رواية عشق الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم كنزة



رواية عشق الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم كنزة 






الحلقة الواحدة والعشرون من رواية #عشق
عنوان الحلقة: وكلما أرادت النسيان أتت بذاكرة أقوى.

القسم الأول:
الحب... 
من بين حروف اللغة الثماني وعشرون حرفا لم يروق لي يوما سوي حرفين أحتسبهما بقلبي إكسيرا للحياة. 
الحب.. كلمة بسيطة في عدد حروفها، بليغة في معناها، عميقة في مضمونها، متجلي أثرها في اهتداء الروح لشئ من الانسانية في إنسان جميل، إنسان يشبه في لطفه العثور علي الجزء المفقود في ذاتي فيجعل الحياة ملونة بعد سنين عجاف من الوحدة واللاشئ، سنين قُضيت بلا هدف وبلا دليل حتي جاء الحب ليقاتلها منتصرا للفؤاد الذي لا معترك سواه، ويشن من رحم وحدة السنين حربا ضروسا تنشدها الأيام كما المواويل  
باختصار شديد فليس هناك أفضل من الحب علي الدوام لجعل الحياة قابلة للتحمل فهو العلاج الكافي لكل الجراح القديمة.
حين يصبح القلب عالما بذاته فنتجرد من كل ثقل يرهقنا..

لكنه قبل أن يقرأ اي حرف من الرسالة تراجع وطوى الورقة ليقول : عيب والله عيب أمير ليس لهذه الدرجة انت تثق بها ، كيف تشك بشيء كهذا سآخذها لها وهكذا أرى ماذا تفعل الآن قطتي الشرسة ثم توجه إلى منزلها ليرن الجرس مباشر : قالت من الداخل قادمة ، لكن ما أن سمع صوتها حتى وضع يده على الجرس دون أن يرفعها لتصرخ من الداخل : من هناك ؟ انتظر لسنا واقفين خلف الباب ماهذا ؟ ستحرقه . 
أمير : هذا انا زوجك قرة عينك افتحي سأتجمد . 
فتحت الباب بغضب لكن اخرجت رأسها فقط فقد كانت ترتدي لباسا خفيفا لتقول : هذا انت ؟ 
أمير : لا 
ریحان : اليس لديكم جرس ببيتكم ؟ کدت تحرقه . 
أمير : لا ليس لدينا 
ریحان : افففف ممل ماذا تريد الآن ؟ الم تذهب بعد ؟ 
أمير : اريدك فليس لدي مكان غير أحضان زوجتي بعد يوم متعب من بيع الكبريت اعود اليها وارتمي بها . 
ریحان : ياصبر ماذا تريد يا بائع الكبريت انت ؟ اسرع اشعر بالبرد . ضربها برفق عند جبهتها ليقول : هيا ابتعدي وادخلي راس القطة كي لا يبرد اكثر ثم دخل رغم رفضها فصرخت به قائلة: هاي انت من سمح لك بالدخول ؟ اخرج هيا أسرع قبل أن اتصل بالشرطة هيا هيا . 
أمير : لباسك جميل تبدين كالطفلة وانت بالأساس طفلة ، وماذا ستقولين للشرطة ياحلوة ها زوجي قرة عيني يريد أن يدخل للبيت ؟ سيقولون حلي مشاكلك معه بنفسك هذه الأمور السخيفة لا تشغلي بها الشرطة التي تحمي البلد وتسهر على رعايته وتوفير الأمان و..
قاطعته قائلة :هاي هاي هاي على مهلك ستلقي علي محاضرة ثم ليس شأنك ما سأقول للشرطة أعرف كيف أسج*نك جيدا سيد أمير، هيا اخرج فقط اذهب من هنا افهم يا أخي استوعب 
أمير :لست أخاك هذا اولا وثانيا انتظري لا تغضبي لأنك تصبحين بشعة حين تغضبين.
ريحان بتذمر:لا والله؟
أمير:نعم هو كذلك،انظري قد جئت لاجل عمل انساني.
ريحان:خلصني ماذا هناك؟
أمير: أحضرت لك هذه انها تخصك 
 طالعت الورقة وردت : ما هذه الآن ؟ 
أمير : لا علم لي، احضرها محمد سقطت من اغراضك .
ریحان : ضعها على الطاولة وانصرف هيا لا اريد رؤيتك هنا ثانية . أمير : هذا جزائي لأنني اتيت لعمل انساني ؟ واین ساذهب انا ؟ ریحان : الى جهنم وبئس المصير ما دخلي أنا؟ يكفي لقد تماديت اليوم بما فيه الكفاية ، هيا اخرج ودعني وشأتي . 
أمير : لا لن أذهب ، ليس لشيء فقط لاني اخاف على زوجتي انها لوحدها هنا ببيت واسع وحيدة معزولة تشعر بالوحدة ولا مؤنس ولا حضن يحتويها . 
رمقته بعينها وقالت : هل انت مريض نفسي ؟ ام انك تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة أجبني ؟
 أمير : لا انا طبيعي جدا ولا اعاني من اكتئاب ما بعد الولادة ایضا عافانا الله منه يقولون إنه صعب .
 تحدثت بجدية مشيرة بيدها للباب : اسمع للمرة الأخير اخرج هيا انصرف ولا تضف حرفا واحدا والا ساق**تلك ومع سبق الإصرار والترصد.
أمير : ايهون عليك زوجك قرة عينك ؟
 صرخت به قائلة: آخ يلعن اللحظة التي نطقت بها الكلمة اخرج اخرررررجججج من منزلييي ولا تعددد يا هذا .
 رفع يديه معلنا استسلامه قائلا : حسنا حسنا انا ذاهب لا تصرخي حفاضا على حبالك الصوتية، ثم قام برسم ابتسامة على وجهها بأصابعه وأضاف: هكذا احلى، لكنها دفعته خارجا وأغلقت الباب لتقف وتأخذ نفسا عميقا ثم تحدثت قائلة : آه ياربي انه ابتلاء حقا ثم مشت لكنها لم تنتبه للرسالة التي لمستها بيدها وفاوتها أرضا لتدخل الرسالة تحت الكنبة بينما تحركت إلى لمطبخ لتحضير شيء تأكله فنسيت أمر الرسالة .
 وقف بالخارج لحظات يبتسم : لكن كيف نسيت أن أطلب منها قراءة الرسالة امامي ؟ لا يهم المهم اني رایت غضبها ثانية انها جميلة جدا حين تغضب . 
توجه لسيارته وبقي هناك بينما هي فقد تناولت عشاءها وصلت فرضها لتدخل بعدها غرفة نومها وتستلقي على سريها لكن كل تفكيرها كان به ، كانت تروح وتجيء بذكرياتها معه في ذلك اليوم وقربهما وكيف اقتربت منه طالبة الأمان بعد أن كانت تخافه وترتعد حتى لمجرد سماع صوته.
تقلبت على الجانبين تفكر لكن ذكرياتها الصعبة معه كانت تصارع ذكرياتها الجميلة وتاخذها للبعيد، تنهدت بعد حين لتقول:هل يمكن ان اسامحك يوما؟ أيمكن أن تستطيع أن تنسيني كل ذلك الالم؟لكن انت تركت ندبة بجسدي وقلبي ايضا لا يمكن علاجها ،حتى لو حاولت لا يمكن أمير لا يمكن فلا تطلب مني ما لاقدرة لي عليه.
مر بعض الوقت ورغم تعبها إلا أنها لم تتمكن من النوم كما أرادت كان يشغل تفكيرها كليا،تذكرت جنونه كانت سعيدة وتبتسم لا اراديا فزفرت بضيق مردفة: ياترى أين هو؟ فجاة رن هاتفها برنين الرسالة فتحتها لتجد(انت الآن تبتسمين،نعم ابتسمي يا سيدتي،فابتسامتك تحول اللون الاسود الى ألوان الطيف السبعه وأصبح بها مولعا،ولا تضعي اصابع الحرير بعدها على تلك الوجنتين المحمرتين خجلا من كلماتي ارحميني و اتركيها لي فانا اريدها بجشع اريد تلك الحمرة لارتمي بها واتدفأ،ولا تهربي بعيونك يمنة ويسرة فانا اعشق هروبك كالطفلة وتزيد لهفتي لاخضنك بين اضلعي اكثر)
وضعت هاتفها جانبا وبحلقت بالمكان وبالنافذة ثم رددت بهمس:بسم الله ثم سارعت ووقفت عند النافذة لتنتبه لسيارته هناك فتحدثت بضيق: لم يذهب كما توقعت، لكن أين هو أنه؟ ليس بالسيارة،فجأة أتاها صوته يغني، استغربت الصوت القادم من الخارج لتقول:وما هذا الآن؟
 فتحت نافذة غرفتها وبقيت هناك تستمع لغنائه،كان جالسا تحت نافذتها يغني بشجن، اندمجت سريعا مع دندنته وصوته الشجي ولم تشا تركها بل اخذتها لمسمعها وفؤادها ،ثم توقف عن الغناء ووقف ليكون أمامها مباشرة فبحلقت به النجلاء برهة لكنه فصل دهشتها قائلا:اشتقت لعشقي.
حاولت تدارك سعادتها لتعبس بوجهه وتقول:ماالذي تفعله هنا؟
أمير:اشحت الغرام لكن محبوبتي بخيلة.
ريحان:يعني لو رآك أحدهم هنا او وسمعك ماذا سيظن بي؟افهم نحن لسنا بمدينتك انها قرية صغيرة والبيوت بجانب بعضها ولا شيء يخفى عن أحد هنا.
أمير:وانا عند زوجتي ليقولوا ماشاءوا.
ريحان:لكننا لسنا كذلك.
أمير:ونحن ماذا اذا؟؟ها
ريحان:أمير رجاء اذهب من هنا رجاء يكفي لهذا الحد أنت تتعب نفسك وتتعبني بلا فائدة،احترم قراري.
أمير:اتريدين ذلك فعلا؟
ريحان:اها
لكنه اقترب اكثر ووضع يديه على خصرها واشبكهما ثم جذبها إليه حتى كادت تقع ليقول:اريد فرصة ايضا.
ريحان:اتركني 
أمير:ترياقي مقابل فكك كي تدفئني من برد هذه الليلة.
ريحان:أمير لآخر مرة ساتكلم بعقلانية انصرل من امامي ومن المستحسن أن لا تعود ايضا يكفي مالاقيتك منك اليوم.
أمير:وهل يوجد اجمل من يومنا هذا؟ قربك، رائحتك،جنونك،ضحكتك،الطفلة المشاغبة التي ظهرت للعلن،كل شيء فيك احياني من جديد بعد أن كنت ميتا.
حاولت فك نفسها قائلة: اتركني ساقع يامجنون لكنه ما فعل، ثم انتبهت لبيت الخالة الذي اضيء، ارتعدت واتسعت عيونها فتحدثت برجاء قائلة: رجاء أمير ستفضحني ثانية اذهب هيا.
لكنه كعادته باغتها وقبل وجنتها ثم أفلتها وابتسم بكل رضا قائلا:
 آه والآن اخذت ترياقي الذي سيدفيني الليلة وهكذا لن يصبح زوجك قرة عينك جثة هامدة ولن تترملي بشبابك يا قطتي.
نظرت اليه بغضب وضربت جبينها ثم دخلت وأغلقت النافذة وهو ينظر إليها بحب ليقول:يعني ستتركين زوجك ينام خارجا انت قاسية فعلا 
أشارت إليه من الداخل بأن ينصرف فابتسم وانصرف لينسحب بعدها بسعادته اما هي فقد تمددت بفراشها وهي تضع يدها على وجنتها سعيدة ثم نامت بعد حين، اما هو فقد بقي بسيارته تلك الليلة حتى نام بها دون أن يدرك.
حل الصباح....
استفاقت النجلاء وجهزت نفسها لتحضر فطورا خفيفا ثم بدأت بتناوله لكنه تذكرت أفعاله وكيف يتقصد اغضابها لتقول:ماذا لو س**ممته فعلا وادخلته المشفى لايام ؟وهكذا ارتاح منه لقد اصبح مصدر غضبي وازعاجي انه لا يتعب ولا يمل ومستفز ايضا بتلك الابتسامة الغبية، ثم تحركت بعد حين و خرجت لتتفاجئ به داخل سيارته نائما.
نظرت اليه لتقول:الن تنتهي لقد مللت ماهذا العناد؟ شخص لايريدك الا تفهم ياسيد أمير؟
اقتربت من سيارته وضربت زجاج نافذة السيارة بقوة قصدا ما جعله ينتفض فزعا من مكانه وفتح عيونه وطالعها ليقول بضيق:افزعتني اهكذا توقض الزوجة المحبة زوجها؟
ريحان بغضب:ماذا تفعل هنا؟
أمير:كما ترين نائم ماذا افعل؟ثم فتح الباب و ترجل من السيارة ليكمل:ستتسببين لي بجلطة من ايقاضك لي بهذه الطريقة يعني فرص موت*ي بسببك زادت 
ريحان:الا تفهم انت؟اليس لديك مكان لتنام به غير هذا المكان؟
أمير:لدي بيت زوجتي لكنها قاسية وعاقبتني ونمت هنا وجسمي كله متشنج من نوم السيارة آخ ثم امسك يدها ليقول: احتاج مساجا من يديك الناعمتين.
 سحبت يدها منه سريعا لتقول:اففف ثم مشت
ناداها قائلا:الى اين ياحلوة؟
ردت دون أن تلتفت:وما دخلك؟
أمير:اشعر يجوع شديد أريد افطارا 
ريحان:هناك الف مطعم للإفطار بالقرية اذهب وتس*مم هناك حيث شئت مادخلي انا؟
أمير:لا...اريد ان اتسم*م من يدي زوجتي كي ام*وت وانا راض ومبتسم لا من يد غيرها.
ريحان:اففف منك افففف اففف ثم مشت من أمامه ليناديها ثانية: عشق حبيبتي
التفتت لتقول:ماذا ايضا؟
ثم توجه إليها ليقوم بإعادة شعرها الذي كانت تفرده على كتفيها إلى الخلف كله ليقول:هكذا احسن 
نظرت اليه دهشة من حركته ثم استدارت و مشت دربها

توجهت للعمل مباشرة ليقوم هو بالتوجه للفندق اخيرا، غير ملابسه وتناول إفطاره المتأخر هناك ثم نام بعدها لشدة تعبه بعد نومته الصعبة داخل سيارته.

مر بعض الوقت على ذلك...

استفاق هو من نومه بعد أن استعاد بعض نشاطه ليأخذ مفاتيحه وهاتفه ثم اتصل للاطمئنان على القصر ليقرر بعدها الذهاب لازعاجها كما جرت عادته لكنه توقف بطريقه واختار باقة جميلة من الورد الجوري الاحمر شبيهها ليأخذها بيده لها.
وصل إلى مكان عملها وصف سيارته بعيدا قليلا ليقول:لنلعب باعداداتك قليلا يا قطتي الصغيرة.
لكنه قبل أن ينزل وجدها تخرج من المكتب وبجانبها رجل وقد ركبت معه السيارة،تغيرت ملامحه لتتملكه الحيرة والغيرة معا فتحدث بضيق قائلا:وماهذا الآن؟الرجل يبدو لي مألوفا لكن كيف ركبت معه منذ متى تركيين بسيارة رجل غريب؟
انطلقت السيارة أمامه ليلحق هو بها سريعا،لم يكن مشوار ريحان والرجل طويلا فقد وصلا وجهتهم سريعا.
نزل كل من الرجل وريحان وامير يراقب من بعيد ليتوجها لأحد المنازل المعروضة للايجار ثم فتحت هي الباب ودخلا.
توتر وزاد اضطرابه فتحدث يخاطب نفسه بحيرة قائلا:إنه مستأجر لكن وجهه مألوف لي لكن ماالداعي أن تأتي هي معه؟لم احب هذا العمل،انها تنفرد مع الرجال حين يريدون اختيار المنازل وحبيبتي جميلة قد يعجب بها أحدهم وانهيه ساعتها.
لم يهدأ حتى نزل من السيارة واقترب من المنزل اكثر يسترق السمع فتحدث الرجل قائلا:حسنا البيت جميل وبسيط كما اريد لكن ساتصل بك لاقرر ان كنت ساستاجره ام لا لاحقا، لكن اخبريني اولا :هل اعجبك؟
ابتسمت مستحية ثم تحدثت قائلة:الرأي لك سيدي 
الرجل:اريد ان اسالك سؤالا.
هنا تحدث أمير:ماذا سيسالها بالتأكيد سيقول:هل انت مرتبطة؟قولي نعم حبيبتي قولي نعم
ريحان:تفضل
الرجل:هل التقينا من قبل آنستي الجميلة؟
ردت مبتسمة:لا أظن سيدي فأنا أقابلك لأول مرة.
الرجل:لكن فيك شبه من...وجمالك ايضا ماشاء الله
عبس وجهها ترفض ٱطراءه ثم تحدثت بجدية قائلة:من ماذا؟ ما قصدك
رد مبتسما يداري خجلته:لا تهتمي 
كان هو في الخارج يستمع فتحدث بضيق قائلا:ماهذا؟هل ما سمعته غزل ام مدح ام ماذا؟واي آنسة هذه ياغبي انها سيدة وسيدة النساء ايضا.
حاول تمالك نفسه لكنه ما استطاع ليقرر الدخول إليها ومقاطعة حديثهم فتحرك بكل ثقة ودخل عليهم فجأة وما إن فعل حتى طالعه بالرجل متفاجا فطالعه أمير بنفس الدهشة قائلا: كمال أردام؟!
نظر إليه كمال بعيون متسعة ليقول:أمير تارهون؟
ريحان:أمير لكن هل تعرفان بعضكما؟
أمير مخاطبا ريحان:كمال أردام صاحب شركة معروفة للحديد والفولاذ وقد تعاملنا معه قبلا.
مد كمال يده وسلم على أمير ليضيف قائلا:مرحبا أمير بيك اراك هنا خير؟
اقترب أمير منها وهي لا تزال تنظر إليهم دهشة ليضع يده على خصرها ويضمها برفق لكتفه قائلا: أتيت زيارة إلى قرية زوجتي ريحان تارهون.
حدثته بهمس قائلة بغضب:اتركني
أمير بهمس:لا واصمتي دعيني انا اتحدث
تأففت قائلة:ياصبر
كمال:لقد تعرفت عليها منذ قليل لكن لم يبد لي انها سيدة.
طالعها أمير مسرورا وتحدث بجدية قائلا: إنها كذلك لكن انت أخبرني مالذي أتى بك الى هنا؟
تعلثم كمال لحظتها لكنه اجاب بعد تردد: الحقيقة هي أن ابنتي مسال تعاني من مرض في الرئة وقد اخترت هذا المكان لنأتي إليه في العطل لترتاح قليلا فالمكان مليء بالأشجار الخضراء المفيدة لجهازها التنفسي.
ريحان بحزن:عافاها الله 
كمال:شكرا 
أمير:ليعافيها الله كمال بيك والمكان هنا فعلا جميل جميل بخضرته وهوائه النقي وجميل بؤناسه الطيبين أيضا وخير دليل زوجتي،لكن اتركت كل العالم وأتيت الى هنا بمحض الصدفة؟
ريحان:أمير، لا شأن لنا بذلك
انزعج كمال حينها من سؤاله فتحدث بتذمر قائلا:حسنا سيدة ريحان أن قررت ساتصل بك لاحقا ونتفق والآن عن اذنك وسلمي على العم علي.
ابتسمت برضا وشكرته ثم انصرف إلى وجهته وأمير لا يزال ينظر مبتسما يضمها لكتفه، نظرت الى موضع يد أمير لتقول بهمس:اسحب يدك.
سحب يده لتنفجر به صارخة:ماهذا التصرف كيف تتجرأ وتقاطع عملي؟
أمير: دعك من هذا، ألا يبدو لك أمره غريبا
ريحان:ما دخلك؟ لقد احرجت الرجل بسببك سنفقد مستأجرا جديدا.
أمير بجدية:عشق الرجل يمكنه شراء كل القرية بكل بيوتها ويقول أريد ان استأجر بيتا؟الموضوع لا يطمئن.
ريحان:ياربي منك وما دخلك انت ه ما شانك؟يستأجر هنا او بالمريخ ما علاقتك به؟
أمير:نا احاول حمايتك من أن يؤذيك احد؟
ريحان:وهل كلفتك محامي لي احمني من نفسك اولا ثم فكر بغيرك،انت آذيتني ولازلت تؤذيني بكل لحظة وتقول اريد حمايتك اي حماية هذه؟
أمير:هكذا اذا.
ريحان:انصرف من امامي هيا يكفيني مالاقيت منك لحد اللحظة من غير شيء ساسمع كلاما من عمي علي،لقد خسرت مستأجرا مهما بسببك.
أمير:هل يهمك لهذه الدرجة؟يمكنني استأجار جميع البيوت التي لديكم وننهي هذه المهزلة وتنقلك مع الغرباء الى المنازل كل يوم.
ريحان:هذا عملي افهمت ولا تتدخل باي شيء يعنيني ثانية هيا ابتعد عن طريقي وانصرف.
خرجت غاضبة ليخرج وراءها مباشرة،اقفلت الباب ومشت لكنه اسرع وامسك بذراعها قائلا:ستذهبين معي لن اسمح أن تذهبي هكذا.

اغرورقت مقلتيها دمعا فتحدثت بصوت أجش قائلة: رجاء أمير.
تركها، فعلها وانهزم لصوتها المرتجف، رغم ذلك يريدها هي فقط، لا يهمه صعاب السير في الطريق المؤدية لقلبها ثم حضنها ثم عيناها،
إنها هزته العاطفية التي أرجعته إلى مسار الحياة بعدما كان تائها بلا عنوان.

تحركت من أمامه لتذهب بسبيل حالها، غريب أمرها وكأن الدنيا خلقت لتكون لها أحزانا ونكبات، ذهبت فلم يلحق بها، لم يستطع.
عادت للمكتب واكملت عملها ثم أقفلت المكتب وتوجهت للبيت عائدة.
نزلت من سيارة الأجرة لكنها تفاجأت به في سيارته ينتظرها عند باب الحديقة، رمقته بعينها ثم دخلت لكنه نزل وهو مبتسم ويحمل باقة الورود تلك بيده، اسرع ولحق بها ليقول:انتظري 
التفتت إليه وأخذت نفسا عميقا :وماهذا الآن؟
ابتسم قائلا:ورود ام انك لا تعرفين الورود؟
ضربت رأسها وهي تصرخ:آخ آخ ساجن ساجن منك ومن تصرفاتك، ماذا تريد؟
أمير:لقد أحضرت لك هذه لكن حتى حمرة الورد الجوري ولا شيء أمام حمرة وجنتيك القرمزية.
ريحان:لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لا يمكنني التحمل اكثر يجب أن ارى دكتورا نفسيا بسرعة فابالتاكيد اعاني من أعراض الجنون.
أمير:انها لك حبيبتي احضرتها صباحا وبسبب حديثنا نسيت اعطائك إياها
ريحان: اها بسبب حديثنا؟؟!!،يعني كل شيء حدث كان مجرد حديث.
أمير:نعم
ريحان:يعني احراجك للرجل وخسراتي لمستأجر مهم تافه بالنسبة لك؟!
أمير:أحرجت من؟انه صاحب مصنع الفولاذ قلبه فولاذي لا تهتمي لأمره لم يحزن اهتمي بي فقط.
ريحان:والمعنى؟؟
أمير:خذي باقة الورود
ريحان:لا احبها ولا اريدها
أمير:ايوجد من لا يحب الورود؟
ريحان:انا
اقترب اكثر ثم لامس وجنتها وتحدث بصوت خفيض:لك الحق كل الحق في أن لا تحبيها فهي تغارك تغارك لأنك تاخذين حسنها أن اقتربت منها،تغارك لان عطرك يطغى على عطرها أن لامستها،تغارك لانه في حسن وجنتيك يكتب الشعراء ابيات الغزل لا في حسنها،تغارك لانني اعشقك انت وليس هي، أنت موضة شهاب زرعت النور في قلبي ودنياي.
كانت صامتة تنظر إليه بعيونها المتسعة ثم أخذت نفسا عميقا وابتسمت لتقول:هاتها.
ابتسم وقدمها لها ليقول:لا شيء أمام جمالك.
حملتها وشمشمتها بعمق ثم تحدثت برقة قائلة:رائحتها جميلة حقا لكن..
أمير:اعرف
ابتسمت بمكر فطمأنته ثم تحدثت قائلة:خذ ورودك هذه (وبدأت بضربه لرأسه بالباقة)، لا اريد منك وردا ولا غزلا ولا اي شيء، وانصرف عن مرآي والا رجمتك بالحجارة شهاب يقع فوق رأسك علك تتوقف عن إزعاجي.
أمير:توقفي باقتي الجميلة لقد افسدتها،توقفي أفسدت تسريحتي.
أفسدت تلك الباقة وهي تضربها به على رأسه لترمي ما تبقى منها أرضا وتقول:لا تفكر باحضار ورد ثانية لانني ساطعمك اياه.
نظر إليها ليقول:هكذا إذا ،ثم نزل وجمع بعض أوراق الورود سريعا وركض ناحيتها ليقول: تعالي سأطعمك إياه أنت عقابا على افسادك الباقة.
عادت خطوتين للخلف قائلة:اياك والاقتراب، لكنه لم يسمعها ليتوجه إليها راكضا، هربت منه في الحديقة هي تركض وهو يركض خلفها ولم يستطع امساكها وهو يقول.
غلبها الضحك فتحدثت قائلة:توقف أمير توقف.
أمير:ستاكلين كل الباقة.
لكنها توقفت سريعا عند خرطوم المياه،لحق بها ليجدها تحمله بيدها،نظر إليها ثم إلى الخرطوم فتحدث بجدية قائلا:لا تفعلي
ريحان:بل سافعل،وفتحت الصنبور سريعا قبل أن يصل إليها لتقوم برشه بالماء البارد.
حاول الركض إليها قائلا:توقفي بارد بارد ليتقدم ويمسكها بعد أن تبلل،كان يحاول إمساك الخرطوم من يدها هي تجذب وهو يجذب والمياه تنزل عليهم من كل ناحية،حاوطها من الخلف لينزع من يدها الخرطوم لكنها كانت تشده بقوة ولم تفلته صارخة به: اتركني يا الماء بارد جدا 
أمير:بل انت أتركي.
ريحان:لا لن اتركه حتى تتركني وتنصرف.
أمير:لن اذهب لن اذهب توقفي يا مجنونة.
ريحان:اذا تفكر بتسريحة شعرك السخيفة هكذا ستفسد بحق وتفقد جمالك الفاتن امير تارهون ولن تنظر اليك أي امرأة.
أمير:سنمرص يامجنونة ومن قال انني اريد غيرك انا لا اريد غيرك ولا ارى غيرك
ريحان:وانا لا اريدك اتسمع.
أمير:كاذبة كاذبة أتركي الخرطوم لقد تجمدت
ريحان:تستحق ذلك وبسببك تبللت ايضا وسأمرض.
والمياه لا تزال تنزل عليهما وهما يتشاجران.
صدح صوت الخالة من بعيد وهي تناديهم:يا اولاد، ليتوقفا اخيرا عن الشجار ثم نظرا إلى بعضهما البعضوالى حالتهما الكارثية فقد ابتلا بالكامل ثم طالعا الخالة عائشة.
ضربته لصدره وبالتحديد لجرحه القديم حتى تألم لتقول:وكأنه ينقصني فضائح امام خالتي عائشة حلها الآن.
أمير:ومن السبب ألست أنت؟
ريحان:هششش ولا كلمة لأنك ستطرب أذنيك بتوبيخات الخالة.
اقتربت الخالة منهما لتقول:ما هذه الحالة؟
ريحان وامير معا:نحن كنا (بخجلتهما)
الخالة:الن تكبرا؟انا افكر فقط حين ترزقان باطفال من يربي من.
نظرا لبعضهما ليقولا معا:اطفال؟؟!؛
أمير سريعا:اريد خمسة 
ريحان:خمسة عساكر تقودك للاعدام لارتاح منك.
أمير:اذا ستة ولن اتنازل عن العدد ليكن بعلمك.
ريحان:اتراني ارنبة؟؟؟
الخالة:الله الله احترما وجودي على الاقل
ريحان وامير مشيران لبعضهما: هششش
الخالة:اسمعا هيا امامي الى المنزل يجب أن تتحدثا كالكبار والله الاطفال اعقل منكما وانت ثم مدت يدها وفركت اذن ريحان لتقول:اخ هذا مؤلم
الخالة:الن تتوقفي عن اللعب بالماء؟ ستصبحين أما ولازلت تلعبين بالخرطوم مثل صغرك.
كان أمير ينظر و يضحك لتلك الحركة، نظرت إليه الخالة ثم أفلتت ريحان لتمسك أذنه وتقول:وانت تعاند نملة؟ أن كانت هي بعقل طفلة انت ماذا؟ أمام در هيا حالا.
ريحان:انتظري لنغير ملابسنا حتى.
الخالة:لا ستاتون هكذا.
أمير: سنمرض
الخالة بجدية: انتهى النقاش
مشت هي وهما خلفها فاقترب منها وأمسك بيدها يطلب قربها لكنها سحبت يدها وبنفس اليد ضربت كتفه وتحركت من جانبه مسرعة.
توقف برهة وطالعها بحب ثم تحدث بصوت خفيض قائلا: أجمل أيام عمري هاته التي أعيش معك، فقط أتمنى أن لا نمرض أشعر ببرد شديد.

دخلوا للبيت أخيرا وكل واحد عيونه تقدح شررا لتضع لهم كرسيين وتجلسهم مقابلين لبعضهما.
كان كل واحد يرمق الثاني بنظراته دون كلام لتقول:اسمعاني جيدا لقد ذقت ذرعا منكما ومن مناقرتكما كالاطفال كل حين تعالي انت اذهب أنت،زوجتي،لست زوجتك،سأقعد ،سأذهب،انزل،اصعد،خذ،لا اريد،حتى الجيران وانتبهوا لحالكم هذه وأصبح الكل يسالني ومن خجلتي اهرب دون رد، فعلا بالغتكم كثيرا وتعبت منكم أنت وهو ها
ريحان:خالة
الخالة:هششش لا تقاطعاني حتى أكمل كلامي أصلا كل البلاء من تحت رأسك.
أمير ضاحكا:وشهد شاهد من أهلها ها لم آتي بشيء من عندي
نظرت إليه الخالة عائشة بتذمر قائلة:وأنا صه، لا أريد سماع صوتك أيضا.
انفجرت ريحان ضاحكة لتقول:هذه خالتي عائشة اخت رجال ليست هينة تستحقها
أمير:بالأصل أخرستك اولا.
ريحان:يوووه كم انت مستفز الا تمل؟
أمير:حتى تعودي لوعيك ولزوجك وبيتك الذي تركته مظلما حزينا حتى حيطانه تبكيك، لن أمل.
ريحان:أنت على ماذا توهمت حماتي حتى أنجبتك بهذه الصفات ها؟ ومستفز وانتهازي و، لأسكت هذا أحسن
أمير بسعادة:أراك قلت حماتي اووه يعني تعترفين أنني زوجك أيتها الحلوة ها؟ هيا قوليها قوليها أنت زوجي قرة عيني.
شدت على شعرها بقوة وقالت:ياربي صبرني 
زفرت الخالة عائشة بحنق ورددت:صبرا جميلا والله المستعان، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، هاي أنت وهو ستصيبانني بالجنون اسكتا وإلا طردتكما طردةا للخارج.
أمير:حسنا حسنا لا تغضبي خالتي.
ريحان:سكتنا ونسمعك تفضلي.
الخالة عائشة:اسمعا الآن وكلامي هذا لن يكرر أفهمتما كلامي لن يكرر، ستتحدثان كالعقلاء او مثل البشر حتى على الأقل ويكفي نقارا وإلا أربطكما في كرسيكما وتتحدثان قصرا اف لو اطفال حضانة كان أهون هيا وامامي وتحددان ماتريدان وحين ينتهي هذا الحديث ستقرران ما ستفعلان أما أن تجتمعا برضاكما أو تفترقا برضاكما ايضا ويجب أن يحترما كل واحد قرار الآخر اانتما موافقان؟
امير:,حسنا
ريحان:موافقة
أمير بني ساسالك اولا وتتحدث دون أن تقاطعيه وانت وتثرثري كل حين أنت لست زوجي ولا أريدك أفهمت؟سيأتي دورك ثانية.
ريحان:ولم هو اولا؟ لم لا أتحدث أنا أكيد سيقول أشياء ليست حقيقة
امير:ما قصدك انا كاذب؟!
ريحان:لم أقل هكذا لا تتهمني
الخالة عائشة:اصمتي ريحان اصمتي سيأتي دورك وتثرثرين بقدر ما تشائين وعاتبيه حينها.
ضحك هو لتقول بغضب:ما المضحك ها؟؟
الخالة عائشة:هششش ، سابدا معك بني من الآخر ماذا تريد من ريحان؟لماذا عدت؟ لقد خيرتها واختارت وكل شيء اتقضى وهي عادت إلى هنا واستقرت.
أمير بجدية:اريد فرصة، كل ما أريده فرصة لأثبت لها أنني تغيرت وأنني أحبها، ثم طالعا مضيفا: وقد عدت لاجلها لاجل أن تسامحني،انا لا قدرة لي دونها، حين فقدتها أدركت أنني فقدت شيء لا يمكن أن اناله بغيابها..
أماءت مستفهمة ليكمل:النفس، أدركت أنني اتنفس بصعوبة دونها انها فعلا كل شيء لي، إنها زهرتي في كل الفصول.
لكنها ما عادت تزهر، حين أمطرت السماء حزنا وسقتها الأرض ألما فصرمت السعادة من أيامها، كم ركضت تبحث في ازقة الحياة عن النسيان لتبتاعه علها تجد نفسها السابقة وتعود لكن ما حدث، وكلما أرادت النسيان أتت بذاكرة أقوى.

تحدثت بتقرير بعد أن أنهى حديثه الجاد قائلة :هو خيرني بين البقاء أو الذهاب وانا اخترت الذهاب ويجب أن يحترم قراري بسيطة اصلا مر شهر وما عاد ينفع حديث أو ندم او أي شيء، انا ما عدت أريده ولم ارده يوما قط، واتمنى أن يوافق على الطلاق كي ننهي هذه المهزلة لأننا نتحدث بشيء مضى وأنا قد اقتنعت كان صعبا علي فراق اوزجي وسونا صحيح لكنني تعودت الحمد لله، أردفت تلك الكلمات وقلبها ينزف، كذبت وهي التي ما كذبت قبلا فقد اكتفت من الأنين.
نظر إليها بحزن اخترق قلبه، 
ثم تنهد ليقول:سامحيني لا يمكنني تركك لا يمكنني دونك، لن اوافق على الطلاق.
ريحان:اين المبدأ؟قلت سأحترم قرارك وما فعلت.
أمير: اعتبريني كنت بغير وعيي حينها لم اكن اعلم ما اقول، أتت الأحداث والإصابات ممتالية لم أكن مرتاح الذهن حينها.
ريحان: هههه في غير وعيك إذا، بل ستوافق وتذهب حينها من قريتي، وجودك لن يغير شيء، أنا اتخذت قراري.
أمير بجدية:لا، لأضيف لك معلومة اخرى،ساسكن هنا وايضا سافتح مكتبا للعقارات مقابل مكتبك ياحلوة وسآتي كل حين واطلب قهوة من يدي زوجتي مثل تلك القهوة التي صنعتها لقميصي بدل بطني.





القسم الثاني:
ردت بغضب:اليك ياخالة إنه يستفزني عمدا وتلومينني لم اتشاجر معه؟ سأصاب بجلطة بسبب بروده
أمير:ماشأنك اريد كسب قوتي كي أعيش اتريدين قطع رزقي؟
ريحان:انت صاحب شركة على ما أظن
أمير:صحيح؟؟كيف نسيت اذهبت عقلي يا جميلة
ردت بغضب:يكفي، لا تتصرف كالصبية.
أمير:وانت عنيدة افهمي لن اتركك.
ريحان:ولم تصرخ اضربني احسن
أمير:بل انت من تصرخين
ريحان:هذه هي نبرة صوتي.
أمير:ريحان لا تعضبيني
ريحان:ولتغضب ماذا ستفعل يعني؟ انا لا أخافك
ثم نظرت حولها لتجد الوسائد الصغيرة الموضوعة على الكنبة لتحملها وتبدأ بضربه بها وهو يرد ضاحكا:توقفي، اريد فرصة فقط
ريحان:لن اعطيك اي فرصة لكسري بعد أن جبرت نفسي بنفسي، أمير لا تنس أنك أطفأتني، فلا تنتظر مني أن أغفر، ليس ذنبي فذاكرتي لا يمكن أن تتناسى
كانت الخالة تنظر إليهما وهما يتشاجران ولم تستطع التلفظ بحرف 
أمير:اي انك قررت وانتهى؟
أماءت بالإيجاب.
رد بضيق:اذا كما تشائين عشق ثم وقف ليرمي الوسادة أرضا ويضيف بحزن:ساتركك لراحتك ثم مشى ولم يضف حرفا وخرج من المنزل كله ومضى.
سكنت وتوقفت عن الحديث ثم أخذت نفسا عميقا وذكرت خالقها فهدأت قليلا ثم نظرت للخالة لتقول:هل ذهب حقا؟؟
الخالة:لا حول ولا قوه الا بالله لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم،استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.
حكت حاجبها لتقول:ممممم وليذهب اصلا انا من يريد ذلك وهكذا سارتاح، الآن عن اذنك خالة سأعود لمنزلي وأغير ملابسي طالما أن الحوار انتهى.
الخالة:اها على أساس أنكما تحاورتما على طاولة مستديرة،منذ متى أصبحت مجنونة لهذه الدرجة يا فتاة؟ بالكاد أعرفك
ريحان:انا يعني سأستحم الى الملتقى خالة،ثم خرجت سريعا متوجهة لبيتها تنظر هنا وهناك تبحث عنه لكن لا أثر له فتحدثت بضيق قائلة: لقد ذهب هكذا احسن لكلينا فانا حتى لو حاولت سيبقى هناك جدار عازل بيننا يحجبني عنه، كلما حاولت الاقتراب فعقلي الباطن قد خزن بداخله ما صنع بي بتلك الايام المعتمة ولا يريد إخراجها واراحتي، ذكريات غير قابلة للنسيان.

دخلت منزلها وذهبت للحمام مباشرة،بقيت هناك مدة طويلة علها ترتاح قليلا من كل تلك الأعباء التي تحملها فوق كتفيها المتعبتين من الاساس، وضعت جسدها بالماء أما العقل والقلب فقد تركتهما لصراعهما الذي تعودت عليه والفته حتى أصبح جزء من ايامها سواء باحلامها أو يقضتها، قلبها يريد أمير لأنه حبيبها التائب الذي تغير لأجله وعقلها يرفض أمير الظالم لأنه بطش بها وأوجعها واطعمها جرعات تلو الجرعات من مر السنين.
ضاعت عشق بينهما ركضت لترضي هذا وترضي هذا حتى حفت قدماها وتورمت لتختار الاستسلام وتركهما لصراعهما المتواصل دون انقطاع.
أنهت حمامها الدافئ ثم ارتدت برنسها لتقول:اوووه ارتحت فعلا،لكن ياترى اين هو؟لا يهم فليذهب حيث شاء هذا افضل لي وله.
خرجت باتجاه غرفتها لكنها صرخت فجأة لتقول برعب:افزعتني 
ثم عادت للخلف وهي تضع يدها على قلبها وتتنفس بصعوبة
اقترب ليقول:آسف لم اقصد.
ريحان:كيف دخلت حبا في الله؟
أمير:مرة ثانية لاتنسي مفاتيح بيتك عالقة بالباب اشكري خالقك انني انا من اتى وليس شخصا غريبا لحسن الحظ أنني عدت.
اعتدلت وأخذت نفسا عميقا بعد ارتعابها الشديد لتقول:حتى انت غريب بالنسبة لي وستبقى كذلك ما دام في نفس.
نظر إليها حزينا وتنهد ليقول:الهذه الدرجة تكرهينني؟
هربت من عيونه بعد تلك الكلمة لتقول:اخرج من بيتي ماذا تفعل هنا؟انا لا اريدك هنا ايجب أن اسمعك كلاما كل مرة واطردك؟ انصرف من حالك..
اقترب منها قليلا بينما هي عادت للخلف كلما اقترب خطوة عادت هي أخرى وقلبها يخفق بشدة لم تكن خائفة إطلقا لا بل رغبة في قربه، ذلك الهدوء وتلك الفرحة التي سعت إليها عمرا، طالعته بحدة قائلة:ماذا تفعل امير؟
أمير: فقط اريد إجابة على سؤالي.
ريحان:ماذا؟
أمير:اتكرهينني لهده الدرجة حتى تصنفينني من الغرباء؟
للن اذهب حتى تجيبيني.
تنفست بعمق لكنه للحظة احس انها ترتجف ليقترب من اذنها ويقول بهمس :اجيبيني 
سكتت قليلا تستمع لدقات قلبها السعيدة بقربه لتقول:اجيبك ماذا؟
أمير:اتكرهينني؟
ردت بصوت خفيض: رجاء اذهب
أمير:لا استطيع حتى لو حاولت انا اشتاق اليك حتى وانت كنت امامي.
ريحان:أمير
أمير:ابعديني انت عنك انا لا يمكنني.
لكنها للحظة استسلمت لقربه وما استطاعت صده،كانت نبضات قلبها تصارع تريد حبه ولا تريد وكعادته بصوته الخفيض اقترب منها وهمس:اتكرهينني؟  
لم تنطق ببنت كلمة، رفعت بصرها تطالعه تعانقه بهمها، ما هو فقد كان يعيش حلم قربها الذي افتفده بلاياليه الباردة، مائة وثمانون يوما لم يهنأ بها يوما.
تسمع نداء قلبها وتعي أنه لو انساغت إليه سيقودها نحو حتف*ها، ماذا تفعل وأين تسير، عقل وقلب كل يجذبها إليه بطريقتة، مغامرة ممتعة لكنها ستخرج منها مهزومة، سلاحها الصمت فسكتت.
طالعها كثيرا، يستشعر حبها ويصغي جيدا لهسات قلبها، حتى صمتها وأصبح يروقه، ثم بعد أن يئس من حديثها أردف قائلا:اعط قلبي الضرير الامل 
ما تحدثت أيضا فاقترب أكثر يبتغيها بالحلال، ويا صعب ما فعل، 
هنا نادت الخالة من الخارج عليها:ريحااان
انتفضت وهي بين يديه فجأة لتنظر بعمق عينيه لحظته، امسكته بقوة وغضب لتقول:ماذا الذي كنت تنوي فعله؟
عاد لكابوسه وانتهى الحلم الذي كان يعيش، ليبتعد عنها قليلا ثم نظر إليها بحزن ليقول بخفوت: أنا آسف.
امتلأت عيونها في ثوان دمعا، لقد رأى تلك النظرة التي كان يراها بعيونها في أيام لقائهم الأولى، كيف عادت لا يدري، لكنه يدري أنه أشعل فتيل الأسى داخلها، قامت بدفعه عنها بعيدا وتصرخ به:ابتعد عني انت لا تزال أمير الوحش كيف تجرأت كيف؟
أمير:انا لم اقصد 
بدأ دمعها يتهاطل شلالا لتصرخ اكثر:بسببك انت فقط عشت أياما سوداء لم ارى فيها ضوء الشمس،اياما غابت فيها الالوان عن عالمي،ايام احتضرت فيها وحيدة كالاشباح،ايام انقطعت فيها انفاسي وتملكني الياس والضياع،ثم أشارت لقلبها لتكمل:تلك الجراح مازالت بقلبي مازالت تنزف كلما تذكرت،جراح تعفنت من كثرة الدماء،جراح ابكتني حتى جفت كل دموعي،جراح اطفات رغبتي بالاستمرار،ماذا فعلت ماذا فعلت؟؟لقد فتحتها مجددا لقد غدرتي بي مجددا.
اقترب منها محاولا احتظانها لكنها صدته بغضب تدعي القوة وصرخت:انصرف ولا ترني وجهك ثانية.
نظر إليها بانكسار فقد ادرك أن ما وضعه من ألم داخلها لاشيء ينزعه ولا عشق يمكن أن يداويه.
خرج إلى حديقتها ليخرج زفرة قوية أوجعت اظلعه ثم انصرف مباشرة دون الالتفات للخلف.
يا له من جهد أنه مضى واقفا على قدميه، نعم يحبها لكن لم يبقى له سبب كي يبقى، انتهت أجازة السعادة وسيعود لمعركتع يقاوم الحياة دونها.
جلست أرضا وتوقعت على جسدها وبكت، بكت بحرقة بكت وهي تصرخ:لماذا فعلتها لماذا؟لماذا أتيت لماذا اقتربت؟لماذا فتحت الجروح لماذا؟لماذا أعدت لي الدمع والسواد لماذا؟ ليتك ما عدت ولا رأيتك،اتعبتني احرقتني،يكفي يكفي.
بقيت كذلك بكت مطولا،ثم وقفت كعادتها ورمت كل شيء بفؤادها لتمسح دموعها وتأخذ نفسا عميقا وتقول:كعادتك اظهري قوتك واخفي ضعفك والمك داخلا،هيا لا تبكي،هيا لا دموع لا الم لا وجع انت تجاوزت كل هذا وهو لن يعيدك لعالمه بعد أن تجاوزت ظلمة كل تلك الايام وحيدة.
ارتدت ملابسها ولملمت نفسها التي انكسرت من جديد وضغطت على جرحها الذي نزف من جديد ثم خرجت ووقفت عند الباب لتأخذ نفسا عميقا ثم توجهت لبيت الخالة.
دقت الباب ودخلت لتقول:سلطانتي هل ناديتتي؟
الخالة:نعم لكن حين لم تجيبي ظننتك خرجت.
ريحان:لا كنت استحم فقط.
الخالة:بالساعات كعادتك اعرفك جيدا أنت تربيت على يدي أكثر من عمتك رحمها الله واقرؤك من لمعة عيونك.
ريحان:ليرحمها الله سأزورها غدا بما أنها عطلة.
الخالة:لا غدا صباحا أحتاجك لذلك ناديتك يجيب أن تتفرغي لي 
ريحان:لم؟
الخالة:سيأتيني ظيوف وأريد مساعدتك يجب أن تكوني حاضرة.
ريحان:حسنا
الخالة:ألم يعد أمير؟
أنزلت رأسها حزينة بعد أن تذكرت الغصة التي سببها لها باقترابه منها لتقول:لا ولا أظنه سيفعل.
الخالة:انت أردت ذلك يا ابنتي وهو احترم رغبتك.
نظرت الى الخالة عائشة وقد امتلأت عيونها دمعا لتبتسم رغم ذلك وتقول:اجل انا أردت ذلك.
ثم وقفت لتقول:عن اذنك ساذهب لارتاح قليلا وصباحا تجدينني عندك.
الخالة:اذنك معك حبيبتي.

حل الليل...
كان جالسا بشرفة الفندق يراقب السماء أما هي فقد كانت عند نافذة منزلها تراقب السماء أيضا،اخذ كل واحد يبوح للسماء وكان الثاني أمامه.
تنهد وقال:لماذا تحرقين قلبي هكذا؟
لتقول:أنت السبب
أمير:اتركيني أداوي جراحك
ريحان:انها جراح لا تداوى
أمير:انت من وضعت هذه الحواجز.
ريحان:لكنك انت من أمسكت بيدي وجعلتني أضعها.
أمير:كيف سيمكنني العيش وانت تكرهينني
ريحان:يكفي توقف أنت تقت*لني وتدعي علاجي يكفي.
أمير:انا لا يمكنني دونك
ريحان:يمكنك العيش دوني كما عشت قبلي .
أمير:اريد فرصة كي أجعلك تسامحينني ربما ذنبي عظيم لكن يمكنك أن تغفري.
ردت بضيق:لا أستطيع أنا أصارع نفسي وأحاول اكثر منك لكني أجبن في الأخير وأنهزم وأرفضك.
ابتسم برضا وقال: أحبك عشق
ريحان:لا افهم شعوري، انا تائهة في العتمة الموحشة أتخبط بها وحيدة، أنا تعودت فدعني هكذا
أمير:رجاء
ريحان:اسكت رجاء اسكت

مر الليل بطوله...
كانت ليلة مشابهة في ظلمتها لما مر قبلها من لياليهم القاسية،عادت السحب وتجمعت حولهم وبدأت بالتلبد شيء فشيء لتتساقط بعد منتصف الليل دموعهم امطارا من عيونهم التعبة، ولينزف قلبي العاشقين الما وشوقا وندما تقلب وتقلبت، شد على غصة قلبه وشدت هي،كان يراها حين يلتفت إلى جانبيه وتراه هي ايضا،كان يتذكر قربه منها وتتذكر هي أنفاسه الدافئة التي اراحت قلبها حتى انقضى ليلهم الطويل وانتهى دون نوم أحد منهما.

حل صباح يوم جديد...

قامت النجلاء من مكانها اخيرا، تحس بتعب شديد بسبب سهرها طوال الليل، لكنها قاومت وقامت وتجهزت كما طلبت منها الخالة ثم حضرت افطارا لها وتناولته وحيدة كعادتها لكنها تحدثت حين تذكرته لتقول بحزن:ماذا يفعل الآن ياترى؟لربما عاد أدراجه كما طلبت فعلا، هل قسوت عليه؟لكن ماعساي اصنع فانا حين اقول أنني نسيت وتجاوزت تلك الذكريات أجده يعيدني للبداية باستغلاله نقاط ضعفي ويعيد فتح تلك الجروح التي كان سببها، لا بأس عساه خير لربما هكذا سيفهم أنني لا أستطيع أن أغفر ويذهب بسبيل حاله ويتركني أعود لأيامي بسلام.
توجهت بعدها لبيت الخالة لمساعدتها،طرقت الباب لتفتح لها عائشة دخلت وسلمت ثم قالت:حسنا بما اساعدك
الخالة:مابك هكذا تشبهين الزومبي الم تنامي؟
ريحان:لا نمت بعض التعب لا اكثر
الخالة:اذهبي وضعي قليلا من المكياج.
ريحان:وما السبب؟لماذا اضع مكياجا؟
الخالة:لن يراك للضيوف هكذا حتما سيهربون أنت تخيفين الأطفال ياابنتي.
ريحان:الله الله وما شاني أن بضيوفك ثم مابه شكلي؟
الخالة:اذهبي كما طلبت وعودي سريعا قد يأتون بأي لحظة.
ريحان:اي ضيوف هؤلاء من يراك يقول سيزورك أردوغان وزوجته.
الخالة:بالنسبة لي اهم لأنهم سيغيرون اشياء كثيرة.
ريحان:لم أفهم
الخالة:ستفهمين لا حقا هيا أسرعي.
عادت إلى منزلها يأكلها الفضول، ثم وضعت بعض المساحيق على وجهها لتزداد جمالا على جمالها ثم عادت لبيت الخالة، فاستقبلتها بكلمات المدح خاصتها لما ظهر من جمال عشق.

مر بعض الوقت هناك وهما تتحدثان كانت ريحان تستقصد الحديث بأي شيء كان عدا أمير، تهرب من ذكره أو حتى لفظ اسمه كي لا تقع أسيرة أسئلة الخالة ولا تفضح مشاعرها المتمردة على عقلها اكثر، تحدثت عن عملها وعن انها ستعود لتدريس اطفال الحي يوم عطلتها دروس السيرة والقرآن وتحدثوا عن الطبخ وعن محمد وزوجته وعن وعن الا أمير، تقصدت ان لا تذكره،وافقتها الخالة في حديثها ولم تسأل تدرك أنها تتهرب من ذكر اسمه، لكنها خاطبت نفسها في الأخير وقالت:تهربين من ذكر اسمه وهو يسكن فؤادك وكلك يا عشق، لكن سنضع النقاط على الحروف بعد قليل وتعترفين لنفسك المعاندة بأنك تحبينه وسترضى هي بذلك.
كانتا كذلك ليسمعا طرق الباب،قامت ريحان من مكانها وتوجهت إليه لتفتحه وما إن فعلت حتى تفاجات به عند الباب واقفا، بحلقت به برهة فلم يبدي أي رد فعل وكأنه انطفأ وما عاد يسعى لرضاها، تحدثت بتوجس:انت؟ ألم تذهب بعد؟
بقي يتأملها لحظات وتلك الغصىة تغص قلبه وكلماتها الموجعة تتكرر على مسمعه،ثم زفر بضيق قائلا:اتيت لرؤية الخالة وتودعيها سأعود الى اسطنبول بشكل نهائي، ألبي رغبتك.
نادت الخالة من الداخل:من ريحان؟
ريحان:هذا أمير خالة يقول إنه سيودعك ثم نظرت اليه متظاهرة بالقوة:هل ستذهب اخيرا؟
رد بضيق:هذه رغبتك ولن أزعجك بعدها ما دمت لا ترينني الا أمير الوحش الذي آذاك والذي أصلا كان ظالا يسبح في بحر معاص لجي يغشاه الموج من كل جانب وأنت فتحت عيونه للحياة وغدى انسانا مختلفا لربه عابدا، لكنما الفائدة من وجودي هنا ولربما كان خطأ قدومي إلى هنا من الأساس لم أزد الأمور إلا تعقيدا كما قلت، انت اخترت واقريت وكان قرارك نهائيا وأنا ساحترم اختيارك وقراراتك لأنك أكثر شخص يعلم مصلحته أين.
نظرت اليه بحزن كان داخلها يصرخ يترجاه أن لا يذهب ويتركها وأنها لا يمكنها أن تستمر وتمضي دونه لكن شفتيها أبت تحرير تلك الكلمات لتعيدها الى فؤادها وتخبءها هناك.
بقيا ينظران لبعضهما فقط دون أن يتحدثا بشيء.
الخالة:ادخليه ابنتي(جاء بوقته يجب أن يراها وهي تنخطب أمام عينيه وهكذا نشعلل الغيرة ولن يستسلم بعدها ويتركها لاي سبب كان، لكن سأترحم عليك يافخري يابني من الآن اتمنى ان تسامحني انت ووالدتك لأنني جعلتكما الطعم).
سمع أمير كلام الخالة وهي تدعوه للدخول فابتسم أخيرا وهم بالدخول لكن قبل أن يفعل تفاجآ الاثنين بإمرأة قادمة باتجاه الباب ومعها شاب يحمل علبة شوكولا وباقة ورود جميلة.
نظر أمير إليهما ثم إلى ريحان فأماء مستفهما فردت بالنفي ثم قال: من هؤلاء؟
ريحان:يبدو أنهم ضيوف الخالة الذين تنتظرهم، فخري والخالة قدرت.
وقف فخري ووالدته بجانب أمير وريحان،كان فخري ينزل رأسه خجلا بينما أمير وريحان ينظران إليها دهشين.
تحدثت قدرت والدة فخري لتقول:مرحبا يا ابنتي.
ريحان:مرحبا خالة
قدرت:خالتك هنا صحيح؟
وقبل أن تجيبها اتت الخالة من الداخل مرددة بحماس:قدرت وابني فخري؟ حللتم اهلا ونزلتم سهلا تفضلوا تفضلوا مرحبا بكم.
تحرك الجميع إلى الداخل بينما ينظر لريحان خجلا، اقترب أمير منها وهمس عند أذنها:مابه الشاب أهو مصاب بالتوحد؟
ريحان بهمس:اي توحد هذا انه مهندس مثلك
أمير:اها مهندس إذا، لكن لن يكون مثلي بالتأكيد
ردت بخفوت: هلا سكت سيد متواضع أنهم ضيوف.
الخالة:تفضل أمير انت ايضا ادخل انت ابني لست غريبا تعال وشاركنا جلستنا ستسر بضيوفنا وأنت ادخلي إليهم ريحان لا تتركيهم لوحدهم عيب، لتدخل ريحان بعدها إلى الصالون.
أمير:شكرا خالة لا يمكنني جئت لتوديعك ساعود للمدينة.
الخالة:هل قررت وانتهى؟
أمير:إنها لا تريدني وسأحترم رغبتها.
الخالة بحزن: أي أنك استسلمت.
أمير:ليس استسلاما لكن انا اؤذيها بقربي وهذا يوجعني اكثر، إن كانت راحتها في بعدي عنها فأنا راض أن اح*ترق ببعدها وشوقي لها على أن أحرق*ها بقربي.
زفرت الخالة بضيق مردفة:لن أخالف رغبتكم انتم كبار وواعون لكن ادخل لتشرب قهوة من يدي زوجتك اولا.
أمير:مع أنني لا اريد أن أسبب لك إزعاجا لكن أنا أريد قهوة من يديها قبل أن أسافر فتلك ستكون الأخيرة.
دخل أمير للصالون وشاركهم الجلسة لتأتي الخالة ايضا.
انتبه أمير حينها الى فخري ووالدته اللذان يسترقان النظر لريحان لكنه تجنب النظر يقنع نفسه أنه يتوهم فقط.
تحدثت الخالة قدرت لتقول:أختي عائشة من الشاب؟
أمير:أنا أمير لتقاطعه الخالة وتقول:هذا أمير ابن أختي التي تسكن في اسطنبول الذي كان يأتيني بصغره ثم أشارت لأمير بأن لا يتحدث.
أمير:انا؟
الخالة قدرت:سبحان الله كيف تغير وكبر أتذكره جيدا لكن على حد علمي لم تكن لديه غمازة وكان أشقرا بعض الشيء صحيح ؟
الخالة:اييييه سبحانه من يقول للشيء كن فيكون هكذا ظهرت فجأة وتغير لونه أيضا
أمير في نفسه(ماذا يحدث هنا).
قدرت:تشرفت بك بني لكن هذا ليس موضوعنا، أختي عائشة لا تنسي ما جئنا لأجله ثم نظرت لريحان لتقول:كيف حالك جميلتي؟ ماشا ء الله ماشاء الله أصبحت عروس يا حظ من كنت زوجته اللهم لا حسد.
نظر إليها أمير واعتدل بمكانه سعيدا مبتسما متفاخرا.
ريحان:شكرا خالة.
الخالة عائشة:وانت فخري ماشاء الله أصبحت رجلا مكتملا مال وجمال وثقافة لا ينقصك شيء الى شقيقة الروح.
نظر إليه أمير ليقول:تشرفنا فخري باشا حضرة المهندس يجب أن تجد شقيقة الروح نصيحة مني سترتاح وتجد السكينة حينها.
فخري:شكرا اخي امير وهذا ما جئت لأجله اصلا
كانت ريحان تنظر لا تفهم شيء مما يحدث أمامها لينظر إليها أمير ويشير إليها بماذا يحدث؟لكنها أشارت بالنفي أيضا.
لتتحدث الخالة عائشة:ريحان طفلتي حضري لنا قهوة.
ريحان:من عيوني
أمير في نفسه(من عيونك اذا،لا بأس حسابك لاحقا)
 ثم قامت لكنه قام وراءها ولحق بها للمطبخ مباشرة بعد أن استأذنهم ليقول:ماذا يحدث داخلا عشق؟ومن فخري هذا؟
ريحان:افزعتني، تحدث على مهلك، هذا فخري إنه جارنا بالحي المجاور 
امير:ولم أتوا؟الموضوع غير مطمئن.
ريحان:قلت لا علم لي لم تسأل انت مادخلك؟ انهم ضيوف الخالة وانتهى لكن انت الم تكن ستغادر بشكل نهائي لم بقيت؟
أمير:انا متى حصل ذلك؟
ريحان بغضب:أليس لديك أي مبدأ؟ تغير رأيك وقراراتك مثل جواربك، سمع عد للداخل واتركني هيا أو انصرف إلى مدينتك وأرحنا.
أمير:سأعود لأفهم ما يحدث فانا لست مرتاحا لابتسامة فخري الغببة ولا من كذب الخالة عائشة متى أصبحت ابن اختها؟ حتى انني ليس لدي خالات ايضا لكن لا تنسيني من القهوة اتفقنا أنا زوجك قرة عينك ولا تحرقيني بها ثانية اتفقنا؟لانني قد أح*ترق وأموت واتفحم وتترملين بصغرك.
ريحان:افففف انصرف.
عاد أمير بمكانه وجلس لتاتي ريحان بالقهوة سريعا ثم قدمتها للخالة لتقول:حماتك وزوجك المستقبلي أولا.
يا لها من ضربة برق أصابتهما على حين غرة، طالعا بعضهما بتلك الدهشة وصرخا معا:ماذا؟
قدرت دهشة:ما بك بني؟
أمير:ماذا تقصدون بزوجها المستقبلي؟إما أنني لم أسمع الكلمة جيدا أو أنني أعاني من حول في السمع، ثم نظر لريحان بغضب فهربت عن تلك النظرات
طالع الجميع بنظرة حادة يحرك قدمه بسرعة يظهر توتره للعلن.
نظرت إليه الخالة قدرت ثم تحدثت قائلة: لم تحرك قدمك هكذا؟
ابتسم ورد: آ إنها حركة لا إرادية أصبحت أعاني منها بسبب ض*ربة سكين.
فخري: كيف؟
ابتسم وطالع نجلاءه ثم قال: قبل سنوات كنت طائشا وكنت كثيرا ما أدخل في مصارعات مع الطائشين مثلي فباغتني أحدهم وضربني بسكين لكن أرقدته بالمشفى شهورا.
الخالة قدرت:كيف
ريحان بتذمر:ولم تدخل السجن؟
أمير: أبي ذو معارف في الحكومة أخرجني مثل الشعرة من العجين، لكن منذ ذلك الحين لم أعد أتحكم في قدمي مع الأسف، حتى هذه الغمازة وأتت بسبب إصابة، معك حق خالة قدرت ظهرت حديثا.
أوجس فخري في نفسه خيفة فأخذ يعدل من ربطة عنقه ثم أخذ نفسا عميقا وابتسم يهدئ من روعه.
طالعت النجلاء أمير بغضب فابتسم بمكر واعتدل في جلسته وقال:
كله ماض، الآن أتى من غيرني للأحسن وصرت رجلا آخر، الحمدلله دائما وأبدا.
الخالة عائشة: الحمد لله بني، الحمد لله أنك.عدت لرشدك قبل فوات الأوان، تحدثي قدرت
تحدثت الخالة قدرت قائلة:ابني فخري ماشاء الله أصبح مهندسا ويملك سيارة وسيفتح مكتب للدراسات العقارية باسطنبول قريبا يعني كامل مكتمل والكمال لله وحده، والآن سنكمل نصف دينه بعروسته الجميلة ريحان يكفي أنه معجب بها منذ صغره ولا شيء سيريحني اكثر من أن يكلل حب الطفولة بأطفال جميلين مثلهما اليس صحيحا بني؟
أمير:ماذا؟
ريحان:ماذا؟
كانت الخالة عائشة تمسك ضحكتها بصعوبة أما ريحان فقد كانت تنظر دهشة بينما أمير فقط اشتد غضبه وجن جنونه كليا من تلك الكلمات.
قدرت:مابك بني لماذا تسال كثيرا؟ مم يعاني ابن اختك اختي عائشة؟
الخالة عائشة:إنه حشري قليلا لا تهتمي، اخرس أمير عيب لا تقاطع الخالة ثانية والا طردتك، اكملي حديثك اختي وانت أمير اسكت واستمع والا اخرج.
قاطعهم فخري ليقول:صحيح امي ثم نظر لريحان خجلا وأكمل:منذ أن كانت طفلة وانا اتمناها زوجة لي إنها جميلة القرية واطيب فتياتها بلا منازع لقد انتظرت هذا اليوم منذ صغري.
كان كل من امير وريحان ينظران إلى فخري دهشين لتكمل قدرت:ابنتي إن وافقت على الزواج ستسافرين مع فخري وتكملين تعليمك ومن يدر قد تصبحين مهندسة أيضا وتعملين معه وتفتحان شركة الانشاءات.
فخري:وقد تنافس شركة حكمت تارهون للانشاءات المشهورة ومن يدري؟
أمير:ماذا؟
فخري:الست محضوضا بفتاة مثلها أخي أمير؟
أمير:يعني أنت مهندس
فخري:نعم
أمير:وتريد تكملة نصف دينك وقد اخترت ريحان لخطبتها؟
فخري:نعم
أمير:وانت تحبها منذ الطفولة لأنها جميلة القرية و الذي قلت...؟
فخري:نعم اخي مابك؟
أمير:وتريد أن تنافس شركة حكمت تارهون للانشاءات؟
فخري:ان كان لنا عمر.
وقف أمير أمامه فجأة ليخاطبه بجدية قائلا:قف
وقف فخري ليقول:خير اخي؟؟
بينما الآخرون ينظرون لا يفهمون شيء
أمير بغضب: أنت أردتها ثم شد قبضته ولك*م فخري بكل قوة ضربة أوقعته أرضا جعلته ينزف ليصرخوا به جميعا،ماذا فعت هل جننت؟
صرخت ريحان به وهي تنظر لفخري بينما الخالة عائشة ووالدته فقد انحنيتا لاسناده على الوقوف لتقول:ياه*مجي هل جننت كيف تض*ربه هكذا؟
أمير:نعم جننت
رد صارخا: أشاهد هذه المهزلة بعيني وتقولين جننت؟
ردت بنبرة حادة: من تظن نفسك حتى تض*ربة؟
طالعها طويلا، عانقها بعيونه وبصمته وبكلماته لكنه لم يكتفي بذلك، سحبها إلى صدره وضمها بقوة، كسر كل القيود، وهل هناك حضنا يحمل كل آهات قلبه وانكساراته ودموعه غيرها، وهل هناك حضن يمكن أن يحتويه بكل عيوبه غيرها، فعلها وتمرد عل.ى كبريائها وضمها معبرا عن كل ما يختلج داخل صدره من مشاعر كلها تدور في مدارها هي عشقه وزوجته ، ضمها بقوة ليرضى غروره ويثبت لنفسه قبل الجميع أنها ملكه وحده بينما هي تجمدت مكانها فلم تكن تتوقع ردة فعله، عناق مختلف أشعل داخلها فتيل حرب ضروس غير عادلة يتصارع فيها قلبها وعقلها، قلبها الذي يريده ويرغب أن يسامحه ويعطيه الفرصة للبدأ من جديد وعقلها الذي يحثها علي الرفض والثأر لكرامتها منه ، بينما الجميع ينظر لما يحدث أمامهم صعقين ليفصل عناقه الشديد لها بعد حين بعد أن كاد أن يقطع نفسها ويوقعها مغشيا عليها أرضا
.بعد ثواني معدودة استجمعت نفسها وقوتها لتستوعب وضعهم وفعلته امام الجميع لتقول لنفسها بضيق: من جديد لم يهمه كرامتي ولا شرفي ، تلك الفكرة مع نظرات فخري ووالدته وهم يطالعونها بنظرات لطالما كرهتها وكان هو السبب بها سابقا كما هو سببها الآن ، دمعة خائنة كادت أن تسقط من عينها ولكنها رفضت وابت إظهار ضعفها أمام أحد لتجد نفسها ترفع يدها بكل قوتها لتسقط علي وجهه ، لثواني تجمد أمير مكانه لا يصدق ما فعلته وإثباتها أمام الجميع أنها لا تريده وتحولت نظراته إلي نظرات شرسة فتاكة وكانت الدماء تغلي كالمراجل في أوردته ثم نظر إليها يرمقها بنظرة خطرة ارتعدت على إثرها أوصالها ولكنها حاولت رسم قناع الشجاعة وكأنها لم تعد تعبأ به بينما حاول أمير التحكم في أعصابه وثورته بإرادة من حديد ثم قال ما جعل قلبها ينتفض بشدة عندما فجر كلماته وكأنها قنبلة موقوتة ليقول حاسما وهو ينظر حوله ويشير بيده للمكان : هنا بدأنا وهنا انتهينا ريحان يلماز.

عانت ليلا وبكت سيلا ولا قمر أضاء عتمتها💔




 

تعليقات



×