رواية عشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم كنزة



رواية عشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم كنزة 






الحلقة االثالث والعشرون من رواية #عشق
عنوان الحلقة: فقط الحب ... هو القادر على هزيمة أعتى الجبابرة ، حتى دون سلاح ، لم يخطيء من قال أنه سلطان ..

انتِ كل عمري وابتهاجي وفرحي ، عيونك نجوم سرمدية حُرِّمَت أن تضئ لغيري ، فأنتِ هديتي وهمساتي وهيامي ، أنتِ شعوري الخاص ونسختي الروحية علي هيئة إنسان ، فلكلّ قلب روح ، وروح قلبي أنتِ يا عشق...يا ملاذي اللطيف يا من سكنت عندها روحي ووجدت فيها طمأنينتي،شروق شمسي وبشرلي بميلاد يوم جديد سعيد وغروبي الأزلي الذي يخبرني بأنك يومك التعب انتهى ها قد حان الوقت لتعود راكضا قبل أن يتمكن منك الظلام لذراعيها فتكن وتهدأ.
جميعنا نخلق على فطرتنا في هذه الحياة لا نعلم منها شيء غير الأصوات التي حولنا ولا نعرف منها بشرا غير الأب والأم لكن حين نكبر ونعرف الحياة جيدا نأخذ نصيبنا مما كتب لنا،أحدنا يأخذ نصيبا من الحزن كبيرا والآخر فرحا،أما أمير فنصيبه كان السعادة وهي...

القسم الأول:

جن وفزع لم يدر كيف يخرج من كابوسه،صرخ بوجهها: ريحااااااااااان عششششششششق لالا ياربي لا ثم حملها بين ذراعيه وهو يبكي دما ودموعه تنزل على وجنتيه التي اكتست إحداها حمرة دمائه ليركض بها خارجا كالمجنون بينما كانت اوزجي تجلس في السيارة تبكي بشدة يكاد نفسها ينقطع من البكاء ليصرخ أمير راجيا منها أن تفتح باب السيارة فاسرعت وفتحته له ثم وضع ريحان برفق بجانبها بالخلف وطلب منها أن تضغط علي جرحها ، ثم أسرع هو ليقود السيارة ولكن اوزجي ما زالت تنظر له وهي تبكي ثم تنظر لريحان لتتذكر قولها "حبيبتي لا تخافي كوني قوية ولا تخافي" ثم مسحت دموعها وحركت يدها الصغيرة التي كانت ترتعش لتضغط علي موضع الجرح كما طلب منها والدها، صحيح خائفة لكنها تشجعت ثم همست بصوتها الأجش قائلة: حبيبتي كوني قوية لا تتركينا ، بينما أمير يقود وهو يبكي بقوة لا يستطيع أن يتوقف ليعقب علي كلام صغيرته قائلا بصوت متحشرج من أثر البكاء : أجل حبيبتي قوية لن تتركنا اوزجي،لا نستطيع بدونها ثم وجه نظره لها ليقول : يا عشق يا عشقي رجاءا كوني قوية فنحن لا نستطيع بدونك وكيف نستطيع وانت النفس والحياة ، ثم وقعت عينه علي ملامحها الباردة وشفتيها الزرقاء التي تدل على فقدانها الحياة......!!!!!!
ليهرول بسرعته وقبضة قوية تعتصر قلبه تنتزعه انتزاعا من داخل ضلوعه وشعور قاسي بالوحشة والخوف يسكنه، وصل إلي مستشفى بسرعة مذهلة أكل الأرض بعجلاته تاركا خلفه رائحة الإطارات المحتكة بالطريق، ولكنه كان يشعر أن الطريق لا ينتهي ،نزل و حملها لتخرج اوزجي راكضة خلفهم ،دلف المستشفى يجوب الارض بكل قوته ليصرخ بعلو صوته:
ساعدونااا ، ليهب الأطباء والممرضين إليه وسرعان ما أخذوها من يده ولكنه ظل يتوسل إليهم ان ينقذوها ودموعه شلالا علي وجنتيه ،نظر خلفه ليجد طفلته تبكي بل منهارة ليفتح لها ذراعيه فركضت إليه ،كلا منهما احتضن الآخر ليصبره ويستمد منه قوته ،حولت ريحان لغرفة العمليات بينما ظل أمير واوزجي يحتضنان بعضهما بقوة فأجهشت اوزجي بالبكاء حين نظرت لآثار دمائها عليهم، تماسك وحاول اسكاتها لكن لم يستطع، طال انتظارهم ومرت حوالي ساعتين ومازال أمير محتضن طفلته ومازالت تبكي في حضنه.. لم يزل هو نظره من علي باب غرفة العمليات متلهف لخروج أحد يطمئنه عليها و يهدئ من روع قلبه، ازداد بكاء طفلته لهول ما حدث معها ليضمها له أكثر وقال محاولا تهدئتها : ستكون بخير، أنا متأكد فقلبي يقول أنها ستعود إلينا ، ثم وقع نظره علي يده الغارقة بدماء معشوقته وملكة روحه ليقول في نفسه : غاليتي ، ربما روحكِ هي الشيء الوحيد في طرفي من هذا العالم منذ ذاك الوقت ، أعلم انني كنت منذ أول لقاء لنا وحشاً قاسي القلب وصديق الخيبات الصباحيّة وسبب ظلمة لياليكي ، غاليتي ، لقد كثرت خيباتي في تلك الحياة حتى جئت بضياء عينيك ونقاء روحك لتنتشليني من هذا الضياع ، واعلم جيدا أنني سبب خيباتك المتتالية منذ لقائنا الأول ولكنني لن أتحمل فقدانك للمرة الأولى ولن أتحمله الآن بل صرت اقبل ببعدك ولكن لن اسمح بفقدانك أبدا ، فقدانك يشبه ليلةٌ ممطرة كئيبة بدأت ببعضِ الضباب في الجو والكثير من الغبار بداخلي ويكمن الضجيج كله في جوفي عزيزتي ، لا تتركيني وتسلميني للصراعات الكثيرة مع نفسي وتأخذي روحي التي بداخلك.
مر ذلك الوقت بثقله على امير وطفلته ليخرج الدكتور بعد حين،ركض أمير ناحيته بسرعة ليقول:دكتور أخبرني فقط انها بخير ولا غير ذلك،لا تقل شيء إن كان غير ذلك.
الدكتور:بخير زوجتك قد تجاوزت الخطر الحمد لله جرحها كان عميقا لكن لحسن حظها لم تتأذ أعضاؤها الداخلية بفضل الله.
نظر امير الى فوق ليخرج تلك الزفرة مع غصتها ويقول:الحمد لله والشكر لله لم تفعلها لم تتركني عشقي لم تقتلن*ي، ثم اسرع لطفلته واحتضنها بسعادة وسط دموعهم ليقول:الم أخبرك انها قوية وتحبنا ولن تتركنا؟
ضمته وهي تضحك فرحا لتقول:حمدا لله بابا حمدا لله هي كذلك فعلا أنا اثق بك وبها ايضا.
الدكتور:حسنا سيدي يمكنك الآن رؤيتها لكن لن تستيقض الا بعد مدة يجب أن تنتظر.
أمير:انتظرها عمرا المهم أن تكون بخير.
الدكتور:عن اذنك الآن وحمدا لله على سلامتها.
أمير:شكرا دكتور.
انصرف الدكتور ليعود هو لطفلته ويحملها ويقول:الآن يمكننا أن نبتسم.
باعصاب تكاد تنهار من شدة التوتر والانفعال وبقلب يخفق بعنف داخل قفصه الصدري حتي أن صدى صوته يكاد يصم أذنيه من صوته الهادر، وبأنامل مرتعشة فتح باب الحجرة ودخل بخطوات حثيثة ترتعد من فرط الاثارة والقلق ، اقترب من الفراش وجلس ببطأ يراقب ملامحها الملائكية الرقيقة المجعدة بالألم ، خفق قلبه بجنون وهو يراها امامه ويتذكر كلام الطبيب انها بخير
وضع يده علي يدها بحنان وقال : ستكونين بخير ، أعلم فقلبي هو من أخبرنى وانت قلبي يا عشق ، ستكونين بخير وتنيرين الدنيا وتفتحين عينيك من جديد ، افتحي عينيك لتعود إلى روحي يا كل روحي ، وكأن عيناها امتثلت لكلامه وكأن له السيطرة عليها... فتحت عينيها بتثاقل لينهض ويقبل راسها وهو يتنفس بعمق قائلا : كنت متأكد أنك ستعودين إلي ولن تتركيني ولكن دمعة خائنة نزلت من عينيها ولكنها حرقت قلبه ليرجع خطوتين للخلف، عاد خطوتين فهوى في حفرة جوفها نار، عميقة لا يرى فيها ولا يستطعم إلا الفراع، كان واقفا منذ زمن على شفى تلك الحفرة، عاش وتعايش بشكل طبيعي وحين كان قاب قوسين أو أدنى من أن يفارقها وقع.. دمعتها هزمته فقال بحزن وأسى : اعدك أنني سأذهب ولن أؤذيك بعد الآن، ما سببت لك غير الأذى والألم، شفاؤك ببعدي وأنا راض بذلك، لا تبكي، سأذهب، ثم التفت ليذهب مقررا أن يستقل قطار اللاعودة، مقررا أن يصنع من ذكرياتها الجميلة مجسما يؤنسه في ليالي الفراق، لا يعرف كيف ستمر لكنه لن يعود.
قبل أن يضع قدمه في ذلك القطار أمسكت يده، همست "عد رجاء" فتألمت ولكنها لم تهتم بألم جسدها فهو لا يساوي شئ امام ألم قلبها، أغمض عينيه وتنفس بعمق ثم استدار إليها بنظرة مستفهمة رف قلبه فرحا، خفق بشدة، تأمل ولولا الأمل ما مضينا قدما في طريق كله أشواك، باتساع عيونها نظرت إليه، شيء من الطمأنينة لامس قلبه فكن، لم تطل حيرته حتى طمأنته أكثر حين رددت بصوتها بصوت حفيض : لا تترك يدي
صمت لدقائق يحاول الاستيعاب ثم اقترب قليلا بخطى هاجسا فابتسم وقال : أسامحتني يا عشقي؟
ذلك الذي سعى إليه دهرا.
 نزلت دموعه رغما عنه لحظتها ما تمناه وسعى حافيا لأجله حصل لحظتها، تلك الوهلة هي الأهم بعمر أمير تارهون وما أجملها ولا سعادة ستضاهي تلك اللحظة، ليضمها إلي صدره بقوة ولو كان بإمكانه أن يدخلها داخل أضلعه لفعل دون تردد ليطيع قبلاته المجنونة والمتفرقة علي مقدمة راسها بكل حب واشتياق ويدفن وجهه في عنقها طالبا الطمأنينة التي ضاعت منه فتركته يتخبط في غياهب الآه والتيه لتحتضنه بدورها وتضمه إليها بكل قوة أتتها في تلك اللحظة وكلا منهما يبكي فرحا بحضن وقرب شقيق الروح وسبب النفس ونبض القلب وراحة الفؤاد،ضمها وبكى وبكت وبكى وبكت ثم نظر بعمق عينيها الدامعتين ليقول: هنا بدأ كل شيء جميل بيننا وهنا ولد حبنا من جديد، إنما الحب ما ثبت، وعلى مبسمك ثبت قلبي وتعلقت بك روحي.

 نجلاء في اتساع عيونها حبات من لؤلؤ لم تتحمل فذرفتها فرحة، ثم بالإيجاب أماءت لحبيبها الذي الآن لن تخجل أمام نفسها وأمام كل البشر أنه حبيبها وزوجها حلالها، ما عاد للخوف وإشارات العار وجود بحياتها وهاهي تعلن أنها حرة وأنها سامحته وغفرت ليس فقط غفرت لا بل عفت وما عادت تتذكر الذي حدث قبلا.
ناظرته قليلا باكية وأشارت إليه بنعم لقد فعلتها ورحمته لقد فعلتها وردت إليه روحا جديدة لقد فعلتها ورزقته السعادة لتردف بخفوت:نعم هنا بدأ كل شيء جميل بيننا هنا حياة جديدة وهنا ولدنامن جديد هنا سيتحرر الحب الذي دفناه في قلوبنا وينطلق لتزهر حياتنا،وهنا فقط تنفست عشق.

لقد استطاعت طيبتها أن تتغلب على غضبها وألمها وتلك الذكريات، شجاعة كانت لأنها واجهت وانتصرت، لم تخرج بغنيمة بل خرجت من حربها الضروس بقلب سليم لا يحمل هما ولا كرها ولا ضغينة، وذلك الفوز العظيم في الدنيا، واستطاع هو بحبه لها أن يجعلها تغفر له ما ارتكب وتسامحه على كل الذي صنع، أمير آخر واقف أمامها سعيد، كأول مرة ضحكت له نجلاءه، سعيد كأول مرة صلى بها.
اعتدل قليلا بجانبها وهو لا يزال يذرف دمعه الذي اجتمع في مقلتيه قدر ما ذرفت هؤ بتلك الايام مرة واحدة ثم احتضن رأسها بصدره اكثر وبكل قوة ليوزع قبلات متفرقة على شعرها ثم زفر براحة مردفا:ابكي هيا أخرجي الثقل الذي بداخلك ابكي كي ترتاحي فلا سبيل لتنزعي ذلك الغضب الذي سكنك والذي كنت سببا فيه الا بالبكاء، فزادت هي من احتضانه بكل ما أوتيت من قوة، إنه حبيبها الذي هي اختارت أن تحرم نفسها منه لكن لا سبيل لشفائها إلا هو، أما هو فأكثر شيء كان يرغب فيه في الحياة أن تسكن هناك.
بكت وشهقت بين ذراعيه فتركها تخرج كل الالم الذي عشعش بداخلها و اكتفى بالمسح على شعرها، لمسة فيها راحة، ذلك المكان الذي كانت تكن له كل الكره هاهي الآن تجد سكنها وطمأنينتها به.

جميل أن تجد من تحب لكن الأجمل أن تجد فيه صدرا ترمي ألمك هناك حين تتعب فيستقبلك بكل ود ويفسح لك المجال أن تتحرر من كل قيودك بهدوء وكما تحب فتهدأ بالأخير ويطمئن قلبك وكأنك لم تحزن قط.
فصلت عناقه أخيرا ونظرت في عمق عينيه هذه المرة دون خوف ودون تردد فناظرها بعيون محبة أيضا ومد يده ماسحا دمعها التي تذرف من مقلتيها وتنتهي عند شفتيها بغزارة ليتنهد ويقول:اسمعيها لي فقط، أريدها أريد أن تطلقي تلك الكلمة من شفتيك حرريني من أسري عشق وارحمي ضعفي ورجائي ها قد أتيت إليك معلنا استسلامي وأنني من دونك لا أستطيع المضي بعد الآن ولو خطوة واحدة فقط قوليها.
تاملته وهي لا تزال تبكي بدمع صامت ثم لامست لحيته برفق بالكاد تمرر أصابعها عليها لشدة ألم جرحها ثم تحدثت قائلة:
قال تعالى"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" ليشتد دمعها اكثر ثم استجمعت نفسها وأخذت نفسا عميقا لتكمل:واني عفوت حتى يبلغ العفو منتهاه وإني سامحتك وليس لك في قلبي غير الود.
ظن أنه قابل للترك والنسيان لكن 

وضع جبينه على جبينها،والقلب يرف لقلب الثاني والروح تتشبث بالاخرى، كيف نست ألم جسدها ذاك؟ لا تدري، لكن البأس زال لبرهة فعلتا، التقا القلبان بعد مرارة الشوق شهورا وانطوى دهر الفراق، كلمات أعادت بها ما يسمى سعادة لامير، سامحت الجميلة الوحش واعادت الألوان الزاهية لعالمه،بث الانس في نفسيهما معا وطردت الاحزان وارتاحت الروح المتعبة، وهاهو الوحش يعود أميرا ليس بقبلة سخيفة كما في الأساطير بل بعشق حلال مبارك من رب السماء.

مرت أمامها كل تلك الذكريات الموجعة مكللة باصفاد من نار تجر السلاسل خلفها وذهبت شيء فشيء حتى اختفت عن مرآهم ليستقبل الحبيبان الربيع بكل ماهو جديد وجميل وبهي.
بقيا كذلك وقتا لاشيء يهمسان به غير الدموع التي تلي الدموع وكانهما يبكيان لاول مرة بحياتهما، كانت تتالم لكنها وجدت العافية،كان صدرها يهتز لكنها وجدت السكينة،كان يحترق لكنه وجد منقذه،كان يختنق لكنه وجد النفس، وهكذا وهكذا حتى باحا بصمت كل ما أرادا قوله وكل تمنيا فعله وكل كره وكل غضب وكل شوق وحب وكل شعور اجتاح فؤادهما بتلك الايام الطويلة التي مرت سنونا عجاف انزاح.
تنحى جانبا وابعد عنها قليلا مرغما فقط كي لا يؤذيها فهو لو كان بقدرته لادخلها داخله واطبق عليها ليمسك يدها ويضعها عند قلبه ويقول:اتحسين به؟
خجلت واماءت بالإيجاب تهرب بعيونها عنه،
أمير:اليوم فقط أحس بنبضه
ابتسمت بتلك العيون الدامعة لتقول:الحمد لله
تنهد وقال:الحمد لله 
اعتدلت قليلا لكن تألمت بشدة ليقول بخوف:ايؤلمك؟
ريحان:قليلا فقط ثم فزعت فجأة فتألمت وأصدرت ذلك الأنين الذي أرهقه لتكمل: أوزجي
أمير:اهدئي اوزجي معي انها في الخارج تنتظر خافت كثيرا أن نخسرك، أنت كل عائلتنا عشق، ساحضرها لحظة فقك
ريحان:اهي بخير؟
أمير:بخير بخير طفلتي قوية مثلك، او لنقل تعلمت منك 
ريحان:اسرع واحضرها أمير اريد ان اطمئن على حالها.
خرج عند الباب وادخلها إليها يحملها بين يديه.
نظرت الى ريحان لتقول:انزلني بابا.
انزلها لتقترب منها قليلا صامتة حزينة
ابتسمت ريحان فاطمأنت أوزجي وتحدثت حينها قائلة بأسى:آسفة لم استطع حمايتك
أشارت إليها قائلة:اقتربي تعالي.
اقتربت منها لتحتضنها قليلا ثم قالت:بل انا من يجب أن تتاسف لانني عرضتك للخطر لو تاذيت كنت ساجن حينها ثم قبلت رأسها لتكمل: أنا بخير وانت بخير وبابا هنا سيحمينا ولن يؤذينا أحد مرة ثانية صحيح بابا؟
كانت كلمة بابا كنسمة صيف ضربت وجهه الملتهب،نظر إليها مبتهجا ليقول:صحيح يا امنا الصغيرة افديكما بروحي ولا أتردد.
هربت بعيونها يمنة ويسرة خجلة ثم استجمعت شجاعتها لتقول:نريدك معنا.
اقتربت منه اوزحي وامسكت يده لتجذبه ناحية ريحان وتقول:انا احبكما احبكما بهذا الحجم ثم فتحت ذراعيها على مصرعيها 
انحنى إليها واحتظنها وقبلها ليقول:ونحن نحبك بقدر الكون انت ملاكي ليقترب ويمسك بيده ريحان ويقبلها ايضا ويكمل:أما انت فوجهك هو الشيء الوحيد الذي يأخذني مني، ويغرقني فيه، لطالما كانت ملامحك هي الطمأنينة لقلبي، أعود إليها وأحبها كل مرة دون كلل أو ملل.
تأملها وهو لا يزال يمسك بيدها تلك والصغيرة تمسك يده بحب بعد ان زال كل الخوف الذي احتواه قلبها قبل ساعات لتدخل عليهم الخالة عائشة سريعا وهو كذلك، نظرت اليه ريحان باستفهام لتقول:من اخبرها؟
أمير:انا
اسرعت الخالة نحوها قائلة بهلع:طفلتي حبيبتي الغالية حمدا لله على سلامتك لقد ارتعبت بشدة بعد أن سمعت الخبر. يعني اغيب عنك يوما يحدث بك هذا؟
ريحان:اهدئي سلطانتي أنا بخير بخير.
نظرت الى أمير بغضب لتقول:واين كنت انت ها؟
أمير:انا؟
ريحان:خالة، ثم أشارت لاوزجي
نظرت الخالة لاوزجي لتنحني إليها وتقول:يا قطعة السكر، انت اوزجي صحيح؟
مدت اوزجي يدها وسلمت قائلة:مرحبا خالة
الخالة عائشة:يا عيون الخالة، ما اجملك ملاك صغير يتحرك على الأرض بالتأكيد لا تشبهين اباك.
ابتسم أمير بخجلته وحمحم لكنه لم يتحدث بل اكتفى بالابتسام وحسب.
الخالة عائشة:لعلمك لازلت غاضبة منك.
أمير:لكن لماذا خالة ؟
ريحان بخفوت:أمير لطفا لا تبدأ
أمير:حسنا حسنا بأمرك أنا
الخالة:أحضرت معي بعض الملابس النظيفة لك صغيرتي لتغيري ملابسك وترتاحي اكثر.
أمير:شكرا خالة ساتولى المهمة والبسها
ريحان:ماذا؟
الخالة:تتولى ماذا؟
اوزجي:بابا هذه امور الفتياة لا تتدخل
الخالة:هيا أخرج سريعا هيا 
أمير:حسنا وليكن سانتظركم خارجا ثم مشى يتافف ليكمل:الله الله ولم لا اغير لها انا أليست زوجتي؟
الخالة:سمعتك ها
أمير:خرجت خرجت.
ساعدت الخالة ريحان بالوقوف ثم توجهت للحمام لتغيير ملابسها اوزجي:حسنا سانادي بابا
الخالة:انتظري صغيرتي قبل أن تناديه اريد مساعدتك
اوزجي:تفضلي
الخالة:ايتها العسل كم انت مؤدبة اسمعي يجب أن نعذب اباك قليلا كي يعرف قيمتها ولا يتركها ثانية
اوزجي:ولو أنه سيتعذب لكن لا بأس نحن النساء يجب أن تكون لنا قيمة عالية نحن اميرات لن نرضى بغير هذه المنزلة.
الخالة:اتفقنا اذا
اوزجي:تمام كفك
الخالة:كفك
خرجت ريحان تتماشى ببطئ لتجدهما كذلك لتقول:ماذا هناك؟على ماذا اتفقتما؟
اوزجي:نحن مممم اتفقنا كيف ندلل الأميرة ريحان.
ريحان:مممم لست مطمئنة لكن لا باس.
عدلت الخالة ريحان بمكانها لترتاح قليلا،عاد حينها أمير للغرفة ليقول:اغيرت ملابسك حبيبتي؟
ريحان:اها غيرتها
الخالة:اسكتي انت ممنوع الكلام
ريحان:لماذا؟
الخالة:لا تظن اني ساسامحك بسهولة انا لست ريحانتك الغبية ستتعب كثيرا لتنال رضاي.
أمير:ماذا هناك خالة؟منذ ايام كنت طيبة ماذا تغير؟
الخالة:كم ريحان لدي انا اتظن انني سانسى ما صنعت بها،لا والله وستعاقب ايضا.
نظر أمير لابنته مستفسرا لتقول:لا تنظر إلي هكذا تستحقها يا ابن جافيدان 
أمير:هكذا اذا حتى انت ضدي انا والدك يافتاة اهنت عليك بسهولة؟
اوزجي:لا تستعطفني أمير بيك لأنني لا أتأثر هكذا علمتني الحياة
أمير بغضب مصطنع: علمتك الحياة؟ كم عمرك حتى تعلمك الحياة؟ عشق قولي شيء.
الخالة:انت صه، إياك أن تتدخلي
ريحان:سكتُ سكت وها هاهي يدي على فمي
أمير:حسنا موافق لكن سابقى لاعتني بها.
الخالة:باحلامك هيا أخرج سريعا ولا تعد هيا.
أمير:اها لم كل هذا؟
الخالة:بدون نقاش والا حرمتك منها نهائيا.
أمير:هكذا اذا هيا اوزجي لا مكان لنا هنا ليس لنا غير حضن بعضنا.
كانت ريحان تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة ليقول:اضحكي اضحكي بالتأكيد انت مستمتعة.
اوزجي:لن اذهب معك بابا سابقى مع الخالة وريحان احضن نفسك بنفسك
أمير:لا حول ولا قوه الا بالله يعني انا المذنب الوحيد هنا صح؟لا احد يحبني انا
اوزجي:الى الامام در أمير بيك.
أمير:حسنا حسنا.
الخالة:انصرف من كل المشفى لااريد رؤيتك هنا اتسمع ولا تشغل بالك لشيء انها ابنتي انا وليست ابنتك ونصيحة لوجه الله انسها هذا افضل لك.
أمير:اخخخ أخخخخ صبرا يا الله.
اوزجي:مع السلامة بابا دعواتي وقبلاتي ايضا.
تحايلت النجلاء على ألمها وردت تدافع عنه: حرام لم كل هذا كسرتم خاطره
الخالة واوزجي:انت هشششش ياحنون.
خرج أمير متذمرا ياكل نفسه غضبا ليتوجه الى حديقة المشفى وهو يردد:الله الله انتظرت شهورا لتسامحني و أعانقها دون قيود والآن اطرد بخجلتي ماذا يحدث هنا؟وابنتي بدل أن تساند والدها وقفت ضده اف اف.
استوقفه بطريقه الشرطة لاستجوابه عن أمر الحادث فأدلى بشهادته وابلغ عن زوج عمة ريحان على أن تأخذ شهادة ريحان لاحقا.
مر وقت بعدها واظلمت القرية وحل الليل....

كانت الخالة لا تزال هناك مع اوزجي لتقررا اخيرا مغادرة المشفى والعودة للبيت تاركين ريحان كي ترتاح اما امير فقد بقي بالحديقة يراقب خروجهما لكنهما تاخرتا ليظن حينها انهما ستناما بجانبها فتحدث بضيق:سابقى هنا ولن أغادر حتى اتمكن من رؤيتها.
مشت الخالة واوزجي متوجهين للخارج كانت اوزجي تمسك بيد الخالة لتقول:لا أثر له يبدو أنه غضب وذهب يبدو أننا قسونا عليه
الخالة:لا أنه بالحديقة لا محالة لن يذهب أنا متأكدة وانت لا تحنني قلبك سريعا يجب أن نلعب باعصابه قليلا.
اوزجي:انا معك خالة.
الخالة:هيا ستبقين معي سأحضر ثيابك من بيت ريحان ونذهب لمنزلي ساحكي لك ققصصا جميلة قبل النوم ايضا.
اوزجي:اذا اعطني قبلة.
الخالة ضاحكة:بالوراثه
اوزجي:لم افهم
الخالة:لا شيء حلوتي لا تهتمي.
خرجتا للحديقة فرآهما ما إن خرجتا من بابه، كان يراقب كل ذلك الوقت ثم قام من مكانه واختبأ عن أنظارهما وبقي يراقب.
ابسمت الخالة وتحدثت:اها الم اقل لك أنه هنا؟ هيا حبيبتي لنغادر ونتركه معها قليلا، لا بأس هي نائمة وغدا نطب عليه فجأة ويحلو العقاب.
اوزجي:انت شريرة.
الخالة:شريرة بكل فخر لكن لحظة اي سر بك جعلني احبك هكذا مع أن والدك غليظ لا يدخل القلب بتاتا.
أعادت اوزجي شعرها للخلف وتحدثت بثقة:جمالي
الخالة:هيا تاخرنا على والدك سيرجمنا لو اطلنا اختباءه.
انصرفتا بعد أن اخذتا سيارة أجرة ليطمئن قلبه على صغيرته بعد أن اخذتها عائشة بينما هو فقد توجه سريعا لمحبوبته بلهفة.
كانت بسريرها مستلقية، استفاقت من نومها فوجدت نفسها لوحدها، طالعت المكان فأحست بوحشة، ألمها تزايد لكنها كعادتها تتحمل ولا تئن، ثم أغمضت عيونها تحاول النوم مرة أخرى لكنها كانت تفكر به فزفرت بضيق مردفة:لم ذهب ولم يعد؟ اغضب حقا؟ ايستسلم بهذه السهولة؟اف خالة ماكان يجب أن اسمح لها بأن تقسو عليه، في النهاية انا سامحته.
 بقيت لحظات كذلك ليدخل عليها فجاة حتى أنها فزعت لتقول:افزعتني أمير.
أمير:يعني هكذا في الوقت الذي اتلهف فيه لضمك تطردونني؟
ريحان:وماذنبي انا هي من عاقبتك؟
أمير:وكيف هنت عليك وكسرتي قلبي دون رحمة؟
ريحان:لا تبالغ
سحب كرسيا وجلس أمامها ليقول:يعني بالنسبة لك شي عادي أن يكسر قلبي الذي ينبض لك واطرد للبرد والمطر واتجمد واموت وتترملين بصغرك؟
أسكتته بأصابعها قائلة بجدية:هشش لا تذكر الموت ثانية، ثم اين المطر حبيبي الجو جميل في الخارج.
اتسعت عيونه ورقص قلبه سعادة لكلمتها التي باحت بها لأول مرة،  
وسط ألغام الحواس كبر حبه لها، ومن بين مآسيها بعثرت حروفها لكن استطاعت أن تستخلص تلك الكلمة، بهمسة منها عثر على السعادة.
 تحدث فرحا بيقول:ماذا قلت ماذا قلت؟
ريحان:انا ماذا قلت ؟قلت الجو جميل.
أمير:لا قبلها 
ريحان:قلت لاتذكر الموت
أمير:لا بينهما
ريحان:اميييير رجاء ثم هربت بعيونها منه.
قام من مكانه حين خجلت وجلس على حافة السرير ليقترب منها ويضمها برفق إليه ثم قبل جبينها بعمق وقال:ااخبرتك من قبل انك بمثابة مطلع الفجر الاول لتائه اسمه أمير كان يدمن العتمة؟
ريحان:لا لم تخبرني
ابتسم ليقول:ها انا أخبرك اذا، وساخبرك ايضا بأنني احببتك كما لو أنه لم يخلق كره في الكون بتاتا ولم تلامس قلبي طمأنينة ابدا كالتي لامسها حين... ثم رفع يدها وقبل اناملها ليكمل: حين لامس نعومة يدك،قبل تلك الانامل بحب بينما هي فقد كانت خجلة لدرجة لم تتمكن من النظر بعيونه لحظة لكن حين حرك يدها تألمت قليلا ورغم أنها تحملت إلا أنه بدا على ملامحها، انتبه هو لحالها ليقول:
هل آلمتك؟
ريحان:ليس انت بل جرحي.
قام من مكانه وعاد لكرسيه وجلس مربتا على كتفها برفق ثم وضع يده على جرحها برفق وتحدث بخفوت: آسف.
ريحان:لم الاسف شيء طبيعي، جرح جديد وسيتعافى كما تعافى قلبي.
أمير:شكرا لانك منحتني الحياة، شكرا لانك انرتي دنياي وصرفت العتمة عنها،لطالما كان وجهك الشيء الوحيد الذي يأخذني مني بتلك الليالي لاجد به السلام لروحي المختنقة.
ابتسمت وبقيت تتامله ويتاملها وتلك العيون تشع بكل جميل يجوب فؤاد العاشقين، لم تستطع مجابهة عيونه لكثرة استحيائها لتاخذ بعدها نفسا عميقا عل حرارتها تنخفض قليلا ثم تحدثت لتقول:
أمير تذكرت،ط شيء، قد كان هدف احمد الحق*ير خطف اوزجي، لقد قال بأنه يريدها ليحرق فؤادك ولم أكن انا هدفه.
أمير بغضب:ذلك الحقير سأجده وادفعه ثمن كل ماعاشته اوزجي من خوف وثم كل قطرة دم نزلت منك ودمعة وارتعاشة خوف عشتها.
ريحان:لكن لماذا يريد أن يثار منك احدث شيء بينكما يومها؟
تعلثم أمير حينها وهرب بنظره منها ليقول:وماذا سيحدث حلوتي اصلا من اين أعرفه انا؟ بالتأكيد هدفه ابتزازي للحصول على المال لا اكثر.
ريحان:ربما رغم أن حقده عليك كان باد من كلماته حتى خلت أن هناك ثأرا بينكما ،لم يكفه ما اذاقني واذاق عمتي المسكينة من قهر ومر والآن يعود ليقتحم حياتي بحقارته ويبغي أذية احباب قلبي.
وضع يد على وجنتها ولامسها بحنية ليقول:انا مدين لك بعمري كله انت أنقذت ابنتي ووضعت نفسك رهينة لاجلها بكل شجاعة كما عهدتك
حركت رأسها مع حركة يده لتقول:وما نفع حياتي دونها؟
ابتسم ليقول:دونها فقط؟
ابتسمت دون رد ليكمل:اجيبيني والا عاقبتك بطريقتي
ريحان:مممم يعني ما نفع حياتي دونكما ارتحت الآن؟
أمير:لا ينقص شيء آخر
ريحان:وماذا ايضا؟
ابتسم واقترب مقبلا وجنتها المزهرة فجأة ثم تحدث قائلا :ترياقي
تحدثت متألمة:اوووه امير يكفيك استغلالا للفرص.
أمير:انا زوجك قرة عينك انسيتي؟، لا بأس رضينا والآن هيا اعتدلي لتنامي وترتاحي حبيبتي.
ريحان:وانت اين ستنام؟
أمير:هنا بجانبك على الكرسي اعرف سيؤلمني ظهري وتتشنج عظلاتي ورقبتي لكن لا يهم فداك ايضا ليمسك يدها ويقبلها ويكمل:انامل الحرير هذه سحرية بلمسة واحدة ستعالجني.
سحبت يدها لتقول:لا تبالغ ليس لهذه الدرجة ثم اعتدلت قليلا ليقول:ساساعدك.
اقترب وساعدها كي تتحرك قليلا جانبا ثم قالت: تعال هكذا
أمير:كيف؟
ريحان:ستنام بجانبي
أمير:لا يمكن لا يتسع انا ولن ترتاحي
ريحان:بل يتسع يتسع 
اعتدل أمير بجانبها ليقول:سبحان مغير الاحوال منذ أيام رشقتني بالقرميد وانت تطردينني.
ريحان:‌لا بأس سيأتي غيرها ايضا انت معاقب يعني كلها ليلة وتكون الخالة عند راسك.
اعتدل ووضع رأسها بصدره وهي لا تزال تتحدث ليقول:هكذا،ايضا خالتي عائشة قاسية يعني لو حرمتني من النفس اهون من حرماني منك ساحادثها غدا ونسوي الأمر.
ريحان:لا انصحك ان قالت ستعاقب ستعاقب ولا مكان لتهرب إليه غير اسطنبول عزيزي
أمير:أها يعني انت تقولين اذهب وعد ادراجك من حيث أتيت واستسلم 
ريحان:بالطبع لا وهل أجرأ على فراقك
أمير:جيد إذا هكذا عشقي لا تقدر على فراقي
ريحان:تخيل مرة حين كنا صغارا كنت العب انا ومحمد داخل المنزل بالكرة.
أمير:اها وماذا بعد؟
أكملت:الخالة طردتنا للخارج كي لا نكسر شيء لكننا عدنا للداخل سريعا لان الجو كان باردا ومع الأسف كسرنا قطعة أثرية كانت هدية لها من جدة محمد والدتها.
بدأ أمير مبداعبة شعرها بلطف وهو ياخذ من عبيرها ويحتضنها بكل مشاعره ليكمل:وماذا بعد؟بالتاكيد نلتم عقابا
ريحان واي عقاب؟ ربطتني انا وهو بشجرة الحديقة
 انفجر ضاحكا وقال:
أكملي....
كيف تغير كل شيء؟ 
من المكان نفسه الذي غربت فيه شمس عواطفه أشرقت من جديد على الأمل، مثلما غربت بداخله أشرقت، لكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها.






القسم الثاني:

عادت السعادة إلى عالمهم عادت وطرقت الباب فاستقبلتها ريحان أجمل استقبال ورحبت بها لتجعلها من أهل الدار لا ضيفا فقط بل أقامت عندها دائما،إنه الأمل الذي ما فقدته يوما إنه اليسر الذي آمنت به أنه سيأتي بعد العسر، وهاهو الفرج قد أتى فأصبحت الضحكة لا تفارقها لحظة وتلك التفاصيل القاسية التي كانت تؤذيها صارت ترغب فيها وترغب في عيشها بكل لحظاتها لا تنقص منها شيء.
واصلت كلامها وضحكاتها المشتركة هي وأمير كما يشتركان لمعة الحب التي يرسلها كل واحد منهما لقلب الآخر.
ريحان تكتم ضحكاتها:ليتها اكتفت بذلك فقط وأبقتني مربوجة في الشجرة كان أهون.
أمير:لماذا ماذا فعلت بعد؟
ريحان: لقد اخخخ جرحي آلمني من الضحك لا أستطيع أن أتحمل
أمير بهلع:على مهل على مهل حبيبتي لا تؤذي نفسك لا سمح الله توقفي عن الحديث والضحك رجاء
ريحان:لا لا مجرد وخز أنا بخير ألا تريد أن تعرف تفاصيل العقاب الفضيع.
أمير:هههه ما دام فضيعا تحدثي أريد طبعا يكفي أن أرى ضحكتك لكن لا تتعبي نفسك رجاء حبيبتي ها
ريحان:تمام تمام
أمير:أكملي إذا أسمعك جميلتي.
ريحان:تخيل فقط لقد قامت بدهن العسل على وجوهنا أنا ومحمد
أمير:عسل هههه كيف خطر على بالها؟
ريحان:هذه الخالة عائشة يخطر على بالها كل شيء المهم تفعل ما يروقها ولا تنهزم
أمير:أكملي وماذا حدث بعدها؟ شوقتني
تعالت قهقهتها حين تذكرت لتقول: ياويلاه ياويلاه وألف يا ويلاه من الذي حدث لنا.
أمير ضاحكا:لا تقوليها
ريحان:نعم نعم الذي ببلاك تماما، كل الحشرات التي تعرف والتي لا تعرف السوداء منها والبيضاء والحمراء والخضراء والغير الملونة حتى الطائرة والزاحفة أتت زيارة لنا والتمت على وجهينا، كلها لك كلها في كفة ولسعات تلك النحلات في كفة أخرى ولك أن تجرب لسعة النحلة في انفك أمير اوووه تؤلم حقا.
انفجر أمير ضاحكا عليها وهو يتخيلها لتكمل هي ضاحكة:والذباب يععع 
أمير:والذباب ايضا؟ لا يمكن والله هذه الخالة قوية حقا لا يقدر عليها أحد صراحة أحبها رغم أنها قاسية أحيانا لكنها امرأة بألف رجل.
ريحان:ممكن ممكن توقع أي شيء منها إنها الملقبة بالمرأة الفولاذية وقد يحدث الأسوء أيضا.
أمير:اف لهذه الدرجة؟
ريحان:قل أكثر الكل يخافها بالقرية ويحسب لها الف حساب، وانت جننت جنونها وتلقى ما ستتلقى أمير تارهون أنا لن أتدخل بشيء لأكن صريحة معك منذ الآن، أضف إلى ذلك خالتي لا تقبل بالواسطة ها
أمير:وليكن لاجل زوجتي اتحمل أي شيء وأعرف أن ما تقولين من وراء قلبك فإن رأيتني مربوطا بجذع شجرة تأكل الحشرات وجهي مأكد لن تسخي بي وستحررينني.
ريحان:اها قلتها ستتحمل اذا لا تتذمر وتطلب العون اتفقنا؟ولا تأمل بأن أحررك لأني ساعتها سأربط بجانبك اتفقنا؟
أمير:اتفقنا ولو أصلا عقاب وأنت بجانبي ما أحلاه.
ريحان:احلم إذا
امير:صغيرتي أنت والآن هيا نامي.
انتبهت لحالها تلك وانها داخل صدره لترفع رأسها قليلا خجلة تكتسي حمرة عند تلك الوجنتين لتتحولا لحبتي كرز كبيرتين تلفت كل من يراها الحمرة التي يعشقها هو فبقي يتأملها بنهم فابتسمت ابتسامة رقيقة لتقول:انا .....لا تؤاخذني لم أحس
لكنه أعادها الى صدره سريعا وضمها محققا حلمه الذي تمناه شهورا وهو أن تنام على نبض قلبه ويشم رائحتها فقط وهي بين يديه ليقول:هذا مكانك منذ الليلة اسمعت؟ واداعب خصلات شعرك الحرير هذه التي لطالما تمنيتها وتخيلت نفسي هكذا أداعبها كل ليلة واترك أطراف أصابعي تنساب مع كل خصلة وكأنني عند ملامستها ملكت الدنيا وما فيها،احلامي الآن تتحقق امامي هيا اقتربي اكثر كي احس بانفاسك الدافئة تضرب وجهي إنه شعور جميل لم أجربه قبلا 
اعتدلت قليلا و تركت نفسها لنبضها الذي ينجذب نحوه كالمغناطيس لتضع رأسها بحضنه كما طلب وتمنى وكما تمنت هي أيضا مرات ومرات ليقول:اذا سنبدأ من جديد عشق.
ريحان:نعم
أمير:لكن قبل هذا اريد تكملة الرسالة
ريحان:اي رسالة
أمير:التي امضيت بها على شهادة سجني الابدي.
ريحان:ممممم اريد ان انام أمير اشعر ببعض التعب 
أمير:اهربي لكن سيأتي يوم وتعترفين.
ابتسمت الجميلة ثم رددت اذكارها وهي تستمع لنبض قلبه وتتذكر ذلك اليوم اليوم الذي استفاقت فيه فجأة ووجدت نفسها بين يديه لتردد بداخلها:سبحان ربي ما اعظمك كنت اهرب منه والآن اريده،احلامي الآن أمام مرآي والمسها حقيقة،اي امان هذا احتواه صدرك امير؟لم اشعر بمثل هكذا سكينة قبلا،احس انني اسابق السحاب وانا اقفز بينها فرحا، لتنام بعد دقائق فقط.
واصل مداعبة خصلات شعرها بيده حتى نام هو ايضا وهي بين ذراعيه.
حل الصباح....
فتحت عيونها اولا لتجد نفسها لا تزال نائمة بصدره،تاملته قليلا وأخذت نفسا عميقا وكان الروح ردت للجسد لتبتسم في وجهه لكنه لا يزال نائما،انتبهت بأن الشمس قد اشرقت لتبدا بالتحرك قليلا لتهرب من حضنه قبل أن يستفيق ،احس على حركتها ليفتح عيونه وما أن فعل حتى تظاهرت بالنوم،نظر إليها وابتسم ليهمس باذنها:صباح الخير ايتها الشمس،لا تتظاهري بالنوم كما حدث اول مرة حين نمت بين ذراعي في المشفى اعلم انك مستيقضة،فتحت عيونها متسعة واعتدلت لتقول:الله الله ومن قال لك انني كنت مستيقضة حينها؟ لقد كنت اغط بنوم عميق وايضا ضربة راسي يومها جعلتني اهلوس وارى اشياء وافعل أشياء دون وعي.
أمير:وماذا فعلت ليلتها؟
ريحان بضيق: ماذا تريد امير؟
زفر براحة ورد: أريدك أنت فقط كوني دائما بجانبي لتدخل هنا الممرضة الغرفة.
نزل أمير من جانبها سريعا بخجلته لتقول الممرضة:صباح الخير سيدتي
ريحان:صباح النور
الممرضة:يجب تعقيم جرحك وتغيير الضمادة لك ثم نحضر لك الفطور.
أمير:سأنتظر بالخارج اذا.
غيرت الممرضة الضمادة لريحان وخرجت لكن أمير ذهب ناحيتها سريعا لطلب شيء منها ثم عاد سريعا حيث عدلها بمكانها فقد كانت تتالم قليلا بعد تعقيم جرحها.
حضر الفطور حينها.
قرب أمير الطاولة منها ووضعها أمامها،نظرت إليها متفاجئة لتقول:أهذا افطار مشفى ام افطار ملوك؟
أمير:هذا افطار سلطانتي عشق.
نظرت اليه وابتسمت باشراق وأبلغته ما بقلبها من تلك النظرة، اقترب من اذنها ليقول يهمس:كيف لمقلتيك بأن تحتضن هدوء الارض وفوضاها في آن واحد؟
ريحان:آ يعني ثم نظرت يمنة ويسرة ثم حكت حاجبها وهي تعيد شعرها للخلف بهدوء لتقول:اشعر بالجوع.
أمير:حسنا ولي مهمة اطعامك لن تلمسي شيء.
ثم جلس وبدأ باطعامها من ذلك الفطور المنوع من كل شيء وقد حضر لها خصيصا.
كان يطعمها وهو يتاملها يشتهي احتضانها دون تركها،تناولت هي قطعة توست ووضعت عليها بعض المربى لتقول:تناول قليلا 
لم يتردد لحظة ليمسك بيدها ويقبلها اولا ثم تناول قطعة التوست تلك لكن لسوء حظه وما أن فعلها حتى دخلت عليه الخالة واوزجي لتقول:امييير، ما جعل تلك اللقمة تعلق بحلقه حتى كادت تخنقه،اخذ يسعل بشدة وهي تصرخ به:الم اقل لك ممنوع الدخول هناإلى إشعار آخر؟وتاكل فطور المريضة ايضا يا....ثم انتبهت للصغير لتكمل:انهض سريعا هيا هيا لااريدك هنا.
ابتلع اللقمة بصعوبة لتناوله ريحان كاس العصير وتقول:لم تتأذ صحيح؟ أنت بخير؟
ارتشف قليلا من العصير ليقول:بخير بخير لا تقلقي حلوتي
الخالة:وكأنني لست موجودة 
انتبها إليها ليبتسم أمير ويقول:أكمل الفطور فقط سلطانتي.
الخالة:الى الخارج
رفع يديه وانسحب مستسلما إلى الخارج مرددا:خرجت خرجت
اوزجي:صباح الخير بابا ومع السلامة
أمير:
الخالة:لا تنس دفع حساب المشفى كي نخرج ريحان مساء سيد امير.
أمير:بامرك انا بامرك، واكمل متذمرا يتمتم.
الخالة:انتظر خذ مفاتيح بيت ريحان رحمة بك فقط ستبقى هناك اما طفلتي فستبقيان معي لينصرف بعدها غاضبا اكثر.
ريحان:لم تفعلان به كل هذا حرام
الخالة:انت اسكتي لا تتدخلي سنعاقبه يعني سنعاقبه وكذلك انت لم سمحت له بالدخول ها؟
ريحان:انا يعني....اوزجي تعالي تتناولين معي الفطور.
اوزجي:يبدو شهيا اتيت اتيت.
ذهب أمير وانهى اجراءات المشفى ثم خرج وتوجه لبيت ريحان كما طلبت الخالة ليرتاح.
بقي هناك يروح ويجيء يفكر بطريقة ليتخلص من عقاب الخالة بحرمانها منه ليرمي بجسده على اريكتها وهو يتافف ويقول:لا يمكن أن نبق هكذا لا يمكن ثم وضع يديه على رأسه واسندهما على ركبتيه ليذهب بصره فجأة إلى الرسالة التي ظهر جزء منها من تحت الأريكة.
نزل أرضا وازاح الأريكة قليلا ثم أمسك الرسالة بيده وردد بحيرة :هذه الورقة التي احضرها محمد على ما يبدو فاسمها عليها،جلس وفتحها هذه المرة وباشر بقراءتها دون تردد
(ريحان حبيبتي وابنتي التي لم ينجبها بطني اذا كنت تقرئين هذه الرسالة فمعناها اني انتقلت إلى الرفيق الأعلى هي بضع كلمات لا أكثر كان يجب أن تعرفيها منذ سنين طوال لكن ضعفي أمام براءتك منعني حلوتي أو لاناديك عشق كما كان يناديك والداك.
سامحيني ابنتي اعلم انني تاخرت بالحقيقة لكن ماعساي أن أفعل عشق انت لست ابنة والديك الحقيقية 
بل أنت طفلة متبناة احضراك والداك عند صغرك من الميتم وقاما برعايتك وتربيتك ورغم ذلك لم يصلنا منك احساس قط انك لست ابنة العائلة كنت خيرا وذخرا علينا...."الرسالة بالحلقة الاولى من القصة".
اكمل الرسالة وضمها باكيا خانه دمعه غلبه وجعه،انه سر يفتت الجبال الشامخات الى صخور متفرقة فكيف بقلب محبوبته الرقيق رقة اناملها؟كان ينظر لتلك الورقة التي وقع عليها أسفا حزنا كل الهموم اجتمعت عليه،اخذ نفسا عميقا ليلقي بنفسه على تلك الكنبة ايضا ويقول:ماذا لو وقعت بيدها ماذا لو قرأتها؟حبيبتي كيف سيمكنها تحمل كسر كهذا؟وكيف ستتحمل حقيقة انني اعرف هذه الحقيقة مسبقا؟كيف ساواجه عيونها إن علمت يوما؟هذا الحمل الذي على اكتافي ماعدت استطيع تحمله،كلما نظرت بعيونها اتالم،لا اريد ان اوجعها ولا اريد ان اخفي عنها هذا،انا بين نارين نار من هنا ونار من هنا اين المفر ياربي اين المفر،لا يمكنني دونها لا يمكنني خسرانها لا اتنفس دون عطرها،لا ابصر دون لمعة مقلتيها،عشق أمير ،عشق نبضي عشق كل شيء لي،كيف ساتحمل هذه الحقيقة لوحدي كيف؟
بقي بمكانه وقتا مهموما حزينا يحترق بنار الحيرة والندم هل يخبرها أم لا؟ستتالم لكن ليس بقدر الم اخفائه الرسالة وليس بقدر الم معرفتها بأنه يعرف حقيقتها قبلا،كان يتخبط بين أفكاره مترنحا يجابه تلك الرياح التي هبت فجأة لتنغص عليه فرحته بمحبوبته وكأن القدر كتب له أن لا تكتمل سعادته.
مر وقت طويل وهو مستلق بتلك الأريكة ليقوم من مكانه اخيرا يتحرك كالصنم الذي يدفع قصرا ليتوجه الى غرفتها صدفة لا غرفة اخرى،دخل إليها بعد ان قادته طيب رائحتها هناك،وقف عند الصور الموضوعة هناك حزينا ومن بينها صورة لها مع والديها وكانت تبدو سعيدة حقا بتلك الصورة،حملها ولمس وجهها ليقول:فجأة تعرف أن من عشت عمرك تحسبهم اهلك ليسوا كذلك,هههه الم تجد الدنيا غير هذه البريئة لتقسو عليها؟
اعاد الصورة لموضعها ثم توجه السرير ليحمل وشاح صلاتها بيده ثم قربه لوجهه وأخذ يشمه ويضمه تنهد حينها وقال:لا يمكن لايمكن أن اجابهك بشيء كهذا واخسرك لا يمكنني سادفن سري هذا معي في قبري وأقسم أنني سأكون لك الاخ والاب والسند ما دام في نفس، ثم وضع الوشاح جانبا وتوجه للمشفى لاخراجها من هناك.

سقته الفرحة الخذلان، أحس أنه ضعيف وأن حروف الرسالة سيدة الموقف والمعركة، توقف عن التفكير ما عاد يستطيع أن يمز الخطأ من الصواب.

وصل المشفى بعد مدة وقد كانت الخالة واوزجي هناك أيضا لتسريح ريحان وما ان دخل حتى تصادف بكمال واقفا عند مكتب الاستقبال يسأل عن شخص،اقترب منه ومد يده وسلم ليقول:كمال بيك؟
كمال:أمير بيك مرحبا
أمير:خير سيد كمال اراك بالمشفى؟
كمال:جئت لزيارة صديق هنا لكن مالذي احضرك انت؟
أمير:لقد تعرضت ريحان لحادث بالامس ومرت سليمة الحمد لله وقد اتيت لاخراجها من المشفى.
اتسعت عيون كمال ليقول:يارب سلم خير خير
أمير:الحمد لله
كمال:ايمكنني زيارتها؟
تردد أمير قليلا ثم قال:لا بأس انا ذاهب لغرفتها اصلا تفضل.
مشوا قليلا ليتوقف أمير ويقول:لحظة كمال بيك انتظرني ساسال عن شيء واعود.
كمال:تفضل
عاد أمير سريعا ليسأل الموظفة ويقول:آنسة الرجل الذي كان واقفا هنا عن أي مريض سالك؟
الموظفة:سألني عن المريضة ريحان تارهون باي غرفة تقيم؟
أمير:ماذا؟
عاد للخلف قليلا ليتحدث بداخله ويقول:اذا شكوكي بمحلها قدومه هنا لم يكن محض الصدفة،ماذا يريد من عشق ماذا؟كيف ساحميك يا جميلتي كيف؟وممن احميكي؟من نفسي او من تلك العين التي تتصرد بك شرا؟لن اسمح بأن تتأذ شعرة واحدة من خصلات شعرك ولو كلفني ذلك عمري كله.
ليعود بعدها ناحية كمال وقد تغيرت ملامحه كليا.
توجهوا للغرفة ودخلوا لتخرج اوزجي والخالة تاركين أمير وكمال مع ريحان لوحدهم.
اقترب كمال وسلم ليقول:حمدا لله على سلامتك
ريحان:شكرا أخي
كمال:من الجيد رؤيتك بخير أبعد الله عنك كل سوء
أمير:شكرا لك.
كمال:والآن عن إذنكم عندي عمل.
ريحان:بوركت يابيك 
كمال مبتسما:بارك الله فيك ثاني مرة أتمنى لك الشفاء العاجل، ثم انصرف مباشرة دون إطالة.
كان أمير ينظر إليه نظرة استفهام يحادث نفسه ويقول:لم يحوم كل حين حول ريحان ماذا يريد؟ما هدفه،لست غبيا لأصدقه ثم راقبه هكذا بعيونه حتى غادر الغرفة واقفل الباب وهو لا يزال ينظر ويفكر.
نظرت ريحان لحظات إليه فانتبهت أنه شارد لتقول:خير أمير مابك؟
عاد لواقعه بسماع صوتها وناظرها برهة ليبتسم قائلا:لا شيء عشق لا تهتمي حبيبتي شردت قليلا فقط
ريحان:كيف لا اهتم ألست زوجي إن لم أهتم بك بمن سأهتم إذا؟
أمير:الكلمة من شفتيك تبهج الروح
ريحان بحب: اقترب قليلا هيا اقترب.
اقترب أمير منها قليلا وهو يطالعها مبتسما فتظرت باستفهام لتقول:ماذا؟هل بكيت؟
أمير:لا طبعا لم سأبكي؟
مسحت وجنته بحب مبتسمة تبعث الطمأنينة في روحه وترمم كل ما خلف الزمن من خراب داخل فؤاده لتكمل:احس انك لست بخير لا أدري ربما أنا فقط أبالغ قليلا.
قبل يدها بحب ليقول:كيف لا اكون بخير وانت ستخرجين من المشفى وآنال شرف الاعتناء بك وتدليلك الذي طالما حلمت به أيضا؟
ريحان: ألاحظ ان أحلامك عظيمة تشمل الكثير من الأمور 
أمير:أريد ان أعيش كل التفاصيل معك حلوة كانت أم مرة ولا تنقص من حياتنا أي تفصيلة 
ريحان:لا سمح الله لن نعيش أي مرّ إن شاء الله
أمير:إن شاء الله وسينتصر حبنا دائما
ريحان:بالتأكيد سينتصر والدليل ها نحن الآن
أمير:معك حق
ريحان:ممم وبخصوص قد لا تنالها
أمير:كيف؟ لماذا؟ هل ستهربين أم ماذا؟ لعلمك أحبسك بين ذراعي طوال عمرك ولا أسمح لك بالهرب،ثم اقترب منها قليلا امنحيني شرف الفارس الذي أتى إليك راكضا فأنا أموت دون اكسيرهما.
اغمضت هي عيناها وتركت الأمير يستلم عرشه فهي أيضا تريد بشدة ولو لم تقل شيء لكن هنا دخلت الخالة عائشة عليهما وفصلتهما عن ما هما به فانتفض الإثنان في نفس اللحظة واستعت عيونهما يناظرانها لتقول هي على عجل:هيا أمير لا تستغل الفرص لنخرج من هنا وانت اذهب وأحضر السيارة لباب المشفى .
أمير:بامرك السمع والطاعة مولاتي ثم خرج من الغرفة متذمرا يتآكل من غيضه.
نظرت الخالة لريحان لتقول:اها مابه؟
ريحان:لا علم لي لربما غضب لما صنعته به
الخالة:لا لا يستحيل هناك أمر ما حدث معه غير مزاجه فجأة.
ريحان:خيرا أن شاء الله ساحلها انا لا تهتمي.
خرجت ريحان من المشفى ليتوجهوا بها لبيتها وما أن وصلوا حتى نزل أمير وفتح باب السيارة لمساعدتها لكن أسرعت عائشة لتقول:ستذهب لبيتي.
ريحان:لماذا؟
أمير:لماذا؟
عائشة:ستبقى معي هي واوزجي لاعتني بها انا لا انت وايضا يمنع عليك الاقتراب منها ورؤيتها انا لم أرض عنك بعد.
اوزجي:انا سابقى معهما بابا.
أمير:الله لله أنا والدك يافتاة
اوزجي:وماذا سافعل مع ابي؟انت ممل.
أمير:عشق قولي شيء
ريحان:هششش
ليتوجهوا بعدها إلى بيت الخالة تاركين أمير واقفا بالحديقة وحيدا محتارا.
التفتت الخالة إليه لتقول:أن لم تطلبها بالأصول لن تنالها أمير تارهون.
نظرت اليها ريحان دهشة لتقول:يطلب ماذا؟ نحن متزوجان.
الخالة:لا بالنسبة لي لستما كذلك حتى يأتي لخطبتك ويسير كل شيء باصوله.
ريحان:صبرا جميلا والله المستعان
الخالة:انت اسكتي لا تعرفين اين مصلحتك لن اسمح لاحد بأن يقول عنك كلمة سيئة دون أن يأتي من الباب كفخري لن يمتلكك اسمعت؟وسيطلقك وازوجك سيد سيده.
ريحان:سمعت سمعت لنر آخر عنادك هذا وانت لم تبتسمين؟
اوزجي:ههههه لأنك أصبحت غبية بسبب ما يسمونه الحب.
ريحان:انا غبية 
اوزجي:نعم انت وبابا ايضا 
ريحان:الله الله من اين اتت هذه الفتاة ياربي؟
اوزجي:لا تنسي انا ابنة أمير تارهون وايضا ليكن بعلمك انا لن احب لان الحب يجعلك سخيفا واحمقا.
الخالة:احسنت يا ابنتي هكذا اريدك ليس كالبلهاء ريحان
ريحان:انا بلهاء؟!
اوزجي:حين تبتسمين تلك الابتسامة الغبية لبابا تبدين كالبلهاء
ريحان:وانا ساصاب بالجنون بسببك وبسبب أمير تارهون.
مر الوقت وحل الليل...
كان بالحديقة يروح ويجيء والدم يغلي بعروقه يريد محبوبته لكن محبوبته في برج عال لاتستطيع النزول.
فكر وفكر بحل لكن لا مخرج ليدخل الى البيت بغضبه ذاك.
مر وقت على ذلك واشتد سواد الليل...
كانت ريحان تجلس بالغرفة وحيدة علها تجد بعض الراحة لكنها لم تجد ما أرادت تقلبت وتقلبت دون فائدة بلا نوم.
اما اوزجي فقد نامت بحضن الخالة ليلتها.
مر منتصف الليل حينها وهي لاتزال مستيقضة تفكر به حتى تعبت وذاقت نفسها ذرعا من هجران النوم مقلتيها لتقول بعد حين:هل نام ياترى؟لا اعلم من اين اتت الخالة بفكرة العقاب؟ يعني يستحقها لكن ليس لهذه الدرجة،ثم قامت من مكانها بخطا متثاقلة تضع يدها على جرحها تريد شرب الماء لكنها وجدته فارغا، فكرت في مناداة الخالة لكن تراجعت وقامت من مكانها وتوجهت لنافذتها فتحتها وطالعت بيتها قليلا لكن لا ضوء يشع من هناك ،اعادت الستارة بغضب لكنها تألمت بشدة ثم أخذت نفسا عميقا وقالت:انا افكر به وهو نائم كعادته لا محالة فعلا الحب يجعلك احمقا، ثم توجهت احضرت الماء وهي في طريق العودة سمعت حركة عند الباب للحظة ظنت انه زوج عمتها، توقفت مكانها برهة تفكر فأوجست في نفسها خيفة ثم اقتربت من الباب قليلا تسترق السمع لكن لا صوت صدر من الخارج، تشجعت قليلا ثم قامت بفتح الباب ونظرت لكن لا أحد بالخارج لتتقدم عند الباب قليلا لكنها لم تجد شيء ايضا، استدارت لتعود للداخل وما ان فعلت حتى حاوط خصرها واحتضنها ليقول بهمس:اشتقت لعشقي
شهقت لتقول:بسم الله.
أمير:هشششش سنفضح
ريحان:ماذا تفعل هنا يا مجنون ومن اين ظهرت؟
أمير:وهل ظننت أنني ساتركك تنامين دوني؟
ريحان:انصرف رجاء سنفضح
أمير:لا لن افعل ثم افلتها ولفها إليه.
ريحان برجاء: رجاء أمير ستغضب 
أمير:لكنني زوجك
ريحان:اعرف اعرف لكنها بمثابة ام لي لنرضها اولا.
أمير:حسنا لكن لن اذهب حتى الصباح.
ريحان:اميييير
أمير:لا
فكرت قليلا وهي تحك حاجبها لتقول:هيا دون أي صوت.
أمير:لا حول ولا قوه الا بالله يعني اقابل زوجتي كالسارق.
ريحان:هشششش.
أمير بهمس: اتعلمين؟ مهنة الحرامي ممتعة فيها تشويق اكثر من الهندسة المملة.
أمير:برأيك؟
ريحان:لطفا انصرف ستعود باي لحظة وتوبخنا.
وعلى حين غرة اقترب وحاول تقبيلها لكنها تألمت فجأة لتقول:آه جرحي أمير
اعتدل ليقول:ايؤلمك؟
ريحان:آه بسببك لقد تألمت لحركتك المباغتة لي.
أمير:آسف لم اقصد اذيتك حبيبتي.
ريحان:اميير لقد زاد الالم أمير ثم بدأت عيونها تذبل شيء فشيء.
اهتز جسده خوفا لرؤيتها كذلك ليقول:عشق مابك؟
نظرت لموضع جرحها ثم إليه لتقول بصوت مختنق:انه يؤلم أمير 
ثم نظرت اليه وتاملته ليغمى عليها فجأة وتبدأ بالسقوط لكنه امسكها بين ذراعيه مرتعبا ليردد بهمس:عشق حبيبتي ماذا حدث؟ابقي معي عشق لا تغمضي عينيك لا تغمضيها ياربي ماذا فعلت انا؟
ضرب وجهها برفق ليقول:حبيبتي افتحي عيونك لاجلي افتحيهما ولا ترعبيني
لكن لا رد منها ليحملها بين ذراعيه سريعا وكله رعب وخوف ثم ركض بها للغرفة ليضعها على السرير سريعا يحاول ايقاضها بينما هي لا تزال مغمضة العينين.
حاول ايقاضها من جديد لكن بدون جدوى.
ثم هم بالوقوف لجلب كلونيا لكن هنا تشبثت برقبته وفتحت عيونها وابتسمت.
نظر إليها نظرة استفهام ثم استوعب أنه مقلب منها ليقول:انت بخير صحيح؟
ريحان:هههه يا الهي لو رأيت وجهك وانت مرعوب ايها الدبدوب.
أمير:يعني كاد يتوقف قلبي للحظة وانت تمثلين؟
ريحان:اهااا
أمير:يعني لم تتالمي؟
ريحان:اها هي لا تزال متشبثة برقبته.
أمير:هكذا اذا
ريحان بدلع: اها
طالعها بمكر، سيدة قلبه وحسناءه تتدلل، عشق مختلفة عن التي قبلها، إنها تضفي على حياته بريقا وأملا وبهجة، توزع الضحكات في كل زوايا أروقة مدينة حزنه، لا ما عادت مدينة حزن إنها الآن 
للأعياد خلقت.

وما إن انحنى يريد الظفر بترياقه حتى سمعا حركة بالجوار لتنتبه لحالها فزعة وتنظر إليه ليقولا معا:الخالة عائشة
قام واعتدل ليقول:ستشويني ستشويني.
ريحان:اخرج اخرج سريعا انفد بجلدك قبل أن تراك وتربطك بالشجرة.
أمير:شجرة وحشرات؟ اين الباب من اين اخرج؟
ريحان ضاحكة:اسرع يا حضرة المهندس ستربطي بجانبك أيضا أن وجدتك هنا وتحمل حينها لسعات النحل يا ناعم البشرة.
أمير:حسابك لاحقا، ثم انصرف هاربا وخرج سريعا لكن ما ان وصل إلى باب حديقة منزل ريحان حتى نادته الخالة:هاي يا امير البحار انت.
التفت ليقول:صباح الخير سلطانة.
ركضت إليه اوزجي ليحملها ويقبلها ويقول:,صباح الخير طفلتي
اوزجي:صباح الخير بابا.
الخالة:خير الى اين؟
أمير فس نفسه:(الحمد لله لم تدرك انني كنت هناك ولم تفصل حلاوة فطوري الصباحي)كنت قادما لاتحدث معك سلطانة.
اقترب وانزل طفلته ليقول:ارجو أن تتجهزوا الليلة لشيء خاص.
الخالة:خير ااستسلمت وستذهب اخيرا؟
أمير:لا طبعا لكن تجهزوا هناك ضيوف سياتون مساء لزيارتك وارجو أن تخبري ريحان ايضا بما انني معاقب بقسوة وحرمت رؤيتها.
الخالةعائشة:ساخبرها ولا تستعطفني ها لا تحاول، ثم مشت قليلا لتقول اوزجي بكل ثقة تغيضه أكثر وأكثر :باي يا ابن جافيدان تارهون بالتأكيد سنلتقي في فرص أخرى كثيرة
ابتسم والتفت جانبا ثم ردد: ماهذا ياربي أيعقل هذا؟ أحس أنني وحيد حقا الكل استقوى علي باي يا ابنة ابيك سلامي وقبلاتي لك 
اوزجي:شكرا بابا لا تنس أنني أحبك رغم كل شيء.
امير ضاحكا:واضح جدا وبالدليل تركت اباك وحيدا وذهبتي
الخالة عائشة:افعل ما تشاء وقل ما تشاء لكنك ستبقى هكذا لوحدك والفتيات معي.
امير:حسنا فهمنا خالة واستسلمنا لكن تذكري أن قلبك قاس جدا.
الخالة عائشة:اسكت
أمير بضيق:سكت....
تحركت هي واوزجي وعاد هو للداخل ببهجته وهو يعيد ما حدث منذ دقائق بينهما كيف لامس نبض قلبها الذي كاد يشق صدرها ويرتمي بصدره هو نعم بصدره هو إنه ذلك القلب الذي ظن لفترة أنه لن يسكنه يوما،لقد علق كل آملاه على شرفات بيتها متمنينا لو في لحظة تفتح تلك الشرفة وترى ولو أمنية واحدة من أمانيه فهي التي كل يوم تفتحها لتداعب أزهارها التي هناك وتراقص بانمالها الفراشات لكن منذ فترة ما عادت فتحت شرفاتها فلربما أحست أنه عاد وكاد العاشق للحظة أن يفقد الأمل لكن على غفلة فتحتها ولكل أمنياته التقطت وضمت إلى صدرها ثم من بعيد ناظرته فبثت الأمل داخله وانصرفت سريعا خجلة، فأيقن أنه تغلغل داخل قلبها قبل أن تقرأ تلك الأمنيات حتى.

في ذلك الحين من الوقت كانت هي بمكانها في ذلك الوضع لا تزال تتذكر قربهم كيف كانت بين يديه مطمئنة فرحة فذهبت معه للبعيد وغاصت أكثر في في بريق مقلتيه ولم ترد قط أن تنتهي أحلامها، دخلت الخالة ووضعت الاأغراض بالمطبخ لتذهب إليها لاخبارها بطلب أمير لكنها لمحتها مبتسمة ببلاهة تغمض عينيها،نظرت إليها لتقول:مابك ريحان؟ماسر ابتسامتك الغبية؟
فزعت ونظرت للخالة وتقول:آ انت هنا خالة عائشة؟
الخالة:منذ ساعة وأنا هنا اصلا لكن أنت لا تحسين لشيء خير مابك؟
ريحان:أنا؟ لا شيء أنا بخير
الخالة عائشة:لم أسألك إن كنت بخير أو لا سألتك لم أنت تائهة وتبتسمين ببلاهة؟
ريحان:أين الصغيرة؟
 الخالة عائشة:الصغيرة بالصابون تلعب ايضا لكن انت لا ادري من لحس عقلك الذي كان يزن بلدا حتى أصبح بحجم حبة البندق 
ريحان:الله الله لم تقولين هذا الآن خالة؟ استسمعينني كل حين تلك الكلمات والله ساغضب واذهب لبيتي.
الخالة عائشة:اخرسي وتردبين جوابا في وجهي أيضا،والى مكانك هيا تمددي سيؤلمك جرحك من الجلوس يجب أن توفري طاقة للمساء.
ريحان:حسنا خرست أنت دائما هكذا لا احد يهزمك 
الخالة عائشة:جيد تعرفين مصلحتك
ريحان:لماذ؟ماذا يوجد في المساء حتى أوفر له طاقة؟
الخالة عائشة:زوجك قال تجهزوا مساء
ريحان:أمير؟!ولم عشاه يقول هذا على ماذا ينوي؟
الخالة عائشة:وما أدراني أنا؟ لا اعلم ما يخطط له اتعرفين أنت شيء؟
ريحان:أنا؟هههه ومن أين لي أن أعرف وأنا لا أقابله أصلا
الخالة عائشة:لا بأس يقول القدامى تتبع الكاذب لباب بيته لنر ما سننال منه السيد أمير تارهون هذا.
ريحان:لا خالتي انت تظلمينه كثيرا ها هو ليس هذا هو فقط يريد رضاكي ورضاي
ضحكت الخالة عائشة وردت:يا حنون أنت
ريحان:ههه شكرا على الإطراء
الخالة عائشة:هذا ليس اطراء يا غبية.
ريحان:مقبول منك سلطانتي أعلم أنه كله من خلف قلبك أصلا
الخالة عائشة:حسنا جميلتي أنت الزمي مكانك وارتاحي لا تجهدي نفسك فجرحك جديد لا نريد أن يفك القطب لا سمح الله وتتأذين
ريحان:لن يحصل إن شاء الله ها سأرتاح حبيبتي
الخالة عائشة:جيد ما تفعلين
هنا دخلت اوزجي لتقول:خالتي 
ريحان:ماذا هناك حلوتي؟
اوزجي:لا شيء أشعر ببعض الجوع فقط
اقتربت الخالة عائشة منها ودنت إليها وقبلت وجنتها بقوة لتقول:ما عاش الجوع ببطن الأميرة ساحضر لك شيء تأكلينه حالا.
اوزجي:خالتي أيمكننا تحضير دونات اشتهيتها
ريحان:اشتهيت أم جعت يا قطتي
أوزجي:الصراحة اشتهيت 
الخالة عائشة ضاحكة:حسنا لا فرق عندي إن اشتهيت أو جعت أنت فقط اطلبي وانا أحضر لك
أوزجي بسعادة:يعيش يعيش يعيش
ريحان:طبعا يروقك الدلال
اوزجي هامسة للخالة عائشة:يبدو أن أحدهم يغار هنا
التفتت الخالة عائشة لريحان لتقول:لك نصيب أيضا....
خرجت الخالة من غرفة ريحان لتسأل هي نفسها:على ماذا تنوي امير؟عساه خيرا أن شاء الله.
حل المساء.....
تجهزت ريحان وارتدت فستانا بسيطا بمساعدة الخالة وجهزت الخالة اوزجي ايضا كما طلب أمير ليجلسوا بالصالة منتظرين أمير عدا ريحان التي تمددت بمكانها لحين قدومه.
لم يطل انتظارهم حتى رن الجرس.
أسرعت اوزجي وفتحت لتتفاجأ بعمها جوناي وسونا ومليكة عند الباب لتنادي:ريحان انها عمتي سونا وعمي جونا والخالة مليكة.
سونا:بعتنا اذا تعالي هنا يا صغيرة.
احتضنتها سونا بقوة وقبلتها ليحملها بعدها عمها ويقبلها بكل شبر من رأسها حتى قالت:يكفي عمي ثم احتضنتها مليكة ايضا بقوة.
جوناي:اشتقت اليك ياحلوتي.
تقدمت ريحان منهما لتنظر إليهم بسعادة ملأت اركان البيت كله لتقول بابتهاج:اخوتي خالتي غاليتي
دخل جوناي و سونا وملكية ليقتربوا منها مبتهجين.
سونا:حمدا لله على سلامتك زوجة أخي
جوناي:اشتقنا اليك كثيرا.
مليكة:ابنتي غاليتي الحمد لله انت امامي وتبتسمين
ريحان:لا اصدق انكم هنا هل انا احلم؟
كان جوناي يحمل بيده وردا وعلبة شوكولا ليقول:لا ليس حلما هذا واقع ريحان.
تقدمت الخالة وتعرفت عليهم بانهما إخوة أمير ومليكة مربيته بصغره ثم دعتهم للجلوس.
وضع جوناي الورد والشوكولا جانبا ليقول:اين اخي؟ قال إنه سيستقبلنا لكنه ارسل لي العنوان ولم يظهر أثره.
سونا:بالتأكيد العريس يجهز نفسه.
ريحان:عريس ماذا؟
الخالة:لقد أتوا لخطبتك ياغبية؟
ريحان:لا مستحيل كيف هذا ونحن اصلا متزوجان.
الخالة:لقد كان شرطي أن يتم كل شيء على أصوله والا لن اسمح له برؤيتك.
جوناي:وها قد جئنا حسب الأصول رغم أن الوضع غريب بالنسبة لي،من المفروض أن يحضر ابي وامي لكن ابي تعب قليلا وامي بقيت لتهتم به.
مليكة:ابنتي هذا ابسط حقوقك انت تستحقين كل شيء جميل وعلى أصوله.
الخالة:كلامك درر اختي مليكة.
ريحان:ههههه الأمر غريب يعني خطوبة بعد الزواج،لم تحصل حتى في الافلام.
الخالة:انتظري حتى يأتي عريس الاحلام على حصانه الأبيض ثم احكمي.
ريحان:وحصان ايضا اللعبة أصبحت احلى لكنني أريده اسودا.
سونا:نحن بيت الكرم انت فقط اطلبي ونحضر لك بدل الحصان الابيض 100جواد عربي اصيل لكن ليس لدينا سوى امير واحد.
اوزجي:وانا ايضا اريد حصانا ذهبيا عمتي.
سونا:بامرك انا.
بقوا على ذلك الحال يتحدثون بكل ود ويضحكون كانوا سعداء بجمعتهم تلك وقد أخرجت ريحان كل اشتياقها لهم من خلال ضحكاتها تلك أما أمير فلم يحضر بعد،انتظروه وانتظروه لكن تأخر ما جعل الكل يقلق لتاخره ذاك.
لتتحدث الخالة وتقول:لكن أين العريس الن يحضر لخطبة محبوبته؟
جوناي:لا أعلم قال لن اتخر عندي مشوار قصير واعود لكنه تأخر.
ريحان:التمس لاخيك سبعين عذرا خالة.
الخالة:ام انه جبن وهرب.
مليكة:لا اختي عائشة لايمكن هو متلهف لهذه اللحظة كيف يفعلها ويهرب؟
هنا رن هاتف ريحان برنين الرسالةلتمسك به وتفتحها وهي مبتسمة لكن سرعان ما تغيرت ملامح وجهها وهي تقرأ الرسالة التي احتوت(أنا آسف...الى هنا ينتهي كل شيء....لا استطيع أن اكمل....لا تنتظريني لانني لن اعود )
نظرت للكل وقد ادمعت عيناها لتستجمع نفسها وتقول:ذهب ولن يعود.

لذة الانتقام لا تدوم إلا لحظة ، أما الرضى الذي يوفره العفو فيدوم إلى الأبد


الفصل الرابع والعشرون من هنا 


 

تعليقات