رواية عشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم كنزة


رواية عشق الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم كنزة 







الحلقة الثانية والعشرون من رواية #عشق
عنوان الحلقة: كيف للروح أن تسلي عن الروح، والروح في الروح تقيم.

كتب عليهما أن يكونا هكذا خطيّن متوازيين يعجزان عن الفراق 
وعن التواصل ، ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما.

القسم الأول:
خرج بتلك الحدة من الصالة ومن البيت كله،اما هي فتلك القنبلة قد بعثرت فرحها بكل نقطة من ارض الكوكب، نظرت الى كل من قدرت وعائشة وفخري منكسرة، ظنت أنها تجاوزت فخاب ظنها وهانت، تمنت لحظتها لو انها كانت نسيا منسيا ولا عاشت لحظة في تلك المسماة دنيا، ضعفت وسقطت روحها أرضا رغم أن الجسد لا يزال بمكانه متسمرا، تلك النظرات التي وجهت لها ليست نظرات أعين بل اسواط نار جلدت الفرح الذي عاشته بوجوده لأيام معدودات هناك.
تحدثت قدرت بعد أن استعادت وعيها مما رأت لتقول:ماذا يحدث هنا عائشة؟
نظرت ريحان إليها بتلك العيون الدامعة وشهقت بالم ثم استدارت لتنصرف مباشرة، إلى زاوية اليأس ركضت، إلى كبريائها الهزوم ذهبت تريد أن تنقذ ما تبقى منه، هي وحظها لكنها سيئة الحظ، وا أسفاه، ربما لن تلحق به، أرادت فقط أن تحتضن الحياة بفرح لكن الحياة ولت عنها، كن الخالة عائشة لكنها استوقفتها لتقول:انتظري
سحبت يدها لتقول:ارجوك
عائشة:انتظري لحظة فقط بنيتي،اختي قدرت هذا امير تارهون أنه زوج ريحان.
كان فخري يمسك أنفه الذي نزف لضربته لكنه صعق بعد سماع ماقالت عائشة فكف عن لمس أنفه متحدثا بدهشة:ماذا؟
ريحان:اتركيني رجاء، ثم ركضت وخرجت، هربت لقوقعة حزنها وخوفها،هربت من جديد للالم هربت بعد أن تركت كل ماعاشت من ضحكات معه بتلك الايام بذلك المكان الذي أنهى به هو كل شيء، وهل لها غير الفرار قرارا؟
نظرت عائشة لقدرت بحزن لتتحدث الأخرى:ماذا يحدث اختي عائشة؟كيف تقولين زوجها ومنذ قليل قلت أنه ابن اختك؟وكيف تقبلين طلبنا بالحضور لخطبتها وهي متزوجة؟لم اعد افهم شيء من شيء،اما أن أكون قد أصابني الخرف ام أن سمعي ثقل لدرجة التوهم.
فخري:خالة اجيبي انا لا اصدق ما قلت.
الخالة عائشة:انتظروا لحظة،ثم توجهت لغرفتها واحضرت الجريدة التي بها الخبر والتي وجدتها صدفة حين كانت تنظف زجاج النوافذ قبل يومين.
فتحت على الخبر وسلمته لفخري لتقول:اقرأ.
قرا فخري ذلك الخبر والذي كتب فيه أن أمير تارهون أحد أعضاء شركة حكمت تارهون للانشاءات متزوج بفتاة بسيطة اسمها ريحان يلماز.
صعق فخري من الخبر ذاك ليقول بعد أن أعاد قراءة مرات:لكن كيف فاتني هذا؟هي متزوجة وممن؟ من امير تارهون شخصيا؟وانا جالس واتحدث عن شركتهم كالاحمق!
الخالة:اغلبنا لا يعرف وهي لم تتحدث ولا تخالط أحدا منذ عودتها.
قدرت:ولم وضعتنا بهذا الموقف لم؟ هل أعجبك هذا؟ كان ابني يفقد أنفه، الرجل زوجته خطبت أمامه من حقه أن يجن، الرجل احترق، على ماذا كنت تنوين ها؟ان يخنق ابني؟ونحن اتينا ركضا تحت طلبك كالحمقى.
الخالةبرجاء:سامحيني اختي اعتذر حقا،اردت أن اشعل نار الغيرة بينهما كي يتراجعا عن سيرة الطلاق تلك ما كنت اظن أن الحكاية ستقلب الى فلم اكشن واخرب كل الامور.
قدرت:اي أنك استخدمتنا كلعبة؟؟هداك الله هداك الله،هيا بني لنخرج من هنا يكفي هدرا لكرامتنا، ثم انسحبتط
الخالة عائشة:انتظري اختي لحظة.
قدرت:سامحك الله فقط على فعلتك،ثم خرجت هي وابنها غاضبة لكنها عادت فجأة لتقول:هات الورود وعلبة الشوكولا الغالية اطعمها للكلاب احسن منكم لتنصرف بعدها تاركة الخالة عائشة واقفة تنظر بحزن.
أما النجلاء التي أصيبت بطعن*ة نجلاء فقد ركضت منزلها ورمت نفسها على كنبتها بقوة وأخذت وسادتها وضمتها لصدرها وبكت بصمت تشهق بآهات تشق صدرها التعب،شدت الغصة داخلها وقاومت كي لا تخرج ذلك الأنين للعلن وتثبت لنفسها التي ماعادت تريد المجابهة انها لن تسقط وأنها لا تزال قوية مهما رفعها ورماها أرضا لكنها بعد ثوان فقط من تظاهرها بالقوة استسلمت وماعادت تقدر كتمان صوتها لترمي الوسادة أرضا وتباشر بالصراخ وضرب ركبها وهي تقول:لماذا أمير لماذا؟لماذا تشتهي اذيتي؟يكفيني وجعا منك يكفيني،اما اختارت رصاص*اتك الا قلبي الضعيف لت*ضربه؟وليتها قت*لته لكنها فقط تش*وهه كل مرة تض*ربه وتترك به ندبة،لتاتي بعد أن يلملم مآسيه وتعود لتزيد من حجم وبشاعة تلك الندبة،لم اطلبك لم اردك لم عدت لم؟كل مرة ترمي بعقلي ذكرياتك المؤلمة وترحل عني ،انت لست سوى جبان وانا اكرهك اكرهك،لا والله بل احبك واعشقك رغم كل هذا الالم لكن لا اريدك بدنياي لا اريدك.
هكذا انا وهكذا هي الأيام حرمتني حتى من الأحلام، عشقت الوحدة والعذاب الأفراح بيني وبينها حجاب الى متى يا قلبي ؟ إلى متى ستؤلمني؟اقسم انني ماعدت اقدر على تحمل هذا اكثر اقسم.
وإنها لكارثة أن يجتمع عقل ناضج وقلب عاطفي في جسد واحد

في ذلك الوقت كان هو بسيارة الأجرة متجها إلى المطار لقد قرر العودة وتركها،قرر أخذ ذكرياته الجميلة فقط معه دونها فهو قد احرق الذكريات الموجعة مع ذلك للمنزل يومها،ماعاد يستسيغ فكرة بعدها وهي قريبة، ماعاد يتحمل نكرانها لوجوده وهي كل ما يعيش لاجله، كانت السيارة تسير للامام وروحه تعود اليها، مهموم حزين صامت،شيء بداخله يقول تراجع أمير وعد الى محبوبتك وضمها لاضلعك واتركها تصرخ بك أو تضربك كيف شاءت المهم وهي بصدرك وشيء منه يقول كف عنك اذيتها امير، ماعاد قربك منها إلا لهيبا يحرقها، حتى أن مددت يدك فلن تسلمك يدها ولو كانت على حافة الموت.
كتب عليهما أن يكونا هكذا خطيّن متوازيين يعجزان عن الفراق 
وعن التواصل ، ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما.

حمل حقيبة ذكرياته وقطع تذكرة اللاعودة وذهب، فهل تراه سيقدر؟
عاد بعد مدة لمدينته وعادت الجميلة لحزنها وصمتها وذهبت الضحكة التي عادت اليها مؤقتا لتعود ريحان الى العتمة ويعود هو الى قضبان سجن ندمه على ما فعل بها.

مر يوم ويومان وانقضى شهر آخر، كيف حدث وعاشاه؟

رنت الجميلة جرس الخالة اخيرا بعد أن أخذت موقفا منها بسبب فعلتها لكنها استسلمت وذهب إليها اخيرا.
فتحت الخالة لتبتهج برؤيتها كثيرا لتقول:طفلتي 
نظرت اليها ريحان نظرة كالاطفال لتقول:انا أردت يعني
الخالة:تعالي،مممم مابك؟هيا اخبريني
ريحان:لا شيء أردت أن اطمئن عليك فقط.
الخالة:عينك بعيني هكذا
ريحان: هههه ها ها 
الخالة:هل اشتقت اليه؟
ريحان:لا طبعا
الخالة:ريحان
ريحان:نعم رغم كل هذا اشتقت 
الخالة:آه يا صغيرتي ماذا صنع بك العشق؟لكنك عنيدة وتابين الاعتراف.
ريحان:اعترف بماذا؟انا لن انس ما صنع بي يومها ولا قبلا.
الخالة:لكنه غار فعل ذلك لغيرته احس للحظة انك لست ملكه وحده وليثبت العكس فعل ما فعل أمامنا دون خجل.
ريحان:فعلته لا تغتفر وفعلتك ايضا
الخالة:آسفة حقا
ريحان: لاباس، ولا يهم لقد مضينا في ٱجراءات الطلاق وكلها يومان وسأسافر هناك أنهي هذا الزواج وأعود في نفس اليوم، لقد تأخرت الإجراءات كثيرا لم أصدق أن المحامي اتصل وحددت الجلسة
الخالة: هل أخذت قرارك؟
ابتسمت ساخرة وردت:
ههههه أخذته منذ سبعة أشعر وليس البارحة فقد.
زفرت الخالة بضيق وردت:حين تغرمين تصبحين أنانية نعم أنانية تريدن من محبوبك أن لا يفكر بغيرك وان يفقد بصيرته ولا يرى غيرك أو أن لا يتحدث مع غيرك تريدنه ملكك فقط
ريحان:هذا حب التملك وليس أنانية فقط.
الخالة:أمير يراك مملكته وكل من حاول الاقتراب من مملكته هو عدو بالنسبة له يجب صده وما فعله هو رد اعتبار لمن حاول الاقتراب من مملكته.
ريحان:لكنه آذاني.
الخالة:لكنك عشق الطيبة الحليمة التي تعفو دائما اتعلمين؟ حتى الضحك، انت لم تكوني بذلك الجنون والفرح من قبل، لقد كنت مع امير على طبيعتك وكأنك تلاعبين نفسك دون خجل،في وجوده انت تبتسمين من بين نبض قلبك وليس من شفتيك فحسب.
ريحان:انا تعبة لا اعرف ما اريد
الخالة:اسمعي مني هذه الكلمات طفلتي لكن ضعي رأسك بحجري اولا هيا تعالي هيا.
اعتدلت ووضعت رأسها بحجر الخالة لتشرع الأخرى بالمسح على شعرها قائلة:في السنة الثامنة من الهجرة، نصر الله عبده ونبيه على كفار قريش، ودخل صلى الله عليه وسلم مكة المكرمة فاتحاً منتصراً، وأمام الكعبة المشرفة وقف جميع أهل مكة، وقد امتلأت قلوبهم رعباً وهلعاً، يفكرون فيما سيفعله معهم رسول الله بعد أن تمكن منهم، ونصره الله عليهم، وهم الذين آذوه، وأهالوا التراب على رأسه الشريف وهو ساجد، وحاصروه في شعب أبي طالب ثلاث سنين، حتى أكل هو ومن معه ورق الشجر، وتآمروا عليه بالقتل، وعذبوا أصحابه وسلبوا أموالهم وديارهم، وأجلوهم عن بلادهم.
لكنه صاحب الأخلاق النبوية قابل كل الإساءات بالعفو والصفح والحلم، قال صلى الله عليه وسلملا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، أَلا كل مأْثرة أو دم أو مال يدّعى، فهو تحت قدميّ هاتين إلا سدانة البيت وسقاية الحاج، ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
بكت الجميلة بصمت بعد سماع كلمات الخالة لتقول:صلى الله عليك وسلم ياحبيبي يارسول الله،انا ارغب بالعفو لكن ما صنع بي اعظم.
الخالة:حبيبتي أتركي مجالا لقلبك للتحكم انظري،لا تحكمين إلا عقلك بكل شيء لكن ماذا صنع بك؟انت تؤذين عشق وتؤذين أمير أيضا انت تحرقي*ن روحين معا.
ردت بضيق: صعب
الخالة:لكن ليس مستحيلا
ريحان:كيف لشخص أن يحب من آذاه؟كيف؟
الخالة:وإن تغير ذلك الشخص وطلب فرصة الا يستحق؟
ريحان:لم يعد يهم هو ذهب ولن يعود وأنا تعودت غيابه ايضا،لسنا لبعض لم نخلق لبعض، هذا قدر، والقدر مسطر في عليين.
الخالة:لربما ينتظر إشارة منك.
ريحان:لينتظر اذا فلا مكان له في دنياي مهما حاول، والآن عن إذنك سلطانتي.
الخالة:الى اين ابقي قليلا.
ريحان:سأرتاح اشعر بالتعب سأنام باكرا.
الخالة:كما تشائين حبيبتي.
انصرفت لبيتها وهي تفكر بكلمات الخالة تلك وتعيدها برأسها كل حين، حاولت أن تشغل نفسها بشيء علها تخرج كلمات الخالة أو صورته من عقلها وفكرها ونبضها لكن ما استطاعت، رغم محاولاتها هي تريده ولا مهرب من حقيقة ذلك،ضمت وسادتها لصدرها بقوة وبكت دموعا ألهبت تلك الوجنتين من جديد وتنهدت لتقول بضيق: ماذنبنا نحن؟ أنا طلبت بعدك، أنا أردت رحيلك وقلت مرات بأني لا أريدك وانصرف عن دنياي لكن..لكن لماذا تهفو روحي لاجل رؤيتك لماذا؟ ا
لماذا تذبل دموعي متأملة أن تطفئ لهيب نيرانك التي أدرك أنك تتخبط بها كما افعل انا،لقد اظلم ليلي دون شمسك،علك تعود فقط وسأطردك مرة أخرى وتعود، وتصيبني بالجنون وأضربك أحيانا لكنني سأضحك، بسببك سأضحك كالأطفال دون تكلف، أعماني ضياؤك فصرت لي نورا، أسكتني صوتك فصرت لي همساً، أتعبني حبك فصرت لي دواء، أرهقني بعدك فصرت لي القريب، تمنيت م*وتي فكنت لي حياة، فرقت دمعي فصرت لي الضحكة، ش*وهت جسدي فأصبحت حكيمه، كم اختن*قت روحي بقربك والآن تختنق في بعدك، رغم كل ذلك الأذى لا أشتهي الآن من دنيتي غير ذراعيك أرتمي بها علّ قلبي يكن فهذه النبضات المتسارعة مؤلمة حقا.
مثل الليالي السابقات لا شيء غير طيفه يؤنسها تحادثه.

أما هو فقد كان بشرفة غرفته واقفا، لم يكن وحده بل كانت أمامه كان ينظر لما أمامه لكنه يراها كيف لا وهي في القلب والعقل والعين تسكن، كان يحس بها بأنفاسها قربه، للحظة طلب حضنها ولبت كان يحسها تضمه بظهره، أخذ نفسا عميقا ليقول:أعرف أنه حلم لكن حتى لو ابقي قليلا لاتتركيني للغربة وحيدا، حبيبتي سامحيني، خفت خفت حين اقترب منك غيري، كيف لا أخاف وأتهور وأنت من احتوتها العيون وأنت من أعيش لأجلها، وأنت من أرى طيفها حولي بكل زاوية، حتى أنني أحس بدفء أنفاسها قريبة مني، أشعر أن صوتي يحبس داخل متاهات الصمت لا يدري أي نبره بها يحدثك أعذرني أنا هكذا أحبك ولا أعلم كيف أبرر فهو شعور ممزوج بين بهجة حضورك واشتياقات غيابك إحساس مترنح بين الاحتياج إلى لقياك والتخوف من ابتعادك.
ريحان:آه كم ارغب بحضنك في هذه اللحظة لكن هل ستفعلها دون أن اطلبه منك؟
أمير:آه كم اشتهي احتضانك بهذه اللحظة لكن هل ستسمحين لي بذلك؟

فكرت قليلا ثم حملت هاتفها وقلبت بين أرقامه وهو كذلك حمل هاتفها وقلب بين أرقامه وضعت رقمه نصب عينها لتقول:هل اتصل؟؟لا لا لايمكن ريحان لم تتصلين هل جننت هل نسيتي فعلته؟اإيك أن تنكسري وتفعليها،لكن اريد ان اطمئن على حاله وأين هو الآن فقط، ثم أسأله عن موعد الجلسة بالتحديد كي لا أتأخر وأقفل الخط ومن ثم أحذف رقمه من هاتفي كما سأحذفه من حياتي.

رمت هاتفها فوق السرير ثم حملته ثم رمته وهي تقول:لا لن افعل ثم حملته لكن في الأخير قررت الاتصال بسونا بدلا عنه.
رن هاتف سونا لترد:مرحبا حبيبتي.
ريحان:مرحبا سونا كيف حالك وكيف يسير علاجك؟
سونا:انا بخير حبيبتي كله جيد الحمد لله احتاج وقتا فقط كي اتحرر.
ريحان:حبيبتي وددت لو كنت بجانبك.
سونا:اذا عودي
ريحان؛لا يستحيل ذلك نحن انتهينا ولا مكان لي هناك.
سونا:انت واخي اعند من بعض يعني هو يعزل نفسه بغرفته ولا يخالط احدا وانت تعزلين نفسك بقريتك وتابين الرجوع،لا افهم لم تحرقان نفسيكما بالبعد؟
ريحان:اهو بخير؟
سونا:لو كنت تعلمين أنه بخير لما سالت هذا السؤال،نحن لا نعيش دون النفس حبيبتي وانت نفسه.
ريحان: لا بل قربي هو الذي سيخنقه ويخنقني.
سونا:انت وامير جسدان بروح واحدة،ان فراقت الروح الروح الأخرى تخبطتا واحتضرتا باشواقهما بقسوة،فارجعي حبيبتي يكفي ظلما لك وله.

كيف للروح أن تسلي عن الروح، والروح في الروح تقيم

سكتت قليلا لم تجد كلمات لتجيب فسونا قد قالت ما بفؤادها كله،سكتت عن الرد لان تنهدها عبر سماعة الهاتف ابلغ من كل الكلمات ثم استجمعت أنفاسها المختنقة لتقول:كيف هي صغيرتي؟
سونا:بخير بخير لكن انصحك أن لا تتحججي بها فأنت اتصلت لأجله.
ريحان:لا لا اتصلت لاجلها.
سونا:لكنك تتصلين صباحا للاطمئنان عليها يوميا وليس ليلا،لو لم تخنقك عتمة غيابه لما اتصلت الآن، كيف ستتطلقين منه وأنت تريدينه؟ لم كل هذا حبيبتي؟ 
ريحان:آ.... حسنا حبيبتي سأقفل الآن مع السلامة.
سونا:مع السلامة ياعنيدة.
أقفلت الخط لتلوم بعدها نفسها وتقول: ما كان يحب أن أتصل ما كان يجب،اف اف تعبت.
كان هو يحمل هاتفه بين يديه يفكر ويفكر ليتوجه بعدها لأخته سونا، طرق الباب لتقول:أدخلي خالة مليكة.
دخل ليقول:هذا أنا وليست مليكة
سونا:ظننت هي كنت انتظرها، اخيرا أمير تارخون خرج من سجنه كيف حالك اخي؟
أمير:بخير
سونا:تعال اجلس
أمير:لاحقا حبيبتي لن اطيل اتيت فقط راجيا أن تعطيني رقم هاتفها.
سونا:اتريد أن تتصل؟
أمير:ربما
سونا:لقد اتصلت منذ قليل.
ابتهج أمير ليقول:وماذا قالت؟اهي بخير؟لم يصبها اي شيء سيء صحيح؟
سونا:اهدأ اهدأ هي بخير اتصلت للسؤال عنك متحججة باوزجي وهي بخير لكنها كانت تبكي.
أمير:كعادتها حبيبتي.
سونا:الى متى اخي؟
أمير:لربما هكذا افضل لكلانا.
سونا:اخي هذا هو الحب عذاب لوعة اشتياق وحرمان، فإن كنت تخافه فلا تذهب وان كنت شجاعا عد إليها ولا تستسلم حتى تعود معك وتنير عتمتك التي تعيش بها الآن.
زفر بضيق وقال: لكن الجلسة بعد يومين.
ربتت على كتفه وقالت:خالف موعد الفراق واجعل موعد لقاء، ابدأ من جديد، اغتنم فرصتك.
رد: لم تعطني فرصة.
ابتسمت قائلة:اصنعها إذا، يا اخي انت احيانا تخطئ باسمائنا وتنادينا عشق، وتريد أن تطلقها؟ انت تتنفسها،لا تستطيع التخيل كيف يمكنكما البعد عن بعضكما وانتما روح واحدة لا تنشق عن شقيقتها وان فعلت تموت.
أمير:هناك اشياء تتعب الحب.
سونا:الحب أقوى من أي شيء لقد جابه اختلاف الاعراق واللغات والطبقات والمستويات التعليمية ووو واي شيء يقف أمام الحب سيهزم.
أمير:شكرا حبيبتي والآن سانصرف(بعد أن أخذ رقمها)
سونا:هيا اهرب اهرب لكن أين ستهرب،اليها اكيد
قام من مكانه ليقول:تصبحين على خير يا متطفلة ثم مشى لتناديه:تصبح على خير ياعاشق هذا إن تمكنت من هزم عيونها والنوم.
ابتسم ثم انصرف لغرفته.
بقي هناك جالسا احيانا داخل الغرفة احيانا خارجها وحيدا حزينا مهموما يتذكر ضحكاتها الجميلة التي كلما أعادها لذهنه ابتسم دون وعي.
جلست قليلا تتذكر كلام سونا لكنها تمردت على تلك الكلمات وقالت:لا بالتأكيد قالت ذلك قصدا لتثير مشاعري لا اكثر هو الآن خارج البيت ربما عاد لحياته وطيشه لربما في الكازينو أو ربما مع فتاة اخرى،فتاة اخرى؟لا لا يمكن أمير تغير عشق غيرته لا يمكنه أن يفعل هذا بك، ولم لا؟لقد قالها(هنا انتهى كل شيء ريحان يلماز)يعني نزع عني كنيته يعني لا يريدني،يعني اخرجني من قلبه.
لالا ياربي لايمكنه أن يفعل ذلك بي لا انا فقط وحدي بقلبه انا عشقه لا غيري لا يمكن،انا تاىهة واين المخرج تعبت من البحث عنه،اريد أن يتركني واتعذب لتركه لي هذا مؤلم مؤلم.

اما هو فقد كان يفكر بها ويقول:هل إن اعتذرت ستغفر لي،هل تفكر بي الآن؟انا اخطات واذنبت اذنبت كثيرا وآلمتك كثيرا،انا لا تصلح لشيء عدا كسرك وذرف دمعك انا لا فاىدة لي غير أنني كل مرة اوجع روحك،لكن كله لانني اعشقك،انا اخاف من فكرة فقدانك،لو فقدتك اموت وافنى،اتيتك اريدك لكن مافعلت ذهبت وتركتك.
صدق من قال:الحب اعمى يقوده الجنون.
ربي انك وضعت عشقها بصدري يامن تقلب القلوب كيف تشاء ارحني اريدها اريد حبها وقربها،اشتقت للمعة عيونها،لغضبها لعنادها،اشتقت لكل نقطة منها اشتقت لعشق.
بقي كذلك مدة يتذكر كل تفاصيلها الجميلة ثم اخرج زفرة قوية ليحمل هاتفه بيده بعدها وأخذ يفكر ااتصل ام لا؟،اخاف أن ترميني بكلمات رفضها لي،اخاف أن ابكيها اكثر،لربما لن ترد حتى وتحرمني صوتها ونفسها ايضا.
كان هاتفها بيدها تفكر بالاتصال به لربما ستقفل الخط قبل أن يجيب أو تتصل وتسمع صوته لكن تبقى صامتة كان كل أملها سماع صوته فقط. لكنه رن فجأة وهو بيدها بصوت رنين الرسالة.
نظرت الى الهاتف مطولا ثم ابتسمت من بين دموعها لتقول:إنه هو إنه هو ،فتحتها لكن نبض قلبها المتسارع جعلها لحظة تسقط الهاتف من يديها المرتجفتين لكنها امسكته ثم تنهدت بعمق لتقول بفتح الرسالة وتقرأ ( سأكون عند رغبتك كما تمنيت دومت، سنتقابل لآخر مرة في المحكمة وننهي هذا الزواج المزيف، الوحش سيحررك، لكن ليكن بعلمك أنه حين تقولين كلمة "نعم" على الطلاق وتوقعين اوراقه سيكون توقيعا على شهادة وف*اتي وحين تتركينني سأعيش مي*تا..
اعذريني....
.....كله لأنني أحبك)

كانت الرسالة كالنور الذي بحثت عنه أياما وسط الظلمة تلك الكلمات كانت بالنسبة لها شفاء من اي داء أصاب جسمها الهزيل رغم أن كلماتها قاسية لاترحم، رسالة أعادت القلب للحياة، رسالة لغت كل الغضب ومهدت لعمر جديد وحلم جديد وعشق تعب من الخلافات.
قرات رسالته باكية لكنها لم تستطع التحمل أكثر بعد تلك الكلمات لتقول بالاتصال به.
وقف من مكانه بعد أن رن هاتفه مبتهجا برقمها الذي ظهر أمامه ،سعيدا كالمراهقين حين ينتظرون اتصال الحبيب، رد سريعا، كل حواسه استعدت للرد وليس اللسان فقط ليقول بصوت خفيض:مرحبا.
تمالكت نفسها بصعوبة وذدت على شفاهها كي لا يخرج انينها لمسمعه لكنها لم تجب بل بقيت تستمع فقط.
تنهد هو لتتالم بتنهده اكثر ثم قال:أعتذر عشق، لم تجب
أمير:نفسك حتى دون كلام يكفيني ويحييني.
مسحت دموعها ودارت غصتها وتحدثت اخيرا:اانت بخير؟
وصل ترياق النجاة لقلبه اخيرا ليقول:دونك لا
تنهدت هي وقالت:اشتقت للصغيرة
أمير:الصغيرة فقط؟
سكتت حينها ولم تستطع التلفظ بحرف واحد بعدها.
انتظرها لتجيب وانتظر لدقائق لكنها ما أجابت ليقول هو:في الوقت الذي اتوق فيه لرقه حوارك ومبسمك وسط الكلمات، أعشق صمتك اكثر فانا اعشق لغة مقلتيك التي تحادثني بكل اللغات لكن لا أفهم منها غير لغة الحب.
ريحان:ممممم انا....
أمير:انت الآن واقفة بمكانك،تحكين جبهتك وتبتسمين لخجلك،احمرت وجنتاك وقلبك يخفق الفا في الثانية يكاد يشق صدرك، ماذا ألن تقولي شيء؟؟
سكتت قليلا ثم قالت على عجل وخجل:تصبح على خير ثم أقفلت الخط مباشرة.
نظر للهاتف فابتسم قائلا بفرح:جميلتي خجلت ثانية.

جلست على حافة السرير لكنها كانت سعيدة سعيدة بكلماته، سعيدة بانفاس الشوق التي وصلتها منه للحظات نست أنه ذكر الطلاق كانت تتذكر كلماته والسعادة تضم فؤادها لكن فجأة تذكر أمر الطلاق والمحكة لتقوم من مكانها وتقول:لا هو لا يمكنه دوني لكن سأذهب وأقولها "نعم موافقة على الطلاق وسأوقع ولا يمكنني التراجع.
بقيت قليلا تروح وتجيء بمكانها وتفكر وتفكر لتقول بعد حين:لا لا يمكنني هكذا لا حل لي غير السجود لخالقي والتقرب منه ودعاءه أن يغفر لي ويلهمني الصبر الجميل.
كعادتها اختارت سجادتها لتجد راحتها.
اما هو فقد ابتهجت روحه بعد اتصالها،كان كالطفل الذي يسر بهدية مفاجئة كان يروح ويجيء بغرفته سعيدا فرحا وهو يردد:اتصلت نعم اتصلت ثم تأكد من الاتصال ليكمل:نعم هي هي ليس حلما ليس حلما ليست غاضبة من فعلتي وكلماتي رغم أنها كانت موجعة،عشقي صاحبة القلب الطيب لا تغضب من امير وستسامحه نعم سيأتي يوم وتفعلها وحينها ساحتضنها واعيد نفسي الذي خسرت.

مر ذلك الليل بطوله عليهما...
حاولت النوم وما استطاعت عاشت ليلتها الصعبة بين فرح وحزن حين تتذكر سؤاله(الصغيرة فقط)تسر من أعماقها وحين تتذكر انه بالبيت ولا يلهو كما ظنت ثم ينقلب مزاجها حين تتذكر كلمة طلاق لتتيقن بالاخير انها ضائعة ولا حل سواه ليخرجها من بحر الحيرة التي هي به.
قيل في الحب مدح واشعار وفي المشاعر التي يطلقها في قلب العشاق حكم لكن أجمل تلك المشاعر التي تنفجر في الفؤاد فتهديه عطرا يبقى ولا يزول ولا يمل هو الشوق،تلك اللهفة التي تصيب القلب باللخبطة فيتصبح دقاته غريبة فقط لذكر المحبوب او اتيان صورته على البال،الشوق لوعة حارقة لكنها مرغوبة كل محب يريدها لأنها تجدد الروح وتزهر ربيع المشاعر وكأن الإنسان يعيش عيدا سعيدا.

لم يكن العاشق أمير حينها اقل لهفة من محبوبته التي تفكر به ولا يغيب عن ذهنها ولو ثانية بل شوقه اشد وسعادته أضعف منها فرغم فراقهما الا أنه اكمل ليله مسرورا لسماع صوتها وانفاسها كأنها بين ذراعيه يتخيلها بتحركاتها بتقلباتها بضحكتها بتفاصيلها الجميلة بروحها النقية بقلبها الذي يعشق نبضه كلما اقترب منها وأحس به،العاشق اطفأ شيء من لهيب شوقه لها فقط لمجرد سماع بعض الكلمات منها وهذا ما يفعل الحب بالرجال وكما قيل إن الرجال سلاطين وملوك لكن لا سطلة تعلو فوق سلطة الحب إنه .
مر ذلك الليل بين مد وجزر بين أبيض واسود بين حزن وفرح بين ذكريات جميلة وذكريات موجعة لكن بالنهاية يبقى الإنسان إنسانا وتغلب مشاعر الحب والطيبة والود على مشاعر الحزن والألم ومهما طال الشتاء لابد للربيع أن يأتي ومهما طال الليل وطالت ظلمته لابد للصبح أن يشق.

 وأتى صباح يوم جديد واشرقت الشمس بنورها على الحبيبين....
استفاقت ريحان الرقيقة على غير عادتها التي الفتها فقد كانت تستيقظ بتثاقل وتنزل من فراشها بعد دقائق وهي تمدد ذراعيها لكن هذه المرة كانت نشطة خفيفة مبتهجة كنحلة استفاقت للعمل بحب،كانت يومها سعيدة لا تدر ما السر وراء شعورها ذاك ولا يهمها حتى المهم أنها بدأت نهارها بسعادة ولكن بباطنها هي توقن أنه هو سبب سعادتها تلك وأنها مهما حاولت الوقوف أمام مشارعها ومواجهتها بانه لا يعنيها فهو يعنيها وهو السبيل الوحيد لطمأنيتها،ذهبت للحمام واغتسلت ثم فطرت فطورا خفيفا حضرته مكون من بعض الخيار والطماطم مع بيضتين وجبن وكأس من الشاي وتجهزت سريعا وخرجت من منزلها لتتوجه لبيت الخالة مباشرة.
نظرت يمينا ويسارا ثم دقت الباب برفق وعدلت من ثيابها ورسمت ابتسامتها العريضة بل ضحكتها التي لم تعد تستطيع اخفاءها 
فتحت الخالة عائشة ونظر إليها فانتبهت لابتسامتها التي تظهر نواذجها فتحدث ريحان قائلة:صباح الخير سلطانتي هات قبلة ثم قبلتها بقوة.
الخالة:صباح الخير طفلتي على مهل ااصبت بعدوى التقليل من امير زوجك ام ماذا؟
تركتها خجلة لتقول:ماهذا الكلام خالة؟ اي عدوى هذه اردت تقبيلك فحسب لانني اشتقت اليك.
الخالة:لانه إن قبلك يسمع كل تركيا، لا بأس لا تهتمي لكن اخبريني ريحان اانت بخير؟؟
ريحان:ممتازة
الخالة:دعيني احزر اتصل بك ام اتصلت به؟
ريحان:تمام خالة انا ساذهب لعملي وايضا ساعطي درسا للاطفال بالمصلى مساء أنت تعلمين سأسافر غدا.
ردت الخالة بضيق: من غير أن تكملي أعرف ودعوت طوال الليل أن ترجعي عن قرارك.
ابتسمت وردت: لا، لن أرجع، هيا لقد اتاخر، ثم انصرفت راكضة كي تهرب من أسئلة الخالة.
الخالة عائشة:هاي تعالي لم اكمل كلامي يا فتاة تعالي حالا.
ريحان:لاحقا خالة لاحقا تاخرت على العم علي.
الخالة:قلت تعالي
ريحان:ذهبت انا سلام احبك خذي قبلة.
الخالة:احتفضي بها له.
ابتسمت ريحان لكلمة الخالة ثم انتبهت أنها بالشارع لتتوجه لعملها بعدها مباشرة.
كان هو يغير ثيابه يهم بالذهاب للجامعة التي غاب عنها مطولا لكنه على غير عادته ايضا كان سعيدا بيومه مبتهجا وقد فكر بشيء ليلته تلك وقرر البداية بتنفيذه كي تسامحه، قرر البدأ من جديد وأن لا يستسلم.
دخلت اوزجي على غفلة إليه لتقول:بابا 
حملها بين ذراعيه ليقول:صباح الخير ملاكي.
اوزجي:بابا اليوم هو آخر يوم امتحانات اريد ان تاتي انت لاخذي من المدرسة اريد ان اذهب للتسوق بعدها لافك عن نفسي الجو ربيعي وجميل جدا.
أمير:انا اذهب للتسوق؟؟ولم لا تاخذين سونا أو جدتك؟
اوزجي:لاني اريدك انت أن تذهب معي كما كانت تفعل ريحان.
قبل رأسها ليقول:هل اشتقت إليها؟
اوزجي:اكثر مما تتخيل اريد رؤيتها حقا أصبحت وحيدة دونها.
أمير:حبيبتي الغالية بامرك انا سآتي لاخذك واتسوق معك ونذهب اين شئت ثم قبل وجنتها لكن هاتفه رن فجأة.
انزلها وركض إليه ظنا انها هي لكن لم تكن هي بل أحد رجاله.
خرج الشرفة واجاب ليقول:صباح الخير
:صباح الخير أمير بيك
أمير:ماذا هناك
:أمير بيك الرجل الذي طلبت منا حبسه وحراسته 
أمير:لا تقلها
:لقد هرب سيدي
امير:لا لايمكن كيف حدث هذا ياغبي كيف؟
:سيدي نحن
أمير:انتم ماذا ها؟اغبياء لا تصلحون لشيء
ثم اقفل الخط بغضبه لقد انفجرت براكين غضبه حينها،اخذ يروح ويجيء مكانه متوترا وهو يضرب كفيه ببعض ويقول:لا يمكن كيف هرب؟ هذا آخر شيء كنت أتوقعه اووف ياربي من أين اتت هذه المصيبة الآن؟من المؤكد سيؤذيها سينتقم وقد يخبرها كل شيء وحينها سأخسرها للابد ياربي ما هذه الورطة الآن انها في خطر انا هنا وهي هناك، ثم ضر*ب الكرسي الذي أمامه حتى فزعت الصغيرة وصرخت.




القسم الثاني:

انتبه إليها من الخارج ليركض سريعا للداخل ويقوم باحتضانها بسرعة وهو يقول:آسف حبيبتي آسف توترت قليلا.
اوزجي:مابك بابا؟
نظر إليها مطولا ثم قال:حبيبتي مارايك أن نذهب إليها؟
اوزجي:ريحان؟!نعم اريد بابا اريد لكن مدرستي وامتحاني.
أمير:ستذهبين الآن لامتحانك وبينما تنهينه اكون عند باب مدرستك ساحجز وأجهز كل الأمور ونذهب مباشرة ما رأيك؟
ضمته بقوة وقبلت وجنته لتقول:يعيش بابا يعيش انا احبك احبك 
أمير:وانا احبك وسنذهب ونفكر بخطة كي نعيدها الينا لكن يجب أن تساعديني تمام؟
اوزجي:كفك بابا انا معك شريكي.
أمير:مجنونتي. 
ذهبت اوزجي لمدرستها ليقوم هو بالاتصال بسكرتيرته وتجهيز كل شيء.
اقفل الخط وقال:لن اسمح أن يؤذيك أحد حبيبتي سأحميك ولو كلفني ذلك نفسي.

مر الوقت سريعا....
كانت هي في مصلى المسجد تدرس اطفال الحي كتطوع فقط.
كانت جالسة بينهم بحب مبتهجة مستمتعة بأسئلتهم وضحكاتهم الجميلة،اختارت يومها درس العفو وقد كانت تسرد عليهم نفس الحديث الذي كررته على مسمعها الخالة اذ تحدثت وتحدث إلى أن وصلت إلى قول:من أعظم نماذح تسماحه صلى الله عليه وسلم ما فعله مع كفار قريش بعد الفتح، فبعد أن أذاه الكفار، وطردوه وحاربوه مرارا وحاولوا قتله، وحين تغلب عليهم، ودخل مكة فاتحا، قال لهم: (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟) ......
قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم، فضرب بذلك المثل في تعامله "صلى الله عليه وسلم" في العفو والصفح على المسيئين.
لكن فجأة دخل هو من الباب ووقف عنده ليقول:وما انت فاعلة بامير ان طلب عفوك؟
نظر الكل إليه فجأة لكن الجميلة كانت دهشة تظن أنها في حلم لولا أن باقي الاطفال يرونه ايضا لقالت بأنها تحلم.
غمرت السعادة كل شبر من جسدها وكل شعورها،كانت تنظر لنفسها وهي تركض إليه لتحتضنه لكن لا يمكنها فعل ذلك فقد اكتفت باحتضانه بعيونها التي اتسعت حبا له،بقي مكانه يتاملها وكأنه ابصر النور بعد الظلام لسنين طوال كان يتاملها وتتامله متناسين كل تلك الآهات التي اطلقوها من فؤادهم تلك الليالي بسبب فراقهم الذي اجبرتهم كبرياءهم عليه.
وقفت في مكانها ونظرت إليه مبتسمة ثم ذهبت إليه تمشي على استحياء،تملكت نظرتها الخجل والعفة والخلق الحسن،حملت بنظرتها له واقترابها منه كل معاني الشوق.
وقفت بمحاذاته لتقول:لنخرج اولا لا يمكننا التحدث هنا 
خرجا إلى الخارج اولا ،نظراليها بحب ليقول: ما استطعت وها قد عدت.
ردت بضيق: بقي يوم فقط.
رد:ولأنه يوم واحد قبل أن تصبحي محرمة علي أتيت، أتيت راجيا أن تجعيليني أعيش معك آخر يوم بسعادة ولنعتبره آخر يوم بحياتي.
طالعته غضبة وردت: لا سمح الله لا تقل ذلك، ولو افترقنا سنبقى على تواصل فأوزجي تجمعنا، وأيضا سأزورها، بالنهاية لسنا أعداء.
ابتسم ورد: لسنا أعداء، هههه طلاق غريب.
ريحان: طلاق العصر الحديث.
تنهد بضيق واردف:أجيبيني ما انت فاعلة بأمير ان طلب عفوك؟
انا المذنب العاصي الذي ابكاك الذي آلم فؤادك لكن رجائي بعفوك اكبر من كل تلك الاوجاع، رجائي بعشق صاحبة القلب الحليم هو من اعادني اليها.
نظرت إليه مطولا لتقول:رسولي كريم وابن اخ كريم ولن اقتدي الا به لقد نسيت منذ هذه اللحظة ما حدث يومها لتكمل بداخلها(لقد عاد حقا لقد عاد لاجلي لم يتركني لم يفعلها أنه امامي حقا انه هو)
اتسعت عيونه فرحا وابتهج ليقول:وما فات؟ليكمل بداخله(قوليها فقط قولي لقد سامحتك وانهي هذا الكابوس الذي يحرمني جنتك افعليها وتلفظي بها عشق).
لكن هنا سكتت،صحيح اختارت الصمت لكن الابتسامة لم تفارقها، فهم هو مقصدها ليكتفي بابتسامتها الجميلة ويقول:لن اضغط عليك يكفيني مبسمك الذي حرمت منه كل تلك الأيام.
تنهدت وهي تنظر إليه سعيدة لكن انتبهت فجأة للاطفال الذين كانوا يراقبونهم عند الباب لتصرخ بهم:إلى الداخل عيب.
نظر هو للاطفال لينفجر ضاحكا ثم قال:وانا معي ضيف ايضا
ريحان:من؟
أمير:حبيبتي عشقي جميلتي.
اتسعت عيونها لتقول بداخلها(ماذا يقول هل يعني أنه احضر حبيبته ساق*تله إن كان كذلك) حبيبتك؟
أمير مناديا:تعالي
تسارعت نبضات قلب ريحان لحضتها وبدأت بتحضير نفسها للفاجعة لكن من أطلت عليها هي حبيبة الروح اوزجي.
ابتهج كل كيانها لتركض إليها باكية وتقول:حبيبتي.
انحنت وحملتها وأخذت تلفها بالمكان واوزجي تحتضنها بكل قوة وتشاركها دموعها وتقول:اشتقت اليك ريحان اشتقت اليك كثيرا.
كانت تضمها وتلفها بقوة وتقبل رأسها بينما هو كان واقفا ينظر لكن لم يقدر على حبس دمعته التي خالفته ونزلت.
انزلتها اخيرا وهي لا تزال تقبلها لقد عادت روحها البريئة إليها اخيرا لتعود اوزجي إلى الخلف قليلا لتنتبه ريحان بأنها تحمل بيدها وردة جوري حمراء جميلة.
اوزجي:هذه لك.
ريحان:جميلة مثلك حبيبتي
اوزجي:انها من بابا
نظرت اليه ريحان ليقترب منهم ويقول:لن تفسديها صحيح؟
ضحكت مقهقهة ففتن كعادته ثم قالت:لا سأحتفظ بها إلى حتى آخر يوم بعمري.
وضع إصبعه على شفتيها ليقول:هشش لا تذكريه الآن سنعيش ونعيش بأمل.
هربت من عيونه متحججة باوزجي لتقول:انتظروني دقائق سأنهي الدرس واصرف الاطفال واعود اليكما ثم مشت.
همس أمير لابنته بكلمات لتناديها:ريحانتي 
التفتت لتكمل اوزجي:ننتظرك عمرا
نظرت اليها بسعادة لتكمل:كلام بابا وليس كلامي.
التفتت سريعا لتعود للداخل فرحة بينما هو نظر لابنته ليقول:لم كشفتني؟
اوزجي:على اساس انك لست مفضوحا أمير بيك أخبزك وأعجنك بني.
امي:لا حول ولا قوه الا بالله.
اوزجي:‌هههههه ابنة أبي انا. طبعا طبعا وبكل فخر، لكن لم قلت سنبقى يوما فقط.
رد بضيق: إنه يومنا الوحيد في مدينة الفرح ويجب أن نغتنم كل لحظة به وغدا سنعود للصعب نقاوم
اوزجي: فم أفهم
رد ضاحكا: من الأحسن أن لا تفهمي بابا العميق

صرفت الاطفال بعد حين ليذهبوا مع اوليائهم ثم عادت لعائلتها الصغيرة لتقول:هيا بنا.
تحدث قائلا: مضى شهر
ردت بضيق: نعم شهر
أمير:حسنا سنوصلك لمنزلك ونذهب بعدها للفندق لقد حجزت هناك ولن نقلق راحتك لمنزلك.
ريحان:لا طبعا اوزجي ستبقى معي.
اوزجي:وبابا؟
سكتت ريحان وهي تنظر إليه ليقول هو:افعلي ما يريحك لن اضغط عليك بشيء اريد فقط ان اكون قريبا منك واراك ليوم واحد فقط وهذا يكفيني، لم أجد غير اللقاء دواء قبل الإصابة بعلة فراقك
سكتت كعادتها.
أمير:اسمحي لي أن اوصلك رجاء ليس لشيء، لكن بحاجة في نفس يعقوب فقط.
ريحان:حسنا لا بأس.
فتح باب السيارة لها ولطفلته وانتظر حتى ركبتا ثم انطلق.
سألته ريحان وهما بالسيارة:لكن كيف عرفت مكاني.
أمير:اتصلت بالخالة وسألتها
ريحان:طبعا ومن غيرها سلطانتي
أمير:لكنني لم اعتذر لها ليست بالبيت ساذهب إليها حين تعود.
ريحان:ستذهب لاحقا اصلا هي ليست غاضبة انها الطيبة بحد ذاتها.
أمير:فعلا.
اوزجي:بابا انا جائعة.
أمير:عيوني انت سأحضر لك اكلا جاهزا بعد قليل.
ريحان:لا طبعا ستذهب معي واطعمها من اكلي وبيدي واحممها وامشط شعرها ونلعب ونحكي قصصا ونرتل قرآنا ونضحك وكل شيء.
اوزجي:تعيش ريحان تعيش
أمير:اي لا فائدة من وجودي
اوزجي:ستحضر الاكل وتدفع هذا هو دورك.
أمير:شكرا 
اوزجي:عفوا‌ وابتسمت بطريقتها العفوية الجميلة
أمير لريحان:وانا متى انول شرف تمشيط شعرك؟
سكتت حينها واعتدلت بمكانها خجلة.
وصلوا بعد حين للمنزل ونزلوا...
دخلت ريحان وخلفها اوزجي تمسك بيدها أما هو فلم يفعل،انتبهت إليه لتقول:تفضل
أمير:لا اريد ازعاجك لتبقيا انتما معا وانا ساذهب للفندق لارتاح هناك وفي الغد آتي لأخذكما ونسافر معا، هكذا سأطمئن وحين تعودسن أرسل معك جوناي.
ريحان: لا يوجد داع لكل هذا.
أمير: رجاء، هكذا سأطمئن عليك رجاء.
ريحان:لا لمشكلة تفضل ارتح قليلا واشرب قهوة واذهب بعدها.
أمير:اي انك ستصنعين لي قهوة من يديك؟ والله اريدها وبشدة لآخر مرة.
ريحان:ممكن فقط لأنها آخر مرة، حسنا ادخل ساحضرها سريعا.
أمير:سأحضر حقيبة اوزجي واعود حالا.
لكن هناك من كان يراقب كل شيء من بعيد.
دخل أمير وجلس في الصالون سعيدا واخيرا لم يطرد من ذلك المنزل لا بل دعته بارادتها وبكل رغبة.
جلس وبجانبه طفلته بينما هي فقد توجهت لغسل يديها ثم إلى المطبخ مباشرة لصنع القهوة له.
نظرت اليه الصغيرة لتقول:اذهب عند زوجتك واستغل الفرصة هل ساعلمك كل شيء تحرك.
أمير:ستغضب
اوزجي:لا لن تفعل لو كانت ستغضب ما دعتك اصلا
أمير:حسنا
اوزجي:انتظر ثم عدلت شعره قليلا لتكمل:هكذا احسن اميري.
كانت تحضر القهوة وهي تفكر به وبعودته إليها رغم كل ما حدث،دخل بهدوء كي لا تحس لكنها انتبهت لتقول:أمير اتريد شيء؟ 
أمير:أردت أن استغل وقت غيابك في تاملك.
استدارت وعادت لقهوتها خجلة بينما هو فقد كان واقفا خلفها لا يزال ينظر اليها بحب.
كانت تحس بنظراته تلك حتى أنها بدأت بالتوتر منها لتقول بصوتها الهادئ:هل ستبقى تنظر هكذا من هناك.
ابتسم واقترب ليقوم فجأة باحتضانها.
تجمدت للحظة لكن لم تبعده تركت نفسها لحظنه واخذت نفسا عميقا لتقول بخفوت:أمير ستسكب القهوة ولن نستطيع شربها.
أمير:لا يمكنني، لقد احرقني الشوق ولا اريد الا قربك انت اريد ان احتضنك كل حين،انا اشتاق اليك وانت هكذا بين ذراعي فكيف ان كنت بعيدة عن مرآي.
لمعة عيونك قاسية لا ترحمني،اتعلمين؟
أشارت ببصرها وهي لا تزال بين ذراعيه:ماذا؟
تمنيت لو أن خالقي حين خلق عيونك السوداء خلق قلبي الخافق من حديد لانه الآن اسيرك يتخبط اسير ذلك السواد وتلك اللمعة التي يعشقعا،لو حاولت ان اصف لك الآن مافي قلبي لك من حب لنفدت كل اوراق العالم وما كفت حبي لك،انت الاحمر والابيض والأخضر والأزرق والأصفر وكل الوان الزهور بالنسبة لي انت اغلى مااملك.
كانت تاخذ نفسها بصعوبة شاقة وهو يضمها ويهمس بتلك الكلمات ،تحس بدقات قلبه في صدرها هي،،تملك كل كيانها وهز عرش كبريائها،نظراتها كانت ابلغ من الكلمات تركت الحديث لمشاعرها ونبضها.
ليس بينها وبين الهوى شأن ولا عداوة، إنما حفظت قلبها لحلال يحب الله، فأحبها أمير وحببها فيه، وهنا تسقط كل القرارات، رفعت الأقلام وجفت الصحف، لم ينتبه كلاهما للقهوة التي سكبت على الموقد.
أدركت أن كل قراراتها التي أقرت بها لثلاثين يوما وتسع وعشرين ليلة ذهبت هباء منثورا وأنها بأول همسة منه ضعفت، لم تبتعد تركت نفسها لحضنه تركت نفسها لشوقها الذي استقبله بزفة عريس، هزم قلبها عقلها، انتهت المعركة ووقع أحد أسيرا والآخر منتصرا، أيقنت أنها مولعة بزوجها عشقها حلالها سكنها وسكينتها ذلك حقها الذي شرعه الله لها حضنه وليس فيه بأس، كم رفضت ذلك الحضن وكم كرهته وكم قرفت منه كم ارادته وكم تمنته وطلبته واخيرا تحقق ما تمنته وهي الآن عشق الحالمة.
تركا نفسيهما لدقات قلبهما ولنظراتهم التي تبعث عشقا، لم يقترب كي لا يصاب بلوعة الرفض، كله يطلبها لكنه كتم شوقه واكتفى بقبلة جبين، قبلة رغم خفتها إلا أنها رتبت شتات قلبه الذي عاناه، تلك اللعنة التي رافقتها لشهور عدديدة انتهت بقبلة جبين،
قبلة رقيقة جعلتها تهيم به حبا، اخذت منه الامان الذي فقدته وشوقها الذي اتعبها تلك الليالي كما كان هو بنفس الحال لربما اكثر.
لكن نادت اوزجي فجأة من الداخل:بابا بابا.
انتبها لنفسيهنا اخيرا ولتقاربهما ليفك ذراعيه عن خصرها ويقول:ماذا هناك صغيرتي؟انا قادم.
انتبهت ريحان للقهوة اخيرا لتطفى النار من تحتها وتقول:ضاعت القهوة دون أن نحس 
ثم خرجت وتوجهت للصغيرة انحنت اليها لتقول:ماذا حدث صغيرتي؟
اوزجي:رأيت رجلا ضخما في الحديقة وخفت.
أمير:انتظري سارى من؟ لربمى شخص من من هنا
خرج سريعا لكن لم يجد أحدا ثم عاد ليقول:لا أحد حبيبتي
ريحان:لا تخافي ربما شخص مر من هنا لا اكثر.
اوزجي:حسنا ربما.
أمير:اين القهوة؟
ريحان:سكبت فوق النار.
أمير:لا بأس في يوم آخر لقد أخذت جرعة من الطاقة تكفيني لسنة لا احتاج لشيء آخر.
خجلت من كلماته تلك ما جعله يقول:إما أن تتوقفي عن نشر الوان الربيع فوق وجنتيك أو أنني سأتهور واخطفك.
ريحان:آه عيب اوزجي هنا
اوزجي:لا تهتمي أنا لا أرى ولا اسمع ولا اتكلم
انحنت وقبلتها لتقول:مجنونتي انت.
اوزجي:لكنني لا أزال جائعة.
ريحان:ساغير ملابسي واذهب لتحضير الاكل حالا وانت أمير ابق لتناول الطعام ثم إن شىت ذهبت للفندق.
امسكها أمير من ذراعها ثم امسك يدها ليقول:لن نتعب انامل الحرير سأحضر اكلا جاهزا.
ابتسمت وقالت:لا اريد ان تعبك.
سكت هو عن الكلام وأبقى نظره عليها يطالعها بنهم وكأنه يراها لتوه لكنها منذ زمن أمام عينيه لكن ماذا يفعل بقلبه الذي يشتاق إليها حتى وهي أمامه فناظرته هي باستفهام وقالت:مابك؟
أمير:كيف يمكنني أن أفارقك غدا؟ 
ردت بتعلثم: نحن، يعني
أمير:يعني ماذا يا حميرائي
هربت من الحديث في ذات الموضوع قائلة: لو أصنع الطعام بنفسي ولا حاجة لاتعابك بالذهاب والانتظار هناك مطولا.
ابتسم ورد:تتهربين إذا لا بأس لا تقلقي، هو يوم واحد أردته معك وكنت أعرف أنك كريمة لكن اطمئني، ما قررته سيكون.
ريحان: مجرد اقتراح قلته.
رد مبتسما:ولكن انا اريد ان اتعب لاجلك.
ريحان:حسنا كما تشاء لن أناقشك يبدو أنك مصمم
أمير:ومن قال لا تناقشيني بالعكس ناقشيني وناقشيني وأسمعيني صوتك ثرثري ولا تتوقفي أبدا.
ريحان:ماذا يعني هل أنا ثرثارة؟
ضحك مقهقها: انت لست كذلك أيتها النجلاء، ولو كنت كذلك كل شيء منك احبه.
ابتسمت وانشرت حمرة على وجنتيها فسر هو و وهمس:هل هذا خجل؟ ان هذا اللون يأسىني كلما رأيته على وجنتيك
كانت اوزجي تنظر إليهما مذبهلة علهما ينتهيا من عشقهما ويتحرك والدها الذي منذ ساعة قرر الذهاب ولم يفعل لتقول بتأفف:اوووه أستنتظركما كثيرا أم ماذا؟بابا منذ ساعة قررت الذهاب لو ذهبت لكنت أحضرت الاكل وعدت.
نظرا إليها معا ثم انفجرا ضاحكين على حالهما فتحدثت ريحان لأمير قائلة:اعجبك هكذا تركنا الصغيرة تنتظر كثيرا
أمير:انت السبب 
ريحان:أنا وماذنبي أنت من وقف ساعة يتحدث
أمير:وجنتيك القرمزيتين هما السبب
ريحان:حسنا الآن يجب أن تذهب
نظر أمير لاوزجي وخاطبها قائلا: حبيبتي هيا اختاري ما تريدين وأنا سأذهب سريعا للمطعم لأحضره وأعود
اوزجي:مممم دقيقة لأفكر
أمير:فكري حبيبتي لك كل الوقت ثم همس لريحان:على الأقل أسرق بعض النظرات منك وهي تفكر
ريحان:هششش عيب
اوزجي:حسنا بابا مارايك ببيتزا؟
ريحان:بيتزا بيتزا انا أيضا أحبها وأريد
أمير:اذا بيتزا للأميرتين وأنا تحت أمركما أنتما فقط أطلبا وتمنيا.
ريحان:حفظك الله لنا من كل شر
تنهد أمير براحة ورد:دعاء جميل جدا أكثري منها كي تحميني، ها واي الاذواق تفضل الأميرتين؟
اوزجي:أنا أحب البيتزا بذوق الجبن والفطر واطلب منه أن يزود الجبن قليلا لانني أحبه
أمير:تحت أمرك أنا،وأنت ريحان أي ذوق تفضلين؟
ريحان:سآخذ بيتزا بالجبن والفطر ايضا كما تريد اوزجي كل ما تحب الصغيرة احبه أيضا.
أمير:وبأمر الأميرة الثانية أنا
نظرت إليه بحب هل هي بحلم أو علم؟هل هذا هو نفس الرجل الذي عرفته قبلا؟هل هذا هو ذلك الوحش الذي لم تر منه في تلك الأيام إلا الظلم والقسوة والوحشية؟ نعم نفسه لكنه تغير لأجلها وقد غفرت له ولا تكن له إلا الحب ولا تطمئن إلا بقربه
أمير:وانا مثلكما سآخذ بيتزا بالفطر والجبن لن اتاخر ملاكي ساعود 
اوزجي:ها ولا تنس الكولا بابا حبيبي
أمير:وهل يصح أكل بيتزا دون كولا لن أنس طبعا شقيتي أنت،أنتما لا تلعبا أي شيء دوني ها ساعود سريعا
ريحان:في انتظارك نحن.
أمير:حسنا جميلتي اهتما بنفسكما
اوزجي:بابا هيا هيا اذهب 
أمير:حسنا ذهبت
مشا قليلا ثم التفت ليقول:انا رجل محظوظ حقا لدي ملاكان بدل الواحد
اوزجي:بابا لا تنس الكولا حبيبي
أمير:لا لن انس
ريحان:في انتظارك.
خرج أمير وتوجه للمطعم لاحضار البيتزا بالاذواق التي طلبتا منه.
مر وقت بعدها توجهت فيه ريحان لغرفتها لتغيير ثيابها بينما اوزجي كانت تشاهد افلام كرتون في الصالة،ولأول مرة تقف كانثى عادية امام خزانتها تفكر بما سترتدي واي شيء يحبه هو واي لون،وهل سيعجب بهذا للفستان عليها ام ذاك؟ قلبت في خزانتها وقلبت ولم تجد حلا فملابسها التي كانت تعجبها أصبحت غير مرضية بالنسبة لها لتجلس عند طرف السرير وتقول:اف اي لون يحبه ياترى حتى هذه ولا اعرفها؟كل تلك الفساتين باهتة تشبه فساتين العجائز،والله احترت.
مممم سانادي اوزجي ربما تساعدني فهي تعرف ما يحب والدها،اوزجي صغيرتي تعالي قليلا وساعديني.
اوزجي،غريب لم لا ترد
خرجت سريعا اليها لتطلبها لكن توقفت عند باب الغرفة صعقة.
ليقول:مارايك بالمفاجأة عشق؟
امتلأت عيونها دمعا وارتعد جسدها رعبا لتقول:اتركها
لقد كان زوج عمتها يمسك باوزجي ويضع السكين عند رقبتها وهو يغلق فمها.
حاولت ريحان الاقتراب ليصرخ بها:اياك والا انهيتها هنا.
عادت للخلف لتشتد أنفاسها خوفا حتى كادت تختنق واتسعت عيونها اكثر واكثر لتقول بهدوء هذه المرة:اترجاك أن تتركها.
احمد:لن افعل ولا تحاولي الاقتراب.
كان اوزجي تنتفض بين يديه تحاول فك نفسها،نظرت إليها بهلع لتقول:حبيبتي لا تخافي كوني قوية ولا تخافي لن يحدث شيء انا هنا صغيرتي انا هنا لكن اوزجي كانت تبكي بحرقة لشدة خوفها.
نظرت إليه بغضب لتقول:ماذا تريد من طفلة بريئة اتركها؟
احمد:اظننت انني ساتركك انت وعشيقك تهنآن بمنزلي؟ باحلامك.
كانت ريحان تبكي بحرقة لكنها استجمعت شجاعتها وقالت:اتركها وخذني مكانها ماذنبها هي ماذا تريد منها؟
احمد:ساعذب والدها واحرق قلبه بفقدانها ذلك الحقير أنه يستحق.
ريحان: خذني مكانها إذا انها طفلة ثم اقتربت خطوتين
أشار إليها بسكينه سريعا ليقول:ولا خطوة والا انهيتها امامك
ريحان:لا تتهور اسمع اطلب ماشئت سيعطيك أمير المبلغ الذي تريد فقط اتركها ولا تؤذها لطفا.
احمد:ماذا هل القطة الشرسة أصبحت وديعة لاجل ابنة عشيقها؟
منذ متى تترجيينني يا جميلة؟
كانت ريحان تبكي بمرارة وكل جسدها يرتعد :فقط اتركها وخذني بدلا عنها اترجاك هي صغيرة لا دخل لها باي شيء اترجاك اترجاك
احمد:باحلامك هي من يلزمني ولست انت ثم استدار ليخرج بها وهو لا يزال يقفل فمها بيده.
ثارت ريحان لحظتها كالبركان الذي ان هاج دمر كل ما حوله لتركض ناحيته سريعا بكل ما تملكت من قوة وتقول:اتركها يا حقير ثم دفعته بقوة ليسقط أرضا لتسرع وتفتح الباب بعدها لاوزجي وتقول:اركضي حبيبتي اهربي فقط اهربي ولا تلتفتي خلفك.
اوزجي:وانت؟
لكن هنا دفعت ريحان اوزجي للخارج لتقول:انا احبك صغيرتي فقط كوني قوية ثم أقفلت الباب لتترك نفسها رهينة له بالداخل.
صرخت اوزجي خارجا وهي تبكي لتناديها:ريحان افتحي لن اتركك افتحي
صرخت بها وزوج عمتها يقف أمامها لتقول:اركضي حبيبتي اركضي ولا تنظري خلفك.
بدأت اوزجي بالركض باتجاه الطريق تنظر هنا وهناك وهي تبكي وتنادي:بابا بابا اين انت بابا؟
وقف احمد أمامها بسكينه ليقول ضاغطا على أسنانه:ابتعدي من امامي والا انهيتك دون رحمة
أسرعت واقفلت الباب وسحبت المفتاح رغم الهلع ورغم الخوف الذي تملكها ورغم التوتر الشديد الذي هي به والحيرة التي أصابتها فلا تعرف ماذا ستفعل لتقول صارخة به:لن تؤذها ولو كلفني ذلك روحي.
احمد:اذا انت أردت ذلك ليركض ناحيتها مباشرة لكن أفلتت نفسها منه وهربت باتجاه المطبخ ليلحق بها سريعا ويقول:لن اهنا حتى ارميك مثل الكلاب بدمائك.
ريحان:ايها الحقير انت نكرة حشرة لست سوى جبان متعفن.
كان أمير لحظتها عائدا إلى بيت ريحان مبتهجا عائدا الى لعائلته الصغيرة عائدت للدفئ والسكينة ولجمعة اميرتيه،لكنه تفاجأ باوزجي جالسة عند قاعدة الطريق تضم ركبها وتبكي بحرقة.
ضغط على الفرامل سريعا ما جعل السيارة تهتز حتى كاد يضرب رأسه بمقودها لكنه امسك نفسه ونزل سريعا إليها مرتعبا وقد كاد قلبه يقع ارضا،رمى نفسه أرضا عند ركبتيها لتحتضنه هي سريعا وتقول:بابا انا خائفة.
أمير:ماذا هناك حبيبتي ماذا حدث؟لم انت هنا ولم تبكين واين عشق؟
اوزجي:سيؤذيها بابا سيؤذيها لقد قالت اركضي ولا تلتفتي وراءك قالت أنا احبك واقفلت الباب.
أمير:من يكون؟
اوزجي:رجل شرير ابي وضخم جدا 
وقف سريعا وحملها لكنه كاد يقع أرضا لهول ما سمع،كانت روحه تحتضر حينها فقد ادرك ان من هناك هو احمد الذي كان يحبسه،نبضه في وسط البركان وهو بعيد شق فؤاده لحظتها لمجرد فكرة انها تاذت لكنه استجمع قوته واسرع للسيارة وفتحها ليضع صغيرته هناك ثم أخذ يمسح على شعرها ويمسح دمعها ليقول:ابقي هنا ولا تذهبي لاي مكان تمام ساعود حبيبتي ساحضرها واعود
اوزجي:انا خائفة بابا
أمير:لا تخافي حبيبتي انا هنا كوني قوية مثلها كما علمتك لن يحدث لها شيء وأنت كوني قوية صغيرتي.
اوزجي:انا احبك بابا
أمير:وانا احبك ملاكي هيا اعتدلي.
اقفل باب سيارته وتوجه راكضا للبيت.
دخل الحديقة سريعا اما هي فقد كانت بالمطبخ ترمي زوج عمتها بكل شيء أمامها ما جعل الزجاج ينتشر بالمطبخ بينما الآخر يحاول الامساك بها.
حاول أمير فتح الباب لكنه لم يستطع ليبدأ بخلعه،سمعت الصوت لتنادي بصرخة قوية :اميير 
احس أمير حين سمع صوتها أن روحه تسحب منه ما جعله يضرب الباب بقوة جبارة حتى خلعه.
ركضت محاولتا الفرار من قبضته لكنه باغتها وشدها من شعرها وأدارها إليه لكن هنا امسكه أمير من كتفيه ورماه أرضا لينزل عليه ضربا وهو يقول:تستقوي على امرأة ياجبان 
احمد:انت الجبان ولست أنا لا تنس ما صنعت انت
واصل أمير ضربه بكل قوة وغضب بينما الآخر لم يتمكن من الافلاة من بين يديه،ضربه وضربه والآخر يئن لكن توقف فجأة توقف حين سمع صوتها توقف حين اخترقت كلمتها فؤاده فقد نادت بصوت تعب:أمير
نظر إليها ليجدها واقفة والدم ينزل من بطنها وهي تضع يدها على مكان الجرح فقد تمكن زوج عمتها منها وأصابها.
ترك الرجل وأسرع إليها وهو يردد:لا لا لا حبيبتي لا يمكن.
وصل إليها وما أن فعل حتى ارتمت بين يده ودماؤها تنزف أرضا.
امسكها من الوقوع ونزل بها أرضا ليقول:حبيبتي ستكونين بخير ستكونين بخير ابقي معي عشق.
استغل احمد الوضع ولاذ بالفرار سريعا.
كان يحاول تمالك دمعه وارتعابه وهو يحتضنها إليه قائلا:انت لن تتركيني لن اسمح لك بذلك لن اسمح.
رفعت يدها الملطخة بدمائها لتضعها على وجنته ولمستها بحُنُو وابتسمت ابتسامة حوت عشقه الذي تملكها رغم الألم رغم الإنكسار إلا أنه لا سلطان على الحب، تأملته وهو يصرخ قائلا:ابقي معي لا تتركيني،لا يمكنك ظلمي وتركي،اعرف اذنبت لكن لا تعاقبيني بتركك لي،اياك أن تفعليها بي عشق لن اسامحك إن فعلت، ليحتضنها بصدره اكثر.
الحضن، إنه الشيء الوحيد الجسدي بين البشر الذي يلمس روعة الروح، أن تترك نفسك وكل ما يؤلمك بين ذراعي من تعشق، أن تترك نفسك وكل ما يؤلمك له.
نظرت إليه مطولا، طالعت أمير الذي غيرته، أمير الذي أحيت فطرته بتوفيق الخالق، أمير العاشق لعشق، تمنت لو كان أول لقاء لهما مختلفا، وياليت الحياة بالأمنيات، ثم تحدثت بصوت خفيض بالكاد يسمع وقالت سرا:لقد س
نطقت حرفا وسكتت...
صمت ليس في محله، كزائر مفاجئ أتاه وعلى غفلة نازعه الدار.

قد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أي كلام.

إلى هنا تنتهي حلقة الليلة من رواية #عشق
قراءة ممتعة♥️


الفصل الثالث والعشرون من هنا 

تعليقات



×