنة شعرها الحريرب الذي يمتد لخصرها، رماديتيها اللمعه برونق خاص. كل شيء بها يبدو في غاية الجمال يجعله يقترب منها دون شعوره بذلك. 
انتفضت زينب بفزع و هي تشعر بيد تحاوط خصرها بينما دفن وجهها بشعرها يستنشق عطرها لترخي دفاعتها قائلة بابتسامة:

-"صالح" 
قاطعها مغمغم بهمس عاشقاً :
"شش... وحشتيني، أخيراً عرفت أشوفك بعيد عنهم كنت حاسس ان شوية كمان و ابوكي هيطردني من البيت مش بلحق اشوفك" 

ابتسمت بسعادة قائلة بخجل :
-"طب ابعد بس كدا علشان هم مستنينا برا و الولاد لوحدهم يا صالح" 

رد بصوت اجش متحشرج أثر مشاعره :
-"الولاد مع ايمان تحت في شقة بابا، مفيش حد هنا غيرنا، اظن كفاية كدا يا زينب انا معدتش قادر على البُعد كفاية الاسبوع اللي فات كله كنتي معاهم و أنا بنام تحت خالص كدا من حقي بقى يخلوني اعرف انام براحتي"

ردت زينب بنبرة ساخرة :
-"ليه هما بيعذبوك تحت ما انت بتنام لوحدك بعيد عن زن الولاد و... "









رد مقاطعاً اياها بهمس و حرارة وهو يقبل جبينها:
-" بس مش في حضني، ازاي هكون مرتاح وانتي بعيد عن حضني "

غمغمت زينب بخجل من طريقته قائلة بخفة وهي تضع يديها على صدره مُبعده اياه:
-" صالح سيبني اخرج لهم، و بعدين نتكلم في الموضوع دا"

رفع رأسه عن عنقها اخيرا مديراً اياها بين ذراعيه و تصبح مواجهه له، جذبها نحوه ليصطدم جسدها بجسده الصلب و لم ينتظر كثير و هو يستولي على شفتيها في قبلة قوية لكن حنونة في ذات الوقت. 

استرق منها بضع دقائق دون أن يشعر بما يحدث حوله الا انه أبتعد بسبب احتياجهما للهواء، حاولت تنظيم أنفاسها و هي تغمض عينيها بينما اصبغت وجنتيها بلون أحمر قاني لم تستطيع فتح عينيها من شدة الخجل و الاضطراب بسبب هجومه الضاري و المفاجي
تأمل احمرار وجهها الشديد انفها و وجنتيها و عينيها المغمضتان ابتعد قليلا قائلا بجدية تنافي تلك المشاعر قبل قليلا قائلا:

-"انا هنزل بدل ما يلاحظوا اختفائنا و انتي تجهزي و ابقى انزلي و غيري العباية دي ضيقة و تلمي شعرك، شعره واحدة تبان يا زينب أنتي حرة" 

غادر الغرفة حتى أنه لم ينظر لها بعد تلك الجملة، بينما جلست على الاريكة تتحسس وجنتها الحارة هامسه بخجل لنفسها قائلة:-

-"اهدي خالص هو مشي" وضعت يديها موضع قلبها تستمع لنبضات قلبها الثائرة بعنف و ضراوة، عضت على شفتيها بخجل و هي تخبي وجهها بيديها. 

______________________
بعد مرور نصف ساعة 
نزلت زينب الدرج ببطئ و اضطراب بعد أن بذلت ثيابها لأخرى فضفاضة رغم ان الضيوف هم نساء المنطقة لكنها تخشي اي اصطدام معه و تعلم أن غيرته و ربما تفتك بها و به. 
ابتسمت بيلا مقتربة من زينب التي دلفت الى داخل شقة والد زوجها للتو قائلة بهمس و خبث:

-"اتاخرتي يعني يا ملك و بعدين ايه دا انتي غيرتي العباية مش كانت عجباك و لا ايه" 

اشاحت زينب بعينيها عن والدتها متمتمه بخجل :-
"اصل حسيت أنها ضيقة شوية و ممكن اي حد يطلع من الرجالة و.. و ساعتها هتبقى مشكلة" 

غمغمت بيلا بخبث قائلة بسعادة :
-"اه قولتيلي ضيقة طب هو صالح كان بيعمل ايه فوق و سايب الرجالة تحت مش أصول برضو يقف معهم وخصوصا ان والده مش موجود" 

كانت زينب تفرك كفيها ببعضهما قائلة بارتباك و خجل:
-" كان.. كان، اه صحيح كان عايز يقولي انه خالص جهز شهادات الميلاد بتاع الولاد" 

-"بس كدا" سألتها بشك 







الان ان زينب ردت بنفاذ صبر و خجل:
-" اومال يعني هيكون عايز ايه يا ماما، هو كدا بس"

قبلتها بيلا قائلة بسعادة و حب:
"ربنا يسعدكم يا حبيبتي و بعدين جوزك اكيد زهق من قعدتنا معاكي و اكيد الاولاد وحشينه "صمتت للحظات قبل أن تتابع بخبث :
-"و اكيد انتي كمان وحشاه" 

أخفضت زينب بصرها ثم اتسعت ابتسامتها جعلت بيلا تشعر بالسعادة لاجلها متمنيه لها حياة سعيدة مع زوجها قاطعهما في تلك اللحظة صوت حياء قائلة بحناان و جدية:

-" انتم واقفين هنا و سايبين الضيوف ياله عايزين نفرح شوية و كمان نفرق السبوع ياله يا بيلا زوبا ورايا "

ابتسمت بارتياح و هي تدخل للصالون الشاسع حيث تقف إيمان في منتصف الغرفة تضع يونس في الغربال و خلفها حبيبة و عائشة كل منها تُمسك غُربال و تضع به فتاة و يلتف حولهم الأطفال و النساء ، بعض العادات المصرية

أطلقت السيدات الزغاريد بسعادة وهم يقتربون من زينب محتضنين اياها و مباركين لها بينما بادلتهم ذلك بسعادة و طيب نفس. 

كانت النساء يغنين و يقوم برش الملح و الأطفال تلتف حوالهم مر الوقت بسعادة  ومرح دون الشعور به 

______________________
في إحدى الأحياء بالاسكندرية
صف جلال سيارته بجوار تلك البنايه القديمة حيث تقطن شمس و زوجها ذلك المدعو عزت رغم ان جلال لم يهتم كثيرا بالأمور المتعلقة بشمس الا انه عرف بعض المعلومات عن عزت منها انه يصغر شمس بثلاث سنوات، ذات شخصية طامعه من القاهرة و جاء للاسكندريه قبل بضع سنوات حيث تزوج من شمس و هو زوجها الثاني، متزوج من امرآه اخري، يلعب القمار في ذلك الكبارية المعروف بأنه ملك امرأه تدعي سونيا..... 









صعد الدرج و هو يذكر الله لكن سمع صوت صرخات عاليه ليري بعض الجيران يقفون مقيدين الأيدي أمام شقة عزت وهم يستمعون لصرخات تلك المرأه مستنجده بمن حوالها الا انهم لم يستطيعوا التدخل بين الرجل و زوجته. 

حاول جلال العبور خلالهم و دلف الي الشقة حيث كان الباب مفتوح على مصراعية
في تلك اللحظة 
كان «عزت» يضرب«شمس»و يسبها بافظع الشتا"ئم الا عندم رأي «جلال» يقف داخل المنزل، تركها بخوف و توتر بينما رفعت شمس عينيها بانكسار ليري عينيها المليئة بالدموع و وجهها المتورم أثر صفعات عزت لها. لا يعرف لما شعر بالشفقة عليها
 لكن الله عادل ما فعلته بالماضي لحياء عندما جعلتها تتجرع من كأس الغيرة و الانكسار و العتاب من الجميع ذلك الشخص يُحاسبها عليه... لا تظن أنك تحيا وحدك بتلك الحياة... 

ركضت شمس مهرولة نحو جلال لتقف خلفه بتضرع و رجاء و هي تمسك بذراعه بقوة و خوف بينما التمعت عينيها بدموع الانكسار مغمغمه بحزن:
-"متسبنيش يا جلال هيموتني"


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-