![]() |
رواية عشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم كنزةالحلقة الحادية عشر من رواية عشق عنوان الحلقة: كل ساق سيُسقى بما سَقى ولا يظلم ربُّك أحدا. القسم الأول: الندم.. مضمونه عبارة عن معاناة كبيرة الحجم صغيرة التصور كئيبة الإحساس ، تجعل سبب حياة القلب وبقائه علي قيد الحياة مجرد نبضات تائهة تصرخ ندما علي ما اقترفت من ذنوب ومعاصي حتي كادت الروح أن تنطفئ بعدما سُلب العقل و عظم الذنب حتي كادت الروح أن تَحتضر في سواد أحزانها وذنوبها ومعاصيها ، والحصيلة التي كانت مخزونة في احشائي تسربت واصبحت فارِغًا، جسدًا مُمداً وأحلاماً فارغة تحوم في الظلام ولكن ما فائِدةُ النَدمِ والحزن والتئوهات إِنْ كانَ الأوانُ قَـدْ فـاتَ ومـات..... لقد كسرني الندم حتي أنه فقط بكلمةٍ مثل 'لو' أستطيع صُنع حياة كاملة..... فكيف لي أنّ أمحُو شعُور الندم فلقد أرهقنِّي. ولكن أين السبيل للنجاة من ذلك الندم اللعين بعدما قادني عقلي لحرب ضروس ضد قلبك البرئ الذي لا ذنب له وندمت في لحظة كنس شظايا الزجاج من على الأرض، تملكني الندم كغصات خلقتها المعاصي في صدري ، غصات لا يتحملها قلبي ، وعذاب الضمير يزاحم أنفاسي ، مشاعري مبتورة واحلامي معلقة مع آخر ضحكة أنارت وجهك ياعشق الفؤاد.... يؤنبني ضميري ويصارعني الندم كفراغاً وخواءًا يمر من خلالي ، ينفذ مني ، يعبرني ويخترقني وضياع مميت يحرق قلبي ، فكيف لي أن أرتاح وقلبي فارغ من غيرك ، لقد أرهقني ضميري وأثقلتني هذه المسافة التي بيننا.... إنني متعب وما عدت أقوي علي فيض الحنين ولا أريد شيئا سوي أن أخلد بين ذراعيك غير عابئ بالعالم . غفرانك يا عشق لأضيع في مملكتك وأصبح أسيرك وسماءك قيد أمنياتي. طالعته مطولا، إنه هو لم نظرة لملمت فيها كل الشجاعة ولأول مرة تقف أمامه بكل ذلك الجبروت دون خوف دون توتر دون أن تتراجع للخلف دون أن تخاف من زئيره الذي تعرف سيصدر بعد لحظات ليس لأنه شجاع بل فقط كي يبث الرعب داخلها، لكن زمن الخوف ول، وماعادت التي أمامها هي نفسها عشق الساذجة، ما لاقته أكسبها مناعة ولم تعد تهاب. بحلق بها بابتسامته المستفزة تلك ليقول بعد لحظات: مرحبا ياعشق ردت مهددة: للمرة الألف لا تنطق اسم عشق على لسانك، ماذا تفعل هنا يا حق**ير لم عدت ماذا تريد؟ ضحك ساخرا ورد: عيب والله عيب اهكذا تستقبلين زوج عمتك الذي تعب في تربيتك؟ لقد اشتقت اليك واردت أن أرى أين تعيش عشق محبوبة زوجتي فهرية رحمها الله، اييه هي السابقة ونحن اللاحقون. ردت بغضب: يا لك من وقح لم حضرت وكيف استطعت إيجادي؟ طالع احمد القصر ثم أمير الذي بقي يطالعه بصمت يحاول تمالك أعصابه ثم قال: تعيشين بكل هذا العز وتنسين أصلك يا فتاة؟ ام أن كثرة المال انساك من انت وما كنت؟ هنا بلغ صبر أمير أدناه فاقترب من أحمد مهددا: كيف تجرأ على القدوم هنا ومحاولته اعتراض ريحان الا تعرف أصحاب هذا القصر؟ رد الآخر ببرود قائلا: اوووه أمير تارهون شخصيا يكلمني؟ لا أصدق، لكنك بالواقع أجمل من صور الجرائد، والله إنك محظوظة يافتاة خرجت من مستنقع الفقر ودلفت عالم الأموال في ليلة واحدة وعلى يد من؟ أمير تارهون المهندس الناجح المشهور لكن عتبي انك لم تتذكريني يوما. تأففت بضيق تحاول تمالك نفسها ثم ردت بهدوء: اسمعني جيدا، ستعود من حيث اتيت ولا تحاول الرجوع الى هنا ثانية أو البحث عني لأن ريحان التي تعرفها ماتت منذ اللحظة التي بعتها فيها إلى أولئك الرجال بثمن بخص، ولو فكرت بالعودة سوف أبلغ عنك وأسجنك ولا تظن أنني نفس الفتاة الضعيفة تلك أنا تغيرت. في لزم أمير الصمت فقط يراقبها، شجاعتها ومواجهتها، تلك أشياء لم يعهدها بها قبلا، إنها فعلا مختلفة الآن وقوية لا تخشى شيء. ضحك مقهقها يزيد من استفزازه لها ثم أردف: ماشاء الله، صدح صوتك الذي كان بالكاد يسمع، ماهذه الشجاعة يا عشق؟ كنت ضعيفه منكسره والآن تهددين، ههه أم أنك تستندين على من هو أقوى، البيك. همس أمير بين شفتيه: الأحمق، سأضربه لا محالة. لم يستطع تمالك أعصابه وغضبه فصرخ بوجهه قائلا: ماذا تريد يارجل؟ هيا هات ماعندك وانصرف سريعا قبل أن أطلب الأمن. رد أحمد بجدية: لا انصحك بذلك لأنك لو فعلت أنت أكثر شخص سيتأذى وتعرف السبب. نظرت ريحان لامير دهشة ثم التفتت لزوج عمتها لتقول: ماذا تهذي انت؟هيا ابتعد من هنا اليس لديك كرامة؟ رد أحمد: سافعل لكن حتى تسمعي ما جئت لأجله لأنه يخصك. اتسعت عيون أمير بعد سماع تلك الكلمات فأوجس في نفسه خيفة يترقب ما سيتلفظ به أحمد، بينما ريحان كانت فقط تريد صرفه من أمامها كي لا يفتعل اي مشاكل. ناظر أمير وابتسم بمكر فاقتربت هي منه سريعا مرردة: بماذا ستكذب الآن؟ لا اريد سماعك ولا رؤيتك يكفيني مالقيت منك أنا وعمتي المسكينة، أصلا أنا مت منذ زمن هنا لا يوجد أحد تعرفه، هيا انصرف. احمد ببرود: رحمة الله عليك يا زوجتي كنت تقولين أن عشق وجه خير ولم أكن اصدقك. كان أمير يراقب حديثهم بصمت ينتظر ما سيقول احمد وكيف ستكون ردة فعل ريحان حينها. ريحان: لن اطيل معك النقاش التافه ولا تحاول العودة هنا ثانية لانك ستلقى مالا يرضيك ثم توجهت نحو السيارة. رد احمد: الاتريدين معرفة حقيقتك ومن تكونين؟ طالعته مستفهمة وقالت: ماقصدك؟ رد احمد: قبل أن أتحدث، لكل شيء ثمن ياعشق. في هذه اللحظة نزلت اوزجي من السيارة خائفة من صوت صراخهم ونقاشهم لتردد منادية على والدها: بابا ماذا هناك؟ التفت الكل للصغيرة ليقول احمد مبتسما: أهذه ابنتك؟ ماشاء الله عائلة مكتملة. أمير بغضب: ريحان خذي الصغيرة وادخلي. ردت ريحان: للكن اريد أن أعرف ماذا يقصد بكلامه. أمير مشيرا لباب القصىر: قلت خذي الصغيرة وادخلي انا ساصرفه هيا لا تعاندي. سكتت وسحبت اوزجي التي كانت تنظر لاحمد بخوف وتحركت نحو الداخل، طالعتها اوزجي قائلة: من هذا ريحان، لقد أخافني ريحان: مجرد شخص لا نعرفه صغيرتي لا تهتمي بابا سيصرفه ولن يعود. عادوها الألم وتلك الذكرى التي أعلنت أنها ضد النسيان، كذبذبة داخل عقلها أتت، ضربة ذلك الضخم على وجهها عادت فأحست بوجع وهاهي آثار يده ترتسم من جديد وهاهي في غياهب الضياع ترمى، وفي سوق النخاسين تقف تنتظر من يشتريها بدراهم معدودات. لم يتوقف أحمد عن استفزاز أحمد لحظة ومازاده ذلك إلا غضبا ليمسك ذقن أحمد ويضربه للحائط بقوة جعله يتألم فصدح صوته قائلا: ستنصرف من هنا وإياك أن تريني وجهك ثانية وإن اقتربت من ريحان اقسم أنني س*أقت*لك دون أن يرف لي جفن حضر رجل الامن سريعا ليقول: أمير بيك أحتاج مساعدة؟ أشار له بيده أن ينصرف قائلا: عد الى عملك ولا تتدخل عاد رجل الامن لمكانه ليتحدث احمد بعدها بنبرة حادة قائلا: اياك تهددني سيد أمير رد غاضبا: أتتحداني يانكرة؟ رد احمد: حاشا ما كنت بتلك الشجاعة لأفعها، لكن تذكر وضعك. أمير:ماذا تريد هيا قل ماذا تريد ؟ ابتسم أحمد قائلا: تعرف جيدا ماذا أريد، المهم هناك حقيقة يجب أن تعرفها. أمير على عجل: هيا سريعا ابتسم الآخر بمكر ليقول: الدفع أولا سحب أمير دفتر حسابه البنكي من جيب سترته ليكتب مبلغا لم يكن أحمد يحلم به ثم سلمه إياه لكن قبل أن يمسكه الآخر سحب أمير يده وردد: هيا هات ما عندك أولا ثم خذ نقودك وانصرف استلم أحمد الصك وطالع المبلغ، أرقام كثيرة به، فابتهج فرحا ثم قال: ماشاء الله ماشاء الله انت فعلا كريم ونحن نستحق. أمير بتذمر: لقد مللت منك هيا أسرع وتحدث لقد نفذ صبري، ليبدا احمد بالحديث قائلا: ...................... هو يتحدث والآخر يستمع مصدوما، لم يتحمل فقاطعه قائلا: ماذا؟ ما أح*قرك احمد: كان علي ديون ولم أجد غير هذا الحل لتسديدها وإلا كنت قتلت. صرخ أمير به بعد سمعه تلك الكلمات ليقول: أي نوع من البشر أنت؟، لم يكتفي بالصراخ فقط بل عقد يده وشد قبضته وض*ربه لكم*ة قوية جعلت أنفه ين*زف في لحظتها ليردد بين أسنانه قائلا: ما أح*قرك ما أق*ذرك أنت تكذب، تكذب كل ما قلت لأجل النقود صحيح؟ إنها.... ليرد أحمد: أنا حق*ير فعلا، لكن ليس بقدرك أنت صدقني رفع أمير يده يريد لكمه ثانية لكن كتفه آلمه فجأة ما جعله يتوقف. اسرع اليه رجل الامن ثانية ليقول: يكفي أمير بيك دعه لي سأتكفل به وقف أمير متألما يمسك بكتفه المصاب بينما الاخير يستند.على الحائط ينزف ويتالم. أمير بغضب: اسمع خذه من امامي واجعله يختفي تماما لا اريد ان يظهر هنا مرة اخرى. رجل الامن: حسنا أمير بيك سأتكفل به لا تقلق. أمير: ساتصل بأحد لمساعدتك هيا خذه من امامي واحذرك لا أريد أن يعرف احد من اهل القصر بما حدث. رجل الامن: لا تقلق يابيك. في هذه الأثناء خرجت ريحان من القصر بعد أن هدأت من روع اوزجي، تتحرك مسرعة تريد.أن تعرف ما حدث وما يقصده زوج عمتها لكن ما أن وصلت للباب حتى ارتطمت بأمير الذي كان يهم بالدخول. أمسكها من ذراعها مرددا بلهفة: أنت بخير ردت: بخير ،هل ذهب؟ أمير: ذهب ذهب، لا تخافي ردت بجدية: لست خائفة، ما عاد يخيفني، إنه زوج عمتي هو من باعني إلى رجال الكازينو يومها كي يسدد ديونه، ههههه لا تنظر متعجبا نعم توجد هكذا حق*ارة. قالتها بنبرة حزن أصابته في قلبه فطالعا بحسرة، لم يكفه ما سمعه من زوج عمتها لتضيف هي بنظراته تلك جرعة زائدة على حزنه وضيقه، لم تحتج للكلمات مجرد نظرات ولمعة باهةوكانت كفيلة بأن تحاضره في زاوية الندم. كان يتحرك أمامها مترنحا بلا ثمالة في حاله شرود، يبحث عن مخرح، عن أمير، وأين هو؟ ضاع في عيونها الحزينة، يحترق ينصهر ببطئ، نسيت لحظتها زوج عمتها لتنظر اليه وتقول: مابك هل انت بخير؟ ابتسم ورد: لست كذلك؟ ريحان: حسنا أخبرني بما تحدثتما حتى استطعت صرفه هل سلمته نقودا؟امير ضاحكا : هههه بالتاكيد فعلت. ريحان بتذمر: اووه لماذا؟ لماذا؟ من طلب منك؟ أنا لست بحاجتك ولا بحاجة نقودك، كان يمكنني صرفه دون أن تتدخل هكذا سيعود ويطلب المزيد والمزيد إنه عديم الاخلاق ويركض وراء النقود. كانت ريحان تخاطبه بغضب وهو ينظر إليها يتآكل ندم، وعلى حين غفلة منها وتلبية لطب قلبه وكل جوارحع اقترب منها وفتح.ذراعيه وسحبها لصدره وضمها بقوة، عانقها بحب لكنها فهمتها قسوة، اختار أبلغ لغة صامة، ضمها إليه يشتهي ودها، هناك حديث كثير داخل صدره يريد أن يبوح به لكنه اكتفى بعناقها. تنهد قائلا وهي بين ذراعيه: سامحيني. سكنت برهة بحضنه لا تفهم شيئا لا تستوعب لا حركته المفاجئة تلك ولا كلماته، لكن شيء بداخلها جعلها تحس بأن حضنه هذه المرة مختلف، شيء بداخلها جعلها تلامس صدقه شيءلد لم تفهم ماهو لكن بمجرد مرور تلك اللحظات استفاقت من غفلتها لتتحرك بغضب من بين ذراعيه وتسحب نفسها قائلة: اتركني ماذا تفعل؟هل جننت؟ فعل ما طليت رغم حاجته لها وفك ذراعيه عنها. نظرت إليه دهشة ثم زفرت بضيق وتحدث بجدية: نصيحة فقط يجب أن تعرض نفسك على طبيب نفسي وسريعا لقد نفد صبري من تصرفاتك الغريبة هذه، لا تقترب ثانية يكفيني ما أنا به الآن وأيضا لا تطلب طلبك السهيف بأن اسامحك انتهينا. لتعود إلى الداخل بعدها بعد أن تأكدت من ذهاب زوج عمتها. عادوا للقصر كانت هي تمشي أمامه وهو خلفها كان يتاملها وصدره يصدر صرخات تشق الحجر، لكن لا أحد يسمعه أو يحس بألمه. دخلا القصر ليتجه هو لغرفته مباشرة بحالته تلك، انسحب رافعا راية الإستسللم بينما ريحان توجهت لغرفة اوزجي لكن استوقفتها مليكة قبلا وتحدثت مستفهة: ابنتي ماذا هناك؟لم عدتم فجأة؟ ألم يكن من المفترض أن تعودوا غدا؟هل انتم بخير؟انت أمير اوزجي لم يصابوا باي اذى صحيح؟ ريحان: نحن بخير بخيرلا شيء سيء فقط امير تعب قليلا لذا عدنا. مليكة: وانت لم لونك مخطوف؟ ريحان بتوتر: انا؟ آ لاشيء خالة عن إذنك سأتفقد أوزجي وأذهب لغرفتي. تحركت نحو الغرفة لكن في لحظة ما خانها جسدها فشعرت ببعض الضيق والدوار فتوقفت مكانها واستندت على الخائط، إنه ذاك الذي باعها تذكرته فتألمت، أعادت شعرها للخلف بغضب مرددة: ماذا يريد؟ وما قصده؟ بعد أن ارتحت منه يعود مؤكد بعد أن أخذ النقود.سيعود ويضايقني إنه جشع لا يشبع وذلك الأحمق بدل أن يطرده يعطيه المال. لقد نفذت طاقتها ونفذ رصيد أمنياتها وهاهي تستلم ببطئ. دلفت غرفة الصغيرة فذهب عنها بعض الحزن فسبحان من جعل في ضحكتها البريئة سكينة، وجدتها بغرفتها فتحدثا قليلا ثم بعدها الصغيرة النوم قليلا فقد اتعبها مشوار الطريق. عدلتها وتوجهت لغرفتها لترتاح هي أيضا. سؤال واحد بقي يراودها كل حين في حين هجرت عقلها كل الأسئلة التي كانت تنخر به، هل كانت تستحق كل هذا الألم كي تتعلم؟ أو علها أفرطت في أحلامها وتناست أنها في عالم تغت*ال فيه الأحلام؟ كان بوقتها القصر شبه خالي، الكل بالخارج عدى سونا التي كانت بغرفتها كالعادة تتفحص مواقع التواصل الاجتماعي منعزلة عن كل ما حولها. كذلك النجلاء لقد اعتزلت الجميع عدى اوزجي اختارت العزلة لترتاح فقد اعادت رؤية زوج عمتها فتح كل الجروح التي أقفلت منذ مدة عاد نزيف قلبها يوجعها، قضت امسيتها تحتضنها الدموع وحلت الأحزان من جديد بمدينتها زائرة، شدت على شهقاتها تمنعها من أن تظهر للعلن، بلغ اليأس منها ذروته من جديد، يأس قد غيرها فما عادت هي تعرف نفسها ومن أين تأتيها كل تلك القسوة لتواجه دمعها وقت الأزمات وتحبسه داخل تلك الجفون. كان هو بغرفته يعاني أضعاف ما تعانيه، يمسك بوشاحها ويضمه إلى شفتيه، يسعى لتقبيله لكنه ما استطاع فذكريات ذلك الوشاح مؤلمة، تنهد وأردف بضيق: هل سياتي يوم وتسامحينني فيه؟ لن ايأس للحظة سأحاول واحاول حتى لو رفضتني بدل المرة الف سأعود واطلب غفرانك عشق. خرج من غرفته بعدها وتوقف عند بابها بل عند محرابها واقف ينتظر، يكبر كلما تحركت عقارب الساعة، في حلقه كثير من الكلام وكثير من الصرخات لكنه لا يريد البوح إلا لعينيها، ظن أنه مصنوع من حجر لن يهزمه شيء لكنه تناسى أن الحجر يمكن أن يتفتت بسهولة وهاهو يحدث معه، وفي نهاية الطريق لا زال واقفا ينتظر، فكر لكنه لم يدخل بل تحاشاها وفرّ، لينطلق بسيارته مباشرة ولم يعقب. جاب شوارع المدينة بعد مدة وجد نفسه أمام بيت الجبل صف سيارته ووترجل منها ودخل ليقفل هاتفه ويرميه مع مفاتيحه جانبا، ثم صعد للغرفة جلس على حافة السرير قليلا يطالعه بحزن، لا بل ينظر إليها وهي مستلقاة هناك، كان ينظر لنفسه أيضا وهو واقف يومها ينظر إليها بشهوانية، كان يعيد كل شيء أمامه وليس بذاكرته فقط، تنهد ورمى نفسه على السرير ثم تذكر الفستان الاحمر الملعون، أي ألم يعيش الوحش، هل للوحوش ضمائر تؤنب؟ قام وسحبه بعلبته من الخزانة ليخرجه من الصندوق ويضعه أمامه،. إنه محفوظ كأنما حنّط بدمعها، تأمله قليلا ثم لامسه، مرر يده على القماش، أحس فعلا بلعنته فقد أصابته قشعريرة بكامل جسده ما زادته إلا ألما، زفر بضيق قائلا: كنت جميلة رغم بهتان عيونك كنت جميلة، رغم دمعك كنت جميلة رغم حق*ارتي كنت جميلة، رغم قس*وتي ،رغم بطش*ي،رغم تكب*ري ،غم انكس*اري ، رغم خسارتي أمامك، ليس الاحمر من زينك بل انت من فعلت. كان ينظر للفستان والمكان حوله، يأكله الندم ويتحسر على نفسه أين أوصلته، ردد يتحرك في أرجاء الغرفة قائلا: هنا بكت، هنا ترجتني، هنا ناجت ربها، هنا لعنتني، هنا ك**سرتها، هنا دم*رتها، هنا قت*لتها بلا رحمة، هنا دس*ت على تلك الدمعة التي نزلت من عينها، هنا خرجت من انسانيتك أمير تارهون وتحولت لوحش دامي لا يرحم ضعف إمراة كانت تئن ولا ذنب لها سوى أنها خلقت امرأة، ضعيفة لا تقوى على صد قوة الوحش الذي ظهر منك، هنا حاولت أن تغ*تال شرفها وأغلى ماتملك رغم انك تدرك صدقها، انت شيطان رجيم كما نعتتك، لا عجب أنها تكرهك لكن ليس بقدركرهي لك. لكنه قام من مكانه بعدها لينفجر غضبا كعادته ويبدأ بالصراخ وهو يخرب كل ما أمامه وينادي: ياالله قلبي يح*ترق لم اأعد استطيع التحمل كيف كيف سأتحمل كل هذا كيف سأتحمل ما سمعت؟ كيف؟ جثى على ركبتيه متألما وبكى، جرعات من الحسرة التفت حوله على شباب أضاعه في التفاهات والمحرمات، نعم بكى أرضا بنفس الموضع الذي بكت به هي، تألم وحيدا كما كانت هي، ناجا ربه كما فعلت، مد يديه للسماء كما فعلت، يقال أن التاريخ يعيد نفسه لكن في الحقيقة ليس التاريخ من يفعل بل الأحداث، لكن فارق الثرا والثريا فهي وجدت السكينة اما هو فقد ضاع بدوامة، يحشره الندم في زاوية ويضع قبضته على رقبته ويشد فيختنق ويكاد قاب قوسين او أدنى من أن يهل*ك لكنه يتركه في آخر لحظة فيلتقط أنفساه ويعود ليخن*قه. نزل للأرض ذليلا يناديه، واقف عند بابه باسطا يديه، هاهو بقلب خاشع يناجيه، ردد بصوت خفيض قائلا: يارب اني عبدك الضعيف امد يدي اليك وانا الذي لم ألجا اليك من قبل قط، ها أنا أتيت إليك لا بخير افتعلته ولا بحسنات جنيتها بل بذنوبي فقط الذنوب المكدسة فوق الذنوب، لكن أنت سميت نفسك الغفور الرحيم ياغفور يارحيم اغفر لي ياغفور يارحيم ارحم ضعفي وكسرتي وأرح قلبي، فما عاد الفؤاد يقوى وما عاد الجسد يتحمل، يارب إني لرضاك مشتاق يارب إني لرضاك مشتاق. بقي مكانه مدة يفترش الأرض يبكي، فربما منذ سنين لم يبكي لربما كان يعتبر البكاء ضعفا لكن وضعه اختلف فوجد في دموعه راحة وقوة، وكأن القدر شاء له أن يعيش معاناتها بنفس الغرفة، فكل ساق سيُسقى ممّ سقى.... وهكذا حتى تأخر الوقت فتحامل على نفسه وتحرك مترنحا مقررا العودة للقصر. وصل هناك وتوجه إليها مباشرة، إنها علاجه هي فقط من لها القدرة على تضميد جروحه، هي فقط من لها القدرة على إزالة العتمة، كانت هي لاتزال مستيقظة فحالها لم يكن بالحال الحسنة، دخل بهدوء وما أن أحست به حتى تظاهرت بالنوم. اقترب ليجدها نائمة، فوقه عند رأسها وطالعها دقائق، يكفيه أن يبحلق بها لحظات كي يهنأ ويرتاح قليلا، ابتسم وتنهد براحة ليقول بصوت خفيض: ساعديني، أنا تائه، إعصار يتقدم مني ببطئ، أنا خائف، أتسمعين؟ أنا خائف جدا ولا أحد سيحميني أصلا لا أحد سيهتم، أنت وحدك من يمكنه مساعدتي أنا أمد يدي لأقصى مدى فلا ترديها إلي خاوية كي لا يجرفني الإعصار.د، لو أخبرتك أن ضميري يقت*لني هل تصدقين؟ كلما بصرتك ينزف جرح قلبي أكثر، كلما رأيت كرهك لي بعينيك يهون علي المو*ت ولا رؤية تلك النظرات، وقراءة تلك اللغة، أنا ضائع دون بصيص أمل للرجوع، لقد غيرتني من إنسان فاقد إنسان عاشق، كرهك لا يرحم وعشقك لا يرحم. بقي كذلك قليلا يطالعها ويتحدث بينما هي كانت تكتم أنينها وتجاري دمعها بصعوبة كي لا تفضح أمامه، صمتها ذاك وعيونها المقفلة وهدوءها سحب من عمره بضع سنين، لم يستطع أكثر فانهزم وانسحب إلى غرفته. سمعت كل شيء كل كلمة كل تنهيدة أخرجها من صدره فشدت لحافها وضمت بعضها على بعضها وبكت بحرقة، إنا لا تريده في كل زاوية يظهر منها تفر حتى حاصرها من كل جانب يطلب الغفران لكنه لن يناله وقلبها أصبح يقيم بسببه للحزن عيدا. تحدثت بضيق قائلة: ساعدني أنت أولا كي أساعدك، أنت توجعني بكلامك لقد غيرتني قلبت ريحان الطيبة إلى واحدة لا أستطيع بأي طريقة التعرف عليها إنني أأسف على حالي وإلى ما وصلت اليه، أنا لا أريد أن أساعدك، ولكن طفلتك من ناحية وأنت من ناحية هذا مؤلم مؤلم أكثر من أي شيء، ساعدني ياالله، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) رددت السورة ورددتها حتى نامت الجميلة بينما الوحش لايزال يتقلب بمكانه على حاله. تناول هاتفه وفتح على صورتها كعادته صورتها التي يصبر نفسه بها على بعدها رغم قرب المسافة، أخذ يخاطبها وكأنما هي وضعت أمامه ليقول: جميلتي أنت عشقي لن أتخلى عنك لاي سبب، بك صحوت من غفلتي، لقدجئت لصاحب قلب يضخ غضبا وحقدا وعصيانا، لكنك هزمته بهمس شفتيك ودفئ قلبك ونعومة مبسمك، لا بل انتشلته من بين الأمواج المتلاطمة ووضعت مكانه قلبا ينبض عشقا وحبا جعلته يصرخ مناديا باسمك. انت لي وسأيتي يوم وتتغير تلك النظرة ستكون لمعة الحب التي تضم مقلتيك لي، سيأتي يوم وننسى معا كل الألم ستداوين قلب العاصي كما تفعلين بقلب اوزجي. بقي على حالته يفكر أحيانا ويخاطبها في خلجات صدره أحيانا ويتقلب يمينا وشمالا أحيانا دون أن ينال شيئا من السكينة حتى نام بوقت متأخر حل صباح يوم جديد وأشرقت الشمس بضيائها معلنة يوما جديدا وأملا جديدا. استفاق من نومه وأول ما فعله أنه قصد غرفتها لقد أصبحت النفس بالنسبة له إن ابتعد لحظات فقط يختنق. اقترب واسترق السمع لكن لا حركة ولا صوت، ظن أنها نائمة واشتهى تأملها فدلف مباشرة لكنها لم تكن بفراشها بل داخل الحمام، اقترب أكثر ليسمع صوت المياه ليتوجه سريعا لخزانتها وسحب حقيبتها ليسرق منها بطاقتها الشخصية ثم أعاد الحقيبة وأغلق الخزانة سريعا، خرجت هي لتجده واقفا عند الخزانة، نظرت إليه مستغربة لتقول: ماذا تفعل أنت؟ ألن تكف عن حركات المراهقين هذه؟ رد مبتسما يحاول اخفاء توتره: لا شيء، ألن تناديني باسمي فهو يتزين بزينة العيد إذا ما خرج من بين شفتيك. نظرت إليه يغضب ولم ترد. ابتسم وأضاف: هل انت بخير؟ يعني ذلك الرجل لم يزعجك صحيح؟ ردت: بخير الحمد لله إنه آخر من يزعجني ولا يهمني أمره، لكن ماكان يجب أن تعطيه نقودا لأنه سيعود إنه مثل النار كلما أعطيتها طلبت المزيد. أمير: لا يهم حتى لو أعطيته كل مالي المهم أن تكوني مرتاحة البال. ريحان: أريد أن أغير ملابسي لو سمحت اخرج ولا تدخل بهذه الطريقة ثانية، أو من الأحسن أن لا تدخل غرفتي ثانية. رد بحزن: حسنا آسف أزعجتك. تحرك من موضه لكنه عاد ناحيتها ثم اقترب قليلا فعادت للخلف خطوة، مد يده ووضعها على خصلات شعرها المتدلية على كتفها وأعادها للخلف، أما هي فطالعته مذبهلة وتتبعت حركة يده على شعرها، اجتياح من نوع خاص مرغوب ومرهوب اجتاح قلبه وهيج كل مشاعره بمجرد أن لامس شعرها، تمرد على كرهها ورفضها ولمسه، ثم انسحب بكل هدوء ليخرج من الغرفة بعدها ثم من القصر كله. تركها هناك تلعن حركته وشعرها معا، تركها واقفة تحاول أن تستوعب ذلك الرجل وتحمل انفصامه. ركب سيارته وحمل هاتفه واتصل بشخص ليجيب الثاني: مرحبا أمير بيك رد أمير: صباح الخير سيدي الرئيس رئيس البلدية: صباح الخير أمير بيك والحمد لله على سلامتك حزنت للخبر. أمير: سلمت سيدي،اتصلت لطلب شيء سري لايجب ان يعلم به احد. رئيس البلدية: تفضل نحن بالخدمة. تحدث قائلا: سيدي أنا قادم لرؤيتك أفضل من الهاتف، أريد أن أحادثك بموضوع مهم لايمكن الحديث به عبر الهاتف. رد رئيس البلدية قائلا: انا بمكتبي انتظرك أمير بيك. مرت ساعات بعدها... كانت ريحان بوقتها واقفة بشرفتها تتأمل الحديقة، لكن كعادتها تبحر بين الامواج وأحيانا تتراقص حالمة فوق السحاب ثم تعود لواقعها الذي سجت تلك الأحلام ليرن هاتفها فجأة، دخلت وحملته لتجد المتصل رقم وليس اسما تردد في الرد حتى انقطع الاتصال، وضعته بمكانه لتقول: أحسن، لكن المتصل أعاد الاتصال لترد حينها قائلة: مرحبا من معي؟ ردت: أنا نازلي ريحان ألم تعرفيني؟ ريحان: السيدة نازلي! آسفة لم أسجل اسمك على الرقم نازلي: لا يهم اسمعي ريحان يجب أن نلتقي. ردت مستفهمة: نلتقي؟ حسنا أنا بالقصر أنا دائما هناك أصلا. نازلي: لا ليس داخل القصر أريد رؤيتك خارجا لا يجب أن يعرف أحد بلقائنا. ريحان: لماذا خارجا ولماذا سرا؟ لا يمكنني الخروج خارج القصر أيضا. نازلي: لماذا؟هل أنت سجينة؟ ثم أن اوزجي الآن بمدرستها والموضوع يخصها بالتحديد. ريحان: آسفة سيدة نازلي لا يمكنني نازلي: سأكون عند باب القصر بعد ربع ساعة انتظريني هناك باي، ثم أقفلت الخط ووضعت الهاتف جانبا لتقول: غبية لآخذ منك ما أريد أولا ثم أرميك يا عديمة الاخلاق وأريك ما عواقب الإقتراب من امير. ريحان: الو الو يانازلي خانم الووو ما بها هذه الآن؟ لكن الموضوع يخص اوزجي، لكن اذا كان يخص اوزجي لم لم تحضر الى القصر؟ وأيضا لم رفضت؟ أنت لست سجينة كما قالت تلك المرأة، لم تعودي كذلك حتى أن أمير لم يؤذك ولم يتلفظ بحرف واحد حين غادرت القصر بغيابه، غريب أمر هذه العائلة كلها غريب عجيب. في الاخير استسلمت لأفكارها وخرجت خفية عن أهل القصر وما إن غعلت حتى صفت الأخرى سيارتها أمامها ثم أنزلت زجاج النافذة لتنزل نظارتها وتنظر لريحان وتقول: هيا اركبي ريحان مستفهمة: إلى أين سنذهب؟ ردت نازلي: ستعرفين لاحقا. ركبت وقبل أن تنطلق توقف أمير بسيارته قريبا منها بعد أن رآهم، طالع السيارة مستفهما ثم ردد: نازلي وريحان؟ ماذا يحدث هنا؟ اين تأخذها هذه؟ انطلقت نازلي بسيارتها لينزل أمير سريعا من سيارته ويستقل سيارة أجرة ويطلب من صاحبها اللحاق نازلي مخافة أن تنتبه له وهو بسيارته. أخذت نازلي ريحان لمكان عند الساحل مكان امتلأ بقوارب الصيد الصغيرة، جلست على كرسي لتطلب من ريحان الجلوس أيضا فما كان منها إلا أن شاركتها المقعد، ثم أخذت تتأمل البحر أمامها وتتأمل جماله لتقاطع نازلي شرودها قائلة: يبدو أنك تشاهدين البحر لأول مرة. القسم الثاني: ردت ريحان: لا لكنه يريحني نازلي بجدية: دعك منه واسمعيني وافتحي أذنيك وعيونك جيدا ابتسمت وردت: تفضلي ما الأمر المهم الذي يخص اوزجي؟ أنا أستمع. اعتدلت الأخرى في جلوسها وابتسمت متحدثة: الحقيقة ليست اوزجي سبب اللقاء. طالعتها مستفهمة لتضيف: اسمعي أنا أعلم جيدا أنك تحومين حول أمير واعلم مبتغاك وأتت لا تهمينني. ردت ريحان غاضبة: ماذا تهذين انت؟ نازلي ببرود: ماسمعته كله لا يهمني، ما يهمني هو استعادة حضانة اوزجي ومن خلالها سيعود أمير الي. ريحان بتذمر: ومادخلي انا؟ هل أحضرتني الى هنا لإتهامي زورا؟ نازلي ببرود: اهدئي واسمعيني الى أن انهي كلامي، اولا أنا بحاجة إلى شيء قوي لأتمكن من أخذ اوزجي منه. تأففت بضيق وردت: ماذا ستسفيدين حين تأخذين طفلة من والدها؟ ضحكت نازلي باستفزاز ثم أضافت : لن يتحمل فراقها وحينها سيعود إلي وهنا بالتحديد يأتي دورك. ريحان: رجاء تحدثي دفعة واحدة نازلي: حسنا استوعبي إذا ، أنا سأعطيك أي مبلغ تريدين حتى أنني سأدفع لك ضعف ما يدفع أمير وبالمقابل ستقيمين علاقة معه كالعادة لكن هذه المرة ستأخذين بعض الصور لكما كدليل وتحضريها إلي أستعملها ضده لكن لا تخافي لن تتأذي بشيء. بتر شعورها بالفرح منذ دلفت تلك المدينة، على الهامش ارتمت وفي كل مرة تقاوم تحاول النجاة ومداواة قلبها يعودون لتذكيرها بأنها مبتورة لن تعافى ولو مضى على علتها سنون. اتسعت عيونها وهل لها غير الدهشة؟ سمعت كلمات موجعة لتقوم من مكانها غضبة وتصرخ مباشرة بوجه نازلي قائلة: ماذا تهذين انت هل جننت؟ كيف تجرئين؟ ابتسمت نازلي ساخرة واردفت: ماذا الست عشيقته؟ أخذت ريحان نفسا عميقا ثم خاطبتها مهددة: اسمعيني أنا اشرف منك ولن أسمح لك بأن تتهميني بهكذا شيء وتطلبي مني هذه الق*ذارة، لا اصدق كيف وصلت بك الدناءة والح*قارة كي تطلبي مني شيئا كهذا؟ بدل أن تهتمي بطفلتك التي لا تحبك تأتيني وتطلبي، اخ اللعنة ما أوق*حك. نازلي: أنت تحبين اوزجي واوزجي ستكون مرتاحة مع والديها يعني خدمة صغيرة وبسيطة، وسأعطيك ثروة صغيرة مقابلها لتبدئي عملا جديدا وتكفي عن العمل كبائعة هوى، اووه أقولها وأنت مربية ابنتي بالكاد أصدق فعلة أمير ومع ذلك سكت. اغرورقت عيونها دمعا، حاولت أن تحبسه، حاولت أن لا تضعف لكن ما استطاعت فلكل بشر سعة والنجلاء فاض كأسها ولم يعد بمقدورها لملمة ما يسيل منه، تحركت الى الطريق تهتز كزلزال من الغضب، لتصرخ نازلي بها قائلة: لقد رأيتك ببيت الجبل يومها، كنت أنت وقد تأكدت من ذلك،اعلم أنك بائعة هوى وأحضرك من كازينو صديقه بوراك، فعلى من تدعين الشرف ياصاحبة الشرف؟ هههههه توقفت لحظتها ونزلت عليها لعنة بمكانها حولتها لجماد،، لحظات فقط مرت هادئة لكن هاهي تعصف بها ريح قوية ضربت وجهها وجسدا، ريح صرصر أحرقت قلبها وحولته لرماد متناثر في أرجاء مدينتها.الخربة. أخذت نفسا عميقا ومسحت دمعها، ليس وقت الضعف، قالتها بثقة فاستدارت وعادت سريعا إليها، بكل شجاعة تحركت خسرت كل.شيء ولم يعد هناك شيء تخشاه لترفع يدها وتصفعها بقوة قائلة: طاهرة وعفيفة رغما عن أنفك ياوق*حة. نظرت اليها نازلي بغضب ثم رفعت ولم تنطق ببنت كلمة بل رفعت يدها تريد رد الصفعة لتقول حينها: اقسم أنني لن أرحمك يا ساقطة، لكن ريحان أمسكت يدها بقوة وناظرتها بغضب، بتحي واجهتها، هنت سمعتا صوت أمير وهو ينادي بأعلى صوته: نازلي ماذا تفعلين؟ أفلتت ريحان يد نازلي لتقول الأخرى دهشة: أميييير! اقترب أكثر ليبعد ريحان من أمامها ويجعلها خلفه قائلا بتهديد: وصلت بك الدن*اءة أن تتهمي غيرك في شرفهم؟ ردت نازلي بغضب: أليست عشيقتك حقا؟ أم أنك ستنكر ايضا؟ لقد رأيتها منذ مدة طويلة ببيت الجبل لكنك شخص عديم الأخلاق، تحضر بائعة هوى وتجعلها مربية طفلتك، ألم تفكر للحظة باوزجي وكيف ستصبح أخلاقها؟ أمير بغضب: اسمعي، أنت آخر شخص يتحدث عن الاخلاق أم أنك نسيتي فعلتك؟ نظرت نازلي بعيونها الغاضبة بصمت فقد أخرسها بعد تلك الكلمات ثم انسحبت من أمامه مهددة: إذا تدافع عن عشيقتك، الأيام بيننا أمير تارهون ودع طفلتك لأنني سآخذها منك قريبا. لتنطلق بسيارتها مسرعةوهما ينظران إليها. التفت بعدها لريحان ليجدها تبكي بألم، هاهو القدر يلبسها معطف الأسى فما زادها إلا بردا وقشعريرة، أسنانها تسطك وكل جسمها يرتجف، نظر إليها حزينا ليقول: آسف سامحيني، ليقترب محاولا احتضانها. صدته بيدها وناظرته بغضب قائلة: ابتعد وإياك أن تقترب مني، كله بسببك، بسببك انت فقط، الكل يراني عديمة الاخلاق الكل ينظر إلي على أنني بائعة هوى، الكل ينظر إلى جسدي بشهوانية، كله بسببك أنت وحدك، أنا أكرهك اكرهك لتزيد من بكائها أكثر وصراخها مررده أنها تكرهه، كلماتها قاسية لكنها محقة، رغم الأذية التي لحقته لكنه أقر بأنها على حق، و أنه يستحق، ثم أخذت تضربه على صدره بقوة أما هو فلم يحاول منعها ولا تهدئتها تركها تفرغ ألمها وصرخات فؤادها، حتى هدأت لحالها لتمسك بقميصه بعدها بقوة وتكمل بكاءها فصرخت للمرة الأخيرة غير مكترثة لمن ينظرون حولهما: لماذا لماذا؟ ماذنبي أنا، ماذنبي انا؟ هل كتب على الشقاء؟ لقد تعبت تعبت روحي تحترق ولا أحد يساعدني. ليقول وهي بصدره: أنا هنا أنا ساعوضك، انا سانسيك كل هذا، ساعديني كي أساعدك إني عند محرابك واقف أنتظر أن تسمحي لي بالحديث لكنك ترفضين. ابتعدت عنه لحظتها وردت ليتك تركتني أسقط يومها على الدرج وتركتني لأ*موت وأرتاح ثم استادرت ومشت ليناديها بحزن، صوت بكاد يصدر من حلقه: لاتذهبي هكذا رجاء، استادرت إليه بغضب وردتت بصوت خفيض: اتركني بسبيل حالي. ثم مشت دربها على طول الساحل وحيدة تبكي. تبعها قليلا لكنها لم تكترث له وحين يئس اقترب اكثر وقال:ل لن ازعجك فقط حين تريدين العودة للقصر اتصلي بجوناي هو سيأتي ويأخذك. وكأنه غير موجود، وكأن كل من حولها غير موجودين، هي فقط في طريقها المعتم وشبح الألم ينتظرها هناك يريد أن يتغذى من خوفها وحزنها. مشت ومشت لمدة طويلة حتى أنها لم تحس لا بتعب ولا بطول المسافة، كانت تعيد على ذاكرتها كل اللحظات التي اتهمت فيها بشرفها،رغم انها لا تعرف المكان لكنها مشت فهي لا تدرك شيئا حولها ولا تهتم لشيء فروحها المتاألمة اعتمت المكان حينها. فصلها عن ضياعها إمرأة كبيرة بالسن أمسكت بذراعها قائلة: ابنتي هل انت بخير؟ أومأت بالنفي. الخالة بحزن: تعالي اجلسي وارتاحي. جلست ريحان على كرسي مقابل للساحل وبجانبها تلك الخالة التي لا تعرفها لتقول الخالة:, لم وجه الملاك مهموم هكذا؟ ابتسمت ريحان ساخرة ثم ردت: قلبي ينزف ياخالة لا أصعب من أن تتهم المرأة في شرفها ولا أحد يصدقها، إنه ألم لا يمكن وصفه. الخالة مربتة على كتفها: اصبري يا ابنتي واحتسبي، كل هذا لن يضيع عند خالقك ردت بضيق: لم يعد هناك صبرا ولا قدرة على التحمل يا خالة، لا احد يسمع ولا احد يصدق بأنني بريئة مما ذموني واتهموني به الخالة مبتسمة: سبحان من قال "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" ريحان: أخاف أن تفقد النفس وسعها ردت الخالة تهدئ من روعها: اسمعي يا ابنتي حين اتهمت أمنا عائشة رضي الله عنها وارضاها بالإفك وبينما هي بين والديها، حتى استأذن النبيّ للدخول، فجلس بعيداً عن عائشة، وقال لها: (ياعائشةُ، إنّه بلَغَني عنك كذا وكذا، فإن كنتِ بريئةً، فسُيُبَرِّئُك اللهُ، وإن كنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ، فاستغفري اللهَ وتوبي إليه)،[٨] نزل هذا الكلام كالصاعقة على عائشة، وقلُص دمعها، ولم تدرِ بما تجيبه صلى الله عليه وسلم لتقول" : إن قلت لكم إني بريئة لا تصدقوني، ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني، فوالله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف حين قال: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ... فنزلت الآيات التي برأتها من سابع سماء. نظرت ريحان الخالة لتقول:ونعم بالله ونعم بالله"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"...فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"، وكذلك أنت يا ابنتي ستفرج مهما تأخرت سيأتي الفرج. قامت من مكانها بعدها لتكمل دربها دون أن تنطق ببنت كلمة، تعب الحديث ولاقا مشقة من شفتيها، بينما الخالة بقيت بمكانها تنظر إليها حزينة لتقول حين ابتعدت عنها: أراح الله قلبك يا ابنتي. مشت قليلا بعد تأخذ من الهواء النقي لصدرها ما استطاعت قبل أن تعود للقصر وتعود للاختناق، لتتصل بعدها بجوناي وتطلب منه أن يأتي لأخذها. بقي أمير بعد أن تركته بمكانه جالسا لمدة ينتظر عودتها لا يبل يتأمل وبعض الآمال خائبة، لم تفعل لم تأتي، كان كمن تركته امه بالضياع وينتظر عودتها لكنها ماعادت وما اتصلت. قرر بعدها العودة للقصر مستسلما. وصل بعد مدة لكنه ما إن دخل حتى وجد سيارة الشرطة بحديقة القصر. ركض سريعا مرتعبا ظنا أن مكروها قد أصابها، كانت والدته وسونا والخدم واقفين مع المحقق يتحدثون وما أن رأته والدته حتى رددت بلهفة: ها لقد عاد أمير. اقترب وسلم ثم قال: مرحبا سيادة المحقق خير ماسبب زيارتك؟ جافيدان بتوتر: بني لقد حظروا منذ لحظات وكنت سأتصل بك المحقق: سيد امير أنت مطلوب لقسم الشرطة لغرض التحقيق بقضية المبنى المنهار. رد أمير دهشا: لماذا؟ المشروع مشروعنا وكل شيء وضح من قبل المحامي للشرطة ما سبب طلبي للتحقيق اذا؟ المحقق: أمير بيك هناك دعوى مرفوعة ضدك أمير: ماذا؟ المحقق: انت تفضل معنا للقسم وهناك ستعرف كل شيء. جافيدان مرتعبة: ماذا هناك حضرة المحقق؟ أي دعوى هذه حتى أمير تضرر بسبب ماحدث وكدنا نفقده، ولقد أجرى عملية منذ أيام لا يمكنكم أخذه هكذا إنه في فترة نقاهة. أمير: أمي لا بأس سأذهب واعود سريعا، فقط أنتم لا تخبروا أبي بشيء حتى يعود من اضنة، يكفيه المشاكل التي يواجهها هناك بسبب المشروع ردت جافيدان بتوتر: اتصل بالمحامي سريعا. ابتسم يحاول تهدئتها قائلا: بالتأكيد، هيا تفضل سيادة المحقق. سونا بحزن: لا تقلق أخي ستخرج سريعا. ابتسم قائلا: لست قلقا إجراء روتوني لا أكثر. ثم سيارة الشرطة وانطلقوا وعند باب القصر التقوا بجوناي وريحان، تقابلت عيونها بعيون بعيونه، واجه غضبه غضبها واجهت كلماته كلماتها وصراخه صراخها، في تلك اللحظة خف قلباهما وكل منهما بشعور مختلف. لكن هو من هزم حينها هو من اخفض بصره وأدار رأسه ندما فما عاد بإمكانه رؤية الكره الذي بعيونها له، وهي التي شغفته حبا وهي التي أصبحت مكان النبض و النفس، وهي التي زينت أيامه وجذبته نحو طريق الهداية بعد توفيق رب العالمين. سألت نفسها، أتحزن اطام تفرح؟ ليقول جوناي مقاطعا حديثها: أمير؟! إنه هو، ما الذي يحدث؟ كان الكل لا يزال هناك يواسي جافيدان التي جلست أرضا تبكي خوفا على أمير، نزل جوناي وركض ناحيتهم قائلا: أمي سونا ماذا هناك؟ ماذا حدث؟ لم أخذت الشرطة امير؟ ردت سونا: يقولون بسبب المشروع الذي وقع. جوناي بتوتر: خيرا إن شاء الله وهل أخبرتم أبي؟ جافيدان باكية: لا، لن نفعل حتى نعرف ما يحدث والدك في اضنة وليس بخير أيضا. اقتربت هي ناحيتهم حتى أنهم لم ينتبهوا أنها عادت مع جوناي لهول ما لحق بهم، وقفت تنظر فقط تنظر بصمت تنظر لحال والدته المنهارة وأخته المرتعبة لكن هي كانت ضائعة لا شعور فرح لسجنه ولا شعور حزن بفؤادها وكأنها فقدت سيطرتها على إحساسها لتسحب جسدها المنهك وتدخل إلى الداخل بخطى متثاقلة ثقل الهموم المرمية عليها، كانت بكل خطوة تتذكر كلام نازلي كانت تعيده حرفا حرفا، دلفت غرفتها وأرخت جسدها على السرير كانت تضغط على رأسها الذي كان سينفجر بكلتا يديها وهي تقول: يكفي لا أريد تذكر شيء لا اريد، فقط أريد ان أنسى، اريد ان أصاب بالخرف وأنسى حتى من أنا ومن هو وما حدث وما اتهموني به، ليتني افقد ذاكرتي كي أرتاح من كل هذا دفعة واحدة. توقفت عن ضرب رأسها حين سمعت طرق الباب لتقول: تفضل دخل جوناي وتحدث مباشرة قائلا: انا ساذهب لزيارة أمير هل تريدين رؤيته أيضا؟ ردت: لا طبعا ما دخلي أنا؟ زفر بضيق مردفا: بالأخير هو زوجك ردت بحزن تناظر الأرض: لا ليس كذلك، ما بني على باطل فهو باطل، لن أكون زوجته ولن يكون زوجي مهما حدث. جوناي بحزن: كما تشائين ريحان، اردت سؤالك فقط، المهم ساطمئن على الوضع هناك واتصل بكم. ريحان: عساه خيرا إن شاء الله مع أنه لا يستحق. خرج جوناي من الغرفة فرددت: يمهل ولا يهمل، سبحان من ينصر عبده الضعيف ولو بعد حين. ذهب جوناي للقسم سريعا ليجد أخاه بغرفة التحقيق ،سأل أحد الشرطيين هناك ليطلب منه أن ينتظر خروج المحقق وعندها يمكنه السؤال والاستفسار فلزم مكانه جالسا هناك وبعد مدة خرج أمير ومعه المحامي ليسرع جوناي ناحيته متحدثا بخوف: ماذا هناك أخي؟ ماذا حدث؟ لم طلبوك للتحقيق؟ قبل أن يفسر لأخيه شيء تحدث الشرطي المرافق قائلا: تحرك يا أخ. زاد توتر جوناي فقال: ماذا يحدث؟ لم يأخذونك أمير؟ أمير: إجراء روتيني لا أكثر ثم انصرف ليوضع بزنزانة القسم مؤقتا. بقي جوناي هناك واستفسر عن الوضع مع المحامي لتبين أن زوجة العم إحسان المتوفى قد رفعت دعوى قضائية ضد الشركة بتهمة الإهمال ولذلك توفي زوجها. تناقش جوناي مع المحامي هناك عن وضع أمير وما إذا كان يمكنه الخروج بكفالة لكن تحتم أن يبقى لأربعة أيام هناك للتحقيق على ذمة التحقيق بالقضية ثم السعي لإخراجه بكفالة قبل تحويله للمحكة. مر وقت على ذلك. توجهت ريحان للاطمئنان على سونا فقد كانت حالتها سيئة لما حل بأخيها، كانت تضئ كل باهت يمر عليها حتى بهتت هي ولم يضيئها أحد. بقيت هناك قليلا تحاول تهدئتها هي تفعل ذلك لكن من يهدأ الثورات التي اندلعت داخلها؟ من يرمم ما خلفه الزلزال بقلبها؟ من يداوي الاسقام التي اضعفت جسدها،د؟ لا أحد غير نفسها هي تسقط وتسند نفسها وتقوم لوحدها كما تعودت. عادت لغرفتها بعدها لتغرق ببحر من الحيرة تفكر فيه كانت مشحونة بالغضب بعد ما سمعت من نازلي لتقرر بعد حين زيارته قررت ذلك فقط لرؤيته خلف تلك القضبان عل ذلك يشفي تلك الجروح. اتصلت بجوناي اولا وأخذت عنوان القسم فهي لا تعرف المدينة جيدا. خرجت واستقلت سيارة أجرة وذهبت لهناك لكن بداخلها كانت مترددة. وصلت القسم لتجد جوناي والمحامي لا يزالان هناك. اسرع جوناي ناحيتها ليقول: ريحان كيف غيرت رأيك واتيت؟ سألته مباشرة: ما جرمه؟ رد جوناي يضيق: زوجة العم إحسان الذي توفى بسبب الإنهيار، لقد رفعت دعوى ضد الشركة تتهمنا بالاهمال وأننا السبب في موت زوجها وبما أن أمير هو المسؤول عن المشروع فالقضية ضده. ريحان: واين هو الآن؟ جوناي: لقد تم سجنه لأربع على ذمة التحقيق والمحامي الآن يسعى لإخراجه بكفالة حتى ننظر ماذا يمكن فعله لإسقاط التهمة عنه. ريحان: أي أنه لن يخرج الآن؟ جوناي بحزن: مع الأسف لا، لا أفهم نزلت على رؤوسنا المصائب متتالية فعلا الهموم لا تأتي فرادى، الحمد لله المهم أننا بخير، كيف تركت سونا وأمي؟ ريحان: ليستا أفضل منك حالا، اتصل وطمئنهم. جوناي: سافعل بالتأكيد سكتت برهة ثم سألته: هل رأيته؟ رد جوناي: ليس بعد فركت أصابعها متوترة ثم أضافت: هل يمكنني رؤيته؟ جوناي: أمتاكدة من أنك تريدين ذلك بالفعل؟ ريحان بتقرير: لأجل ذلك اتيت أنا متأكدة. جوناي: حسنا سأخبر المحامي بأن يطلب لك إذنا لرؤيته ابقي هنا فقط. ريحان: حسنا انا بانتظارك. مرت دقاىق فقط ليأتي ناحيتها قائلا: تفضلي ريحان سيدلك أحد الشرطيين على المكان. كان هو بالزنزانة جالسا بصمت لم يكن همه لحظتها شيء غيرها، كان يفكر بالذي حدث أمامه واتهامها بشرفها وكيف تمت إهانتها وهي أمامه، ليبدأ بمخاطبة نفسه قائلا: ليتك تركتني أدافع عنك، ليتك سمحت لي بأن اصرخ وأقول أنها العفة بذاتها، ليتك تركتني لأصرخ وأقول امام الملأ أنك زوجتي وأصبحت زوجتي شرعا وقانونا وأنك أصبحت ريحان تارهون كي أكف عنك كل تلك الاتهامات وأحتضنك بين ذراعي واطلب غفرانك. دلفت ذلك المكان لأول مرة في حياتها، شعرت بأنها لا تشبه نفسها، ما الذي أتى بها هناك؟ هل فعلا كي تراه ضعيفا خلف تلك القضبان أو لتبحث عن عشق التي ضاعت منها، اقتربت ناحيته وما أن انتبه لها حتى قام من مكانه بسرعة وتوجه ناحيتها ،خاطبها من خلف القضبان ليقول: لما حدث صباحا سامحيني ريحان، تلك الغبية ما تلفظت به أعرف أنه موجع لكن لا بأس لأخرج من هنا أولا وسأوقفها عند حدها كي لا تتمادى أكثر أو تتعرض لك ثانية. نظرت اليه مشحونة غضبا لتقول: أحقا يهمك أمري ألست أنت من أوصلني إلى هذه النقطة؟ أليس كل ما أعيشه نتيجة أفعالك بي؟ رد أمير بحزن: ماذا يعني هذا؟ نظرت له بإحتقار ثم قالت بإبتسامة مستشفية : سبحان الله فما من يد إلا يد الله فوقها وما من ظالم الا سيبلى باظلم، انظر لحالك وأنت مسجون بذنب لم تقترفه مثلما أبقيتني أسيرة في سجنك وأذقتني وحشيتك وتجرعت من قسوتك ولكن ربي رب المستضعفين استجاب لدعوتي وأذاقك الألم الناخز كما فعلت بي فكل ساق سيسقي بما سقي ولا يظلم ربك أحدا. أتعلم شيئا في كثير من الأحيان سولت لي نفسي أن أق*تلك وأتخلص من شرك واريح العالم منك ولكنني اخترت الافضل وهو أن أري بعيني عقاب الله لك، أنت دمرتني ودمرت كل ذرة شفقة كان يحملها قلبي فلقد حطمت برائتي وذبحتني بسكين بارد عندما قتلت عذريتي، بسببك انت الجميع أصبح يعاملني كع*اهرة وإنسانة بلا شرف، بسببك انت بكيت نارا وحرقة علي حالي وعجزي عن الدفاع عن نفسي، بسببك انت تحولت لانسانة يائسة وحاولت الانتحار، أنت لست إنسانا بل شيطانا رجيما أمسكتني وبكل قوتك ألقيتني من اعلي هاوية الضياع و الهلاك فلا تتنظر مني غفرانا أو نسيانا فنجوم السماء باتت أقرب لك مني فلا سامحك الله ولا عفا عنك ، وليذيقك ذات الشعور بذات الشدة و أكثر ولا دمت سالما بعد خراب يطيح بكل ما فيك إلى نفس الهاوية التي القيتني منها فوالله لو كان بينك وبين الجنة ذنبي فلن أغفر ولن أسامح ولن أنسي كل أفعالك التي فعلت بي. نظر إليها نظرة انكسار الم، ندم، حسرة لما سمع كانت كلماتها تنخر رأسه بقوة وكأن التي أمامه ليست ريحان الرقيقة بل ريحان أخرى ظهرت نتيجة أفعاله الوحشية بها. كلمات صفعته على وجهه بقوة جعلته يتستفيق من كل الغفلات التي مرت على حياته. وقفت مكانها لحظات تنتظر ردة فعله ليخاطبها بضيق وكلمات تختنق شيء فشيء: أنت لست هي أنت لست عشق يستحيل. نظرت إليه بحسرة لما وصلت إليه ثم انسحبت من أمامه بكل هدوء، أشعلت فتيل ندمه وضميره الذي يجل*ده وخرجت، ليبدأ بالصراخ وهز قضبان الزنزانة وهو يناديها بأعلى صوت، جن جنونه وانفجر غضبا لما سمع ليس غضبا منها بل عليها على ما آل إليه وما أوصلها له، فهو مقر بما احدثه بنفسها بسبب دناءته لكنه ندم ندم لكل دمعة وغصة أوجعت قلبها البريء. عادت للقسم وتوجهت لمكتب المحقق المسؤول لتسأل عن قضيته، دخلت وجلست بالمكتب هناك هيو جوناي ليسألها المحقق قائلا: ما صلتك.بالسيد أمير تارهون. لكنها لم تجب سكتت حينها بقيت فقط تنظر لجوناي وكأنه ليس ليدها الحق بأن تعترف وزواجها حلال، ليقول هو: إنها زوجته سيدي. ناظرها المحقق قائلا: سيدتي سيبقى السيد أمير هنا لأربعة أيام على ذمة التحقيق وبعدها نسلم القضية للمحكمة. ريحان: أيمكن أن يسجن رغم أنه لم يقترف ذلك الذنب؟ رد المحقق: كل شيء بيد العدالة الآن ننتظر سير القضية. هنا دخل أحد الشرطيين وأحضر أغراض أمير التي كانت بحوزته ووضعها فوق مكتب المحقق لكن من بينها بطاقتها، انتبهت لبطاقتها لتحملها من بين الاغراض وتقول: هذه بطاقتي غريب ماذا تفعل بحوزته؟ لتقوم بتفتيش حقيبتها وفعلا لم تجد البطاقة لتعيد بطاقتها إلى هناك وهي تقول بنفسها: يبدو أنه كان ينوي إخفاءها كي يسجنني عنده. استاذنت لتخرج من قسم الشرطة ثم مشت قليلا وجلست على الكرسي هناك وانفجرت باكية بعد أن حبست دمعها هناك بصعوبة، تنهدت بضيق ورددت: أنت السبب، جعلتني بلا قلب جعلت مني قاسية، أنت سبب كل هذا، أعد لي نفسي، أعد لي ضحكاتي التي سرقتها أعد لي طيبه قلبي . بقيت قليلا هناك وانصرفت عائدة للقصر. مر المساء على القصر مريرا، كان الكل حزينا لما حل على امير أما هو فلم يكترث لوجوده بين تلك القضبان ليلتها، كان بغير عالم لا شيء فيه غير صوتها العالي وكلماتها السامة تلك التي اذت روحه كان يعيد رأسه على حائط الزنزانة البائس يفكر بها، ثم ردد: لن اهنأ حتى تسامحني مهما قالت ولن أتركها ولو طلبت ذلك كل لحظة. كانت هي بغرفة اوزجي تمسح على شعرها بينما الأخرى منسجمة مع حركتها فوق رأسها وقد بدأت تشعر بالنعاس بعد أن اتعبتها وهي تسال عن والدها وغيابه المفاجئ فما كان من ريحان الا أن أخبرتها بأنه مسافر للعمل. لكن كانت كحاله تماما الجسد مع اوزجي لكن القلب ضائع لا تدري أين. أحست لحظتها بالخنقة وتذكرت كلامها معه ثم تذكرت قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "نَدِمت علي الكلام مَراَت، وما نَدِمت على الصمت مرة.".. لتقول في نفسها: ولكن الصمت ليس حلا فكلما ازداد صمتي سيتمادي ولكن كلامي ياالهي ماتلفظت به انا يطيح الجبال لكن هو يستحق كل ما قلته ولكن دعوتي عليه بأن الله لا يسامحه ولا يغفر له. وضعت يدها علي راسها وارجعت شعرها للخلف بقوة وقالت : اوووووف ريحان اوووووووف وما دخلك بما بينه وبين ربه؟ من أنت حتي تدعي علي شخص بان لا يفوز بجنة الرحمن، ظننت أنني سأرتاح ولكن لماذا ندمت الان؟ فلا يوجد أقسي من الكلام الذي يقف بين الفم والحنجره إذا أظهرته ندمت وإذا أبقيته تألمت ، ثم تنهدت وأضافت: حتى ندمي هذا فهو أيضا بسببك وبسبب أفعالك ولكنني تركت أمرك لله إن أراد عقابك فهو الجبار وإن أراد هدايتك فهو الرحمن الرحيم لن اقسو بعد الآن لست انا التي تتشمت بضعف الغير لست انا. عادت لغرفتها لتصبغ بعدها الوضوء وتتوجه لصلاتها صلت لترتاح وتهدأ، صلت ورفعت يديها للسماء باكية لتقول: اللهم انت الملك لا اله الا انت ربي وأنا أمام لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت. اللهم اهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت، واصرف عنّي سيّئها لا يصرف عنّي سيّئها إلّا أنت، لبّيك وسعديك، والخير كلّه بيديك، والشرّ ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك. اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي ، ورحمتك أرجي عندي من عملي. سبحانك لا إله غيرك ،أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء. وأنت الغفور الرحيم. لتقوم من مكانها وتستند على وسادتها حزينة لتبدأ بلوم نفسها وتقول: كيف استطعت قولها كيف كيف؟ نامت بعدها بملامتها لنفسها وندمها، أصبح قلبها ساحة ح*رب جريئة وسقطت نبضاتها شهي*دة تنزف لقد اغت*التها مشاعر القسوة التي استوطنتها، إنها معركة للحزن فما غنمت منها إلا بالدمع. مرت الأيام المشؤومة على الكل بصعوبه ليتمكن أمير اخيرا من التحرر من قضبان السجن بكفالة، تحرر من قضبان الشرطة لكنه لم ولن يتحرر من قضبان ندمه إلا إذا النجلاء غفرت. خرج من قسم الشرطة وحيدا لم يشأ اخبار أحد فقد قرر العودة إليهم ومفاجأتهم. في ذلك الوقت كانت كل من اوزجي وريحان بالحديقة تلعبان مع بعض فقد صنعت ريحان لاوزجي طائرة ورقية بالطريقة التي علمها إياها والدها وبدأتا اللعب بها. وصل أمير القصر ودخل إلى إلى الحديقة وما أن فعل حتى سمع صوت ضحكاتهما، زار السرور قلبه ونغمة ضحكتها تهمس له فانساق سريعا ناحيتهما، وقف على مقربة دون أن تنتبها ونظر إلى طفلته التي ملأت ضحكاتها كونه كله، أما هي حبيبة الفؤاد وطبيبته فرغم ماسمع منها وماتلقى في قلبه من ضربات أسهم الموجعة رمتها به وولت إلا أنه بمجرد أن رأى مبسمها وغمازتها وقهقهتها نسي كل أوجاعه وكل ما قالت وكأنه لم يحدث قد وكأنه لم يزره البأس قط، لزم مكانه يطالعها ويتدبر إبداع الخالق فهي بالنسبة له آية من آيات الله بالكون. كانتا تلعبان وتطيران الطائرة عاليا، لكن الريح اخذتها باتجاه الشجرة فعلقت بين الأغصان المتدلية. نظرت اوزجي إلى طائرتها بحزن لتقول: لقد علقت ردت ريحان تواسيها: لا بأس حبيبتي ليست بعيدة سنحضرها لا تقلقي، ثم حاولت سحب الطائرة لكنها لم تتمكن من ذلك لتقول اوزجي: سأنادي على أحد ليساعدنا ريحان:لط لا ليس هناك داعي، سأتسلق أنا واحضرها اوزجي: وهل تستطيعين التسلق؟ ريحان: نعم بقريتي في صغري كنت اتسلق الأشجار دائما كالقردة، أصلا ليست بعيدة اوزجي ضاحكة: قردة؟! ريحان: هششش لا تخبري أحدا هذا سر. كانت يراقبهم من بعيد لكن لم يتمالك نفسه ليقرر التقدم نحوهم ويسرق من الزمن لحظات سعيدة فنادى: أوزجي، لقد.عدت التفتت اوزجي إليه لتقول بسعادة: ها، بابا نظرت إليه ريحان مندهشة ولم تنتبه أين تضع قدمها لتنزلق فجأة من الغصن وتقع مباشرة أرضا صارخة. نظر إليها أمير مرتعبا وسريعا ركض ناحيتها ويناديه: ريحااان... الى هنا تنتهي حلقتنا من رواية عشق انتظروني بالحلقة المقبلة. الفصل الثاني عشر من هنا |
رواية عشق الفصل الحادي عشر 11 بقلم كنزة
تعليقات