رواية عشق الفصل السادس عشر 16 بقلم كنزة



رواية عشق الفصل السادس عشر 16 بقلم كنزة 




الحلقة السادسة عشر من رواية شق
عنوان الحلقة: لا تتركي يدي

عشق... مثال لكثير من النساء اللاتي ورغم كل شئ وكل الصعاب والآلام التي تلزمهن الحياة ليعيشن تحت وطئتها ولكنهن بارعات جدًا في إخفاء الحُزن، ماهرات للغاية في إتقان عكس ما تشعُرن به، تلجأن للكذبِ أحيانًا فتدَّعين "أنهن بخير"؛ لئلا تلمحن في أعيُنِ الناس نظرة شفقةٍ أو عطف، تفهمن كُل مَن حولهن ولا أحد يفهمهن، تكرهن الشدَّة والقسوة، أو أن تُجبَرن على شيء، لكن عن طيبِ خاطر وبكُل رضًا منهن لا تتردد احداهن في أن تهبك روحها؛ فالطفلة التي تسكن داخل كل امرأة جُبلت على الرفق واللين، وكرامتها لا تُسَاوم أبدًا؛ فعزَّة النفس لديها سر صمودها وثباتها إلى الآن، رغم أنها حقًّا ليست بخير.... ولكن يبقي يقيني الاذلي ان المرأة القوية هي التي يكون بداخلها وجع كبير و تخرج للجميع ملكة و كأن شيء لم يحدث كوني قويه ، ‌فالحياة لا تحترم الا المرأة القويّة التي لا تكسرها التّجارب الفاشله وانما تبنيها..... المرأة القوية هي من لاتخنع ولا تضعف تحت أي مسمي من المسميات المتداولة.... كل امرأة هي قصة عشق... فعشق ليست كلام علي ورق بل هي روح متجسدة داخل كل امرأة..... ونصيحتي لكل امرأة خلقها الله.. عزيزتي يا من كرمك رب العزة في كتابه وانزل سورة كاملة تكريما لك وما اجملها واعظمها من سورة ألا وهي سورة النساء... استمدي قوتك منها لتعرفي قيمتك فرب العزة لم يخلقك لتكوني قصة يأس ولا رواية آسى ، ولا فصول حرمان ، بل منحك روحا نقية لتحيي بها الدنيا وتبني بها منزلك ف الجنة ، ما خلقك ليشقيكِ بل خلقك ليؤجرك ويكرمك.... فيا عزيزاتي يامن وصفكن خير الأنام بالمؤنسات الغاليات يجب أن تكونن أذكى وأنضج من أن تسمحن لأحد أنّه ينقلّك توابع تجاربه الفاشلة نفسياً لا تستمتعي لكلام أحد 
فلا يوجد أسوأ من أن تصبح المرأة مثال لشخصية مهزوزة معدوم الشخصية ليست قادرة على اتخاذ قرار... عيشن تجاربكن الخاصة بكل مراحلها ونتائجها ، كل امرأة حرة ابية يجب أن تتعرف علي نفسها بنفسها... وتجعل نفسها ايقونة رغما عن الدائرة السوداوية للمجتمع الذكورى.... وفي النهاية عشق هي نحن... ونحن عشق..... 

القسم الأول:

ث 
استادرت سريعا اليه مرتعبة ثم ركضت نحوه بسرعة وهي تناديه بخوف شديد :اميييير ليفعل هو ذلك ايضا ركض إليها بكل قوة لكن الطلقة الثانية القادمة باتجاهه كانت اسرع من خطواتهم الضعيفة تلك،كانت اقوى واشد وأبلغ من صراخهم ومناداتهم،ركض الى معشوقته خوفا عليها من رصاصة الظلم تلك بينما هي ركضت إليه لاتدري لم؟لاجل أن تجد الامان او لاجل أن تعطيه هي الامان.
نادت عليه بعمق صوتها الذي ارتجف مع سماع صوت الطلقة، كان بمقربتها قاب قوسين وقاف لكنه لم يلمسها لم يحتضنها لم يأخذ الامان فقد وصلت لجسده تلك الرصاصة قبل أن يصل اليها،اتسعت عيونها عندما اخترقت الرصاصة جسده وشهق وهو ينظر إليها برجاء فرددت بخوف شديد:
ياربي لا.
عم الظلام لحظتها حولها، جف حلقها، شعرت بالبرد الشديد يجتاح جسدها من أسفله لاعلاه، عادت للشقاء والعناء عليه لا به، ارتمى لحظتها بين يديها فلم تتمكن من حمله لتقع أرضا ويقع هو بين ذراعيها، كانت تبكي وهي تنظر لحاله والدماء تنتشر بثيابه، ثم نظرت للسيارة التي فرت وهربت لتصرخ بهم:
حسبي الله يا مجرمين ماذا فعلتم به؟ثم انتبهت له لتجده يتلفظ أنفاسه بصعوبة، زاد بكاؤها وارتجافها لتقول: 
أمير انا هنا أمير ابق معي لا تفقد وعيك ستكون بخير ستكون بخير فقط ابق معي.
نظر إليها بحزن وهمس:
مرضي ليس له شفاء فدعيني أغادر
ردت بصوتها المرتجف:
هششش توقف لا تتحدث بشيء فقط اضغط على جرحك بكل قوة ثم وضعت يدها على يده لتضعها فوق الجرح وأضافت:
هكذا لا تنزع يدك من هنا، ثم نظرت حولها يمنة ويسرة لتبدأ بالصراخ:
ساعدوني ساعدوني اطلبوا الاسعاف بسرعة.
نظر إليها والى خوفها الى رعشة يديها، صوتها الأجش، دموعها المنطلقة ثم قال:
سامحيني
طالعته مستنكرة فأحست لحظتها بشي ثقيل ضرب صدرها بقوة حتى كادت تفقد النفس، ضاعت وما وجدت ظالتها لتصرخ به تهرب من رجائه قائلة:
توقف توقف لن تموت لن تفعلها لن اسمح لك بذلك قبل أن تعيد الي كرامتي التي اهنتها ستعيد الي دموعي التي ذرفتها ستداوي كل جروحي التي فتحتها بيديك هاته، ولن تترك بي أي أثر أو ندبة، ستعيد الي مافقدت من نفسي بتلك الليالي ستعيد الي ثقتي باللون الأحمر، ستعيد الي الأمان والثقة بمن حولي، ستعيد الي رؤية الاحلام الجميلة بدل الكوابيس التي كنت انت سببها ستعيد الي ريحان انت فقط من سيفعل هذا اسمعت؟ اتسمعني أمير ستتعب وتتعب وتتعب وتصرخ وتبكي لن تذهب بهذه السهولة لن اسمح لك أن تفعلها قبل أن تعيد كل هذا الدين الذي عليك لقد قلت لي انك لن تموت حتى تسامحيني وان فعلتها وتركتنا لن اسامحك ايضا اتسمع لن تفعلها.
ابتسم وهو بين يدها ليمسك يدها بيده الملطخة دما ويضعها على قلبه:
هنا سكنت عشق.
صمتت لحظتها لا تدري ما تقول لتنفجر باكية اكثر، لحاول أن يقاوم لكن أغمي عليه في الأخير واستسلم ففزعت لحظتها لتردد:
لالا لا تفعلها استفق استفق اياك لن اسمح لك اياك وفعلها لم نتفق على هذا لم نفعل لم يكن وعدك الذهاب لم يكن كذلك، هكذا انت كاذب كاذب تقول شيء وها أنت تفعل شيء مخالفا ثم بدأت بهزه بكل قوة، اجتمع الناس حولها فاقترب أحد منهم وقال:
يا آنسة توقفي.
نظرت إلى الرجل لتقول صارخة:
بتعد ثم حاولت معه مرددة:
لا تستسلم فلا تفعلها ارجوك من لاوزجي وسونا غيرك لا تفعلها أمير انت قوي لا تفعلها.
كانت ملطخة بدمائه كما فعل هو قبلا،كان بين يديها كما كانت هي قبلا، كان ترتجف خوفا عليه كما كان لتقول بصوت مغلوب عليه البكاء:
أحضروا الاسعاف رجاء سنخسره سيذهب من بين يدي، أنا السبب انا السبب انا من تمنيت موته واستجاب الله لدعوتي آه ما اوجعه من الم آه ما اصعبه من شعور.
استجمع كنان نفسه بصعوبة بعد الذي حدث بينه وبين امير وركض ناحيتهم بعد سماع الطلقات ورؤية ماحدث امام عينيه ،نظر لامير المرمي أرضا بدمائه لينزل اليه مرتعبا ثم جس نبضه ليجد قلبه لا يزال ينبض ليبدأ بضربه لوجهه وهو يقول: 
امير أمير افتح عيونك اتسمعني أمير ماذا حدث هنا من ضربه بالرصاص؟من فعلها اجيبيني؟
ريحان:
وما ادراني انا؟حدث كل شيء فجاة؟لا يهمني من فعلها المهم هو ساعدني ياربي ساعدني وساعده لماذا تأخر الاسعاف لماذا؟
كنان بهلع:
اسمعي قد يتأخر الإسعاف اكثر يجب نقله للمشفى حالا قبل أن يفقد دما اكثر هيا ساعديني في حمله.
ريحان بغضب:
اياك ان تلمسه ابتعد.
كنان:
ليس وقت عنادك ياهذه انتظريني سأحضر سيارتي وننقله حالا ثم توجه ركض إلى سيارته واحضرها رغم حالته تلك ليوقفها بالقرب منها بينما هي لاتزال جالسة أرضا هي عاجزة تماما، قترب سريعا ليصرخ بها:
هيا قفي وليساعدني أحد بحمله لا تقفوا هكذا.
لم تكن لحظتها تسمع شيئ عدى انينها ليصرخ بها ثانية بكل قوة ويقول:
ماذا تنتظرين؟حتى يموت؟
نظرت اليه بعيون متسعة عند سماع كلمة الموت لتفزع اكثر وترتعب اكثر قائلة:
لا هو لن يفعلها بي لن يتركني اجابه كل آلامي لوحدي، ثم قامت من مكانها بعد أن وضعت رأسه أرضا برفق،ليتقدم كنان ورجلين آخرين لحمله كانت تنظر وكل الهموم والاوجاع تجمعت بتلك النظرة لتصرخ بهم فجأة:
 برفق ستؤذونه وقد تتحرك الرصاصة.
كنان:
تعالي هيا.
ركبت ريحان ليدخل كنان والرجل الذي معه أمير السيارة حيث مدد من الخلف لتضع هي رأسه بحجرها.
انطلق كنان نحو المشفى بسرعة بينما هي كانت تمسح على رأسه وتردد"ربي انه مسه الضر وانت ارحم الراحمين"،"ربي قد مسه الضر وانت ارحم الراحمين"،"ربي قد مسه الضر وانت ارحم الراحمين".
لم تكن مسافة الطريق بالطويلة لكن بالنسبة لها كانت أميالا،
كانت تدعو كل حين أما يدها فم تزلها عن موضع جرحه ولا ثانية، تشاهد الدماء التي تنزف منه بالقرب من قلبه لكن قلبها من كان ينزف وليس هو.
بعد حين وصلوا المشفى، نزل كنان سريعا طالبا المساعدة ليركض الممرضون إليه فقاموا بانزاله من السيارة والركض به لغرفة الاستعجالات سريعا واحدهم يسأل ما سبب الإصابة ؟لتجيب:
ضرب بالرصاص.
ليسأل آخر:
ما زمرة دمه 
ريحان:
لا اعرفها لا علم لي بزمرته.
حضر الدكتور سريعا ليطلب منهم توفير كمية من الدم ثم يدخل سريعا لفحص أمير لكن سرعان ما طلب منهم تجهيز غرفة العمليات سريعا،خرج الكل كل واحد يركض هنا وهناك بينما هي واقفة خارجا وحيدة وسط الاعصار يرفعها للاعلى ويرميها أرضا ويعيد رفعها ويرميها ثانية، جرحها العميق سمع أنينها وعاد من معركته الخاسرة، لا تريد أن تستقبل العزاء به، تريده أن يبقى، تمقته لكن تريد أن يبقى.
 كانت تشاهد من حولها يركضون ويتحركون بسرعة لكن هي الوحيدة هناك التي شلت كل حواسها.
نقل من أمامها إلى غرفة العمليات، في تلك اللحظة مر كل شيء عاشته معه كشريط أمامها، أيعقل أن يكون هو؟ لم تستطع حتى الاقتراب لكنها اكتفت بالنظر إليه لتصرخ به وهم ينقلونه: 
قبل أن توفي دينك وتجعلني اسامحك لن تذهب لن تفعلها بي اسمعتني.
ادخل أمير غرفة العمليات ليشرع الجراح في عمليته.
اقترب كنان منها وهي واقفة بالخارج ليفصلها عن شرودها العميق ذلك ويقول:
سيكون بخير انا متاكد
ردت بضيق:
يارب يارب.
كنان:
لكن من انت؟قلت انك مربية ابنته لكن على مايبدو أن الموضوع اكبر من المربية ومن الحبيبة ايضا.
طالعته دهشة وابتلعت تلك الكلمات بضيث مردفة:
أنا؟لا لا انا مجرد مربية ابنته وصديقة سونا لا يربطني به شيء غير ذلك، والآن العفو منك يجب إخبار أهله بالحادث.
كنان:
ساتصل أنا.
نظرت اليه لتجيب بعد أن استوعبت حديثه لتقول:
لا لا ساتصل انا رجاء.
أخرجت هاتفها من حقيبتها واتصلت بجوناي ليجيب ويسلم لكن انتبه لصوتها المتذبذب ليقول مستفهما:
ريحان ما بك هل حدث معك شيء سيء؟
ريحان:
انا بخير لكن أمير ليس كذلك 
أجاب بخوف:
ما به اخي اخبريني؟
سكتت قليلا ثم أخذت نفسا عميقا مردفة:
لقد أصيب بطلقة نارية من أحد السيارات ضربوه وفروا لا ادري من فعلها إنه الآن بغرفة العمليات الجراحية.
أزاح الهاتف عن أذنه وطالعه برهة عله يستوعب ما سمع ثم طالع المكان حوله يتأكد أنه لا يحلم فنادته عبر سماعة الهاتف:
جوناي
رد على ندائها أخيرا وقال:
ماذا تهذين ريحان؟
ردت:
هذا ما حدث أنا أيضا بالكاد أستوعب ما حدث.
ركض سريعا ليقول:
أنا قادم حالا ريحان لقد كنت بغرفة ابي انا في الطابق الرابع باي طابق انت سآتي حالا.
ريحان:
انا بالطابق الثاني بانتظارك.
اقفلت الخط لتنتبه لكنان الذي لا يزال واقفا بجانبها فتحدثت قائلة:
أنت رجاء اخرج من هنا، جوناي بالمشفى ولا اريد حدوث مشكلة أخرى رجاء.
رد بحزن:
حسنا كما تشائين لكن تمالكي نفسك سيكون بخير انا متاكد.
ردت ترسم ابتسامة حسرة على شفتيها قائلة:
شكرا
مضى كنان في طريقه قليلا ثم التفت إليها قائلا:
ما اسمك يا آنسة؟
ردت:
ريحان...
مشي قليلا لياتي جوناي راكضا باتجاه كنان لكنه من خوفه وتوتره لم ينتبه إليه لوهلة ثم التفت بعد أن اشتبه عليه ليقول:
أيعقل أن يكون هو؟ لكن الثاني كان قد استدار للرواق الجانبي 
ثم انصرف وخرج من المشفى لكنه لم يغادر بل بقي في سيارته جالسا يراقب عله يرى سونا حين تأتي للمشفى.
وصل جوناي لريحان ليقول مرتعبا:
ريحان ماذا حدث اخبريني؟
طالعته بحزن وانفجرت باكية وهو ينتظر تفسيرا ثم تحدثت قائلة:
كان خلفي لقد تشاجرنا لقد رميته بكلمات موجعة كعادتي لكن لم اكن اعلم ان كل هذا سيحدث اقسم، لم اكن أدري لو كنت اعلم لما نطقت بحرف.
حاول تهدئتها مرددا:
اهدئي وتوقفي عن البكاء وأخبريني ماذا حدث من فعل به هذا؟ كيف حاله الآن؟ وماذا أخبرك الطبيب؟
زفرت بضيق ونظرت لغرفة العمليات أين يصارع بكل ما بقي لديه من قوة وأمل ثم نظرت لجوناي وتحدثت بضبق قائلة:
فجأة سمعنا طلقات نارية لقد اتت من سيارة سوداء لقد كانت الطلقات سريعة وجهت إليه مباشرة.
عاد للخلف مستندا على الحائط يطالع نفس الغرفة بحزن ثم تحدث قائلا:
سيكون بخير لن يحدث له شيء انا متاكد، أخي قوي ويعرف أننا لا نستطيع دونه، آخ لماذا يحدث معنا كل هذا؟ في الوقت الذي يتعافى فيه ابي ويخرج من غرفة الانعاش يدخل اخي غرفة العمليات ثم بدأ بضرب الحائط بيده ويصرخ.
سارعت إليه وأمسكت ذراعه تحاول تهدئته مرددة:
يكفي أخي ليس وقت الغضب بل وقت الدعاء فلندعوا له هذا ما سيفيده لا شيء بيدنا الآن غير ذلك.
جوناي:
سيتعافى إن شاء الله سيتعافى.
ريحان:
الن تخبر من بالقصر؟ 
جوناي:حسنا ساتصل، ثم ألم تأتي الشرطة بعد؟
ردت:
ليس بعد سيأتون في أي لحظة بالتأكيد ويستجوبون لا تقلق سأخبرهم بما رأيت، لا يهم ما يهم أن يخرج من العملية سليما.
ثم عادت تستقبل الصمت بصدر رحب، لا تعلم حقا ما أصابها هل خوف حقيقي ام مجرد شفقة علي انسان مصاب، ما عاشته معه لم يدع لها المجال لتعرف حقيقة مشاعرها الانسانية البسيطة ولكن الواضح لها الآن انها لا تشعر بالجحود نحوه في هذه اللحظة.

بقيا هنالك مدة لتاتي بعدها كل من جافيدان ومليكة بعد سماع الخبر تاركين سونا في القصر دون أن يخبروها بالحادث.

كان كنان لا يزال بحديقة المشفى ينتظر لتنزل جافيدان ومليكة من السيارة بعد لحظات وما أن رآهم حتى خفق قلبه بشدة وأحس بضيق أخنقه ثم قال يراقب السيارة:
لقد أتت لكنها لم تنزل، راقب من بعيد بلهفة لكنها لم تأت فتحسر قائلا:
انا عزمت ولن استسلم ثم انصرف وانطلق بسيارته واتجه لوجهته متحسرا.
وصلت مليكة وحافيدان عند جوناي لتركض إليه مرتعبة:
ابني ماذا حدث كيف حال اخيك اخبرني؟
رد جوناي:
نحن ننتظر الدكتور لا يزال بغرفة العمليات.
وضعن يدها على قلبها وشهقت بضيق بالكاد تمسك توازنها ثم قالت باكية:
آه بني لماذا يحصل لك كل هذا لماذا؟
ثم انتبهت لريحان لتذهب إليها مباشرة وتنفجر بها كالبركان تهزها بقوة قائلة بغضب:
ماذا تفعلين هنا يا ساقطة؟ كله بسببك من المؤكد أنه اصيب بسببك، اخرجي من حياتنا اخرجي اخرجي، لا نريدك أيتها الدخيلة يكفيك ما تسببت به لحد اللحظة.

نظرت إليها مرتعبة من ردة فعلها فحالوت سحب ذراعها من قبضة يدها التي كانت تشده.
امسك جوناي والدته قائلا:
امي رجاء توقفي ليس وقت الشجار الايكفيك زوجك المرقد بغرفة وابنك بغرفة العمليات؟ ماذا تريدين اكثر كي تتعضي؟ أي قلب تملكين؟ من أين تأتين بكل هذه القسوة؟ ماذنبها هي يجب أن تشكريها هي من احضرته الى هنا وأسعفته وإلا كان ميتا.
ردت في وجه ريحان بغضب لا تكترث لشيء:
بلغ السيل الزبى الى هنا وانتهى لتمض هذه المحنة واتفرغ لامرها.

بقوا على حالهم ينتظرون بقلق لتخرج الممرضة بعد حين من الغرفة،ركض الكل إليها عداها شلت قدماها لم تتمكن من التقدم خطوة ربما لأنها رغم أنها زوجته وصاحبته التي تأويه الا أنها الدخيلة بينهم.
تحدثت جافيدان للمرضة بحزن قائلة:
هل ابني بخير؟
الممرضة:
اعذروني ليس الآن سيخبركم الدكتور العملية لم تنته بعد ثم ركضت وهي تنادي لزميلتها وفري دما نحتاج دما اكثر.
أصابتها سموم الكلمات وضاقت شدتها فأتت دقائق الإنتظار تلك لتزيد على آهاتها بعض الشدة، ستتحمل؟ نعم ستتحمل ككل مرة، مصقولة على الصبر ومره.

كان الكل واقفا يعد الثوان الصعاب تلك منتظرا خبرا يفرج تلك الهموم التي رميت عليهم في صبيحة فقط.
أما هي لا تزال بمكانها جالسة تدعو وتدعو تتذكر مامر أمامها وكيف ارتمى بين ذراعيها كانت تنظر لدمائه التي لاتزال على يديها، طالعته هو وعيونه المستسلمة لتنفجر باكية وهي تتمتم:
ياربي لا تمتحني بهكذا امتحان ياربي هذا اصعب من كل شيء مر علي، حتى أنه اصعب من الذي أصابني به قبلا، ياربي انا مؤمنة واقر بكل جوارحي أن هذه هي حكمتك ومشيئتك وانه مهما طال عمر الانسان فإنه ملاقيك لكن هذا مؤلم هذا صعب ولا يحتمل احس بكل اوجاع الدنيا في قلبي، في هذه اللحظة وهو في الداخل يحتضر يارب اني اناجيك انا أمتك الضعيفة ليس لي سواك.

خرج الدكتور بعد مدة...
وقف الكل أمامه ينتظرون ما سيتلفظ به أما هي فقد وقفت لكنها بقيت بعيدة خافت أن تقترب خافت من تلك الحروف النخبأة خلف شفاه الدكتور،اخذتها دوامة ياس واعادتها أخرى ليتحدث الدكتور اخيرا ويقول:
الحمد لله تجاوزنا الخطر
نزلت سكينة الخالق على النجلاء نزل السلام على قلبها، تنفست براحة لتتقدم اخيرا وتقول:
وكيف هو الآن دكتور؟
الدكتور:
بخير رغم أن الرصاصة كانت قريبة من القلب لكن لحسن الحظ بقيت مكانها ولم تتحرك اكثر واستطعنا استأصالها.
تحدث الكل دفعة واحدة ليتلفظوا ب "الحمد لله والشكر لله"
عادت هي للخلف ورمت نفسها على كرسي المشفى البارد القابع بالزاوية هناك لترفع بصرها للسماء وتقول بابتسامة يحتضنها دمعها الذي نزل من مقلتيها جانبا فقالت بهمس مختنق :
الحمد لله الحمد لله ثم أخذت نفسا عميقا وكأن روحها ردت إليها لتقوم ثانية وتقترب لتسمع ما سيكمله الدكتور فسأله جوناي:
والآن هل سيبقى بالانعاش ام ستنقلونه لغرفة خاصة؟
الدكتور:
سننقله لغرفة خاصة حتى يستفيق لكنه خسر دما كثيرا والرصاصة كانت بموضع حساس سنراقب وضعه جيدا،فعلا نجا منها بأعجوبة فلو تحركت الرصاصة مليمترات زيادة فقط لفقدناه.
جافيدان بخوف:
لا ا قدر الله لا قدر الله.
الدكتور:
سيتم نقله لغرفة خاصة بعد لحظات الحمد لله على سلامته.
تحرك الدكتور ماشيا وما أن ابتعد حتى لحقت به لتناديه،استدار إليها ليقول
:تفضلي يا آنسة.
ريحان بتوتر:
دكتور أخبرني حالته مستقرة صحيح؟
الدكتور:
بخير بخير كما اخبرتكم تماما ايضا شكرا لأنكم اسعفتموه بسرعة بدل انتظار الاسعاف لقد كان لكم فضل في إنقاذ حياته.
ريحان براحة:
الفضل لله وحده المهم أنه تجاوز الخطر ولم يذهب ويتركنا.
انصرف الدكتور بعدها لعمله لتعود هي لمكانها وتجلس هناك تنتظر خروجه.
لم تطل المدة ليخرجوا به من غرفة العمليات، كان ممدا على ذلك السرير الابيض نائما، هب الكل إليه عداها، اقترب الكل بغية الاطمئنان عليه عداها رغم أنها زوجته اقربهم إليه.
نقل لغرفته ليجتمعوا حوله اما هي فقد بقيت خارجا عند الباب كالغريبة وقد كانت فعلا تحس بغربة مريرة بينهم، هي زوجته لها كل الحق في دخول غرفته لكن نفسها ترفض ذلك وتمنعها من فعلها وتأكد لها بأنها هي الغريبة عنه هي فقط وهو جلادها الذي لا يجب أن تشفق عليه.

تحرك جوناي خارجا لتمسكه والدته وتقول:
إلى اين؟
جوناي بتذمر ساحبا يدهة
لاحضر ريحان لن نتركها عند الباب هكذا وهي من اسعفته.
نطقت مليكة برجاء قائلة:
رجاء
جافيدان بغضب:
لا تتدخلا انتما ستبقى هناك لا مكان لها بيننا.
جوناي بتذمر:
أمي
جافيدان:
على الأقل ليس وانا هنا لا اريد رؤيتها.

مر وقت ولم يستفق أمير بعد لتقرر جافيدان وملكية ومعهم وجوناي الذهاب لتفقد حكمت القابع بغرفته وحيدا وقد كانت فكرة جوناي حينها ليترك مجالا لريحان برؤية امير.
خرجوا من الغرفة ليجدوها لاتزال هناك جالسة وحيدة.
اقترب منها جوناي تاركا امه لتذهب بالاتجاه المعاكس ليقول:
ادخلي لرؤيته.
طالعته بخوف وقالت:
لا يمكنني انا خائفة.
جوناي:
إنه يحتاجك اكثر من اي شخص بالكون.
طأطأت رأسها تهرب من نظراته ورجائه معا، كيف لها أن تواجه وكل أسلحتها بعض من الأمل، كيف لها أن تستمر وكل الذي تعلمته السلام، تنهدت مردفة:
لكنني لا أستطيع حتى لو حاولت لا يمكنني تلبية حاجاته لي.
رد قائلا:
سنذهب لتفقد ابي انت فقط حاولي لأجلي على الأقل، لأجل أوزجي.
دخلت ريحان هناك بصعوبة واقتربت ببطئ شديد وكان جسدها ثقل وقد صعب عليها جره، اتكئ الحزن على سعة قلبها و ضاقت شدتها لكنها على يقين أن الفرج آت، نظرت إليه الى حالته الى ضعفه بعد أن كان قويا،الى مرضه بعد أن كان معافا،لتخاطب نفسها وتقول:لماذا احس انني انا المرقدة وليس انت؟انت تتالم بسبب جسدك وانا بسبب فؤادي.
اقتربت اكثر منه وهي تنظر إليه وكأنها ترى المها به،لم تقل شيء لحظتها فقط اكتفت بالنظر إليه وإلى حالته لا شيء غيره هو وجهاز رسم القلب الموصول بصدره أمامها ولا صوت تسمعه غير صوت دقات قلبه على الجهاز.
حاولت الحديث بشء اي شيء دعاء عتاب مواساة لكنها جبنت لتستدير باكية مقررة الخروج لاخذ الهواء فقد كان كتم دموعها يكاد يخنقها لكن هنا مد يده الباردة وشد يدها طالبا النجدة من الغرق مد يده لمعشوقته دون أن يفتح حتى عيونه عرف انها هي فقط من ريحها الذي أتاه فجأة ورد إليه وعيه وروحه التائهة،استدارت لتنظر إليه قائلة:
أمير 
لم يتمكن من فتح عيونه لكنه تلفظ بعدة حروف بشق الأنفس ليمسك يدها ويضمها بضعف قائلا:
لا تتركي يدي
زاد وجعها لكن قبل أن تجيب شد يده على يدها اكثر وضغط عليها بكل ما استجمع من قوة حتى تألمت بشدة لتنظر سريعا الى وجهه فوجدته يتالم، أحس لحظتها أن شيء بصدره يشد ويشد ويشد كلما زاد الضغط على صدره زاد من شد يدها، لم تفهم شيء سبب ضغطه على يدها، لم تفهم سبب تالمه، لم تفهم سبب تغير ملامحه وعبوسه وتعرقه، لكن فجأة بدأ الجهاز بالرنين ليفصلها عن حيرتها الشديدة، نظرت الى الجهاز الذي يرن بصوت اخترق قلبها قبل اذنها ثم نظرت اليه صعقة أدركت أن قلبه سيتوقف لتترك يده لحظتها وتركض لمناداة الطبيب جن جنونها، عادت إليه لتنزل لمستواه وتمسك بيده بقوة قائلة:
لا يمكنك الذهاب لاي مكان لا يمكنك لقد وعدتني الا تتركني ووعد الحر دين عليه لا يمكنك النكث به إلا اذا عفوت عنك.







القسم الثاني:

توقفت عن النحيب برهة وطالعت الارض هامسة بقناعة:
 الغفران ولا اقوي عليه فمع الاسف الأمر يشبه الغصن الذي هزمته الريح قبل أن يُفكر في المقاومة فحتي وإن اعتذرت الريح سيبقى الغصن مكسورا، فلا تترك الأمر لغفراني ولكن ابنتك.!!
ماذا سأخبرها؟ وكيف ؟! لا يمكنني مجابهة عيونها البريئة حين تسالني كعادتها اين بابا؟ ماذا ساجيب ها؟ لا تفعل هذا بي هذا اصعب من كل ما وضعتني به انا أضعف من أن انطق أمامها تلك الكلمة.
الا يكفي أنك احضرتني ووضعتنى بهذا المكان؟ لقد تعبت من المكوث في المكان الخطأ ، من التعايش مع الأشياء الغير متاحة وغير مرغوبة، فلا تحملنى ذلك الحمل الثقيل الذي ستجره روحي كل يوم إلي كل مكان إن ذهبت فلن اسامحك علي ذلك أيضا....ثم صمتت قليلا وهي تنظر له بعمق وتتفحص ملامحه لتقول بعدها : ولكن ليس ذلك الحمل وحده ما يرهقني، لا أعرف ما سبب تلك الغصة المميتة التي تحيط بروحي وتقيد قلبي ونيرانها تحرك انفاسي، ما سبب ذلك الفراغ المطلق الذي أقتحم روحي لحظة اقتحام الرصاصة لجسدك، بل إنه انطفاء تام يقيدها.،يجب أن تنهض لتجيب علي سؤالي وتخبرني ما سبب ذلك الشعور؟!
يجب أن تخبرنى ما سبب حزن روحي وخوفها علي جلادها.
لكن الجهاز لا يزال يرن ليهب الطبيب ومعه الممرضات إلى الغرفة سريعا ويبدؤوا باخراجها خارج الغرفة كانت منهارة تماما تبكي وتصرخ بهم:
لا لا يمكنكم اخراجي أنه يحتاجني لن اتركه يذهب بهذه السهولة اتركوني ليصرخ الطبيب بها:
من فضلك يا آنسة اخرجي.
أخرجتها الممرضة بصعوبة لتبق خارجا تبكي وتنظر إليه وتنتظر، ليست من نسوة ألفت الاتظار، هي ما وقفت مهزومة يوما، لكن ضعفة هزما وارتفعت حولها أسوار الخوف والحزن، فطالعت غربة المكان وارتعشت ثم سريعا لربها لجأت مناجية.

خاطب الطبيب الممرضة قائلا:
اسرعي احضري جهاز الانعاش بسرعة.
ركضت الممرضة واحضرته بينما الدكتور يجرب انعاش القلب بيديه لكن لا فائدة ليبدأ في في تجربة الانعاش بالجهاز.
شحنته الممرضة ليضعه سريعا على صدر أمير حتى اهتز وعاد مكانه، كان باهتزازه هو يهتز هي كل كيانها، تنظر عاجزة تكتم صرخاتها بصعوبة وتبكي وهي تردد:
لاجلها فقط ساعده يا الله لاجل ترك البريئة ساعده واعده الينا لقد كان قويا وهو الآن ضعيف بين يديك ليس لديه سواك انت،يارب ضع من نبض قلبي بقلبه المهم أن يعيش.

بعد محاولات تمكن الطبيب اخيرا من استعادة النبض ليضع الجهاز جانبا ويقول:
اوووه الحمد لله كنا سنفقده.
عاد النبض وعادت رسمته بالجهاز نظرت إليه وإلى الجهاز من الخارج لتبتسم وسط كل تلك الدموع لكنها ما احتملت الوقوف لتسرع إلى الكرسي وترمي جسدها هناك وهي تاخذ انفاسا عميقة عمق جروحها.
بقيت هناك قليلا لياتي بعد لحظات جوناي اليها، اقترب ليجدها بتلك الحالة فقد ظهر ما يحمله قلبها على وجهها اكثر من ما كان يظهر عليه قبل ذهابه.
نظر إليها ليقول مستنكرا:
ماذا هناك ريحان؟الم تدخلي بعد؟
طالعته بحزن وردت:
لقد كنت بالداخل اخي لكن...
جوناي بخوف:
لكن ماذا؟
ردت بضيق:
لقد توقف قلبه فجأة واسعفوه.
صرخ بها قائلا:
ماذا؟ ثم تحرك نحو الغرفة سريعا لكنها أوقفته قائلة:
انتظر لا تخف الحمد لله الحمد لله لقد عاد الينا ولم يتركنا لن يسمحوا لك بالدخول.
زفر بضيق وطالعها بحزن ثم عاد أدراجه وجلس بجانبها ليضع يده على رأسه حزنا لم يستطع لا مواساتها حينها ولا مواساة نفسه ليلتزم بعدها الصمت ويشاركها هدوؤها.

بقيت قليلا كذلك ثم وقفت لينظر إليها جوناي ويقول:
إلى اين؟
مسحت دمعها المتمرد وقالت:
سارتاح قليلا واعود 
جوناي:
حسنا لكن الى اين ستذهبين؟ كي لا أقلق عليك.
ابتسمت وردت:
الى سكينتي لن اتاخر.
جوناي برجاء:
يجب أن تعودي للقصر لترتاحي قليلا حالتك سيئة.
ردت:
لاحقا اخي ساذهب للصلاة والدعاء ثم أعود للقصر بعدها ساخبر الصغيرة بأن والدها قد سافر لعمل، لا يجب أن تحس لشيء لا أريد أن تحزن، وحين يتعافى ويعود للقصر سيخبرها هو، لكن لن اتاخر ساعود قبل أن يستفيق.
جوناي:
حسنا ريحان ستجدينني هنا، أتحتاجين اي مساعدة؟
ريحان:
لاشكرا، ثم انصرفت و توجهت للمكان الذي تجد به السكينة، ذهبت للصلاة بمصلى المشفى لكن ما ان شرعت في الوضوء حتى انتبهت لدمائه على فستانها لتتوقف عن وضوئها وتشرع بالبكاء وهي تتذكر ملامحه وهو مرتم بين يديها يئن وهي تحاول ايقاضه، تذكرت حالها كيف كانت تحتضنه بعد أن رفضته أياما واياما لتحدث نفسها باكية:
ماذا لو فعلها ريحان؟كيف ستتحملين عذاب ضميرك؟وحين تسالك اوزجي لماذا ما*ت بابا ؟ماذا ستجيبين؟
إلى متى سأقبع جالسة على مفترق طرق الأحزان؟ متى ستوصد نوافذ الرياح المؤلمة التي تأتيني من صوب؟

فجأة وعلى حين غرة شهقت النجلاء واتسعت عيونها، للحظة كاد ذلك القلب أن يتوقف عن النبض وتقع أرضا لما رات لقد كان هناك رجل ضخم يقف وراءها واقترب منها وهو يضغط بمسدسه على منتصف ظهرها بالتحديد، تجمدت لحظتها ولم تجد مفرا فلفت بصرها يمنة ويسرة تسوتعب الذي يحدث ليقترب الرجل اكثر ويهمس باذنها بحثيث أفعى قائلا:
لا تفتعلي أي حركة أو تصدري اي كلمة، ثم وضع الهاتف نصب عينيها وأكمل مهددا:
لو أصدرت اي صوت مهما كان بسيطا اعتبري الصغيرة في عداد الموتى كوالدها.
نظرت للهاتف، نعم ابتلاء آخر وامتحان آخر، إنها اوزجي هاهي تلعب بالحديقة سعيدة لا تدري بشيء بينما هناك أحد يراقبها من بعيد، زاد الدم لحظتها من التدفق بسرعة في عضلات جسدها وارتفع منسوب الأدرينالين ذروته، رؤيتها الصغيرة وهي تلعب بكل براءة كللت كل جسدها فلم تتمكن من التحرك خطوة أو التلفظ بحرف وطلب النجدة حتى لو همسا.
حاولت الاستدارة لكن ما استطاعت فقد ضغط على مسدسه اكثر حتى تألمت اكثر ليقول وهو يضغط على أسنانه بشدة:
احذرك من إثارة أي رد فعل، والآن هيا الى الخارج دون مقاومة ولا تفكري بها حتى، الصغيرة بين أيدينا لاتنسي ذلك بضربة مسدس واحدة انهيها بمكانها.
شهقت بغصة ثم همست:
ماذنبها ياحقير انها طفلة.
الرجل:
هششش دون أي صوت يا جميلة.
لفت بصرها من جديد حول المكان علها تجد حلا لمصيبتا تلك لكنها لم تجد ثم استدارت كما أمرها وبدأت بالتحرك ببطئ والمسدس لا يزال عند ظهرها، لكن ما أن مشت خطوات حتى باغتته ودفعته بكل قوة واسرعت هاربة لتصرخ بأعلى صوتها:
 سااااع.....
لكن لم تكمل كلمتها حتى شد شعرها بكل قوة جعلتها تعود للخلف مع قبضة يده متألمة كثيرا زيادة على كل آلامها التي تتخبط فيهغ، ثم وضع المسدس عند رقبتها وضغط ليقول :
يبدو انك عنيدة ولا تفهمين بالكلام، امامي هيا اقسم لو اعدتها هذه المرة سآمرهم بقتلها دون رحمة فانا لا املك بقلبي ذرة منها.
لم تستطع حينها التلفظ بحرف كان قلبها ينبض لدرجة أنه كان على وشك اختراق صدرها، شلت كل افكارها كانت على شفى حفرة من نار وتحاوطها النار إن هربت من الحفرة تحترق وان رمت نفسها بالحفرة تحترق ايضا، فكرت بتلك الثوان وفكرت لكنها استسلمت استسلمت الجميلة لوحش بشري لا يرحم لا قويا ولا ضعيفا ولا صغيرا ولا كبيرا رغما عنها.

خرجت ببطئ من المصلى تمشي بخطى ثقيلة تقاد رغما عنها إلى الهلاك، كان الرجل على مقربة منها وهي أمامه، إلى أين؟ 
إلى وجع جديد وسجن جديد وصرخات جديدة.
كان جسدها كله يرتجف لاتدري اتهرب ام تخضع لأوامره مشت ببطئ شديد ومنظر اوزجي بين عيونها، كانت تمر من بين المارة وتحدق بعيونها فيهم بنظرات تطلب النجدة لكن لا احد يفهم، بكل خطوة تمشيها تردد وتقول داخلها:
لا تخافي عشق "ما ظنك يا ابا بكر باثنين الله ثالثهما"لا تخافي عشق فمن آنس يونس وهو في بطن الحوت وسط الظلمات قادر على تفريج ما انت به الآن من كرب عظيم يارب كن معي ولا تكن علي يارب كن معي.

وصلت بعد لحظات صعبة إلى سيارة سوداء متوقفة على مقربة من المشفى وما ان وقفت امامها حتى التفتت لتجد ذلك الرجل خلفها موشحا سلاحه نحوها وهو مبتسم، استادرت ثانية لكنها صرخت مرة اخرى طالبة النجدة لكن هذه المرة كانت اسوء من التي قبلها فقد ضرب خلف رأسها بمسدسه الذي يحمله لتقع مغشيا عليا مباشرة.
اركبها تلك السيارة وانطلق وهي مغما عليها لا تدري بشيء.

مر بعض الوقت...
بقي جوناي بمكانه ينتظر ريحان لكنها لم تعد ليظن انها توجهت للقصر كما اخبرته، وهو كذلك عادت والدته ومليكة إليه للاطمئنان على حالة امير، اقتربتا منه لتسأل جافيدان:
جوناي هل استفاق أمير ؟
جوناي:
ليس بعد امي
ملكية:
واين ريحان بني؟
جوناي:
لقد عادت للقصر منذ لحظات للاطمئنان على اوزجي.
جافيدان بتذمر:
احسن انها مثل العلقة ملتسقة باخيك اين ماكان كانت هي حتى حين أصيب كانت معه.
جوناي بغضب:
أمي هي من اسعفته ولقد سمعت كلام الدكتور لقد قال إنه من حسن حظه انهم اسعفوه ولم ينتظروا سيارة الإسعاف والا كنا فقدناه لا سمح الله.
جافيدان:
ولم لا تكون هي السبب بذلك؟لربما كانت متورطة بشيء قذر واخوك أصيب مكانها أو أنكم لا تضعون هذا الاحتمال إطلاقا؟
طالعها برهة وردد يكتم غضبه:
 يكفي امي يكفي هذيانا يكفي.
تحدثت مليكة تحاول تهدئتهما:
 توقفا نحن بالمشفى انسيتا؟ على الأقل احتراما الراقد بالداخل ماذا تفعلان؟ أستغفر الله.
توقف جوناي ووالدته عن الشجار ثم تحركا لدخول الغرفة.

بدا أمير في استرجاع وعيه تدريجيا لكنه لم يكن بوعيه بعد، كان لحظتها يراها حوله بكل مكان كان ينظر إليها وهي تبادلها نظرة حب جميلة بابتسامتها الناعمة، يأخذ من طيب ريحها الى فؤاده،كفراشة تحوم حوله بالغرفة هنا وهناك تنظر إليه خجلة لتتجمع زهور البنفسج على وجنتيها، ارتسمت الضحكات حوله، سعيد.بها كالذي ولد من جديد برؤية معشوقته تلف حوله وهو يحاوطها ويحظنها ببصره، بدأت بالابتعاد وهو لا يزال يتاملها ليقول:
حبيبتي لا اريد منك الابتعاد اريد قربك كقرب قلبي هذا من اضلعي.
بدأت تناديه بصوت خافت وتقول:أميري حبيبي افتح عيونك هيا انا هنا لم اترك ولا لحظة واحدة لا تشغل بالي اكثر أميري ثم احس باصابع يدها تتغلغل خصلات شعره ليبدأ بفتح عيونه مبتسما مبتهجا ظنا انها هي لكن من كانت تناديه وتلامس شعره هي والدته وليست هي.
فتح عيونه ليرى والدته امامه،ابتسم لها لتقول هي بعين دامعة:
الحمد لله بني الحمد لله مرت على خير.
أمير بصوت خفيض:
أمي اين ريحان؟ اين هي هل هي بخير؟
تأففت وردت:
بخير لا تقلق لاجلها.
ابتسم جوناي واقترب منه ولامس كتفه برفق يحاول طمأنته قائلا: انها بخير اخي لا تقلق وعلى ما يبدو انك تعودت على غرف المشافي يارجل، لو كنت قلت لي انك تحبها لهذه الدرجة لحجزت لك غرفة باسمك بشكل خاص غرفة "أمير تارهون "مدى الحياة كلما اشتقت إليها اتيت ونمت بها قدر ما تشاء ولا تذقنا ما اذقتنا من مر بسبب اصاباتك كل فترة وفترة.
أمير ضاحكا:
فكرة جميلة.
اقتربت مليكة مربتتة على كتفه برفق بتقول:
ابني حمدا لله على سلامتك
جافيدان:
تعافى سريعا فقط وستنال عقابا قاسيا على محاولتك تركنا فجأة.
أمير مبتسما:
 مازال بالعمر بقية،لكن لم تخبروني اين ذهبت؟
جوناي:
لقد عادت للقصر لتغيير ملابسها الملطخة بدمك وستعود الى هنا للاطمئنان عنك لا تقلق.
عبس وجه جافيدان لكنها حاولت كتم غضبها فقالت بسعادة:
حتى والدك وقد تعافى بني كنا بغرفته منذ قليل نحن لم نخبره عن ما حدث معك قصدا لا نريده أن ينتكس لا سمح الله.
ابتسم ثم حاول الاعتدال قليلا لكنه تألم ليسرع إليه جوناي ويمسك بذراعه مرددا:
على مهلك على مهلك خرجت لتوك من عمليتك لا تتحرك اخي.

دخل بعدها الدكتور لتشخيص حالته جيدا، ليطلب منهم الانصراف لفحصه فغادر الجميع بينما هو كان ينظر للباب متلهفا ينتظر دخولها وطلتها عليه بشوقق.
تفحصه الدكتور الذي أجرى له العميلة ثم نزع عنه سماعته وتحدث براخة:
حمدا لله على سلامتك سيد امير.
أمير:
شكرا دكتور.
الدكتور:
لقد اخبرت الآنسة قبلا أنه لحسن حظك اسرعوا في اساعافك واستطعنا انتزاع الرصاصة قبل أن تصيب القلب، عمليتك صعبة صحيح لكن نجوت.
أمير:
من فعلها وأسعفني دكتور؟
الدكتور:
تلك الآنسة ومعها رجل أيضا، حين تستعيد عافيتك ستأتي الشرطة للأخذ بإفادتك.
أومأ بالإيجاب ثم تحدث في نفسه قائلا:
رغم انك تمنيت موتي الا انك سعيت لإعطائي الحياة، قلبك لايجيد الكره اطلاقا مفطور على الحب والخير.
كان لايزال يتالم بسبب جرحه ليتم اعطاؤه الدواء اللازم ثم تركه ليرتاح قليلا.
خرج الدكتور من الغرفة ليطلب منهم عدم إطالة الحديث معه كي لا يتعبوه ثم عاد الكل للداخل، ينظر إليهم مبتسما لكن القلب الذي ضعف منذ لحظات وتوقف يريدها هي لا غيرها، يريد سبب نبضه يريد مبسمها يريد لمعة عيونها،قلبه وعيونه تائهة لا تزال تبحث عنها هنا وهناك علها تفتح الباب فجأة وتدخل لحظتها فقط سيهدأ ويطمئن، لكن طال غيابها ولم تحضر.
تحدثوا معه قليلا ثم استستمحوه وتمنوا له الشفاء واتوا خارجين من الغرفة لكن أمير استوقف جوناي قائلا:
ابق لحظة أخي
تقدم جوناي من أخيه وطالعه مستفهما ليتحدث الآخر برجاء:
كيف كانت؟ أخبرني احدث معها اي سوء؟هل ذهبت فعلا الى القصر ليست بأحد الغرف صحيح؟انت لا تكذب علي؟
رد جوناي يطمئنه:
أخي لقد كانت هنا لم تبتعد عنك لحظة كانت كالمجنونة تدعو وتدعو ان يحفظك الله لم أرى ريحان بمثل هذه الحالة من قبل.
أمير بضيق؛
لا اجيد شيء سوى ابكائها.
جوناي ضاحكا:
ستعود ايها العاشق ستهتم باوزجي قليلا كي لا تحس بشيء وتقنعها انك سافرت فجأة وتعود.
أمير:
حسنا اخي سارتاح قليلا لكن لن انام قبل أن تعود وأطالع عيونها حينها فقط سأتعافى وأسر.
ابتسم جوناي وتحدث مازحا:
أمير عاشق ساسجلها في التاريخ 
أمير بتذمر:
انصرف 
رد قائلا:
سأذهب لا تغضب، لا تخسرها افعل اي شيء كي تسامحك انها طيبة مهما كبر حزنها ووضعت من جدران بينكما يمكنك هدمها فقط تحتاج صبرا ووقتا.
أمير بخفوت:
انتظرها عمرا بحاله حتى انني مستعد أن اتحمل البقاء هكذا انا وهي كل بعالم المهم أن تكون بقربي المهم أن ابصرها كل صباح ولو من بعيد.
جوناي:
حسنا ساتركك ترتاح اخي انا في الخارج أن احتجت شيء لن اذهب.
أمير:
حسنا.

بدأت هي بالاستيقاض شيء فشيء لكن الم رأسها كان لو يوصف لحظتها، فتحت عيونها بصعوبة وهي تتالم بشدة لتضع يدها موضع الضربة وتتالم لكن ما أن فتحت عيونها جيدا واستوعبت حالتها حتى فزعت وهي تجمع نفسها للخلف فقد كان الخاطف بجانبها ينظر إليها ليوجه مسدسه مباشرة في وجهها ويقول:مقاومة أخرى وانهيك هنا.
كانت ترتجف خوفا، حالها سيئة، ملطخة بدمائه التي امتزجت بدمعها كانت تجمع يديها وتشد على ثيابها خوفا وارتعابا المسكينة لتقول بعد حين بصوت عال لكنه رغم قوته كان يرتجف، وبعيون دامعة صرخت:
اتركوني ماذا تريدون مني من انتم ماذا صنعت لكم انا؟
الرجل:
بما انك عشيقة أمير تارهون فانت تلزميننا جدا.
ريحان بغضب:
لست عشيقته ولا حبيبة احد، انتم لستم بشرا يستحيل أن تكونوا كذلك اتركوني بسبيل حالي اتركوني يا همج، الا يكفي ما فعلتموه به ماذا تريدون اكثر ماذا؟
قرب من المسد من رقبتها وضغط عليها بشدة ليقول بغضب :
توقفي عن الصراخ يا جميلة والا اريتك شيء لا يمكنك تحمله حتى لا تثيري غضبي لا انصحك بذلك.
ريحان بغضب:
ابتعد عني يا قذر انا لا اخاف الا من رب العزة هي موتة واحدة أفرغ مسدسك هذا بي وارحني إن كنت تمتلك الشجاعة هيا.
قهقه ضاحكا فزاد من خوفها ثم قال:
هههههه حتى لو طلبت الموت لن تناليها ياحلوة، ثم توقفت السيارة في مكان بعيد ومنعزل ليقول:
هيا انزلي ولا تقاومي هيا.
لكنها قاومت وقاومت لينزلها من السيارة وهو يسحبها بقوة وهي تصرخ به:
اتركني يا هم*جي اتركني 
أمسكت بباب السيارة تهتز برجليها وتضربه وتصرخ بكل قوة:
ساعدوووني ساعووووني،كانت لحظة مشابهة للحظة التي انزلها بها مراد يومها يوم احضرها الكازينو وكأنه كتب على جبين الجميلة أن تجرب الالم الاشد مرا من الصبر مرتين لا مرة واحدة كتب على جبينها بالخط العريض أن تعاني الأمرين دون ما ذنب كانت تستجند وتكرر:
ساعدوني لقد تعبت ياربي ساعدني يارب وتصرخ وتصرخ لكن هل من معتصم يلبي المستصرخة المستنجدة؟
سحبت من السيارة ليدخلها قصرا وقهرا ذلك البيت، حاولت المقاومة ولم تستسلم فهي لا تعرف للهزيمة دون استنزاف كل أسلحتها سبيلا لكنها ضعفت ضعفت دون إرادتها خارت قواها وكف الجسد عن الرد والصد، ليدخلها غرفة باردة متسخة لكن ليس بوساخة قلوب الوحوش البشرية التي تستغل الفرص لتفترس كل فتاة قوية كانت أو ضعيفة، حتى وأنه يمكن أن يكون ذلك الوحش زوجا يعنف زوجته ويشتمها أو اخا يتلذذ بإهانة أخته ويعتبرها عبدة له أو حتى ابا شغله الشاغل احتقار ابنته واعتبارها ابتلاء حل على رأسه وان وأدهن في الجاهلية هو احسن الأفعال،وماخفي أعظم وأعظم وأعظم ، وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها عشق للتعنيف، ليست المرة الأولى التي تشعر فيها أن الحياة أقوى منها، هذة ليست المرة الأولى التي تشعر فيها بالخذلان، ثمة أشخاص رحلوا عنها من قبل، ثمة أحلام تحطمت وثمة أشخاص وعدوها بالبقاء وكانوا أول الراحلين عنها، هي تعرف معنى الهزيمة وتعرف جيدًا ليالي الحزن والقسوة، ولطالما شهدت غرفتها حتى لحظات انهيارها وسقوطها المدوي من الخيبات، يقال ان تكرار الوجع ينضج قلوبنا، ومن رحم الضعف تولد القوة، لكن هذة المرة لم تكن سوى إمرأة صبورة تدعوا ربها كعادتها لينجيها ويكشف كربها ويزيل الغمة.... يصعب عليها أن تسلم نفسها أو تستسلم لأحدهم ولكن كعادتها تلجأ لربها لينجيها.

مر بعض الوقت...
نام أمير لمدة أخذ بها شيء من الراحة ليستفيق على حركة بغرفته، فتح عيونه بسرعة ظنا منه انها هي قد عادت لكنها لم تكن هي بل الممرضة اتت لتفقده.
نظرت اليه لتقول مبتسمة:
حمدا لله على سلامتك أمير بيك.
رد :
شكرا، ثم نظر للباب، متى ستدلف هي؟ متى ستهمس بصوتها؟ متى سيأتي الربيع؟ متى سيشعر بالدفئ؟
تلك كانت جل أمانيه لحظتها، شاءت الرياح وشاءت الفن لكن الرياح كانت أقوى من السفن فجرفت أمانيه للبعيد حين تحدثت تلك الممرضة قائلة:
ان كنت تبحث عنها فهي لم تات ولن تات ايضا؟
طالعها مستنكرا ورد:
ما قصدك لم افهم؟ هل تعرفين ريحان؟
ابتسمت وردت:
نعم حبيبتك، ثم سحبت هاتفها وأضافت:
تفضل وانظر للصور وانتظر اتصالا سياتيك بعد حين والآن عن اذنك أمير تارهون يجب أن أعود لعملي ولا تذكرني أمام أحد ليس لي دخل بشيء أنا مجرد ممرضة.
أمسك الهاتف وهو ينظر إليها دهشا لم يفهم من كلامها شيء فقط يطالعها مذبهلا، لكنه أخذ بكلامها ليقوم بفتح الهاتف ليجد أمام نظره صورتها وهي بالسيارة مخطوفة نائمة لا تعي شيء والمسدس عند رقبتها.
صعق مما رآ أمامه وارتعب، لوهلة وقع في قعر حفرة من ضيق، أتراها مزحة؟ ذاك ما سأل به نفسه للحظة؟ لكنها ليست مزحة معشوقته خطفت، ردد بصوت أجش:
لالا ليس حقيقة انها مفبركة حتما، يبدو أن الحق*ير كنان يلعب معي، هذه المرة لن أتركه، كبر الصورة وقربها أكثر مدققا بها، فجأة أتاه فيديو فتحه سريعا ليجده ديمير شخصيا لتحدث ويقول:
حمدا لله على سلامتك يا ابن حكمت لدي لك مفاجأة غير التي وقعت لك ستحبها كثيرا 
كان أمير لحظتها صعقا فقط ينظر بعينين متسعتين ويستمع لكلمات ديمير ليكمل الآخر:
هناك ضيف عندي عزيز على قلبك، انظر، ثم أدار الكاميرا نحوها.

كانت هي امامه كانت مربوطة فوق كرسي بزاوية الغرفة وحيدة معصوبة العينين تلف رأسها يمنة ويسرة مرتعبة لكنها لم تضعف أمامهم بل تمالكت دموعها ولم تذرف نقطة منها، أما هو فقد كان ينظر إليها بخوف شديد لا يدرك هل مايراه حقيقة أم حلم، لكن حين استنجدت به لحظتها وصرخت وهي تهتز على ذلك الكرسي "أميييييير" تأكد أنه حقيقة، تاكد أن من ربطت على ذلك الكرسي محبوبته، كانت تصرخ و تناديه باعلى صوتها، لمس الهاتف بأصابعه المرتجفة وقلبه يحترق ليردف بضيق:
حبيبتي ماذا فعلت بها ماذا؟ يا حق*ير لن ارحمك لن ارحمك اقسم ساق*تلك.
أعاد ديمير الكاميرا نحوه ليقول بكل ثقة:
هششش لا انصحك بالتهديد وفكر بالمقابل الذي ستدفعه لتحريرها لأنه إن لم تفعل ما اريد لن اتردد ثانية بأن يكون مصيرها كمصير سونا، ثم أعاد لف الكاميرا نحوها ليبدأ أحد الرجال بالإقتراب منها وهو ينظر إليها بشهوانية.

لقد رموه في نار حارقة، كان ينظر إليها وهو يحترق شيء فشيء اخذ الرجل يقترب إلى أن وقف أمامها ووضع يده على رقبتها لتسحب نفسها وتصرخ به لاتلمسني ياحقير ابتعد عني ابتعد وامير يصرخ وينتفض حتى دخل جوناي إليه فزعا وهو يقول:اخي ماذا هناك مابك؟
أمير:
ابتعد عنها يا حقير لا تلمسها اقسم لو لمستم شعرة منها احرق الدنيا بما فيها اتركوها اتركها ياجبان وواجهني انا هي لا ذنب لها في حربنا اتركها
ريحان:
أمير ساعدني أمييير خلصني منهم.
رد بغصة:
ريحااان حبيبتي اصمدي اصبري لن ادع أحدا يؤذيك انا آت اليك حبيبتي لا تخافي أنت قوية وستكونين بخير.
جوناي بذعر:
أخي ماذا هناك ثم اقترب ليرى ريحان على الكرسي بحالتها تلك ليقول:
ماذا؟هل خطفت؟يا الهي
هنا اقفل الخط فجاة وارجل واقف أمامها وهي تصرخ:
ابتعد ابتعد عني 
امسك أمير الهاتف وبدأ بضربه بغضب قائلا:
لا لا لا لم ينقطع لا لا لا تنقطع ليس الآن ليس الآن ياربي لا يمكن، حاول إعادة الاتصال لكن بلا جدوى حاول وحاول ثم وقف مكانه ورمى الهاتف أرضا حتى انكسر وتحدث صارخا:
حبيبتي ماذا سيفعلون بها يجب أن اذهب يجب أن اذهب، سأنقذك ريحان لن يلمسك بشر ما دام في نفس، لكن جوناي دفعه محاولا إعادته إلى مكانه بكل قوة بينما أمير سحب ذراعه عن المصل بقوة حتى نزف، كانت دماؤه تتقاطر من ذراعه أرضا بينما جوناي لا يزال يصرخ به مرددا:
لا يمكنك اخي ستموت قبل أن تصل إليها توقف رجاء توقف، يا ممرضة ساعدوني فليساعدني أحد.
أمير بغضب:
لا لن اتركها لهم سيؤذونها أن تاذت عندها سأموت لحظتها سأموت بكل ثانية لن اتركها لهم اتركني جوناي ابتعد.
اتركوني دعوني انها تحتاجني انها تحتاجني كانت تناديني وتستنجد بي يجب أن اذهب افلتوني
الدكتور صارخا:
توقف سيد أمير ستؤذي نفسك لطفا توقف انت تنزف قد تموت أن استمريت هكذا.
ثم بدأ بتجهيز الحقنة المهدئة، نظر إليه أمير وإلى تلك الحقنة التي تنبؤه بأنه سينوم لا محالة ليبدأ بالاهتزاز بقوة جبارة بينما البقية يمسكون برجليه ويديه كي لا يتحرك، انتفض وانتفض بشدة وهو يصرخ ويترجاهم قائلا:
لا لا لا تفعل رجاء لا تفعل لا يمكنك فعل هذا بي لا اريد الحقنة لا اريد افلتوني بسرعة هيا ريحاان لن اتركك لهم سآتي اليك حبيبتي 
لم يدرك ما يتمنى وهاهو الدكتور يضغ الحقنة بذراعه ويفرغ محتواها داخل شريانه وهو لا يزال يصرخ بهم ويترجاهم أن يفلتوه ليذهب إليها لكن خارت قواه بعد لحظات لم تطل مقاومته فخسر معركته وعاد أدراجه نحو وسادته البيضاء وسريره، لينخفض صراخه تدريجيا وهو لا يزال يردد:
افلتوني انها تحتاج إلي لطفا ما نفع حياتي دونها لا يوجد أمير في الوجود دون عشق دعوني دعوني، حبيبتي لن اتركهم يؤذونك ولو كلفني ذلك حياتي كلها انت نبضي لا يمكنني دونك سامحيني سامحيني حتى اغمض عيونه ونام تحت تأثير الإبرة المهدئة...
يقفُ مَهزوما علىٰ أبوابِ الصُّمود،يصارِعُ الحياةَ لينقذ عشقه، بعد أن جافته كل طرق النجاة، ولت خيوط الأمل هاربة منه وتساقطت أوراق ربيعه الآفل تباعا ليحل محلها خريف العمر الآجل. 
لقد بلغ مبلغَ العمُرَ الكاهِل وغدي طاعنا في السن بعمر الشباب لا يدري كيف يداري خيبته! 
 كيفَ يشيحُ بهَا عن وَجهِه! 
أو كيفَ يواريهَا فِي كهفِ جوفِه! 
حاوَل الصُّراخَ لكنّه عجِز، كما لَو أنّ يدًا أطبقَت علىٰ فمه الأبكم فأضاع السبيل لإنقاذها!......

الى هنا تنتهي حلقتنا الليلة من عشق
ماذا سيحدث للجميلة والوحش في الحلقة المقبلة؟

انتظروني...
قراءة ممتعة♥️

الفصل السابع عشر من هنا 

 

تعليقات



×