![]() |
رواية عشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم كنزةالحلقة الخامسة عشر من رواية عشق عنوان الحلقة: خجلت في الغالب تخجل الجميله عندما تداعب مسامعها كلمات العشق... اما عشقي انا لا مثيل لها بين النساء...🌹 إنها جميلة الجميلات، هي من ينحني الخجل امام حسنها، مثل ورد الجوري بين بستان زهور بيضاء...🌹 خجلت جميلتي، فذاب قلبي بين اضلعي امام وجنتيها اللذان احتلوا ارض الورود ليأخذوا منها اجمل الالوان.. 🌹 اه لو تعلمين كم يريد قلبي ملامسة وردتي ليسمعها بنبضه اعذب الالحان....🌹 القسم الأول: طالعته بخوف فبدى له ذلك ليبتسم ثم تحدثت: ماذا يعني؟ ولا تقل اسم عشق ثانية رد بكل برود: كما سمعت ياعشق. زفرت بضيق وأردفت تناظره باحتقار تحاول استجماع شجاعتها وعدم إظهار أي ذرة خوف أمامه ورددت بنبرتها الحادة تبك قائلة: يعني انك عدت لوحشيتك وتمكن منك شيطانك ثانية؟ هههه كم كنت ساذجة حين ظننت العكس فأمثالك بعيدين كل البعد عن الطيبة لكن على الأقل كنت أطلت المدة ولو ليلا وحفظت ماء وجهك. سكت متظاهرا بالصدمة لتليه علانات حزن مصطنع على وجهه ثم قال: لا، ليس لهذه الدرجة، عيب لقد صدمتني حقا. ردت بضيق: يالك من ممثل بارع تستحق الاوسكار صدقني. تحدث مازحا: لو كنت أخذت فيلم الجوكر لكنت أبدعت اكثر من خواكين فينيكس وصرتي أنت زوجة صاحب جائزة الاوسكار وتظهرين في المجلات والبرامج وأخبار الفن. تأففت ورمقته بعيونها المتسعة قائلة: انزلني رد ببرود: مممم لا صرخت غاضبة: توقف وانزلني والا رميت نفسي من السيارة اقسم سافعلها، اللعنة. ابتسم وقال: افعلي ما دخلي انا؟ أنت من ستكسر وتتأذى ولست أنا. أمسكت بمقبض الباب وحاولت فتحها فعلا ما عادت تخاف، فكرت فعلا في تهديده لكن خاب رجاءها فكعادته يقفل أبواب السيارة ما إن ينطلق بها، ضربت زجاج السيارة بقوة ثم رمت نفسها بمكانها وهي تنظر إليه بغضب. ابتسم يستفزها ويحرك مشاعر غضبها الذي يمتعه ،سكتت قليلا ثم قالت بصوت عال: اي نوع من البشر انت؟ كيف تفعل بي هذا؟ تع*ذبني وتحرقن*ي ثم تطلب الغفران ثم تعود لوحشيتك لماذا كل هذا الكره بقلبك لي؟ماذا فعلت لتفعل بي كل هذا؟ ماذا ماذا؟ اليس بقلبك ذرة رحمة؟ لم لا تقت*لني وتريحني من كل هذا؟ تلقى كلماتها بغصة يتحسر على ما مضى ثم تحدث داخله يحاول أن يذهب حزنه ذاك ليقول: انت نبض القلب معشوقتي كيف أكرهك؟ ثم خاطبها وقال: اهدئي لم كل هذا الصراخ؟ توقفي سترهقين جسدك. ردت: أيهمك تعب جسدي حقا وماذا عن فؤادي الذي غرزت به سمك الم تفكر بعلته؟لا لست طبيعيا يستحيل أن تكون كذلك يستحيل. نظر إليها باسى على كلماتها تلك التي أصابت قلبه قدر ما تعانيه هي ثم التفت للطريق والتزم الصمت. بقي كذلك مدة ،نظرت إليه تحدثت وتحدثت لكنه التزم الصمت لتتوقف هي عن الحديث ايضا ولم تتلفظ بعدها بحرف. كانت تنظر إليه إذا التفت للطريق وتهرب من عيونه اذا ما طالعها تريد البكاء والصراخ لكن ما استطاعت لم تفهم لحظتها هدوءه ذلك الذي أصابه لتخرج زفرة قوية من صدرها جعلته ينظر إليها فزعا لتقول بداخلها: أتمنى أن لا يكون هذا الهدوء قبل العاصفة فما عدت قادرة على تحمل شيء حتى لو كان صغيرا اكتفيت يا سيد امير اتعبتني بالقدر الذي أنهكت فيه الروح والجسد معا. كسحابة مرت صامتة من هناك على مدينتها، مدينة كانت بالأمس مزهرة واليوم على مشارف التيه تقف حائرة، سكتت واختارت الصمت بعد حين صف سيارته جانبا، نظرت إليه حينها قائلة: اين احضرتي؟ ابتسم كعادته يستفزها ثم رد: انزلي وستعرفين الم أقل حان وقت العقاب؟ طالعته باحتقار وزفرت ثم ترجلت من السيارة مردفة: هيا أسرع وعاقبني ولننهي هذ السخافة، لم تكد تكمل حديثها حين نظرت امامها فتجبت من الذي شاهدت أمامها، طالعته مستنكرة ثم طالعت المكان من بعيد دهشة لتقول: الملاهي، هل تمزح معي؟ رد مبتسما: اها الملاهي هنا ستصرخين كما تشائين وتفجرين كل براكين الغضب التي بصدرك كي ترتاحي، إنه أفضل علاج صدقيني وعن تجربة حين كنت أدرس في الجامعة وأضغط بسبب الدراسة كنت أركض إلى هنا أفرغ فاركب تلك اللعبة وأفرع كل طاقتي السلبية بالصراخ ولا أحد ينظر إلي الكل يمسك قلبه خوفا، فأخرج مرتاحا وتتجدد طاقتي. طالعته متذمرة وقالت: هل انت احمق ام ماذا؟، ومن قال سافعلها؟ امير بثقة: أنا قلت. ريحان مهددة: اسمع أنا ذاهبة واياك اعادتي الى هنا أتفهم والا طلبت لك الشرطة. امير: افعليها اذا. رمقته بعينها وتوجهت للطريق لتوقف سيارة أجرة. لحق بها في لحظتها، توقفت أمامها سيارة أجرة ليسرع هو للسائق ويقول: لا يلزمنا شكرا. ريحان بغضب: انتظر يا اخ يلزمني امير للسائق بنبرة جدية: قلت لا يلزمنا انصرف. تحدثت متذمرة: ما دخلك انت؟ انتظر أخي هذا شخص مجنون لا يؤخذ على كلامه سأركب. ناظرهما السائق وضرب مقوده متذمرا فاقترب أمير وسحب مبلغا من محفظته وأعطاه له مرددا: استغنينا عن خدماتك شكرا. ضغطت على أسنانها غاضبة متأففة لكن استسلمت وما عاندت فانصرف ذلك السائق وهو يردد بين شفتيه : لا حول ولا قوه الا بالله مراهقين. نظرت لسيارة الأجرة وهي تبتعد فذاقت منه ذرعا فطالعته بغضب جامح وقالت في عمق عينيه: ابتعد عني اف ثم تحركت من أمامه مسرعة وتوجهت لمدينة الالعاب مباشرة. مشت قليلا مهرولة ولم تعقب فقط تريد أن تبتعد عنه فدلفت المدينة، سارع راكضا خلفها فلحق بها ودخل خلفها لكنها كانت تهرب منه وتسير باتجاه الالعاب علها تغيب عن نظره حين تختلط.بالناس والجمهور الغفير هناك وحينها تتملص منه وتعود لوحدها للقصر، مضت طريقها وكل حين تتوقف تنظر هنا وهناك، لم تتعود على مثل ذلك الصخب وكل أولئك الناس، نظرت حولها فأصابها الذهول وشيء من الخوف مع تعب، أحست للحظة أنها ضاعت ولكن حتى لو حدث لن تلتجئ إليه فنظرت خلفها لكنها لم تلمحه بينما هو يراقبها مم بعيد، مشت أكثر في المكان لكن سرعان ما أتعبها الصراخ والصخب فتحركت وجلست على أحد.الكراسي، سكت الضجيج الذي حولها فتأجج فؤادها وانلعت فيه نيران الحزن، خافت لا بل خاب رجاؤها وضاعت، أتراه يستهوي تعذيبها أم يعاندها أو ماذا بالتحديد، عادت عن شرادها تراقب ضحكات الاطفال وتراقبه، لكنه لم تره بعد، تعمد البقاء بعيدا قليلا لكنه كان يراقبها ولم تغب عن عينه لحظة ليذهب ويتدبر مع مسؤول أحد الالعاب أمرا سريعا ثم ذهب ناحيتها ووقف أمامها فجأة. طالعته وكأنما رأت شبحا، قطع ترحالها بين ضحكات الأطفال وعفويتهم وركضهم، قطع العيد فجأة وعادت لحياتها الشاحبة وقبل أن تقف أو تتحدث سحبها من يدها بقوة ورفعها إليه قائلا: تعالي حان دورك. سحبها خلفه فحاولت فك نفسها مرددة: ماذا تفعل إلى أيندون إثارة انتباه أحد. وصل بها إلى العبة التي يريد فظرت إليه مستنكرة لتقول: لماذا احضرىتني الى هنا؟ ابتسم بمكر ثم حملها سريعا ووضعها بأحد كراسي اللعبة ثم انزل العامل المسؤول الحزام الحديدي عليهما سريعا كما اتفق مع امير ليطبق عليها لحظتها كي لا تهرب. ما كادت تستوعب حتى وجدت نفسها بدأت تهز الحديد دون جدوى صارخة به: افلتني ياغبي. امير: لن افعل قبل أن تقولي انا زوجتك لن افعل. تأففت وضربت حزام الحديد بقوة حتى آلمتها يدها فطالعته باحتقار تضمها قائلة: لست خائفة ولست زوجتك افعل ما تشاء امير ببرود: أي انك لن تقولي الكلمة ورضيتي بالعقاب. ريحان بثقة: لا لن اقولها انا لست زوجتك وانت لن تكون زوجي ولن اعترف بهذا الزواج حتى بيني وبين نفسي لم ولن يحدث ضع هذا برأسك السميك. امير: كما تشائين، ثم أشار للعامل بأن يشغل تلك اللعبة. بدأت اللعبة بالتحرك فنظرت حولها ثم إليه مبحلقة بعيونها المتسعة تلك قائلة: ماذا؟ماذا تفعل لالا لا يمكنك لا اريد انزلني لا اريد، أنت أوقفها أريد النزول. ابتسم يستفزها قائلا: لن يتوقف حتى تقولي أنت زوجي أمير تارهون زوجي حينها سيتوقف بأمر مني ولك حرية الإختيار. ككل مرة يستفزها لكن هذه المرة تختلف، لم تحس ذلك الشعور الذي تنكر به الفرح لا بل أحست لوهلة أنه يجاكرها فقط كي تضحك. ضحكت ساخرة لتقول: هههه بأحلامك إذا، حتى لو رميت نفسي من الأعلى لن تسمعها من فمي. بدأت اللعبة في الصعود اكثر فأكثر حاولت تمالك خوفها لكنها لم تستطع لتتشبث بالحزام الحديدي وتبدأ في الأنين بصوت خافت قليلا لكنها سرعان ما زادت بصراخها عند زيادة ارتفاع اللعبة. كان ينظر إليها دون أن يصرخ فقد تعود على تلك اللعبة منذ أيام جامعته، وقد اكتفى بامساك الحزام بقوة فقط شدت على نفسها اكثر لتبدأ اللعبة بالعلو اكثر والالتفاف اكثر فاكثر. هلعت ولم تتحمل وزاد صراخها فحادثته تغمض عينيها بقوة قائلة: اكرهك اكرهك انزلني، سأموت انزليني. صرخ بها ليقول: لن افعل حتى تعترفي بزواجنا. زادت من صراخها لتقول: يلعنك احمق انت ابتلاء لا يذهب بأسه حتى لو مر عليه دهر بحاله. امير بصوت عال: قوليها فقط وساطلب منه التوقف. ريحان باعلى صوت: لست زوجي لست زوجي ولست زوجتك انا.........لست......زوجتك، افهم رد ضاحكا: هكذا إذا، ابق معلقة هكذا بالهواء. حاولت أخذ نفس عميق ثم همست: ياالهي لا استطيع التحمل هذا مرعب. صرخت وصرخت ثم بدأت بالضحك بشكل هستيري، على غير عادتها تضحك، تجملت ردود فعلها دائما بجبات لؤلؤ تتساقط من مقلتيها لكن في ذاك الحين اختلف فقهقهت، أما هو بالكاد يرى يسمع فقط ضحكاتها فالهواء القوي منعه من فتح عيونه، تحدث يخاطبها: لماذا تضحكين؟ ردت تضحك: ياالهي مالذي يحدث لي سأصاب بالجنون بسببه. تخرج من قوقعتها، تهرب من الحزن وتركض للبعيد، هو من يجذبها بعيدا من كان يرميا في ذلك الخندق عارية الفرح والسرور الآن هو من ينقذها منه. تحدث بعد حين قائلا: اصرخي افرغي كل الالم الذي بقلبك لكن لن ننزل حتى تعترفي بزواجنا. ريحان: ي مجنون اتريد قتلي أم ماذا؟ رد برروده: لا بل اريدك ريحان صارخة: ماذا قلت؟لم اسمع. لتواصل صراخها بكل قوة احيانا تلعنه واحيانا تصرخ تطلب أن ينزلها لكنه ابى ذلك حتى تعبت واحست بدوار شديد فتتشبث به بيد واحدة وبقوة أما اليد الأخرى فكانت تشد بها الحزام كي لا تقع. احس بحركتها ليشير للعامل بالتوقف فبدأت اللعبة بالتوقف تدريجيا وما أن توقفت حتى نزع عنه وعنها الحزام سريعا، ناظرته بتعب وكادت تقع فسارع يمد يديه يريد أن يمسك بها لكنها استجمعت وعيها وناظرته بغضب أوقفه مكانه ثم تحركت ونزلت من مكانها مباشرة وهي تقول بغضب: احمق انتهازي مستغل للفرص ثعلب ماكر اكرهك. نظر إليها وابتسم ليقول: الست زوجك؟ لا حرج بأن أمسك بك كي لا تقعي وان كنت تخجلين أمام الناس احتضنك بمكان مغلق لا مانع لدي. اتسعت عيونها لتقول: حضنتك كوبرا ،ياربي الهمني الصبر لا حول ولا قوة الا بالله اقسم لم اصادف امثالك بحياتي. رد بثقة: ان نادر الوجود يا جميلتي. انصرفت من أمامه غاضبة ثم التفتت فجأة مهددة: اياك ان تلحق بي ثم مشت لتبتسم وتقول بهدوء: اوووه والله ارتحت انها فعالة فعلا. لكنه لحق بها ليقول: الى اين هيا ستعودين معي؟ ريحان بغضب: قلت لك لا تلحق بي جئت لحالي وسأعود لحالي. امير: إلى السيارة دون نقاش والا انت تعرفين ما يمكنني فعله وصدقيني افعلها هنا أمام الملأ اصلا المكان مكتظ ستكون أفضل. حركت رأسها يمينا وشمالا ثم نظرت اليه لتنسحب من أمامه وتركب السيارة صامتة. نظر إليها وهي تسير أمامه ليبتسم بحب ويقول: مجنونتي عنادك جميل لدرجة يجعلني اعشقك أكثر ثم لحق بها إلى السيارة مهرولا. ركب بجانبها لتنظر إليه وتقول: ولا تتحدث بحرف لا اريد سماع صوتك. امير: لم اقل شيء ريحان: حتى هذه لا تقلها. امير: حسنا ريحان: حتى هذه ممنوعة لا تتنفس حتى والا نزلت رمقها بعينه ليقول بداخله: يكفيني انني رايت عيونك تضحك لي. انطلق بعدها عائدا للقصر لكن وهو بالطريق سمع صوت الآذان فجأة. صف سيارته جانبا لتنظر إليه وتقول:لم توقفت خير؟ امير:سافعل شيء. اتسعت عيونها لتقول:ماذا هناك؟ امير:ساصلي بالمسجد ساجرب نظرت اليه لتقول:وفقك الله امير:هكذا ادع لي دائما ريحان:ليس دعاء خاصا انا أقوله للغرباء حتى. امير:شكرا. ثم نزل من السيارة وتوجه للمسجد ودخل،وقف عند بابه يتامله للحظات كان قلبه يخفق حتى كاد يشق صدره، تخلله شعور سكينة عظيم احس أنه خلق لحظتها لكنه خلق وهو يبتسم لا يبكي، كان ينظر للمصلين هناك بسعادة غمرته من رأسه حتى اخمس قدميه. بعد لحظات بدأت الصلاة،كان واقفا بين المصلين بكل جوارحه ينصت للامام بخشوع، صلى لاول مرة صلاة الجماعة كان وقعها بقلبه مميزا وخاصا،احس لحظتها أنه فعلا انسان ذو فطرة سوية لا تقوده الشهوات كما تفعل بالحيوانات. أدرك حينها ما لم يخالج قلبه من قبل، أدرك السكينة والراحة التي قضي عمره أجمع يقتفي اثرها ليكتشف أنها كانت قريبة جدا وما منعه عنها الا حد الغفلة الذي انغمس به، هو الآن في طريق النجاة بعد أن كان علي شفا حفرة من الهلاك. بقيت هي تنتظره وتتأمل المارة بهدوء، كفت الحديث والضيق والحزن والصراخ واستسلمت لصمت زارها، ثم انتبهت لحالها لتقول: ماهذه الحالة التي أنا بها؟ لم انتظره؟وكيف أصبحت أحدثه بشكل تلقائي؟ هو يستدرجني شيء فشيء رغم الذي فعله بي له عين، لو أحد غيره لا يطلب غفرانا لكنه ساذج يظن أن ما صنع بي هين، انا لن اسامحه ولم انس أفعاله لحد اللحظة، ف اف أنه يجيد معرفة نقاط ضعفي واستغلالها جيدا،بالطبع فهو مر على كل أصناف النساء قبلا ويجيد التعامل معهن، خبيث لكن على من؟ ليس على عشق ياسيد امير،لن اسامحك مهما حاولت أو تغيرت، تغيرت لنفسك لا لي، اهدئي ويكفي لا تثرثري مثل المجانين. أنهى صلاته وخرج وتوجه ناحيتها وهو يبتسم كان يتقدم تدريجيا وهي تنظر إليه صامتة فقط تشاهد ابتسامته النابعة من قلبه وعلامات الراحة بادية على ملامح وجهه. ركب السيارة وتنهد براحة قائلا: احس براحة عجيبة في هذه اللحظة انا اسعد رجال الارض إن لم أكن أبالغ، لا اصدق انني كنت داخل المسجد، شعوري وانا واقف بين المصلين وكتفي بكتف رجل بجانبي مختلف تماما عن ما مررت به سابقا، ههههه أتذكر سابقا حين يذكرني أحد بمعاصي وأن هناك آخرة ورب وحساب كنت أقول متفاخرا، دع المساجد للعباد تسكنها فأنا دوائي ببارات الخمر فما قال ربك يوما ويل للذين سكروا بل قال:"فويل للمصلين" بحلقت به تستمع بحدة لكل كلمة ينطقها فأضاف وهو يقود ويطالع الطريق مبتسما: يارب وإن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم، ههههه من كان يعتقد أنني سأكون نفس الشخص؟ سبحان من يقلب القلوب كيف يشاء، أنا أحاول أن أصلح وأرجو ان تساعديني. ما تحدثت بشيء فقط تطالعه وتستمع لكنه أخذ كل الحديث عنها مكملا: حقا ريحان هل كنت حيا من قبل؟لم احس انها ولادة جديدة لي؟ كن وهدأ بعد لحظات من حماسه ثم انطلق بسيارته مبتهجا وهي لا تزال صامتة تطالع الطريق، لكن لم يطل المسافة حتى توقف ثانية على طريق الساحل فجأة. نظرت اليه فتحدثت أخيرا قائلة: ماذا الآن؟ لم توفقت ايضا؟ امير: انتظري لا تستعجلي ثم نزل من السيارة ليتوجه لعربة هناك. كانت تنظر إليه وإلى العربة الصغيرة لتقول: ما الذي يفعله هذا؟ارجو أن لا تكون مفاجأة من مفاجآته المفجعة. عاد بعد لحظات للسيارة ثم سلمها كيسا من ورق وهو يقول: تفضلي. ابتعدت قليلا مستنكرة وقالت: ماهذا؟هل هو سم؟ قهقه بصوت عال ثم قال: ليس لهذه الدرجة وهل لي قدرة على التفريط بك مجنونتي؟ رمقته بعينها قائلة: رجاء لا تستخدم صيغة الملكية لست مجنونتك ولا جميلتك ولا زوجتك ولا أي شيء من هذا القبيل يكفي أني أتحملك منذ الصباح قليل بعد وسأنفجر. امير مبتسما: افتحي الكيس هيا وسنتفق على هذا لاحقا. زفرت بضيق محوقلة ثم فتحت الكيس لتجد به كستناء، نظرت إليها ليعتلي وجهها الجميل ابتسامة مشرقة ثم تحدثت بفرح قائلة: اووووه كستناء صوب نظره إليها وبابتسامتها الطفولية المشرقة كاد يذهب عقله فكلما ابتسمت،ارتحل للسعادة، انتبهت لحالها لتلتفت له وتسلمه الكيس قائلة: لا اريد. تحدث سريعا قائلا: ريحان رجاء لا تبالغي كلها حبات كستناء أعرف انك تحبينها هيا تناوليها وانسي كل ما مضى واسرقي من الزمن ساعة فرح فمن يدري ما سيصيبنا بعد دقيقتين من الآن. ريحان: ومن قال لك انني احبها اصلا؟ قالتها بصوتها الأجش ونظرت أمامها، مطر هناك غزير يتهاطل على أرصفة تلك الأيام التي مضت، ركضت في كل اتجاه بعيونها المثقلة تبحث عن شيء من الدفئ فمة عادت تلك القرية بالذراعين التي تضمها تدفؤها بل غصة تشد على سكينتها فتوجعها كلما تذكرت. ابتسم برهة وطالع عيناها الحزينة قائلا: بمما انك من قرية صغيرة والشتاء فيها صعب بالتأكيد متوفرة هناك و تحبينها وتتناولينها بكثرة في فصل الشتاء. اتسعت عيونها لحظتها وعادت عن شرودها وتحدثت بجدية قائلة: وكيف تعرف انني من قرية صغيرة؟ لجم لسانه وابتلع ريقه لم يدرك ما تلفظ به ثم همهم قليلا ليتحدث إليها قائلا: مجرد حدس لا اكثر من اين لي أن أعرف؟ ثم استدار هربا من عيونها. لم تكترث لحديثه لتحمل بعدها حبة كستناء وتبدأ بتناولها بحب ثم قالت: مممم انها حقا شهية منذ مدة لم اتناولها لو كنت اعرف انها تباع هنا لاشتريتها كل يوم، كل يوم بلا استثناء. أعاد النظر إليها وأخذ يتأمل بها وهي تاكل تلك الحبات الشهية تشبه صغيرته لحد ما وتشبه عشق، تمرد على رفضها مرة أخرى ومد يده وأزاح قشرة كانت عالقة على شفتها وما أن فعلها حتى نظرت إليه دهشة من حركته لتتوقفت عن الاكل لكن لحظتها وقف شيء من الكستناء بحلقها فبدأت بالسعال بقوة حتى أنها كادت تختنق، اقنرب منها أكثر وهو مرتعب ليقول: بسم الله انت بخير ريحان؟ استعادت نفسها بعد حين لتقول:بخير بخير لا تقلق ثم انتبهت لقربه الشديد منها لتقول: ابتعد قليلا اريد بعض الهواء. اعتدل بمكانه وتحدث: انت احسن؟ ريحان: احسن احسن فقط دعنا ننطلق لقد اطلنا الغياب واوزجي قد عادت من مدرستها منذ وقت. امير: كما تشائين. أخذ وجهته بعدها للقصر لتلتزم الصمت طوال الطريق فقد كانت تفكر بما حدث منذ لقاهم مع الدكتور حتى لحظة اكلها للكستناء،كانت تفكر بكل ما مرت به وتلوم نفسها وتكرر: كيف سمحت له بالتمادي لهذه الدرجة ريحان كيف؟ ليس خطؤه بل خطؤك انت،كل مرة تضعين حدودا له وانت من تزيلها بعدها،ماالذي يحدث معك؟لم اعد استطيع التحكم بتصرفاتك حتى. وصلوا للقصر اخيرا... توجهت هي سريعا إلى الداخل قبله ودخلت غرفتها مباشرة،جلست وارتاحت للحظات ثم قامت من موضعها وتوجهت لأخذ حمام دافئ بعد نهارها المتعب. خرجت من الحمام ببرنسها وأخذت بجامتها من الخزانة لتلبسها طرق باب غرفتها فجأة لتقول: من؟ امير: هذا انا. أسرعت وفتحته قليلا وبقيت خلفه لتقول له بحدة: ماذا تريد الآن؟ حاول الدخول لكنها صرخت به: ابق مكانك امير بتذمر: حسنا لا تصرخي جئت لاقول شيء لا اكثر. ريحان بغضب: ماذا؟اسرع فكر قليلا من خلف الباب ثم ابتسم بمكر وتحدث بخفوت قائلا: ألن تقولي لزوجك شكرا زوجي العزيز؟يعني هكذا كلمات على يومنا المسلي ادارت بصرها متذمرة لتقول: يا صبر ثم اكملت: لا لا لاااا، انصرف، ثم أقفلت الباب بوجهه وهو واقف لكنه أعاد طرق الباب ثانية، فتحت ثانية لتقول: ماذا؟ امير مبتسما: خذي كيس الكستناء نسيته بالسيارة. أخذته من يده بسرعة فقاا: يعني لن تغيري رايك وتقولي شكرا زوجي العزيز؟! شدت على أسنانها غضبة لتقول: لااا ثم أقفلت الباب بعدها بقوة متذمرة ليتوجه هو لغرفته يتحرك بخطا متباطئة يطالع باب غرفتها سعيدا، في لحظة من الزمن تفتحت زهور الياسمين عند باب غرفتها فأغرقته من عطرها فانطلق إلى زاوية غرفته مرتاحا. توجهت لاوزجي بعدها حيث شاركتها اللعب ثم قامت بتحفيظها سورة الإخلاص ثم وضعتها بفراشها تريدها أن تنام فتحدثت الصغيرة قائلة برجاء: لا يزال الوقت مبكرا ريحان لا اريد النوم اسمحي لي بالسهر قليلا. ريحان بجدية: طلبك مرفوض الى النوم يكفيك دلعا. عقدت حاجبيها بغضب وردت: حسنا حسنا لا تنزعجي. ردت: هكذا جيد. اوزجي: اين كنت اليوم لم اجدك بالبيت حين عدت؟ سكتت قليلا وارتحلت لبرهة هناك ثم عادت لواقعها قائلة: آ كان لدي عمل خارجا لا اكثر. ردت الصغيرة: حسنا، أيضا اريد ان اسالك سؤالا؟ وسيكون سرا بيننا إن اجبتني أعدك طالعتها مصطنعة الغضب ثم قالت: تماطلين كي لا تنامي هيا اسالي. تحدثت الصغيرة دفعة واحدة هل تحبين بابا؟ توقفت كل حواسها وصدمت فبحلقت بها بعيون متسعة برهة وابتلعت ريقها بغصة قائلة: ماذا؟ اوزجي مبتسمة: سألتك لأنني أعرف بابا يحبك أنا متأكدة ايضا. ريحان بتعلثم: ماذا تهذين أوزجي، لا يجب أن تتحدثي بمثل هذه الأمور، أنت تتوهمين لى النوم وكفي عن قول اشياء اكبر من عمرك وإلا سانزعج منك. اوزجي: حسنا سأنام ولن أتحدث بهذه الأمور ثانية لكن سنتواجه مع الايام سيدتي. ريحان بتأفف: أستغفر الله العظيم من كل ذنب أثيم، بنة ابيك فعلا. عدلتها واطفأت النور ثم توجهت لسونا بعدها لتتحدث معها بموضوع العلاج كما طلب دكتورها، حاولت أن لا تفكر بحديث الصغيرة وتقنع نفسها أن ما قلته ترهات لكن هيهات هيهات، اهتزت فسكنت تلك الجملة داخل عقلها. أخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب لكن سونا لم تجب،انشغل بالها حينها لتقرر الدخول الى غرفتها لكنها تفاجأت بها نائمة هناك، اقتربت وجلست عند طرف السرير تنظر إليها لتقول بخفوت: حبيبتي من شدة تعب فؤادك تنامين باكرا كالاطفال، تظنين أن النوم سينسيك ويريحك لكن هيهات هيهات فمثل هذه الجروح لا تشفى مهما سعى صاحبها لذلك. بقيت بجانبها قليلا ليرن لحظتها هاتف سونا الموضوع على الطاولة وقد كان بوضع الاهتزاز، اقتربت ريحان لترى من المتصل فوجدته نفس الرقم الذي اتصل بها قبلا وجعلها تعيش تلك الحالة من الفزع والبكاء والخوف الهستيري. انقطع الاتصال بعد لحظات، فأعادت الهاتف لموضعه لكن قبل أن تجلس بمكانها رن الهاتف ثانية وقد كانت رسالة قصيرة حينها، تملكها الفضول لحظتها ولم تتمالك نفسها فهي تدرك أن المتصل شخص من ماضي سونا المحزن فحملت ثانيةونظرت به لتجد الرسالة من نفس الرقم الذي اتصل منذ قليل لتقوم بفتحها دون تردد وقراءتها لتجد مفادها(لقد عدت للبلد واريد رؤيتك يجب أن نتحدث يجب أن تعرفي كل شيء، سانتظرك غدا عند الساحل بالقرب من القصر وقت الظهيرة اتمنى أن تأتي ولو للحظات فقط،انا آسف). استنكرت ما قرات وعقدت حاجبيها مرددة بضيق: ماهذه الجرأة اتريد اذيتها اكثر؟ ألا يكفيك ما عانت؟ وقح أحست حينها بحركة بالجوار لتقوم بحفظ الرقم بهاتفها ومسح الرسالة سريعا وإعادة الهاتف لمكانه، عادت لموضعها تطالع سونا النائمة بهدوء، كانت تنظر إليها وكأنها تنظر لحالها بتلك الليالي المظلمة الباردة حين تمكن منها سيد الظلام، كانت تنظر بسكون تام الى البريئة التي تشبهها في ملامح الأسى والتيه، لتقول بعد مدة: أنتت تنامين ببراءة وعمق لا أحد يظن أن وراء تلك الملامح الهادئة عواصف من نار تحرقك ،نوم العافية حبيبتي، هذا افضل حل للهروب من واقعك الموجع، ههه او لربما الصعود بلعبة والصراخ بشكل هستيري هذا أيضا مريح وجنوني مثل أخيك. كان واقفا خلفها يطالعها، أحس بغصة لحديثها لكن على استعداد أن يحارب لآخر نفس كي ينسيها ما عانت،احست بحركة خلفها فالتفتت لتجده واقفا مبتسما،صعقت واتسعت عيونها حين رأته واقفا لتلتفت للامام وتقول بداخلها: يا الهي اتمنى أنه لم يسمعني ثم قامت من مكانها صامتة ليكسر صمتها ويوقفها قبل هروبها قائلا: كيف حالها؟ ردت بخفوت: بما انها نائمة هذا يعني انها بخير، عن إذنك اوقفها قائلا: لحظة فقط، هل ستحدثينها بالموضوع؟ ريحان: بالتأكيد لن اتراجع سأسعى لذلك حتى تتعافى ان شاء الله. امير براحة: ان شاء الله. اذا اراحتك اللعبة لكنك قلت غير ذلك. نظرت يمنة ويسرة مرددة: انا يعني. امير: هذا يعني أن جنوني يمتعك نظرت اليه صعقه،لم تجد الكلمات التي تجيبه بها وماذا ستقول بم ستبرر تلفظها بتلك الكلمة، نظرت اليه للحظات ثم انسحبت من أمامه بخجلتها لكن ما ان وضعت يدها على قفل الباب وفتحته حتى وضع هو يده على يدها هناك واقفله سريعا ليحاوطها هامسا عند أذنها: ستهربين كعادتك استدارت إليه فزعة فاستنكرت قربه منها، تجمدت لحظتها تفكر بمفر لكن أين المفر،الباب مغلق خلفها وهو امامها،لم تستطع الكلام لجم لسانها كانت دهشة فقط خاطبت نفسها قائلة وقلبها يرتجف: أبعديه ادفعيه عنك أو اضربيه أو اصرخي به افعلي اي شيء لا تقفي كالبلهاء هكذا أمامه اياك ان تضعفي اياك. كان يتاملها وهي قريبة منه كل ذلك القرب يأخذ من عطرها لفؤاده بنهم، تحدثبداخله قائلا: وجنتاها محمرتان لقد خجلت أجل أجل هي خجلة وليست خائفة خجلت عشق خجلت الجميلة. بحلقت به غاضبة وقبل أن تصرخ به تحدث هامسا: ماهذا اللون القرمزي الجميل فوق وجنتيك اهذا خجل؟ أبعدت نظرها عنه لتقول بعد حين بجدية: اتركني رجاء انت تكتم على انفاسي وتخنقني ما هذه التصرفات؟ امير مبتسما بمكر: لماذا احس ان لسانك يقول شيء وقلبك يقول شيء آخر؟شيئا فسرته وجنتاك وهذا اللون. دفعته عنها قائلة: ابتعد هيا ما اوقحك اننا في غرفة اختك قد تستفيق وترانا ماذا تريد ان تقول عني الا يكفيني السمعة الطيبة التي عرفها الناس عمي بسببك؟ اعتدل ولا يزال يبتسم يستفزها فردد بخفوت: تفضلي اهربي الآن لكن سيأتي يوم وتهربين الي بدل أن تهربي مني. ردت مهددة: باحلامك امير تارهون اسمعت باحلامك لن تستطيع أن تنسيني ما فعلت بي مهما حاولت، صحيح تغيرت لكن لنفسك فقط ليس لي أنت آخر من يهمني، ثم انصرفت سريعا لغرفتها وهي تتأفف مرددة: أحمق ما اوقحه. القسم الثاني: دخلت غرفتها واقفلت الباب باحكام ثم توجهت للحمام سريعا لتنظر لوجهها وتقول: لنرى ان كانت وجنتاي محمرتان حقا ام انه يكذب كعادته. نظرت لتجدهما كذلك فضرب الحوض غاضبة مرددة بضيق: اووف ما اغباني حرارتهما مرتفعة بالتأكيد ستأخذان اللون القرمزي ،لماذا لماذا خجلت؟ كنت افعليها ولكن ليس امامه سيفسرها بمفهوم آخر اف اف اللعنة، يجب أن اجد حلا لكل الذي يحدث، ثم وضعت يدها على قلبها لتضيف: المهم تخلصت منه، ليفكر كما يشاء ما دخلي أنا به. بقي هو بمكانه للحظات يطالع أخته ثم تحرك من مكانه و زفر براحة قائلا: ستسامحني سيأتي يوم وتفعلها انا متاكد قلبها الطيب لا يحقد ولا يكره، هكذا هي، ثم توجه لغرفته لكنه وقف قبلا عند بابها لكنه لم يدخل وقف قليلا فقط يبصرها هناك في الداخل تجلس في ركنها الهادئ وعلى مشارف الربيع تبتسم وهاهو هناك سارق يريد الضفر بابتسامة منها وتلك أعظم غنائمه، لحظات مرت ثم ذهب لغرفته. مر الليل وحل الصباح... استفاق هو وتجهز ثم توجه لمائدة الافطار أما هي فقد كانت تهم بالخروج من المطبخ، تقدم من والدته لكن لم يجلس لتقول هي: صباح الخير بني اجلس لنفطر سويا رد بجدية: لااريد افطارا جافيدان مستفهمة: مابك لم عيونك تقدح شررا هكذا منذ الصباح خيرا إن شاء الله طالعها برهة ثم قال: اسمعي امي كلها ايام فقط ويعود ابي للقصر و هناك امور يجب تسويتها. جافيدان بغضب: ها هذه النبرة؟ هل اعتبر هذا تهديدا؟ زفر بضيق ورد: لا ليس كذلك فقط سأقول كلمة واحدة أمي واسمعيني جيدا، من هذه اللحظة ريحان خط احمر ولن أسمح لأي شخص بأذيتها ولو بكلمة أو يهين شرفها او يظلمها ايا كان اسمعت امي أيا كان. ضحكت ساخرة فاستفزته لكنه ابتلعها وطالعها فقط ينتظر ما ستطربه به كعادتها فقالت: اها ماشاء الله يا ابني البكر، ماشاء الله، بقي فقط أن تمد يدك. رد غضبا: أستغفر الله جافيدان بغضب: يبدو أن تلك القروية الساقطة سحرتك باخلاقها الفاضلة واصبحت تقف في وجه امك لاجلها ضغط على أسنانه بحدة قائلا: امييي، لكنه تمالك نفسه وسكت قليلا واستدار عنها يشد على شعره يحاول أن يسيطر على غضبه ثم طالعها وقال: تلك القروية التي تهينينها هي من غيرت ابنك العاصي من وحش الى انسان، تلك القروية هي من أخرجت حفيدتك من حزنها وانطوائها وخوفها، تلك القروية هي من صادقت ابنتك وأخرجتها من عزلتها تلك القروية، انها بالنسبة لي ملاك، جاءت بقدر الله عز وجل لتعالجنا رغم عللها، تلك القروية... ثم سكت لحظات ثم عاد وأضاف : لكن انت لا ترين الا بمنظور التفاخر وا اسافاه امي كنت اظن أن ما مررنا به سيحرك شيء من كونك أما ولو قليلا وتكفي عن احتقار الناس فقط لأنهم ليسوا من نفس طبقتك السخيفة لكن... ثم انسحب من أمامها ولم يضف شيء، فقط غضبا يريد إن يصرخ للكون مرددا انها زوجته لكنه ما تشجع، خرج تاركا امه تتآكل بغيضها فضربت الطاولة بعنف مرددة: غبية غبية ساقطة. أما هي فهناك على مشارف الألم واقفة، سمعت كل شيء كل حديثهم كل كلماته هو وما تلفظت به أمه، ما عساها تصنع وكلما فتحت لها السعادة بابا صده الحزن عنها بقوة، لتتجه الى غرفتها مباشرة باكية، جلست على كرسيها واحتضنت وسادتها وهي تشد على صدرها بقوة، تقوقعت على هموم لا تزول من جديد، رددت هامسة من بين شهقاتها المكتومة: لماذا لماذا؟لماذا تفعل بي كل هذا؟ انت سبب كل شيء لم اعد افهمك لم اعد افهم ردات فعلك، لقد اتعبت روحي اوقعتني ببحر حيرة عميق لا اجد فيه اي نور لقد تعبت تعبت.... عاد قلبها خائبا بعد أن هرب من إشارات الأصابع، عاد إلى عزلته ووحدته فذاك قدره. توجه أمير للمشفى لزيارة والده اولا ثم قصد الشركة للعمل. كان بمكتبه يعمل على صفقة جديدة بكل جهد عله يعوض خسارته السابقة ليأتيه بعد لحظات اتصال من محاميه المكلف بقضية اضنة. رد أمير سريعا ليسلم ويقول: ماذا حصل معك باضنة أخبرني حضرة المحامي هل سويت الامر؟ رد المحامي: الحمد لله سيدي كما طلبت وكما تمنينا زوجة العم احسان تنازلت عن الشكوى بعد التحقيق بالحادث الذي تبين أن لا يد لك به. زفر براحة واستند.على كرسيه مرددا: الحمد لله الحمد لله، كنت انتظر اتصالك بفارغ الصبر منذ أيام شكرا المحامي: هذا عملي سيدي حسنا سأسوي كل شيء واعود لاسطنبول بأقرب فرصة. امير بفرح: بانتظارك. المحامي: سابعث لك عبر الفاكس بعض الأوراق التي تحتاج توقيعك سيد امير، فرغم الوكالة التي وقعتها لي الا أنها تحتاج توقيعك لأتمم إجراءات القضية. امير: حسنا بانتظار الاوراق أنا بالمكتب ابعثها. اقفل الخط ونظر لهاتفه فرحا ثم ردد: هذا فضل الله حين يأتي، الحمد لله، ثم عاد لعمله المكثف. بعد مدة قرر اخذ استراحة قصيرة ليلقي بظهره على كرسيه ويبدأ بالتحرك به لكن نغص عليه تذكر كلام أمه وحديث أخيه باليوم الذي حاول فيه الحارس الاعتداء عليها، فعاد ذلك الوحش وظهر مكشرا عن أنيابه أمامه لقد أضحى يراه بصورة واضحة، ما كان هو، ليخرج بعدها زفرة موجعة قوية ويقول: ما كنت أنا؟ أحس أنني كنت متلبسا، ماذا صنعت بك يا جميلتي؟ لن ألومك إذا لم تسامحيني يوما، لك كل الحق. ثم حمل هاتفه ليقرر الاتصال بها والاطمئنان على اخبارها اتصل مرتين لكن لا رد منها ليقطع بعدها الاتصال ويعود لعمله يطمئن نفسه قائلا: من المؤكد أنها تركته بالغرفة كعادتها وذهبت للمطبخ، آخر شيء تتذكره هو الهاتف مع أنني نبهتها أكثر من مرة لا بأس ساتصل لاحقا. عاد لعمله لتاتيه السكرتيرة حينها بظرف به وثيقة، استاذنت ودخلت قائلة: لقد وصلك هذا منذ لحظات سيد امير. نظر إليها ثم امسك الظرف ليقول: اف بهذه السرعة انه محامي شاطر حقا، يمكنك العودة لمكتبك. انسحبت ففتح هو ذلك الظرف وسحب الوثيقة ليقرأها لكنه صعق مما تحتويه فقد كانت تبليغا من المحكمة مفاده أن نازلي قد رفعت قضية حضانة لأخذ طفلتها اوزجي. جن جنونه لحظتها واشتعل غضبا فقام من مكانه ورمى الظرف بقوة صارخا: ما اوقحك وصلت بك الى هنا؟ تستعملين طفلتك لعبة؟بعد أن تخليت عنها تريدينها؟لن اسمح لك بأخذها لن يكون، ثم امسك بالبلاغ ومزقه قطعا صغيرة ليرميه أرضا ويتجه بعدها إلى الخارج مباشرة يأكل الارض بقدميه. ركب سيارته وانطلق مباشرة إلى أحد صالونات نازلي، صف سيارته هناك وبقي لحظات يفكر وهو يطالع باب الصالون، أخذ نفسا عميقا وترجل ليدخل كالصاعقة هناك واتجه لمكتبها مباشرة. حاولت إحدى العاملات إيقافه لكن دون جدوى، ضرب الباب بقوة حتى فزعت نازلي ليدخل مباشرة ويصرخ بها: لن تناليها ولو أقمت الدنيا كلها واقعدتها لن اسمح لك باستغلالها. ردت غاضبة بعد أن استوعبت أنه هو أمامها: تحدث عن نفسك، تحضر عشيقتك وتكلفها بتربية ابنتك وتريدني أن اتغاضى عن هذا؟باحلامك. رد بغضب: انت أردت الحرب لتكن اذا، وتلك التي تصفينها بالعشيقة انها عشقي نبضي حبيبتي كل شيء لي لقد سكنت هنا (أشار إلى قلبه)واستحوذت كياني وهذا أمير الذي أمامك بجبروته واسمه وتفاخره لا تعيرني اي اهتمام بل لا تراني اصلا، أما أنا اتنفسها وارغب فقط قربها رغم رفضها لي بدل المرة الفا ضعي هذا في رأسك جيدا وأتمنى أن تستوعبيه، أنا أعشقها. صعقت من كلامه الذي نزل عليها فجأة باردا فأصابها بالصقيع والذهول، غص قلبها، لقد قال كلماته دفعة واحدة كلها فكانت صعبة لا تستساغ، اتسعت عيونها وابتلعت ريقها ثم تلاه نفس حارق أخرجته من صدرها فصرخت به: انصرف من مكتبي أخرج حالا اخرج لا أريد أن اراك أمامي ثانية، أمامنا المحكمة إذا، اقسم لك لن اتركك تهنأ بها للحظة ولن تنال السعادة معها تلك القروية الغبية سانهيها قبل أن تصبح أما لابنتي، وساحرمك من طفلتك وستأتي الي وتترجاني. ضم أصابعه بشدة حتى برزت في كف يده وشد قبضته غاضبا ورفعها ليضرب بها مكتبها بقوة حتى نزفت يده لكنه لم يبالي لشيء ثم تحدث مهددا: طفلتي لن تاخذيها مهما فعلت، اما ريحان فإن لمست شعرة شعرة واحدة من رأسها فقط احرق الدنيا بما فيها عليك افهمت؟ تلك الكلمات التي ألقاها ثم خرج ولم يعقب، ثم خرج بغضبه من صالونها يعدل من ياقة قميصه ويعيد نوبة غضبه داخل صدره، خرج وتركها تصرخ وتلعنه وتلعن ريحان ايضا مثل المجنونة ثم دفعت كل شيء كان فوق مكتبها مرددة: تلك الحقيرة اخذت مني زوجي وطفلتي اخذت مني عائلتي وتدعي البراءة، لا يمكن أن تعشقها أمير لن اسمح بهذا ولو اضطررت لقتلها سأفعل و ستعود الي مذلولا عند قدمي، ولن تنال واوزجي، لم تكترث لشيء أو لاحد فقط كانت تريد إفراغ غضبها بما أمامها حينها.. كانت تلهث لكثرة غضبها وتحطيمها لما أمامها ثم حملت هاتفها واتصلت سريعا بديمير لتقول: صباح الخير سيد ديمير. ديمير: صباح الخير نازلي مابك هل أنت تركضين؟ ردت على عجل: لا لا ، اسمع حان الوقت لا يجب أن ننتظر اكثر يجب أن نضرب ضربتنا التي ستنهي أمير تارهون وعائلته، معك حق تأخرنا كثيرا. ابتسم الآخر ورد: لا تغضبي ياجميلتي، احضر له شيء سيكون بمثابة فركة اذن تعرفه قيمته جيدا وبعدها سيحصل ما نريد فقط الصبر. نازلي: سابعث لك صورا جديدة اريد ان تجمع كل شيء عندك يجب أن يكون المقال الذي سينزله لاسفل سافلين في الجرائد بعد أيام لقد نفد صبري منه ومن عشيقته الغبية تلك. ديمير: في انتظارك اذا ولا تنسينا بزيارة. نازلي: حسنا حين اصل لمبتغاي خذ ما تريد. ثم أقفلت الخط وهي تتوعد بالانتقام من امير وريحان. عاد هو للقصر بعدها بشحنة غضبه تلك، أين يخرجها لا يعرف، دوامة تلف حوله من أفكار يائسة تريد أن تناله بكل الطرق، دخل وتوجه لمكتبه مباشرة ليبحث بدليل المكتب عن ارقام اهم محامي قضايا الاسرة وقضايا الحضانة، بدأبالاتصال بهم مباشرة هاتف من هنا وهاتف من هناك كما أنه سأل محامي الشركة حتى استقر على محامي مشهور بتلك القضايا ليأخذ منه موعدا سريعا. تأكله الحيرة والخوف يفكر بطفلته، أتراه سيمر عليه يوما دون أن يتتفس بضحكتها؟ كان يختنق لمجرد التفكير فكيف اذا حدث فعلا. بقي هناك بعض الوقت ثم خرج من المكتب متوجها لريحان فدلف الغرفة لكنه لم يجدها، زفر بضيق مرددا: أين أنت الآن؟ ثم حمل هاتفه واتصل بها لكنها لا ترد ليذهب ويسأل من بالمطبخ عنها لكن لم يرها أحد ايضا، تحرك لغرفته عله يرتاح قليلا لحين عودتها يطمئن نفسه بأنها قد خرجت لقضاء شيء فقط والأمر لا يستحق القلق لكنه ما إن جلس حتى تذكر الدكتور ليقوم من مكانه مباشرة قائلا: ايمكن أن تكون قد ذهبت لهناك؟ لا لا أظن ولم تفعلها؟ قد تفعلها وما ادراني انا بماذا تحدثا حتى عادت إليه ولوحدها ايضا؟ ريحان طيبة قلبها من يقودها اكثر لربما يستغلها ذلك الدكتور أيضا اف أمير ماذا تهذي انت؟اانت بالعصر الحجري؟تحضر قليلا يارجل. حمل هاتفه واتصل بالعيادة ليسأل عنها لكن المسؤولة عن الاستقبال هناك أخبرته بأنها لم تحضر ولا موعد باسمها طوال اليوم. اقفل الخط لتزداد حيرته وبدأ الخوف يسكنه شيء فشيء، فردد غاضبا: اووف اين انت الآن؟ الا يكفيني ما انا به؟لم اختفيت بهذا الوقت بالتحديد؟احتاج لعينيك كي ارتاح قليلا، أحتاج لنصائحك وحديثك، أنا أضيع دونك. عاد لمكانه ليتذكر انه قد شغل خاصية معرفة الموقع بهاتفها،قام من مكانه ليقول:كيف نسيت أنا كيف؟ ثم حمل هاتفه وشغل تطبيقا لتتبعها من خلال رقم للهاتف،لم تطل المدة ليكتشف انها عند الساحل قريبة من القصر ليقول: يبدو أنها خرجت لتشتم بعض هواء البحر حقها فهواء القصر يخنق وبشدة لاذهب إليها اذا. كانت هي عند الساحل كانت قد وصلت لتوها لتقوم بالاتصال بذلك الرقم لمعرفة من صاحبه من بين الحضور هناك لكنها كانت شبه متأكدة من شاب يجلس هناك على كرسي لوحده ينظر للبحر مهموما وينتظر. اقتربت قليلا وهي تتصل ليحمل كنان الهاتف ويجيب: مرحبا وبذلك تأكدت أنه هو لتقفل الخط مباشرة. استغرب الاتصال ثم أعاد الهاتف لجيبه واكمل تأمله للبحر. عادت للخلف قليلا مترددة فهمست قائلة: لن أذهب إليه مادخلي انا لم اقحم نفسي في اشياء اكبر مني؟ كيف ما دخلي؟ سونا اختي التي لم تلدها امي لا يمكنني رؤيتها تحترق ولا امد يدي لانقاذها. وقفت أمامه فجأة لتقول: مرحبا. رد كنان قائلا: مرحبا يا آنسة. ريحان بخفوت: انا جئت عوضا عن سونا. وقف كنان بمكانه سريعا وطالعها مستنكرا ثم تحدث مستفهما: ماذا؟من انت؟واين سونا؟ تنهدت تحاول اخفاء توترها ثم قالت: انا ريحان صديقتها، سونا لن تأتي ولا تعلم بأنك تريد لقاءها اصلا انا من قرات الرسالة ومحتواها ايضا قبل ان تراها ثم حذفتها. رد دهشا: كيق؟ لماذا؟ما هدفك انت؟ من اعطاك الحق بتفتيش هاتفها؟ من أنت أصلا؟ هنا سكتت قليلا وطالعته، ارتحلت لوهلة إلى هناك لذلك البيت الذي حرق، ليس وحشها أمامها لكنه لا يفرق كثيرا فالذي أمامها أيضا شيطان تغير لونه وهندامه، ارتحلت ترتشف الأسى والحسرة على نفسها لكن سريعا عادت لما جاءت إليه وأجلت رثاءها ثم قالت بكل شجاعة: لن أرضى أن تقتل ما تبقى فيها من امل الا يكفيك ما صنعت بها؟ الا يكفيك الخراب الذي ألحقته بشابة في العشرينيات وبجمالها ماذا تريد اكثر؟ لقد أصبحت عجوزا ثمانينية في جسد عشرينية. طالعها بحزن ولملم كلماته قائلا: اريد ان تسامحني. ابتسمت ساخرة وردت: هل أنت بوعيك؟ هكذا بكل سهولة أريد أن تسامحني، امثالك يجب أن يكونوا بالسجن الآن لقد نخرتم بمجتمعنا وباجسادنا وانوثتنا حتى حولتمونا لرماد حتى الرياح تأبى أخذه للبعيد. زفر بضيق وسألها بغصة فقد آلمته كلماتها تلك فقال: أخبريني كيف حالها؟ طالعته بحسرة ثم ردت: بألف خير، مقعدة مشلولة القدمين لا تتحرك الا بكرسي متحرك، لا يمكنها فعل شيء دون مساعدة، عاجزة الجسد محطمة القلب ماذا تريد اكثر؟ سكت قليلا يتحسر إنه من فعل ذلك وهاهو ينال عذاب ضميره القا*تل فرد بضيق قائلا: أنا اتعذب أيضا ولا أجد علاجا غيرها، لا أريد شيء فقط أن تنظر في عيني وتسامحني. ابتسمت وردت: انها تبكي كل لحظة كلما نظرت لقدميها تتذكر وتبكي، انت أوصلتها لنقطة العجز نقطة لا رجوع بعدها يكفيك هذا، عد من حيث اتيت ولا تعاود الاتصال بها، انها تصاب بنوبة هلع كلما سمعت صوتك. كنان: لا تزال مكتئبة بسببي ريحان: هل انت غبي؟ام أن الرجال فيهم ميزة الغباء بالفطرة ، هي ليست مكتئبة لقد عدت مرحلة الاكتئاب منذ زمن طويييل تخطتها وتركتها خلفها واىتحلت لما هو أقهر وأوجع هي الآن منطفئة في مرحلة اللاشعور لاحزن ولافرح لقد جعلتها بلا مشاعر، ق*تلت طيبتها فعلت بجسدها تماما. بحثت عن لحظة سلام لكن أدركت أنها كانت ساذجة فبعض الماضي يأبى الرحيل. قاطعها قائلا: رجاء ساعديني أريد رؤيتها ولو لمرة فقط اريد ان أطلب منها ان تسامحني واختفي من حياتها نهائيا. ردت بجدية: آسفة لم آت لتطلب مني المساعدة بل اتيت لاطلب منك فقط أن تبتعد وان لا تظهر أمامها ثانية، إنها تكرهك حد الم*وت وهذا حقها، اذا خنقت إنسانا حتى الم*وت لا تتوقع انه يمكنك احياؤه من جديد وهكذا فعلت بها، لقد شوهت كل شيء جميل بها دون رحمة وتركتها لنابشي الجثث تقتات على ضحكاتها وهي تنظر عاجزة، فبأي وجه تأتي وتطلب الغفران؟ ألا تستحي من نفسك على الاقل؟ وصل أمير للساحل ليلمحها هناك أخيرا، تنفس براحة وتحرك نحوها سريعا مرددا: نها هنا فعلا يبدو أنها تحب الاختلاء بنفسها والهروب من جو القصر، لكن على الأقل اتركي خبرا كل مرة تفعلين بي هذا وتتركينني في قلق، ثم اقترب ليرى رجلا بجانبها وتتحدث معه استغرب الأمر وتوقف مكانه قائلا بضيق: من يكون ذلك الشخص؟ وماذا تفعل ريحان مع رجل غريب؟ ليقترب اكثر وهنا لمح كنان، صعق لحظتها حين رآه لم يصدق أنه هو كنان من تسبب بكل ذلك الالم لأخته سونا ومن هرب لمدة سنتين جالس هناك وبجانب ريحان ايضا، عبس ووثار ثم توجه هناك سريعا خائفا على محبوبته من عدوه الاول. وقفت ريحان بعد حديثها مع كنان وطلبها منه أن لا يتصل ولا يحاول الاقتراب من سونا لكن ما أن قامت واستدار حتى وقف أمامها، اتسعت عيونها وشهقت مرتعبة ثم رددت بخوفت: أنت؟! رد غاضبا: ماذا تفعلين خارج القصر مع هذا الحقير أجيبي؟ فزعت لصراخه فردت متعلثمة: أنا كنت اتيت، ثم التفتت لكنان ولامير ثانية لكن لسانها لجم لحظتها لم تدر ما تقول وكيف تفسر له لقاءها بكنان. صرخ بها بكل قوة مرة أخرى قائلا: أنت ماذا؟ كيف استطاع الوصول اليك؟من اين يعرفك؟وكيف تأمنين له وتاتين؟ اتريدين أن يصنعك بك ما صنع بسونا؟ اتريدين ان تحرقيني؟ أتريدين أن تنتقمي بهذه الطريقة؟ انه حق*ير و عديم الشرف والاخلاق لقد عاد فقط لينتقم ووجدك أنت فرصته، ما أحقرك يا هذا، ثم هجم على كنان بكل غضب ان*هال عليه ض*ربا يردد غاضبا: ياحق*يير وقعت بين يدي اخيرا لقد انتظرت هذه اللحظة سنين، ياجبان لم هربت كل هذه المدة وعدت الآن؟ ماذا تريد؟ لم لم تواجهني مثل الرجال وقتها؟ قاومه الآخر وحاول صد لكم*اته القوية التي تأتيه من كل جانب ليقول: عدت لاجلها لاجلها فقط لا دخل لك انت، لا أزال اريدها وستسامحني. ما زادت كلماته تلك إلا من غضب أمير بينما النجلاء تنظر دهشة لا تعرف ما تصنع. اشتد الشجار الأكثر كل يض*رب بكل قوة:لن يحدث لانني ساقتلك قبل أن تريها وجهك هذا دون تردد كان امير يض*رب والآخر يرد وهي تحاول فك الشجار وتصرخ بهما لكن ما استطاعت. تحدث أمير يشد على أسنانه: لقد احبتك كيف استطعت فعل ذلك بها كيف؟ اختي عانت ولا زالت تعاني بسببك يا حقي*ر. رد الآخر وهو يعارك: كنت مجبرا وثملا ايضا كنت بغير وعيي لحظتها لم اكن ادر ما افعل والآن عدت، عدت لأجلها فقط ولست خائفا منك أمير سأصل إليها حتى لو وضعتها في برج. صرخت هي بأمير الذي شد على رقبته قائلة بهلع: ابتعدا اترك الرجل ماذا تفعل؟ امير بغضب: انت ابتعدي ولا تتدخلي اصلا حسابك لاحقا على لقائك بعديم الاخلاق هذا وخروجك من القصر دون اخباري. ريحان بغضب: قلت ابعد يديك عنه سي*موت بين يديك. التقط أنفاسه قليلا مرددا : وتدافعين عنه أيضا انه يستحق الم*وت أمثاله يستحقون الموت،لا تتدخلي انت. ابتعدت قليلا وصرخت مع تلك الدمعة التي فرت من عينيها قائلة: وانت ألا تستحق الم*وت ايضا الست من امثاله؟ هيا اتركه والا اقسم انني ساختفي من حياتك نهائيا ولن تجد لي أثرا اقسم برب العزة ايضا. نظر إليها قليلا ثم أفلت كنان من قبضته اخيرا وطرحه أرضا، تلك الكلمة فقط كانت كفيلة بأن تق*تله وهو حي، يحدث أن تحلق مع الطيور فرحا مرحا ولطفولتك تعود ضاحكا بكلمة ويحدث أن تنتهي وتنطفئ بكلمة. نظرت اليه، اغرورقت تلك العيون دمعا وفر منها الكثير الآن، ثم انسحبت من أمامه بانكسار. لحق بها سريعا تاركا كنان بدم*ائه يتألم من شدة اللكمات التي تلقاها منه وسريعا أمسكها من يدها وضمها بقوة رغم غصته قائلا: انتظري سحبت يدها منه دون النظر إليه حتى ورددت بخفوت: اتركني دعني بسبيل حالي رجاء يكفي. امير: توقفي قلت توقفي هنا استدارت إليه ومسحت تلك الدموع المتمردة براحة يدها ثم طالعته بغضب لتقول: من تظن نفسك حتى تض*ربه هكذا؟ من انت حتى تحاسبني على لقائي به؟أنسيت أم اذكرك من انت؟ زفر بضيق مرددا: يكفي لهذا الحد. ما سكتت لربما لم تسمعه حتى بل أفرغت جعبتها دفعة واحدة قائلة: انت مثله تماما ولربمى أسوء منه بكثير، هل رحمتني لحظة ضعفي؟ هل سمعت لرجائي حين خنق*ت أنفاسي وج*لدت ضحكاتي؟ كنت اصرخ وأبكي حتى اقع مغشيا علي أرضا وانت ماذا كنت تفعل حينها ها؟ اجبني هيا لم أنت صامت هكذا مثل الأبله؟ أم أنها حلك الوحيد، هو كان يعرف سونا وأحبته أما انت فماذا؟ لقد تم بيعي لكازينو كالشاة المريضة وبدل أن تنقذني اشتريتني ثانية بثمن بخس، واصررت على ذب*حي وفعلت وياليتك وليتني الجبين لا بل ذبحتني وانا انظر الى عينيك التي كانت ممتلئة شرا وحقدا، واستمتعت بنزيفي أمام عينيك دونما شفقة أو إنسانية. توقف أمير لحظتها عن الحديث لينظر إليها صعقا من كلماتها ثم نظر لكنان الذي ين*زف هناك نظرة خذلان لقد رآى نفسه به تماما رأى أمير الوحش يقف أمامه وينزف من كل نقطة من وجهه، فتحدث لنفسه هامسا: يستحيل أن اشبهك يستحيل،لن اكون انت لست كذلك. نظرت ريحان لامير بعيون دامعة ورددت بضيق يكاد يخن*ق أنفاسها التي بالأصل تصارع: ما زرعته في من ألم ضعف الذي فعله هو، أنا لن أسامحك أمير تارهون مهما حاولت لن يحدث. اقترب منها قليلا وتحدث برجاء: ستسامحنني ريحان ستفعلين. مشت بسرعة متوجهة للقصر وهي تبكي بحرقة أما هو فقد بقي مترددا هل يلحق بها أم يعود لكنان لكنه اختار اللحاق بها، التفتت إليه سريعا لتقول بغضب وسط دموعها: يكفي يكفي ما لاقيت منك اتركني بسبيل حالي،ثم سكتت قليلا واقتربت منه ثانية لتخاطبه مهددة: اسمع ساقولها لآخر مرة لن أسامحك على فعلتك بي حتى لو كنت تحتضر وعلى وشك الموت، او حتى لو كنت أنا كذلك واتلفظ انفاسي الأخيرة لن أسامحك انتهينا. ثم استادرت لتبتسم ثم انصرفت، لترتسم ملامح غير معهودة علي قلبها، ظهرت جلية على وجهها الشاحب لتبدو كمحارب رجع لتوه من معركته منتصرا لكنه فقد ساقيه هناك، فازت فقط بيدين لكن كيف ستحميهما من بطش الخوف والحزن الذي لا يزال يلاحقها. وما أن مشت خطوات حتى سمعت صوت طلقات نارية متدافعة، اتسعت عيونها فزعة بشدة وقد كاد قلبها يقع لحظتها لياتيها صوته وهو ينادي صارخا: ريحااااااااان استادرت سريعا اليه مرتعبة وطالعته بحزن منادية: أميييير نحن نفشل في النسيان لأننا في الواقع لا نريد أن ننسى رغم كل ما يحمله التذكار من وجع 💔 الى هنا تنتهي الحلقة انتظروني بالحلقة المقبلة.... قراءة ممتعة♥️ الفصل السادس عشر من هنا |
رواية عشق الفصل الخامس عشر 15 بقلم كنزة
تعليقات