![]() |
رواية عشق الفصل السابع 7 بقلم كنزةالحلقة السابعة من رواية عشق عنوان الحلقة: غرفة الظلام القسم الأول: عقل وقلب اشتبكوا كالمحاربين علي ارض ضائعه وكان صراعهم مرير... حارب العقل بكل ما أوتي من قوه ليلقي القلب سيفه متنازلا... لم يأبي القلب رفع الراية البيضاء، ودفع بكل قوته العقل ليسقط سيفه ارضا... وخرج القلب من قيود اضلعه راكضا ليعانق بروحه قبل نبضاته جسد قتل علي يده... فتلقي نظرة طاعنه لقلبه اشد من طعنات سيف عقله... طعنة تقول.. جفت دموعي ومزق جسدي وتهشم قلبي علي يدك وتأتي الان لتأخذ بقايا روحي بين احضانك... اتريد جنون عقلي ايضا، كيف تبدل نظرات عيونك من شرارة نار الي هدوء البحر؟ خفتت نبضات القلب قائله لن اجيب علي نظراتك، لانني لا اعلم ان كنت وحش أنا او أمير. سكنت حركاتها للحظات من الزمن بل ثوان تكاد لا تحس، سكنت نعم لكن ليس حبا ورغبة بل سكنت ذعرا، ما عساه يفعل، هل هذا طقس جديد من طقوس التعذيب خاصته؟ أم تراه جن فالتجأ للحضن ليبرهن لنفسه أنه لا يزال عاقلا؟ مرت تلك اللحظات أخيرا فاستوعبت أنها بين ذراعيه، ارتجف جسدها واستعت عيونها فهزت نفسها بقوة علها تنجو من أسره المفاجئ لكنها لم تقدر، أما هو فقد كان يحضنها مسلما زمرة القيادة لقلبه الذي كان ينبض بمحاذاة قلبها. زادت من حركتها وصرخت به: ما بك؟افلتني ياهذا افلتني. لكنه لم يفعل عنادا بها، أو لربما رغبة لقلبه الثمل بالقسوة، رغبة في أن يعيش إنسانيته من جديد، رغبة في أن يثبت لأمير أنه لا يزال بشرا لديه مشاعر ويحس. سحبت نفسها بقوة عنه، ما عادت معلقة بين الهزيمة والخذلان بل صنعت لنفسها شيء من النصر واستطاعت أن تنقذ نفسها قبل أن يبطش بها ككل مرة لتدفعه الى الخلف عنها، مرردة بغضب: اياك ان تعيدها مرة أخرى أليست لديك ذرة كرامة حتى؟ أنا اشعر بالغثيان كلما اقتربت مني كيف ترض على نفسك ان تقترب من امرأة تمقتك حتى الموت؟ نظر إليها بغضب وفي تلك الحظة ما عاد يشعر، لا بل ظهر الوحش واختفى أمير، شدها من ذراعها وهزها بعثر ما في جعبتها من أمان وسكينة ونثرها في ذلك القبر ثم ردد يشد على أسنانه: اياك ان تتمادي اكثر اقسم ادف*نك بمكانك ولا أبالي. بل هي التي لم تعد تبالي لتهديداته، ترهاته لم تعد تؤذيها كما السابق، مذ أن وئد عذريتها ما عادت تخاف وحشيته وغضبه فصرخت في وجهه قائلة: أنت مريض لست طبيعيا، أنا لا أخاف منك. وضع يده على فمها واقفله يكتم صوتها وردد قائلا: هس اخفضي صوتك سيسمعك أحد. ناظرته حينها باحتقار، حكت النجلاء بنظراتها كل شيء، صرخت تحت الكتمان تحاول تحرير حروفها قائلة: ايها الجبان مما انت خائف هكذا؟ أزاح يده أخيرا فالتقطت أنفاسها وعادت للمواجهة مرددة: انت عديم الشخصية وجبان حق*ير، لتكن عندك الشجاعة واخبرهم ما حقيقتك، واترك ذراعي أنت تؤلمني. ابتسم بمكر يستفزها عنوة ثم باغتها سريعا وأعادها للخلف بقوة ثم رماها فوق سريره فصرخت ، ذلك السرير الذي هجرته النساء سنوات هاهي تتمدد عليه أنثى، لكن مرغمة لا رغبة، سريعا قبل أن تقوم اعتلاها ليعيد يده مطبقا على فمها بقوة ثم اقترب من وجهها يرميه بانفاسه التي تحرق روحها وتمزقها بينما هي تحاول ابعاد وجهها عنه، فردد مهددا هامسا: اياك والصراخ وإلا سأفعل بك ما يحلو لي وأعيدك من حيث أتيت بك، ذلك المكان مسكن كوابيسك. اغتال قلبها، عذريتها، ابتسامتها، براءتها والطفلة التي بداخلها فخسرت، خسرت كل شيء حسن لدرجة أنه لم يعد هناك خسارة بعد كل الذي مر يستحق الحزن. تنهدت تحت ثقل جسده وهمست لعشق بخفوت قائلة: لا بأس، اصبري فلعل نصر الله قريب. أخذت تدفعه عنها وتحاول ذلك جاهدة لكنه أمسك بكلتا ذراعيها بيديه ليقول: احب عنادك، غضبك، رفضك لي، أنه نوع جديد من الاغراء لم ا أجربه قبلا وهو أفضلهم. نزع عن رقبتها وشاحها ذاك ثم نزل عليها بينما هي تهتز بين ذراعيه وتحرك رأسها يمينا وشمالا لا زالت تحاول فك نفسها لكن هذه المرة بلا خوف ولا دموع ولا صراخ ولا رجاء أما فهجم على رقبتها لكن...فعلت لكن به فعلتها، لم يكمل لقد توقف فجأة، شيء ما داخله هو منعه، شيء ما سحبه عنها وصرخ في وجهه "توقف" فتوقف ولم يفعلها، لم يقبلها. نظر إلى عمق عينها حتى أنه رأى انعكاسه بهما، لكن لم يكن أمير بل وحش له أنياب كبيرة بوجه قبيح مخيف، أوجس في نفسه خيفة من الذي رآه. أعادته بصراخها وهي تدفعه عنها، ابتسم لحظتها قائلا: أنت من طلبت هذا الزواج ووانا وافقت تحملي اذا عواقب طلبك السخيف هذا وتحملي ما سيأتيك مستقبلا لأنني لن أنهيه ولو بأحلامك يا عشق. ريحان بغضب: ستفعلها وستحررني من سجنك المظلم هذا رغما عن اطانفك ولا تلفظ اسم عشق بين شفتيك لأنه أطهر من أن يخرج من حلقك. زاد من الضغط على جسدها لتزيد هي من اهتزازها ومقاومتها له م تبعد جسدها عنه أكثر فأكثر مرددة :ابتعد ياقذر لاتلمسني اتركني. ليرد: أرني شجاعتك التي واجهتني بها منذ قليل هيا أم أن ضعفك وانت هكذا خرج للعلن. ريحان: انت هو الضعيف من يستقوي على امرأة هو الضعيف والجبان، قلت ابتعد اف تمكنت من فك نفسها اخيرا والوقوف سريعا تلتقط أنفاسها ثم نظرت بعينيه التي تقدح شررا لتقول مهددة: هي كلمة واحدة طلاق وتنتهي هذه المسرحية الهزلية ويرفع الستار وأنا لن أكون لك ياسيد تارهون ولو على جثتي. ثم توجهت لباب الغرفة وفتحته لتخرج مندفعة لكنه لحق بها وأغلقه سريعا ليحشرها عند الباب ويقول: طلاق لا يوجد حتى لو ركعت على ركبك باكية فاضت عيونها بالدمع وما عادت تستطيع تحمله، حاولت لكن دمعها سباق، فواجهته بنبرة جدية قائلة: ساقولها لآخر مرة لست زوجتك ولن أكون أنت أردت شيئا وأخذته ورغم دموعي وانكساري ورجائي لكنك فعلتها بدم بارد، ألم يشفع لك وجعي؟ ألم يشفع لك رجائي؟ أي قلب تملك؟ إذا هكذا واحدة بواحدة. عاد به فكره إلى ذلك اليوم، غاص أكثر في تفاصيله ووصل إلى اللحظة التي نزلت منها تلك الدمعة، في تلك اللحظة بالذات، في ذلك الزمن تلذذ لكن ما حاله الآن ضجر واضطرب وتوتر؟ عند كلمة رجاء التي خرجت من أعماق أعماقها تستغيث توقف فغص، تلك فعلته الشنيعة وذلك اغتصاب بالحلال، ليبتعد عنها مباشرة دون رد. انسحب وهاهو الوحش ينهزم في أول معركة ويسلم أسلحته وينسحب، أمام خصم كل السلاح الذي يقاتل به هو نظرات عيونه. خرجت وتوجهت لغرفتها راكضة تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها، عجبا لزمان أجبرها على البكاء صمتا. تحرك هو إلى الداخل ليضرب الكرسي الذي امامه ويسقطه أرضا، براثين الغضب والندم تأكله، أيقن أنه هزم وذلك الصوت القادم من داخله والذي قاومه كثيرا قد انتصر. دخلت غرفتها ورمت نفسها فوق سريرها وهي تبكي وتضرب والوسادة بع*نف وتردد بقهر: اللعنة، اللعنة، تبا لك ولأمثالك، أكهرك، تعبت والله تعبت ماعدت أستطيع التحمل. استمرت لحظات هكذا تحادث نفسها باكية ثم قامت ومسحت دمعها ونحو المرآة تحرك ووقفت، أخذت نفسا عميقا وطالعت انعكاسها بكل ثقة، ثم نفسها خاطبت قائلة: يكفيك بكاء عشق، هذا الشيطان لا ينفع معه البكاء فكلما رآك تعانين زاد في تعذيبك واحراق روحك وهو يتلذذ بذلك. أقلعت عن الضعف والطيبة والحب، إنه لذوذ بالفرار نحو الشيخوخة مع سبق الإصرار والترصد، اقتنعت أنها ستبقى محجوزة على هامش المشاعر دهرا، فغيرت الوجحة وهجرت كل شعور قد يزورها يوما. بقي هو لمدة في غرفته وداخله يتآكل من كلماتها تلك لم يتحرك من مكانه منذ خروجها يتذكر ذلك الصباح بتفاصيله ليخرج زفرة قوية من صدره ثم قال مخاطبا نفسه: الذنب ذنبي لانني سمحت لك بالتمادي حتى أصبحت لا تهابينني، لا بأس لنا مواعيد كثيرة للمواجهة، ثم قام وتوجه بعدها لغرفتها. اقترب يسترق السمع يريد معرفة هل نامت ام لا، لكنه لم يسمع شيئا ليقوم بفتح الباب والدخول بهدوء أما هي فقد كانت وقتهل خارج الغرفة. طالع زوايا الغرفة لكنه لم يجدها فتحدث قائلا: بالتأكيد هي في الحمام ليقترب منه لكن لم يسمع صوتا، طرق الباب لكن لا مجيب، خرج بعدها وذهب لغرفة اوزجي باحثا عنها لكن لا أثر لها ليتوجه للمطبخ عله يجدها هناك لكنه انتبه إليها وهو في طريقه للمطبخ تتحرك نحو الخارج. ركض الى الحديقة سريعا يربد اللحاق بها، أما هي وما إن وضعت قدمها خارج القصر حتى ركضت سريعا، تريد الهرب فلا سبيل للنصر أمام خصم أضعف منها قوة خمسين مرة، سارعت بخطاها تأكل الأرض لكن قدمها آلمتها ثانية فتوقفت قليلا وهدأت ثم تحركت ثانية مهرولة. خرج سريعا من بابا حديقة القصر وركض نحوها، لكنها ابتعدت كثيرا، صرخ يناديها: ريحاان إنهما البأس واليأس يناديانها معا، مجتمعان معا تحت ظلمة الليل، التفتت للخف ونظرت إليه مرتعبة فهي تدرك أنه لو امسك بها سيعاقبها أشد عقاب لتزيد من سرعتها، تمشي خطوات نحو الأمام ثم تنظر للخلف خائفة أن يلحق بها ثم تعود وتهرول ثم تنظر للخلف لتجده يقترب شيء فشيء، كيف لا وهو يركض وهي تمشي، لم تستسلم بل شدت عزيمتها وزادت من سرعتها، دموعها تسابق خطواتها فلم تنتبه للسيارات المارة بالطريق لتأتي سيارة سريعة وتزمر عليها بقوة، نادى هو من بعيد: انتبهي التفتت ريحان للامام لتجد السيارة قادمة نحوها وقبل أن تتحرك خطوة أخرى وقفت عند رجليها تماما. وقف أمير مكانه وقد تجمد الدم بعروقه وارتعش قلبه، اتسعت عيونه يطالعها بخوف، خاف أن يفقدها، بينما هي انكمشت على نفسها بقوة وهي تصرخ يا الله. كان قلب امير يكاد يشق صدره لحظتها لشدة خوفه من أن تكون قد أصيبت لكن ما ان سمع صاحب السيارة يصرخ بريحان قائلا انتبهي ياغبية حتى عاد لوعيه ليركض سريعا ويمسك يدها ويقول للرجل: متأسفون اخي. صاحب السيارة: بنل ينفعني أسفك لو ضربتها بالسيارة؟ انتبهي للطريق يا اخت. أمير: لا تؤاخذنا اخي تفضل. انطلق صاحب السيارة بعدها لينظر أمير لريحان التي لا يزال ممسكا بها بغضب أما هي فقد ذهب لون وجهها وشحب لشدة ارتعابها ليفصلها عن اندهاشها بتلك الطريقة ويقول: الحمد لله لم تصابي. ردت حينها بغضب: وهل يهمك امري؟ أمير: ليس حبا فيك بل لانني لا اريد لغيري قت*لك ويروح مني هذا الشرف هيا للداخل سريعا. ريحان: لن اعود واياك أن تهددنؤ. سحبها بقوة ليقول: لست انت من يقرر بل انا حاولت سحب يدها لكنه ا أمسكها بقوة وقيدها بيده وبدأ بسحبها ليتفاجأ بظهور جوناي أمامه، طالعت هي جوناي برجاء وتنفس بعمق، وأخيرا أحست بالفرج. أفلت يدها أخيرا وتحدث قائلا: أختي ريحان هل تاذيت اخبريني هل اصابتك تلك السيارة؟ ريحان: لا لا انا بخير لا تقلق. أمير: اختك؟ جوناي: بالطبع كذلك لكن ماالداعي لخروجك بهذا الوقت؟ وانت امير؟ نظرت ريحان لامير لا تدري ما تقول ليسبقها هو ويأخذ عنها الحديث قائلا: أرادت المشي قليلا عند الساحل لذا خرجنا وحدث ما حدث صدفة. جوناي: الحمد لله انك بخير هذا مايهم ومرة أخرى انتبهي ريحان أنت في اسطنبول المدينة التي لا تنام وليس بقريتك الصغيرة. ريحان بابتسامة مصطنعة: ان شاء الله أخي ثم خاطب جوناي نفسه ليقول:(أنت تكذب أخي لقد رأيتها تخرج من غرفتك مؤكد انك آذيتها بالكلام كعادتك يا أحمق) تحركوا للداخل فعادت هي لغرفتها بهدوء لقد خذلت مرة أخرى وهزمت، متى ستسترد الضوء والإبتسامة في حياتها؟ تتحرك بهدوء وامير وجوناي خلفها، وما إن دخلت حتى امسك جوناي ذراع امير ليقول: ماذا فعلت لها؟ أمير: أنا اخوك الأكبر لا تنس نفسك. جوناي بعضب: أنت ابق هكذا متغطرسا وستخسر الجميع وتجد نفسك بالاخير وحيدا. أمير : جوناي اخرس جوناي: دع الفتاة وشانا أمير فهي ليست كباقي الفتيات اللواتي عرفتهن قبلا . امير ساخرا: لم اعرف جوناي، ومن كلفك محام عن السيدة ريحان؟لم افعل لها شيئا حتى. جوناي: آنسة ريحان ايضا لقد رايتها منذ قليل تخرج من عرفتك باكية لا تنكر. سكت عن الكلام خرس مكانه، لقد حدث ما خافه ورآها شخص تخرج من غرفته ليلا، أحس بالخطر يقترب لكنه يجيد التملص كلص محترف فخاطب جوناي مهددا: انصرف من أمامي حالا ولا تغضبني وإلا. جوناي: مابك لم أصبحت عصييا هكذا ولا ترحم أحدا؟ أمير بصوت مرتفع: قلت انصرف. جوناي: حسنا حسنا لا تصرخ ستوقظ كل من بالقصر سأنصرف ومن غير تصبح على خير أحمق. امير بتذمر: طفل رد جوناي: غبي فكر أمير بالدخول لغرفتها لكنه تراجع ليقرر الخروج من القصر كله. كانت ريحان بالداخل كعادتها تمد يديها للدعاء وتناجي ربها بعد أن صلت فرضها لتقوم من موضع صلاتها وتتناول دواءها الذي كان نوعا من المهدئات القوية وتنام بعد مدة قصيرة. بعد مدة جاب فيها شوارع المدينة وجد نفسه عند الباب الكازينو... نزل من سيارته ليدخل سريعا للداخل حيث وجد شلة الفسق خاصته مجتمعة، اقترب وسلم على بوراك والبقية لكنه لم يشاركهم الطاولة رغم إلحاح الجميع عليه بأن يشاركهم اللعب لكنه أبى ذلك بحجة أن رأسه يؤلمه. أراد بوراك التوقف عن اللعب والجلوس معه لكنه رفض فقد رغب بالبقاء لوحده. جلس عند بار الكازينو ليقول: أنت اعطني اقوى مشروب عندك. النادل: بأمرك سيد امير. أمير: لا اريد كاسا فقط أريد قنينة كاملة، أريد الهرب من عيونها. يريد ان يفر من ملامحها السمحة وعيونها التي تطالعه بكره ومن صوتها ورقتها، ودموعها لكنه تناسى أن الأسماك تموت خارج البحر، يريد أن يتمرد على نفسه لكن النجلاء هزمته في عقر داره. أحضر النادل ما طلب ليباشر بشرب المشروب، كان يشرب الكأس تلو الآخر دون فاصل حتى بدأ يثمل وملامحها ثابتة بين عينيه، يتذكر الابتسامة، الملامح، الجسم الممشوق، الضفيرة الساحرة، يتذكر كل تفصيلة بها ليقوم بعدها بسحب هاتفه من جيبه ثم فتح صورتها وقام بتكبيرها ووضع الهاتف أمامه، تأملها كثيرا، صورتها العفوية وابتسامتها التي خطفت قلبه، ثم بدأ يخاطبها ويقول: لن أشفق عليك لن افعل سأعذبك حتى لو طلبت الرحمة مليون مرة أن أرحمك، لكنك جميلة كلما رفضتني اكثر أجدني مشدودا لك اكثر مبسمك يهيج قلبي الثمل ، شفاهك التي تقول لا لا في كل لقاء لاعيننا تاسرني بها، هدوؤك، صمتك، شجاعتك، جميلتي، اف ما هذه الحالة أمير تارهون. قلبه في محراب عينيها اعتكف، مريض هوى في مبسمها ولا غيرها يشفيه،. هو رجل بالحب لا يعترف، فماذا صنعت به الرقراقة ومتى بهزيمته سيعترف؟ نظر النادل إليه ليقول: أتتحدث معي أمير بيك؟ أمير: لا بل اتحدث معها ليشير الى الهاتف فاقترب النادل قليلا لكن أمير أبعد الهاتف عنه وأخفاه ليضيف: انصرف من أمامي لن أسمح لاحد برؤيتها إنها ملكي وحدي. أدرك النادل أنه ثمل لينصرف من أمامه ويعود لعمله. كانت إحدى الفتيات جالسة هناك تراقب امير منذ دخوله وتشاهد كيف يشرب دون توقف لتستغل ثمالته وتتجه نحوه مباشرة، جلست بجانبه وهي تستعرض جسمها الممشوق ولباسها الفاضح أمامه كانت تتمايل على كرسيها كي تلفت انتباهه لكنه لم يكترث لها. اقتربت أكثر لتقول: مرحبا يابيك. نظر إليها بطرف عينه لكنه لم يرد التحية. اقتربت أكثر ثم بدأت بملامسة يد أمير بطرف أصابعها لتقول بغنج: من الذي أزعج هذا الوسيم؟ أمير: وماشأنك؟ الفتاة بضحكة سخيفة: يمكنني أن ازيح عنك همك. نظر إليها ثم لموضع يدها ليخاطبها بجدية قائلا: انزلي يدك ابتسمت بمكر وردت: وإن لم افعل؟ طالعها برغبة ثم ابتسم بمكؤ ليقوم من مكانه ويمسك يدها ويقول: تعالي سحبها من الكازينو وأخرجها خارجا ثم ركب سيارته وفتح لها باب السيارة لتركب سريعا وهي في قمة سعادتها، لقد حققت نصرا وستكسب اليوم الكثير، هنا تذكر ريحان يوم فتح باب سيارته لها لكنها كانت خائفة ترتجف مطأطئة رأسها رافضة ركوب السيارة. تنهد بغصة ثم شغل السيارة وانطلق بسرعة حتى دون النظر لمن كانت بجانبه، فقط يريد أن يفر منها بأي طريقة كانت، بقي صامتا فقط يقود لتكسر هي ذلك الصمت وتقول: ألن تسالني عن اسمي حتى؟ أمير: وماحاجتي لاسمك؟ الفتاة: كما تشاء أمير بيك وصل لبيت الجبل ليترجل اولا ثم نزلت هي، دخل الحديقة ليجد الحارسين هناك جالسين يتحدثان ثم طلب منهما الانصراف والعودة صباحا ليدخل مترنحا بالكاد يعي ما يسري حوله وخلفه تلك الفتاة التي كانت تتمايل أمامهم بغنج ليقول أحد الحارسين بعد أن دخل أمير: أمير بيك محظوظ كل يوم مع فتاة جديدة،ليرد صديقه: وجميلة ايضا. أضاف الآخر: الدنيا حظوظ منذ أيام تلك الفتاة الجميلة جدا لدرجة اني اشتهيتها واليوم هذه. رد صديقه: توقف عن التلفظ بالترهات وهيا للننصرف أشعر بالتعب واريد أن أنام. كالعادة انصرفا وتركاه لمرحه، لكن ليست كتلك، لم تعنف هاته ولم تدخل مرغمة باكية ولن تجرب الهرب ولن تصرخ ولن تلعنه. ما أن دخلت بائعة الهوى تلك الى البيت حتى بدأت تتأمله وتتجول في كل زواياه دهشة من جمال تصميمه وفخامة أثاثه بينما هو توجه للمطبخ لأخذ مشروب ثم أحضر لها واحدا كان وجلس في نفس المكان الذي كان يجلسه بجانبها، جلس وشرب من كأسه،مع كل جرعة تظهر أمامه. جلست تلك على الأريكة ووضعت رجلا فوق رجل وارتشفت القليل من كأسها ثم تحدثت قائلة: ما أجمله من بيت! أعيش سجينة هنا طوال عمري ولا أطلب الحرية. نظر إليها مطولا ثم وضع الكاس جانبا ولا يزال صامتا، طالعته مستفهمة ثم رددت: أمرك غريب. ابتسم ثم قام من مكانه وسحبها وصعد بها للغرفة. كان ثملا لدرجة لا يدرك ما يقول أو مع من هو، اقترب منها أكثر ولامس بعضا من شعرها وابتسم، لم يكن يري أمامه تلك الفتاة بل عشق، ثم مد يديه ليضعهما على خصرها ويسحبها إليه حتى ارتطمت به لتقول: على مهلك يابيك أنا ملكك الليلة باكملها ولن اهرب. اقترب من رقبتها وهمس: أنت جميلة جدا، أنا أريدك ابتسمت وردت بهمس مماثل: كم ستدفع لي أولا؟ رد بخفوت: أدفع عمري كله لأجل مبسمك ردت بغنج: أريد نقودا لا عمرك، ثم وضعت يداها خلف رقبته ليقترب هو أكثر فأكثر، ضمها وقبلها بنهم ثم فصل قبلته وتحدث قائلا: الذي فعلته بي ريحان؟ كيف استطعت هز وكياني بهذه الطريقة؟ماسرك وما سحرك؟ كنت تلعنيني دائما لكن لعنتك أصابت قلبي فهمت بك حبا،ثم وضع اصابع يديه بين خصلات شعرها وأخذ يلمسه حتى الاطراف ليكمل: سواد شعرك الحريري يأسرني انت حور عين اتتني هدية من السماء، رغم أن الفتاة كانت شقراء، لترد هي في نفسها: ريحان من تكون هذه؟ واي شعر اسود هل هو أعمى؟ يبدو أن الرجل يحلم بحبيبته وهذه المهمة ستكون صعبة وليكن المهم نقودي. لكنه تراجع عن فعلته حين تذكر مقاومتها وآهاتها ليبعدها عنه قائلا: أريد النوم رأسي سينفجر. طالعته دهشة تحاول ان تستوعب ما يفعل لكنه فعلا تحرك للسرير ووسقط عليه مخمور فاقد لوعيه لينام مباشرة دون حديث. ناظرته برهة ثم قالت: ما هذا الرجل؟ هل هو عاجز أم ماذا؟ آخر همي سأنام وصباحا آخذ نقودي وانصرف. نام فعلا لكنه طوال الليل يهذي باسمها. أما هي تلك التي أصابته بسهمها، بعد أن فشلت في محاولة البحث عن حريتها تقبلت أسرها مرة أخرى بصدر رحب، تنظر فرج رب العالمين فهي تردك أنه مهما طال فهو قادم لا محالة، سلمت راياتها لكن مؤقتا فقط واستسلمت للنوم. حل صباح يوم جديد... استفاق أمير وفتح عيونه بتثاقل فأحس بألم شديد في رأسه يكاد يقتلع عينيه من موضعها ليقوم بالضغط عليه بيديه بكل قوة ليقول: اخخخخ رأسي سينفجر يبدو أنني أثقلت من الشرب البارحة على غير عادتي، ثم اعتدل قليلا بمكانه وفتح عيونه جيدا وتنفس بعمق، ليلتفت جانبا تلقائيا لكنه فوجئ بوجود فتاة تنام بجانبه لا بل صعق تماما واتسعن عيونه، كان يظهر منها كتفيها العاريتين وشعرها الاصفر المنسدل على الوسادة وقد كانت تعطيه ظهرها تحدث بخفوت قائلا: من هذه؟ احست على حركته لتبدأ بالاستيقاظ هي أيضا ببطئ أما هو فقد استمر بالنظر إليها دهشا،.استدارت أليه فوجدته جالسا فاعتدلت بمكانها وقالت: صباح الخير أيها الوسيم، ثم اقتربت محاولة تقبيله لكنه صدها قائلا: من انت؟ لترد: ما هذه من أنا؟ لقد أحضرتني البارحة معك انسيت؟ كانت ليلة لا تنسى وأنا مستعدة أن اكون معك متى شئت يابيك فقط اطلبني. طالعها لحظات مذبهلا وعاد بذاكرته إلى الليلة التي مرت لكنه لم يتذكر شيء، كل الذي تذكره أنه قابلها في الكازينو ولا شيء بعدها وعلى غفلة منها صرخ أمير بوجهها حتى فزعت ليقول: ما هذه الجرأة؟ انهضي هيا هيا سريعا وانصرفي من البيت سريعا لا أريد رؤيتك هنا وقحة. تحركت سريعا من مكانهت لترد : أريد نقودي اولا. سحب محفظته ورمى لها مبلغا معتبرا ضعف ما تأخذ عادة أمامها لتقوم بعدها بجمع النقود تلك وارتدت ثيابها وتهمت بالخروج، لكن حين وصلت لباب الغرفة استدارت وابتسمت وحادثته قائلة: من تكون ريحان التي كنت تهذي باسمها طوال الليل؟ ومستعد أن تدفع عمرك لأجل ابتسامتها؟ قوية من تفعل بك كل هذا، اذا كنت تحبها لهذه الدرجة لم تفعل هذه الأمور مع غيرها؟ أم أنه حب من طرف واحد؟ قالت كلماتها تلك ثم غادرت بعدها البيت سريعا،.فعلتها ولم تدر الحرب التي أشعلت فتيلها داخله، وحين خرجت للحديقة وقفت وعدلت نفسها قليلا ثم تحركت ثانية وهي تردد: يلعنك مريض نفسي، لكن لا بأس الصور التي التقطتها ستكسبني ثروة صغيرة تغطي على وقاحتك معي، ثم أمسكت هاتفها واتصلت لتجيب الأخرى مباشرة: ها هل فعلتها؟ الفتاة: فعلتها سيدتي والصور معي. لترد: احسنت والمبلغ سيصلك اليوم. أقفلت الخط وغادرت المكان مبتهجة مما جنت على جهتين. بقي بمكانه جالسا لمدة تائها بين قلب يتألم وعقل تأكل منه الحيرة يفكر بتلك الكلمات التي سمعها وكيف أنها استوطنت كل شعوره وإحساسه، اجتاحت عقله وقلبه وأصبح يراها بحلمه ويقضته. ليبدا بتذكر حين احضرها وحاول الاقتراب منها وكيف صدته وقاومته رغم ضعفها ودافعت عن شرفها،كان قلبه يعتصر ألما وندما عند كل ذكرى مما ألحقه بها من أذى، لكنه يعود للنقطة حين اكتشف انها عذراء.فتاة طاهرة، هنا رمي بظهره على السرير يتآكل ندما يحس بضيق داخل صدره يمنعه من أخذ نفسه بسلاسة، زفر بضيث واردف: آه أمير كيف انعمت عيونك لهذه الدرجة وعاقبتها بوحشيه على شيء لاذنب لها به؟ تحرك من موضعه يشعر بالضجر، لم يعد هناك مفر، وقف أمام المرآة وطالع نفسه، إنسانيته مع شقيقته وحقارته معها، وجهان لعملة واحدة، فخاطب انعكاسه قائلا: كيف تستطيع ان تكون الوجهين؟ ألا تخجل من نفسك ومن أفعالك أمير تارهون؟ أي نوع من البشر انت؟ اين تصنف؟ هي محقة انت شيطان رجيم بهيأة انسان، انت متكبر وجبان، وإياك أن تضحك ساخرا وتتظاهر باللامبالاة، هذه هي حقيقتك، هي تكرهك لا بل تمقتك حتى الموت ولها كل الحق بذلك ولن تسامحك مهما فعلت لاجلها لانك لا تستحق أن يحبك أحد، هل انت سعيد الآن؟ ليقوم بضرب المرآة بقوة حتى تهشمت لقطع صغيرة أمامه فنزفت يده لكنه تركها كما هي، ثم ارتدى ملابسه وخرج من البيت. استيقظت ريحان بصعوبة ايضا بسبب تأثير المنوم القوي، لتبدأ مباشرة بتذكر ما حدث ليلتها فزفرت بحنق وطالعت الحديقة خارجا قليلا ثم قالت: سيأتي يوم وانفصل عنك صبرا جميلا والله المستعان، ثم قامت من مكانها وجهزت نفسها وتوجهت لتوقظ اوزجي. دلفت الغرفة وايقظتها ففتحت الصغيرة عيونها وطالعتها مرددة بخفوت: صباح الخير ريحان. ريحان: صباح الخير هيا قومي ياحلوتي. اوزجي: حسنا لتقوم من مكانها متجهة للحمام لكنها تذكرت شيئا لتعود لريحان سريعا ووقفت امامها فاومأت ريحان مستفهة لتتحدث اوزجي قائلة : ريحان أريد ان أطلب منك شيئا. ريحان: أطلبي ألف شيء إن شئت. اوزجي برجاء: تحدثي مع بابا كي لا يرسلني مع ماما ستأتي اليوم لأخذي ولا أريد الذهاب معها. ريحان بجدية: اهع لماذا حبيبتي؟ انها والدتك وقد اشتاقت إليك حتما. اوزجي بتذمر: اووه وماذا سافعل هناك؟ ماما كل اليوم خارج البيت وأنا أبقى أغلب الوقت وحدي، كما أنها لا تسمح لي باللعب بحرية لأنها لا تحب الفوضى التي أخلفها بسبب اللعب. ريحان بابتسامتها الناعمة: حبيبتي كله أسبوع وتعودين ثم إنها ماما يعني مصدر الدلال. فكرت اوزجي قليلا ثم تحدثت بحماس: مارايك ان تاني معي؟ ريحان: اوزجي روحي لا تبالغب لايمكن ذلك اوزجي بحزن: لماذا لماذا ؟ ساشتاق لك ولغرفتي وبابا وألواني خلال هذا الأسبوع وسأمل هنام لامست ريحان وجنتها بحنية وقالت: ساتصل بك بشكل يومي حتى تعودي ونعوض ايام غيابك ونلعب من الصباح حتى الليل تمام؟ ابتسمت اوزجي وأردفت: تمام هكذا اتفقنا مع أنني لم أقتنع. تجهزت اوزجي وتناولت فطورها وتوجهت لمدرستها لتعود ريحان متوجهة لغرفتها لكن صادفت بطريقها جافيدان سلمت وممرت لكن الأخرى استوقفتها لتقول: انت التفتت ريحان ونظرت إليها ثم قالت: تفضلي ياخانم طالعتها جافيدان بتكبر ثم قالت: حضري لي قهوة واحضريها للصالون. التفتت ريحان حولها برهة، حاولت أن تستوعب طلب جافيدان وهي التي تعرف سبب وجود ريحان هناك لكنها لم تعاد، نظرت لجافيدان قائلة: حاضر ياخانم. توجهت ريحان للمطبخ وحضرت قهوة للسيدة جافيدان واخذتها لها لتجدها تتحدث بالهاتف. وضعت الفنجان جانبا واستدارت لتنصرف لكن استوقفتها جافيدان قائلة: الى متى ستظلين بغرفتك محبوسة لا تصنعين شيئا؟ طالعتها ريحان مذبهلة ثم أردفت: أنا؟! لتقاطعها وتكمل: اذهبي وساعدي الخدم في المطبخ نحن لسنا جمعية خيرية ولعلمك حين تكون اوزجي ببيت والدتها ستتولين بعض اعمال الخدم افهمت؟ نظرت اليها ريحان باستغراب لتنسحب بعدها وتعود لغرفتها دون رد، لكن هناك من شمع كل كلمة قالتها، اشتد غضيضه وغضبه فشد على قبضته بقوة وتأفف بضيق ثم أكمل طريقه نحو غرفته يردد: كيف تتحدث معها بهذه الطريقة؟ ثم قام بتغيير ملابسه سريعا وخرج من الغرفة وما إن وصل باب غرفتها حتى توقف وقرر الدخول، لكن حين اقترب سمع صوتها وهي ترتل القرآن وقتها. شيء ما جعله يقبعومكانه ويستمع لتجويدها الجميل،كان لحظتها تائها في بحر لجي يغشاه الموج فوق الموج حتى أنه لم ينتبه لتوقفها عن التجويد وخروجها من الغرفة، لقد غاص حد عمق قلبه يبحث عن ذاته، يبحث عن إنسانيته، عن فطرته، فأعادته هي من تيهه بصوتها قائلة: ماذا تريد؟ لم تقف هنا؟ القسم الثاني: عاد لواقعه لينتبه لوجودها أمامه ليقول: اسمعي نازلي ستأتي بعد قليل لأخذ اوزجي جهزيها وتجهزي انت ايضا. ردت سريعا: لا يمكنني الذهاب معها أمير.ضاحكا: ههههه ومن قال ستذهبين معها ؟ ريحان بتذمر: اف الا تمل أنت؟ أمير: هششش لا اعتراض أنت فقط تنفذين ما أقول، ثم انصرف من أمامها يمشي واثق الخطى، ثقة شكلية مزيقة لكن داخله كله خراب، كم مضى من سنين يعمر ذاته لبنة لبنة لكن ما صنع إلا الفراغ. بقيت تنظر إليه حتى غاب عن نظرها ثم توجهت للمطبخ لتساعدهم مرددة بين شفتيها: استغفر الله استغفر الله امنحني الصبر ياربي كي لا اق**تله. مضى الوقت بشكل روتيني حل المساء... عادت اوزجي من مدرستها وما أن دخلت حديقة القصر حتى توقفت سيارة والدتها التي عادت من سفرها هناك. نزلت نازلي من سيارتها لتنادي على طفلتها: اوزجي التفتت إليها الصغسرة لتقول: ماما، ثم ركضت ناحيتها فاحتظنتها نازلي بقوة قائلة: اشتقت اليك طفلتي اوزجي فرحة: وانا ايضا ماما لقد طال سفرك. نازلي: كنت انهي بعض الأعمال وها قد عدت والآن أتيت لأخذك معي سنقضي أسبوعا كاملا معا لكن اولا دعينا ندخل ونسلم على جدتك اوزجي: ماما اذا كان هكذا ايمكنني جلب ريحان معي؟ نازلي مستفهمة: ومن تكون ريحان هذه؟ ردت اوزجي بحماس: مربتي الجديدة، وصديقتي ايضا، أحضرها بابا. نازلي دهشة: ماذا؟مربية؟ وانا آخر من يعلم؟ هيا لندخل ونفهم ما يحدث ولي حديث آخر مع والدك. دخلت نازلي لتستقبلها جافيدان بحب وجلسنا تتحدثان وكان أول ماقالت نازلي: هل صحيح ان أمير احضر مربية لاوزجي؟ جافيدان: نعم منذ أيام عديدة نازلي بتذمر: لم يخبرني احد؟ جافيدان: لم أشا ازعاجك وانت في سفرك نازلي: ما يخص ابنتي يخصني لكن أمير دائما يعتبرني غريبة عن اوزجي، وأين هي هذه المربية الآن ؟وقبل أن تجييها جافيدان دخلت ريحان لأخذ الصغيرة فطالعتها جافيدان وابتسمت لتقول: ها لقد حضرت بنفسها. طالعتها نازلي من رأسها حتى أخمس قدميها ثم تحدثت لجافيدان قائلة: هذه؟ اقتربت ريحان لتركض اوزجي ناحيتها وتحتضنها بقوة ثم قالت: تعالي لاعرفك على ماما، بحلقت بها نازلي لحظات دهشة فكيف لمربية لم يمر على وجودها إلا أيام أن تؤثر على ابنتها بتلك الطريقة. اقتربت ريحان تمشي على استحياء لتقول: مرحبا قامت نازلي من مكانها ومدت يدها لريحان لتقول: مرحبا انا نازلي والدة اوزجي وانت ريحان طبعا ريحان بابتسامتها الناعمة: تشرفت بمعرفتك، لكنها بقيت تحدق بها وبجسم العارضة التي تمتلكه ولباسها الملفت ومكياجها البارز بشدة ايضا. نازلي: الحقيقة آخر شيء توقعته هو أن يحضر أمير مربية لاوزجي لأنه كان ضد هذه الفكرة ومكتف بخالته مليكة مربية لها. نظرت اليها ريحان دون حديث فلم تجد كلاما لترد لتكمل نازلي: لا يهم المهم أخبريني ما تحصيلك العلمي من أي جامعة تخرجت؟وكم لغة تتحدثين؟ قاطعتها جافيدان لتقول ساخرة: على مهلك فهي لم تدخل جامعة حتى. نازلي: كيف مستحيل؟ وكيف استطاعت تحصيل عمل كهذا وأن تكون مربية لابنة مهندس مشهور كأمير؟ نظرت جافيدان لريحان لتتحدث قائلة: ريحان خذي نازلي وجهزيها للذهاب مع امها. توجهت ريحان مع اوزجي للغرفة لتجهيزها وما إن غابت عن الأنظار حتى تحدثت نازلي لجافيدان قائلة: هل يمكن أن تشرحي لي ماذا يحدث هنا؟ جافيدان بتذمر: وانا مثلك لم افهم شيئا، يومها اتى بها أمير ووضعها أمامنا وقال هذه مربية اوزجي وهي قريبة مليكة نقطة انتهى. نازلي: مليكة إذا، قولي هذا من الاول بالتأكيد تحضر قرويين مثلها مستغلة حب أمير فهو لا يرفض لها طلبا لتحشرهم عند انوفنا قصرا جافيدان: دعك منها هي مجرد خادمة لا اكثر واخبريني عن رحلتك هيا. تحدثت نازلي في داخلها لتقول(ربما هذه القروية ستفديني)ثم بدأت بتبادل أطراف الحديث مع جافيدان(طنجرة ولاقت غطاها). في الغرفة، فاضت عيون الرقراقة دمعا بسبب ما لاقت من كلام مسموم وكم من كلمات قت**لت وأطفأت، وكم من كلمات أحيت وأثمرت، في حلقها غصة أنه لجم لسانها ولم تستطع الرد، حاولت أن لا تظهر حزنها لأوزجي لكنها فكرت بصوت عال فاردفت قائلة: كله بسببك انت. نظرت اليها اوزجي مستغربة لتقول: من؟ ابتسمت ريحان تداري دمعها وتوترها قائلة: لا أحد عزيزتي، كنت أفكر بصوت عال، هيا أنت جاهزة أمك بانتظارك. اوزجي متأففة: اووه لا أريد الذهاب. خاطبتها بلطف تحاول اقناعها لتقول: طفلتي بماذا اتفقنا؟ وأنت لم تعودي طفلة أيضا بل أصبحت شابة يجب أن تتصرفي على هذا الأساس. اوزجي: ولم اودع بابا حتى ريحان: سيزورك بالتأكيد فمن الذي يتحمل فراقك يا قطعة السكر انت؟ اوزجي:حين أعود ساجدك صحيح ريحان ضاحكة: هههه لن اهرب لا تقلقي. اوزجي: وعد ريحان: وعد ثم قبلتها بحب لتأخذها بعدها إلى والدتها ثم رافقتها الى سيارتها لتودعها. ركبت اوزجي سيارة والدتها بينما نازلي لم تفعل بل عادت ناخسة ريحان بينما الاخرى لا تزال واقفة مكانها ثم حدثتها قائلة: اريد رقم هاتفك فقد احتاجك بما أنك مربية ابنتي نظرت اليها ريحان دهشة لتقول نازلي: مابك ماذا قلت انا؟ لم انت دهشة؟ ريحان: ليس هكذا لكن لا أحفظه. نازلي: لا بأس هاتي هاتفك وسأسجله أنا. سلمتها الهاتف لتقوم بتسجيل رقمها وأخذت رقم ريحان وانصرفت بعدها من القصر وحين مضت في طريقها بدأت باستجواب اوزجي التي كانت تجيب ببراءة. عادت ريحان الى القصر لتتوجه بعدها لغرفتها تتحاشى جافيدان التي كانت لها بالمرصاد، فدلفت هناك لكن ماولبثت لحظات حتى أحست انها تختتق فخرجت إلى شرفة غرفتها وجلست هناك صامتة تحدث بالحديقة. عاد أمير الى القصر بعد يوم مجهد وتناول عشاءه متأخرا ليذهب إلى غرفته مباشرة، على غير عادته تحاشى رؤيتها تلك الليلة، على غير عادته هرب، على غير عادته انسحب قبل أن تبدأ المعركة، على غير عادته يشتهي رؤية وجهها ويتجنبه، لقد تورط وسيسعى وراء الهرب كل ما أتته الفرصة، إنه رجل لا يتخذ العشق سبيلا ولو اضطر. لكن ما ان استلقى على فراشه حتى اتته نيجار لتقول من خلف الباب: سيد امير حكمت بيك يريدك بمكتبه. أمير: حسنا انا آت. قام قبل ان يستريح وخرج من غرفته نحو ابيه، لكن ما أن وصل عند باب غرفتها حتى تفاجأ بها وهي خارجة لتصطدم به حتى كادت تسقط. امسكها سريعا ليقول: انتبهي. ابتعدت عنه سريعا وعادت للخلف فكلما لمسها يصاب جسدها بألم غريب، فتحدثت متجنبة النظر إليه: ماذا تريد؟ أمير: لا أريد شيء. ريحان بغضب: وماسبب مجيئك اسمع هذه المرة إن اقتربت مني اقسم ساصرخ وافضحك واقول لقد حاول الاعتداء علي. أمير ضاحكا بسخرية: هههههه، آه كم انت غبية، افعليها اين المشكلة وانا ساقول هي من دعتني لغرفتها لأنها.... لكنه لم يكمل، سكت على غير عادته أيضا، من يتلذذ بأذيتها تأذى هو من الكلمة قبل أن ينطقها، طالعته بحسرة وخذلان ثم خاطبته قائلة: لاني ماذا ها؟ أكمل. أمير: ابي في انتظاري ليس وقتك الآن ربما لاحقا ما بعد منتصف الليل، ثم اقترب ووضع يده على وجنتها محاولا لمسها أطراف أصابعه لكنها عادت للخلف لتفاديه وناظرته باحتقار ابتسم لها ثم غادر لمكتب والده. دخل وسلم وجلس متحدثا: فضل ابي طلبتني. حكمت: أمير مشروع المركز التجاري باضنة. أمير: ما به أبي؟ إنه يسير بشكل جيد. حكمت: وصلني أن المواد المستخدمة في البناء ربما تكون مغشوشة. أمير دهشا: ماذا؟ مستحيل نحن نستعمل أفضل الانواع وندقق بكل تفصييلة وكله بإشراف خبراء، من اخبرك بهذا؟ حكمت: أمير الأمر ليس بسيطا لذا طلبتك قد تتعرض لمشكلة كبيرة بسبب هذا، وقد تخسر الكثير إنه ليس بالمشروع البسيط وخسارة مناقصة دبي تكفينا. أمير بتذمر: اللعنة، لم تسوء الأمور معنا هكذا؟ حسنا ابي ساهتم بالأمر واسافر الى هناك واتفقد كل شيء،.فالمشروع تحت امضائي ويجب أن اهتم به شخصيا. حكمت: اهتم بالموضوع لا تهمل اي تفصيل. أمير: بأمرك ابي والآن ساعود الى غرفتي أريد أن أرتاح. حكمت: أمير انتبه لديمير وتحركاته سيعود للواجهة ويحاول الايقاع بك خصوصا انك جديد في إدارة الشركة وهو يسعى لتحطيمها منذ سنين عديدة. أمير: حقا ابي ما سبب هذه العداوة القديمة بينك وبين ديمير حتى راحت ضحيتها سونا، وها نحن نخسر كل يوم، ألم يحن الوقت لنعرف؟ حكمت: قصة قديمة جدا بني انس الأمر واهتم بما طلبت فقط. أمير: ومتى سنعرف هذه القصة التي تخفيها عنا ابي؟ حكمت: بوقتها أمير: اتمنى أن لا تخسر اكثر بسبب كتمانك للحقائق عنا، على كل تصبح على خير ابي اريد ان انام فراسي يؤلمني بشدة. انصرف عائدا لغرفته لكن حين اقترب من غرفتها توقف، حاول فتح بابها برفق لكنه فوجئ به مقفلا أما هي كانت تتوقع عودته إليها ففزعت مكانها مخافة أن يجد مدخلا لعرفتها كالمرة السابقة كانت تتحرك بالغرفة مرتعبة لكنه لم يدخل ليعود إلى غرفته مستسلما لرغبتها ويستلقي بسريره، وينام بعد أن تناول مسكنا قويا لتخفيف آلام الرأس. قيل"لا يبدأ الحب وينتهي كما نتصور، الحب معرمة، الحب حرب، الحب نضوج لا نهاية له". هو دلف تلك المعركة يتفاخر بانتصاره فخصمه ضعيف مغلوب على أمره، لكن خصمه غلبته بنظرة من عينيها. حل الصباح على المدينة الجميلة. استيقظ أمير متأخرا قليلا وتوجه للحمام ليأخذ حماما دافئا،ثم غير ملابسه وتوجه لغرفتها فدخل مباشرة دون طرق الباب. كانت تتناول فطورها وحيدة كعادتها هناك تجلس والصينية أمامها، تبتلع القيمات بغصة، ما هذا القصر؟ إنه سجن ذو خمس نجوم لا أكثر، تلك رغبة جافيدان أن تأكل بغرفتها ولا تختلط مع العائلة ولم تشا أن تخالفها، أيضا لم تكن تريد أن تجتمع معه بنفس الطاولة. نظرت اليه فزعة ورمت ما بيدها وتحدثت بجدية: اطرق الباب اولا افزعتني. أمير مبتسما: غرفة زوجتي أدخلها كيف اشاء لم تشا أن ترد على تفاهته ثم أكملت تناول فطورها بينما هو بقي مكانه ينظر إليها مدة ثم قال: تجهزي هيا، ساتناول فطوري وأخرج سانتظرك خارج القصر لا تتأخري. حملت صينيتها ثم مرت بجانبه لتقول دون النظر إليه: انتظر كما شئت لن آتي. لكنه أمسكها و هزها حتى أحست بالدوار ما جعل الصينية تقع منها ثم نظر بعيونها بغضب ليقول: قلت سأنتظرك وستأتين وإلا لترد بغضب: والا ماذا ها؟ هيا خذني هناك(مشيرة للسرير) واخنق روحي وقيد أنفاسي، أو اضربني أو اقذفني بكلام جارح فما عاد هناك شيء يدمي هذا القلب الذي قت**لته بيديك ثم رميته تحت قدمك، أنا جسد بلا روح، أنت جعلت مني رمادا لكن لا بأس هناك اله اسمه الحق العدل سيأتيك يوم يا سيد وسأكون شاهدة على ذلك اليوم، وإن كانت فيك ذرة إنسانية اترك لي ما تبقى مني وانصرف. كان ينظر بعيونها ويتمعن بها صامتا فقط يستمع لكلامها ليفلت ذراعها ويخرج وهو يضرب الباب بقوة. عاد لغرفته مخاطبا نفسه كالمجنون ليقول: اللعنة، لم ضعفت أمام عينيها لم لم؟ماذا يحدث لي؟ هي لا تستحق الشفقة هي هنا لغرض واحد، ليحمل جاكيته ويخرج دون افطار حتى. خرج من القصر وابتعد قليلا ثم صف سيارته هناك وبقي ينتظرها،انتظر وانتظر لكن لم تأت، حمل هاتفه ليقرر الاتصال بها قائلا: احاول أن اعاملها بلطف كما تعامل النساء لكنها لا تستحق ليتصل بعدها لكنه سمع صوت رنين هاتفها قريبا منه، نظر ليجدها قادمة نحوه لكنها لم تركب بجانبه بل من الخلف، نظر إليها مستغربا لكنه لم ينطق بكلمة بل شغل سيارته وانطلق. لم تتلفظ بحرف واحد ولم تسأله حتى إلى أين يريد أخذها فقط كانت صامتة تنظر للطريق. حدث نفيه قائلا: ألن تسأليني أين ستذهب ألن تصرخي وتبكي كعادتك؟ أما هي فخاطبت نفسها قائلة: ماعدت أخافك وماعاد يهمني شيء خذني إلى الكازينو، ارمني في الغابة، في البحر، ماعاد شيء يهمني فأنا ميتة فقط جسد يتحرك بلا روح ولا مشاعر. بعد مدة وصلا بيت الجبل فصف سيارته عند باب الحديثة وطالعها من انعكاس المرآة، نظرت إليه لتقول: لم أحضرتني الى هنا؟ أمير: ستبقين طوال فترة غياب اوزجي هنا كما كنت، وحين تعود ستعودين لكن الآن لا يوجد داع لبقائك هناك. نزلت من السيارة ولم تضف حرفا ثم دلفت الحديقة مرددة: لا يهم كلها قضبان حديدية حتى وإن تغيرت المساحات والأثاث. دخل البيت ليجد الحارسين هناك فقط طلبهما صباحا. دخلت ريحان خلفه لتصعد الدرج وتتجه للغرفه مباشرة لكنها صعقت حين رأت الزجاج المتناثر هناك لتقول: مريض نفسي يستحق علاجا بالصعقات الكهربائية. أما هو فقد بقي بالاسفل قليلا ينتظر علها تنزل لكنها لم تفعل. يريد راحة، يبحث عن ذاته، يريد تعويضا عن الحياة التي قضاها شبه إنسان، يريد انتصارا على أنانيته وجشعه، وفوق كل هذا، يرديها هي، لكن هي ما أتت. قرر بعدها الذهاب لأعماله بعد أن أوصى الحارسين على مراقبتها كعادته فخرج وطالع نافذتها، لكن فتاة تلك النافذة ما طلت حتى، ود لو يبصرها وهلة فقط فيبصر النور من جديد، لكن كثيرا من الأمنيات شاخت على شرفات الأمل. انسحب وركب سيارته وهو يردد: المهم أن لا تبقي بالقصر وتستعملك أمي كخادمة فهي لا ترحم ووقتها لن اتمكن من الدفاع عنك، أما هنا فانا مطئن عليك اكثر. أما الحارسين فقد نظر أحدهم للآخر ليقول: لقد عادت ليجيبه صديقه: يبدو أنها افضلهن وتمتعه جيدا لذا لم يستغن عنها.. ابتسم الآخر بمكر وكفا عن الحديث اما هي بين زوايا تلك الغرفة تقبع في صمت، ما عساها تصنع وكيف ستتعود وهو ينقلها من سجن منفرد لآخر، سجن لا يحتاج للمسة الحشرات والفئران كي يصبح مخيفا متسخا، يكفي كلمة منه لتزرع الرعب في قلبها الجريح. مر وقت بعد ذلك... كان أمير في الشركة يعمل بعد أن قدم بعض الدروس في الجامعة يعيد دراسة ملفات مشروع المركز التجاري باضنة ويدقق بكل تفاصيله حتى الحسابات فضل التدقيق بها بنفسه لير أين المشكلة التي أخبره بيها والده، انشغل بتلك الملفات التي حوله وانفصل عن كل ما حوله. أما النجلاء فقد نظفت ما خلفه من فوضى وجمعت كل ذلك الزجاج ونزلت لتحت وقامت برميه لكن حين اقتربت لنافذة المطبخ سمعت الحارسين يتحدثان عنها كان يتحدثان لتسمع أحدهما يقول: انها اجمل واحدة من بين اللواتي احضرهن انه محظوظ السيد أمير. ليرد الآخر: بكن اوليست زوجته؟ ليجيب مقهقها: زوجته؟ اضحكتني يارجل ومن المجنون الذي يتزوج واحدة كهذه؟ العب العب وكف عن ترديد التفاهات ألبسوها ثوب مميتا وقالوا لها عيشي بسعادة، يلزمها الآن قلب من الفولاذ سستوجب صنعه في مصانع ألمانيا على عجل عل ذلك يمكنها من تحمل الصفعات. تأججت نيران الخيبة والكسرة داخلها من جديد، تأسى على الحال الذي وصلت إليه وكيف اصبحت في أعين الناس وهي التي كان يضرب بها المثل في الأخلاق لتذهب بعدها للصالون حزينة وداخلها قد تعب من الالم والانين واصدار الآهات التي لاتسمعها الا اذناها ثم رمت بنفسها بقوة فوق الأريكة وشرعت بالبكاء وهي تلعنه حتى دموعها التي كانت تريحها بعض الشيئ أصبحت عبء يزيد تعبها. فكرت قليلا ثم أمسكت هاتفها واتصلت به ليجيب سريعا ويقول: مرحبا. صرخت به مباشرة دون تفكير: كله بسببك الناس تراني بلا اخلاق ولا شرف كلهم يشيرون الي على انني بائعة هوى وجسدي سلعة رخيسة. أمير: ماذا هناك اهدئي؟ ريحان باكية: حتى حراسك خدمك عبيدك ولم اسلم منهم أنا أكرهك أكرهك، ثم اقفلت الخط بوجهه واقفلت هاتفها ورمته جانبا. نظر للهاتف يحاول ان يستوعب صراخها وكلماتها ثم وضعه جانبا ليردد: وقحة وتقفل الخط بوجهي، أعاد الاتصال بها لكن وجده مقفلا فوضع هو أيضا هاتفه جانبا وعاد لعمله. مر الوقت وحل الليل... عاد أمير للقصر وتناول عشاءه ثم اجتمع مع عائلته. خاطبه والده وقال: الن تخرج الليلة امير؟ أمير: لا ابي اشعر بالتعب ولن أغادر المنزل حكمت: اذا تعال للمكتب لنتناقش بأمر مهم. جافيدان: ليس الآن حكمت لقد اشتقنا للسهر مع امير. أمير: انا هنا امي ساحل العمل واعود اليك ونتحدث طويلا. كانت ريحان وقتها تتنقل في أطراف المنزل ، اعتادت على وجود اشخاص معها بعد ان قضت أياما عديدة مع سونا و اوزجي وجوناي، كان المكان صامتا خاليا من البهجة، تحركت للمطبخ لتتناول القليل من الطعام ثم تناولت دواءها والمهدئ الذي وصفه لها الطبيب بعد إصابتها بالانهيار العصبي، ثم تحركت وعادت إلى مكانها بهدوء، نظرت حولها قليلا وأحذت نفسا عميقا مرددة: اشعر بالوحدة والملل، اشتقت لاوزجي وسونا وحتى جوناي المجنون، الحسنة الوحيدة التي فعلتها بحياتك سيد أمير هي أنك عرفتني على أناس مثلهم، على خلافك يستحيل أن يكونوا اخوتك فالملائكة لا تجتمع بنفس المكان مع الشياطين. بعد مدة بدأ الدواء يؤثر عليها لتستلقي على الكنبة وتنام بعمق رغم أن الوقت لا يزال مبكرا. مر الوقت سريعا، كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا ،كان امير حينها يتنقل بين غرف القصر بعد أن أحس بالضجر، دخل غرفتها الفارغة اولا وجلس على طرف السرير ثم نظر للمكان الذي قبلها فيه، فتذكر قربها منه وكيف بدت ملامحها جميلة وهي بين يديه ثم اخرج زفرة قوية وخرج ليذهب لغرفة سونا والتي كانت متعبة لتقرر تناول مهدئ والنوم. دخل إليها وهو يبتسم، نظرت إليه وابتسمت ولكنه سبقها بالكلام قائلا: ما هذا؟ أستنامين باكرا؟ ابتسمت وهي تقول: اخذت مهدأ من ريحان، أرغب بتغيير طبيعة نومي قليلا أجل سأنام ابتسم وردد: ممم يبدو أن تأثير التي تسمى ريحان أصبح قويا عليك. سونا: إنها فتاة طيبة جدا، لكنك تشبه أمي أمير، لا ترى الناس على حقيقتهم بل كما ترغب فقط. أمير بضيق: وماسبب هذا الكلام؟ سونا: أعلم انك تغضب وتصرخ بوجهها بسبب وبدون سبب، دع الفتاة وشانها فحتى ابنتك وتحسنت نفسيتها لا تفسد عليها فرحتها بريحان وتعلقها بها. نظر إليها مندهشا ثم قال: أصبحت أنا الشخص السيء هنا، استغفر الله ثم انسحب وخرج من غرفتها لتستلقي مكانها بينما عاد هو للتجول في القصر ثم للحديقة رغم برودة الجو ليجد نفسه بعد مدة من الزمن في سيارته وبالطريقة يقودها بسرعة دون وجهة محددة. في المنزل الجبلي، كانت لا تزال غارقة في نومها، ولكن كان الرجلان يتناولان ليلتها المشروب، كانا ثملين تماما ليقول احدهم: انها بائعة هوى ،لماذا لا نستمتع نحن ايضا، لن يدرك، تمتعنا قليلا مثلما تمتع السيد ونعطيها مبلغا جيدا مقابل صمتها واصلا هذا هدفها كما أنه لاول مرة تبقى فتاة معه كل هذه الفترة هذا لأنها فاتنة. نظر له صاحبه وردد بجدية: يبدو ان المشروب انهى آخر ذرة بدماغك، لا أحد يلمس ما يلمسه السيد امير اتريد أن تفتح علينا النيران؟ سكت الآخر عن الحديث لكنه لا يزال يفكر بها ليكملو شربهم والتحدث وفي نهايىة السهرة سقط احدهم نائما على الأرض مباشرة من كثرة الثمالة، فاستغل الآخر نومه العميق وتحرك نحو باب المنزل مترنحة يردد: ونحن لنا الحق بالمتعة ايضا. دخل المنزل بعد فتحه للباب ليتركه كذلك، كانت لا تزال على الكنبة نائمة بهدوء، كانت الانارة مشتغلة فقد نامت قبل اطفائها اما الرجل فتحرك يمينا وشمالا يبحث عنها ليلمحها نائمة هناك فوق الكنبة. اقترب منها وناظرها قليلا ثم اقترب ولامس وجهها برفف. احست بحركة أصابعه على وجهها لتبدأ ففتحت عيونها سريعا ونظرت إليه، ليس كابوسها بل هذا أبشع وأفضع، أجبروها أن تعانق الغمام، فمنعت النفس والصراخ، الألم يرميها من هنا، وقهر الرجال من هناك، وما أصعبه من قهر، امتلأت الحقيبة ونفذ ما في جعبتها من صبر، ومضى القطار إلى دربه وتركها في تلك الصحراء ضمأى.💔 ابتعدت سريعا وصرخت : ماذا تفعل هنا؟ هيا اخرج كيف تجرأ على الدخول؟ ابتسم وهو يقول: انت اليوم وحيدة قلت لامتعك انا بدل السيد امير، يعني حرام لهذا الجمال ان يبقى هكذا وحيدا وحزينا. عادت للخلف خائفة ورددت: ماذا تقول يا مجنون، وايضا من سمح لك بالدخول؟ اقترب الحارس الثمل منها قاىلا: ماذا ؟ هل تعودك على السيد امير جعلك ترفضين غيره؟ فتحت عينينا باتساع لترى ما حل بها من بأس ثم قفزت من مكانها وركضت للأعلى، استطاعت أن تفر منه وتدخل غرفتها وتقفل الباب، ترتجف وصوتها يكاد يذهب، وجسدها بالكاد يتحمل وقدماها بالكاد تحملها. وصل عند باب الغرفة وحاول فتح الباب ليجده مغلقا، أين المفر عشق، العدو من كل جانب وكل الطرق تؤدي للمق*صلة، ركضت خلف السرير وعند الزاوية بالتحديد فتقوقعت على جسدها وشرعت تدعو خالقها ان ينقذها مما هي فيه. كل ما عاشت من خيبات والم منذ طفولتها لحد تلك اللحظة مر عليها، تنظر للباب تكاد عيونها تفر من موضعهما لجحوضهما، كمن بسرير العناية الفائقة يئس الأطباء من أمره وهاهو ينتظر ينتظر الموت. أما الرجل فتحدث من خلف الباب قائلا : اليوم انت نصيبي، ليقوم بدفع الباب بقوة عدة مرات لكنه لم يتمكن من كسره. كانت تناجي ربها تردد وهي تبكي وتشهق بصعوبة ورعب شديد: يارب يارب ساعدني ياربي ساعدني يارب ساعدني يارب، لا تضعني بهذا الامتحان ثانية فلا قدرة لي على التحمل يارب، ثم قامت من مكانها والتفتت هنا وهناك لتجد قطعة أثرية صغيرة فوق الطاولة قامت بحملها وعادت لمكانها وانحشرت بتلك الزاوية وواصلت الدعاء. جرب الحارس خلع الباب ثانية بعد أن استجمع قواه ليقوم في الأخير بخلعه والدخول مندفعا كما يندفع الصياة نحو فريسته ليقول: أين انت يا حلوة؟ لقد اتعبتني لكن لا باس المتعة في التعب. نظر في الزاوية ليجدها هناك منكمشة ترتجف وهي تناجي ربها،اقترب، وحين اقترب ادركت أنها النهاية وهناك ستموت عشق ليقول: انت قطة عنيدة تعالي يا قطتي لنتسل قليلا هيا. قامت من مكانها وحاولت الهرب تأبى الاستسلام، ولكنه امسكها من يدها ، لتقوم بخرمشته بأضافرها قائلة: اتركني يلعنك اتركني ليفلتها حينها لكنه اعاد امساكها فرفعت يدها وضربته بالقطعة الأثرية الصغيرة التي بيديها على راسك لكن لم تصبه جيدا رغم أنه نزف لكنها لم تؤذه كثيرا. وضع يده مكان الجرح فتلطخت يده بالدماء، نظر إليها فاشتعل غضبا ليقول صارخا بها: إن لم يروضك أحد انا سافعل ثم أسرع للباب واغلقه قبل أن تهرب ليضيف: أين المفر الآن ياحلوة. بدأت لحظتها قواها تنهار، وتتثاقل ولكنها استجمعت ما تبقى منها لتصرخ بكل قوتها : يا الله ساعدنييييي في ذلك.الوقت وقف أمام باب المنزل ونظر حوله مستغربا حين وجده مفتوحا، خطر في باله لوهلة أنها استغلت فرصة نوم الرجال ولاذت بالفرار في جنح الظلام، تحدث قائلا: هربت، اقسم لو فعلتها هذه المرة سابحث عنك واجدك واريك الشيطان وأفعاله الأصيلة ساعتها. فجاة سمع صوتها وهي تصرخ "ياالله ساعدنييييي"، ماذا حدث فجأة؟ وصل استنجادها لعمق قلبه وشده بقوة، أحس أنه سيفقد الروح لوهلة، خاف وارتعب واهتز كيانه كله، تحرك دون وعي راكضا نحو الصوت ودلف تلك الغرفة الملعونة، وجدها بحالها تقف عند الزاوية و الحارس الضخم يقترب، بعد أن نزع جاكيته وفتح أزرار قميصه والدم ينزل من جبهته. نظر لها وكأنه ينظر لنفسه عندما كان يعذبها قبل زواجه منها، رأى امامه ما كان يفعله، كان النفس يهرب منه ليسمعها تقول: ربي خذ روحي وخلصني ، ليصرخ بكل قوته : ابتعد عنها يا حق**ر. اندفع نحو الخارس وامسكه من اكتافه ورماه بعيدا عنها، ثم انقض عليه وطرحه أرضا أرضا فتحدث الآخر دهشا: أمير بيك؟! رد أمير:ط يضغط على أسنانه: بل من سيس*لب روح*ك الآن يا حق*ير، لن يخل*صك مني بشر. أما هي ..... أيقنت أن سيد الظلام الذي لا وجود له إلا في القصص التي حكت لها أمها قبلا قد أتاها، وحاوطها، ولا سبيل لها للنجاة منه. نظرت إلى أمير بعيون متورمة لترمي بنفسها ارضا لا حول لها ولا قوة، انتفض من مكانه وسارع نحوها فامسك بها قبل أن تسقط واحتواها بين ذراعيه مرددا: انتهى انتهى لم يحدث شيء انا هنا لا تخافي، يتحدث ويمسح شعرها بلهفة وخوف، أما هي انهكت. التفت نحو الحارس بعيون كالدم ، تحرك نحوه بينما كان الحارس يحاول الوقوف ليهج*م امير عليه ويبدأ بض*ربه مباشرة . كان يض*رب ويض*رب ولكن كان يتخيل نفسه بدل الحارس، كان يض*رب نفسه التي كانت تحاول الاعت*داء عليها لاكثر من مرة،كانت روحه تختنق رغم كل ما يفعله ، ض*رب وض*رب وض*رب حتى تهش*م وجه الحارس كليا وغطت ملامحه الدماء، ثم قام بوضع اصابعه بقوة على عنق الرجل يخ*نقه ليقول له بصوت قوي: كيف تجرأ وتدخل البيت على زوجتي وتته*جم عليها؟ لن ارحمك ايها الحي*وان، ليتحرك به وهو يخنقه ثم رماه أعلى الدرج بينما الآخر منهكا مما ناله، ولكن امير دف*عه بقوة ثم راقبه وهو سقط على الدرج ليتوقف أسفل الدرج كالجثة منبطحا. تنفس بقوة بعد أن أنهكه ض*رب الحارس ثم حرك رأسه نحوها، لاتزال هي جالسة على الأرض بمكانها و دموعها صارت دما ينزل، تحرك نحوها سريعا لكنها ظنت لحظتها أنه سيفعل ما كان سيفعله الآخر لتبدأ بالصراخ وتحريك ساقيها صارخة مرددة: ابتعد، ابتعدوا ،عني ، دعوني وشأني ، اخذت ما تريد ماذا تريد اكثر؟ ابتعدو، اتمنى الم*وت، لأمت واتخلص من بلائك، ابتعد عني وقف مكانه بصمت، ذلك الصمت المؤ*ذي، وقف امام السرير ينظر لنتائج افعاله بها، ولكن لم يتحمل رؤيتها بتلك الحالة وهي تنتفض وتبكي ليتحرك سريعا نحوها ثم على غير طبيعته، اخذها بحضنه مباشرة دون ان يدرك مايفعل حتى. ضمها اليه بقوة بينما هي لا تزال تنتفض بين ذراعيه وتضرب ظهره بما تبقى لها من قوة رافضة له ولحضنه وهي تصرخ به: ابتعد عني اكرهك اكرهك، أما هو فقد ادخلها داخله أكثر واكثر ثم تحدث بصوت خفيض قائلا: لقد مر، لن يلمسك احد، لقد ذهب اهدئي اهدئي توقفي لم يحدث شيء أنا موجود لن يؤذيك أحد، لكنها بقيت تردد نفس الكلمات لفترة باكية. هدأت قليلا بعد لحظات وكفت عن اهتزازها لتكتشف وضعها ، نظرت له ولكلامه في اذنها وهو لايزال يحاول تهدئتها مرددا: لن يصيبك شيء اهدئي لقد ذهب ، لن يفعل لك اي شيء اهدئي. لتقول بصوتها الضعيف امام اذنه: "انت لست زوجتي ولن تكوني أصلا ، انا جلبتك من كازينو القمار انت بائعة هوى ولا أراك الا هكذا" انت السبب بكل هذا، انت السبب وحدك انا بنظر الجميع بائعة هوى يرغبون بالاستمتاع بجسدها، انت من فرضت علي هذه السمعة، انت وحدك لا احد يلام غيرك، ثم أضاقت صارخة: اتركني... لم يكن ماقالت مجرد كلمات تسمع باذنيه، بل كانت سكاكين منثلمة تقطع قلبه بصعوبة لتؤلمه اكثر ، كان يسمعها والدموع تتجمع في عينيه ما جعله يرخي قبضته عنها لتتحرك هي مبتعدة عنه مباشرة تناظره باختقار. وقفت امامه مدمرة وهي تنظر له لتقول بعدها: لا تلم احدا على نتائج أفعال انت قمت بها أمير بحزن: ريحان انا لم... ريحان بخفوت: هشش انتهينا. لتتحرك بإنهاك وتذهب ناحية الحمام لتغلق الباب خلفها وتعاود البكاء بقوة خلف الباب. اما هو فقد بقي واقفا مكانه لم يتحرك خطوة كانت كلماتها تتكرر في اذنيه، كانت متسمرا وهو يسمع آهاتها التي تملأ البيت بقي ينظر لباب الحمام ثم التفت حوله وكأنه ثمل، ولكنه ثمل من اللوم و العتاب والندم الذي يحرق فؤاده. طالع الغرفة طويلا، تلك التي غدت قبرها، طالعها بحسرة فهناك أطفأها، وهناك اوقدت نيران ندمه، وهناك أدرك أنه سيق**تله ضميره يوما، وهناك هزم الوحش وصغره حجمه حتى غدى بحجم الفأر، وهناك، وهناك، كله في تلك الغرفة، غرفة الظلام. لحظتها أصابته نوبة غضب فباشر تحطيم كل شي صارخا. كان يحطم كل ما أتى أمامه وهو يصرخ ليتحرك للخروج من الغرفة بعد ان دمرها. توجه سريعا نحو الخارسين ليكمل ما بدأه لكن الاثنين اختفيا قبل خروجه. اما هي فوقفت تحت صنبور الماء منعزلة تدعو ربها باكية ، كان جسدها يرتجف بردا وداخلها يلتهب نارا لتقوم برفع رأسها ليأتي الماء المتجمد مباشرة عليها وهي مغمضة العينين قرددت بضيق: ايها الجسد كن نسيا منسيا ، مت واندثر وخلص روحي من لعنتك. ما نفع الحياة إن عشتها في غرفة للتعذيب؟ ما نفع جسد بيع بثمن بخص؟ ما نفع الحياة مت فيها قبل أن تقبض روحي؟ كان امير في الخارج يبحث عن الحارس ليذهب لمكان جلوسهم ولكن لا أثر لهم ليتحرك للخروج من المنزل للبحث عنهم في الجوار. خرجت ريحان من الحمام بتثاقل تتحرك كالميت، كانت تسير بثياب الحمام وثوبها الذي كانت ترتديه مبلل تمسكه بأطراف اصابعها تجره على الارض والمياه تنزل منه، دون وعي مدمرة، خراب يهوي شيء فشيء، خنقت أنفاسها وتراقص الألم على جثتها وأقام افراحه، لا تدرك اين هي وماذا تفعل، مضت دربها البائس، مشت ميلا في عدة خطوات ثم وقفت على حافة الدرج ونظرت للأسفل، بلغ اليأس منها ذورته وتغذى على ضحكاتها منذ الطفولة لحد تلك اللحظة، نظرت مطولا، تتخيل ويا له من خيال، نعم سيد الظلام أسفل الدج يناديها" تعالي فأنت مني" ابتسمت له ورددت بصوت خفيض: لو ارمي نفسي من هنا هل اموت مباشرة وارتاح ياترى؟ ههه لا يهم كيف سامو*ت فأنا محكوم علي بالإعدام ثم أرخت جسدها الضعيف واغمضت عيونها وأضافت: سامحني ياالله. تركت جسدها يهوي للأسفل.... الى هنا تنتهي حلقة الليلة من رواية #عشق انتظروني.... تذكروا... كما تدين تدان وغدا تقبض الأثمان، عدالة من رب العالمين، فمن أهنته اليوم فغدا أنت به مهان، فلا تفرح بأذيتك..... الفصل الثامن من هنا |
رواية عشق الفصل السابع 7 بقلم كنزة
تعليقات