![]() |
رواية عشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم كنزةالحلقة الرابعة عشر من رواية عشق عنوان الحلقة: خصلات شعرها الأسود. انظر دائماً الي خيوط الحرير السوادء وهي تتطاير علي وجهها... اشعر كأنني انظر الي البحر الاسود يتلاطم موجه، مددت يدي ألامس سطحه، وجدت نفسي اغرق بعمقه، ولا اريد النجاه من ظلامه... جميلتي..ايمكنني ان اسكن بحرك؟، اعدك انني لن اشكو من ظلامه ولن احاول النجاة ، فقط لا تطرديني منه... سألت نفسي هل لخصلات الشعر نغم؟، اتهمتني نفسي بالجنون.. قلت و اي جنون هذا.. تاهت اصابعي بين خصلاته فسمع قلبي اعذب الانغام... معذبتي الجميله لا تنظري هكذا انا لم انجو من غرقي بعد.. لأضيع بغابتك السوداء... القسم الأول: في هذه اللحظة طرقت نيجار الباب بسرعة لتدخل مباشرة مرتعبة وتقول:أمير بيك أمير بيك. نظر الاثنين إليها مرتعبين اتسعت عيونهما بنفس الحجم ليسحب يده من على وجهها اما هي فقد تمنت لحظتها أن تنشق الأرض نصفين وتبتلعها على أن تشاهد تلك النظرات من نيجار التي تنهش أخلاقها، تلك الأذية التي صارت تقدم على أطباق من ذهب لامعة ورغم رفضها إلا أنها تلقن الألم بمرارة. تحدث غاضبا: ماذا هناك؟كيف تدخلين هكذا؟ تحدثت تطالع ريحان لتقول: آسفة سيد أمير لكن هناك امر سيء حدث امير بقلق: ماذا هناك؟ خذي نفسا نيجار على عجل: بيت الجبل لقد احترق لقد وصلنا الخبر للتو رد متظاهرا بالدهسة: :بيت الجبل؟مستحيل كيف حدث ذلك؟ ومن عرف بالخبر؟ نيجار: الاخت مليكة وانا والآن انت لقد اتيت لاخبارك اولا. قام من مكانه يتحرك عشوائيا وهي لا تزال تطالع نيجار ليتحدث يضم يده: حسنا لا يجب أن يعرف احد بالامر مؤقتا لسنا بوقت يسمح بسماع الاخبار السيئة نيجار: بأمرك أمير بيك، ثم عادت ادراجها لكنها رمقت ريحان بطرف عينها بينما الأخرى واقفة مكانها متسمرة بخجلتها لا تدري ما تصنع وما تقول. خرجت من الغرفة لتتحرك هي متوجهة لغرفتها سريعا لكنه امسك بذراعها سريعا ليقول: انتظري لا تذهبي هكذا نظرت اليه قليلا بحسرة، في ذلك القصر مجبورة أن يشار لها بالأصابع، فتحدثت بضيق مردفة: وجودي هنا كان خطأ من البداية، ماكان يجب أن ابق لدقيقة. امير بحزن: أعتذر حقا لكن لا تنزعجي رجاء. ردت وهاي الدموع تتجمع في تلك المقلتين لتقول: كيف لا انزعج تكفيني تلك النظرة التي رمقتني بها أضف إلى القائمة نيجار بعد والدتك ونازلي وانت، كلكم تنظرون الي بنفس الطريقة على انني بائعة هوى، أتراني أستحق؟ أنت لا تعرف هذا الشعور إنه مثل السرطان يأكلك من الداخل شيء فشيء حتى تنتهي. نظر إليها أمير بحزن ليقول: أنا... لكنه لم يستطع إكمال حديثه لجم لسانه لحظتها فكيف يواسيها وهو من أصابها بتلك الندب التي لا تزول. ردت بصوتها الخفيض الذي أتعبته الهموم: أنت ماذا؟ إلى هنا وفقط أمير بيك نقطة انتهى. ثم سحبت ذراعها من يده لتعود لتتحرك بكل هدوء وقد تركته واقفا ينظر إليها وهي تنسحب، لم يستطع التحرك ولا ايقافها، وصلت لباب غرفتها وتوقفت، هنا فاضت عيناها وبين يدي الخوف انحصرت، انفجرت باكية وانهزمت وفي حفرة حسرتها قفزت، كلما خرجت منها عادت للقعر والقهر حتى ألفت برودتها وسوادها. عاد إلى الكنبة ورمى ظهره عليها ليقول بضيق: ليس لي سواك خالقي فرج عني هذا الكرب وأعدها الي يا الله، ما صنعته لا يحتمل لكنك قادر أن تشفي جروحها. توجهت نيجار مباشرة إلى جافيدان وطرقت الباب ودخلت. جافيدان: خير نيجار ماذا هناك؟ ردنت نيجار بخفوت تطالع الباب: ياخانم لقد رايت شيء منذ لحظات بغرفة أمير بيك وقلت يجب أن تعرفي اولا انت تعرفين اخلاصي ولا يمكنني اخفاء شيء كهذا. جافيدان: اسرعي بدون لف ودوران ماذا رأيت؟ نيجار: السيد أمير بيك لقد كان... جافيدان: كان ماذا؟لا تغضبيني. نيجار بمكر ض: لقد رأيته يقبل ريحان بغرفته. قامت جافيدان من مكانها فزعة لتقول بغصب؛ كيف؟ لا يمكن تلك الساقطة ما اوقحها في غرفته وفي وضح النهار؟ ماهذه الجرأة يبدو أنها متعودة لا تخاف شيء أو فضيحة ما اوقحك قروية ساقطة لا بأس انا اعرف كيف اوقفك عند حدك،كله بسببك أمير أحضرت فتاة دون اصل لتربية طفلتك دائما هكذا تركض خلف كل فتاة جميلة دون أن تهتم لاصلها وفصلها ثم التفتت لنيجار لتكمل:اسمعي انت لم تري ولم تسمعي ولم تتحدثي بشيء مفهوم؟ نيجار: صم بكم عمي سيدتي. لتخرج بعدها من الغرفة وما ان فعلت حتى أرسلت رسالة لنازلي مفادها (لقد راقبتها ورايتهم بأم عيني كما طلبت ولقد كان يقبلها) وصل الرد بعد دقائق لتقرأ(اريد صورا دليلا قاطعا للمحكمة ان أحضرت صورا ستكون مكافأتك أضعافا مضاعفة). لترد برسالة(ستكون عندك قريبا) ثم وضعت هاتفها بجيبها لتعود لعملها بالمطبخ. تحركت والشر ينتشر منها في كل مكان مبتسمة كأنها انتصرت لا ري أن شيطانها من انتصر وهي التي خسرت. بقيت ريحان بغرفتها قليلا تفكر بحركته على غمازتها وكلماتها لتضع يدها تلقائيا على وجنتها وتقول بضيق: ماذا سمحت له بالاقتراب؟ لا يجب أن يحدث هذا ثانية إنه يستعطفك استفيقي ويكفي سجاذة، ثم وضعت يدها على رقبتها ورفعت راسها للسماء لتنز ل من وجنتيها دموع حارقة :اف اف لا يجب أن ادخل غرفته ثانية، ياالهي ساعدني ايضا ستظن بي نيجار ظنونا سيئة وتتهمني كغيرها ثم وضعت يداها على رأسها وشدته بقوة لتضيف: ياربي تعبت أرهق جسدي لم اعد قادرة على استكمال الطريق وانا اشاهد تلك النظرات منهم التي تطعن روحي وتضيف ضيقا لأنفاسي المختنقة، صوتي يختنق بحلقي لا يمكنني الصراخ اريد الصراخ إلى أن أقع مغشيا علي أو أصاب بجلطة توقف هذا القلب العليل الى متى ساتحمل كل هذا إلى متى؟ بقيت قليلا كذلك تحادث نفسها وهل لها غير ربها تسأله النجاة؟ كلما ظنت أنها حرة ضاقت عليها الأرض من جديد وشدت حتى تسمع انكسار مشاعرها لكنها لا تستلم وتقوم تلملم ما تبقى منها وتبني نفسها قطعة قطعة لتعود للمواجة من جديد. ثم توجهت لدواء القلب العليل وشفائه لمصحفها لراحتها وسكينتها فتحته، وقلبت بصفحاته استقصدت قراءة شيء يهدئ فؤادها بعد كل ما حدث لتردد بصوت جميل"يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)". هي تعتبر كل سور القرآن الكريم سكينة وراحة لكنها تفتح على سورة يس دائما لانها أول سورة حفظتها بعد السور القصيرة في صغرها. أقفلت مصحفها واعادته لمكانه لتنزع خمارها وتجلس بذلك الكرسي الذي جلس عليه صباحا، هنا تذكرت انهياره أمامها لحظتها وكيف احتظنها وكيف بقيت بين ذراعيه دون أن تقاوم. كانت هادئة صامتة تفكر ما عاد يهمها تعب الذكريات، تعايشت مع آلامها والفتها، رددت بعد حين: لم تترك لي الا الذكريات الصعبة المؤلمة لقد جعلتني خرابا لا يرمم ولو مر عليه مليون سنة. مر المساء والليل ليحل الغد الجديد. استفاقت ريحان وغيرت ملابسها ثم توجهت لغرفة اوزجي كعادتها لتجزها لمدرستها. دخلت وايقضتها، غيرت اوزجي ملابسها ثم تقدمت لتمشط لها ريحان شعرها كانت تمشطه برفق لتقول اوزجي: ريحان اريد ظفيرة مثل ظفيرتك. ردت ريحان مبتهجة لتقول: حسنا طفلتي ساجعل لك واحدة اليوم وستكبرين وتصبح طويلة وجميلة. اوزجي: حسنا لنبدأ مررت المشط ويداها قليلا على شعر الصغيرة فالتفت الأخرى ثانية لتقول: ماذا أيضا؟ على هذه الحالة لن نتتهي للظهر اوزجي: أريد ان اتعلم كيف يضفر الشعر ايضا ارني الطريقة. ريحان: اها لماذا؟انا امشطها لك. اوزجي بحزن: ماذا لو ذهبت يوما وتركتني كما فعلت ماما على الاقل يمكنني فعلها لوحدي. احتظنتها بحب قائلة: لقد وعدتك انا لن اتركك أصبحت قطعة من روحي ولن نفترق مهما حدث، ثم ماهذا التشاؤم منذ الصباح؟ ابتسمت الصغيرة فرحة قائلة: لنكمل هيا وايضا يجب أن اتعلم هكذا فقط اريد التعلم. ريحان مبتسمة: حسنا يا فضولية ساعلمك، انظري تقسمين خصلات الشعر ثلاثا هكذا ثم تلفين هذه هكذا وهذه فوق وهذه تجذبينها هكذا.....(ارتها طريقة لف خصلات الشعر لتجعل منهم ضفيرة جميلة) لتنهي ضفيرة اوزجي حينها. نظرت اليها لتقول: هل فهمت الطريقة؟ ردت اوزجي فرحة: نعم والآن ساجرب بشعرك نظري ثم تطبيقي ردت مقهقهة: نظري ثم تطبيقي إذا؟ لكن اريد بقاءه هكذا منسدلا عزيزتي. اوزجي: لا ستبدين بالضفيرة اجمل أنا أدرى. أمسكت ريحان أنفها برفق لتقول: بامرك انا يا شقية، أنت أدرى. صعدت اوزجي على الكنبة خلف ريحان لتبدأ بتمشيط شعرها برفق بينما الأخرى مستمتعة فرحة بحركاتها العشوائية ثم بدأت بتقسيم شعرها ثلاثا ومحاولة لفه كما علمتها لكنها بالكاد تمسك الخصلات بيديها الصغيرتين، رغم ذلك تحاول بحد وريحان تضحك. في هذه الأثناء دخل أمير الغرفة للاطمئنان على طفلته ليجدها هناك كذلك. سلم ونظر اليهما وابتسم لكن و ما إن رأته طأطأت رأسها وتحدثت بخفوت: حسنا اوزجي لنكمل مساء ساتركك مع والدك اكملي وتعالي. اوزجي: انتظري ريحان لم أنهي ضفيرتي بعد ريحان باضطراب: نكمل لاحقا اوزجي ليس بالأمر المهم. نظراتها قالت كل شيء بالرغم من أنها لم تقل شيء، فاختارت الهروب قوة عوضا عن المواجهة وولت عن الحسرات التي يحملها لها داخل عينيه فمهما صنع لا ترى إلا انكساراتها هناك. قاطع فرارها عنه قائلا: انتظري كلها دقائق لا تهربي لا يمكن انا اذا بدأت شيء يجب أن اكمله لآخره. سكتت ريحان عن الكلام المباح حينها لتبق تنظر إليه فقط. سرح هو بتلك المقلتين قليلا فقد تعود ذلك كلما رآها يذهب بسواد عيونها الى مالا نهاية لتفصله عن سرحانه وتقول: تعال بابا ساعدني وامسك هذه الخصلة بيدك للحظات فقط لو فقط املك يدين كبيرتين. تجمد الدم بعروق ريحان لحظتها لم تدر ما تصنع اتبقى ام تنسحب وكأن القدر يصر أن يقربهما كل حين لاي سبب لكنها ثبتت على حالها دون حركة،كانت اوزجي تمسك خصلات شعر ريحان وهو كذلك لكنه كان بعالم مواز عالم ليس فيه غيرهما،لم يتمالك نفسه ليضع أصابعه بين خصلات شعرها ويلمسه برفق ثم اقترب,فعلها ليأخذ من عطره الى فؤاده كان يستنشق عبيره كالمدمن هو يسحر بها لمجرد قربها منه،تحجج بمساعدة اوزجي ليكمل لمسه كان يريد أن يخاطبها عند اذنها ويقول بهمس:شعرك الجميل يشبه اوتار العود اذا وضعت يدي على وتر من اوتاره يزيد عشقي وأحس انني بك هالك لا محالة، حييني وتر بلحظة ويعليني الآخر لأعلى ويخسف بي الآخر للاسفل،وان تجرأت ودندنت عليه بكى قلبي لحظتها اليك، ياجميلتي لا رغبة لي من كل شيء إلا أن تكوني حور عين لي في جنة النعيم. لكنه لم يقل لم يفعل بل التزم صومه واختار حديث الفؤاد. كانت ساكنة تحس بكل الحركة على خصلات شعرها الأسود من الاعلى الى الاسفل،كان قلبها يريد ويرفض كانت تقترب وتبتعد،تحترق وتنطفئ كله في تلك الثوان المعدودات كانت تخاطب نفسها وتقول: مجرد ضفيرة ريحان لا اكثر هو قالها لن اضغط عليك لكنه يضغط علي، ياربي ما العمل؟ لا أريده مهما حاول لا يمكنني نسيان ما صنع بي مهما مر من زمن لا استطيع، انه يتعمد البحث عن نقاط ضعفي لياسرني بسجنه كل مرة، اف الن تنتهي هذه الضفيرة؟ أشعر بضيق شديد. أنهى الضفيرة أخيرا وانتهى عند آخر خلصة معها واندثر ثم عاد وانطلق نحو نجلائه سعيدا فردد بخفوت: انها جميلة حقا. اعتدلت قليلا وأخذت نفسا بعد ركضها مع حركته على شعرها لتقول: حسنا اوزجي ارجو ان تكوني قد تعلمت الطريقة ليفصلها ويقطع هدوءها قائلا: ليست هنا. التفتت سريعا ناحيته وطالعته مذبهلة ثم أردفت: ماذا؟ اين هي؟متى خرجت؟ امير بابتسامة مكر: منذ دقائق الم تحسي على خروجها؟ نظرت اليه قليلا ثم يمنة ويسرة بالغرفة تهرب لكنها وجنتاها المحمرة أبقتها هناك أمامه ثم قالت: أنا قاطعهاسريعا قائلا: انت ماذا؟ لكنها لم تجب بل قامت وانسحبت من أمامه الى غرفتها. بقيت هناك تروح وتجيء لتقول: لو لم تطلب مني اوزجي هكذا شيء لما حدث كل هذا انه يستغلك ريحان يستغلك لا تنسي ما حدث بالأمس اوقفيه عند حده ولا تخافي اصلا يجب أن اتجنبه من اليوم وصاعدا يكفيني ما نلت منه لحد اللحظة، هناك نيران داخل قلبي لا تنطفئ. بقي هو قليلا بغرفته سعيدا مبتهجا يطالع يده التي لامست حريرا فعادت معافاة ولو وضعها على قلبه لارتاح، لا تزال رائحة شعرها معلقة هناك، ثم قام وخرج متوجها لوالده ثم للشركة للعمل. مر وقت على ذلك. خرجت من غرفتها أخيرا بعد أن أخذت نصيبا من الراحة بسبب التوتر الذي أصابها صباحا لكن ما أن فتحت الباب حتى وجدت جافيدان هناك تهم بالدخول إليها وبيدها ظرف كبير. عادت ريحان للخلف قليلا لتقول: صباح الخير يا خانم لترد تلك غاضبة: اي خبر يأت منك يا عديمة الاخلاق زفرت بضيق: ما الداعي لمثل هذا الكلام ماذا تريدين؟ لماذا لا تنهين هذه الحرب الذي أقمت علي دون سبب؟ جافيدان: حقا الا تخجلين من نفسك؟ تدخلين غرفة رجل اعزب وتقفلين الباب خلفك وفي وضح النهار ايضا تجاهرين باخلاقك العالية من اين لك كل هذه الجرأة لتفعليها؟الم تفكري بأن يراك احد؟ سكتت قليلا تطالعها بغضب ثم ردت: من اوصلك الحديث مخطئ ياخانم، صحيح كنت هناك وانا لا أنكر هذا لكن ليس كما تظنين وليس للغرض الذي ببالك، لا شيء بيني وبين أمير بيك لقد كان مصابا وكنت اساعده في تعقيم جرحه لا اكثر مع انني لست مضطرة لتبرير شيء لك فلا يقرأ السفيه إلا الذي فيه. جافيدان: حقا دخول غرفة رجل اعزب ودخوله هو غرفة فتاة عزباء شيء عادي جدا اه عيب كيف ظننت بك الظنون السيئة انت تفعلينها لغرض انساني لا اكثر، ثم شدت ذارعها وهزتها لتضيف: اسمعي ياهذه لقد صبرت على افعالك السيئة كثيرا وامسكت لساني عل وعسى تتغيرين وتعودين لرشدك وتكفين عن دناءتك، لكن لا فائدة تستغلين حب حفيدتي البريئة لك وتسعين للتقرب من والدها بذلك لكن على من ياذكية؟ هذا الفلم بالتحديد شاهدناه بدل المرة 100 مرة. صحيح أقيم عليه الحد من يد غدر وهي غافلة مرة أخرى لكن هذه المرة لم تقف ساكنة تتلقى الجلد بل واجهت وردت بتفس النبرة وبكل شجاعة: لقد اكثرت من الترهات وانا صامتة احتراما لسنك ولكونك جدة البريئة لا اكثر، يكفي خذي أفكارك السخيقة واذهبي. ماذهبت بل واصلت إهانتها لها تتفاخر كانها تصنع شيء حسنا لتقول: اسمعي ساعيطيك مهلة ستبقين هنا إلى أن يعود حكمت الى القصر ثم تنقلعي مثل الشطار من هنا ولا اريد رؤية وجهك ثانية،خذي( ملوحة بالظرف)، هذا حساب رعايتك لاوزجي خلال هذه المدة وزيادة لا تحلمين بها حتى. ريحان دهشة: ماهذا الآن أنا لم اطلب نقودك ولا اريدها. جافيدان: اليس هذا ماجئت لأجله من البداية؟ النقود، اليس هذا غرضك؟خذي زيادة على الذي جنيته من امير خلال الأيام الماضية وامتاعك له بغرفته خفية، فقط اخرجي من قصري ولا ترني وجهك ثانية امتلأت عيون ريحان دمعا وهي تنظر إليها وإلى كلماتها التي تخرج شررا من شفتيها تضرب قلبها قبل مسمعها، فتحت لها أبواب الوجع على مصرعها وسحبتها بيدها الباردة، خدعتها فقالت ستكونين ضيقة والضيف يكرم لا يهان لكنها اكتشفت أنها في حضرة الوجع ليست سوى طعم اختارها كما اختار الكثير من البشر ليتغذى عليها. رمت الأخرى الظرف بوجهها بقوة ليقع ما به من نقود أرضا وريحان تنظر لم يصبها الظرف بل ريح تحمل نارا، كل اوجاعه واجاع ماضيها مع زوج عمتها انفجرت لحظتها ولفت رقبتها تحاول خنقها لكنها لم تقاوم بل تركتها تشد على رقبتها اكثر فأكثر فلم يعد في جعبتها صبر يكفيها كي تتحمل. استدارت لتخرج مباشرة من الغرفة مبتسمة بنصرها واذلالها للنجلاء وأنها تمكنت منها اخيرا. وما أن خرجت حتى وجدت جوناي واقفا هناك نظر إليها ليقول: صباح الخير امي وقفت جافيدان مصدومة حين رأته هناك ظنا أنه سمع كل شيء لترد بتور: صباح النور بني. جوناي مستفهما: خير امي ما سبب هذه الابتسامة المشرقة بوجهك؟ جافيدان بتذمر: وهل في ذلك شيء؟ اشعر بالسعادة اليس من حقي أن ابتسم ام ماذا؟ جوناي: لم أقصد شيئا لتكن أيامك كلها سعادة أمي لكن خروجك من غرفة ريحان هكذا اقلقني. جافيدان: وهل انا ممنوعة من دخول غرفة ريحانتك الغبية؟ عكرت مزاجي هيا ابتعد عن طريقي. ثم عادت لغرفتها لتدخل للداخل وتقول: تلك الغبية لتأخذ نقودها وتذهب للجحيم لم اعد احتمل رؤيتها هنا، يكفي ما جاء على راسنا منذ دخولك للقصر ايتها القروية الجاهلة. طرق جوناي الباب برفق لكن لا رد فهي لاتزال واقفة بمكانها مصدومة مذهولة من فعلة جافيدان المفجعة ليعيد طرقه ثانية قائلا: ريحان انت بالداخل؟ عادت عن طريق الحزن وطالعته بانكسار بعيونها الدامعة دون أن تدرك لتقول بصوت مختنق: انا هنا. فتح الباب ودخل لكنه ما ان انتبه لتلك النقود المرمية أرضا حتى تغيرت ملامح وجهه وعبس ثم طالعا تلك المقلتين التي فاضت دمعا ولحال وجهها الذي اكتسى الحزن المرير، اقترب قليلا بخطوات مترددة ثم سألها: ريحان ماذا هناك ماالذي حدث هنا؟ لكنها لم تتحدث بشيء بل اكتفت بالبكاء ليقول بداخله : بالتاكيد ستلتزمين الصمت كعادتك وتتحملين إهانات امي لك وأفعالها وتصبرين كما تحملت أذية اخي وبطشه قبلا. ليكمل: الن تجيبي ايضا لم النقود مرمية أرضا؟ لكنها لم تجبه ايضا اكتفت فقط بالصمت والنظر إليه وهي تبكي. ضرب كفيه بغضب ليقول: اذا فعلتها ليس غريبا عن امي تساوم البشر بالنقود دائما ترى من هو أقل منها أنه عبد ذليل يستحق الاهانة. انحنى وجمع النقود المرمية أرضا حزين على حالها وعلى ما سمع فقالت بخفوت: لا تفعل ناظرها بحسرة وأكمل جمع النقود بغصة وأعادها للظرف ورتبها كما كانت ثم حمل الظرف بيده وطالعا أسفا، انكسر كما حدث معها ولم يجد بما يواسها، ذنب تحمله من لا ذنب له، ابتسم بحزن واستدار متوجها للباب ليتحدث بغضب: حسابها معي انا لكنها سارعت ناحيتهو أوقفته لتقول: لطفا اخي جوناي لا تفعل توقف. جوناي: ساتحدث معها واعود واعيدها هذه النقود لا يمكن أن أرضى بمثل هذه الاهانة وبمثل هذه الاتهامات التي وجهتها اليك لقد سمعت كل شيء لا تنكري ريحان. ريحان بحزن: يكفي أن الله جل جلاله يعلم أنني منزهة من كل ما سمعته لتوك. جوناي: إلى متى؟ الى متى ريحان ستتحملين كل هذا؟ الا يكفي فؤادك وجسدك وقلبك البريء ما لقيه بسبب اخي؟ ومع كل فرصة تزيد امي في تعذيبك بظنونها السيئة بك واتهاماتها المخزية. عادت ريحان عند سريرها وجلست لتكمل وهي تبكي: الى ان يرث الله الأرض ومن عليها لا تقلق ولا تشغل بالك بشيء سيأتي يوم وادفن تحت التراب عندها ساجد راحتي وارتاح من كل هذا وقتها فليقذف من شاء وليتشمت من شاء وليؤذني من شاء لأنه لن يصلني اي اذى من البشر ثم زادت من دموعا الصامتة امامه وهي تتذكر كلمات جافيدان الموجعة، كانت تشد آهاتها بصعوبة امامه أما هو فقد كان واقفا أمامها ينظر فقط، كيف يواسيها وعلى أي شيء سيواسيها بالتحديد على ظلم أمه واهاناتها لها وقذفها بشرفها في كل فرصة تتاح لها أم عن ما فعله بها شقيقه وكيف ذلها واذاقها المر الشديد أياما كيف سيحميها من اقرب الناس إليه كما وعدها؟ كيف سيحررها من الوحش الذي سجنها داخل قصره رغم أنها لم تقطف تلك الوردة المشؤومة من الحديقة كما فعلت صاحبة القصة الحقيقية؟ النجلاء لاذنب لها بشيء انه القدر فقط. نظرت اليه بعد حين وهو لايزال واقفا بمكانه محتارا كيف يواسيها لتقول.بضيق شديد: أريد البقاء لوحدي جوناي رجاء جوناي: لكن ترجته باكية: رجاء تركني لوحدي. قد يصاب الإنسان بلحظات لاتوصف من فرط وجعها، مهانات غير مهيئ لها ولم تعد النفس العدة لاستقبالها ورغما عن أنفنا تأتي لتخترق نسمات الطمأنينة المعدودة علي أصابع اليد الواحدة، اليوم مطرودة وبالامس مقهورة وبكلا اليومين الثابت الوحيد انها وحيدة فقيرة لا مكان ولا قلب يأويها. استدار وهو يحمل ذلك الظرف اللعين بيده نظر اليه قليلا ليتمتم بين شفتيه: هناك شخص واحد هو سبب كل هذا الالم الذي تعانينه ليتوجه للباب لكنه لم تشأ الكسر بخاطره وهو الذي يحاول مواساتها والدفاع عنها دائما لتستوقفه وتقول: لم اتيت جوناي؟ لف ناحيتها ونظر إليها بحزن قائلا: كنت اريد أن أطلب منك اقناع سونا بالعودة لعلاجها النفسي بعد أن ساءت حالتها لأنها قريبة منك لدرجة كبيرة، لكن لا يحق لي ذلك يكفيك ما تحملين بين اضلعك من الم، لا يحق لنا إلا أن نطلبك منك الاعتذار نحن عائلة لا تستحق إلا الحرق. قامت من مكانها ومسحت دمعها براحة يديها ثم اقتربت منه لتقول بخفوت: أستغفر الله انا معكم فقط أصبح لي إخوة بعد أن عشت سنين عمري وحيدة بلا مؤنس، أنت وسونا وأوزجي ثلاثتكم حين أكون معكم انسى كل همومي وأحزاني وارميها جانبا. جوناي: وأخي؟ سكتت وطأطأت رأسها وزفرت بضيق مردفة: أخوك؟! ما عساي أقول جوناي، دعها هنا بقلبي تؤلمني لوحدي فقط. جوناي بضيق: لو كنا إخوة حقا لم تعودين لحمل تلك الهموم على كتفيك لوحدك كلما انفردت بنفسك؟ ضحكت ساخرة وأضافت: لأنه قدري أخي، تلك الهموم ملازمة لي تشاركني كل ضيء كالقرين تماما، هناك جروح مهما أكل عليها الدهر وشرب ستبقى مفتوحة لا تشفى ابدا. رد بحسرته: ليتني استطيع ان احمل عنك شيء منها. ابتسمت وردت: دعها تسير فإنها مأمورة. زفر بضيق مضيفا: ونعم بالله ريحان، والآن عن اذنك لاتركك ترتاحين لن ازعجك اكثر. تحدثت برجاء: لا تعاتبها رجاء، تبقى امك في النهاية ويجب أن تبرها ولا اريد ان اكون سببا في غضبها عليك يكفيني ما انا به. جوناي: لن افعل لا تقلقي. ريحان: عدني جوناي مبتسما: حسنا اعدك، ثم خرج من غرفتها و لم يذهب لغرفة والدته كما وعدها فعلا لأنخ اختار وجهة أخرى غير القصر قصد حينها شقيقه مباشرة. بقيت بغرفتها تواسي نفسها وتطبب جروحها التي تنزف كل حين وأبت التوقف عن ذلك لكنها، وقفت فجأة وتوجهت للمرآة لتنظر الى انعكاس صورتها وبكل ثقة تسمرت تحت غيمة أحزانها التي امطىت بردا موجعا أصاب جسدها ومشاعرها وكل حواسها لكنه ما خافت ولا عادت للخلف محتمية منه بل واجهت نفسها التعبة وهالاتها السوداء قائلة: لن استسلم لن ايأس لن يهزموني، انا طاهرة من كل ما اتهمت به، لست انا من يجب أن يخجل أو ينكسر بالنهاية ما دخلت غرفته وما اقترب مني الا لأنه حلالي حتى وإن لم اكن أريده، يعني ما اذنبت وما عصيت لماذا اذا الوم نفسي واحزن وانكسر وأختبئ في جحري هذا كل مرة ألاقس اذيتهم أنا لم أذنب، لن اذهب ناحية غرفته ثانية فقط ولن اسمح له بالاقتراب مني ثانية وانتهى، لكن لن استسلم لشيطاني ثانية سأهزمه انا وليس هو سافعل بالتأكيد فقط اعني يا الله والهمني. وهكذا تسلحت وشدت عضدها بنفسها لا تحتاج سندا ترمي ظهرها عليه كلما أرهقتها معركتها فيكفيها رب العالمين من عالي سماء يسندها في ضعفها وقوتها. القسم الثاني: من كان سلاحه الدعاء والصبر انتصر، فمن قال "وبشّر الصّابرين" لن يردنا خائبين فقط لننتظر وسيأتي الفرج بعد حين. بقيت قليلا ثم خرجت لشرفتها لتجلس هناك تتامل الحديقة وتأخذ بعض الهواء النقي بعد أن اختلط هواء الغرفة بدخان مخنق. إنما هي نفس أبت الإهانة وقلب رغم كمية الأذى التي لاقاها لكن لا يزال يكافح. وصل جوناي بعد مدة للشركة لينزل من سيارته والظرف بيده بيده، توجه للاعلى موشحا سيف غضبه ليصل لسكرتيرة شقيقه،نظر إليها ليقول: امير هنا؟ السكرتيرة: هنا جوناي بيك لكن عنده اجتماع مع مسؤول المالية. لكنه لم يترك السكرتيرة تكمل حديثها حتى دخل المكتب بغضب. طالعه أمير دهشا ليقول مستغربا: جوناي ماذا هناك؟ لم دخلت هكذا؟ رد يكتم غضبه: انه اجتماعك سريعا يجب أن نتحدث. امير بضيق: جوناااي! نظر جوناي للموظف وابتسم باصطناع قائلا: حسنا اخي يمكنك العودة لمكتبك وأمير سيطلبك لاحقا. نظر الموظف لامير ليومئ إليه بأن يخرج فستأذن الموظف وخرج ليصرخ أمير بوجه أخيه مباشرة قائلا: اسمع أخي لم أشأ احراجك أمام السيد لكن هناك تفسير لفعلتك حتما كيف تقتحم اجتماعي هكذا؟ طالعه باحتقار وكم ودَّ لم يهج*م عليه فيب*رحه ض*ربا حتى يشفي غليله من ويأخذ ولو نقطة في بحر من حقها لكنه ردد داخله بأنه لا يستحق، فاكتفى بتلك النظرات ثم رمى الظرف فوق المكتب مباشرة وبقوة ليقول غاضبا: انظر نتيجة افعالك القذرة. نظر أمير للظرف والى أخيه ليقول مذبهلا: وما هذا الآن؟ تحرك جونايبالمكتب بتوتر يتآكل غيضا ثم رد صارخا: برودك هذا سيدفعني للجنون لا محالة، ما طينتك انت؟ هل انت فعلا ابن حكمت تارهون؟ كيف ترضى أن تهان زوجتك وتساوم بشرفها وانت لا تهتم لشيء ولا تسال عن حالها حتى؟ الن توقف هذه المهزلة؟ وقف أمير من مكانه وطالع أخاه دهشا ليقول مستفهما: لحظة لم افهم ما قصدك؟ ومن يساوم من ماالذي تتحدث عنه؟ جوناي بتهديد انت ابقر هكذا وهي ستتحرر منك في النهاية وتتركك وتهاجر دون رجعة، وصدقني سأساندها لحظتها واكون معها لأنه لا يشرفني أن يكون لي أخ لا يحمل ذرة اخلاق وذو ضمير ميت لا يرحم ضعيفا. صرخ أمير بوجهه ليقول: كيف تجرأ على مخاطبتي هكذا أنسيت نفسك؟ انا أخوك الأكبر. جوناي بغضب: لا لم انس وهذا ما يؤسفني كذلك لم انس مافعلت بها بغرض.... اخ اللعنة، لا أصدق حين اتذكر ما قلته لي وانظر إليها وإلى عيونها المتورمة دائما من كثرة ما بكت وتالمت، وحين اسمع صوتها الهادئ المبحوح الذي تعب من الصراخ وهي لا ذنب لها احتقر نفسي مكانك، والآن والدتك ترمي النقود بوجهها وتتهمها بأنها تمتعك كل ليلة وبغرفتك ايضا وانها بدون اخلاق وتسعى فقط وراء المال، يجن جنوني حقا، انها زوجتك شرفك شريكة حياتك ياهذا استفق. تجمع كل من بالشركة خارج المكتب بعد أن سمعوا شجارهم. رد امير مهددا: توقف عن الهذيان والصراخ ولا تنس نفسك الزم حدودك والا. رد الآخر غضبا أكثر: والا ماذا أمير بيك؟استضربني ام انك ستهينني كما فعلت بها مرات ومرات. لم يتحمل الآخر فتحرك نحو أخيه وشده من قميصه بكل قوة وأعاده للحائط وضغط على صدره بذراعه لكنه جوناي لم يهتم وشد على أسنانه قائلا: لقد تماديت بما فيه الكفاية رد جوناي بكل يطالعه باحتقار: انا ام انت؟ من السبب بكل هذا اخبرني؟ كيف لو لم تمر أختك بنفس ما اصبته بها؟ ماذا كنت صنعت بها حينها؟ أكنت ستقت*لها ام تح*رقها ببطئ وهي مكللة. زاد شجارهما وصراخهما بالمكتب ولم يتجرا أحد على الدخول وفك الشجار ليرن هاتف أمير فجأة، توقف عن الصراخ بوجه أخيه وأنزل يده عنه وامسك هاتفه وهو يرمقه بنضرات ملؤها الغضب. انتبه للهاتف ليجد أن الاتصال من المشفى، رد سريعا بلهفة ليقول: مرحبا دكتور خير ان شاء الله ابي بخير صحيح؟ الدكتورأمير بيك اتصلت بك شخصيا بدل المشفى لابشرك بأن والدك قد استفاق لكن لا يزال بالعناية المركزة. بركة نزلت من رب العالمين من سابع سماء فأحضرت معها عيد الفرح وابتهجم ذلك القلب أيما بهجة فرد بصوت يرتجف فرحا: الحمد لله أتى الفرج، متى حدث هذا دكتور؟ وكيف حاله الآن؟ الحمد لله الحمد لله. الدكتور: منذ ساعة تقريبا ولم اشا الاتصال بك حتى تأكدت من استقرار حالته. اقترب جوناي من امير ليقول: ماذا هناك اخي؟ نظر إليه أمير ليقول: ابي لقد استفاق اخيرا وهو بخير. ثم خاطب الدكتور بالهاتف ليقول: حسنا دكتور انا قادم حالا. الدكتور: بانتظارك أمير بيك. اقفل امير الخط ثم حمل جاكيته وجوناي خلفه ليلتفت إليه ويقول: ما حدث هنا يبقى هنا.. رد جوناي: سنتحدث لكن لاحقا هيا للمشفى اسرع. خرجا من المكتب ليتفاجئا بجمع من الموظفين عند باب المكتب واقفين ليصرخ بهم أمير: كل الى مكتبه بسرعة والا صرفتكم من الشركة ككل. فزع الجميع ليتوجه كل واحد منهم لمكتبه راكضا ثم نظر إليه لجوناي ليقول بضيق: انظر كله بسببك،هيا الى المشفى ولا تتهم غيرك بافعال انت سببها. رد أمير: حسنا المهم عافية ابي لنؤجل كل شيء حتى تمر هذه الغيمة السوداء وقتها لنا حديث مطول على تماديك وتطاولك على شقيقك الاكبر،اما ما افتعلته امي فله حل. لا تقلق. جوناي: ما يهمني من كل هذا ريحان انها بمنزلة سونا وقد وعدتها بأن أحميها ولن اتراجع. هنا كف أمير عن الحديث وينظر لأخيه فقد لامس قلبه شيء من الأمان بعد كلامهذاك، فهو سيطمئن داخله عليها أثناء غيابه عنها ولن يؤذيها أحد ما دام شقيقه حاميها. كانت ريحان لاتزال بالحديقة وقتها لتلمح سونا جالسة لوحدها أمام أحد الكىاسي، فكرت قليلا بكلام جوناي عن العلاج النفسي لتقرر بعدها الذهاب إليها والحديث بالموضوع وصلت ناحيتها وسلمت ثم بدأت بالحديث لتقول: كيف حالك الآن حبيبتي؟ سونا بحزن: يعني ابتسمت ريحان وردت: سيذهب كله دوام الحال من المحال ربك كريم حليم. سونا مطأطئة راسها: لكنه لم يذهب ريحان مضى سنتين ولم يذهب شيء، كل يوم يؤلمني جرحي وجسدي كأنه ذلك اليوم وتلك اللحظة بالتحديد ربتت على كتفها وابتسمت مردفة: سونا اتعالجت عند اخصائي نفسي من قبل؟ سونا: نعم فعلت لكني توقفت في المنتصف، أنا جبانة ريحان يداي ضعيفتان وأملك اصابع رفيعة لدرجة أنني لا أستطيع أن ألكم. ريحان: العبرة ليست بقوة اللكمة كي تكوني شجاعة يكفي أن تواجهي خصما بهذه القوة وتلك اوج الشجاعة ابتسمت تحاول اخفاء حزنها لتضيف: لم الاحظ اي نتيجة ولم تتحسن حالتي وكنت اخجل حين احكي ماحدث وقتها امام الدكتور. فكرت قليلا ثم ابتسمت وقالت :اذا ما رايك ان... سونا: ماذا؟ ريحان: لا شيء كنت ساقول ما رايك ان ندخل، اراح الله فؤادك فتلك العيون لا تستحق الا الفرح. بقيت سونا تنظر إليها مبتسمة بينما هي فكرت قليلا داخلها لتقول: ساسال عن حالتك اولا وما إذا كان بالإمكان الاستمرار بالعلاج مع دكتورك واتفق معه اولا ثم اقنعك حينها بمزاولة علاجك ثانية. وصل أمير وجوناي المشفى ليتجه كل منهما سريعا لغرفة العناية حيث التقيا هناك بالدكتور خارجا من الغرفة،.اقترب أمير بسرعة ليقول: ها دكتور ابشر. الدكتور: لحمد لله استجاب الله لدعواتكم الوالد بخير ولم تسبب له الأزمة أي أضرار بجسده لكن قلبه تعب لذا احرصوا على عدم ازعاجه أو إصابته بالتوتر الزائد لأنه قد يؤثر عليه بأي لحظة. امير بحماس: ان شاء الله دكتور هو باعيننا جوناي: هل سينقل لغرفة خاصة كي نراه؟ الدكتور: سيبقى هنا ل24 ساعة أخرى إذا لم يحدث أي ضرر سننقله لغرفة خاصة حينها يمكنك تفقده والحديث معه والاطمئنان عليه امير بفرح: أيمكننا رؤيته الآن؟ الدكتور: لدقائق لا اكثر واحد فقط وكما قلت لا توتر ولا ضغوطات. امير: بالتأكيد ثم التفت لاخيه ليتحدث جوناي ويقول: ادخل انت افضل. تجهز أمير ودخل عند والده ليجده مستلقيا وعيونه مفتوحة لكنه شبه واع لما حوله، اقترب قليلا، فرحا مسرورا قلبه لامس السعادة وهنأ وهدأ، ليقول: أجل حكمت بيك هكذا كما عهدتك لا احد يهزمك. ابتسم ورد بخفزت: لازال بالعمر بقية. امير بفرح: لن تفعلها حتى ترى أحفادك وتلاعبهم. حكمت: إن شاء الله بني ابتسم وقال: ستعود للقصر ونتحدث هناك أشياء جميلة حدثت بغيابك ابي. نظر إليه حكمت ليغمض عينيه ويعود لنومه بعدها مباشرة. نظر إليه أمير بحزن ليقول: الآن لن اثقل عليك اكثر شفاك الله واعادك الينا سليما معافا يارب، ثمخرج إلى أخيه يحاول إخفاء دمعه الذي غلبه وتمرد فرح لكن لا تزال تلك العصة تنغزه حتى يراه واقفا أمامه بشموخه، قرر جوناي الاتصال بالقصر وتبشيرهم بالخبر لكن أمير أوقفه قبل أن يفعل قائلا: لنذهب الى القصر ونخبرهم افضل. جوناي: هو بخير؟ ابتسم امير ومسح تلك الدمعة التي فرت من عينه وأجاب براحة: بخير جوناي فرحا: حسنا الحمد لله اطمأننا على أبي، آثرتك وتركت أنت تدخل مع أني مي*ت شوقا كي أسمع صوته، أيضا لم انسى فعلة امي وشجاري معك؟كيف ستنظر بعينها؟ زفر أخوه بضيق ورد: حتى انا لم أنسى، وكل من اهانها يوما سيعتذر فقط سأنتظر حتى عودة أبي سليما للقصر ولن أسمح بأن تتاذى شعرة من شعرها بعد هذا اقسم لك. جوناي: اتمنى ذلك حقا. توجها بعدها للقصر وفي هذه الأثناء بالتحديد توجهت ريحان للخالة مليكة بعد أن أخذت سونا لغرفتها لترتاح، دخلت المطبخ لتقول: خالة مليكة اريدك بشيء. مليكة: تفضلي ابنتي. ريحان بخفوت: ليس هنا أيمكنك القدوم للحظة؟ توجهت مليكة ناحية ريحان قائلة بهمس: ماذا هناك ابنتي؟ لم تهمسين سحبتها قليلا للخارج والأخرى تطالعها مستفهمة لتردف هي: هل تعرفين طبيب سونا النفسي؟ ردت مليكة مسنكرة سؤالها: أعرفه طبعا دكتور اوزجان لم تسالين؟ ريحان بلهفة بادية: جيد، اريد ان أزوره لاجل وضع سونا علها ترضى بالعودة للعلاج عنده قلت لاساله ان كان يمكنه علاجها هنا دون اللجوء للعيادة واريد ان أسأله عن وضعها أيضا. ابتسمت مليكة فرحة وردت: أحسنت ابنتي، أظن أن بطاقته وعنوان العيادة بالمكتب تعالي سابحث عنها، اتمنى ذلك حقا طفلتي اتمنى أن تواصل سونا علاجها وتتحسن نفسيتها ولو قليلا انها متقلبة المزاج إذا ضحكت يوما بكت وحزنت أياما. توجه للمكتب لتبحث مليكة بأحد ادراج المكتب حيث وجدت بطاقة الطبيب النفسي سلمتها لريحان فاتصلت هي بالعيادة ولم تنتظر فأخذت موعدا مستعجلا مع الدكتور ثم غيرتثيابها وخرجت من القصر لتأخذ سيارة أجرة وتتجه إلى عيادة الدكتور في وسط المدينة. رغم زحام الحزن الذي يلاحقها كل حين ومن حدب وصوب يأتيها راكضا إلا أنها لا تستسلم فتعطيه ظهرها وتمضي لرسم ابتسامة ولو صغيرة على شفاه كل من أحس بضيق. بعد مدة ليست بالطويلة وصل كل من أمير وخلفه جوناي للقصر. صفا السيارة بالحديقة ليدخلا سريعا للداخل فرحين، طيب رائحة والدهم بالمكان وأخبار شفائه وصلت للجميع، الاب قد استفاق و حالته مستقرة ثم أخذ طريق غرفة أميروالدته التي كانت هناك ولا تدري بشيء لكنه توقف فجأة أخذ نفسا عميقا ليردد: بالتأكيد ستغضبني أمي باتهاماتها لها، لا لن أسمح بذلك سأذهب إليها أولا لأعتذر لما حدث وما بدر من أمي من المؤكد أنها تألمت لكل ما حدث بشدة و سأشاركها فرحتي باستيقاض ابي كما شاركتها حزني يومها قلبها فقط من يمكنه أن يحتويني بكل مشاعري المختلفة. طرق باب غرفتها برفق ودخل مباشرة مبتسما لكنه لم يجدها هناك، اقترب من الحمام لكن لا صوت ليدق باباه ويقول: ريحان أنت هنا؟ لكن لا مجيب. تحرك مستغربا ليردد: أين هي؟ خرج وبحث عنها في غرفة اوزجي ايضا وسأل سونا عنها لكنه أخبرته بأنها كانت معها منذ ساعة ولم ترها بعدها. استغرب الوضع وزادت حيرته ليتوجه للخالة مليكة ويسالها علها تعرف أين هي. تقدم الى المطبخ وقد كانت هناك لوحدها ليدخل سائلا: خالة مليكة هل رايت ريحان؟ ابتسمت مليكة وردت: هي ليست هنا خرجت. طلعها مستنكرا قائلا: خرجت إلى أين؟ ابتسمت مليكة واقتربت منه أكثر فزادت من حيرته وللحظة أوجس في نفسه خيفة لكنه لم يقل شيء ينتظر فقط ما ستلقسه لتقول: لو قلت لن تصدق رد بتوتر: هل هربت؟ انفجرت مقهقهة فلم تتحمل حتى ظهرت نواجذها ثم هدات وقالت: أضحكتني، اي هروب بني، ريحان ذهبت لدكتور سونا النفسي امير: من؟ هل ريحان تريد أن تتعالج؟ كيف وهي تعالج امة بأكملها، هي العلاج.أصلا. ردت مليكة: يا سلام على المدح، العشق وأفعاله. رد مصطنعا الغضب: ملييكة ضحكت وقالت: حسنا لم نقل شيء، الزيارة ليست لأجلها بني ولو كانت كذلك أنت اول من يعلم، لقد ذهبت لاجل سونا انها تسعى لإعادتها لجلسات العلاج وأتمنى أن يتحقق ذلك وتتحسن يارب. فكر قليلا ثم رد متذمرا: لكن ما كان يجب أن تذهب دون علمي، إنها لا تعرف المدينة جيدا وقد يؤذيها أحد. تحدثت تحاول تهدئته: لا تقلق لن تضيع ستعود إليك بالاخير. تحرك من مكانه قائلا: حسنا انا بغرفتي إن عادت اخبريني. توجه لغرفته متمتما: لم تخرج لوحدها؟ قد يتعرض لها أحد.اووه ريحان. بقي هناك يفكر فترة بحديث مليكة وحديث أخيه عن ماقالت والدته ليرمي جسده على الكنبة اخيرا يطلب الراحة قائلا: ماذا لو لم تعد وذهبت من هناك وتركتني؟ لربما الدكتور حجة فقط كي تخرج بسلاسة، لا لا لن تفعلها قبل أن تسامحيني ريحان لن اتركك تذهبين لأي مكان، وأنت ما هذه الأفكار الغبية هي لن تفعلها بالتأكيد. بقي بعرفته قليلا جالسا لكنه لم يستطع الإنتظار اكثر ليقوم من مكانه ويبدأ بالمشي ذاهابا وايابا لا يزال يفكر بها فحادث نفسه قائلا: الله الله كيف تذهب دون اخباري، حتى لورفضت انك زوجتي انك ريحان تارهون شئت ام ابيت، لا بأس سانتظرك بالتأكيد لن تتاخري أكثر كله مشوار لوسط المدينة. جلس قليلا ثم وقف سريعا وكأن شيء نغزه ليردد: لكن لم ذهبت لوحدها؟من المفروض أن تأخذ معها سونا لا لن ابقى بغرفتي أتآكل غيضا وحيرة بينما هي هناك بالخارج لا تعرف أحدا ولا تعرف المدينة المكتضة ،اف ساذهب إليها وأعيدها إلى القصر ولن أسمح بخروجها لوحدها ثانية أو سأوظف حارسا شخصيا لها هذا أفضل. توجه سريعا للخارج لتستوقفه والدته في الرواق قائلة: أمير يجب أن نتحدث بخصوص مربية طفلتك القروية تلك. لف بصره عنها غضبا ثم زفر بضيق وقال: لاحقا امي ويجب أن نتحدث فعلا فعلى ما يبدو أن هناك من ينوي الشر لغيره دون سبب. ردت بضيق: ما قصدك. سكت ومضى قدما ثم خرج ليركب سيارته ويتوجه لعيادة الدكتور اوزجان مباشرة، ضرب مقود سيراته بعد حين غاضبا ليردد: انت إلغي وجوي كما تشائين واهربي، لكن بالنهاية انت لي حلالي أنا فقط. انهت ريحان حديثها مع الدكتور النفسي لكنها لم تأخذ منه الكثير عن حالة سونا لكنها تحدثت معه مطولا وعن إمكانية استئناف العلاج. دخل أمير العيادة وسأل عن الدكتور لتخبره مسؤولة الاستقبال أن عنده مريضة وعليه الانتظار قليلا. وقف ينظر هنا وهناك باحثا عنها لكن لا أثر لها بين الحضور ليسأل الموظفة مرة اخرى قائلا: جئت لاسال عن شخص إن كان هنا او لا؟ ريحان تارهون؟ ردت الموظفة: انتظر قليلا...ثم أجابت: لا سيدي لم يسجل بالقائمة اسم ريحان تارهون بل آخر اسم كان ريحان يلماز وليس تارهون. ابتسم ورد: لا فرق، إنها هي بالتحديد من أبحث عنها. الموظفة: لكن اللقب يلماز وليس تارهون سيدي رد مازحا : إنها لا تحبه يسبب لها بعض الحساسية لكن سنعالجها لا تهتمي. ردت الموظفة مذبهلة: لم افهم امير مازحا: ولن تفهمي. هنا خرجت نحلاؤه من باب مكتب الدكتور برفقته وهما يتحدثان، أتاه بريقها على عتبة غيابها، باغتته بسمحة وجهها فيها شيء من بريق الشمس او لربما شيء من توهّج القمر، فغدى الباشق في عشق نجلائه متناسيا كل الأضواء. انتبه الدكتور إليه ايضا فابتسم وقال مرحبا: امير بيك اهلا وسهلا. نظرت هي ناحيته فزعة وطالعته دهشة للحظات تستوعب أنه هو أمامها ثم حادثت نفسها معاتبة: اف ما اغباني كيف نسيت أن أطلب من الخالة مليكة أن لا تخبرهااين ساذهب كيف؟ سيهيج ويتحول لثور الآن كعادته لا محالة ويطحن كل ما يأتي أمامه، سأفضح أسترنا يارب. توجه ناحيتهم وهو ينظر إليها نظرات حادة ليقول: مرحبا دكتور كيف الحال؟ مد الدكتور يده وبادله السلام قائلا: بخير أمير بيك، لقد تحدثت مع الآنسة ريحان مطولا وساسر أن استأنفت سونا علاجها ثانية فرحت كثيرا لذلك. تحدث أمير في نفسه ليقول: (آنسة ايضا سيصيبونني بالجنون بسبب هذه الكلمة انها سيدة تارهون تارهون) ثم نظر للدكتور ليكمل: سونا؟ طالعته هي بتذمر وتحدثت تخفي توترها قائلة: سأحاول إقناع سونا بالعودة لعلاجها واردت ان أتحدث مع دكتورها اولا، امير بيك لا علم له بذلك دكتر لذلك يبدو عليه التعجب. رد الدكتور اوزجان: سونا محظوظة بك كصديقة فعلا فرغم معرفتي بك القصيرة ظهر لي أنك يمكنك التأثير على حالتها واقناعها، سنسر بامثالك في الطب النفسي وكثيرا ايضا( قالها مازحا). ابتسمت وردت: شكرا دكتور. الدكتور: بل انت شكرا لإهتمامك بسونا انها تحتاج لشخص بقربها يخرجها قليلا من عزلتها ولن تجد احسن منك حاولي قدر المستطاع معها وإن استأنفت علاجها فهذا جيد. كان أمير ينظر إليه نظرات غضب يتمالك نفسه بصعوبة لان الدكتور كان ينظر لريحان معجب بشخصيتها وحديثها ليلتفت لامير ويقول: أنتظر سونا لاستئناف العلاج أمير بيك. امير: إن شاء الله مد الدكتور يده لمصافحة ريحان قائلا: لنا لقاء اذا واتمنى أن ترافقي سونا بكل جلساتها ما دامت تثق بك. لكنها نظرت الى أمير اولا ثم إليه لتضم يدها مرددة: العفو منك. فهم الدكتور غايتها ليقول: لا يوجد مشكلة. مد أمير يده وسلم عوضا عنها ثم على حين غرة من عشق أحرقته الغيرة أمسك بيدها وتحدث بكل ثقة قائلا: شكرا دكتور يجب أن ننصرف. ناظرها وابتسم فضاعت منها أحاسيسها واصابها الذهول، طالعت الدكتور ثم هو ثم الحضور فأعادها إليه قائلا: هيا لنذهب اوزجي بانتظارك. يقال "إذا أردت أن تعرف حقيقة الرجل فانظر لغيرته، أما هو فقد اشتعل واحترق ببطئ وتحول رمادا واندثر كله وهي واقفة أمام رجل غيره، ثم عاد وغار وغار وغار... بقي الدكتور اوزجان واقفا ينظر فقط لردة فعل أمير بينما هي تحدثت بغضب وحاولت سحب يدها قائلة: ماذا تفعل ياغبي؟ اترك يدي الكل ينظر. لم يلتفت إليها حتى ليقول: لا احد ينظر انت تتوهمين. سحبها للخارج بينما هي لا تزال حاول سحب يدها مرددة: اترك يدي يا احمق ماذا تفعل؟ الن تكف عن تصرفاتك الصبيانية هذه؟ على حد علمي عقلت ماذا تغير فجأ ؟ ترك يدها أخيرا وتوقف أمامها، ناظرها برهة كعادته يأخذ ترتيب كلماته من بريق مقلتيها ثم قال:أ نسيت انك تحملين اسمي، لن اسمح لك بفعل ما تشائين ومتى تشائين تاتين لوحدك والرجل يتغزل بك أمامي وتريدنني أن ابقى هادئا؟ أخذت نفسا عميقا ورددت: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما بك هل تريد افتعال مشكلة من لا شيء؟ متى تغزل بي أتظن كل الرجال مهووسة بالنساء مثلك؟ رد دهشا: ماذا؟ أضافت: و أي اسم هذا الذي أحمله؟ انت لا شيء بالنسبة لي لا تعنيني، لا أحمل لك اي شعور لا محبة ولا كره، يعني لست موجدا بالنسبة لي، اتركني بسبيل حالي اذهب أين اشاء وأفعل ما أريد. رد غاضبا: لن تخرجي ثانية دون إخباري ليكن بعلمك. ردت بغضب أكبر: ماذا فعلت انا؟ هذا جزائي لانني أريد لاختك أن تتعافى بتعد من أمامي انت لست ولي أمري ما أوقحك مللت من تقلباتك المزاجية هذه كأنك تعاني من هرمونات الحمل ، ثم مشت من أمامه وتركته واقفا تحدث مذبهلا ليقول: هرمونات وحمل؟ ثم التفت اليها ليقول: إلى اين؟ اركبي بالسيارة هيا. نظرت إليه بغضب وردت: انصرف واتركني بسبيل حالي لا احتاجك أحمق. لم يتحمل فصرخ بها قائلا: قلت اركبي ولا تعاندي. اقتربت منه ووقفت، تسلحت وجهزت عدتها، لديها فقط بعض من النظرات وبعض من الكلمات كي تجابه بها فرددت بتقطع في وجهه وهي تضرب صدره قائلة: لن...اذهب...معك....ولو...كنت...ستذهب....بي للجنة، انت لا تعنيني بشيء ولست زوجتك أفهم لست زوجتك، ثم التفتت لتسير بسرعة وغضب وهي تلعنه وتقول بهمس: وقح معتوه تافه. لحق بها ووقف أمامها سريعا لتتوقف قبل الاصطدام به فزفرت بضيق واضافت: ألا تفهم انت؟ بأي لغة أحدثك انا؟ امير بجدية: يعني لن تركبي؟؟!! ريحان بثقة: لا لن افعل امير: آخر كلام عندك؟ تأففت قائلة: أففف مملت منك ثم مشت نظر إليها لكنه سحبها إليه ليقول: أنت جنيت على نفسك هذا. نظرت اليه مرتعبة لتقول: اتركني امير مهددا: كفي عن الصراخ الا تتعبين منه؟ستقطعين احبالك الصوتية. ريحان: قلت اتركني ايها الوحش لكنه لم يكترث كعادته لترجياتها فردد: لن افعل ياجميلة ثم على حين غفلة حاول تقبيلها ولم يكترث لشيء فقط يريد تلبية استغاثة قلبه أنه ما عاد يستطيع النبض دونها، لحظات مرت لكنها لم تركن له كعادتها بل ابتعدت سريعا ووقفت أمامه دهشة ثم رفعت يدها وضربت وجهه بكفها بقوة مرددة باحتقار: وقح نظر إليها ليبتسم بخبث ثم انحنى عليها وحملها على كتفه ككيس الشوال ليستدير بها متوجها إلى السيارة قائلا: يبدو أن اللين لا ينفع معك ضربته على كتفيه بقوة، تحرك رجليها وتهتزهما بقوة لكنه ما توقف فصرخت به: اتركني انزلني ساعدوني إنه يخطفني، ساعدوني التفت هو لمن حولهم من الناس ليقول: زوجتي ياناس ريحان: إنه يكذب لست زوجته ساعدوني. امير ضاحكا: إانها زوجتي لكنها عنيدة. أوصلها عند باب السيارة وانزلها ليقول بحدة: اركبي ولا تغضبيني اكثر. نظرت اليه بنفس الحدة لتقول: لن افعل. لكنه اقترب منها وهي تتكئ على باب السيارة لدرجة أن بقيت مسافة صغيرة تفصلهما لكنه لم يتحدث بل كان ينظر إلى مقلتيها فقط، لاحظت الاقتراب الشديد بينهما فتحدثت بغضب هامسة: ابتعد عني حالا ولا تقترب مني ثانية انت تخنقني هيا وحينها ساركب. ركبت غاضبة لكنها هذه المرة لم تبك على فعلته ولم تلعنه ولم تخف فركب هو بجانبها وعدل لها حزام الامان ثم انطلق بالسيارة سريعا. بقيت صامة للحظات وهي ترمقه بعينها بينما هو كان يبادلها نظرات حزن مماثلة لنظراتها بقيا كذلك مدة دون حديث لكنها لم تكمل صمتها لتحدثت وتقول: الن تعالج نفسك؟ حقا أنا أتحدث ليس مزاحا انت بشخصيتين مختلفتين تماما. نظر إليها ليبتسم من حديثها بخبث. خاطبته لتقول: الن تكف عن هذه الابتسامة الغبية وتقول لي الى اين ستاخذني؟ نظر إليها ليقول: الى مكان ستصرخين فيه بعلو صوتك ولن يكترث لك ولصراخك احد. ارتعبت فجأة لتقول: ما قصدك؟ ابتسم ورد يبث الخوف داخلها: منذ مدة لم تعاقبي يا عشق وقد حان وقت العقاب... إلى هنا تنتهي حلقة الليلة من رواية عشق انتظروني.... قراءة ممتعة♥️ الفصل الخامس عشر من هنا |
رواية عشق الفصل الرابع عشر 14 بقلم كنزة
تعليقات