![]() |
رواية البريئة الفصل الخامس 5 بقلم ورود الضباب#البريئة_الجزء_الخامس ......... حملت ثوبي وركضت باتجاه الدرج لا أعلم أين اتجه أين أنا وماذا افعل هنا إلا أن تهان كرامتي بهذا الشكل نظرت للأسفل وكأن دوار اصابني أكاد من تعبي أهوي من هذا الدرج الشاهق الارتفاع متعبة جدا وكأنني منذ خلقت اركض ولم انعم بالراحة قط جلست على الدرج واجهشت بالبكاء لم يكترث لأمري ولا لبرودة الجو ولا الأرض التى اجلس عليها استرجعت شريط ذكرياتي وأمي وزوجة أبي وحياتنا ومآسي طفولتي كلها شعرت أن الألم هذه المرة أشد توغلا بروحي ألم مختلف لايشبه شيء إلا ألم الكي بوسط القلب بأداة حارقة وحادة كأن اطعن مرات متتالية ولاأموت قمت بعد تفكير طويل من مكاني ظننته سيلحق بي لكن لافائدة ودخلت للشقة أريد أن أبدل ثوبي على الأقل لكني لم اجده لا بالصالة ولا بغرفة نومنا يبدو أنه خرج للشرفة لكن الجو عاصف يومها وكأنه يغسل احزانه بالخارج أو وجع مدفون لايعلم به أحد دخلت للغرفة التى أشار لي عليها سابقاواقفلت الباب من خوفي وبدلت ثوبي المتسخ من الجلوس على قارعة الدرج فالوقت متأخر جدا وتكورت على نفسي ونمت وحيدة من فرط التعب لا أريد شيء لا أريد أن أعرف كنت أريد أن ارتاح وأنام مطولا فقط وكأنني عائدة للتو من حرب بتر بها أعز مايجعلني على قيد الحياة الا وهو قلبي وعندما اشرقت الشمس شعرتُ وكأنني بشقة مهجورة ليس بها أحد غيري لبست وفتحت الباب ورحت ابحث عنه لم اجده مطلقا لابد أنه نزل لشقة الوالدة تجهزت لأعود لبيت والدي لإنه كان صعبا أن أخرج بالليل وحدي البارحة فنزلت الى شقة الخالة لكي أودعها على الأقل فوجدتها تعد الحليب للصغيرة بخطوات متعبة تمشي بالمطبخ وصرخات بحر بالغرفة تبكي بحرقة لقد أوجعتني صرخات الطفلة وعلقت بروحي وتعثر هذه الجدة الحنونة التى بالكاد تستطيع المشي لا يوجد من يعتني بهما كل شيء بدى بارد وموحش هنا وكأن لاحياة بهذا المنزل القيت تحية الصباح عليها بعد أن وضعت حقيبة صغيرة بها بعض ملابسي على أسفل الدرج فقلت لها دعيني أكمل إعداد الحليب عنك فإنك تبدين متعبة! لم تسالني أي شيء فقلت : اذهبي وارتاحي يا أمي نظرت إلي والدموع تكاد تنفجر من مقلتيها بنظراتها اقشعر بدني وانتفض الدم بعروق جسدي لقد شعرت بذنب عظيم أن اترك هاتين العينين وأمضي هكذا دون رحمة مني فاقتربتْ مني وضمتني كأم حنونة وربتت على كتفي ومضتْ بصمت انتهيت من إعداد الحليب بسرعة وتوجهت لغرفة الصغيرة فإذا به يجلس ويحملها بين يديه ودموعه تنزل بغزارة على الطفلة وعندما لمحني استدار ومسح دموعه على عجلة خوفا أن المحه فوضع الصغيرة من يده وهرب للخارج لا يبكي الرجال إلا للشدائد أي ألم يسكن قلب هذا الشاب كم من الحب يكن لفقيدته ويحن للطفلة هل سمعتم عريس يبكي بصباحية عرسه آي وجع دخل لهذا البيت حتى غدى كل سكانه بهذا الألم كم كنت أريد أن يجيبني أحد ولكن كنت كمن وقع ببئر عميق مدركة أنه لم يسمعني أحد سكت كل الكلام حملت الصغيرة حاولت اعطائها زجاجة الحليب لكنها تبكي بحرقة وكأنها خائفة مني ناولتها لجدتها حملتها وهدأتها واعطتها الحليب فسكتت أخيرا لم استطيع رغم ماقاله لي يوم أمس بعد الندم أن أغادر بعد كل مارأيته من وجع هنا حل بهم الجميع فتراجعت عن قراري فورا وصعدت الشقة وأعدت حقيبتي وملابسي للخزانة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا سامحني يا الله أخاف أن اظلم أحد بوجودي غصبا عنه أيام عدة مرت ونحن كالغرباء تحت سقف واحد! لايحادثني ويهرب دوما عند وجودي وبتحاشى التقاء نظره بنظري إذا أراد أن يقول أي شيء يخص البيت والطفلة ادركت حقا أنه لن يتزوجني وأنه جاد بما قاله لي وصارت الصغيرة تتعود علي شيئا فشيئا حتى صارت تضحك لي فبضحكاتها كانت تنسيني همي وتعبي وغربة الروح بهذا البيت الهادىء ، وكنت أخذها لشقتي دومت وصرت اعتني بها واحممها باستمرار والبسها واسرح شعرها الخفيف واهتم بنظافة البيت بادواره الاثنان واشتريت القليل من شتلات الورد والزينة والجوري وزرعتها بحديقة البيت الخارجية وكنت اداوم على رعايتها وسقايتها حتى تفتحت منها الآزهار بألوان زاهية ورائحة فواحة فرحت الخالة جدا وكانت تحب أن تشرب القهوة معي هناك إذا نسمات عليلة وزقزقة العصافير تنسيك همك لقد حاولت أن تدب الحياة ولو قليلًا بهذا البيت لكنها مرضت بعد شهر ولازمت الفراش الفصل السادس من هنا |
رواية البريئة الفصل الخامس 5 بقلم ورود الضباب
تعليقات