![]() |
رواية عشق الفصل العاشر 10 بقلم كنزةالحلقة العاشرة من رواية عشق عنوان الحلقة : أنا لا أغار. القسم الأول: أنا لا أغار، من قال أن ذلك الشعور سيهزمني؟ لا بل أغار، أغار عليك عندما لا تُحادثيني وأفكر بمن أنت معهم و تحادثيهم فأجن و أحزن... أصبحت أحبك لدرجة الكره لكل شئ يحوم حولك... أغار ممن يرون حسنك بينما حرمت عيني من التمتع بالنظر لبهائك.... أغار عليك من عيون العابرين.. من النسائم التي تداعب شعرك فلقد رُزِقتِ جمالًا لستُ أدركه وأظن أن ربي خلقك من الأزهار فأنا أغار عليك غيرة تشبه جمالك فلا جمالك ينتهي ولا غيرتي تموت ....الغيرة سوف تحرق قلبي يومًا ما ومع ذلك فكل هذا لا يهمني ، أنت فقط من يهمني ، يهمني أن تكوني دائما بالقرب مني.... حين أغار أود باحتضانك أمامهم لكي أخبرهم بأنك ملكي أنا...اريد أن أحضنك بعنف كعنف مشاعرى حين أغار وحين أشتاق وحين أحتاجك.... غيرتي تجعلني مجنونا ولكنها مشكلتي إني أغار على أشيائي بشكل مبالغ ، وانت أصبحت كل اشيائي فعندما أغار عليك من اتفه الأشياء و اخلق منها مشاكل فتأكدي أن هذا بسبب شدة جنوني بك يا عشق العقل والفؤاد.. 💞 هنا فتح باب الغرفة فجأة عليهما، حدث ما تحاشاه وهربا منه واختبآ، حدث الأصعب، التفتا معا وبحلقا بالباب فلا مفر الآن، بعيون متسعة طالعا الشخص الوالج للغرفة، لا يزال قريبا منها ولا تزال بمكانها. دلف جوناي مندفعا لكنه تفاجأ حين لقاهما أمامه، بذلك القرب ويده تمسك بذراعها وهي بلباس النوم الخفيف ويبدو عليها علامات النوم، طالعت هي أمير بعيون متسعة ثم سحبت يدها من ذراعه بقوة وابتعدت قليلا عنه. ناظرهما بتلك النظرة ينتظر تفسيرا و يحاول ان يستوعب وجودها بوقت مبكر هناك، لا سبب يجعلها تذهب بذلك الوقت وبذلك المنظر. لم يجد أمير منفذا غير الصراخ في وجه أخيه قائلا: ألم يعلمك أحد طرق الباب قبل الدخول؟ طالعه جوناي مذبهلا ثم ناظرها هي فأحست بغصة، لوهة أحست أنها مجردة الثياب، لوهلة أحست أنها نكرة وهاهي تلك الأصابع التي أشارت إلى صفوتها قبلا هاهي تعيد الكرة وتتجه كلها نحوها، لوهلة تمنت لو كانت نسيا منسيا ولا رأت تلك النظرات. رد جوناي بجدية : انس الباب الآن وأخبرني هل ما سمعته صحيح؟ نظرت ريحان لامير باستفهام فأوجست في نفسها خيفة ومن سيطمئنها وا حسرتاه، طالعها هو بحسرة ودّ لو يخاطبها بخفوت ويهمس أنه معها وأنه لن يصيبها بأس ولن يذمها بشر ما دامت حلاله لكنه سبب البأس والأذية. ابتسم أمير وتحدث قائلا ببرود: ومالذي سمعته تحديدا أخي؟ مع أنني لست مضطرا لأبرر لك. سكتت، حزنت وتألمت، كتمت غيضها كعادتها داخل فؤادها الهرم، إنها عفيفة تريد أن تصرخ قائلة إنها بريئة مم يتهمونها به تريد أن تحدث الكون بها، لكن... كعادتها لجم لسانها فبحلقت به كمن يبحلق بيأس ينتظر القصاص. تحدث جوناي أخيرا فجاءها الخلاص لا القصاص حين قال: أانتما حقا متزوجان؟ ناظرته دهشة وكذلك أمير ثم زفر بضيق واردف: نعم ما سمعته صحيح ريحان زوجتي. أما هي، كسحابة حزن ماطرة، تنتشر العواصف وتكبر داخلها لكنها تكتمها ولا تطلقها، إن كتمتها تأذت وإن أطلقتها تأذت، جافتها الضحكات وشمس الأماني، أصبحت لا وطن لا أمل لا عزوة فأعرضت عنها السعادة من غير ذنب. ضحك جوناي ساخرا ليضيف: زوجتك ! يعني ريحان زوجتك؟ أضاف: نعم كما سمعت تحدث جوناي مشيرا لريحان: زوجتك! أمير بتذمر: قلت زوجتي ألا تسمع؟ انفجر جوناي ضاحكا مستنكرا مم سمع، لقد علت قهقهته واثنيهما يناظرانه مذبهلان، بالكاد استوعب فتوقف عن الضحك.وتحدث قائلا: اهي مزحة؟ أمير بجدية: لا ليست مزحة، كما سمعت هي زوجتي. طالعت هي أمير بعيون جاحظة، إنه زواج شرعي على سنة الله ورسوله، لكن ما قادها إليه هو بطشه فما أحست للحظة بالسعادة حسن تزوجته وما أحست أنها سيدة تحمل اسمه. ناظرها جوناي برهة ثم خاطب أخاه قائلا: أمير كيف تريدني أن أتقبلها؟ تقول زوجتك هكذا بهذه البساطة، كيف حدث ومتى؟ ولم أخفيتم ذلك؟ أسئلة تهاطلت عليها كمطر من سهام أصابت كل جزء منها فسقطت على ناصية الشارع تصارع، بنظرات وئيدة طالعته تمنت لو يصمت قبل أن تسقط أسيرة الأسى أمامه، قاومت وتحركت، انسحبت من بينهما إلى الخارج، هربت والهروب نصف الشجاعة هنا لكن أمير امسكها من ذراعها ثانية ليتحدث برجاء: لا يجب أن تذهبي هكذا. نظرت الى موضع يده ليزيل يده عنها ثم انسحبت لخارج الغرفة نحو غرفتها ولم تعقب لتترك جوناي هناك واقفا بدهشته ينتظر تفسيرا من أخيه. طالع أخاه وتحدث قائلا: من المؤكد أن لديك تفسيرا لما سمعت وما حدث امامي فاحضار فتاة للمنزل على انها مربية ابنتك ثم يتضح أنها زوجتك سرا ليس بالشيء الهين؟ رد امير: لا شيء غير واضح ريحان زوجتي لكننا لم نوثق زواجنا مدنيا جوناي مستفهما: لحظة أمير لم افهم تقول زوجتك ولم توثقوا زواجكم ههه ما محلها من الاعراب هذه الجملة؟ هل تعيش بعنتاب؟ أنت باسطنبول، اسطنبووول. أمير ببرود: عنتاب أو المريخ المهم أنها زوجتي شرعا على سنة الله ورسوله قهقه جوناي ساخرا ثم قال: لم أفهم شيء، كيف زوجتك ولا احد يعلم؟ وكيف دون توثيق؟ولم احضرتها هنا ان كانت زوجتك سرا؟ولم تعاملها بقسوة إن كانت كذلك؟إما انك تتحدث بغير لغة أم انني غبي لا افهم؟اشرح لي مثل الخلائق ماذا يحدث؟ فانا صدقا لم أفهم ولا كلمة مما هذيت به. أمير: تعال اجلس اولا وساخبرك بكل شيء. جوناي بغضب: لا اريد الجلوس فقط تحدث امير: ريحان.... ....................... أما هي ففي غرفتها كانت تتحرك أمام سريرها تروح وتجيئ مرتعبة،تحادث نفسها كالمجنونة وهي بتلك الحالة وتقول:كيف أخبره ولم فعل هذا؟ ياربي ياربي بماذا سيعترف؟ وان سأله كيف عرفتها ماذا سيجيب؟ اف طبعا سيقول احضرتها من كازينو للقمار وكذا وكذا؟لا لايمكنه قول ذلك عني فهو يعرف أنني نقية وأنني لا أنتمي لذلك المكان، ولكنه احضرني من هناك اللعنة عليك يازوج عمتي انت وامير اسوء من بعضكما سأخبر الله بكل شيء، لا اصدق سينظر الي جوناي باحتقار وهو الذي يناديني أختي، بعدها سيقول انني فتاة ذات سمعة سيئة، كله بسبب غبائك، هل ارتحت الآن؟ هل ضميرك مرتاح؟ ماكان يجب أن تهتمي به طوال الليل حتى غفوت دون وعي تفضلي حليها إن استطعت، غبية غبية. ثم جلست على طرف السرير تفكر تريد مفرا من إشارات جوناي ونظراته، تنهد بضيق بعد أن استطرد حديثه لأخيه مخبرا إياه كل ما اقترفه والحكاية بتفاصيلها وجوناي يناظره مذبهلا ليختم بقول: هذا ما حدث، ولك الحكم أخي. طالعه الآخر بغضب ليردف قائلا: اذا لم لا تحررها من سجنك هذا فانت لا تستحقها أخي. أمير بضيق: لا يمكنني أخي، هذا صعب لا بل مستحيل، إن استمر للحظة دونها هي تملكت قلبي لدرجه انسى من أنا إذا طالعت عيونها، إنها دواء روحي. ضحك جوناي ساخرا ثم حرك يده وعيونه على أخيه ليتحدث يشد على أسنانه بغيض: تملكت قلبك قلت حقا؟ أها وتقولها بشكل عادي. ضم يده وعقدها ليوجه لأخيه لكمة قوية كادت توقعه ثم صدح صوته بأرجاء الغرفة مهددا: إن كان لديك ذرة شرف ردها إلي، انت لست شيطانا كما سمتك بل اسوء من ذلك لا اصدق انك اخي امير لا يمكن، ماذنبها فقط أخبرني ماذنبها؟ بأي حق صنعت بها ما صنعت. طأطأ رأسه وطالع الأرض وتحدث بصوت خفيض خجل مم صنع: استحق كل شيء فهي لا ذنب لها انا المذنب الوحيد بكل هذا جوناي بغضب: سيأتي يوم وتعرف كل شيء وستتركك وتتحرر من قضبانك التي أسرتها خلفها، وعندها ستبقى وحيدا ولن يشفق عليك أحد يا ابن امي وابي، ثم حمل نفسه وتحامل عليها يداري غضبه ولو بيده لأبرحه ضربا لكنه يبقى أخاه الأكبر فانسحب وخرج غضبا من الغرفة و ضرب الباب خلفه بقوة حتى فزعت هي من صوت الباب، اقترب من غرفتها وطرق الباب وتحدث: هذا انا ريحان ايمكنني الدخول؟ ريحان: تفضل اخي. دخل لتقف امام سريرها وطالعته حزينة منكسرة، اقترب منها قليلا وزفر بحنق فأنزلت رأسها وتحدث بضيق؛ بشأن ما سمعت.. قاطعها متحدثا برجاء: أنت قلتها منذ قليل، أخي، وأنا لن أكون إلا كذلك منذ هذه اللحظة وحتى آخر نفس بحياتي. وأخيرا وبعد طول انتظار على قارعة الطريق تمر من خلالها عقارب الساعة أتاها الفرج وصار لديها عزوة، صار لديها حام سيدافع عن قلعتها ويواجه الشتاء معها. ابتسمت فقد أحست براحة لتتحدث قائلة: شكرا ابتسم جوناي مردفا: لا يجب أن تشكريني بل انا من وجب عليه الاعتذار لما حدث معك بسبب اخي، لا أعرف كيف فعلها بل لا أصدق. غصت لكنها تدارت وراء هدوئها وبابتسامة وئيدة طالعته واردفت: لا تهتم. طالعها بحزن ليردف: هناك انكسارات لا تجبر ولو بعد مليون سنة بل تترك ندبات جلية تأذيك كلما نظرت إليها. ريحان بحزن: هل اخبرك؟ جوناي بصوت خفيض: عرفت بكل ما فعل، هذا ليس اخي الذي اعرفه، هذا شخص مريض حتما ويعاني عقدا. أضاف جوناي بجدية: ومن الآن إن حاول هو أو غيره اذيتك ساكون له بالمرصاد لن يؤذيك أحد مادام لك اخ اسمه جوناي وكفي عن ذرف الدموع اكثر لا احد يستحق ولا شيء يستحق. اغرورقت عيونها الرقراقة دمعا فأضافت بصوت أجش يغالبه البكاء: شكرا اخي جوناي: بل انت شكرا لوجودك يكفي أن شقيقتي ابتسمت وخرجت من عزلتها بفضلك كما أن ابنة اخي تحبك وما تحبه اوزجي نحبه ايضا. انسحب من الغرفة بعدها وما أن خرج ومشى خطوات حتى التقى بوالدته التي كانت متوجهة للاطمئنان على حال أمير، توقف جوناي عند والدته وقال: صباح الخير امي جافيدان: صباح الخير بني ماذا كنت تفعل بغرفة تلك القروية؟ رد جوناي بنبرة حادة مستنكرا حديث والدته: اولا تلك القروية لديها اسم لا بل اسمان ريحان وعشق، اختاري ما يعجبك وثانيا لقد كنت اطمئن على حالها لا اكثر جافيدان بغضب: وما حاجتك للاطمئنان على حالها بم تخصك؟ أصلا ماكان يجب أن نوافق على إقامتها بالقصر. زفر بحنق ليردف: أنا سافطر سريعا وأذهب لجامعتي ياخانم لديك أمير يمكنك أن تعلقي معه كيف ما شئت. جافيدان: أها الحمد لله انك تذكرت أن لديك جامعة. جوناي: امي لطفا، ثم انصرف من أمامها واكمل طريقه الى غرفته بينما هي دخلت غرفة ريحان اولا حتى دون طرق الباب لتفزع الأخرى التي كانت تهم بدخول الحمام وتصرخ بها: افزعتني على الأقل اصدري صوتا. جافيدان بغضب: هل ساعيد على مسمعك كل مرة انني مالكة كل شيء وادخل بالطريقة التي اشاء اينما اردت؟ ريحان: وانا لم انس ذلك ايضا لكن من الآداب أن تستاذني قبل دخول مكان حتى وإن كان خاليا من السكان. ضحكت جافيدان ساخرة لتضيف: من يسمعك وانت تتحدثين عن أدب الاستأذان يفكر بانك ملاك لكن من يخالطك يصدم من تصرفاتك القذرة حاولت تملك غضبها فقالت بهدوء: من فضلك ياخانم لا اريد ان اناقشك بشيء جافيدان: ما اوقحك رميت طعمك وقلت وليكن لاصطد ما اصطدت بكل الاحوال الغنيمة لا تعوض ريحان: ماقصدك؟ ردت جافيدان: تعرفين ما ا عنيه جيدا لم تجدي منفذا لامير قلت لاقلب على جوناي ومن يدري ربما ستحومين حول حكمت ايضا فامثالك مستعدون فعل أي شيء لاجل المال حتى وإن كان اللعب بالاخوة بنفس الوقت لكن باحلامك هم من سيستمتعون بك ويرمونك خارجا مثل القمامة حين يعرفون حقيقتك. لم تلبث أن سرت النجلاء قليلا حين لاقت سندا تشد عضدها به في هذه الحياة حتى أتتها تلك وصفعتها بقوة أسقطت سرورها أرضا. طالعتها بحسرة، أوجعتها تلك الكلمات فلملت وجمعته بقلبها ثم تحدثت بثقة مردفة: السكوت عن الا..... استغفر الله لن ارد عليك بشيء فمع هذيانك هذا الصمت سلطان. جافيدان: غبية سارميك يوما لا تقلقي ولعلمك اعتذاري ذلك كان أمام أمير فقط لكن الحرب بيننا ابتدأت بتلك اللحظة وانت من جنت على نفسها وتحدتني. لكن أمير كان عند باب الغرفة واقفا مصدوما فقد توجه لحظتها للاطمئنان على ريحان بعد الذي حدث أمامها لكن ما سمعه من كلام جارح جعله يتجه مباشرة إلى الحديقة ليأخذ منها بعض الهواء وقد اعتلاه غضب شديد فزوجته تقذف بشرفها أمامه ولا يستطيع أن يحرك ساكنا. وقف عند حافة المسبح حزينا ينظر لانعكاس صورته في الماء تمعنها برهة ثم خاطبها ليقول:ما احقرك انها زوجتك جانبك الايسر كيف تسمح بأن تهان امامك هل لجم لسانك ؟انت حقير أمير تارهون انا كل يوم اكرهك اكثر. انسحبت ريحان من أمامها دون رد وتوجهت للحمام لأخذ حمام ساخن علها تريح اعصابها التعبة قليلا لتتركها واقفة تتآكل بغيضها ثم انسحبت هي الأخرى من الغرفة مباشرة. عاد أمير للداخل بعد مدة وتوجه لغرفتها حينها،طرق الباب لكن لا رد ما جعله يدخل وهو يبحث عنها بعينيه بين زوايا الغرفة لكنه لم يجدها. جلس على طرف سريرها وهو يتذكر كلام والدته واتهامها لها ليتحدث بصوت عال ويقول: كيف تتحملين كل هذا ياعشق؟ هنا خرجت من الحمام لتجده جالسا هناك لكن ما أن رآها حتى وقف يطالعها بنهم. كانت ترتدي برنس الاستحمام وتلف شعرها بالمنشفة ليشرع في تأملها وتفاصيلها وجمالها ونعومتها، نجلاؤه وما رسم على وجهها من جمال. نظرت هي اليه بعيون متسعة لتصرخ به: ماذا تفعل هنا؟اخرج هيا لكنه لم يفعل بل اقترب منها قليلا يناظرها بحب ثم ابتسم وتحدث بكل ثقة: غرفة زوحتي وأردت أن أطمئن عليها أليس هذا من حقي؟ عادت قليلا للخلف وقد دب الرعب بجسدها ما جعلها تضم البرنس بيديها عند صدرها وتشد، لتقول: ماذا تريد؟قلت اخرج. لتخاطب هنا نفسها وتقول: لا تخافي فانت لست ضعيفة لا تخافي اطرديه فقط ثم قامت بلفه سريعا ودفعه على ظهره كي يخرج وهي تقول بغضب: قلت اخرج من غرفتي قبل أن اصرخ وأجمع حولك كل من بالقصر. تقدم خطوة وهي تدفعه للباب بصعوبة لكنه باغتعها ليلتفت سريعا ويقبل وجنتها قبلة قصيرة، قبلة مسروقة، لربما مرحة أفرحته لكنها أحزنتها، هي مجرد قبلة لكنها حرق بنيران الغدر أصابتها، أما هو فقد سرق من السعادة جرعة أبهجت قلبه. كل الذي استطاعت إليه سبيلا كي تنقذ نفسها أن تضربته لكتفه عند موضع جرحه فأوجعته بشدة فتألم وانهزم مستسلما للألم، طالعته بغضب ورددت تشد على أسنانها: أخرج من الغرفة حالا. انسحب سريعا إلى غرفته ولم يعقب. فتح تلك الجروح التي سبب، آذاها من جديد فتحركت ورمت نفسها على السرير وأخذت نفسا عميقا تحاول أن تهدأ ثم مسحت قبلته براحة يدها بقوة وكأن بأسا أصاب وجنتها فرددت بغضب: لم أقابل في حياتي أوقح منه، كل الصفات القبيحة تجمعت به، اتمنى أن تصاب ولو بنقطة مما تسببه لي من ألم ومعاناة كل يوم. من اليوم وصاعدا يجب أن أغلق باب غرفتي بالقفل قبل دخولي للحمام مرة ثانية كي لا يكرر فعلته احمق اف اف، اللعنة كيف أزيل أثر قبلته الملعونة من وجنتي؟ أما هو فبعد أن أخذ جرعته من السعادة وارتاح قليلا تحرك من الغرفة و خرج واستقل سيارة أجرة ليطلب بوراك على الهاتف. رد بوراك: اووووه انظروا من اتصل أمير بيك، بالكاد أصدق، جيد أنك تذكرت أن لديك صديقا اسمه بوراك. أمير بتذمر: ها قد بدأ. بوراك: أنت لا تبدأ تأففك، ثم أين انت يارجل منذ زرتك بالمشفى لم تتصل ولا مرة بعدها وأنت الذي كنت تأتي الى هنا بشكل يومي يارجل هل تبت من ورائي؟ أمير بخفوت: وهل التوبة شيء مخجل؟! بوراك ضاحكا: هههه، من معي؟ لا انت غير طبيعي لقد تغيرت كثيرا مؤخرا بالكاد أعرفك. أمير متذمرا: أترك لي مجالا للحديث صديقي. بوراك: تفضل أتحفني تحدث قائلا حينها: اريد رؤيتك رد بوراك: حسنا انا في الخارج اتريد أن نلتقي بالبار ونتحدث وتشرب شيئا؟ أمير: البار؟ لالا ،لا أريد والشرب تركنا دون رجعة اخي. انفحر الآخر مقهقها وكأنما يحادث شخصاوغريبا وليس صاحبه، ثم تحدث بجدية قائلا: غريب امرك نكتة مضحكة حقا المهم اين تريد أن نلتقي؟ رد أمير: أنتظرك عند الساحل قرابة المنارة. اقفل الخط ولف بصره ناحية الطريق يطالعها، لم بدت له غير مألوفة مع أنه يحفظها مترا مترا؟ ما الذي تغير بالطريق والمكان كله؟ ما الذي تغير بزمانه وعقارب ساعته التي تكاد لا تتحرك، ينتظر ويقتله الإنتظار لكنه لا يعلم ما الذي ينتظره؟ وصل إلى المكان المقصود، جلس وأخذ نفسا عميقا وارتمى داخل أمواجه يلاطمها كما نتلاطم أمواج البحر أمامه، إنه لصعب حاله فزفر بضيق وأردف: الهي لا تحرم قلبي من تأمل ملامحها الجميلة التي تحييه كل صباح.. وصمت هنيهة ليتنهد بحسرة ثم اكمل: وهل يحق لي دعاؤك ياالله، أنا الذي عصيتك وعصيتك وسترتني بسترك مرات ومرات ومرات وعدت لعصيانك وما استحييت منك، هل تراك تقبل توبتي وتغفر لي ذنوبي بعد أن بلغت عنان السماء؟ آه إن لم تغفر لي يا الله سأهلك، أنا بالأصل هالك ضائع خائف ضعيف وكلي حاجة إلي أن تمنن علي وتغفرلي ذنبي الذي أثقلني. في هذه اللحظة جلس بوراك بجانبه وتحدث مباشرة: من تحدث يارجل؟ ابتسم ورد: نفسي الموحشة، لا تهتم، كيف حالك بوراك؟ بوراك: أنا بخير أما انت فلست كذلك حتما مابك؟ لقد انقلب حالك فجأة. زفر بحنق وكأنه يختنق: لن أكذب، لست بخير فعلا لست كذلك انا احترق، هذا يحترق( مشيرا لقبه). سكت بوراك قليلا وطالع البحر مثل صاحبه لكن الإحساس يفرق ثم نظر لصاحبه الذي ما عاد يألفه فتحدث بجدية قائلا : أمير هل أصابك العشق؟ فما هذه إلا سجية عاشق. ابتسم صاحبه وطالعه برهة ثم زفر بحنق وقال: بل أصابتني عشق وأصابتني بفؤادي بالتحديد وقلبت كياني راسا على عقب، غيرتني تملكتني نويت أسرها ففعلت هي ذلك، سجنتها ببيتي فسجنت في سواد مقلتيها، حاولت تطويقها بذراعي القويتين فطوقتني هي يذراعيها الضعيفتين، أنا أضيع بمبسمها صديقي ولا اجد مخرجي، بل لا أريد ان ابقى على حالي سجين تلك المقلتين، أنا تائه صديقي، شكواي من بعد الله لك فهل لك من علاج صديقي؟ رغم أني أضعفة كلما ناظرتها برهة أو فكرت بها لكن لا أريد العزوب، المحها هنا وهناك المحها في وجوه كل البشر، اريد الولوج في جنة مقلتيها كي اسرق من لمعتها أكثر وأجعلها لي فقط، أريد أن أسابق الزمن كي أسرق منه لحظات سعادة معها، لكن هل يجتمع الماء والنار يوما؟ حين رأيتها صباحا بجانبي صدقا كان شعورا مختلفا، غمرتني السعادة ووددت لو أعانق عيناها، نجلائي هي وفاتنتي هل سأضفر بمثل هذا العناق يوما؟ ناظره بوراك مذبهلا لا يدري هل حقا هذا صديقه ثم انتظره حتى توقف عن الحديث ليردف : أمير، لم افهم شيئا، مابك هل حرارتك مرتفعة؟ ايؤلمك جرحك؟ماذا يحدث معك؟ انتظر لحظة لربما التقطت فايروس من المشفى. أمير: أنا لم اجرب شعورا كهذا من قبل، إنه لا يوصف، أنا مصاب بعيناها لا بفايروس. بوراك مستنكرا: أي شعور وأي عيناها؟ مابك؟ ابتسم أمير ليضيف: إنه الحب، أخذني عند شرفاتها ومثل شريط معلق على شجرتها المفضلة علقت، أتشبث كي لا اقع واهتز كي تلتفت لي، لكنها كلما هبت ريح أقفلت الشرفة دون ان تنظر، ما الحل؟ اقفز وينتهي امري أو أبقى معلقا تعبا علها تلمحني فأهنئ. هل سياتي يوم وتحبني أو بشكل أدق هل ستسامحني؟ اريدها اريد قربها اريد نيرانها اريد غضبها اريد ان تكون شمسي ونهاري وليلي وربيعي وكل فصولي، لكن نظرات الكره بعيونها تجعل قلبي هذا ينزف كل لحظة ولا دواء يعالج جرحي غيرها. بوراك: أمير لا افهم عليك تكلم كالبشر اولا. أمير: إذا حدث وآذاك أحد لدرجة أنك كرهته وأصبحت تتمنى موته كل لحظة وتدعو أن يذهب إلى الجحيم وأن تحصل العدالة الالهية كي ترتاح، هل يمكن لمشاعر الكره تلك أن تتغير وتسامح رغم الأذية؟ بوراك: يا أخي عن من تتحدث؟ رد أمير من عالم موازٍ: لقد آذيتها لكن وقعت وأحببتها رد بوراك مربتا على كتف صديقه: ربما يتحول الكره لحب وتسامحك من يعلم صديقي، كثير من قصص الحب بدأت بشجار أو علاقة سيئة بين شخصين وتحولت لحب، لكن قبل هذا هيا أفرغ ما في جعبتك، أؤيد تفاصيلا من تكون هذه التي جعلت أمير تارهون الذي يرى النساء مجرد تسلية وأداة للمتعة فقط يغير نظرته بهن؟ وليس هذا فقط بل يسحر بمقلتيها ويؤسر بلمعانهما كما وصفت، تحولت لشاعر. تحدث أمير الى صديقه مطولا كان هو يتكلم والآخر فقط يستمعو ويناظره مذبهلا فمن يجلس مقابلا له شخص آخر غير صديقه. انهى حديثه بعد مدة وأخرج ما في جعبته ليقرر بعدها المشي قليلا عند الساحل لكن وحيدا فقد رفض مرافقة صديقه بوراك له ليبقى كذلك مدة مشى ومشى دون أن يحدد وجهته حتى توقف اخيرا اين؟ أمام المسجد، كما قاده قلبه تلك المرة بسيارته فعل هذه المرة وهو مترجلا، قدماه أخذته بل كل جوارحه تطوق أن تدلف ذلك المكان، وجد نفسه واقفا ينظر إلى بابه إلى المكان الذي يجد فيه الغني والفقير والمريض والمعافى والكبير والصغير السكينة، الى المكان الذي لم يزره قبلا ولم يهتم له قبلا، لو ضاقت بنا الأرض بما رحبت فذاك المكان الوحيد الذي نجد به متسعا لترتاح به ارواحنا المختنقة، شيء في خلجات صدره شده الى هناك، ماله لا يطالع بناء بل يطالع مكانا رحبا تنبعث منه نسمات فيها شفاء ورائحة طيبة وراحة. حينها كانت صلاة الظهر قد انتهت والمصلون يخرجون افواجا أفواجا أحد يمر بجانبه واحد يلامس كتفه، وواحد هنا وآخر هناك لكن أمير لم يكن يرى أي شخص كأن الحركة والزمن توقفا لا يبصر، غير نفسه وسط المعاصي وضحكاته وهو ثمل ودموعها وهي بين يديه تترجاه وآهاتها والآية التي رددتها يومها عن الظلم والظالمين و و و ... كان يردد بذهنه قوله تعالى «وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ* مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ»، تلك الآية التي رددتها هي كثيرا، والآن تأكد أنها كانت سلاحها ضده. تنهد بضيق وأردف يخاطب نفسه اللّوامة : إنني أنا الظالم هنا انا العاصي انا الشيطان الرجيم، كانت نسمات الهواء البارد تضرب وجهه وكانما هي لهيب يضربه ليحرقه بينما جسده قد شل تماما فلا هو تحرك من موضعه ليتجنب لهيب النيران ولا هو غطى وجهه كي لا يحترق، لم يكن هناك بل بعالم بعيد كل البعد عن دنياه. اه من استهلال جل تلك الأسئلة العاصفة لنفسه، تسأله نفسه حاملة في طيات السؤال شيئا من اللوم والعتاب: أما آن لك يا امير أن تدخله لم انت خائف لم أتت متردد ؟ فيجيبها بحسرة علي ما مضي وما هو قابع به: لكنني لا اجيد الصلاة ولا احفظ شيئا من القرآن، ارتحل للبعيد يبحث عن نفسه السوية ولم يجدها، مثله كمن يجوب الصحراء عطشا يبحث في القفار عن قطرة ماء ترويه، فلم يجد بل وجد الظمأ يسابقها حتي هلك عطشا. اعاده لوعيه اخيرا صوت أحد المصلين وهو يقول: أخي هل انت بخير؟ استفاق وعاد من رحلته تلك ليقول: نعم أنا بخير بخير اخي الرجل: هل تاخرت عن الصلاة وفاتتك؟ أمير: تاخرت كثيرا تاخرت لسنين طوال الرجل: فهمت قصدك اخي، القلب يمرض كما يمرض البدن ، وشفاؤه في التوبة والحمية ، ويصدأ كما تصدأ المرآة ، وجلاؤه بالذكر ، ويعرى كما يعرى الجسم ، وزينته التقوى ، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن ، وطعامه وشرابه المعرفة ، والتوكل والمحبة والإنابة. اراح الله فؤادك ووفقك لما يحب ويرضاه ان شاء الله. ثم انصرف الرجل من امامه لينصرف أمير بدوره ويقول:سادخله يوما لا محالة سافعل سافعل لن اتردد لحظتها ولن اتراجع. عاد أدراجه ليعود للقصر. نزل ودخل الحديقة ليلتقي بصغيرته هناك ركضت ناحيته واحتضنته قبلها ثم امسك يدها ليدخلا معا القصر. كانت ريحان بذلك الوقت بالمطبخ تساعد في تحضير الغداء مع مليكة والباقين وما أن سمعت صوت اوزجي حتى وضعت كل شيء جانبا وتوجهت لعندها، سلمت اوزجي وجلست بالصالة اولا لتقول: بابا في الغد عندنا رحلة تخييم بالمدرسة ولقد طلبوا منا تبليغ اوليائنا لأنهم سيرافقوننا للرحلة. أمير مبتسما بحب: اها شيء جميل فكرة جميلة اوزجي: أجل بابا اريدك ان تذهب معي انت وماما. أمير بحماس: من ناحيتي اريد ذلك فقد مللت من النقاهة والجلوس بغرفتي، كانت ريحان تبعد نظرها عنه خجلة متذمرة بعد الذي فعله بغرفتها بينما هو كان يخاطب صغيرته ويسترق النظرات اليها مبتسما بخبث فهو قد أدرك انها تتحاشى النظر إليه خجلا بينما جافيدان التي كانت هناك كانت ترمقها بطرف عيونها بغضب. اوزجي: انت وافقت ولا تزال ماما ساتصل بها لاحقا واخبرها. أمير: لم لا تتصلين الآن وهكذا ننظم أمورنا. اوزجي فرحة: فكرة حسنا ثم أخذت الهاتف من والدها واتصلت لترد الأخرى سريعا وتقول: مرحبا أمير اوزجي: ماما هذه انا هنا دخلت سونا لتشاركهم تجمعهم. نازلي: اهلا حبيبتي اشتقت اليك كيف حالك؟ اوزجي بحماس: بخير ماما اسمعيني لقد نظموا رحلة تخييم بمدرستي في الغد وطلبوا منا إحضار اوليائنا لمشاركتنا التخييم،بابا ووافق لا زلت انت ساتاتين صحيح؟ نازلي: طفلتي كنت أود لكنني مشغولة جدا آسفة حقا،المعرض والصالون لو كنت فقط اخبرتني قبل أيام لنظمت وقتي وتفرغت لك. اوزجي: لكن لم نكن نعلم اليوم فقط ابلغونا بذلك. نازلي: حقا آسفة اوزجي بحزن: لا بأس ماما ساقفل الخط الآن اللى اللقاء. أقفلت الخط لينظر إليها أمير ويقول:عندها عمل صحيح اوزجي: صحيح بابا أمير: لا يهم انا معك وهذا يكفي. فكرت اوزجي قليلا ثم قالت: بما أن ماما لن تأت فلم لا تذهبين انت معي ريحان؟ ريحا ببلاهة: أنا؟وما دوري هنا؟ ابتسم فرحا وابتهج قلبه، نعم إنها فرصته كي يجتمع بعيونها ثم قال: صحيح فكرة ممتازة نرافقها معا وهكذا لن نخل بالوضع. سونا: فكرة حقا ولو لم أكن هكذا لذهبت انا،رحلات التخييم مسلية. ابتسم أمير واقترب مربتا على كتفها ليردف: سيحصل يوما حبيبتي، لدينا رب كريم سيحصل وتمشين حيث تشائين حبيبتي. ردت بخفوت: إن شاء الله أخي، أنا متفائلة. اوزجي: اتفقنا اذا ساذهب انا وانت وريحان ريحان بغضب مصطنع: اتفقتم قبل أن اوافق؟ أمير مبتسما: لماذا؟ ألست موافقة؟ ريحان: بالتأكيد لا يمكنني الذهاب اوزجي: ريحان لماذا دائما ترفضين؟ سونا: نوع الرحلات هذه ممتع حقا صديقيني ستتسلين كثيرا اساليني انا كنت اخيم مع أبي وامير بصغرنا وكنا نتسمتع لدرجة كبيرة امير: سنعيدها يوما سونا : إن شاء الله وايضا لا نريد ازعاج اوزجي يكفي أن والدتها لن تات. ابتسمت ريحان لترد: لا بأس انا موافقة جافيدان بتذمر: انا ساذهب لغرفتي لقد فاجأني الصداع ثم مشت وهي تمتم(من اين ظهر التخييم الآن وتلك الحمقاء انا اسعى لاعادتها للقصر وهي لا تهتم الا بلوحاتها السخيفة وصالونهاا)اف تلك الغبية ستدفعني للجنون يوما). عاد حكمت وقتها من الشركة التي تولاها بعد غياب أمير ليجدهم مجتمعين هناك أيضا ليشاركهم الجلوس زالحديث بعد أن سلم على الجميع. سونا: وانا ايضا سانصرف هيا صغيرتي تعالي لتغيري ملابسك ثم تعودين لتناول الغداء. القسم الثاني: انصرفوا تاركين امير وريحان بالصالة ليستغل هو الفرصة ويصوب بصره ناحيتها، يتأملها بنهم فيبعث السرور لقلبه كلما هربت هي سمنة ويسرة ببصرها منه، حادث نفسه قائلا :كم ارغب في أن أقوم من موضعي هذا واحتضنك بين اضلعي واصرخ بعلو صوتي أن هذه الفتاة زوجتي حلالي لي فقط ولن يتملكها غيري. زفرت بضيق لتردف هامسة: كم ارغب أن أقوم من موضعي هذا واضربك من بين عيونك تلك حتى تكف عن النظر إلي بتلك الطريقة، اف ياالهي اشعر أن وجنتاي ستنفجران من شدة الحرارة أحمق لا يخجل و والده بجانبه، ههه كيف يخجل؟ وهل هذا يعرف معنى والحياء؟ انتبه حكمت لنظرات أمير المصوبة على ريحان ليبتسم ويقول: بني باي عالم ذهبت؟ ناظره ليرد: ها تحركت هي من جانبهم قائلة: عن اذنكم طالعها قائلا: إلى اين؟ ابقي نظرت اليه مستفهمة لتقول: إلى المطبخ لمساعدتهم أهناك شيء؟ رد قائلا: لا لا شيء. مشت خطوات لتكمل(أذهب لجهنم إن شئت، ما دخلك انت؟احمق) مضى الوقت حل الليل.... تجلس ريحان في غرفة اوزجي التي كانت تستعد للنوم وتتحدث مع صديقتها فرحة متحمسة متحمسة للتخييم فهي لم تجرب ذلك قبلا، بينما الأخرى مكتفية بسماعها والابتسام، سرت لأنها سعيدة ونالت من ضحكاتها البريئة الجميلة ما نالت، هناك رابط وثيق جمعها بالصغيرة لا تجد له تفسيرا، لكنها على يقين الآن بأنها لا تستطيع مفارقة قطعة الحلوى تلك. دلف أمير الغرفة ليجد طفلته تقفز على سريرها وتتحدث عن التخييم بحماس، تضحك وتردد سنفعل هذا وهذا، وريحان تناظرها وتقهقه، ليست ضحكة اعتيادية بالنسبة له بل سبق شعوره بالابتهاج شعوره بالمفاجأة، فلأول مرة لا يبصر بكائها بل قهقهتها لا يلمس حزنها بل ابتسامتها، لا تهرب منه بل جالسة هنا ببيته مع بنته تحتضنها وتلاعبها فيشعر بأثر تلك الضحكات تدغدغ قلبه، فكأنها تحتضن خوفه وضيقه من نفسه كلما واست صغيرته. اقترب قليلا فسكتت مباشرة وابتلعت ضحكتها ما إن رأته، غص قلبه، أيقن أنه يسبب لها الحزن بمجرد أن تلمحه فابتسم يداري حزنه وراء تلك الضحكة المصطنعة ليقول: حسنا حبيبتي سنفعل كل هذا لكن هيا نامي وارتاحي كي تستفيقي صباحا بنشاط. ردت اوزجي: حسنا بابا وانت أيضا كي تستفيق نشطا. انحنت ريحان لتعدلها بفراشها ليفعل هو نفس الشيء عفويا ما جعل رأسه يضرب برأسها بقوة لتعود للخلف وهي تضع يدها موضع الضربة حتى شعرت بالدوران لتقول متألمة: اخخخ إنه مؤلم مما صنع رأسك الصلب هذا، للحظة كنت ستفح جبهتي. اقترب منها وازاح يدها عن موضع الضربة بلهفة ليردف: هل تأذيت كثيرا؟ انتبهت كما فعل هو، وجدت نفسها قريبة منه ووجها مقابل وجهه بل قريب جدا ، تلاقت أنفاسها بأنفاسه، فشعرت بضيق في قلبها وشعر بسكينة في قلبه، ناظرته دهشة واتسعت عيونها لحظتها حتى أنها لم تنتبه بأنه لا يزال يمسك يدها أخذ يجوب بتلك المقلتين الجميلة وحدث ما تمناه، غرق وغاص إلى عمق ذلك السواد، غريب كيف صارت الظلمة تستهويه، غريب كيف غدى الأسود لونه المفضل، غريب كيف سعى لمتاهة عيونها يريد الضياع، حادث نفسه قائلا: رائحتها جميلة جدا، انها ناعمة ورقيقة كازهار الاقحوان هل سيأتي يوم وتنظرين إلي بغير هذه النظرات يا عشق؟ هل يمكن أن تسامحينني؟ توالت أسئلته في السر أما العيون فقد ذهبت لغير موضع، من مقلتيها الواسعتين نحو ثغرها. تنهد بضيق وهمس: الوصول إليهما انتحار. انتبهت الى نظراته تلك وهمسه و إلى يده التي لاتزال تمسك يدها لتقول بغضب: اترك يدي لسحب يده بهدوء لكن لايزال قريبا منها. تحدثت اوزجي مقاطعة هدوءهما: لماذا تنظران لبعضكما هكذا؟بابا هل ستقبل ريحان. انتبه لحالته تلك وضياعه بعيونها ليستوعب حينها كلام طفلته ليقول: لا لا حبيبتي مالذي تقولينه انت؟ كنت اطمئن على حالها فقط خفت ان تكون قد تأذت، أوزجي عيب ما تقولين من قال لك هذا. غمزت لوالدها دون أن تنتبه ريحان فابتسم قليلا ثم تظاهر بالغضب قائلا: عيب طفلتي عيب حادثت هي نفسها قائلة: الله الله بم يهمس هو وابنته؟ ثم طلبت الاذن لتنصرف بعدها من الى غرفتها، ومع كل خطوة تخطوها يدق قلبه بشكل غريب ولم يزح نظره عنها حتى غابت فتنهد بضيق وأردف: العيب أنه قربك يمر كلمح البصر، لكن لن أستسلم حتى أعانقك بالساعات. جلست على الأريكة وأخذت نفسا عميقا لتردف: اووه هواء نقي، كدت أختتنق وهو بالغرفة، ماذا سأفع؟ في الوقت الذي أسعى فيه للتحرر من سجنك تحاول أنت استغلال الفرص والتقرب مني على ماذا تنوي هذه المرة؟ام انك غيرت طريقة تعذيبك لي؟ لكن باطأحلامك فانا ما عدت تلك البنت الضعيفة التي أحضرتها اول مرة بل قسوتك وألمك صنع مني عشق جديدة،عشق لا تهاب أحدا ولا شيئا. طرق بابها فجأة قاطعا خلوتها بنفسها، أدركت أنه هو فلم تتلفظ بشيء ليدخل مباشرة، نظرت إليه ووقفت سريعا لتقول: من سمح لك؟ أمير ببرود: زوجتي وهل أحتاج إذنا لذلك؟ ردت غاضبة: اوووه لا يكل ولا يمل، ما هدفك؟هل غيرتك طريقة تعذيبك وإهانتك لي من العنف الى اللين؟ نصيحة فقط قناع البراءة هذا لا يليق بوجهك فملامح الوحش التي به لن يذهبها شيء اي شيء كان مهما حاولت، لم تسمع يوما بشيطان تحول لملاك صحيح؟ رد قائلا: لا، سمعت أن وحشا تحول لأمير بقبلة من ريحانته لكن التي قلتها لا تأففت وأضافت: لا حول ولا قوة إلا بالله. أمير: لقد ظلمتني لقد جئت للئطمئنان على حالك لا اكثر، هل راسك يؤلمك؟ ريحان ضاحكة بسخرية: ظلمتك، لا، اخرج من غرفتي هيا سريعا أمير: حسنا لا بأس سأخرج وأدعك ترتاحين فعندنا رحلة بالغد، ستستمتعين بها. ريحان بغضب: أنا إن وافقت فهو لاجل أوزجي لا أكثر. أمير: وليكن المهم ستستمتعين بالجو الربيعي والأطفال وجمالهم. ريحان: انصرف. خرج من غرفتها يبتسم ببلاهة، لترمي هي بنفسها سريعا على سريرها ثم مسحت على وجهها براحة يديها مردفة بحزن: ساعدني ياالله لا أدري الى ما يخطط، سترك وحفظك يارب، اللهم اصرف شره عني يارب. وقف خلف الباب ليقول: ما احلاها تشبه القطط حين تغضب لدرجة أنني تشتهي اكلها ثم انتبه لحالته ليعود لغرفته ثم استلقى بفراشه محاولا النوم، تقلب هناك وتقلب لكنه لم يتمكن من النوم، اقترب من الوسادة التي كانت تتوسدها صباحا لينتبه لوجود شعرة طويلة من شعرها علقت على الوسادة،اقترب وحملها ليتذكرها حين استيقظ ووجدها بجانبه فابتهج قلبه وثارت كل مشاعره تتراقص فرحا فأردف قائلا: ستشاركينني هذا المكان يوما وبحب ولن اهنئ حتى يحدث ذلك وحينها سأستفيق كل يوم حتى آخر عمري على ابتسامتك الساحرة ورائحتك العطرة. بعد مدة نام اخيرا كما فعلت هي أيضا وقد أصحبت تنام بشكل طبيعي دون حاجة للأدوية بعد أن ارتاحت نفسيتها بشكل ملحوظ رغم ما عاشته من ألم وأسى على يد الوحش. حل الصباح، إنه يوم الرحلة، يوم عيد بالنسبة لأوزجي. استفاقت ريحان وجهزت نفسها ثم جهزت الصغيرة وتوجهتا للإفطار ليستيقظ أمير بعدهما سعيدا على غير عادته ليغير ملابسه سريعا ويتجهز ليتوجه بعدها للإفطار مع عائلته جلس على الطاولة لكن جوناي كان يرمقه بطرف عينه دون أن يتحدث إليه بحرف واحد. انتبهت جافيدان الى النظرات المتبادلة بينهما لتقول: أمير جوناي ماذا هناك؟ جوناي: ماذا امي؟ جافيدان: هل انتما على خلاف ام ماذ؟ أمير: كبرنا على مثل هذه الأمور امي، بالطبع لا يوجد شيء نظرت جافيدان لريحان التي شاركتهم يومها الافطار لتقول: لكن حين تنشر فتنة بين الإخوة سيختلفون بل يتعادون. رد جوناي بجدية: لا فتنة ولا طرف ثالث أمي ارتاحي، انا واخي لا خلاف بيننا ولن يكون تعرفين مدى حبي له، والآن عن إذنكم لقد تأخرت عن دروسي بالعافية، رحلة موفقة جميلتي، ثم حمل جاكيته لكنه قبل انسحابه اقترب من ريحان ليقول هامسا: إن آذاك بشيء اتصلي بي ولا تترددي بذلك. ابتسمت وردت : شكرا طالعتها والدته بغضب واحتقار، لا تطيق وجودها هناك، تتوعد لها بالانتقام، أما حكمت فلم يتلفظ بشيء فقد كان يشعر ببعض التعب لينسحب من الطاولة ويتوجه لغرفته ليرتاح. انهوا فطورهم وتوجه أمير ومعه ريحان والصغيرة إلى المدرسة،كانت مليكة تنظر إليهم وكيف تمسك الصغيرة بيد والدها من جهة وييد ريحان من الجهة الثانية لتقول براحة: الحمد لله، الصغيرة تحسنت ورأينا ضحكاتها الجميلة حتى ابنتي ريحان كذلك، اللهم ارح قلبهما ليرتاح قلبي يا الله. اجتمع الكل في المدرسة وانطلقوا ليصلوا بعد مدة إلى وجهتهم المقصودة مع الاطفال الباقين واوليائهم وهو المخيم. نزلوا من السيارة لتتحرك اوزجي سريعا للذهاب الى صديقاتها بينما تحركت ريحان لصندوق السيارة لجلب اغراض اوزجي لكنها وجدت امير هناك قبلها. نظرا لبعض بصمت، لتتحرك وتحمل هي اغراضها واغراض اوزجي مبتعدة عنه لحظتها انت اوزجي وهي تقول: لنضع اغراضنا في الداخل ولنذهب الجميع مستعدون. امير : اهدئي لن يبتعدو كثيرا، اوزجي: بابا ارجوك، هيا لنسرع تحرك لأخذ اغراضه لغرفته بينما نقلت ريحان اغراضها واغراض اوزجي لغرفة مقابلة لغرفته، وسريعا خرجت الصغيرة من الغرفة تتحدث لريحان قائلة: هيا ريحان تأخرنا كثيرا، ليتحرك امير خلفهم ببطئ. تجمع الجميع هناك ليقوم الاستاذ آدم بشرح وجهتهم وما سيقومون به ماجعل اوزجي و رفاقها يتحمسون كثيرا، كان الاستاذ آدم قد قسمهم لمجموعتين ولكن اعتذر امير عن الانظمام بسبب اصابته آدم: لا مشكلة سيد امير المهم لنا وجودك هنا. تحركوا للتوغل في المخيم الذي كان عبارة عن غابة ، كانوا يتنقلون ليبدؤو بالتقسم و توزيع المهام فيما بينهم فمنهم من يجمع الخشب لنار المخيم ومنهم من يجهز المكان و منه من يحضر الطعام، كان امير يراقبها هي و اوزجي وهما يطبخان، كان بعيدا ولكن لم يزح عينيه عنها ولا لثانية، ثم توجهوا للمسابقات بعد الغداء، تقسموا لقسمين للمشاركة بمختلف النشاطات. قاموا بسباق للمشي لمسافة طويلة قليلا من أجل الوصول لمخيم آخر، كانت ريحان و اوزجي يتنقلون بحرية فقد أحست الجميلة بحرية زائدة عند غياب امير عنها ولكن غيابه اخل بعدد المجموعة ما جعل الاستاذ آدم يعوضه ، كان مع اوزجيةوريحان ومجموعتهم ليتوجهوا للمخيم و اللحاق أولا ، اما ريحان فلم تنتبه له فكل اهتمامها الاستمتاع بغياب أمير و الحفاظ على اوزحي التي كانت تتحرك مع رفاقها قريبة من ريحان، ولكن لفت انتباه آدم هدوء ريحان وتركها لأوزجي تستمتع بوقتها فهي لم تكن تسير فقط بل تكتشف ما حولها وتحمل عدة حشرات لتأتي بها لريحان وهي تسأل عن اسمها والأخرى تجيب، فمنها الدعسوقة و منها اليعسوب، لا تخشى اي حشرة، اما ريحان فكانت تجيبها وهي تأشر لحشرات أخرى لتخبرها عنهم . كان امير قد استقل سيارة للذهاب لمكان المخيم الآخر لينتظرهم هناك ولكن انزعج من طول انتظاره يسأل نفسه ألف سؤال ثم يفكر بها وبقربها الليلة الماضية وعبق رائحتها الذي حفظته ذاكرته. بعد مدة وجد مجموعة تقترب من المكان ، وقف وهو ينظر بترقب ، ولكن ليست مجموعة ابنته ليعود لمكانه وهو ينتظر ولكن لم يطل انتظارهم ليجدهم يدخلون المكان. ركضت اوزجي لوالدها وهي تضحك وبيدها دعسوقات لتقول: بابا عندي دعسوقة. نظر لها وهو يبتسم ليقول : دعسوقة جميلة، مثلك حبيبتي و لكن أين ريحان؟ اوزجي: أنا ركضت مع أصدقائي وهم قادمون ربما هي خلفنا. نظر امير أمامه ليجدها تآتية مع الامهات و الآباء ،كانت تمشي جانبا وهي تنظر لأوزجي فقد اقلقتها بهروبها، اطمئنت عندما وجدتها بخير ولكن تعثرت فجأة فكادت تسقط ليمسكها الاستاذ آدم سريعا وتحدث قائلا: انتبهي لنفسك. نظرت له ريحان لتحرك رأسها بالإيجاب ولكن لم تكد تفلت من يده حتى وجدت أمير واقفا عند رأسها ليقول بجدية: أنت بخير ؟ نظرت له لتبعد يدها عن الاستاذ قائلة: بخير، لتذهب ناحية اوزجي وتأخذها للذهاب لباقي النشاطات. وقف الاستاذ بالقرب من أمير وهما يراقبانها وهي تمشي على استحياء نحو الصغيرة، تدرك أنه سيطالعها حتى تصل، تحدث آدم دون انتباه قائلا: مختلفة و فاتنة وخجولة أيضا. رمقه أمير يحاول تمالك أعصابه يشد على يده حتى برز أثر أصابعه في كف يده وخاطب نفسه قائلا: لم يحدث شيء، أنا لا أغار لا يمكن أن أغار. ابتسم آدم وتحدث قائلا: اعتذر سأذهب لاكمل مع الاطفال، ابتعد و تركه واقفا مكانه وبركان يتجهز كي يثور ويحرق المكان لشدة غضبه. توجه آدم نحو الاطفال و الاهالي ليقومو بلعبة شد الحبل ليكون آدم خلف ريحان مباشرة، كان امير يراقب منزعج و كلمات آدم تتردد في اذنه طوال الوقت، يفرك يده متوترا حينا ويحرك قدمع حينا، يرتب شعره حينا ويكن دون حركة حينا، إنها أعرض الغيرة، ذاك هو الفيروس الذي أصابه، يرى قرب آدم منها و لكنه لم يتحرك بل بقي يراقب وحسب وهم يتعاونون لشد الحبل. فاز فريق اوزجي باللعبة. ذهبت حينها راكضة واحتضنت ريحان بقوة وهي تردد: فزنا فزنا فاختظنتها الأخرى فرحة. كان آدم ينظر مبتسما فتحدث أمير قائلا بغيض: أحمق كم أودّ أن أهشم أسنانك لكن أعرف ريحان جيدا لو اقتربت ستنهيك، غبي يظنها مثل باقي البنات سهلة. ليكملوا بعدها نشاطاتهم ولكن كان مع كل نشاط يزداد غضب امير فقد كان اينما لمح ريحان وجد آدم بالقرب منها. مر اليوم بمرحه ونشاطاته ليجتمعوا كلهم عند نار المخيم ليلا وهم يتناولون أطراف الحديث، جو جميل وجمعة أجمل، ضحكات الأطفال وصرخاهم وركضهم حول المكان زاد من بهجته، الكل سر والكل فرح واستمتع إلا هو رحلة كتب عليه فيها الغضب والغيض. اقترب آدم من ريحان قليلا وتحدث قائلا: نحن نعرف السيدة نازلي جيدا ولكن رغم بقائنا طوال اليوم معا لم أنل شرف معرفة اسمك آنستي. أمير بغضب هامسا بين شفتيه: سيدة يا غبي، سيدة. ناظرته برهة ثم طالعت أمير وابتلعت ريقها بغصة فهي أكثر من يعرفه إذا غضب ثم تحدثت بخفوت قائلة: اسمي ريحان، تشرفت بمعرفتك. آدم: اسم جميل ورقيق مثلك تماما لم يجد حلا، كيف يبعد عنها لا يعرف، إنه يحترق ببطئ، فسعل بقوة حتى تألم لينظر له كل من آدم وريحان فجأة فاقتربت منه اوزجي قائلة: ابي هل انت بخير؟ أومأ بالنفي وهو ينظر لريحان بغضب متذمرا لتصمت تماما بعدها تتحاشى غضبه، ثم ابتعدت قليلا عن الأستاذ آدم. كان الكل مجتمعا حول النار مجموعات مجموعات ويروون القصص ويتسلون ويغنون. كان أمير يجلس بجانب ريحان كان يشارك الباقين متعتهم احيانا ويسترق النظر إليها أحيانا أخرى بعد أن أشرقت ابتسامتها كونه كله. تحدثت في ذلك الوقت اوزجي لتقول: اتعلم استاذ آدم ريحان أيضا تملك صوتا جميلا. الاستاذ آدم: إذا لتغني لنا شيئا ريحان امتعينا. ريحان: أنا؟ لا اوزجي تمزح لا لا يمكن اوزجي: بل. هو كذلك حتى بابا سمع غناءك. أمير: اوزجي لا يجب أن تحرجي ريحان اكثر فهي لا تريد أن تغني انها تخجل لا محالة، اليس كذلك ريحان انت لا تريدين؟ للو تلفضت بحرف وسمع ذلك الأحمق أبو الشعر الناعم صوتك سأقلب المخيم بما فيه، أصلا شكله ناعم كالفتيات يبدو أن فكرة التخييم كانت خطأ ماكان يجب أن الح عليها كي تأتي). نظرت إليه ريحان والى عيونه التي ترمي بشرر اكثر من النار الملتهبة أمامه لتقول: ها اعذروني لا يمكنني آدم: لكننا مصرون. أمير بابتسامة مصطنعة: إن كنت مصرا على سماع أغنية سأتطوع وأغني أنا لك. اوزجي فرحة: يعيش بابا حبيبي شرع أمير في الغناء فعلا، لا يهمه شيء المهم أن لا يسمع أحد صوتها الشجي، كان الكل يستمع لصوته الجميل الشجي بانسجام عداها هي فمع كل كلمة ونونتة كان يتأمل بها اكثر فتحس بضيق أكثر، كانت تستمع لتلك الكلمات الرومنسية وكأنه يخاطبها هي لكن قلبها الدامي جعلها تغلق كل الأبواب والمنافذ في وجهه،كانت اذناها تستمع وقلبها يتألم وسريعا كعادتها اغرورقت عيونها دمعا مع تلك الالحان. أما هو فأكمل غناءه وتأملها ما جعلها تقوم من مكانها تفاديا لنظراته التي كانت تخنقها لتذهب باتجاه الغابة لكن دون أن تبتعد كثيرا. انتبه آدم لانسحابها ليقوم من مكانه مباشرة بعد انسحابها ويلحق بها، توقفت هي عند شجرة كبيرة ورمت ظهرها عليها لتشرع بالبكاء تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها، نوبة حزن جديدة ولكنها معهودة حلت من جديد بوقت كهذا غير مرحب بها، ولكنها أتت علي حين غرة لتكدر يومها كما حدث في سابقيه، بكت بصوت مكتوم ولكنه كاد أن يصل عنان السماء من فرط الحسرة التي يحملها في طياته لتخاطب نفسها وتقول: إلى متى سأتألم، إلى متى؟نظراته تلك تنهش جسدي وتطعن فؤادي بسيف حاد مع كل نظرة أتلقى ضربة موجعة حتى الموت كانت كذلك لتسمع صوت الاستاذ آدم يناديها ريحان. اعتدلت سريعا ومسحت دموعها ليقترب اكثر ويقول: أرجو أن لا أكون قد ازعجتك بإزالة الرسميات وناديتك ريحان. ريحان: لا بأس آدم: اصلا اسمك جميل منفرد يغطي على كل الألقاب السامية التي توضع قبله وقد طغى على كل الجمال الموجود هنا، هل انت هادئة دائما هكذا وتخجلين كما قال عنك السيد امير؟ فمنذ سنين لم أرى فتاة بخجلك ورقتك. ريحان: شكرا لتقول بداخلها(وماذا يريد هذا الآن؟) آدم: لكن لم انسحبت من وسط المجموعة الم يعجبك غناء السيد أمير؟ لكن سؤال فقط هل هو دائما هكذا إنه لا يطاق، امزح طبعا. كان أمير وقتها على مقربة منهم يسمع كل شيء ويشاهده بعينيه ليشتعل غضبا أكثر فتحدث بصوت خفيض يضغط على أسنانه قائا: إذا أنا لا اطاق يا غبي؟ التي تتحدث إليها الآن زوجتي ملكي انا فقط وأنت تتغزل بها ما اوقحك. شد قبضته وتحرك ناحيتهم مباشرة وناداها بصوت عال: ريحان... حتى فزعت الفتاة وطالعته مذبهلة، اقترب أكثر ووقف أمامها ليكمل: لم انسحبت إلى هنا؟ ريحان بتذمر: أردت أن انفرد مع نفسي قليلا أمير: هنا في الغاابة؟ آدم بضيق: مابك أمير بيك؟ لقد افزعت الفتاة واين المشكلة في أن تنفرد بنفسها؟ أمير بغضب: استاذ آدم لطفا لا تتدخل. آدم: اهدأ مابك من يراك يظن أنك جأت لتق**اتل رمقه ببصره وأردف: هيا ريحان تعالي ريحان بغضب: وما شأنك أذهب أين أشاء ومتى أشاء أمير: ريحان لا تغضبيني هيا إلى هنا تدخل آدم قائلا: كيف تعامل فتاة بالغة راشدة بهذه الطريقة؟ انها مربية ابنتك فحسب ليست عبدة عندك، أم أن كل غني يجب أن يطمع بمربية ابنه؟ ثم إننا نتحدث لا ينبغي أن تقاطع حديثنا هكذا. أمير بغضب: قلت لا تتدخل هيا ريحان، ليمسكها من يدها بقوة حتى تألمت ويسحبها سريعا. مد آدم يده ليمسك يد ريحان ويقول: اتركها مابك؟ استدار أمير األيه بعد تلك الحركة ما جعله يهيج اكثر ليعقد قبضته وي**ضربه ض*ربة قوية بوجهه طرحته أرضا وجعلت أنفه ينزف. نظرت ريحان لفعلته لتصرخ به: ماذا تفعل يا همجي؟ أمير: تعالي هيا لننه هذه السخافة ما كان يجب أن نأتي إلى هنا من أصله. ريحان: اترك يدي اتركني، لكن لم يفلتها لتصرخ: اترك يدي أيها الاحمق ألا تفهم أنا أكرهك لكنه استمر بسحبها وكأنه لا يسمعها لتسحب يدها بقوة أكبر وتقول: قلت اترك يدي ما جنسك انت؟ من قال أني أغار... هو فقط قليل من الجمر على قلبي مع قليل من النيران أوقدتها عيناك فارتحلت هناك أبحث عن السلام. من قال أني أغار... هو فقط إعصار في ليالي صيفية يهب فجأة فيقتلع هدوئي وثقتي وأشتعل من رأسي حتى أخمس قدمي وأتآكل كلما ناظرك بشر. لا يمكن أن أنهزم يوما أو أغار....لأني ببساطة لا أغار. استدار سريعا ودون أن تدرك أو تنظر إليه حتى أمسك وجهها بكلتا يديه لينحني أليها سريعا ويقبلها، نعم فعل، قبلها ليضمد جرح قلبه الذي ينزف، قبلها لإطفاء لهيب فؤاده، قبلها ليثبت لنفسه أنها خاصته فقط كان يقبلها وهو يردد داخله انت لي لي فقط لي انا لن ياخذك مني بشر ولن يلمس قلبك شيء غير حبي ستسكين فؤادي انا فقط وانا مستعد أن أجابه كل العالم لاجل الفوز بك. دفعته عنها بكل ما تملكت من قوة لتفصل قبلته تلك حتى عاد للخلف وكاد يقع لينظر إليها نظرة حسرة وندم قائلا: آسف حقا أنا آسف . اقتربت منه بكل شجاعة لترفع رأسها به وتهدده قائلة: اقسم لو فعلتها ولمستني ثانية سأختفي من القصر ومن حياة اوزجي ولن تجد لي أثرا بعدها مهما بحثت. وقف بمكانه ينظر إلى شجاعتها دون رد بينما هي توجهت بغضبها إلى المجموعة لتنادي اوزجي وتقول: اوزجي حبيبتي تعالي. توجهت اوزجي ناحيتها لتقول: ماذا هناك ريحان؟ ريحان: هيا لنعد للمخيم انتهت سهرتنا اوزجي بحزن: لماذا ألم تقولي سنسهر لوقت متأخر وسط الغابة؟ ليأتي هو ويقف أمامهم قائلا: :هيا حبيبتي يجب أن ننام سنعود غدا للمدينة. اوزجي: لا يمكن لقد اتينا اليوم فقط. أمير بغضب: قلت صباحا وانتهى اوزجي اذهبي وجمعي أغراضك. اوزجي باكية: بابا أمير: اوزجي لا تعاندي. انسحبت من أمامهم باكية لتلحق بها ريحان سريعا لتهدأتها بينما هو كان واقفا ينظر وهي تلحق باوزجي بلهفة. توجه بعدها إلى الداخل ليرتاح لكن النوم هجره ليلتها تماما كان يتقلب يمينا وشمالا يفكر بها وبقبلته كان يلوم نفسه ويؤنبها لاقترابه دون رضاها، بقي على حالته تلك لمدة ليخرج بعدها من المكان كله ويتجه نحو الغابة. جلس عند شجرة هناك يتأمل السماء ليقول: شئت أم أبيت سيد أمير تلك الفتاة التي أحضرتها لتعذبها هي من تفعل ذلك بك الآن، بقي على حاله يحادث نفسه كمن أصابه الجنون وهكذا حتى حل الفجر. عاد أمير إلى الداخل ليضع رأسه على الوسادة عله يرتاح لكن بدون جدوى ليبق على حالته وحيرته تلك حتى حل الصباح. استقل كل من ريحان وامير واوزجي سيارة بعدها عائدين إلى القصر، كانت ريحان تركب بالخلف مع اوزجي متحاشية أمير ونظراته حتى أنهما لم تحدثانه طوال الطريق فقط اكتفيتا بمشاهدة الطريق فكل واحدة منهما غاضبة لسبب. كان ينظر إليهما من مرآة السيارة مكتف بالصمت رغم أن الحديث داخله لم يتوقف لبرهة طوال الطريق. اقتربوا من القصر أخيرا بعد مشوار الطريق الطويل كانت في ذلك الوقت اوزجي نائمة بحضن ريحان بعد أن تعبت من الطريق. لم يبق إلا بضعة أمتار على دخول القصر ليلمح أمير هناك شخصا واقفا عند باب القصر ينتظر لم يعرفه في البداية لكن ما أن اقترب اكثر حتى التفت لريحان مرتعبا ثم التفت إلى الرجل ليقول بصوت خافت: لا يمكن لا يمكن كيف تمكن من الوصول الى هنا؟ نظرت هي أيضا ناحية الرجل صدفة لتقول: ي االهي لا يمكن أن يكون هو. نظر الرجل لريحان وابتسم بوجهها باستفزاز بعد أن رآها لتصرخ بأمير قائلة: توقف هيا توقف سريعا. أمير: لماذا أتوقف؟ لقد وصلنا القصر. ريحان: قلت توقف توقف بالسيارة فعدلت راس أوزجي ونزلت من السيارة بغضب متجهة إلى ذلك الرجل فترجل هو أيضا من السيارة ولحق بها سريعا، وقفت أمام الرجل بكل شجاعة وقف هو عند كتفها يطالع الرجل بغضب..... الفصل الحادي عشر من هنا |
رواية عشق الفصل العاشر 10 بقلم كنزة
تعليقات