![]() |
رواية عشق الفصل الرابع 4 بقلم كنزةالقسم الأول عنوان الحلقة: لعنة الأحمر أشعرُ كما لو أنني أعيش داخل ساعةٍ رملية ، كما لو أن جسدي رمالها وتتساقط حباته ببطئ أحاول أن أمسك النصف الآخر من الوقوع ، هنا عد تنازلي تتخلله دموع قهري علي حياتي وروحي التي أصبحت سجينة قفص وحش شرير ولكن من البديهي أن يختار الطائر حريته لم يصادف أن رأينا طائرًا يختار البقاء في قفص. لا طاقة لي لأفعل شئ سوي النوم واتمني ألا استيقظ أبدا فاحاول أن أقضي وقتي متنقلة مابين النومِ والنوم ، أنا التي اعتدتُ الهروب من كل ما يؤرقني كيف لا أستطيع الهروب الآن....أشعر أن تلك النهاية التي رُسمت لكل أنثي ألا وهي الزواج... لطالما حلمت بفستان زفاف ابيض بسيط واتزوج بشخص يحبني ولكنني لم أتخيل يومًا أن يكون بتلك الطريقة وأرتدي ذلك الفستان الأحمر الملعون وأصبح زوجة لهذا الوحش..... لا أستطيع استيعاب أنني خلقت من ضلعه.... ماذا أذنب ؟! هل أنا سيئة لهذا الحد ؟! كانت تدفعه عنها بكل ما بقي لديها من مخزون القوة، تقاوم المحاربة الوحش الكاسر دون سلاح حتى آخر رمق، أعلتنها منذ البداية أنها لن تستلم في تلك الحرب الغير عادلة، بينما هو لا يزال يحاول معها، يحاول أن يضع شفتيه على أي نقطة من جسدها، دفعته بصمت، نعم بصمت ما صرخت ولا استنجدت، وصلت لآخر نقطة من قوتها فوفرتها كلها في يديها لا هنا وهناك، وهاهو الموقف يعيد نفسه الآن وهي تحت وطئته الحقيرة، وتحت قوته البغيضة، فتبا لزمن الغاب الذي لا يفرق فيه البشر عن الحيوانات. من قال أنها لا تصرخ؟ بل فعلت لكن صرخات مكتومة اختنقت بيديه التي تلمسها وشفتيه التي تتحسسها بكل عنف، صرخت تستنجد برب المعتصم أن يغيثها وما يئست بل انتظرت الفرج منه. نظرت الى الجانبين على عجل تبحث عن شيء تنجي به نفيها فلم تجد الا السكين الذي كانت تقطع به الخضر بينما هو كل لحظة تمر وهي تحت وطئته الفولاذية وكلما قاومت يزيد من ضغطه واحتضانها بكلتا ذراعيه وهكذا حتى ما عادت في مواجهته قدرة فأرخت جسدها قليلا وبدأت بمد ذراعها الى السكين بصعوبة. كان غضبه مسيطرا عليه تماما ولم ينتبه بأنها تمد ذراعها ناحية السكين،حاولت وحاولت حتى استطاعت بالاخير امساكه بيدها بينما هو لايزال يحاول تقبيلها وسط مقاوماتها. كادت تختنق وهي تدفعه للخلف لكنها لم تستطع،ومن حظها أمسكت السكين بطرفه الحاد بصعوبة ما جعل يدها تنزفلكنها لم تتالم ولم تظهر له ذلك لتسحب السكين اكثر وتمسكها جيدا ثم قامت برفعها فوق ظهره لتنطق اخيرا صارخة بوجه الوحش الذي يحاول غرز أنيابه بها: تعد عني يا حقير، وبحركة سريعة أنزلت السكين تحاول طعنه به لكن هيهات هيهات أن تحزم ال استطاع مباغتتها و لوي ذراعها سريعا ولفه ليسقط السكين أرضا ثم زأر بوجهها جعل كل كيانها يرتعش خوفا: يا وقحة ماذا كنت ستفعلين؟ رددت بهمس: ما الذي فعلته ياربي؟ لم ينصفها القدر هذه المرة أيضا، لقد ضاقت عليها من كل اتجاه أكثر، والآن تنكمش على نفسها وبالكاد تتنفس، ضيق يغشاه ظلمة، لكن سينصفها يوما بالتأكيد، ليس بيدها غير الصبر والإنتظار. تألمت بشدة لحركته المفاجئة تلك، ألم روحي وجسدي، وسط تلك الدموع: اتركني يا همجي ستكسر ذراعي أمير يضغط على أسنانه غاضبا: وأكسر جمجمتك الفارغة ايضا هل جننت؟ ريحان: أنت تؤلمني دعني ماذا تريد مني؟ أمير بغضب: انا فقط من يسأل انت فقط تجيبين وتنفذين ما ارغب به. التفتت ريحان إليه صارخة بوجهه: لست جاريتك التي اشتريتها ابعد يدك القذرة عني. ضحك أمير ساخرا يزيد من قهرها وغصة قلبها: بل أنت كذلك والجواري لديهم مهنة خاصة. ريحان بغضب: ما قصدك؟ دعني اتركني للمرة الألف اتركني دعني اذهب بسبيل حالي، اسمع لن أبلغ عنك ولن أخبر أحدا فقط اتركني أذهب واخرج من هذا الباب. أمير: توقفي عن كلمة أتركني فقد مللت وهيا تعالي وساريك ما الفائدة من شراء الجواري تعالي. سحبها من المطبخ من يدها بقوة وهو يشد ذراعها متجها للدرج بينما البيت كان منقلبا راس على عقب. طرق أحد الرجال الباب بعد أن سمع ذلك الشجار ليقول: أمير بيك اهناك شيء اتحتاج لشيء؟ أمير: انصرف ليس من شانك لتصرخ ريحان الغريقة التي تتعلق بأي قشة تمر أمامها كي تنجو: ساعدوني ساعدوني سيقتلني. نظر إليها بغضب ليعيد سحبها بقوة حتى أن قدمها نزفت بسبب الجروح التي بها لتتالم اكثر وهي لا تزال تحاول فك ذراعها منه، أما هو فقد كان يحاول إفراغ كل غضبه بها جرها عبر الدرج وهي تترجاه أن يعتقها، كالشاة التي أوهموها أنها ستذهب في نزهة لترتاع ولكن قادوها إلى الذبح. لتبدأ بعد أن يئست منه بالترديد باكية بحرقة: لطفا بالحلال ارحمني وتملكني بالحلال لا تقتل روحي اكثر لا تفعلها اترجاك. كانت تسحب ذراعها منه بقوة حتى تمكنت بالاخير وما ان حدث حتى عادت للخلف راكضة تحاول الهرب لكنه اسرع إليها قبل أن تفلت منه ليمسكها ويحملها سريعا بين يديه. بدأت بالصراخ وهي تضربه على ضهره وتنتفض بقدميها صارخة: انزلني يا حقير انزلني ماذا فعلت لك انا؟ لم تفعل بي هذا؟ رد أمير بكلماته القاسية عليها قائلا: لأنك وقحة ولسانك سليط ويجب معاقبتك كي تتعلمي الأدب ريحان: اترجاك لا تفعلها أو افعل ما تشاء فقط بالحلال تزوجني شرعا حتى لا أستطيع الحرام ارحمني رجاء. أمير: اي حلال ياغيية؟ دخل الغرفة ليرميها فوق السرير بينما هي كانت تصرخ وتقاوم فتح ذراعيها على مصرعيهما وهي تهز جسدها كي تستطيع أن تفلت منه لكنها لم تتمكن من ذلك، مرة أخرى هزمها ضعفها، لا والله ليست ضعيفة بل تبقى هي انثى في ضعفها كل القوة وهو وحش بشري : صدقني لن اطلب منك اي حق واي شيء فقط خذني بالحلال أمير مقهقها وصوت تلك القهقهة يضربها بسهام الغدر مباشرة لقلبها: ماهذا الطلب؟ انسيتي نفسك انت بائعة هوى تعملين في الدعارة من رجل لرجل. يا لقسوة معركة الشرف التي هي فيها، وكم هي ضعيفة فرصة نصرها، جيش ظلام وقف أمامها يسلبها عفتها ومجبورة أن تحاربه لتثبت أنها العذراء في خلقها وشرفها. لقد رماها بكلمات باتت بها على رصيف الحزن تقيم، كبائعة الكبريت في البرد مجردة الثياب والحذاء. أخذت نفسا عميقا ودفنت مرة أخرى تلك الكلمات داخل قلبها الهرم وتحدثت قائلة بخفوت: إذا اتركني يسبيل حالي، كيف ترضى لنفسك فتاة كانت من رجل لرجل. رد بثقة: انت ملكي لي فقط، اشتريتك لا تنسي هذا، قالها بكل تفاخر وزاد من اقترابه اكثر ينزل إليها تدريجيا يستهويه عذابها وهو يقترب ببطئ كي ينشر الخوف داخلها بأكبر قدر ممكن،فكرت في سبيل لتفك نفسها من بين يديه فما كان منها لحظتها إلا أن ضربته بين رجليه بقوة حتى تألم بشدة وعاد إلى الخلف فاستطاعت الوقوف سريعا و الافلاة ثانية من بين يديه فركضت دون أن تنظر خلفها، فعلتها وفرت خارجا لكن هيهات هيهات أن يكتب لها النجاة، الشيطان تمكن منها ثانية ليمسها هذه المرة بكل قوته ويدفعها قائلا بغضب: اقسم ستموتين بين يدي ولن ارحمك هذه المرة، تضربين وتفرين إذا، فعلا إنك شجاعة. نزع قميصه سريعا متوعدا فدب رعب الكون في قلبها وأدركن أنها ميتتة هذه المرة في معركتها الظالمة لا محالة، حاولت الصراخ فلم تستطع حتى، حاولت مرة اخرى وفشلت، مابه صوتها فر بعيدا؟ أومأت برأسها بالنفي، ذلك سبيلها الوحيد، الايماء يالنفي وحاولت التحرك بعيدا عنه مرة اخرى لكن قواها خانتها هذه المرة واستسلم الجسد الضعيف، انتهت المعركة واسدل الستار، وانسحب جسدها خاسرا فما عاد.بقدرته خوض معركة لا عدل فيها، لتقع المسكينة مغشيا عليها وهي مستلقية على ظهرها فوق السرير. نظر إليها قليلا وتحدث بغضب: لا تمثلي ليس على امير هذه الحركات. لم تستفق ولم تحرك ساكنا بل على حالها جثة هادمة تجمع حولها نابشوا الجثث ليتنعموا بفريستهم. اقترب وبدأ بلمسها بطرف اصابعه لكنها لم تبد أي ردة فعل فتحدث بتذمر: هاي انت استفقي لا احب هذا البرود انا اعشق مقاومتك لي، لكن لا ملب لكلامه. سكت قليلا يفكر ثم لاحظة أحس أنها قد فقدت وعيها فعلا فبدأ بضرب وجهها برفق علها تستفيق فلم تفعل، نفذ صبره وما عاد يتحمل ليبدأ بالصراخ عليها. أدرك حينها أنه مغشي عليها لكن في تلك اللحظة بالتحديد ذاق شيء من الخوف والرعب، لكن شتانا بين خوفها وخوفه فتحدث بضيق مردفا: هل ماتت؟ ضرب جبينه يلوم نفسه على ما فعل ولحظتها فقط انتبهل وجود دماء على الأرض وأخرى فوق السرير لينتبه اخيرا لقدمها الدامية. جلس بجانبها وهو يحاول معها علها تستفيق ثم تمعن اسفل قدمها ليجد عدة جروح بها ليست بالبليغة ما جعله يقوم من مكانه سريعا وينزل ركضا ليفتح الباب وينادي على أحد الحراس بصوت عال. اتى الحارس نحوه مهرولا ليقول: امرك أمير بيك أمير على عجل: أحضر طبيبا في الحال حالا لا تتاخر الحارس: حالا سيدي توجه الحارس سريعا لاحضار دكتور بينما عاد أمير إليها وهي لا تزال مغشيا عليها، قام بتعديلها في السرير اولا ثم عدل من ثيابها وشعرها المنكوش قليلا وهو يردد: لا نريد أن نقع في مشاكل بسبك. مر وقت على ذلك وهي لا تزال على حالها نائمة، أحضر الحارس الطبيب فدخل البيت سريعا ثم للغرفة التي بها هي مباشرة وما أن رآها حتى سال أمير: ماذا حدث معها أمير بيك؟ رد أمير ببرود: اغمي عليها فجأة. انتبه الطبيب ما إن اقترب منها لقدمها لينظر لأمير مستفهما ويسأله: قدمها ايضا تنزف، ماذا حدث معها؟ أمير بحنق: دكتور قم بعملك أولا، منذ مدة وهي فاقدة الوعي ليس وقت الاستفسارات رجاء الدكتور: إذا انتظرني خارجا بعض الوقت لو سمحت انسحب أمير من الغرفة وخوف يتملكه يفكر بالتي أغمي عليها فجاة، أتراها ستستفيق وتكون بخير؟ إنا السبب، المفروض أن أكون حذرا وأقل غضبا، أف مابي انفجرت هكذا، كيف نسيت أنها لا تأكل ولا تشرب حتى، ماوالذي فعلته؟ اغلق الباب خلفه وبقي ينتظر هناك. فحص الدكتور ريحان جيدا كما قام بفحص قدميها ليجد أحد شضايا الزجاج الصغيرة عالقة بقدمها. حقنهت بمهدئات وبعض الأدوية اللازمة وعقم جرحها جيدا لتبدأ بعد لحظات بالاستيقاظ على أثر لسعة المعقم وما أن فتحت عيونها ولمحت الدكتور حتى انكمشت سريعا مرتعبة وضمت ساقيها ظنا أنه الوحش، فصرخت مرددة: ابتعد عني ابتعد، تضم يديها لصدرها لتستر نفسها. نظر إليها الدكتور والى حالها مستغربا ليقول: اهدئي اهدئي لطفا لن اؤذيك انا هنا لاساعدك لا تخافي. استوعبت بعد لحظات ان الذي أمامها ليس أمير بل شخص آخر لتتحدث بخوف: من انت؟ ماذا تريد مني؟ الدكتور: انا دكتور، طلبني السيد أمير لمعالجتك لقد.أغمي عليك فجأة كما أخبرني، لكن أظن أن السبب قلة الأكل والنوم فهذا باد جليا على وجهك. نظرت إليه ريحان برهة، لقد جاء الخلاص، لقد جاء من سيحررها، هكذا ظنت الجميلة، لا تعلم أن من يدخل قلعة الوحش لا يغادرها إلا بإذنه فنظرت ناحية الباب ثم إلى الدكتور لتقترب منه قليلا وتتحدث بهمس: فقط ساعدني واخرجني من هنا لطفا. الدكتور: اهدئي لطفا لقد اعطيتك مهدئا قويا ستنامين وترتاحين بعد لحظات لساعات وحين تستيقضين ستكونين بخير لا محالة والآن ساكمل تنظيف جرح قدمك واعقمه وانزع قطعة الزجاج منه لكن يجب أن تساعديني ولا تتحركي. ريحان برجاء: أترجاك ساعدني لا اريد شيئا غير الخروج من هنا انه يحبسني هنا ارجوك ساعدني،. الدكتور: ساساعدك لا تقلقي لكن يجب أن اعقم جرحك اولا قبل أن يلتهب وتفقدين وعيك مرة اخرى لكن اخبريني اولا ما سبب الجرح؟ ريحان: دعست على زجاج مكسور دون أن انتبه، لا يهم ما يهم ان اخرج فقط الدكتور: ساعالجك لا تقلقي ليس بالجرح العميق حتى ان خرجت تستطيعين المشي فكرت قليلا ثم اعتدلت بجلوسها لترضخ بعدها للدكتور الذي أزال الزجاجة من جرح قدمها ثم عقمه جيدا بينما هي كانت تنظر للدكتور بعين راجية ليخلصها مما هي به فتحدثت بعد حين غير مكترثة للألم الذي تحسه: اترجاك هل يمكنك مساعدتي واخراجي من هنا؟ سيقتلني صدقني. الدكتور بابتسامة ساخرة: من سيقتلك؟لا يمكن لأحد أن يقتل شخصا هكذا، اهدئي باي عصر نحن؟ ريحان بخفوت: لكنه ليس انسيا أنه شيطان يمكنه فعل أي شيء، لا يهمه أحد، إنه يؤذيني ويتوعد لي بالأذية أضعافا. الدكتور: آنستي يجب نقلك للمشفى لمراقبة وضعك اولا ثم نتحدث في هذا الموضوع وسأفهم من السيد أمير سبب حالتك هذه. أمسكت ريحان بيده بقوة ونظرت بعيونها المتسعة في عمق عينيه قائلة برجاء: إلا هو لا تسأله رجاء، دكتور فرج كربتي ليفرج الله كربتك من عالي سماء. نظر الدكتور لموضع يديها ثم الى عينيها وهي بتلك الحالة لا تهتم لشيء عدا محاولة خروجها من سجنها فرق قلبه وأخذ يفكر.في طريقة ينجيها من المسمى أمير. أنهى علاجه لها أخير لكن على حظها وما إم فعل حتى بدات تحس بثقل في جسدها وجفونها ففاجأها النعاس الشديد لكنها كانت تقاوم عل وعسى تخرج وتتحرر مما هي به من أسر بمساعدة الدكتور لكنها لم تتمكن من مقاومة النوم فتحدثت بخفوت للدكتور قائلة: لم حقنتني بمهدئات لم؟ كيف ساهرب أنا؟ ماوالذي فعلته انت، ألا يوجد منكم رجل ينتمي للإنسانية؟ ارحموني فما عدت أقدر... لتستسلم لرغبة جسدها الضعيف وتغط بعدها بالنوم مباشرة قبل أن تكمل عتابها للدكتور. وعادت حبات البرد المؤذية تتساقط عليها مرة أخرى لكن هذه المرة غطت في نوم عميق ولم تحس لضرباتها. عدلها الدكتور بمكانها وهو بينظر لحالها المتدهور فقد كانت بادية عليها اعراض الانهيار العصبي الشديدة. خرج من الغرفة واغلق الباب ليتقدم أمير نحوه خطوات ويقول: ما بها دكتور طمئني؟ الدكتور: من تكون هذه الشاب وما صلتها بك؟ أمير: هذا ليس من شأنك دكتور فقط.أحبرني.كيف حالها الآن الدكتور: لكن حالتها سيئة ولا يمكنني التغاضي عنها أمير بتذمر: قلت ما مرضها اخبرني فقط ولا تتدخل بشيء آخر الدكتور بتذمر: انهيار عصبي وحالتها سيئة جدا، بالكاد.أستوعب أنك.سبب هذا. أمير: دعك من الكلام السخيف وأخبرني ما الحل؟ كيف سنعالجها. إذا؟ الدكتور: اعطيتها مهدئا قويا ستنام لبضع ساعات وايضا تفضل الوصفة لقد كتبت لها عدة أدوية وتحتاج للراحة النفسية والجسدية لايام فهي بالتأكيد ستعاني من اكتئاب حاد بعدها ولا نعلم ما يمكن أن تفعل بنفسها أن بقيت هكذا. أمير: حسنا دكتور فهمت قصدك ساهتم بالأمر شكرا لخدماتك الدكتور: لم انهي كلامي بعد أمير بيك أمير بنبرة حادة: وماذا بعد ؟لقد شرحت حالتها وقد فهمتك الدكتور: من رايي يجب نقلها للمشفى لتتم مراقبتها هذا احسن حل. أمير بنبرة جدية: افعل لها أي شيء لتستعيد عافيتها هنا بالغرفة لكن هناك المشفى ممنوع لن تذهب إليه، اطلب أي جهاز شئت وأي نوع دواء وسيحضر فقط.تصرف. الدكتور: لكن هذا خطا وما فعلته بها جرم لقد اخبرتني بكل شيء كيف امكنك ذلك؟ لا أصدق أن المهندس المشهور يفعل هذا، بأي زمن تعيش؟ أمير: انت دكتور ام صاحب جمعية خيرية ما دخلك؟ الدكتور بنبرة تهديد: أنا مضطر للتبليغ عنك أمير بيك. اقترب أمير من الدكتور غاضبا وهو يشد على أسنانه ليمسكه من ياقة قميصه بقوة و يهزه قائلا: إياك ان تهددني مرة ثانية لا تنس من انا ان فعلتها اقسم ساجعلك تندم وانسيك مهنة الطب من جذورها. عاد الدكتور للخلف بعد أن ابعد يد أمير عن ونزع يده عن ياقة قميصه بقوة ليردد بغضب: افعل ما شئت أنت حر، ستسجن في النهاية فهناك عدالة إلهية، اسمع إن ساءت حالتها للفتاة المسكينة تلك لا تتصل بي و لو أوشكت على الموت،انت غير طبيعي انها محقة انت شيطان رجيم، أنت تستحق علاجا وليس هي. رد أمير بعضب: انصرف بسرعة قبل أن انقص سكان تركيا فردا منهم استغنينا عن خدماتك هيا. عدل الدكتور قميصه ثم نزل الدرج مسرعا ليردد.بصوت يسمع أمير: همجي احمق، أين نحن؟ بغابة؟ ليغادر بعدها المنزل سريعا. توجه أمير للحارس ليطلب منه إحضار الأدوية التي بالوصفة ثم عاد إليها. جلس عند حافة السرير ينظر إليها وهي نائمة ليبق مدة على حاله ينظر لوجهها البريء الملائكي،ثم انتبه لقدمها المضمدة والى الدماء المتناثرة على فرش السرير النائمة عليه. إنها ساكنة بجانبه الآن، لا حول لها ولا قوة، أين نظراتها التي تحتقره؟ أين رجاؤها؟ أين صراخها؟ كل ذلك ذهب، نائمة قريرة العين فابتسم، فعل لأنه يجلس بجانبها وأمنت له ولم تصرخ بوجهه. أما هي فتنام نعم لكن في خرابها روحها الممتد إلى حدود بيت قريتها التي أخرجت منها. هنا تذكر شقيقته سونا حينها تذكر كيف عانت من نوبات الانهيار العصبي عدة مرات وكيف كانت تبكي وتصرخ وتنتفض برجليها ولا يمكن لأحد تهدئتها غيره،تذكر كيف كانت تستيقظ في الليل فزعة وهي تصرخ(ابتعد عني ايها القذر اتركني)حتى يفزع كل من بالقصر، تذكر والده وانانيته وكيف كان يلومها بسبب ما تعاني منه. كانت تلك الذكريات السوداء تمر أمام عينيه وهو ينظر إلى ريحان التي تغط بالنوم العميق تحت تأثير الدواء. احس بغصة داخله، احتقر نفسه لبرهة لقد صار مثخنا بالندم كما صار جسدها مثخنا بالجراح لكنه يأبى أن يتراجع لقد خطى في طريق لا رجوع فيه. بعد مدة قصيرة حضر الحارس وأحضر الدواء كما طلب الدكتور فصعد.للأعلى وطرق باب الغرفة برفق. فزع أمير الذي كان تائها وعاد للواقع ليقوم من مكانه ويفتح باب الغرفة فسلمه الحارس كيس الادوية ثم قال: أتحتاج لشيء آخر سيدي؟ أمير: لا انصرف انصرف الحارس وعاد هو لمكان جلوسه ثم بدأ بقراءة الدواء الذي وصفه الدكتور لريحان جيدا ليجد بأن أغلبه يتناول بعد الاكل. اخرج زفرة قوية من صدره ثم فكر قليلا ليقوم بعدها ويخرج من المنزل مباشرة بعد أن اوصى الحارسين عليها. استقل سيارته وانطلق سريعا وهو يحمل هاتفه ليقوم بعدها بالاتصال بمليكةفردت مباشرة بعد اتصاله لتقول: مرحبا بني أمير: اهلا خالة هل انت بالقصر؟ مليكة ضاحكة: هههه واين ساكون بني؟ أنا هناك دائما وابدا انت اين اختفيت طوال النهار؟ أمير ضاحكا: في همومي مليكة: أعرف ما حدث بني لكن هذه مشيئة الله عز وجل، خيرها في غيرها لربما ردت عنك شرا، وايضا والدك وتعرفه لقد هدأ الآن لا تقلق أمير بحنق: آه يا خالة أعرف اعرف لا تهتمي لهذا، أنا بخير مليكة: ان كنت كذلك، اذا تعال للمنزل لقد حل الظلام واوزجي تسال عنك. أمير: ساعود لكن ليس الآن. مليكة: لم اتصلت أمير اتريد شيئا؟ أمير: هل هناك أحد بجانبك؟ مليكة: لا انا بغفرفتي اصلا لم؟ أمير: اخرجي خارج القصر سآتي لاخذك اريدك بشيء مهم. مليكة: امرك غريب أين ستأخذني؟ رد أمير: ستعرفين لاحقا المهم حين أصل لباب القصر واتصل أجدك جاهزة. مليكة: حسنا بني ساخرج. أمير: ها خالة اطلبي إذنا من امي لانك ستغيبين الليلة باكملها. ردت مليكة مستغربة: ماذا هناك امير؟ بدأت تخيفني. أمير: فقط افعلي كما طلبت. مليكة: بماذا ساقنع والدتك بالعمل الذي ظهر فجأة؟ أمير: اي شيء خالة تدبري الموضوع وانتهي مليكة بتذمر: حسنا بني ساهتم بالأمر واعيد الاتصال بك أنت هكذا دائما تضعني أمام الأمر الواقع. أمير: شكرا ساقفل الآن. أقفلت مليكة الخط لكنها بقيت مكانها مدة ولم تتحرك لتجهيز نفسها، تفكر ما الشيء الذي سيقنع جافيدان ثم أخذت نفسا عميقا واستغفر مرات وتحركت من مكانها قليلا لتاتيها فكرة بعدها فتوجهت سريعا للسيدة جافيدان لتطلب إذنا بالخروج كانت جافيدان جاسلة بالصالون لتاتيها ببطئ ووقفت أمامها. نظرت اليها جافيدان باستغراب ثم اردفت: خير يارب، ماذا تريدين مليكة؟انا لم انادي عليك. ابتسمت مليكة قليلا ثم تحدثت قائلة: اعلم سيدة جافيدان لكن اتيت لطلب اذن. جافيدان: اذن الآن لم؟ مليكة: الصراحة( سامحني يارب على الكذبة) جافيدان: ماذا؟ مليكة مبتسمة: قريبتي أتت من البلد للبحث عن عمل هنا وهي في المحطة تنتظر لأنها لا تعرف المدينة ولم يسبق لها أن اتت الى اسطنبول من قبل يعني لا تعرف أحدا هنا و اتصلت بي توا تريد المساعدة. جافيدان مستفهمة: قريبتك؟! منذ متى؟ على حد علمي ليس لك أقارب. مليكة: نعم يا خانم قريبة من جهة ابي. أشارت جافيدان بيدها متذمرة لتردف: حسنا اذهبي اذهبي لن تحكي لي قصة حياتك هيا ولا تتأخري كثيرا. مليكة بفرح: شكرا سيدتي، لا سأحاول قد الامكان أن لا أتأخر. تحركت من مكانها نحو غرفتها على عجل لتستوقفها جافيدان قائلة: مليكة لن اوصيك لا يمكنك إحضار اي شخص كان الى هنا. مليكة: لن افعل يا خانم لا تقلقي جافيدان مبتسمة: وهذا ما يعجبني بك تعرفين حدودك جيدا. رغم انزعاج مليكة من حديث جافيدان الا أنها ابتسمت بوجهها رغما عنها ثم انصرفت وأخذت حقيبتها لتخرج الى الخارج واتصلت بامير ليلتقيا بعد حين بمكان لم يكن بعيدا عن القصر. ركبت مليكة السيارة وما ان انطلق أمير حتى سألته مليكة: خير بني لقد شغلت بالي ماذا هناك؟ امير: خالة اسمعيني جيدا ماذا ساقول،انا لا اثق الا بك أنت فقط ولا أحد يمكنه مساعدتي مليكة: والمعنى؟ أساعدك بماذا؟ سكت أمير برهة يفكر كيف يباشر الحديث وهي تناظره بترقب ثم زفر بحنق ليردف: في بيتي لقد أحضرت فتاة إلى هناك رغما عنها منذ أيام ولم اتركها تذهب منذ لحظتها رغم أنها حاولت الهروب لكن، يعني لنقلها بصريح العبارة، أنا أحبسها ضحكت مليكة ساخرة لتردف: انت تمزح صحيح؟ أمير: لا انا جاد الفتاة في المنزل نائمة تحت تأثير الدواء، ولا تسأليني لم أو من تكون فقط افهمي ما اريد. مليكة بجدية: امير بني كيف تقول لي انا احبس فتاة ولا تريدني أن اسالك لماذ؟هل انت طبيعي؟لم فعلت هذا؟ امير: رجاء خالة، احضرتك لتهتمي بها حالتها سيئة وتحتاج لرعاية خاصة لقد حقنها الدكتور بأدوية ونامت ولا يمكنني أن اثق باحد ليهتم بها غيرك. تأففت مليكة واعادت رأسها للخلف تضغط عليه مرددة: لا حول ولا قوة إلا بالله، جن الولد أكيد، بني أنت مستوعب ما تقول؟ وحالتها سيئة أيضا ماذا حدث للبنت؟ أمير بجنق: انهيار عصبي هكذا قال الدكتور مليكة بحزن: يارب سلم، لا تقل بسببك؟ أمير: لا ادري بسبي أنا أو عندها مشاكل نفسية كل الذي أعرفه أنها تحتاج لاهتمام. مليكة: استغفر الله استغفر الله هل جننت أمير لماذا تفعل هذا بالبنت؟ أمير: لتهتمي بها حتى تتعافى فقط واتركي هذه الأسئلة جانبا. مليكة بغضب: من تكون الفتاة اخبرني؟ أمير: اسمها ريحان مليكة: حسنا أمير لتتعافى الفتاة اولا ثم سيأتي حسابك لاحقا وايضا تقحمني في عملتك وتجعلني اكذب على والدتك وأنا لم افعلها قبلا، جعلت من نفسي كاذبة. أمير: لطفا خالة هي خدمة انسانية مليكة: لا اصدق انك انت أمير لا اصدق، وايضا غير مبال تماما، ومع من تركتها الآن؟ أمير: إنها لوحدها نائم لن تستفيق حتى الصباح. مليكة: ياصبر ياصبر من انت؟كيف وصلت لهذه الحالة بني؟ أمير: ليس وقت العتاب المهم أن لا يعلم اي بشر بهذا الأمر. مليكة: اسرع بني دعنا نصل لتفقد حالة الفتاة اولا. زاد أمير من سرعته ليصل بعد حين إلى بيت الجبل فصف سيارته وترجل ليجد مليكة وقد سبقته خطوات مهرولة نحو الداخل وقلبها منقبض على ما سترى أمامها. دخلت سريعا فانصدمت من الفوضى التي استقبلتها هناك، التفتت وظرت لامير لتتحدث بعتاب: ماذا أحدثت أنت هنا؟ ابتسم أمير ليرد بهدوء: إنها فوق في الغرفة. مليكة بحنق: ما عساي أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هداك الله يابني هداك الله. شحيح المشاعر وشحيح للإنسانية لا بل يكاد يفتقدها، يتنكر بعباءة الغرور تلك التي لا يراها سواها نظيفة وفاخرة، لكن في غياهب الفؤاد ندم يلوح شيء فشيء نحو الأفق وهاهو يدفنه في الأسفل بكل ما اوتي من قوة. توجهت مليكة للغرفة التي بها ريحان ودخلت لتجدها هناك،نظرت إليها الى تلك الفتاة البريئة وكيف اسودت هالاتها من شدة الحزن اقتربت قليلا، فتاة أخذت نصيبا كثيرا من الجمال لكن أطفى بريقا الأمس القاسي ولا يزال هو يقسو عليها أكثر، لا انصاف حولها، لقد آثار الزرقة التي ملأت رقبتها وكأنها ختم ملكيته لها فنظرت اليه نظرة مليئة بالعتاب والغضب دون حديث فأصابته في قلبه مباشرة، لتعيد النظر لتلك الفتاة فلاحظت رجليها المضمدتين وبعض آثار الدم على لحاف السرير،التفتت حينها لامير لتقول بغضب صارخة في وجهه: ماذا فعلت بها؟ رد أمير: لقد جرحت نفسها لوحدها لست أنا السبب مليكة.مشيرة ليدها نحو ريحان: وكل تلك الآثار؟ أتت لوحدها أيضا صحيح؟ زفر أمير وتحدث بتذمر: اهتمي بها فقط لذلك احضرتك هنا يجب أن تتغذى جيدا وتأخذ ادويتها بوقتها وايضا يجب أن لا تترك لوحدها لأنها قد تدخل بحالة اكتئاب ولا نظمن لربما تؤذ نفسها وانا سأغادر الآن ولا تسالي أسئلة كثيرة ياخالة رجاء، وإن كنت لا تريدين يمكنك العودة للقصر وسأدبر إمري. مليكة: ولك عين أيضا، من السبب بكل هذا؟ هداك الله فقط لا يمكنني قول شيء لك غير هذا هداك الله هل هكذا ربيت؟ هل هذا هو أمير الحنون مع الكل؟ لاوالله لم افعل اخرج رجاء إذهب الى حيث تريد فقط.اخرج لأنني لا أطيق النظر لوجهك. أمير: ذاهب لا تغضبي، سأحضر أحدا لينظف الفوضى التي بالاسفل. مليكة: لا لا تفعل ساهتم انا بكل شيء لا يجب أن يراها احد بهذه الحالة ولا يجب أن ترى هي أحدا وهي هكذا يكفي المسكينة انكسارا واهانات وذل أمير: لا اريد ان اتعبك مليكة بغضب: انصرف فقط أمير دعنا وشاننا أمير: حسنا حسنا، ساعود صباحا ولكن اتصلي بي حين تستفيق لأطمئن مليكة بضحكة ساخرة: تطمئن، ههههه نزل أمير للاسفل ليتوجه للمطبخ اولا فقام بشرب بعض الماء ثم انتبه للخضر التي كانت تقطعها قبل مجيئه لينظر بعدها للسكين التي ضربته بها مرمية ارضا،انحنى ورفعها ثم حركها بين أصابعه قليلا ليردف: لكن الشيء كنت تنوين فعله خطأ لا يغتفر. ثم رمى السكين فوق الطاولة وخرج من المنزل لكنه لم يعد للقصر حينها بل اختار التوجه لصديقه بوراك ليسهر عنده طوال الليل فيشرب هناك كعادته حتى وصل حد الثمالة كان كل ذلك ردة فعل منه كي ينسى فقد كان جالسا عند البار مع بوراك وهو يتذكر كلماتها حين كانت تقرأ آية «وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ* مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ». كان يتذكر صرخاتها المدوية بكل خلايا دماغه العصبية وكانما كانت تنخر به وتنخر،واصل شرب الكاس تلو الكاس حتى أنه لم ينتبه بأن الكازينو قد فرغ تماما ولم يبق إلا هو وبوراك الذي لم يعد يفهم حالته تلك والذي يسقيه المشروب. لا شيء الآن سيوقف سيل أسئلة الندم الموجعة التي انطلقت برأسه ولو هرب لآخر الأرض، إنه ضميره الذي يؤذيه أكثر من أي شيء. حل الصباح على المدينة، صباح ليل طويل عليه وعليها. عاد امير للقصر يمشي مترنحا بالكاد يعي ما الذي يجري حوله فتوجه مباشرة لغرفته ثم أخذ حماما وغير ثيابه ليطلب بعدها قهوة ثم توجه لابنته واطمئن على حالها ليخرج بعدها من القصر مباشرة قبل أن يلتقي بوالده. بدأت ريحان تستفيق شيء فشيء بعد أن نامت بمفعول الدواء لساعات، فتحت عيونها المتورمة قليلا بتثاقل، ثم وضعت يدها على رأسها لتردف: أخ رأسي ما هذا الألم. أخذت نفسا عميقا ونظرت يمينا ويسارا فلمحت امرأة مستلقية هناك على الأريكة. كانت مليكة ممدة مقابلة لسريرها او بالأحرى لقبرها الذي يتحرك فوق لهيب من نار، لقد حاولت النوم بعد أن نظفت ما سببه أمير من فوضى لكنها لم تستطع فحال تلك الفتاة كسر قلبها وأوجعها وجعلها تسهر ما تبقى من الليل تراقبها بعين حزن، إنها امرأة اول ما خيل لها ماذا لو كانت هي او اختها او ابنتها مثلا هناك بذاك الموضع. استفاقت الجميلة ولم تنطق ببنت كلمة، أوجست في نفسها خيفة من تلك المرأة، خطر على بالها سريعا لربما هي شريكته وتنوب عنه في حراسة البنات اللواتي يخطف ويحبسهن، أو لربما هي الرئيسة والمدبرة، ليس ذنبها ما صنعه بها من خراب جعلها تفقد الثقة في كل البشر. نظرت مليكة لريحان ثم قامت من مكانها وتوجهت إليها سريعا تبتسم تداري حزنها عليها: صباح الخير ريحان. لكن ريحان بقيت صامتة دون رد كانت فقط تنظر إليها وتضم ذراعيها على صدرها، وكم كانت تشبه طفلا أضاع أمه يحمي نفسه من عيون شر في الظلمة تترصد له بذراعيه الضعيفتين فقط، فامتطى صهوة الأمل لبرهة ظن أنه ناج لكن سريعا ما وقع وانكسر. تنهدت مليكة بضيق ففرت تلك الدمعة من مقلتيها لكن سارعت بمسحها مردفة: كيف أمكنه جلد هذه البراءة، ما اجملك من فتاة، لا تقلقي يا ابنتي ولا تخافي مني رجاء انا هنا لرعايتك وسأساعدك تمام، رجاء لا تخافي صغيرتي. لازالت تنظر فقط وحين نقطت أخيرا تحدثت ببض كلمات قائلة: أريد النوم. نعم أرادت النوم هربا من واقع يقتلها كل دقيقة من العمر. بقيت مليكة تنظر إليها مستغربة من ردة فعلها لكنها لم تشأ ازعاجها فتنهدت بضيق حزينة هي لتردف: كما تشائين ابنتي ارتاحي وساذهب وأحضر لك فطورا لتاكليه وتتناولي ادويتك. لفت ريحان جسدها الى الجانب الآخر لتتوقع على نفسها وتختار الصمت حتى دمعها وهجرها لحظتها، لا شيء سوى الصمت، وهل يوجد أبلغ من الصمت حديثا يا سادة؟ انسحبت بعدها مليكة وخرجت من الغرفة واقفلت الباب ونزلت للمطبخ لتحضير بعض الاكل،كانت تحضر الاكل وتبكي فرغم انها لا تعرف من هي الفتاة ولم تفهم من الموضوع شيئا إلا أنه رق قلبها لحالها ومما هي به. بعد مدة عادت مليكة بصينية الطعام دقت الباب لكن لارد لتدخل بعدها للغرفة مبتسمة لتقول:ريحان ابنتي يجب أن تاكلي دون اعتراض حضرت لك فطورا تذوقي اكل خالتك مليكة واعطني رايك. كانت بعيدة كل البعد عنها، تكاد تفقد كل حواسها وهي تغوص في تلك الحفرة ذات القعر الأسود المخيف لكن وما أن سمعت الصوت حتى فزعت وتحركت من مكانها وقفزت من السرير وكأنما رأت شبحا وهاهو يقترب منها شيء فشيء يريد أذيتها لتجلس ارضا مباشرة ثم بشكل هستيري وبصرخات تتعالى شيء فشيء بدأت تنتفض وتهز رجليها وتحرك رأسها يمينا ويسارا تخاله هو الشبح أمامها وقد عاد ليقتص منها الأمل والفرح والعافية وكل شيء جميل داخلها، صرخاتها تعلن أنها استسلمت، وأنها خسرت، سلمت قلعتها ومدت يديها لتؤخذ أسيرة المهم أن ترتاح من العذاب. صرخت بأعلى صوتها اسقطت به قلب مليكة أرضا: اتركني لا تقترب مني لا تلمسني اتركني، ماذا فعلت لك فلتذهب للجحيم. رمت مليكة الصينية جانبا فزعة فسقط كل ما عليها ثم ركضت إليها لتقوم باحتضانها مباشرة وبقوة قائلة: بسم الله، مابك يا ابتي، اهدئي ليس هنا أنا فقط هنا ولن يؤذيك أحد طالما أنا موجودة، اهدئي ريحان، بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله. بينما الأخرى لا تزال تنتفض وتبكي وتردد نفس الكلمات صارخة تشهق تشق صدرها والجبل حتى هدأت بعد حين بحضن مليكة التي كانت تبكي بحرقة عليها. خدعوني فقالوا ان كل اشراقة شمس يوم جديد سياتي الأمل، اي أمل؟ لقد أسدل الليل السرمدي ستاره على حياتي وأعلن الحداد _قالتها بضيق وسكتت. توقفت عن البكاء اخيرا بعد أن أدركت أن أمير ليس هناك، وأنها بأمان مؤقت ويجب أن تسرق منه لحظات قبل أن يعود الجلاد وتعود للجلد فتحدثت مليكة مستغلة هدوءها قائلة: أراح الله قلبك المهموم ياابنتي وألهمك الصبر والقدرة على التحمل يارب، ماذا صنعوا بك يا جميلة. ضحكت ساخرة لا بل قهقهت حتى خافت مليكة ثم أردفت بقسوة: وأدوني تحت التراب وأنا على قيد الحياة دون ذنب، لتعود وتسكت ثانية لكنها بقيت متشبثة بمليكة لمدة حتى هدأت تماما وسكنت مليكة مربتة على كتفها: اسمي مليكة وانا مربية أمير ابتعدت ريحان عنها فجأة فاوجست في نفسها خيفة لتردد مرتجفة: مربيته؟ مليكة برجاء تمسح على شعرها والأخرى لا تزال تستنكرها: لا تخافي يا انتي انا هنا لارعاك واهتم بصحتك لا لأجل أن أزيد من خوفك، ولو كمت مربيته لكني لا أرضى بالذي ألحق بك ولن أسامحه أبدا، المهم الآن عندي صحتك. ريحان بخفوت: صحتي؟! هههه وهل بقي من الصحة والعافية شيء؟ هو السبب بكل شيء اعانيه الآن انه اسوء شخص مر على حياتي، لا ليس شخصا إنه الشيطان. مليكة بحزن: حتى انا لا اعرف لم فعل بك كل هذا انه ليس هكذا صدقيني، أمير رغم عصبيته لكنه حنون وطيب. ريحان ضاحكة: ذاك؟! انظري (لتريها آثار اذيته) انظري إلى جسدي والى رقبتي والجروح التي بقدمي وقلبي وروحي وضحكتي وسعادتي، انظري الى وجهي، حنون وطيب إذا؟ هههه فعلا، لقد سقط عنه قناع البراءة لا اكثر هو هكذا قذر وحقير وعديم الاخلاق. سكتت مليكة لحظات ثم عادت تمسح على شعرها بحنية فاستجابت ريحان للمستها لقد كانت تبحث عن بعض فقط.من الحنان يحسسها أنها انسانة لها كرامة وتستحق الحب وبلمسة مليكة أحست بذلك، لتردف مليكة قائلة بخفوت: هش لا اريد ان تتعبي نفسك بالكلام اولا يجب أن تاكلي وتاخذي ادويتك وبعدها نتحدث كثيرا. ريحان: لا اريد اريد فقط الخروج من هنا او الموت. مليكة: لا قدر الله صغيرتي لا تقولي هكذا. ريحان بحزن: قد قت*ل كل شيء جميل داخلي لقد عذبني حتى انني لا اعرف ذنبي ما هو لقد حكم على روحي بالاع**دام. مليكة: لم انت هنا يا ابنتي؟ كيف اتيت الى هنا؟هل خطفك؟ ريحان بضحكة ساخرة: ههههه، اشتراني بحر ماله وأصبحت جاريته، يعني عدنا لعصر الدولة والجواري. مليكة: كيف؟ تحدثت أخيرا وأخرجت كل ما في جعبتها وحكت لمليكة كل الذي حدث بتفاصيله القاسية، لقد احتاجت أحدا لتفضفض له بعد الله سبحانه وتعالى علها ترتاح وها قد أتاها، تحدثت مطولا حتى تعبت لتسكت فجأة عن الكلام وهي تحتضن مليكة بقوة، كم كان حضنها سكنا رغم معرفتها القصيرة بها، يتيم يعيش الوحشة والغربة تشبث بيد مسحت على رأسه فرحا. يتيم الام فاقد للحب ويتيم الأب فاقد للأمان وهي فقدت الإثنين. بعد أن هدأت وكفت عن البكاء ساعدتها مليكة واوقفتها لتعيدها فوق السرير لكنها أوقفتها قبل أن تغطيها قائلة: أريد ان اصلي اولا. قامت من مكانها توضأت وصلت ودعت بينما مليكة جالسة هناك فقط تنظر إليها محتارة وغاضبة في نفس الوقت من أمير كيف أمكنه أن يلحق كل ذلك الأذى بتلك الرقيقة، لقد أحرق وردة تزهر في كل الفصول. لملمت ما وقع من الصينية وخرجت سريعا واعادت تجهيز اخرى وعادت قبل أن تنهي ريحان صلاتها. بعد لحظات فقط أكملت ريحان وسلمت وقبل أن تقوم من موضعها تحدثت مليكة لتقول: ابنتي يجب أن تاكلي الآن. ريحان بحزن: ليس لدي رغبة أريد النوم فقط. مليكة: ستفعلين ولا اريد اعتراضا وستشفين وسينتهي كل هذا الكابوس لا تقلقي ستفرج ان شاء الله هذه هي الدنيا يضعنا الله بامتحانات صعبة جدا نقول حينها انه ليس لدينا استطاعة على اجتيازها واننا سننكسر ونهزم ان حاولنا لكن حين نتجاوزها ننظر للخلف ونقول كيف أمكننا فعل ذلك بقوتنا الصغيرة، وهكذا انت ستتجاوزين كل هذا وتقولين حينها سبحان الله كيف استطعت فعلها من اين لي كل هذه القوة؟ انه رب العالمين لا يضع الإنسان بامتحان الا لأنه يعرف أنه يمكنه تجاوزه فسبحان من قال في كتابه"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" ريحان: صدق الله العظيم ونعم بالله خالة. مليكة: اها هكذا حلوتي ومن اليوم انت ابنتي اتفقنا؟ ريحان بخفوت: اتفقنا ثم ابتسمت ابتسامة طفيفة لتردد مليكة سريعا فرحة: سبحان من أبدع ذلك المبسم هيا تعالي ساطعمك بيدي. تحركت ريحان وعادت لمكانها لتأتي مليكة بالصينية وتضعها أمامها وتبدأ في إطعام ريحان بيدها فعلا، تناولت ريحان فطورها بصعوبة ثم أخذت دواءها وعادت لترتاح. وضعت رأسها على الوسادة وتنهدت لكن وسط تلك الحرقة التي خرجت مع أنفاسها يوجد بعض الراحة، فهل يوجد من أمل أن ينتهي الشتاء يوما؟ أم أن الأمل مات وكبر عليه أربعا يوم كبر على عمتها؟ في قلب كل شتاء ربيع نابض، ووراء كل ليل فجر باسم. خرجت مليكة من عندها ووقفت عند الباب تنظر ثم زفرت بضيق مردفة: لن أهنأ حتى تخرجي من هنا وترتاحي. لتقوم بعدها بالنزول للأسفل و الاتصال بالقصر فردت نيجار حينها لتطلب منها مليكة أن تعطيها السيدة جافيدان ردت جافيدان قائلة: اهلا مليكة لم كل هذا التأخير؟ أنتظرك من ساعة مليكة: اعذروني يا خانم لكن لا يمكنني العودة حاليا وقد طلبت الاذن ليومين كاجازة. جافيدان بتذمر: مليكة لقد قلت ليوم فقط والآن ليومين امرك غريب ماذا هناك ؟ ردت مليكة: قريبتي منذ أن وصلت أصيبت ببرد خفيف ولا يمكنني سأهتم بها ليومين حتى تتحسن وأعود لا يمطنني تركها وحيدة اعذريني يا خانم جافيدان: مع انني احس انك تكذبين لكن لا بأس ابقي ما شئت حتى تتعافى. مليكة: أستغفر الله،شكرا لك ياخانم. اقفلت الخط وعادت إلى الغرفة تطمئن عليها فوجدتها قد غفت لتقترب وتقبل جبينها بعق ثم غطتها وهمست قريبا منها: لن أسمح بأن يؤذيك أكثر أعدك، ثم انصرفت الى الاسفل مرة اخرى. مر اليوم بسلام كانت ريحان طوال اليوم شبه مخدرة بسبب الأدوية التي وصفها لها الطبيب نائمة اغلب وقتها وإن استفاقت أحيانا تبكي بصمت وأحيانا تبقى على حالها صامتة تنتظر فإما الإعدام او الفرج، بينما مليكة كانت تتفقدها كل حين وحين ولم تتركها لوحدها بتاتا. حل المساء... عاد أمير إلى البيت مساء ليطمئن على حالة ريحان,دخل لكنه لم يجد مليكة بالاسفل فقد كانت مع ريحان بالغرفة صعد الدرج وهو ينادي على الخالة مليكة وما أن سمعت ريحان صوته وكأنها أصيبت بصعقة كهرباء أتت من السماءفجأة، لقد قفزت من مكانها مرتعبة تردد بصوت يرتجف تمسك بيد مليكة بكل قوة: لقد عاد لقد عاد الشيطان سيفعلها سيفعلها ويأخذ شرفي لا تدعيه يفعلها خالة لا تدعيه يفعلها يجب أن اهرب يجب أن اهرب وأخذت تتحرك يمينا وشمالا كالمجنونة ومليكة بالكاد.تستطيع ان تمسك بها، لقد أصاب قلبها باليأس وأصبح كابوسها الأول الذي مجرد ذكر اسمه يفقدها صوابها تمكنت منها مليكة أخيرا وأمسكتها وحتضنتها بقوة وهي تبكي لتردد: اهدئي طفلتي لن يفعل لك شيئا انا هنا لا تخافي وما ان وصل أمير الغرفة حتى صرخت مليكة قائلة: عد ادراجك أمير لا تدخل. استغرب أمير كلام مليكة لكنه عاد للخلف لتخرج هي إليه مباشرة بعد أن تمكنت من تهدئتها وايقاف حركتها. أمير: مرحبا خالة لم اجدك تحت فتاكدت انك هنا اريد رؤيتها. أوقفته مليكة لتقول: لا تفكر بهذا حتى ستنتكس من جديد أمير بتذمر: اوو لا تبالغي مليكة: أمير انزل لتحت وانتظرني سآتي اليك ولنا حديث طويل. أمير: خالة لقد تحدثنا بالموضوع واخبرتك بكل شيء لا تكثري من الأسئلة لن تجني بسببها الا الم الراس. مليكة: أمير لتحت أمير يرفع يده مستسلما: حسنا. ذهبنا عادت مليكة لريحان التي كانت بمكانها ترتجف خوفا لتقوم باحتضانها وهي تقول: لن يؤذيك ثانية لا تقلقي ريحان: لا تتركيني خالة، كانت تقولها وكانما مليكة هي طوق النجاة الذي بعث لها فجاة. مليكة: انا هنا لا تقلقي سانزل للاسفل واعود اليك. لازالت تتحدث وترتجف وتمسك بيد مليكة بقوة دون وعي لتفلتها بعد حين بعد أن اتأكدت أنها ستحميها منه ثم قامت بتعديلها بالسرير وتغطيتها حتى هدأت تماما لتخرج بعدها. كان أمير واقفا عند باب الصالون الزجاجي ينظر خارجا للأمطار المتساقطة بغزارة وقتها لتاتي مليكة إليه فقطت شروده عنوة لتقول: مابك امير؟ أمير: ما بي؟انا بخير مليكة: اقصد ريحان لم احضرتها الى هنا؟ أمير ببرود: يعني لم ارغب في قول هذا لكن أنت طلبت سماعه، هي مجرد فتاة عادية ككل فتاة للتسلية فقط بائعة هوى ستأخذ أجرها، عفوا لم اقصد قول الكلمة لكني مظطر فقد نصحتك أن لا تسالي. مليكة بغضب: أستغفر الله العظيم من كل ذنب أثيم، وإن كان كما تصفها وما تفسير حبسك لها وما فعلته بها وكل تلك الآثار التي على جسدها هل للتسلية ايضا؟ المفروض تأخذ اجرها وتنصرف؟ أمير: لاربيها فقط على لسانها السليط لا تقلقي ولا تشغلي بالك بها. مليكة بحزن: لا اصدق انت لست أمير يستحيل اعرف انك عصبي لكن ليس لهذه الدرجة اتعلم انه يمكنها أن تسجنك لسنوات؟ أمير مقهقها: هههه لا تضحكيني خالة. مليكة: اجلس أمير اجلس اولا لنتحدث ولا تثر غضبي أكثر أمير: بامرك تفضلي تنهدت بضيق واردفت: لقد اخبرتني ريحان بكل شيء بتفاصيله منذ ان خرجت من باب بيت عمتها لحد اللحظة التي اغمي عليها بعد أن حاولت الاقتراب منها ثانية. أمير: اسمعي لآخر مرة ساتحدث بهذا الشيء لقد اشتريتها بمالي هذا اولا وثانيا لا تصدقي كل شي انت طيبة وتصدقين لكنها تكذب. وهي ملكي ويمكنني فعل ما اشاء بها. مليكة: ما تقوله لا يطابق المنطق بالتأكيد هناك سبب. أمير: بالتأكيد السبب هو أنها تعجبني وهي وسيلة اشتريتها لإشباع رغباتي وايضا لقد سمعت القصة من ناحيتها فقط وهذا ظلم. مليكة بتذمر: لا حول ولا قوة الا بالله من أخاطب انا؟ كف عن ذكر كلمة اشتريتها بمالي هي ليست عبدة ليست جاريتك عصر الجواري ول واندثر مع الدولة العثمانية. أمير: ومن قال إنها عبدة؟انا لم افعل انت من قلت هذا مليكة رافعة يديها للسماء: ألهمني الصبر يا الله،ان لم تكن كذلك لم لم توافق على طلبها؟ أمير: اي طلب ايضا بما حشت راسك تلك؟ مليكة: تلك اسمها ريحان وما أقصده لو لم تكن طاهرة وشريفة عفيفة لما طلبت الحلال. أمير: طاهرة وشريفة معا؟اليس كثيرا عليها؟ لقد احضرتها من كازينو للقمار، للقمااار مليكة: وليكن ليس كل من يعمل هناك فاسد ابني فكر قليلا بها فك أسرها واتركها تذهب أو تزوجها بالحلال وارح قلبها وستكون ملكك للابد. أمير: اي زواج هذا؟اولا لن اتزوج ثانيا لن اتزوج واحدة مثلها بالتحديد ولن احررها باحلامها الخروج من هنا. مليكة: ابني حتى لو لم يكن زواجا موثقا من قبل رئيس البلدية المهم بالحلال هي حتى لم تطلب اي حق كزوجة فقد تريد أن تسلمك جسدها بالحلال. أمير: كيف؟لم افهم مليكة: تحضر امام المسجد وبما أنها وحيدة يمكن لأحد أن يكون وكيلها ويزوجها لك وانتهي أمير مقهقها حتى ظهرت نواجذه: اوووه خالة نكتك جميلة مليكة بغضب: اه صحيح آسفة لقد نسيت انت لا توجد كلمة حلال بقاموسك ليكن بعلمك إن لم تتزوجها سآخذها من هنا واذهب بها بعيدا وانس حينها أن هناك امرأة ربتك اسمها مليكة يبدو انني لم أربك جيدا، وجعلت منك متسلطا ظالما. طالعا بغضب يعقد حاجبيه يضم يده حتى تركت أضافره أثرا في كف يده ثم قام وانسحب من مكانه وخرج مباشرة دون التلفظ بحرف واحد. قاد سيارته مسرعا وتوجه لمكانه المعتاد عند الساحل وبالتحديد عند المنارة فصف سيارته ونزل هناك ووقف عند الحافة وحيدا يطالع البحر، كان يختنق من كل تلك الأفكار التي براسه بقي يفكر ويفكر ويشكي للامواج حالته وضياعه في دنيا المعاصي. دون أن يدرك هو يحاول الهروب، لكن لا يعرف من ماذا؟ من أمير أو من ريحان او من أفعاله أو من كل ذلك مرة واحدة. أحيانا نختار الهروب سبيلا علنا نستطيع الانتقام من أنفسنا لكن في النهاية نكتشف أن حتى الهروب ذاك ما هو الا انتقام للنفس منا. وهكذا بقي هناك، يفكر وكم من أفكار توجع أكثر من جروح الجسد وعلله حتى تعب جسده وقرر العودة للقصر ليستريح فعاد ودلف غرفته واستلقى على السرير يطالع السقف وهاهي ريحان تظهر له هناك أمام عينيه، التفت سريعا للجانب الآخر لتظهر مرة أخرى عند زاوية الغرفة، اعتدل وجلس مرددا: اللعنة، ماذا؟ هل أصبحت شبحا يطاردني؟ لكن قطع حديثه معها صوت هاتفه وقد كانت نازلي ليقوم بالرد عليها بخفوت قائلا: ماذا هناك نازلي؟ نازلي: أمير اين انت؟ أمير: نازلي الوقت متاخر ماذا تريدين؟ نازلي: لم لا تات الي؟ أمير: هل انت ثملة نازلي؟ نازلي: بل وحيدة حتى ابنتي ولا تريد البقاء معي أمير بتذمر: اف نازلي أنت من تخليت عنها اولا ولا تتوقعي أن تأتي اليك وهي تفتح ذراعيها. نازلي بحزن: ألن تسامحني؟ أمير: لقد نسيت الأمر من أصله انت لك حياتك ولي حياتي. نازلي بخفوت: لكن لم اقصد تركك صدقيني أمير:فعلتها وانتهى والآن لم اتصلت؟ نازلي: أنا لا أزال... أمير: عفوا انا اقود وساقفل الخط مع السلام ليقفل الخط سريعا ويرمي الهاتف بعيدا عنه مرددا: هذا ما كان ينقصني أنت ونوبات هرموناتك الليلية. ثم تمدد بس? القسم الثاني: في البيت الملعون على سفح جبل شاهق عادت العافية لجسد الجميلة، لجسدها فقط لكن قلبها لا يزال يعاني البلاء ويتألم، لقد مر المرّ واستطاعت تجاوز كآبتها فقد بلجوئها لخالقها وتهجدها ليلا وقرب مليكة منها واحتوائها والتخفيف عنها قدر ما استطاعت الى ذلك سبيلا، ظنت أنه لن يمر ولن ترتسم ضحكة على وجهها يوما بعد الذي لاقت، لكنه مر وابتسمت أيضا واصبحت تتحدث الى مليكة بطلاقة ورحابة صدر لا تخشاها ولا تخاف شيء فقد وجدت فيها شيء من حنان الام التي فقدتها منذ طفولتها وحنان عمتها التي تركتها فجأة لياتي بعدها الطوفان. ارتاحت ريحان خلال تلك اليومين من رؤية جلادها القاسي القلب الذي لا يرحم لكنها لم تنس أي تفصيلة من ملامحه الشيطانية ولا كلماته ولا أفعاله وكلما رفعت يديها لربها دعت أن ينتقم منه وينجيها. في مساء اليوم الثالث.... كانت الجميلة جالسة عند طاولة المطبخ تنظر للخالة مليكة وهي تحضر لها حساء الكفتة الصغيرة الذي اخبرتها بأنها تفضل وان عمتها كانت تحضره لها كل اسبوع، سعيدة هي بكل ذلك، تصدق أن الأذى مر وأنها الآن على محراب الأمل والفرح واقفة تنتظر دورها كي تأخذ منه ما يكفيها لتستطيع أن تحاربه به من جديد حين يعود. كانتا منسجمتين بالحديث وتضحكان كل حين، قصص مليكة التي لا تنتهي وما مر عليها سنين عمرها، وقصص ريحان البسيطة من قريتها ومغامراتها مع محمد ابن الخالة عائشة وعقاب عائشة الذي لا يسلم منه أحد، هكذا ليفتح أمير الباب عليهما فجأة. نظرت ريحان ناحية الباب بفزع وجلست باستقام ليدخل هو وما إن نظرت في عينيه حتى غص قلبها وأحست أنها ستختنق فتحركت من كرسيها مسرعة متجهة لفوق فليس لديها سبيل نجاة منه غير الهرب، لكن أمسكتها مليكة سريعا قبل هروبها قائلة: ابنتي الى اين؟ اومأت بالنفي قائلة: سيؤذيني، لا يمكنني اتركيني اذهب. مليكة بحزن: لن يفعل انا هنا لا تخافي يا ابنتي. رددت بخوف تحتمي بمليكة : انه بلا ضمير، الشيطان ليس لديه عزيز لن يرحمك أنت أيضا وقد يؤذيك بسببي. مليكة بحزن: تعالي لن تذهبي لاي مكان انا هنا لن يقترب منك أحد لا يستحق كل هذا الخوف، كل ذلك وهو واقف ينظر ما خلفت أفعاله بها. عادت ريحان لكنها اختبات وراء ظهر مليكة كما يختبء الطفل الخائف من شيء خلف ظهر امه، كانت فعلا مرتبعة فقد أصبح كالكابوس المخيف بالنسبة لها يداها تتعرقان وجسدها يرتجف. اقترب قليلا وقبل أن يسلم نظر إلى ريحان قائلا: ها أراكي خرجت من قوقعتك أخيار وأنت بخير ايضا؟ لم تنطق هي ببنت كلمة فقط خائقة تنظر إليه بعيون جاحظة. لقد كان مشوار السعادة قصيرا جدا لدرجة انها لا تزال تقف فرحة تلك.الطفلة تنتظر حصتها من الأمل لكن أتاها وسحبها من الطابور الطويل ذاك وأعادها إلى عالمه تلك الحفرة التي يسكنها الخوف. ابتسم بمكر ثم أردف: انت اذهبي وارتدي شيء لائقا وانت يا خالة اريدك للحظة خارجا. تشبثت ريحان بمليكة وكأنها لاتريد منها أن تتركها للحظة لتلتفت مليكة إليها وتقول بهمس: ساعود لا تخافي. اومأت برأسها بالنفي ولا تزال تنظر اليه فلامست مليكة وجنتها بحنية وابتسمت بحب لتبعث شيء من الأمان داخلها جعلها تفك قبضتها عن ذراعها الذي كانت تشده بقوة. خرجت مليكة مع امير الى الخارج ووقفت بالقرب من الباب ثم سألته بجدية: ماذا هناك الآن؟لم عدت؟ أفزعت الفتاة زفر أمير مردفا: لقد أحضرت الامام كما طلبت وسافعل ما قلت لي و أحد معارفي سيكون ولي أمر تلك المسماة ريحان. ابتسمت مليكة أخيرا ورددت فرحة: احسنت بني، رغم أنني لم أسامحك على ما صنعت بها ولن افعل اصلا لكن يكفي انك ستريحها. أمير: لنفعل ما طلبت ولنرى نهايتها رغم أنني لم أفعلها قبلا لكن لأجلك فقط. مليكة: لأجلك انت ولاجلها هي، لأجل أمير الإنسان. في وقت سابق (في الليلة التي مضت كان وقتها أمير في السرير يتقلب كل حين يمينا ويسارا يحاول النوم لكنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، يفكر بموضوع الزواج وما طلبت منه مليكة، كيف سيفعلها وهو لا يعترف بزواج كهذا بالأصل. اعتدل وتنهد بحنق ليقول: سافعلها واتزوجها بالنهاية ليس مدنيا وبلا وثائق وهكذا ساضمنها لي دون أن تعترض وافعل بها ما اشاء فهي زوجتني حينها، كذلك لا يمكنها ان أفلتت مني وهربت أن تبلغ عني الشرطة فهي زوجتي، أو تثير بلبلة وتلفت الإنتباه حولي وانا لدي اسم وسمعة بالبلد أو لربما بهذا الزواج السخيف ساضمن عدم هروبها اصلا. بقي على حالته تلك مدة يفكر ويحادث نفسه ليقرر بعدها أن يتزوجها) في الوقت الحاضر.... عادت مليكة للداخل لتجد ريحان بمكانها لا تزال وقفة تنظر ناحية الباب و تنتظر فتحدثت بلطف قائلة: ريحان حبيبتي هيا اذهبي وغيري هذا الفستان وارتدي شيئا بسيطا. ردت ريحان: لماذا؟ مليكة مبتسمة: افرحي، لقد جاء الفرج أخيرا، سيفعل كما طلبت حبيبتي ويتزوجك شرعا مؤقتا وبعد مدة أنا متأكدة بأنه سيوثقه بالبلدية مدنيا. سكتت ريحان تستوعب ما قالته مليكة، وحين حدث فرحت وحمدت الله عز وجل مردفة: لقد انتهى الحرام، لكن لربما يق***تلني قبل ان يوثقه فهو مجرم. مليكة: ها لا تبالغي ريحان وهيا حبيبتي اذهبي وافعلي ما طلب، ثم انا لا يمكنني حمايتك دائما والمهم ايضا ستبقين ريحان الطاهرة العفيفة ولن يشوه طهارتك أحد، أيضا هكذا سأطمئن عليك قليلا. ريحان: إن شاء الله مع انني اكرهه بقدر كل الكراهية التي وجدت على الأرض كيف سأبتلعها أنني زوجته. مليكة: لا حل، هذا السبيل الوحيد للحلال. ابتسمت ريحان تداري تلك.الدموع التي تجمعت داخل عينيها كي لا تنزل ثم اردفت: وانت قلتها، المهم بالحلال ولا أكره نفسي أكثر. توجهت الى الغرفة لتغيير ملابسها تتحرك ببطئ تتخالف قدماها، قلبها لا يريدها أن تكون حلاله لكنه سبيلها الوحيد للنجاة، إنها غريقة تلاطم الموج ولا يد مندت لتنقذها غير يد العدو الذي أغرقها بالأصل. طالعتها مليكة وهي تصعد الدرج مترنحة لتزفر بضيق مرة أخرى مرددة بهمس: من يعلم لربما بعثك الله إليه لتكوني سببا في هدايته وإخراجه من مستنقع المعاصي الذي وقع به "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" الحمد لله على كل حال. بعد مدة قصيرةلف أمير البيت يحمل صندوقا كبيرا بيديه فطالعته مليكة مستفهمة ليتحدث قائلا: ضعيه بالغرفة واطلبي منها أن تفتحه مليكة: أمرك بني، ها أمير حين ينتهي الأمر سأعود للقصر لقد أطلت الغياب ولا اريد لأمك أن تشك بشيء أو تشاجرني، أنت تعرفها جيدت أمير: حسنا يمكنك الإنصراف حين ننهي كل شيء وشكرا لك خالة. مليكة: انت فقط لا تؤذها بني وانا لا احتاج شكرا هي مثل ابنتي. ابتسم ورد: أنت دائما هكذا قلبك طيب وتصدقين الجميع، لا بأس والآن خذي الصندوق ولننهي هذا الزواج السخيف فقد مللت. تأففت مردفة: ماذا كنا نقول. أمير ضاحكا: حسنا حسنا لا تغضبي. مر الوقت و تم الزواج كما يجب وانتهى كل شيء بهدوء وأصبحت ريحان زوجة أمير على سنة الله ورسوله. انصرف الكل عدى مليكة التي بقيت مع ريحان تتحدث معها كانت تحاول تهدئتها وتقليل توترها، تمسح على راسها بحنية قائلة: لقد حدث كما أردت بنيتي وها أنت ابتعدت عن الحرام اغرورقت عيونها دمعا ففر البعض منه لكنها مسحته سريعا كي لا تحزن مليكة اكثر ثم تحدثت بصوت أجش: انا لم ارد يوما هذا، طوال عمري أحلم بفستان أبيض ورجل شهم أحبه ويحبني يكون لي عريسا وأهلي وأحبتي حولي فرحين، هذا ليس بزواج إنه ختم الحكم بالإ**عد*ام. ربتتمليكة:اعلم بنيتي لكن هذه مشيئة الخالق اصبري فقط فلا نعلم اين الخير في هذا تذكري سيدنا يوسف سجن لثمان سنوات كاملة وبعدها أصبح عزيز مصر واعلنت براءته مما اتهموه أمام الجميع. ريحان:ونعم بالله مليكة:هيا امسحي دمعك لا اريد الذهاب وانا مشغولة البال عليك هيا قومي وافتحي هذا الصندوق وارتدي ما به. ريحان:ماذا يوجد به ومن أحضره؟ مليكة:أمير،طفلتي انا سأغادر الآن احتضنتها ريحان بقوة لتقول:شكرا لك شكرا حبيبتي لن أنس ما فعلت لاجلي ما حييت وزوريني لا تنسيني. مليكة:استغفر الله،سازورك دائما حبيبتي غادرت مليكة الغرفة ونزلت للاسفل لتودع أمير لكن قبل خروجها عادت لتقول:بني اتقي الله فيها. أمير:شكرا خالة امي بانتظارك لا تتاخري اكثر. أليس لزهرة بيسان الحق في أن تطل بالأبيض كغيرها من بنات جيلها؟ أليس لها الحق في أن ينثر طريق خطاها بالورد وترمى بالورد؟ لماذا تحول لون فستانها الابيض إلى أحمر ملعون؟ لماذا فرش دربها بالشوك بدل الأبيض؟ لماذا يمسك الأمير برقبتها يخنقها بدل أن يمسك يدها يضمها؟ إنه قدرك عشق... بقي بالاسفل قليلا ثم توجه إليها كانت هي جالسة على حافة السرير تحمل ذلك الفستان الاحمر الجميل الذي كان من اختياره فهو معروف أنه صاحب ذوق رفيع وقد ذو ماركة عالمية لمصمم مشهور بالبلد، فستان على مقاس الجسم لكن له فتحة كبيرة في الظهر، لا أحجار عليه. دخل الغرفة وما ان فعل حتى وقفت الطود مكانها ولم ترمش حتى تنظر إليه بعينين متسعتين وتتنفس بضيق خائفة كعادتها، ليس ذنبها فهو كابوسها فاقترب اكثر ليقول: ماذا؟ ردت ريحان مستفهمة: ماذا؟ أمير مشيرا لذلك الفستان: أحضرته لترتديه لا لتتامليه ردت ريحان بغضب: لا يمكنني ارتداء شيء كهذا ماهذا الفستان المفضوح؟ تأفف أمير مضيفا: مستمرين بالعناد لا حل معك انت، اسمعي ساخرج قليلا خارجا وحين اعود اريد رؤيته عليك انتهى النقاش. عاد للخلف يبتسم بخبث وهي لا تزال تنظر إليه بصمت حتى خرج من الغرفة وتوجه للأسفل. تنفست الصعداء بذهابه أخيرا ثم حملت ذلك الفستان وبقيت تنظر إليه ثم رمته أرضا بكل قوة صارخة: يلعنك يلعنك اكرهك، يلعنك أنت وبيتك هذا وفستانك المقرف هذا، اف اف، لا حل مع هذا الرجل.ط، تعبت، تعبت وما عدت أستطيع، ساعدني ياربي، ساعدني وامنحني الصبر أو خذني إليك لحظات بكت فيها تشهق فينقسم صدرها ككل مرة ثم لملت شظاياها المتناثرة لتقوم بعدها من مكانها وترتدي ثياب صلاتها وصلت ركعتين اولا ثم انتهت من الصلاة ورفعت يديها ودعت خالقها لتقوم بعدها وترتدي ذلك ذلك الفستان بكل صبر وقوة. لقد ظهرت أميرة من أميرات الأساطير كانت مخبأة في ثيابها البسيطة، رغم تعبها البادي على وجهها وحزنها على ما هي به إلا أنها كانت جميلة جدا باللون الاحمر وشعرها الاسود الطويل الذي كان منسدلا خلف ظهرها يغطي جزء من ظهرها العاري ومن الفستان، مجنون العقل من رآها ولم يفتن. ارتدته ثم توجهت للمرآة كانت تنظر لجمالها لكن شتانا بين من تنظر لجمالها وهي تفتخر به وبين من تنظر لجمالها الفتان وهي تحتقره. نظرت للفستان المكشوف لكنها لم تستطع البقاء على تلك الحال ولا يمكنها تحمل أن ينظر إليها هو بنظاراته التي تخترق جسدها وهي بتلك الهيئة فما كان منها إلا أن حملت خمار صلاتها الاسود ووضعته على كتفيها العاريتين لتستر شيئا منهما لياتي هو بعدها إلى الغرفة وهي عند المرآة واقفة. وقف منبهرا بجمالها الأخاذ الذي يسحب العقل يتاملها دون وعي منه كان ينظر لتلك الفتاة التي عانت على يديه لايام كيف استطاعت أن تفتنه بجمالها البسيط بمجرد أن تزينت باللون الاحمر. انتبهت إليه بعد حين وهي تنظر في المرآة لتلتفت إليه سريعا وهي مرتعبة فقط تنظر بترقب الى ردة فعله وما عساه يفعل بعد أن أصبحت ملكه فعليا. اقترب منها ليقول: لماذا هذا؟ كان يقصد الشال الذي وضعته على كتفيها. مد يده ليسحبه لكن أوقفته لتقول: رجاء نظر إليها بجدية قائلا: هششش ثم سحبهواوقعه أرضا ليتمعن بها أكثر فهي كانت آية من آيات الخالق بالكون. أمير: واين العقد الذي مع الفستان؟ ريحان: لا اريد من فضلك. أمير مبتسما: لكن انا اريد وما اريده سينفذ والآن ليس لديك اي سبب لتعاندي أو تخالفي ما اطلب انا اامر وانت تنفذين فقط. ليحمل بعدها علبة العقد الجميل ويسحبه منها ثم لفها للمرآة وهي تنظر لنفسها وله ولعينيه اللتان تقدحان شرا ثم بدأ بوضع العقد على رقبتها تدريجيا بيسحبه لاعلى شيئا فشيئا وهو يقرب أنفاسه من رقبتها كالثعبان الذي يقترب من فريسته ليقذف سمومه بها ويشل حركتها. كانت ترتجف وهي واقفة بالقرب منه انفاسه الحارقة تخترق رقبتها الرقيقة الناعمة، إنها أمام أصعب امتحان مر عليها، لريما فقد أهلها والألم الذي شعرته حينها كان اخف مم هي به الآن. رددت هامسة داخلها: ساعدني يالله كي لا اقع ساعدني يا الله الهمني الصبر ماهذا الامتحان الصعب، كانت تتنفس بصعوبة فانفاسه هو كانت تخنقها وتسحب منها الهواء. وضع العقد على رقبتها ورفعه ببطئ، لم يكن يتحكم بحركة يديه فقد سكر من رائحتها العبقة ولم يستطع أن يقاوم، إنه سحر آخر أصابه بعد بريق وجهها، ثم وضع يده على خصرها ما جعلها تشهق بصوت خفيف كي لا يحس لكنه سمعها ليبتسم بمكر ثم لفها إليه وبقي يتاملها وهو يقول داخله: انها ترتجف انها خائفة عيناها ممتلئة بالدموع ودقات قلبها اسمعها من موضعي هنا. أما هي فما عاد لديها الكثير من الأماني، فقد ادركت عبث هذه الرغبة الغبية بها وكل ما ترجوه الآن أن ينتهي هذا الكابوس سريعا وترقد بعدها بسلام. ثم بدأ يقترب من شفتيها تدريجيا وقد اطبق نظره عليهما، اغمضت هي عينيها وهي تشد عليهما منتظرة فعلته دون اعتراض جسدها لكن قلبها وعقلها رافض لهذا تماما لا بل يمقته وبشدة ويلعنه الف لعنة ولعنة. يضع أفخم العطور لكن بقربها لا تفوح منه إلا رائحة الجيفة، إنها تشمئز منه وتشعر بالقرف وهو يقترب شيء فشيء وما أن لامس شفتيها البريئتين مجرد لمسة خفيفة حتى ابتسم ثم رفع رأسه لينظر بعينيها التي فتحتهما مستغربة فعلته فردد بخفوت: ليس الآن يا حلوة ليس لدي رغبة بك الآن في وقت لاحق. خرج بعدها من الغرفة واغلق الباب تاركا إياها واقفة تهب عليها رياح اليأس، صدمة تلو الصدمة فكم سيتحمل ذلك القلب؟ لا تعي شيئا مما يفعله فبعد أن أصبحت ملكه كليا لم يعد له رغبة بها. أهذا كل شيء؟ هل انتهت اللعبة؟ الن يأخذ غنيمته من نصره في حربه؟ لا جواب يشفي غليلها لتعود مجددا للتيه دون عزوة. نزل للاسفل ليجلس على الأريكة وهو يضحك سعيدا وكأنه انتصؤ وانتقم لغروره بعد أن ضعف أمام جمالها والأحمر. لم تطل سعادته وهاهي تعود وتظهر أمامه بتلك الهيئة، شكلها بالفستان، عيونها الكحلية الواسعة، جسدها الممشوق، شعرها الحريري، كل ذلك سحره وانتهى، ليخاطب نفسه قائلا بغضب: اوووه ما بك أمير نعم هي جميلة لكنها امرأة عادية ككل النساء اللواتي صادفتهن ولمستهن بحياتك لا يوجد بها شيء خاص عدا شعرها الاسود الطويل انه جميل حقا أيضا عيناها واسعتين تكاد تحتوي من ينظر اليهما، واظن ان لديها غمازة حين تضحك لست متأكدا لكن اظن أني لمحتها مرة، اف اللعنة ماذا اهذي أنا الآن سانام فهذا أفضل حل لتجنب هذه الأفكار السخيفة وغدا سنلعب بك قليلا ريحان يالماز. ليلقي بنفسه على الأريكة وينام بعدها مباشرة مثل الثور. أزالت هي ذلك الفستان وكانما حلت عليه لعنة فرعونية قديمة لا تفك الا بالموت والدم وازالت العقد الذي رغم جماله الا انه خنق رقبتها كالسلك الحديدي الملتهب كانت تبكي مع كل هذا بصمت. أعادت الفستان إلى الصندوق ثم العقد الى علبته ثم رفعت خمار صلاتها لتعيده لموضعه ايضا لتحمل الصندوق وتضعه جانبا مرددة: حتى ما تحلم به كل فتاة ليس من حقي وكانما حرم علي اللون الابيض وطغى على حياتي اللون الاسود وحتى اللون الاحمر لون العشق أصبح لون لعنتي الابدي. لك الله يا ريحان لك الله يا عشق. اندست بعدها بمكانها وبقيت كذلك حتى نامت بوقت متاخر دون أن تدرك ذلك حتى. حل الصباح... استفاق أمير متاخرا ومع ذلك كان هو الأول ليحمل ساعته الموضوعة جانبا وقد انتبه بأن الوقت تاخر. قرر الصعود للغرفة عندها، وصل للباب ليفتحه برفق شديد كي لا تحس على حركته وقد حدث ذلك بالفعل فهي لم تحس عليه حتى، اعاد اقفال الباب ثم ذهب لعند رأسها وبقي كذلك للحظات يتاملها ويتامل جمالها الفتان فسبحان من أبدع تفاصيل وجهها ورسمه باتقان. شيء من السحر ارتسم على وجهها، رغم تورم تلك العيون ورزقتها، رغم شحوب ذلك الوجه إلا أنه فتن، لم يرى غير البريق الذي توهج من وجهها السمح. ماذا حل بك؟ هل تمكنت من غرورك وهز كيانك؟ سأل نفسه المسنكرة لكلمة استسلام. بدأت هي بفتح عينيها بتثاقل بعد سهرها وما أن فتحتها والتفتت ناحيته حتى فزعت واعتدلت بجلوسها مباشرة خائفة فنظر هو لحالها ليقول: مابك ارايت كابوسا؟ ريحان بخوف: ماذا هناك؟ أمير: قولي صباح الخير اولا هيا استفيقي وحضري لنا افطارا اشعر بجوع شديد. ريحان: ليس لدي رغبة بشيء أمير: لا تغضبيني ريحان بتذمر: سافعل لكن لن اتناوله معك. أمير: كما تشائين مو**ت*ي جوعا إن أردت ،انا سادخل لاتحمم ساستخدم الحمام السفلي لن اشاركك هذا لا تفرعي وتبرزي عيونك ثم توجه للاسفل مباشرة. رمت الغطاء عنها بقوة ورددت تلحق تلك الكلمات به: اللعنة عليك، فلتذهب للجحيم يا هذا اف، ما أثقل دمه، ثم قامت من مكانها وتوجهت هي أيضا للحمام ثم غيرت ثيابها وتوجهت للاسفل لتبدأ بتحضير الفطور مباشرة. في الخارج أتت نازلي الى بيت أمير للبحث عنه بعد أن اتصلت به لمرات عديدة لكن دون رد فما كان منها إلا أن حملت نفسها وتوجهت للقصر ولم تجده ايضا فقررت بعدها الذهاب لبيته علها تجده هناك وتتحدث معه بعد اتصالها الاخير وهي ثملة فقد أحست بأنها قللت من قيمتها وهي كذلك. دخلت الحديقة وتوجهت للباب لتقوم برن الجرس. وضعت ريحان الصحون التي كانت تضعها فوق الطاولة جانبا ثم توجهت لفتح الباب بعد سماعها للجرس تردد بخفوت: من يا ترى؟ اتمنى أن تكون الخالة مليكة. فتحت الباب سريعا.... الفصل الخامس من هنا |
رواية عشق الفصل الرابع 4 بقلم كنزة
تعليقات