رواية عشق الفصل السابع عشر 17 بقلم كنزة



رواية عشق الفصل السابع عشر 17 بقلم كنزة 





الحلقة السابعة عشر من رواية عشق
عنوان الحلقة: اسمها عشق.

وجهك فراشة تطير فجأة من بين أوراق كتاب قديم فأنت لا تشبهين الناس التي تمشي في الطرقات وكأنك خرجتي للتو من كتاب فبنظرة واحدة تجعلين قلبي يضئ كأنه لم ينطفئ من قبل...اشعر وكأننى أنجو من اكوام المطر وتغرقني نظرة من مقلتيك.... لا تحرميني ضحكتك فهي اكسير حياتي فمهما طال ليلي نستلقي أنا وقلقي علي ذراع الليل ونجمتنا الوحيدة هي ضحكتك.... فيا عشق... يا كل كلي ‏أنت على الرحبّ دائمة وكلي لك سعة ♾♥️.

القسم الأول:

انت نبضي لا يمكنني دونك سامحيني سامحيني حتى اغمض عيونه ونام تحت تأثير الإبرة المهدئة...
غفى منتظرا أن تشرق شمس أمل جديد على زمنه الحالك وتعبه الممي*ت، غفى يظن أنه يحلم ونسي أن بعض الظن إثم وخذلان.

خرج جوناي والدكتور بعد حين من الغرفة، كان جوناي بحالة يرثى لها لا يدري ما يفعل وضع على كتفيه عبء اكثر مما يمكنه تحمله،
بقي بالرواق يروح ويجيء ويطالع باب غرفة اخيه بحسرة، لم يغب عن ذهنه لحظة منظر ريحان وهي مربوطة بذلك الكرسي وكذا حالة اخيه تلك وكيف كان يقاوم وهو ينزف ورغم كل ألمه وجرحه إلا أنه سعى للذهاب إليها.
ضرب كفيه متحسرا عاجزا ثم زفر بضيق مرددا:
ما الذي سأفعله؟ يارب ساعدني، لا يمكن أن ابق هكذا، اخي يموت ببطئ في الداخل وهي مخطوفة هناك، اخ اخ كيف وصلنا الى هنا كيف؟ ما الذي يحدث معنا؟

مضى لغرفة أخيه يفكر أخيه ولم يتوقف ثانية عن التفكير كيف يحل ما حل عليم ليقرر بعدها الاتصال بسونا واخبارها بموضوع ريحان على أن تهتم باوزجي وتدبر شيء لإقناعها بذهاب والدها وريحان معا.
لم تدر سونا لحظتا ما تفعل لقد زاد المها أضعافا من جهة شقيقها ومن جهة صديقتها لكنها تمكنت من استجماع قوتها والتوجه لاوزجي لاخبارها، كانت الصغيرة بغرفتها حينها لتأخذ سونا نفسا عميقا ثم دلفت مباشرة، نظرت إليها اوزجي لتقول:
سونا،ظننتك ريحان.
ردت تستطنع ضحكة من بين وجع قائلة:
الله الله الم تعودي ترغبين بأحد غيرها؟
اوزجي:
لا طبعا لكنها اكثر شخص يدخل غرفتي وقد طال غيابها اليوم.
اقتربت أكثر وأمسكت بيد الصغيرة وتمالكت دمعها بصعوبة ثم قالت:
حبيبتي اسمعي لقد سافر والدك فجأة لاجل عمل.
ردت بحزن:
متى ظهر هذا السفر، كما أنه لم يودعني
سونا:
عمل مفاجئ حلوتي 
اوزجي:
حسنا ساتصل به لاحقا وريحان هل ذهبت معه ايضا؟
سونا:
لا حبيبتي ريحان ذهبت لزيارة أحد أقاربها وستعود.
ابتسمت الصغيرة بمكر وقالت:
تمنيت لو ذهبت مع بابا 
ابتسمت سونا وردت:
 يا شقية انت اتحبينها لدرجة تتمنينها مع والدك؟
اوزجي:
انها لا تستحق الا ان تكون من عائلتنا تستحق السعادة.
زفرت الأخرى بضيق قائلة:
معك حق.
طالعت الصغيرة الأرض بحزن ورددت هامسة:
مع انني ساشتاق لها مع من سألعب انا؟
سونا بتذمر:
عيب وانا اين ذهبت؟ سأهتم بك حتى عودتها تمام.
اوزجي:
ممممم تمام اتفقنا.

في المشفى كان جوناي لايزال بمكانه ينتظر ليتقدم بعدها ناحيته شرطيين، تقدم احدهم ليقول:
مرحبا يا اخ جئنا للتحقيق بحادثة أمير تارهون.
رد جوناي:
انه اخي لكنه نائم الآن لقد أعطوه مهدئا لتوه.
الشرطي:
حسنا يا اخ هل كنت شاهدا على الحادث ايضا؟
جوناي:
لا 
الشرطي:
حسنا سنبقى في الخارج ننتظر حتى يستفيق ونحقق معه.
جوناي:
إن شاء الله سيدي.
ثم عاد لوحدته، عاد يفكر كيف يساعد ولمن يلجأ لكن لم يجد أي حل.

في مكان بعيد.....
 لاتزال النجلاء بتلك الغرفة قابعة في زاوية اليأس وحيدة تستصرخ دون ملب أو مجيب.
فلاش باك
(بعد أن اقفل الخط على امير لحظة اقتراب الخاطف من ريحان ولمسه رقبتها وهي تحاول مقاوته أمر ديمير الرجل بالتوقف ليقول:
يكفي لقد وصل إليه ما اريد 
الرجل:
بامرك سيدي ليبتعد عن ريحان التي لا تزال تصرخ تلعنه وتبكي
ديمير:
والآن لنر مدى تحمل السيد أمير لما شاهد فلا أحد يمكنه تحمل فكرة أن تغتصب محبوبته سيدب الشك بقلبه ولن يهنأ حتى يحررها ولو باي ثمن ولن اهنأ حتى ادخل شريكا بتلك الشركة وأواجه حكمت وجها لوجه وأكسر غروره وأهينه بإبنه الأكبر، ههههه إنه شيء مجرد التفكير به يبعث السرور، لينسحب الكل من الغرفة تاركين ريحان على ذلك الكرسي مكبلة بحالتها السيئة تلك).
غادر ديمير المكان وخلفه حراسه متوجها لشركته لكن هناك من كان يراقبه منذ خروجه من مكتبه إلى أن دخل ذلك البيت ثم خرج ليعود لشركته.

بدأ أمير بعد مدة بفتح عيونه تدريجيا ثم نظر للغرفة حوله هنا وهناك، مازال لا يستوعب ما حدث معه، التفت جانبا ليجدها هي جالسة بجانبه تتحدث بخفوت بكلمات لم يفهمها، أبصر النور حين رآها وعادت عافيته كأن لم يتأذى قط، ابتهج قلبه الذي امتلأ خوفا عليها منذ مدة لا يعلم كم هي، تحدث بصوته الأجش قائلا:
انت هنا؟ لقد خفت عليك كثيرا، نظرت إليه وابتسمت وآه ما فعلته به حين ابتسمت، هو رجل لا يسلم للضحكات فكيف فعلت به كل ذلك لمجرد أنها ابتسمت، تحدث بخفوت قائلا حينها:
تعالي.
لم تتحرك من مكانها لكنها لم تتوقف عن الإبتسام له، كان يتأملها بشوق وعيون لامعة تكاد تفر منه إليها، لكن وعلى حين غرة فتح عيونه فخفق قلبه بشدة ونظر حوله لكنه لم يجدها في ،اعتدل قليلا ووضع يده على رأسه ليبدأ بتذكر ماحدث معه بتفاصيله وكيف كانت حالتها، تذكر استنجادها به والمناداة باسمه، اعتصر قلبه لحظتها وغص فضاق نفسه كما ضاقت عليه الأرض بما رحبت، ردد يحاول أن يطمئن روحه:
لا، لم يحدث معها سوء أنا متأكد قلبي هذا متاكد، إنها نبضه لا يمكنه دونها انه لا يشفى الا بمقلتيها ولو لم تكن بخير لكان توقف، ثم نظر للسماء ورفع يديه متألما، كل حركة تؤلمه، ليقول بصوت غلبه دمعه (اللهم أنتَ وحدك قادر على كل متسلّط وظالم ومتجبّر وطاغي في الأرض. اللهم لا طاقة لها لالجهد ولا قوة لها على مثل هذا البلاء فكن معها يا الله ولا تحرمني منها يارب فانا لا يمكنني التنفس دونها)، ثم نظر جانبا ليجد هاتفه بجانبه فأمسكه واتصل مباشرة بصديقه بوراك ليرد بوراك:
مرحبا يامختفي.
أمير على عجل:
مرحبا بوراك
بوراك بتذمر:
أين انت يابني لا زيارة لا اتصال؟ما الذي يحدث معك؟ وما به صوتك هل أنت تركض؟
رد بخفوت: 
أنا بالمشفى 
بوراك:
ماذا؟ماالذي حدث معك؟
امير:
حادث بسيط لا يهم المهم الآن هو ريحان، اسمعني جيدا اريد مجموعة من رجالك اريد اكفأهم ولا ترسل مراد معهم رجاء هذا بالذات لا يلزمني.
بوراك:
ماذا هناك امير؟ انتظر انا قادم اليك 
تألم لحظتها لكنه قاوم يضع يده على موضع جرحه ثم تحدث بخفوت قائلا:
 ليس الآن صديقي لا يهم كل هذا لا يهم المهم هي ريحان مخطوفة ويجب أن أجدها.
تحرك الآخر من موضعه وقام مندفعا ثم قال:
ماذا؟ ريحان؟ ألست نفس الفتاة؟ ما الذي يحدث امير؟ ماذا هناك؟ اشرح لي لم افهم شيء ما علاقتك بالتي اسمها ريحان ولم خطفت؟ ولم أنت بالمشفى؟ 
أمير بضيق:
لاحقا صديقي ساشرخ كل شيء الآن افعل ما طلبت وأمرهم بالبحث بكل الأماكن المشبوهة دون توقف حتى يجدوها يجب أن أجدها بوراك لا يمكنني أن اتركها للحظة هناك هيا أسرع ليس لدينا وقت.
بوراك:
حسنا أمير سأجمع الرجال حالا ليبدؤوا البحث كما تريد
أمير:
سارسل لك صورة لها، بوراك اسمعني واستوعب جيدا ما سأقول، انها كل شيء لي، أنا دونها أمو*ت.
طالع بوراك الهاتف مستنكرا ثم رد:
مع أنني بالكاد أستوعب لكن لا بأس أقفل الآن الخط سأتصل بك. أقفل الخط واتصل مباشرة بأحد رجاله وطلب منه جمع الرجال مباشرة ثم خرج من الكازينو وهو يردد:
يجب أن يكون هناك تفسير لما يحدث بالتأكيد.
وضع امير هاتفه جانبا وأسند ظهره على وسادتها واعاد رأسه للخلف مهموما، يتذكرها بألم كانت ملامحها البريئة نصب عينيه يتذكر ضحكاتها خجلها هروبها منه كل مرة، حين استفاق مرة ووجدها بجانبه، مقلتيها، وجتتيها،كان يستنشق عطرها رغم غيابها كانت كل تفاصيلها الدقيقة تمر أمام عينيه التي تلمع لها،كانت دقات قلبه تطلبها بكل نبضة اجتمع كل الخوف والسواد الذي بالكون حوله عاجز لا حول له ولا قوة.

نزلت دموعه تنزل مع غصات قلبه بصمت ليرن هاتفه فجأة ويعيده لواقعه المرير،فتح الهاتف دون حتى النظر للمتصل ليأتيه صوت ديمير يصدح قائلا:
مرحبا يا ابن حكمت حمدا لله على سلامتك اتمنى أن تكون هذه المرة خفيفة.
رد بغضب:
ما طلبك؟دون ممطالة
ديمير ضاحكا باستفزاز:
يعجبني فيك سرعة بديهتك،.اسمع دون لف ودوران كل اسهم أمير تارهون في شركة حكمة تارهون للانشاءات ستصبح باسم ديمير صابانجي مقابل عشقك، ها وإن وأحذرك من كلمة وإن، وإن رفضت صديقي صدقني سأنسيك ملامحها.
قست عليه الحياة فذاك من تلك الكأس الذي أذاقها منها يوما لكن لم يخيل له أنه سيتألم لاجلها وسيعجز عن ضمها.
صرخ بكل ألم مرددا:
أقسم بشرف عائلتي لو فكرت في أذية شعرة منها سأنهيك بيدي أتسمع، لا تقرب منها.
هنا دخل جوناي فزعا بعد أن سمع صراخ أخيه ليقترب منه سريعا قائلا:
أخي ماذا هناك؟ هل انت بخير؟ هل هذا الخاطف؟
لكن أمير لم يجبه.
أكمل ديمير حديثه بكل ثقة قائلا:
لست في وضع يسمح بذلك لا انصحك، إما أن توقع على الأوراق وتتنازل لي عن أسهمك وإلا كبر على معشوقتك أربعا، هذا ان كنت تجيد صلاة الجنازة امير حكمت تارهون، فكر كما تشاء بالعرض لكن لا تنس الكرة بملعبي والفتاة عندي وهي جميلة جدا عكس كل توقعاتي وانا لا أظمن رجالي.
جن جنونه وانطلقت صرخات غضب من جوفه لكنه كتمها مرغما ورد تحدث دون تردد:
خذ ما تريد وزيادة آخر همي المال لكن لن ارحمك أن آ ذيتها اتسمع.
ديمير:
احسنت احسنت انتظر اتصالي اذا ها وانصحك أن لا تتغابى وتشرك الشرطة لأنه لحظتها ستجد كل فضائحك وفضائح اختك المسجلة بمواقع التواصل والجرائد ثم اقفل الخط ليكمل:
حسنا لنلعب قليلا على أعصابك أمير بيك ونجعلك تنتظر فوق السراط.
اقفل امير الخط بعدها ليقول جوناي:
ماذا هناك اخي؟ من المتصل ؟خبرني.
أمير بغضب:
ديمير اتصل لمساومتي لاجل ريحان.
ضرب كفيه متحسرا ثم قال:
وما طلبه.
أمير بضيق:
حصتي بالشركة
جوناي دهشا:
يا الهي ما اوقحه وهكذا يصبح الشريك الاكبر بالشركة ويكسر ابي،قذر ثم التفت لامير ليقول:
لن تفعلها صحيح؟
أمير:
أنسيت من هناك عنده اضحي بروحي لاجلها وليس فقط المال انها كل شيء لي.
جوناي:اعلم اخي لكن لا يمكن أن نرضخ له أن هدفه من البداية ابي لا يمكنك فعلها والتنازل عن حصتك له.
أمير:
لا حل آخر اخي لا يوجد انها بقبضته وانا هنا عاجز لا اكاد اضع خطوة أرضا واقع ماذا تريد أن افعل؟انظر إليه وهو يؤذيها؟انا احترق كل ثانية لوجودها هناك.
جوناي:اخبر الشرطة.
امير:
لا لا يمكن ساحلها وانتهى لا تقلق اخي لن يتضرر احد.
رد جوناي بضيق:
يا الهي انها مصيبة وقعت على رؤوسنا فجأة بالكاد اتحمل كل هذا بالكاد لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
زفر الآخر بضيق أيضا وردد:
سأجدها سأجدها واحررها منه وهو سأحاسبه لاحقا ساتفرغ له بعدها لا تقلق.

مر يوم ويومين وثلاث وانتهت بلياليها بثباته الهش وتفاؤله المصطنع، بابتسامته الحزينة ومحاولته على النجاة، مرت كل ساعة من خلاله تستخلص منه الصبر والتحمل، ينتظر وينتظر أمام كتب عليه بالخط العريض "ممنوع الدخول"
 أجبر أمير وقتها على البقاء بالمشفى من قبل الطبيب لمدة أسبوع لم يمض يوم إلا وحاول فيه الخروج من المشفى لكنه يضعف ويعجز في الأخير فيعود إلى سريره البارد خالي الوفاض متكئا على الحزن.
عاد خلالها حكمت للقصر اخيرا بصحة جيد ة لتتولى جافيدان رعايته على أن يهتم جوناي باخيه، سال حكمت عن امير المختفي ليخبروه بأنه اضطر للسفر فجأة لأمر يخص العمل.
لم يتصل به ديمير ولم يرسل حتى رسالة.
عاش أمير خلالها اصعب ثلاثة أيام بحاياته وكذا هي 
كانت ثلاثة قرون وليس أيام لقد بحثوا وبحثوا لكن لا أثر لها كان عجز جسده يقتله كل ثانية يقبع معلقا بين الأرض والسماء يحتضر في كل لحظة، كان غيابها موجعا اكثر من اي شيء كل دقيقة مرت عليه خلال تلك الأيام اختنقت أنفاسه ا الف مرة، عجز الجسد وعجز القلب التقيا معا وكللاه باصفاد من نار تحرق وتنخر بعضمه كل مافكر بها، لم يهنأ براحة أو نوم ولا ثانية واحدة ولم يتوقف لحظة عن الاتصال بديمير لكن الرقم كان مقفلا دائما بينما ديمير كان مستمتعا لعذابهما ذاك ،كان أمير يلاجأ في آخر كل ليلة الى الدعاء ومناجاة خالقه ليساعدها ويلهمها سكينة من السماء ولم يفقد الأمل ولا ثانية بأنه سيجدها وينقذها، كلما ارهقه السهر واتعبه جسده العليل توسد تلك الوسادة وحيدا حزينا يتذكر أيامهم بلاياليها يتذكر قربهم يتذكر محبوبته لينام مدة قصيرة تلبية لحاجة جسده.

لم تكن احسن حال منه فقد كانت بحال يرثى لها، حزينة بتلك الغرفة وحيدة، يفك وثاقها فقط اذا أرادت استخدام الحمام فقط ،امتنعت بتلك الايام عن الأكل فقط تبكي وتدعو وتستنجد طالبة تحريرها، تفكر به تفكر فقط بالذكريات الجميلة التي عاشوها مؤخرا، تتذكر لهفته وخوفه عليها، غيرته وجنونه إذا أحس بشيء من الغيرة، ضاقت بها جوانب الأرض.بما رحبت، رغم كل ذلك كان في قلبها يقين بأن ما بعد الشدة الا الفرج ما يئست قط ولم تسئ الظن بخالقها قط ولم يلمس القنوط قلبها قط فهي مدركة ومقرة بقرارات نفسها أن كل امتحان من امتحانات الحياة ما هو إلا هدية من الخالق عز وجل تقربنا منه اكثر واكثر.
كانت تبكي حينا وتتوقف حينا وتصرخ وتهز جسدها الذي أصبح ضعيفا ضعف جسده هو لربما اكثر مما لاقى من ضربات تلو الضربات حينا وتناجي خالقها حينا ليفرج عنها ما هي به وهو ايضا من كرب عظيم.

في صباح اليوم الثالث....
في صباح يوم ثقيل آخر، جالسا على سرير المشفى الذي أجبر على البقاء به وقد وصل لحال العجز بعد أن استنذفت منه كل الطرق لإيجاد عشقه، أمسك من جديد هاتفه وحاول الاتصال بالرقم الذي اتصل به ديمير لكن ما ان امسكه وفتحه حتى رن بيده برقم مجهول ليرد مباشرة بهلع.
ديمير:
حان والوقت سيد امير.
شد أمير على أسنانه وتحدث بغضب :
يكفي لحد هذه النقطة ستحصل على ما تريد لا داعي للمماطلة اكثر.
ديمير بثقة:
سابعث المحامي بالاوراق اللازمة وانت فقط وقع دون تردد.
أمير:
لست مترددا لست جبانا كامثالك لكن بشرط يجب أن اراها قبل أن افعلها.
ديمير:
لا مانع لدي محبوبتك أمام توقيع صغير 
أمير:
في انتظارك لا تطل اكثر 
اقفل الخط ليرمي الهاتف جانبا غضبا ثم وقف يداري وجعه يضع يده مكان الجرح،
 بدأ يروح ويجيء بغرفته محتارا وكلام ديمير يتكرر في رأسه وصرخاتها حين نادت باسمه، كانت أنفاسه تحتضر ومحبوبته محبوسة هناك وضع يده على رقبته ليقول:
ياربي اكاد اختنق ساعدني يا الله لاجدها وقتها جوناي الغرفة ، دخل ووجده كذلك ليقترب منه سريعا ويقول:
صباح الخير اخي ماذا حدث؟
طالعه وتحدث برجاء:
 هل وجدتها؟
جوناي:
لا شيء ولا اثر
امير بضيق:
لقد اتصل الحقير لتوه والمحامي في الطريق لاوقع الاوراق.
جوناي:
أخي لا يمكننا أن نرضخ لمطلبه انه يسعى له منذ 20سنة لا يجب أن نعطيه اي فرصة لكسر أبينا فكر جيدا قبل فعلها.
أمير:لا اخي لا يمكنني المساومة عليها والمماطلة ولا دقيقة إضافية انها بين يدي شيطان لا يرحم وانا احترق في كل دقيقة من هذه الدقائق.
لم يمض وقت كثير حتى حضر محامي ديمير ودخل غرفة امير بحجة الزيارة لكن ما ان دخل حتى عرف بنفسه ليقول أمير على عجل:
لا تهمني انت، هات الاوراق أسرع هيا.
اقترب امحامي ووضع الاوراق أمامه ثم سلمه القلم، نظر أمير لأخيه ليبادله الآخر نظرة حزن وحسرة ثم أومأ بأن لا يفعلها لكن أمير لم يكن همه سوى محبوبته، لكن قبل أن يوقع اتته مكالمة فيديو، فتح سريعا ليجد محبوبته لا تزال على ذلك الكرسي وقد اكل التعب والخوف من جسدها الكثير، نظر إليها لينغمس السكين بقلبه اكثر ويوجعه فكتم وصبر، وفي شوارع اليأس تعثر فسقط وسقطت ابتسامات الأمل التي خبأها لها حوله وانكسرت، يطالع ضحكاته لكن ذلك الأنين وذاك الوجع وتلك الغربة كل شيء كان أقوى منه.

 كان الخاطف يضع المسدس عند رأسها وهي تبكي وترتجف خوفا منه، تنظر برعب 
هنا لم يتحمل فصرخ به مرددا:
تركها ياحق*ير اتركها، اقسم ساحرقك، اتركها لن اترك اي احد تسبب في دمعها دون عقاب ولو كلفني ذلك روحي.

نادت باعلى صوتها حين سمعته ورددت:
لا أمير لا تفعلها لا تفعلها لاترضخ له، لا تجعله يكسرك لا تفعلها ثم نظرت للخاطف وصرخت به:
أبعد يدك القذرة عني ياحق*ير انا لست خائفة منك ولا من سيدك انت لست سوى عبد لسيدك يطلبك متى شاء ويرميك كالقمامة العفنة متى شاء، انت لست سوى جبان لا تستقوي الا على النساء.

نظر إليها الخاطف بغضب ليرفع يده ويشد ذقنها ثم اقترب منها وردد مهددا:
كلمة أخرى وانهيك دون تلقي الأمر بذلك حتى، وقحة.
أمام عينيه تهان وهو بعيد لا يستطيع انقاذها لقد لاقى المر بسبب ذلك وعوقب عقابا حتى الجبال لا يمكنها تحمله، أيعقل أن يصل العجز بالمرأ حد الذروة، تلك حالته وكذلك كان، لم يعقب ووقع سريعا على تلك الأوراق وهو يصرخ به ويهدده.

اخذ المحامي الاوراق وانسحب تاركا أمير بغضبه يهتز ،اقفل الخاطف الخط بعد ذلك مباشرة ليتقدم ديمير من ريحان وهو ينظر إليها باستفزاز لكنها بادلته نظرة ملؤها الشجاعة حتى وإن كان الجسد لا يقوى على مشي خطوة واحدة.
طالعها مطولا ثم خاطب الرجل قائلا:
انتظر حتى ياتيك اتصالي، اظمن الاوراق ثم ارمها باي غابة بعيدة.
رد الرجل:
بأمر سيدي.

في المكان الآخر من المدينة، خرج المحامي من المشفى وانطلق بسيارته ثم اتصل بديمير ليخبره بأن الاوراق الموقعة أصبحت بيده، نعم حدث وانتصر أخيرا على خصمه حكمت وأصابه بابنه، غمرته السعادة وارتسمت تلك الابتسامة التي سعى إليها سنينا.

قام من مكانه مترنحا للالم وجوناي مكانه ينظر دهشا ثم دلف الحمام وغير ثيابه ليخرج بعد حين.
جوناي مستفهما:
إلى اين اخي؟ ماذا تفعل؟
أمير:إليها سيرسل العنوان.
امسك جوناي ذراعه ليقول:لا يمكنك اخي انت لست بحالة تسمح لك بذلك قد يفتح جرحك بأي حركة.
أمير:لا يمكنني أن أنتظر لثانية اخرى انا اموت وهي هناك اتسمع اخي لا استطيع جرحي هذا لا يمثل نقطة بجرح قلبي وانا هنا وهي مرمية هناك افهمني.
نظر جوناي بحسرة ليستلم لمطلب أخيه ويقول:حسنا اخي لكن ساذهب معك.
أمير:ستاسعدني بشيء مهم اولا
هنا رن هاتف أمير ليفتحه سريعا وقد كانت رسالة من رقم مجهول تحمل عنوان المكان الذي حبست به ريحان.
اتسعت عيونه وعاد نبض القلب لحظتها لينظر لجوناي ويقول:أنه العنوان،هيا اخي امن لي طريقا للخروج من المشفى وساخبرك بمطلبي.
جوناي:
اخي ستتاذى جرحك جديد.
أمير بخفوت:
لأخلصها واعود للمشفى وان مت بعدها لا يهم.
جوناي بحسرة:
لا سمح الله.
أمن بعدها جوناي الطريق لاخيه ليخرج من المشفى ويركب سيارة أخيه وما انطلق به جوناي حتى قال:اخي سنذهب للقصر وانت ادخل وأحضر لي مسدسي من غرفتي من صندوق في الخزانة دون أن يراك احد.
جوناي:
ساذهب معك اخي
أمير:
لا جوناي الوضع خطر وانا لا اظمن عودتي 
جوناي:
لا تقل ذلك اخي هو من ارسل العنوان لن يؤذيك حتما.
أمير:
أنه منعدم الاخلاق قد يؤذيها بأي لحظة.
جوناي:
لن اتركك لوحدك اصلا لا يمكنك القيادة.
أمير:
ساتصل ببوراك ليرافقني أنا أثق به الوضع حساس اخي لا يمكنني أن أفرط بك
جوناي:
وهل أفرط انا بك؟افديك بروحي اخي
أمير:
أخي لطفا انها شرفي انا...

وصلوا بعد مدة لمقربة من القصر، صف جوناي السيارة ودخل للقصر من الحديقة الخلفية دون انتباه أحد ليدخل بعدها غرفة أخيه ويأخذ منها مسدسه كما طلب منه.
كان أمير لحظتها يتالم بسبب جرحه فقد تحرك بزيادة لكنه لم يبالي لشيء كل همه محبوبته ليحضر جوناي بعد حين ويركب السيارة قائلا:
لن تفعلها لوحدك لا يمكن 
أمير:
جوناااي لا تتغابى أيضا أن حصل لي شيء على من سؤؤمن اوزجي وسونا وريحان؟انت سندي اخي.
جوناي:
لن انزل لن تذهب لوحدك مهما حاولت.
اشتد غضب أمير لكنه تمالكه لينظر الى جوناي مطولا ثم قال:لطفا اخي لطفا.
جوناي:حسنا سانزل لكن حتى يأتي بوراك واضمن عدم ذهابك لوحدك.
حضر بوراك بعد حين ليركب بجانب صديقه ثم نزل جوناي بعدها من السيارة وتمنى لهما العودة سالمين.
انطلق بعد حين بوراك وخلفهم سيارة أخرى لرجال بوراك بينما جوناي بقي واقفا هناك ينظر حتى اختفت السيارتين عن مرآه.
بدأ بوراك باستجواب أمير عن كل ما يحدث ليبدأ امير بسرد الحادث الذي حدث معه بتفاصيله كان بوراك صعقا من كلام امير يكاد لا يستوعب ليكمل طرح السؤال تلو السؤال تلو السؤال كان حديثهم طوال الطريق عن ريحان وقصتها مع أمير تحدث أمير وتحدث عن كل شيء ليقاطعه بوراك ويسأله فجأة:اتعشقها لدرجة تتخلى عن كل شيء لاجلها.
أمير:
انها زوجتي وليست فقط حبيبتي.
طالعه برهة مذبهلا ثم صرخ به قائلا:
ماذا؟
أمير:
كما سمعت انها كل شيء لي انا اموت دونها....
وصلوا اخيرا للمكان لينزل رجال بوراك اولا ويحاوطوا المكان ثم نزل أمير وخلفه بوراك على أن يحمي ظهره كما اتفقا مخافة أن يهاجم أمير فجأة 
كان المكان هادئا بشكل غريب، دخل أمير وخلفه بوراك للداخل ليبدآ بالبحث عنها هنا وهناك وقد افترقا للبحث،كان كل واحد يشير للآخر بهمس بأن المكان خال وان يقترب،كان المكان متسعا ليقررا الافتراق للبحث دون إثارة أي حركة لكنهم استغربوا عدم وجود أحد ما جعل الخوف يدب في كل نقطة من جسد امير.

وصل لاحد الغرف وسلاحه بيده ليفتح الباب بعد أن سمع صوتا خافتا يأتي من الداخل لكنه تألم بسبب تحريك يده رغم الالم الا انه سر قلبه وهو يظن انه قد وصل لمحبوبته اخيرا عادت اخيرا الروح التي كانت معلقة بين الأرض والسماء، هاهو يقبل على الحياة من جديد بفرح، أتراه كان فعلا يتنفس؟ أتراه كان فعلا يبصر؟ 
لأنه لم يدرك ذلك إلا حين سمع صوتها.

وما أن فعل ودخل حتى صعق مما رآه امامه رفع سلاحه سريعا ووجهه لكنان وهو يقول:قم من أمامها وابعد يديك عنها يا حقير.
تجمد الدم بعروق كنان حين سمع صوت أمير لحظتها ليرمي تلك الحبال من يديه ويقوم من مكانه مباشرة ليلتفت إليعطه فزعا ،بينما هي نظرت إليه بعد سماع صوته فاغرورقت عيونها دمعا ضم كل فرح الدنيا، أخذت نفسا عميقا عمق جروحها رغم اختناقها ونزلت سكينة على قلبها رغم تخبطه بالآلام انه الوحش الذي أصبح أميرا بفعل يديها وأتى بقوته وضعفه لاجلها،اخذت نفسا آخر لتقول بصوت تعب:
الحمد لله والشكر لله الحمد لله والشكر لله انت هنا انت أمامي






القسم الثاني:

نظر إليها وإلى حالها الى دموعها ولهفتها لرؤيته، وتلك كانت أبلغ لغة تحدثت بها يوما وذاك كان أجمل شعور أصابه يوما، 
ردد هامسا:
عشق..
 لكنه أعاد نظره سريعا لكنان لايزال يرفع سلاحه بوجهه فعبس وقطب وعقد حاجبيه غاضبا وقال:
اذا انت انت من فعلها انت من دبر كل هذا مع والدك عديم الشرف، هذا سبب عودتك حتما، بدات بسونا وتريد أن تكمل بريحان
زفر الآخر بضيق ورد:
ماذا تهذي انت؟ انا لادخل لي؟ لقد كنت...
قاطعه صارخا:
كنت ماذا؟ كنت ماذا؟ من غيرك ها؟ من غيرك يفعلها بي من؟من غيرك ووالدك يحمل كل حقد الدنيا بقلبه لعائلتي واحبابي؟اجبني من؟
طالعته بعيونها المتسعة فأوجست في نفسها خيفة وأدركت أنه مشحون بغضب سيصيبه بالشر فتحدثت قائلة برجاء:
أمير ماذا تفعل؟ ماالذي تقوله انت؟
رد غاضبا:
لقد كان بيننا ثأر والآن أصبح اثنين وهذه المرة لن اتردد بقتل*ك صدقني.
رفع كنان يده مشيرا له بأن يتوقف ولا يتهور وردد قائلا:
نوقف أمير اسمعني اولا وابعد سلاحك هذا لا تتهور وتفعل شيء تندم عليه لاحقا.
ريحان صارخة:
ما بكما؟ توقفا
أمير بغضب:
لا تتدخلي ريحان الا يكفي ما فعل؟ ، بماذا ستبرر لي فعلتك المشينة باختي التي تسببت لها بإعاقة اقعدتها كرسيا باردا عزلت نفسها عن الكون؟ كل ليلة كابوسا يلاحقها بالأحلام والواقع، ميتة وهي على قيدالحياة، ام عن خطفك لريحان لحظة ضعفي وابتزازي؟ هل كنت تظن انت ووالدك انني سافرط بها لاجل المال؟هل تظنون انني عديم الشرف مثلكم؟
طالعه كنان برجاء وحاول معه أن يضع سلاحه جانبا وان لا يتهور لكن أمير كان معاندا ومصمما، لقد أخذ قراره ولا رجعة فيه فجهز سلاحه جيدا هذه المرة واقترب أكثر ، أما هي قبحلقت بعيونها 
به تريد أن تعيده عن خطوة خاطئة، تلك خطوة قد تجعله يخسر البداية والنهاية ويجعلها تتحسر ما نبقى لها من عمر.

ردد بتقرير:
اذا للنهي هذا الثأر
أمير ابن حكمت الأكبر مقابل كنان ابن ديمير الأكبر وهكذا ينتهي هذا الثأر الذي حملناه دون ذنب لسنين، وسريعا قام كنان بسحب سلاحه ايضا ووجهه بوجه امير مباشرة.
ابتسم برضا وقال:
إذا لنفعلها وانتهى وهكذا لن يتأذر أحد من عائلتي بسبب عائلتك بعد هذه اللحظة.

فلاش باك(بعد أن تحدث ديمير مع امير واقفل الخط كان كنان لحظتها عند مكتب والده ليسمع كل شيء ويتاكد أن والده لن يسلم ريحان لامير حتى لو تنازل له عن كل ثروته،فكر بالدخول لمواجهة والده لكنه تراجع ليتوجه بعدها إلى مكان خطف ريحان ويحاول تحريرها، بعد مدة اتى والده للمكان ولم يطل بقاءه ليخرج بعدها ليقرر كنان التقدم حيث أرسل رسالة إلى أمير بالعنوان ثم بقي هناك مدة يراقب وحين تأخر أمير دخل للمبنى ليطلب من الخاطفين ترك المكان بأمر من والده وترك الفتاة ليتولى هو أمرها ليرضخ الرجال له دون اعتراض ثم دخل إليها مباشرة وما أن رأته حتى فزعت لتقول:
انت؟ماذا تفعل هنا؟
كنان:
جئت لتحريرك
ريحان بذعر:
وما دخلك كيف وصلت لهنا؟
كنان:
دعيني افك رباطك واخبرك لاحقا لكن يجب أن نسرع كي تهربي من هنا ليس لدينا وقت).....

كانت تنظر إليهما وإلى النيران التي يرميان بعضهما بها جن جنونها لحظتها،اخذت تصرخ بهما:
توقفا ما الذي تفعلناه؟ اتريدان أن تق*تلا بعضكما كيف ستقابلان خالقكما؟
طالعها أمير بحب برهة ثم عاد يرمق كنان قائلا:
هكذا ننهي هذا العذاب سننهيه اليوم دون تردد لن أتراجع انتظرت هذه اللحظة والآن حان وقتها ولا توجد قوة ستجعلني أتراجع.
شد العزم وقرر، إنها فرصته ولن يضيعها، طالعت عمق عيونه التي تقدرح شررا أكثر من كنان، هنا أيقنت أنه فعلا قرر خوض معركته للأخير ولن يتراجع ولن يسلم أسلحته إما منتصرا أو مهزوما.
أخذت نفسا عميقا وحدثته باكية:
وعذابي انا اذا فعلتها هل فكرت به؟
أمير:
لا اريد ان تبكي بعد اليوم يكفي ما لاقيته.
كنان:
هيا تشجع وارمني بط*لقاتك في كل الاحوال انا ميت، جسد بلا روح ارحني من عذاب الضمير الذي اتخبط بظلماته وصمته كل ليل
أمير بغضب:
ههههه تظن أنني سأحزن لحالك، سيرتاح منك كثيرون واولهم اختي المسكينة.
صرخت مرة أخرى:
توقفا، أخفضا سلاحيكما.
حدثها بجدية قائلا:
ريحان هيا اهربي من هنا اركضي سريعا ولا تلتفتي خلفك، أسرعي أنا أتيت لأجلك ولن أرتاح إلا إذا هربت من هنا.
ردت باكية:
لن افعل دونك.
لم تتوقف عن ترجيهما، حاولت كثيرا لكن لا أحد يستمع إليها كل يشد على سلاحه، تنظر لكنان الذي بدا من ملامحه أنه لن يتردد لحظة بضرب أمير أما الآخر فقد امتلأت ملامحه غضبا لا يرى غير الشر أمامه، استسلمت وأيقنت أن أحدهما مي*ت لا محال فتشجعت وتحركت ووقفت أمام أمير فنه حياتي اولا وارحني من كل هذا.
طالعها بغضب وقال:
ريحان ابتعدي من امامي لا تتغابي 
ردت بغضب:
وهل ما تفعله ذكاء؟ هيا ما دمت ستحمل روحا برقبتك افعلها معي اولا ارحني من كل هذا فما عاد بمقدوري التحمل.
نظر إليها بحزن وردد بخفوت:
يجب أن يدفع كل شخص آذاك وانزل دمعة حزن من مقلتيك الثمن واولهم انا يجب أن اجلد بسوط من نار فابتعدي رجاء.

مسحت تلك الدمعة التي أبت إلا الفرار وفضحها ثم قالت بصوتها الأجش:
ستدفع الثمن ستدفعه لا محالة ولو طال الزمن فلا حق يضيع عند الحق، ستدفع ثمن كل دمعة نزلت من عيوني وكل صرخة خرجت بقوة من فؤادي الضعيف، وكل انين صدر من صمتي، وكل هم حملته على عاتقي بصعوبة حتى اوقعني مغشيا علي أرضا، وكل قطرة يأس نزفت بها روحي المختنقة، وكل بسمة حرمتني منها، وكل سكينة امسكتها عنى ووو لكن ليس هكذا ليس بموتك ليس بفقدانك ورمي التراب عليك.
زفر بضيق وطالعها بحزن وقال:
االوحوش لا تستحق أن تعيش لا تستحق الا ان ترمى بالرص*اص حتى الم*وت وتترك لنابشي الجثث لتنهش لحمها العفن دون رحمة.
اقتربت قليلا قررت أن تمضي في ذلك الطريق ولا تتراجع مثله تماما وإما منهزمة أو منتصرة مثله أيضا ثم حادثته بخفوت قائلة:
بل تستحق هي من تستحق لان هناك وحوشا معندها طيب وقد قيل لسيدنا يوسف عليه السلام وهو في السجن "انا نراك من المحسنين"وقيل له وهو على خزائن مصر "انا نراك من المحسنين" فالمعدن الطيب يبقى كذلك ولو تكدست عليه الشوائب، ثم مدت يدها ببطئ وامسكت سلاحه لتسحبه منه وترميه أرضا لتضيف:
:هكذا يدفع الثمن، ثم فتحت ذراعيها وسرقت بمسة من بين دموعها التي كانت شلالا، نظر إليها باكيا ليفتح ذراعيه وضمها ، كتب له عمر جديد مرة أخرى وضفر بغنيمة العمر مرة أخرى فتحدث هامسا:
كل مصائب الدنيا بين يديك تهون.
رمت لحظتها الاتهامات والكره ووالاوجاع والاحزان خلفها لتستقبل ذراعيه باللون الابيض النقي دون شوائب.
تركت نفسها للدموع براحة، كانت تخرج كل غصة داخلها مع كل دمعة، كل ذلك الخوف الذي عاشته ذهب، هي أرادت من سكينته لترتاح وهو أراد من سكينتها ليرتاح.

دخل بوراك إليهما سريعا وهو ينادي أمير فابتعدت عنه سريعا، 
وطأطأت رأسها وابتسمت، وأخيرا 
 لكن ما ان فعلت حتى انتبهت للدماء التي غطت مكان الجرح، نظرت إليها لتضع يدها مكان الجرح سريعا وتقول:
يا الهي انت تنزف.
أمير:
ما دمتي بخير لا يهم.
ريحان:
كيف لا يهم؟ هيا لنسرع للمشفى.
امسك يدها بعد أن التفتت ليقول:
لا اريد، ثم مسح على شعرها واضاف بلهفة:
هل آذوك هل تألمت؟
ردت تهرب من عيونه:
انا بخير بخير
أما كنان فلا يزال هناك واقفا يراقب ما يحدث دون التلفظ بحرف .
اقترب أمير من كنان ثانية ونظر إليه بغضب لكنه حين نظر إليها وإلى حالتها تلك وكيف كانت تتظاهر بالقوة أمامهم سحبها من يدها إلى الخارج ولم يلتفت ثانية، لكنه تألم بشدة بسبب جرحه وبدأ جبينهزيتعرق بالتعرق.
انتبهت لحالته فتحدثت بخوف قائلة:
لا يجب أن ننتظر اكثر قد تتظرر اكثر ويلتهب جرحك بأي لحظة الى المشفى سريعا.
أمير بتذمر:
لقد مللت من غرفة المشفى حقا لنعد للقصر ونطلب الدكتور ليفحصني ويفحصك ايضا، الحمد لله أنك بخير هذا كل ما يهم وآسف لأنني أقحمتك في مثل هذه الأمور وأنت لا ذنب لك، لكن ماذا أصنع؟ مكتوب أن تعيشي الأم بسببي.
ابتسمت وردت:
انا بخير لا تشتكي من شيء لا تقلق
أمير:
لا يمكنني إلا أن اقلق عليك بعد الآن، لقد عشت بغيابك اصعب ايامي حياتي كنت احترق بكل ثانية وانت هنا.
تقدم بوراك منهما قليلا مقاطعا حديثهما ليقوى:
عندي حل
ادارت نظرها عنه حين رأته فقد تذكرت ما حدث معها سابقا ليقترب منها أمير ويهمس بعد أن فهم سبب انزاعجها:
أنا أعتذر
نظرت اليه قليلا لا تدري ما تجيب ثم ركبت السيارة صامتة ليركب بجانبها بينما بوراك تقدم ليتول القيادة قائلا:
انا ساتولى الأمر لا تقلقا سآخذكم لمكان لترتاحا قليلا قبل العودة للقصر.
انطلقوا بالسيارة ليتركوا وراءهم كل الصعاب التي عاشوها تلك الليالي هناك.
كانت ريحان صامتة طوال الطريق لا تدري ما تتحدث به ضاعت منها كل الكلمات اكتفت فقط بالهرب من نظراته التي كانت تحتضنها كما تداخلت فيه قلوبهم منذ لحظات.
أما هو فطوال الطريق يتدارك ألمه ونزيف جرحه فقط كي لا يشغل بالها حينها ولا يكسر هدوءها الجميل الذي كانت به.
بعد مدة وصلوا لبيت داخل مزرعة وقد كان البيت لبوراك، نزل أمير من السيارة فطالع المكان حوله وجماله وهواءه العليل ليقول مبتسما براحة:
حقا نحتاج لفترة راحة هنا.
نزلت هي أيضا لتنظر الى المكان حولها ثم قالت:
لم احضرتنا الى هنا؟
أمير:
سنرتاح ليومين هنا اننا نحتاج بعض العزلة والهدوء انت تعبت كثيرا وتحملت صعابا لا تتحملها الجبال، وانا لا اريد العودة لغرفة المشفى سأحبس بها بعد هربي.
قاطعته صارخة:
ماذا؟ هربت؟هل جننت؟ عمليتك جديدة
ابتسم ورد:
نعم هربت لاجلك، وهذا أكثر شيء يستحق أن أجازف بروحي لأجله، أنت
ردت بحزن:
انا متعودة على ذلك تعودت على حمل الصعاب الاثقل من وزني هكذا اقع لوحدي وأسند نفسي لوحدي واقف ثانية، وهكذا المهم أن لا ارضخ لأحد أو أذل نفسي لبشر حتى لو كان داخلي كله خراب أظهر صمودي للعلن.
ابتسم ورد:
وهذا ما يميزك عن كل انسان عرفته مسبقا 
ريحان:
أيضا لا يمكنني ان ابق هنا طبعا اوزجي في انتظاري
أمير:
تظن اننا مسافران فلا تقلقي اقنعتها سونا وأيضا انت تعبت وتحتاجين بعض الهدوء والسكينة حتى انظري حولك بالتأكيد يشبه قريتكم.
نظرت حولها وأخذت نفسا عميقا لتقول:
أجل انه جميل لكن لا يمكنني أن ابق هنا،بصفتي ماذا؟
أمير:
بصفتك كنت مخطوفة وتحتاجين لبعض الراحة،هيا ريحان جرحي يؤلمني واشعر بالدوار.
نظرت إليه فزعة لتقول:
ايؤلمك كثيرا؟
أمير:
يعني
ريحان:
حسنا لندخل إلى الداخل اولا ساتفقده ثم اقرر ان كنت سابقى أو لا وما أن سمع هذه الكلمة حتى أصدر أنينا مفزعا ليقول:
آخ لقد زاد الالم اخ ساعديني قد اقع.
اقتربت منه لتقول:
حسنا حسنا استند علي قليلا ولندخل هيا تمالك نفسك قليلا فقط.
كان بوراك واقفا كالابله ينظر لحركاتهم ولخبث أمير ليضحك ويقول:
هههه سبحان مغير الاحوال أمير تارهون عاشق ومن فتاة اخذها من الكازينو اكاد لا اصدق لولا أني رأيت نظراته.

تقدم وفتح الباب ليدخلوا جميعا حيث جلس أمير على الأريكة مباشرة لازدياد تعبه بينما ريحان لا تزال واقفة تحس بغربة بذلك المكان ليقول بوراك:
انتم ارتاحوا وانا سأحضر دكتورا واعود 
امير:
حسنا بانتظارك.
خرج خارجا لكن أمير لحق به يتدارك ألمه ليقول:
بوراك اريد منك شيئا 
بوراك:
تفضل
أمير:
أريد بعض الألبسة لريحان ها والبيت اهو مجهز؟
بوراك:
عد للداخل لترتاح ساتولى كل شيء حاول أن لا تتحرك لاجل جرحك كلها لحظات وستفقد وعيك أن استمريت على هذا الوضع هيا يكفي مادمت لا تريد المشفى عد وارتح قليلا ساعود بالدكتور سريعا.
عاد للداخل لعندها ليستلقي مباشرة على الأريكة ليرتاح، أحس بأن طاقته بدأت في النفاد فتمدد بألم وأخذ نفسا عميقا لكنه مرتاح، هي بخير وهذا يكفبيف، بقيت جالسة تنظر إليه فقط دون حديث فمرت دقائق فقط ليغمض هو عينيه وينام بعمق.
طالعته ومضت حيث يقودها قلبها في خلجات فؤادها هناك معركة كل المشاعر تتضارب وهي الوحيدة التي اختارت الحياد، سلمتها لرب الكون ووقفت تنتظر.

مر بعض الوقت فأتى بوراك بالدكتور ودلف البيت، تقدمت هي نحوهم وهتا استفاق أمير على أصواتهم ليعتدل بعدها يفتح عيونه بتثاقل ثم قال:
مرحبا دكتور
رد الدكتور التحية وتقدم ناحيته ليفحصه فانسحب بوراك خارجا لكنها بقت، طلب الدكتور من أمير الكشف عن جرحه وما أن حرك ذراعه حتى تالم بشدة، طالعته من تلك الزاوية بحسرة ثم تحركت من مكانها قائلة بخفوت:
لأساعدك.
أومأ بالإيجاب ثم جلست بجانبه وساعدته على فتح قميصه.
 يرتجف قلبها فتترجمه يداها، تريد أن تفر منه لكن جزء منها ألزمها البقاء، بينما هو فقد استغل قربها ليأخذ ما تمكن من جمال ملامحها وهي بقربه كان ينظر إلى مقلتيها وحتضنها بدقات قلبه تلك التي تتسارع وتيرتها كلما اقتربت منه مجرد ذلك القرب جعله ينسى كل الوجع الذي كان يحس، هكذا سرقا من السعادة لحظات ليخاطب نفسه داخلا ويقول(ابعدي الطبيب عنيّ
فماذا يفعل لجرح قلبي فلا يضاهي علاج الأطبه نظرة أمل من عينيك، اسرت نفسي بين يديك وحصون مملكة عذاب عمري واتركي يدك تلامس نبض قلبي، ليري قلبك عمق جرحي فأنتِ الداء و الدواء يا شفاء روحي).

تمدد بعد حين ليتفحص الدكتور عن جرحه فوجده ملتهبا، وصف له بعض الأدوية وطلب من ريحان الاهتمام به جيدا وتعقيم جرحه كل حين كي لا يضطر لإعادته للمشفى ثم فحصها هي بطلب من امير ليصف لها بعض الفيتامينات والمقويات لكثرة ارهاقها بعد الذي عاشته.

انصرف الدكتور ليعود بوراك إلى الداخل بكامل الاغراض اللازمة ومعها حقيبة صغيرة وضعها جانبا ليقول:
ساترككم الآن أمير لقد أحضرت كل ما يلزمكم وستجد بالغرفة لباسا لك أما الأدوية فسأرسلها مع أحدهم لا تشغل بالك بشيء.
شكر أمير صديقه بوراك على مساعدته له لينصرف الآخر عائدا إلى المدينة تاركا امير وريحان بالمزرعة لوحدهما.

اختفى بوراك عن نظره فعاد أدراجه ليدجدها لا تزال تقف هناك صامتة في نظراتها حيرة وحسرة، ما عساها تفعل لم بقيت؟ لم رضخت؟
 وقف مكانه يبحلق بها ما جعلها تنسحب من نظراته إلى الداخل وهي تقول:
انا يعني انا سآخذ حماما.
رد متحركا نحوها:
انتظري لحظة، هذه ( مشيرا للحقيبة) انها بعض الألبسة لك خذي حماما دافئا وارتاحي باي غرفة تشائين.
تقدمت وحملت تلك الحقيقة وتوجهت لإحدى الغرف ووضعتها جانبا لتدخل بعدها لأخذ حمام ساخن.

بقي هو هناك قليلا ليقرر تغيير ملابسه ايضا ثم دخل لغرفة نوم بوراك فهو متعود على البيت ويعرف غرفه جيدا ليقوم بتغيير ملابسه ويجلس على الكرسي هناك يتأمل الخارج وينتظرها فهي بمجرد أن تدخل عليه من الباب يبتهج لكنه لم يدرك على حاله حتى نام ثانية.

كانت هي داخل حوض الحمام الذي ملأته ماء دافئا تريح جسدها لم تشأ الخروج منه لما وجدت من راحة لعضلاتها التي تعبت من الربط والشد على ذلك الكرسي، مرت ساعة وهي بالحمام دون أن تحس على حالها لتخرج منه اخيرا وترتدي فستانا من تلك الحقيبة.
قامت بتجفيف شعرها بعدها ثم صلت فروضها ثم قررت الذهاب إليه لمساعدته على تعقيم جرحه كما طلب منها الدكتور.
بحثت بين الغرف لتتنبه لوجوده باحداها فقد كان الباب مفتوحا، طرقت الباب برفق لتقول:
لقد حان وقت تعقيم جرحك كما طلب الطبيب ثم تقدمت لتجده نائما، نظرت اليه قليلا ثم لامست كتفه وايقظته، نظر إليها وابتسم ليقول:
حمام العوافي 
ريحان:
شكرا
أمير:
ظننت أنك نمت هناك.
ابتسمت وردت:
تقريبا، لكن ارتحت كثيرا لقد افادني الماء الساخن كثيرا، والآن يجب أن نعقم جرحك كي لا يلتهب أكثر ثم تتناول شيء وتأخذ ادويتك.
ابتسم وطالعها برهة ثم رد:
أي انك اصبحت ممرضتي؟
ريحان:
لا، لكن مضطرة كي تتعافى سريعا ونعود للقصر اشتقت للصغيرة.
خاطب نفسه وهو ينظر إليها مبتسما ليقول بداخله:
(كاذبة).
اقتربت وبدأت هي بتعقيم جرحه ومسحه دون النظر إلى عيونه فهي تتحاشاها دائما لكن قلبها يفضحها حتى لو فعلت ذلك، تاملها وهي تبعد نظرها عنه ليتحدث ويقول:
هل تعرفين العشق السرمدي ؟!
ردت ببلاهة:
ماذا؟
أمسك بيدها ووضعها على قلبه ثم تحدث بصوت خافت :
غالبا مايحدث ان تكون حياتك مع انسان تحت سقف واحد لكن المسافة بينك وبينه كالمسافة بين المحيط والصحراء فهو عشق يفتح في القلب سبعة أبواب أولها الحب واخرها العتاب والخمسة الباقيات... شوق وعشق وحنين وأمنيات وجنون وعيون لا تري سواك،هو العشق الذي يفتح في الروح مئة فرحة وألف حزن ومالايحصى من الآمال والحسرات وركن صغير فارغ في اقصي أيسري لأختبئ فيه منهم جميعا ، العشق السرمدي يجعل من شخص واحدا ألف رواية حب وقصيدة غرام ، يحدث أن يكون السجن داخله مجرد عينين فاتنتين تظل تربك القلب والروح حتي وإن اعتادا علي رؤيتها ، عينين لهما في القلب مالا يجوز لغيرهما وفي النبض نبض علي سواهما محرم.... عشق يجعلك هائما في روح تملكتك علي غير توقع،فتجعلك عاشقا لكلماتها وصوتها وعصبيتها و ضحكاتها وادق تفاصيلها وتجعلك تكره الحظ البائس والمسافات المفروضة التي تتسع كشوارع مدينة باردة، تجعلك كارها وماقتا لكل سبب يحاول انتزاعك من تلك الروح،ولكن كيف للروح ان تسلي عن الروح والروح في الروح تقيم وهكذا نحن.
نظرت إليه بعين دمعة لم تجد ولا كلمة لترد فرت الحروف منها فقط دقات قلبها الذي كاد يخرج من صدرها كانت تنظر إليه وهي تخاطب قلبها وتقول بداخلها(توقف لا يجب أن يجتاحك هكذا اهدئ ولا تنفعل)

ثم سحبت يدها من يده وخرجت من الغرفة هاربة وهي تضع يدها على قلبها فابتسم بمكر وردد بخفوت:
خجلت ثم وقف قليلا هناك ليكمل تعقيم جرحه لوحده ثم حين أكمل خرج باحثا بالبيت عنها ليجدها بالمطبخ واقفة.
اقترب ليقول:
ماذا تحضرين؟
تجنبت النظر إليه لكنها ردت لتقول:
سلطة خضر.
اقترب اكثر ليسرق منها قطعة خيار صغيرة ثم أكلها لكنها لم تنظر إليه واكملت تقطيع الخضر ليسرق هذه المرة قطعة طماطم، تذمرت وتظاهرت بالإنزعاج لكن لم تنظر إليه ليسرق قطعة خيار اخرى، طالعته هذه المرة وقالت بنبرة غضب:
ايييه يكفي ساجهز الاكل وتاكل.
رد ببلاهة:
لكني اشعر بجوع شديد.
ريحان:
كلها دقائق ويجهز اجلس وانتظر.

ابتسم وتحرك وجلس عند الطاولة وبدأ يتحدث ويتحدث بأي يجيء على باله فقط يفتح مواضيع معها وهي تتحرك أمامه وتستمع وكلما تحركت زادته من عمره سعادة، ثم تذكر شيء ليقول:
أتتعلمين انا احب البيض بالبسطرمة منذ صغري لكن امي لا تحب رائحته لذا فهو ممنوع على مطبخ القصر.
ريحان:
هذا فقط؟ إنه شيء بسيط ساحضره لك حالا وستاكله كله وتتناول ادويتك بعدها.
قامت بتحضير البيض سريعا ووضعته مع تشكيلة اجبان منوعة وخضار متنوعة الألوان كما حضرت شايا مخمرا لتضع كل شيء على الطاولة،نظر إليها ليقول:
إنها مشهية فعلا
اعتدلت وقالت:
بسم الله تفضل

امسك قطعة خبز ووضع بها بعض البيض ليقريها منها ويقول:
انت اولا.
نظرت اليه لتقول:
صنعته لاجلك وليس لي.
أمير:
ولن اتذوقه الا إذا اكلت من يدي.
ريحان:
لا تخف لم اضع به سما
أمير:
وليكن حتى السم من يديك يصبح شفاء.

اسكتها عن الكلام لحظتها لتأخذ منه القطعة وتاكلها سريعا كي تتفادى أن يقول كلمة أخرى تضيع ما تبقى من عقل برأسها بعد كلماته وهي تعقم جرحه.
تناولوا طعامهم بعدها خرجت ريحان الى المسرعة لتتمشى قليلا تاركة أمير جالسا بالداخل.
تركها لتختلي بنفسها قليلا لكنه لم يستطع أن يتمالك نفسه ليقرر اللحاق بها، خرج لكن لم يجدها أمام أنظاره ليبحث عنها قليلا حيث وجدها عند.شجرة جالسة تفترش الارض.
اقترب وجلس بجانبها مباشرة دون أن يستأذن حتى.
نظرت إليه دون حديث ليقول:
ماذا تفعلين لوحدك؟
ريحان:
 اختلي بنفسي لأخذ بعض الهواء النقي ولكي افرغ الطاقة السلبية التي بداخلي.
أمير
ايمكنني أن اشاركك ذلك؟
ردت قائلة:
لقد شاركت وانتهى،لم خرجت؟سيؤلمك جرحك
أمير:
مللت من الجلوس داخلا دون حركة ثم نظر إليها قليلا ليكمل:
ريحان أنا آسف لما حدث تورطت بشيء لا ذنب لك به.
زفرت بضيق وردت:
إنه ابتلاء من رب العالمين انكسار تلو الانكسار حتى مات القلب ولم يعد يبالي لاي شيء.
أمير:
الا قلب عشق خلق لييحي كل شيء حوله لا ليموت كما فعلت بقلب أمير تارهون الوحش الذي حولته لانسان.
ريحان:
لا أظن ذلك لقد مات فعلا وانت تغيرت لانك أردت ذلك ولست أنا من فعل
أمير:
أنا استمد طاقتي وشغفي ونقائي وطيبتي وصبري ونفسي وسكينتي وطمئنينتي وكل الواني منك من لمعة عيونك.
خجلت الجميلة وهربت من نظره وادارت رأسها للامام.
ابتسم واختلق حديثا آخر كي يذهب عنها خجلها قائلا:
صحيح من سماك عشق؟
ابتسمت وردت:
ابي هو من كان يناديني بذاك منذ صغري 
أمير:
والسبب؟
تنهدت مردفة:
لقد كان يحب امي حبا افلاطونيا كحب الاساطير لكنهم تأخروا بالانجاب وحين ولدت انا بعد سنين اختارت امي اسم ريحان وهو عشق ولشدة حبه لها وافقها على الاسم لذا سجلت باسم ريحان لكنه لم يستغني عن اسم عشق لأنه يعتبرني ثمرة عشق حلال وبذلك كان يناديني عشق وأحيانا كنت اضيع بين الاسمين حتى تعودت.
أمير:
وأيهما تفضلين؟
ردت:
الاثنين
طالعها برهة ثم سألها:
هل يمكنني أن اناديك عشق؟
نظرت إليه مطولا دهشة لطلبه ثم قامت ومشت عائدة للداخل دون رد لكنها التفتت بعد عدة خطوات لتقول:
يمكنك، ذلك ثم عادت للداخل لترتاح.
أمير:
اذا سأناديك عشق.

بقي هناك مدة يستنشق الهواء النقي كان سعيدا بشكل لا يوصف لم يرتح قلبه لتلك الدرجة منذ سنين وكان روحه الضائعة عادت إليه.
مر وقت وهو بمكانه يسند ظهره على الشجرة ثم قرر الدخول للداخل ليرتاح.
دخل وبحث عنها ببصره لكنها لم تكن هناك، توجه ناحية غرفتها ليجد الباب مقفلا، قام بطرقه برفق لكنها لم تجب فقد أخذت ادويتها ونامت سريعا.
فتح الباب واقترب منها وهو يتاملها ثم اقترب أكثر وعلى رفضها تمرد وبكل شجاعة منه دنى مقبلا جبينها، تألم لكنه سعى ولم يبرح حتى بلغ مبتغاه، لقد تنفس الراحة والسعادة حين لامست شفتيه جبينها فعاد فرحا يتراقص.
همس حينا قائلا:
تصبحين على خير ياعشقي، ليخرج بعدها من الغرفة وعاد لغرفته ليتناول ادويته ايضا وينام بعدها.

حل الصباح....
استفاق أمير على ضوء الشمس الجميل وقد كان بحالة احسن. من اليوم الذي قبله مدد ذراعيه للخلف ليقول:
اووووه منذ مدة لم انم مرتاحا هكذا.
كان بمكانه ليسمع طرقا ببابه ليقول:
تفضلي
فتحت الباب ودخلت لكن هذه المرة دخلت مبتسمة له بتلك الابتسامة التي تحيي الورود الذابلة ،وتلهم الشعراء ابيات الغزل الرومنسية لتزيد من ضياعه بابتسامتها بصوتها الهادى الجميل وتقول:
صباح الخير 
نظر إليها وكأنه أبصر النور بعد سنين ظلام ليرد:
صباح الخير.
ابتسمت وقالت بخفوت:
لقد جهزت الافطار منذ قليل هيا سانتظرك بالمطبخ لتفطر اولا ثم اعقم جرحك.
سكت لحظتها ثم خاطب نفسه قائلا:
فكر أمير فكر بشيء كي تقترب منك اكثر فكر ثم انتبه للكاس بجانبه ليحمله متظاهرا بأنه يريد ماء.
اقتربت أكثر لتقول:
اتريد ماء؟
رد:
نعم أريد
تحركت نحوه ومدت يدها لكن بدل أن يسلمها الكأس الفارغ أمسك بيدها ووقف بقربها فتجمدت بمكانها، بنظرة منها محت تجاعيد اليأس التي خططت قلبه، نجى من خسائره التي لا تعد وفاز فوزا عظيما بتلك اللمعة التي تمنى.

تأمل مقلتيها وقال بخفوت:
انه جميل جميل جدا بشكل لا يوصف
ابتلعت ريحان ريقها واشتعلت وجنتاها وأخذت حمرة لقربه لكنها تمالكت نفسها بصعوبة لتتحدث بهمس قائلة:
ماهو الجميل؟

تحدث أمير بداخله ليقول(انت عيونك شفتيك مبسمك رائحتك أنفاسك الطيبة قربك همسك كل شيء بك جميل، حتى غضبك جميل شغفك، هذا العشق المدمر الذي عصف بكبريائي، انا اسير كل هذا انا من طلبت الأسر لا تحرريني يا جميلتي دعيني هكذا)
الجو اقصد الجو جميل جدا اليوم على غير عادته.
ابتسمت وردت:
أجل معك حق جميل.
أمير:
عندي فكرة جميلة لنخرج اذا قليلا ونستمتع بالجو بعد افطارنا.
ريحان:
حسنا لكن دعنا لا نطل بقاءنا اكثر اريد العودة للصغيرة.
أمير:
وانا اشتقت إليها ايضا حسنا سنعود مساء.

نظرت الى موضع يده لينتبه بأنه اطال امساكها ليفلتها اخيرا ما جعلها تفر منه مباشرة نحو الخارج تردد داخلها:
لا يمكن أن استمر هكذا يجب أن أجد حلا.

تناولوا افطارهم بعدها كانت تتجنب الحديث قصدا لأنها كل ما تحدثت يغازلها علنا ما يجعلها تخجل ليكمل التغزل بوجنتيها القرمزيتين ما يجعلها تفضح اكثر فاكثر.
أنهوا فطورهم ليقررا بعدها المشي قليلا خارجا .
خرجا وقد كانا يمشيان جنبا لجنب، كانت هي صامتة فقط تنظر أمامها أما هو فقد كان يتاملها حينا وينظر أمامه حينا،فكر في كسر ذلك الهدوء لكنه تراجع ليتركها لصمتها،بقيا كذلك قليلا ثم نظر إليها واستجمع شجاعته ليقول:
عشق اسامحتني؟
نظرت إليه دهشة من سؤاله لكن قبل أن تتلفظ بحرف رن هاتفه.
تناوله بيده ونظر إليه ليجد المتصل جوناي ليقول:
إنه جوناي، صباح الخير اخي كيف الحال؟
جوناي:
بخير اخي جميعنا بخير لكن انتما يجب أن تعودا للقصر حالا.
امير:
ماذا هناك اخي؟لقد قلت إن الجميع بخير.
جوناي:
احضر ريحان وتعال ستعرف كل شيء القصر مقلوب رأسا على عقب ويجب حضوركما.
أمير بضيق:
حسنا حسنا سنعود حالا اخي فقط أخبرني ماذا حدث؟
جوناي:
لقد أذيع بالجرائد وبمواقع التواصل ان ريحان عشيقتك وبالصور وهناك بعض الصور وانت تقبلها في الشارع وبعضها منها بيت الجبل وكل من في القصر قد قرأ الخبر وأبي وأمي قد جن جنونها الكل مصدوم.....

الى هنا تنتهي حلقة الليلة من #عشق
انتظروني بالحلقة المقبلة
قراءة ممتعة ♥️


الفصل الثامن عشر 18من هنا 

 

تعليقات



×