![]() |
رواية عشق الفصل التاسع 9 بقلم كنزةالحلقة التاسعة من رواية عشق عنوان الحلقة: وهل يصلح العطاّر ما أفسده الدّهر؟ القسم الأول: لايحق لي طلب غفرانك ولكنني سأظل أعتذر وسيظل رضاكي هو غايتي.... أعتذر على كل دمعة أهدرتها عيناك البريئتان.... أعتذر عن كل وقت مرّ كنت به حزينة ومنعني جبروتي اللعين أن أُخبئك بداخلي ، أعتذر عن الحُزن الكامن بين مقلتيك وعن الألم الناخز في قلبك... أعتذر عن كُل شيء حتى عني ، أنا لا أملك من الأمر شيء سوى أن أطلب الغفران ، هاجس قلبي انني ارغب في التسلل مع الهواء إلي رئتيك واصبح نسمة باردة تلطف دواخلك المتقدة وربيعا وسط حزنك وشمسا تصهر الجليد الممتد بين ضلوعك يامن خلقتي من ضلعي ، أريد أن أخبرك أنني والله أعتذر لك نيابةً عن العالم... عن الكون... عن الأقدار... عن وجع القلوب وظلام الدروب.... أريد أن أخبرك أن ما نحن به الان كرصاصة في فؤادك ولكن ما تشعرين به مجرد رأسها فقط أما جسمها المتفجر كله مستقر داخلي وينازعني للعبور ولكنني غير عابئ به وكل ما يهمني.... غفرانك يا عشق..... 🥺💔 سمع فجأة صوتا يناديه: أمير بيييييييك، التفت للمنادي فزعا لينظر بعيون متسعة مما سبب الصراخ، إنه نداء أصاب قلبه بالفزع، فزع هناك أتاه بصوت أخته وفزع هنا أتاه بصوت العامل. يصرخ مشيرا بيده مرددا: بتعد أمير بيك انت بموقع خطر، هيا تنحى جانبا. لوهلة وقف مكانه يستوعب ثم تحرك سريعا مبتعدا عن موضعه لكنه سمع صوت حطام قوي فرفع رأسه ناظرا وإذا بجزء من البناية يهوي ناحيتهم، أصابه الهلع فأعاد هاتفه لجيبه دون اقفال الخط وتحرك مهرولا للخلف يطلب النجاة لكنه لم يفلح فما إن ابتعد أمتارا حتى نزل بعض من ذلك الحطام عليه دفعة واحدة كانت سونا عبر الخط تسمع الصراخ و صوت سقوط الحطام فصرخت خائفة: أمير اخي امير الووووو أمير ماذا هناك ماذا حدث؟ لكن لا رد فقط اصوات تعالت وضوضاء، لم تفهم منها شيئا فقط قلبها خائف فقد أحست بأن بأسا أصابه لتقطع الخط وتعيد الاتصال ثانية لكن لا مجيب. أقفلت واعادت الاتصال لثالث مرة لكن هذه المرة وجدت الهاتف مقفلا،اقفلت الخط ليدب الرعب في دمائها أكثر فأكثر، استدارت و أسرعت بكرسيها نحو والدتها التي كانت بالصالة جالسة تتناول فنجان قهوة مستمتعة بنصرها لا تكترث لا لصراخ اوزجي ولا لغضب اولادها. دخلت سريعا نحو والدتها وهي تبكي وتقولل: أمي، أمي جافيدان ببرود: اسمعي سونا لا تحاولي معي، لن أتراجع مهما حدث وكف عن البكاء كالاطفال. سونا: ليس هذا بل أمير أمي أمير. وقفت جافيدان من مكانها مرتعبة(يمهل ولا يهمل) ثم طالعتها بعيون متسعة لتردف بصوت يرتجف: أمير؟ مابه؟ سونا: لا أعلم أمي، اتصلت به لاخباره أن ريحان تركت القصر لكن فجأة ياربي لا لا جافيدان: فجأة ماذا سونا؟ لا تقطعي الحديث أخبريني. سمعت صوتا مدويا فجأة وصوت صراخ لكن أمير توقف عن الرد، وقد أقفلت الخط واعدت الاتصال لكن الهاتف اغلق فجأة. رمت جافيدان بجسدها على الكنبة وشهقت مرددة: أمير! لا حول ولا قوة إلا بالله، يا الله ماذا حدث؟اتصلي ثانية سونا هيا اتصلت سونا بامير ثانية لتجد الهاتف مقفلا أيضا. دب الرعب في قلب جافيدان لتبدأ بالدعاء تروح وتجيء في الصالة وكذا حال سونا خائفة محتارة كل حين تتصل ولا مجيب، تذكرت والدته أن أمير قد ذهب لتفقد المبنى التابع لشركتهم، اتسعت عيونها لتصرخ فجأة: لا لايمكن ابني طالعتها سونا بفزع مردفة: ماذا هناك أمي؟ لم تصرخين؟ طالعتها بتوتر ثم تنفست بضيق وأردفت: المبنى الذي ذهب أمير لتفقده لقد اتضح أن المواد المستعملة ببنائه مغشوشة. امتلأت عيون سونا دمعا لتقول: لا لم يحدث امي لا اخي بخير انت تهذين فقط ضربت ركبتيها نائحة ثم تحدثت بضيق: أتمنى. هنا دخل عليهم جوناي راكضا خائفا يحمل اوزجي بين يديه ليصرخ: جهزو السيارة سريعا بينما اوزجي منهارة بين يديه. كانت ريحان تمشي في الشارع بصعوبة تجر ذلك الجسد الذي حمل اثقالا فوق اثقاله حتى امسى لا يستطيع التحمل، كانت تبكي لهيبا بدل الدمع، تمشي ببطئ وتثاقل كل خطوة تنظر بها للخلف وهي تبتعد عن القصر تدريجيا لكن رغم أنها تحررت إلا أنها كانت حزينة لفراق اوزجي التي تملكت قلبها، حزينة بسبب ما عاشت هناك لكنها اكملت طريقها نحو المجهول. في ذلك الوقت كانت مليكة في سيارة أجرة قادمة الى القصر بعد أن خرجت لشراء بعض الاغراض. في وقت سابق.. (عاد أمير للقصر بعد الفجر وتوجه إلى غرفة مليكة اولا فهو يعلم أنها مستيقضة بذلك الوقت كعادتها دق باب الغرفة لتقول: ادخل. دخل ليجدها تقرأ القرآن، اقترب وجلس،نظرت إليه لتقوم بوضع المصحف جانبا ثم قالت: مابك بني؟ نظر أمير لمليكة نظرة فضحت ما تحمل بداخلها من انكسار ليقول: قد أظهر بكلامي هذا ساذجا أو لربما أحمقا لكن، هل يمكن أن تسامحني يوما؟ مليكة: هل انت نادم؟ أمير: على كل لحظة على كل دمعة على كل صرخة ليس هذا فقط انا ضائع في صحراء ذات شمس حارقة، وحيد تأخذني الرياح مع حبات الرمل الى البعيد البعيد وتعيدني الى موضعي ثم تعيد الكرة كل مرة واشلائي تنتشر مع تلك الرمال واتمزق معها لحظة بلحظة. مليكة: انت بخير بني؟ أمير: لا لست كذلك انا معلق روحي معلقة ولا ادري مابي وما الحل اريد الطمأنينة، فعلت كل شيء كعادتي كل الأشياء التي تخرجني من ضيقي ولكن ما ارتحت وما هنئت. تنهدت مليكة وابتسمت ترسل الراحلة لقلبه وربتت على كتفه مردفة: بني عد لخالقك عنده ستجد سكينة لروحك الى متى ستهوم في دنيا المعاصي؟ الا تفكر أبدا في آخرتك؟ ماذا لو قبضت روحك وانت في تلك المعصية بماذا ستقابل خالقك حينها؟حالة الضياع هذه التي انت بها ماهي الا رسائل من خالقك كي تستفيق من غفلتك وتمد يديك إليه بني يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل" إذا تقرب العبد إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" أمير:وهل يقبل أمثالي؟ مليكة:بني ساحكي لك قصة خذ منها العبرة. هي قصه لرجل قتل 99 شخص ودخل الجنه. أمير: كيف؟ مليكة: نَبِيَّ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « كان فِيمنْ كَانَ قَبْلكُمْ رَجُلٌ قتل تِسْعةً وتِسْعين نفْساً ، فسأَل عن أَعلَم أَهْلِ الأَرْضِ فدُلَّ على راهِبٍ ، فَأَتَاهُ فقال : إِنَّهُ قَتَل تِسعةً وتسعِينَ نَفْساً ، فَهلْ لَهُ مِنْ توْبَةٍ ؟ فقال : لا فقتلَهُ فكمَّلَ بِهِ مِائةً ثمَّ سألَ عن أعلم أهلِ الأرضِ ، فدُلَّ على رجلٍ عالمٍ فقال: إنهَ قَتل مائةَ نفسٍ فهلْ لَهُ مِنْ تَوْبةٍ ؟ فقالَ: نَعَمْ ومنْ يحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التوْبة ؟ انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كذا وكذا ، فإِنَّ بها أُنَاساً يعْبُدُونَ الله تعالى فاعْبُدِ الله مَعْهُمْ ، ولا تَرْجعْ إِلى أَرْضِكَ فإِنَّهَا أَرْضُ سُوءٍ ، فانطَلَق حتَّى إِذا نَصَف الطَّريقُ أَتَاهُ الْموْتُ فاختَصمتْ فيهِ مَلائكَةُ الرَّحْمَةِ وملائكةُ الْعَذابِ . فقالتْ ملائكةُ الرَّحْمَةَ : جاءَ تائِباً مُقْبلا بِقلْبِهِ إِلى اللَّهِ تعالى ، وقالَتْ ملائكَةُ الْعذابِ : إِنَّهُ لمْ يَعْمَلْ خيْراً قطُّ ، فأَتَاهُمْ مَلكٌ في صُورَةِ آدمي فجعلوهُ بيْنهُمْ أَي حكماً فقال قيسوا ما بَيْن الأَرْضَين فإِلَى أَيَّتهما كَان أَدْنى فهْو لَهُ، فقاسُوا فوَجَدُوه أَدْنى إِلَى الأَرْضِ التي أَرَادَ فَقبَضْتهُ مَلائكَةُ الرَّحمةِ » فكَان إِلَى الْقرْيَةِ الصَّالحَةِ أَقْربَ بِشِبْرٍ فَغُفَرَ لَهُ » أمير:ونعم بالله لكنني اخاف أن ارد مليكة:هو خالقك ومن ادرى بقلوب البشر من خالقها توكل عليه والتجأ إليه وهو لن يردك صفر اليدين. أمير:شكرا خالة ساذهب لارتاح قليلا قبل سفري مليكة:أمير انا متأكدة سيأتي يوم وتسامحك تحرك للامام ثم استدار ليقول:خالة احضري لريحان مصحفا كهدية مني أنه ملجؤها. مليكة:ساتهم بالأمر بني لا تشغل بالك. كانت بسيارة أجرة عائدة لتنتبه لريحان التي كانت بيمين الطريق تمشي كالمومياء ،طلب من السائق التوقف سريعا ثم نزلت لعند ريحان لتستوقفها وتقول:ريحان ابنتي. نظرت اليها ريحان وركضت سريعا واحتضنتها وهي تبكي. احتضنتها مليكة لتقول:مابك ريحان ماهذه الحالة؟ولم انت خارج القصر؟ ريحان:خالتي خذيني من هنا فقط ابعديني ليس لي أحد غيرك هنا مليكة:لماذا كل الذي غبته عن القصر ساعة ماذا حدث؟ ريحان:ابعديني اولا عن القصر الملعون هذا وسوف احكي لك كل ماحدث معي عادت مليكة لسيارة الأجرة لتأخذ ريحان الى بيتها الموجود في أحد الأحياء البسيطة لكنها نادرا ماتذهب إليه فهي اغلب ايامها تمضيها في القصر. في اضنة. بدأ أمير يستعيد وعيه تدريجيا لكنه كان يحس بالم كبير في كتفه الايسر ورغم ذلك استجمع قواه وقام من بين الركام لينظر الى الفوضى التي حوله كان العمال حولهم ييزيحون بقايا الترسانة المتراكمة نظر أمير حوله كانت حالته مزرية فقد امتلئ هندامه غبارا لكنه كان ينادي العم احسان المسؤول عن البناء،بحث هنا وهناك ليجده راقدا تحت صخرة كبيرة ركض إليه وهو ينادي:ساعدوني ساعدوني ولم يكترث لكتفه الذي كان ينزف. نزل إليه يحاول سحب تلك الصخرة لكنه لم يتمكن من ذلك ليهب إليه العمال ويساعدوه. بعد عدة محاولات استطاعوا أن يسحبوا ماهو واقع عليه لكنه كان بحالة سيئة ضعف حال أمير كان يتحدث بصعوبة ليغمى عليه بالاخير ويتوقف عن الحديث. كان أمير ينظر إلى الركام وماحدث حوله فجأة مصدوما وكان زلزالا مر من هناك وقلب كل شيء رأسا على عقب في ثوان وول.ط ثم بدأ يردد: يالله مالذي حدث هنا؟ وكيف حدث؟للحظة كنت سادفن تحت التراب يالله ساعدني يا الله ليقع بعدها مغشيا عليه بسبب الاصابة التي تلقاها على مستوى كتفه. حضرت الاسعاف بعد مدة قصيرة ليتم نقل المصابين وامير والعم احسان الى المشفى. ادخل سريعا إلى غرفة العمليات فور دخوله المشفى اما العم احسان فقد فارق الحياة قبل وصوله للمشفى أما باقي المصابين فهناك من كسر وهناك من أصيب بجروح طفيفة فوقتها كان العمل في المبنى متوقف مؤقتا والمكان شبه خال من العمال. في المدينة... دخل جوناي الى المشفى وهو يحمل اوزجي بين يديه وخلفه والدته بينما سونا بقيت بالقصر منتظرة عل ريحان تعود أو عل أمير يتصل ثانية لتصل من خلفهم نازلي ودخلت المشفى مباشرة وهي تركض. ادخلت اوزجي غرفة خاصة وبدا الدكتور بفحصها ليتبين بأنها تعاني من فقر للدم ماتسبب لها بفقدان الوعي زيادة على الضغط النفسي الذي تعانيه. خرج الدكتور من الغرفة ليترك الممرضة كي تكمل تركيب المصل لاوزجي واعطائها الدواء اللازم كي ترتاح ثم تقدم من جوناي وجافيدان ونازلي ليقول: من والداها؟ جوناي:والدها مسافر المهندس أمير تارهون. الدكتور:أعرفه طبعا عائلة تارهون غنية عن التعريف. نازلي:وانا امها كيف حال صغيرتي دكتور طمئني و مم تعاني؟اريد رؤيتها لطفا الدكتور:من الواضح أنه فقر دم حاد نتيجة إهمال طعامها لكن طفلة بسنها كيف تصل لهذه الحالة؟الم تنتبهوا لها؟ نظرت كل من جافيدان ونازلي لبعضهما دون رد فهما لم تنتبها لغذاء اوزجي ولا حتى مرة واحدة كانت تهتم بها مليكة فقط وعند والدتها كانت تسلمها للمربية وتذهب لأعمالها. نازلي:كيف حدث هذا انها تملك بدل المربية اثنتين؟ الدكتور:لا بأس يا سيدتي لا تقلقي ركبت لها الممرضة مصلا وسنعطيها العلاج اللازم حتى تتعافى كما أنها ستبقى تحت المراقبة بالمشفى لثلاثة أيام حتى تتعافى وانتبهوا لغذائها جيدا أن جسمها ضعيف لا يجب أن تهملوها اكثر كي لا يتفاقم وضعها اكثر وستكون بخير أن شاء الله. جوناي:ان شاء الله شكرا دكتور. الدكتور:العفو هذا واجبي،يمكنكم رؤيتها حين تخرج الممرضة،طهورا أن شاء الله توجه الطبيب لعمله لترتمي جافيدان على الكرسي بعد أن أحست بدوار وهي تقول:ياالهي ماذا يحدث معنا ابني وحفيدتي بنفس اللحظة. ركض إليها جوناي ليقول:امي هل انت بخير؟ جافيدان:لست كذلك حتى اطمئن على ابني ايضا. نازلي :ماذا حدث خالة اخبريني تركتها البارحة وهي بحال جيدة كيف اوصلتم طفلتي لهذه الحالة؟ جافيدان:كله بسبب تلك القروية كل المصائب نزلت على رؤوسنا فجأة الواحدة تلو الأخرى بسببها لقد طردتها من القصر ما جعل اوزجي تجن لذلك حتى وصلت لهذه الحالة. نازلي:وامير ماذا حدث معه لم انت قلقة عليه؟الم تقولوا بأنه مسافر قبل أن تجيب رن هاتف جوناي ليجد أن المتصل والده ليرد سريعا:جوناي كيف حال حفيدتي اخبرني لقد عدت للقصر وعلمت بما حدث. جوناي:بخير ابي لقد اعطوها العلاج وسندخل لنراها بعد حين لكن سيبقونها تحت المراقبة ليومين كإجراء روتيني لا اكثر حكمت: الحمد لله الحمد لله،بني هل والدتك بجانبك؟ جوناي:نعم انها هنا. حكمت:لا تحسسها بشيء واسمعني استغرب جوناي من طلب والده ليبتعد قليلا عن والدته ويقول:تفضل ابي اسمعك. حكمت:جوناي اخوك أمير لقد أصيب بحادث في موقع المشروع لقد اتصلوا بي من المشفى. جوناي باعلى صوت:ماذا؟ حكمت:لا تلفت انتباهها. جوناي:اكمل اسمعك حكمت:لقد اخبروني بأنهم يجرون له عملية مستعجلة ولم انا قادم اليكم اولا ثم ساسافر بعدها لتفقده لا تخبر احدا حتى تطمئنوا على حفيدتي وتعودوا للقصر جوناي:ساهتم بالوضع. اقفل الخط وقد تغير لون وجهه تماما لتنتبه إليه والدته وتقول:جوناي ماذا حدث أخبرني هل وصلك خبر عن اخيك؟ جوناي:اخي لالا لقد كان المتصل ابي انه قادم الى هنا. جافيدان:ماذا يحدث معنا ماذا؟ قلبي غير مطمئن يبدو أن هناك باسا قد أصابه. نازلي:لا توترينا اكثر خالة لنطمئن على اوزجي اولا ومن المؤكد سيتصل بعد حين لا تقلقي. دخلوا غرفة اوزجي ليطمئنوا على حالتها وقد كانت مستيقضة حينها اقتربت منها والدتها سريعا وضمتها بحب لتقول:ارعبتني عليك طفلتي لقد خفت عليك كثيرا. جافيدان :صغيرتي بماذا تحسين الآن؟لكنها تحدثت لتقول:حتى هل عادت ريحان؟ نازلي:الن يخبرني أحد ماذا يحدث لم تسأل عن ريحان؟ جافيدان:ساحكي لك الموضوع لاحقا نازلي المهم أن حفيدتي بخير وتلك القروية نالت ما تستحق جزاء وقاحتها. وصل حكمت المشفى واطمأن على حفيدته ليتجه بعدها إلى المطار ويسافر لاضنة لتفقد أمير. بعدها بفترة قصيرة دخلت سونا الغرفة فجأة وحالتها تدمي القلب،كانت منهارة لعدم سماع أي خبر عن أخيها سندها الوحيد وحاميها ومن جهة ذهاب ريحان ومن جهة أخرى حالة اوزجي تلك. اسرعت نحو الصغيرة وقبلتها لتقول:حمدا لله على سلامتك اميرتي ارعبتنا عليك. اوزجي:سونا دعينا نتصل بريحان كي تأتي الست صديقتها. نازلي:الن تكف عن ذكر اسم تلك التافهة أمامنا هي ليست امك كي تلحي على طلبها هكذا. سونا:نازلي لاتصرخي بوجهها الا ترين ماهي به؟ نازلي:هذا دلال لا اكثر سونا:استغفر الله الا تخجلين من نفسك انت؟ طفلة بسنها تتعلق بمربيتها لهذه الدرجة عوض والدتها الا تدكين أن ما يحدث جراء اهمالك. جافيدان:سونا نازلي ليس الآن وليس أمام البنت. سونا:اصلا انت السبب امي انت لا تجيدين غير التخريب لا الإصلاح وتنظرين للناس باستعلاء وكبرياء وكأنهم خلقوا من طين وانت من ذهب اتعلمين احيانا احس انك لست امي حتى. جافيدان:انا اين وانت اين؟لن اناقش تفاهاتك لانني لست بمزاج يسمح بذلك لكن سيأتي حسابك لاحقا ،احسن شيء أن أعود للقصر عل وعسى يصلنا خبر عن اخيك. سونا:انا سابق هنا مع اوزجي نازلي:لايوجد داع انا ساعتني بها. سونا:بل سابق حتى يعود اخي عاد بعد مدة كل من جافيدان وجوناي للقصر تاركين نازلي وسونا بالمشفى. اخبرهم جوناي فور وصولهم عن الحادث وأنه قد أجريت لامير عملية على مستوى الكتف وقد كانت ناجحة. كانت ريحان ببيت مليكة تجلس هناك وحيدة كعادتها كانت تبكي الما تتذكر مع كل دمعة تنزل على تلك الوجنتين اوزجي ووعدها الذي قطعته لها بأنها ستكون معها ولن تترركها واحتضانها لها وكيف انها فصلت عنها ذلك الحضن بصعوبة كبيرة كان قلبها يعتصر لتقول:لا لن اتراجع سامحيني لكن ما عدت استطيع. فجأة رن الهاتف الذي تركته مليكة لريحان احتياطا كي تطلبها عند الحاجة وقد كان هاتفا إضافيا لمليكة،حملته وأجابت لياتيها صوت مليكة عبر الخط وهي تقول:ابنتي هل انت بخير؟ ريحان:الحمد لله خالة مليكة:ريحان هناك شيء يجب أن تعلميه. ريحان:خير خالة ماذا هناك؟ مليكة:اوزجي لقد تعبت وتم نقلها للمشفى. ريحان:ماذا؟ياالهي ماذا فعلت انا؟ مليكة:وليس هذا فقط كذلك أمير ريحان:مابه الشيطان؟ مليكة:لقد تعرض لحادث خلال سفرته وهو الآن بالمشفى ايضا باضنة. تجمدت ريحان مكانها دون رد بينما مليكة تنادي عبر الخط لتتلفظ قائلتا:يمهل ولا يهمل يمهل ولا يهمل ثم أقفلت الخط جلست ريحان على الكرسي وهي تعيد كلام مليكة بذاكرتها لتنفجر باكية وتقول:انا ضائعة اكثر هل افرح لنيله جزء مما يستحق ام احزن لانه والد اوزجي وستحزن لذلك وتتعذب اكثر واكثر لقد تعبت تعبت. استغفري ربك ريحان منذ متى تتشمتين بالم غيرك لم تغيرت واصبحت سيئة الخلق هكذا؟ كيف تمكن منك ذلك الشيطان ورسم بالاسود على قلبك. عودي لوعيك ودعيه لرب العباد يتولاه. بقيت بالصالة تروح وتجيء وكل تفكيرها بالصغيرة دون الاهتمام لأمر أمير كانت تفكر هل تذهب لرؤيتها ام لا لتقرر بالاخير الذهاب لكنها تراجعت وهي عند الباب وهي تقول:لا لن افعل سيكونون هناك لن افعل. عادت ريحان لمكانها لتنكمش بذلك الكرسي وتشرع بالبكاء ثانية لا سبيل لها غير الدمع الذي تعود عليها وأصبح انيسها بكل زمان ومكان. في اضنة... انتهت عملية أمير على مستوى الكتف وقد اصيب على مستوى العظم ما جعل الأطباء يضعون له شريحة معدنية للم العظم لينقل بعدها إلى غرفة خاصة. بعد مدة وصل حكمت من المطار الى المشفى مباشرة ليسال عن غرفة امير ويذهب ناحيته مباشرة لكن وجده لايزال نائما تحت تأثير المخدر ليقرر الاطمئنان على باقي العمال لكنه صعق حين أبلغوه بأن العم احسان قد مات. عاد لغرفة ابنه ليرمي بنفسه على الكنبة الموضوعة هناك صامتا ثم وضع يديه على رأسه وردد:رحمك الله يا احسان كنت خير الرجل رحمك الله. رفع راسه ناحية أمير ليجده ينظر ناحيته مباشرة دهشا،قام من مكانه نحوه سريعا ليقول:بني الحمد لله على سلامتك ارعبتنا عليك. أمير:هل العم احسان مات حقا؟ حكمت:نعم بني انتقل الى الرفيق الأعلى ليرحمه الله برحمته. شد أمير على قبضته حزنا متاسفا ليضرب بها سريره بقوة ليقول:لا يمكن لا يمكن من فعلها كيف حدث هذا؟لكنه تألم بشده ليصرخ بقوة وهو يشد على كتفه ليقترب منه والده ويحاول مساعدته وهو يقول:أمير اهدأ بني اهدأ لا يمكنك التحرك كما ترغب لقد خرجت من غرفة العمليات منذ مدة قصيرة. أمير:اكاد اجن ابي كيف يحدث هذا مع شركتنا؟للحظة كنت ساردم تحت ذلك الحطام. حكمت:سنجد الفاعل لا تقلقل مصير من افتعل هذه الكارثة سيظهر للعلن ولو بعد حين. أمير:لن ارحم اي احد كان له دخل بهذا لقد ذهبت روح ابي روح شخص. حكمت:اهدا بني فقط اهدأ وساحل الأمر. أمير:أن شاء الله ابي ورحمك عمي حسن كنت نعم الرجل اخخخخ لا اصدق لا اصدق حين أعيد الحادث على ذاكرتي اجن. هدأ قليلا وسكن بمكانه لكنه تذكر فجأة اتصال سونا لتتسع عيونه فجأة ويظر لوالده الذي استغرب من نظرته ليقول:أمير بني مابك؟ أمير:ابي قبل الحادثه اتذكر لقد اتصلت بي سونا واخبرتني أن ريحان غادرت القصر هل هذا صحيح؟ حكمت:امير ليس وقت الحديث عن هذه الامور الا تعي انك خرجت من عملية؟ أمير:ابي أخبرني ماحدث حكمت:مع الاسف صحيح بني ريحان غادرت القصر أمير:ولم اخبرني ماذا حدث بغيابي؟ حكمت:خلاف مع والدتك وطردتها أمير:لا لا يمكن لم؟كيف فعلتها امي؟الفتاة طيبة وتحب اوزجي اين ذهبت؟ على الأقل كانت انتظرت حتى عودتي لكن هي دائما هكذا تفعل ما برأسها ولا يهمهانحن اطلاقا ابي واوزجي ماذا صنعت بغيابي؟هل هي بخير حكمت:اوزجي بخير بخير لا تقلق الجميع بخير انت اهتم لصحتك ولا تقلق حيال شيء أمير:ابي انت لا تقول الحقيقة حكمت:اتكذب اباك ياولد أمير:حاشا لكن هناك أمر فانت تهرب بعيونك حكمت:لقد تعبت اوزجي ونقلناها للمشفى. أمير:يا الله صغيرتي ثم تحرك ليقوم من مكانه لكن وما أن فعل ذلك حتى تألم بشدة ليعود لمكانه وهو يئن. امسكها والده بقوة ليصرخ به:أمير ماذا تفعل أمير:يجب أن اسافر لطفلتي وللبحث عن ريحان لا يمكن أن ابق هنا مكتوف اليدين. حكمت:امير هل جننت لو تحركت من مكانك خطوتين ستقع مغشيا عليك ابق مكانك وسانادي للطبيب. خرج حكمت من الغرفة لمناداة الطبيب بينما أخذ اميرفي مخاطبة نفسه ولومها وهو يردد:تستحق هذا امير ياالله لا تختبرني بهما لا تختبرني بهما لا يمكن أن تضيع مني بعدما وجدتك لن اتركك قبل أن تسامحيني لن افعل لن اتخل عنك ريحان لا يمكنني دونك لا أنا ولا طفلتي ليبدأ بالصراخ باعلى صوته وهو يهز بيده السليمة سريره ويتالم الم الجسد والفؤادويقول:لماذايا امي لماذا؟لماذا؟ كان يغلي كالبركان يفكر ويفكر افكار مضطربة وجسد منعت عنه الحركة لياتي الطبيب بعد حين ويعطي إبرة مهدئ لامير ما جعله ينام بعدها مباشرة. في المدينة...كانت ريحان جالسة بغرفتها في حيرة من أمرها تفكر بتلك الصغيرة الملاك وبوالدها الشيطان كانت تتذكر في ملامحها طفولتها الجميلة وفي ضحكتها شمس ربيع قريتهم وبمشاغباتها لعبها مع اولاد حيها الصغار وفي عيونها زخات مطر الخريف لتخرج زفرات قوية متتالية زادت فؤادها الما بدل أن تريحها ثم قالت:ماذا فعلت بي ياطفلتي لقد حملتني عبئا اثقل علي كاهلي لكنها تذكرت ايضا فعلت جدتها لتقول:يكفي يكفي الما يافؤادي ارحمني فماعاد هذا الجسد يقوى على احتضان المك. بقيت كذلك لمدة ثم استسلمت للنوم وحيدة تئن باعماقها فقط دون تحريك تلك الشفاه التي أبت الصراخ. حل الصباح.... استفاق امير ليجد والده نائما هناك على الأريكة. بقي على حاله لمدة يفكر ليبدأ حكمت بالاستيقاظ تدريجيا ليقول:صباح الخير بني أمير:صباح الخير ابي حكمت:بما تحس الآن هل انت بخير؟ أمير:لن اكون بخير حتى ارى طفلتي. حكمت:كلها ايام وتخرج من هنا وتسافر وتجدها تلعب امامك. أمير:لا ابي لا يمكن أن اصبر لثانية أخرى. حكمت:والمعنى. أمير:سنسافر حالا. حكمت:بني لا يمكن حتى الطبيب لن يوافق. أمير:انت حكمت تارهون استخدم نفوذك المهم أن اطمئن على طفلتي.(واجدك ريحان يجب أن اجدك) بعد الحاح من امير وافق والده على مطلبه. سافر أمير رغم معاناته من كتفه مع والده الى اسطنبول ليقرر الذهاب للإطمئنان على طفلته مباشرة اما ريحان فقد أخذت اسم المشفى من الخالة مليكة لتقرر هي أيضا بالاخير الذهاب للاطمئنان على الصغيرة. وصلت المشفى بسيارة اجرة ثم،دفعت الحساب بالنقود التي تركتها لها مليكة ونزلت ثم دخلت المشفى سالت عن رقم الغرفة لتتجه إليها مباشرة وما أن اقتربت حتى خرجت سونا من هناك لتلمحها سريعا،استدارت ريحان محاولة الهرب لكن سونا استوقفتها لتقول:انتظري لا تهربي. التفتت ريحان إليها لتقول:لم اهرب بل انتم أردتم ذلك. سونا:لا احد أراد ذلك هيا تعالي ادخلي عندها ستشفى فور رؤيتك لكن لا تطيلي البقاء والدتها بالمقهى ستعود قريبا. دخلت ريحان لكن سونا امسكتها من يدها. لتقول بنظرة رجاء:عودي ريحان:لا يستحيل أن اعود مره تانيه حين يهان المرء في شرفه فلا عودة سامحيني. سونا:بل انت سامحينا ريحان: ان شاء الله دخلت ريحاان بعدها الغرفة على اوزجي وقد كانت شبه نائمة وما أن أحست الحركة حتى التفتت لتجد الزائر ريحان. ابتهج وجهها حين راتها لتقفز من مكانها الى حضن ريحان وهي تقول:حبيبتي لقد عدت كما وعدتني. ريحان:هششش لا يجب أن يسمعنا أحد ثم احتضنتها بقوة لتقول:انا أعتذر طفلتي اعتذر اوزجي:لا تذهبي ثانية لقد عدت صحيح ؟لاتنسي انك وعدتني وانت اخبرتني أن وعد الحر دين عليه. لم تجد ريحان اي كلام لتجيب لتبق على صمتها فقط ثم أعادت اوزجي بمكانها لتقول:اسمعي ستسمعين كلامي وتتناولين غذاءك إلى أن نلتقي ثانية ويجب أن لا تخبري أحدا بقدومي اوزجي:ستعودين صحيح؟ ريحان:ساعود في الغد لاجلك ولكن عديني بما طلبت اولا. اوزجي:اعدك واحبك ريحان:وانا احبك ملاكي. ثم غادرت الغرفة لتجد سونا بمكانها لتقول:اهتم بها سونا سونا:بل انت من يجب أن يفعل. ريحان:ساعود بالغد واقنعها بعدم قدرتي على العودة للقصر لا تهتمي انا اعرف كيف أراضيها لكن ايمكنني الاتصال بك قبلا لتفادي الالتقاء مع احد؟ سونا:حسنا كما تشائين لكن الى اين ريحان؟ ريحان:الى عزلتي لتتجه بعدها إلى السلم الكهربائي للنزول كانت هي تدخل الاسانسير ليخرج هو الثاني مباشرة. مر من أمامها قبل أن يقفل باب الاسانسير وقد لمحته حينها لوهلة يمر من هناك بينما هو لم ينتبه. دب الرعب بجسدها مخافة أن يلحق بها ويعيدها لذلك السجن لتخرج راكضة وهي تنظر للخلف مخافة أن يعود لتأخذ تاكسي سريعا وما أن ركبت حتى تنفست الصعداء لتقول:الحمد لله الحمد لله لم يرني لتعطي بعدها عنوان بيت مليكة للسائق لينطلق بها مباشرة ،كانت بالسيارة تتذكر شكله حين لمحته فقد كان باديا عليه الالم لتقول:لن تحس بنقطة من الالم الذي سببته لي حتى لو قطعت اشلاؤك قطعا صغيرة. العبرة بالخواتيم سيد امير ولنا نهاية بطريق القدر. دخل أمير غرفة طفلته سريعا ليجد سونا ونازلي هناك، وسط ذهولهما ليقترب من طفلته ويضمها لصدره بقوة حتى أنه لم يكترث لالمه ويقول:للحظة كنت ساجن بعد أن عرفت انك هنا اياك ان تعيدها طفلتي اوزجي:لم اتعمدها بابا آسفة أمير::هشش لا تعتذري لشيء يا قطتي الحبيبه انا اسف هنا اقتربت منه سونا واحتضنته لتقول:انت ايضا حبيبي اياك ان تفعلها ثانية اخي لقد قلقنا عليك ويجب أن ترتاح كي لا يلتهب جرح عمليتك اخي. أمير:دعك من عمليتي انا بخير المهم أنني رأيت طفلتي نازلي:الحمد لله على سلامتك أمير لكن حين تتعافى يجب أن نتحدث فهناك أمور أصبح من اللازم تسويتها ولا يجب أن تؤجل اكثر. أمير:ماقصدك؟ نازلي:انت تفهم قصدي جيدا واوزجي خط احمر. أمير:😒 اهتم أمير بطفلته حتى نامت ثم خرج وتوجه للقصر. دخل للداخل وقد كانت والدته بانتظاره وما أن فعل حتى ركضت إليه بلهفة وقبلته برفق وهي تقول:حمدا لله ياربي حمدا لله. أمير:امي لم فعلتها؟ جافيدان:ليس وقت العتاب أمير:ليس عتابا امي،انا اؤمنها على ابنتي من هنا وانت تطردينها من هنا لماذا انها ملاك يشفي العلل. جافيدان:تلك الغبية لقد نشرت سمهاوتملكت عقلك. أمير:امي ضعي كبرياءك جانبا وفكري كإنسانة نحن خلقنا سواسية لا احد فوق أحد أو على الأقل فكري بحفيدتك انا لم أر اوزجي تضحك بهذه الطريقة منذ انفصالنا. جافيدان:بالوقت الذي اسعى الى لم شمل عائلتك تذهب وتحضر قروية هنا وتجعلها مربية لطفلتك؟ أمير:نحن لن نعود امي تمام وريحان ستعود وستعتذرين لها أمام الجميع كما اهنتها. جافيدان:ماذا؟باحلامك أمير لن اسمح لها أن تصبح سيدة القصر ولو على جثتي. أمير:ماذا تهذين امي انا احدثك عن اوزجي عن أي سيادة تتحدثين؟ جافيدان:وكانني لا ار نظراتك اليها وهذا كان مبتغاها من الاول. انصرف أمير من أمامه دون رد ليدخل غرفته ويضرب الباب بقوة ثم تمدد بفراشه بعد أن احس بتعب وألم شديد بكتفه،كان يسند ظهره على وسادته يفكر بها وقلبه يعتصر لغيابها،كان كل شيء يمر أمامه كانت آخر كلمات قالتها له بالحديقة تسيطر على فكره وقلبه، اخرج زفرة قوية ثم ردد:اين انت يا عشق،اين انت؟ تركتيني للعدم. يوم وتسامحينني ريحان. لكنه لم يهدأ حتى دخل غرفتها ليجدها مرتبة كما هي وهاتفها جانبا اقترب وتناوله لينتبه لوجود وشاحها موضوع فوق السرير،اقترب وأخذه وخرج من الغرفة والهاتف والوشاح بيده. اخذ ادويته ثم غير ملابسه بمساعدة شقيقه ثم تمدد بفراشه ووضع صورتها التي بالهاتف نصب عينيه ليخاطبها على أنها هي امامه حتى نام بعد حين. لم تكن أقل منه حالا وحيرة لكن الفرق انها مرتاحة لغيابه بينما هو يتالم ويحترق. حل الصباح... بدأ جرح أمير يلتهب تدريجيا لكثرة الحركة حيث أنه استفاق متألما فهو من المفترض أن يكون داخل المشفى لاخارجه. اتت مليكة الى الغرفة للاطمئنان عليه وقد أحضرت فطوره،وماان تقدمت بالصينية حتى قال:لا اريد خالة. ملكية:لم اسالك عن رايك ستاكله رغما عنك لتقول الا يكفي انك جازفت وخرجت من المشفى وجرحك لا يزال جديدا؟ أمير:كله لا يهم المهم أن أبحث عنها واجدها,الم تقل شيئا قبل خروجها هي حتى هاتف لم تأخذه. مليكة:لم اكن بالقصر حينها فلا تسالني عن شيء بني(قالتها لتتجنب الكذب). تناول فطوره بصعوبة ليتصل بعدها بأحد العاملين بالشرطه طالبا منه البحث عنها بعد أن أعط له مواصفاتها. مر الصباح بشكل عادي... نزلت ريحان سيارة الأجرة وتوجهت سريعا لغرفة اوزجي بعد أن استغلت غياب نازلي كما اخبرتها سونا لتدخل الى محبوبتها الصغيرة لتطمئن على حالها كما وعدتها بالامس. كانت تتحدث هي واوزجي وسونا حتى علت ضحكاتهم جاء امير الي هناك فقد حضر بعد ريحان بدقائق،كان قلبه يخفق كقلب الطفل الصغير الذي يركض ويركض مرحا دون احساس للتعب،كان ينظر إليها الى ضحكاتها الى ملامحها شعور اجتاحه رغم عناده كان سيدخل لكنه تراجع للحظة وعاد ادراجه. القسم الثاني: بعد لحظات اتت الممرضة فجأة لتدخل إليهم وتقول:آنسة ريحان الدكتور يطلبك بغرفته. ريحان: أنا؟ الممرضة:الست مربية الطفلة؟يريد أن يسالك عن بعض الامور ريحان:غريب. سونا:لا بأس اذهبي وافهمي رافقت الممرضة ريحان الى غرفة بنهاية الرواق لتقول:تفضلي ياآنسة الدكتور بانتظارك. ريحان:هنا؟غريب لكنها دخلت وما ان فعلت حتى حاوطتها يده من خصرها ليضمها لصدره حتى فزعت رغم ألمه الشديد فقد التهب جرح كتفه ليهمس باذنها ويقول:غفرانك عشق عرفت من عطره انه هو قبل أن يتحدث لتتحرك محاولتا فك نفسها من بين يديه وتقول:أتركيني . لفها إليه ليقول:لن افعل نظرت لعينيه بقوة ، كانت صامتة تفكر وحسب اما هو فكان يشبع نظره من صورة وجهها وهو قريب منه لهذه الدرجة ، ولكنها تحدثت بغضب وهي تقول: كنت اتمنى حقا ان اجد هذا الجسد الذي تحتضنني به جثة هامدة، حقا تمنيت وفاتك و لكن فكرة ان تكون ابنتك يتيمة جعلني حزينة ، انا اعرف ما هو شعور ان تعيش يتيما ولا اتمنى ان تعيش ابنتك هذا رغم انها تحس بهذا الاحساس رغم وجود الكثير من الاشخاص حولها هي تحس بذلك الفراغ في القلب، قاطع كلامها ليقول لها: أنا اعتذر ، انا رأيت الموت امامي ورأيتك ايضا ، كان سيكمل ولكن ضحكت ريحان ساخرة وتجمعت الدموع بعينيها وهي تحاول الافلات من بين يديه ، كانت تتحرك ليزداد الم كتف امير ولكنه تجاهله، ثم تحدثت بغضب وغصة قائلة : ألا تستحي من نفسك؟ كيف تطلب شيء كهذا؟ أتظن الذي فعلته يغتفر؟ على ماذا ساغفر لك تحديدا؟، انت ستصيبني بالجنون، ستجعل مني في النهاية قات**لة بدم بارد، على ماذا تطلب الغفران لا افهم؟على تحويلي لجارية؟ على محاولة اغتصابي اكثر من مرة؟ على اخذك اغلى ما لدي؟على تعذيبك لي كل ليلة؟على السمعة الرائعة التي اكسبتني إياها؟ام عن كلام امك الذي يسمم البدن؟ أم الآثار المنتشرة بكل جسدي؟ ام عن فقداني الامل ومحاولة انتح**اري والذنب الذي يجول داخلي؟ اخبرني اي واحد منهم تطلب الغفران لأجله. صمت تماما امام كلامها الذي يعكس آثار افعاله، حاول جذبها لصدره لتبكي به ولكنها صدته وقالت : لماذا دمرتم برائتي ؟ لماذا دمرت شرفي ؟ لماذا حولت قلبي الذي رغم انه عان كثيرا ولكن لم يقسو ابدا ولكن على يديك هذه جعلته اسود صرت اخاف منه ، رغم كل ما فعله زوج عمتي لم اتمنى موته ولكن انت تمنيت، تمنيت ، ابتعد عني ، دعني استعد نفسي، دعني اعيش حياتي براحة، ابعدني عن منزلك فأنا بالنسبة لهم خادمة، اترك قلبي يعيش بأيامه الاخيرة انت اخذتني لاجل الصغيرة فطر قلبي بحبها ووعدتها أن لا اتركها ولكن امك جعلتني انكث بوعدي ، امك، امك تجرأت وتحدثت عن والدي، والدي انا ، قالت عني وقحة وعديمة اخلاق ، يبدو ان والديك لم يعلماك أيا من الاخلاق الحميدة، انا كنت مثالا يحتذى بي ، انت دمرتني. ولكنه زاد من حضنها وهو حزين، كان يسمع بقلب يتقطع لما عانته، تالم داخلها اكثر لتحرك يديها لتضرب بظهره بكل قوتها قائلة: دعوني لحياتي ، دعوني اجمع شتات قلبي المتناثر دعوني، ضع هذا بعقلك السميك، ما أفسده الدهر لا يصلحه العطار. كان يتألم من ضرباتها ، كان النزيف يزداد والدم ينتشر على قميصه، نفدت قوته ليفلتها لتتحرك مبتعدة وهي تقول: اعلم انتظر شفائك واعود لانتقم من هذا الجسد، تعودت ، امك تصفع وتتهمني بأنني آتيك ليلا وانت تضرب بهذا الجسد وتدمره ، لتتحرك للإبتعاد حتى وصلت للباب ، كانت عيونه مشوشة ، كان ينظر بعيون ذابلة ، مد يده الى خيالها بعينيه ولكن انتهت القدرة ليسقط بقوة على الارض، كانت عينيه تنفتح وتنغلق ببطئ. سمعت صوت سقوطه لتلتفت نحوه فوجدته واقعا أرضا ، انتبهت للدماء على ثيابه ، كانت تنظر ببرود غريب لتتحرك نحو رأسه وتنزل عنده، كان شعرها على وجهه ولكنها لم تهتم بل نزلت اكثر واقتربت من اذنه وهمست بخفوت كلمات، رددت: إلى جهنم وبئس المصير، ولو متّ الآن لن أسامحك. تحركت وخرجت من الغرفة وأقفلت خلفها الباب، كانت تمشي بثقة، ثقة مزيفة، ثقة ظاهريا أما في داخلها ضاعت، ولكنها لمحت طفلة صغيرة تتحرك هناك في المشفى وهي تركض لوالدها، تذكرت اوزجي ،ولكن تحركت للخروج وهي تتذكر وضعه وتتخيل وضع اوزجي لو حدث لوالدها شيء، تذكرت كلام اوزجي عن امها وانها لا تهتم بها أبدا ، كانت تتذكر احضان امير لإبنته والحب الذي يعطيه لها و الحنان، تذكرت وضع سونا وكيف هو الوحيد سندها ، كانت تمشي وهي تبكي لتخرج من المشفي حتى واوقفت سيارة الاجرة لتفتح بابها وهي تبكي بحرقة، كانت تتخيل ان اوزجي تأتي إليها وتلومها على والدها ووضعه، كانت تتخيل سونا وهي تقول لها: لماذا لم تساعديه؟ لماذا لم تطلبي له المساعدة ؟ وقفت وهي تتنفس ببطئ ، نظر لها السائق وهو يقول: آنستي اتذهبين او لا ، نظرت له لتتحرك سريعا، بل تركض للمشفى وبالتحديد لغرفته، فتحت الباب بقوة لتتحرك نحوه لتجلس بالقرب من رأسه فحاولت تحريك رأسه قائلة : لن تموت، لن يحدث لك شيء ، لن يلومني احد، أفتح عينيك، ارجوك أفتح عينيك، كان شعرها على وجهه، كانت تزيله عنه ولكن كان يسقط عليه كل مرة، ابتسم وهو يحس بشعرها وقربها، اما هي فكان نظرها على الدماء التي ملأت ظهره لتصرخ بكل قوتها: ساعدوني ارجوكم، أنه على الارض ارجوكم اسرعو ، لتعود لتنظر له وهي تزيل شعرها من عليه وهي تقول: من اجل ابنتك، من اجلها وحدها ابقى على قيد الحياة، أنت لا تستحق السعادة لكن هي بلى، لا أريد أن أحمل ذنب مو**تك فأنت لا تستحق. لتأتي الممرضة وترى وضع امير لتسرع لتنظر الجرح لتجد الجرح قد عاد للإنفتاح لتسرع لطلب المساعدة والطبيب الذين اتو واخذوه من حضنها ليدخلوه مباشرة لغرفة العمليات دون حتى تقديم تفسير او توضيح لوضعه ادخل أمير غرفة العمليات سريعا ليقوموا بفحص جرح العملية ليجدوا بأنه قد انفتح بسبب الضربة القوية التي تلقاها تاكد الأطباء أن الشرائح بموضعها و لم تتاذ ليعيدوا بعدها خياطة الجرح وتضميده. كانت ريحان وقتها جالسة بحالة ضياع على كرسي المشفى تنتظر مع سونا التي اعلمتها بالخبر لياتي بعد حين الدكتور المشرف على عملية أمير. اقتربت سونا سريعا لتقول:دكتور كيف حاله الآن. الدكتور:بخير الحمد لله الشرائح بموضعها لقد فكت القطب فقط بسبب تعرض لصدمه مكان الجرح ماجعل الجرح ينزف لكنناأعدنا خياطة الجرح وهو بخير لكن يجب أن يبقى تحت المراقبة على الأقل ليومين وان لا يحرك ذراعه أو كتفه حتى لا يتاذى موضع الجرح ثانية. سونا:شكرا دكتور. الدكتور:سلامته والآن عن اذنك. اخرج أمير لحظتها من غرفة العمليات وتم نقله لغرفة خاصة ليرتاح كما انه حضر بذلك الوقت كل من جافي وجوناي وحكمت للاطمئنان على حالة أمير بعد أن وصلهم الخبر من سونا،اما هي فقد كانت بالزاوية تنظر فقط فهي الدخيلة بينهم التي لا يرغب بها أحد كانت تشاهد لهفتهم على امير وارتعابهم عليه لتنسحب قبل أن يلمحها أحد من العائلة كانت تريد الهرب وهذا ما تمنته منذ أن وطأت قدمها المدينة اول مرة لكنها لم تفعل لم تستطع بل سحبت جسدها التعب لتتجه لحديقة المشفى. رمت جسدها هناك على أحد الكراسي الباردة لكن دمعها كان يحرق رغم كل ذلك الصقيع الذي حولها كانت تبكي بشدة لكن ذلك الدمع لم يزد قلبها الا اعتصارا وكان تلك الجفون خلقت للبكاء فقط كانت لحظتها تخاطب نفسها وتقول:لقد تعب فؤادي يالله منذ أن خرجت إلى هذه الدنيا وانا اسير وحيدة كالميت لا عجب أن يقسو قلبي وهو يقتات الوحدة، ياالهي اكاد أفقد احساسي بواقعي مااعيشه الآن أشد أنواع الالم قسوة. بقيت هناك مطولا تتكئ على ذلك الكرسي رغم برودة الجو الا أنها لم تبالي فهي شبه غائبه لما حولها. قامت من مكانها ومشت بتثاقل كانت ترغب بالهرب والركض الى أبعد مدى بصمت حتى لا ينتبه لها أحد لكنها لم تفعل بل قادها قلبها إلى غرفة الصغيرة تلك الصغيرة التي لا تطلب شيئا غير قربها. توجهت لغرفة اوزجي للاطمئنان عليها وما ان فعلت حتى وجدت الكل هناك مجتمعين فقد قرر أمير البقاء بنفس غرفة طفلته بالمشفى،تراجعت للخلف حين راتهم لكن اوزجي اسوقفتها لتقول:ريحان الى اين؟ استدارت بحزن لتقول:يجب أن اذهب حبيبتي. أمير:ريحان ادخلي لكنها بقيت بمكانها لا هي خرجت ولا هي تقدمت اكثر لينظر أمير نحو والدته ويقول:امي اعتذري لريحان. جافيدان:بني أمير:امي قلت اعتذري كما اهنتها أمام الجميع ستعتذرين لها أمامهم ريحان:لا اريد اعتذارا من احد. نظر حكمت لجافيدان ليقول:لاجل حفيدتك. اشتعلت جافيدان غضبا لكنها اقتربت من ريحان لتقول امام الجميع:انا أعتذر بقيت ريحان بمكانها واقفة دون رد أو حركة حتى فما حدث بتلك الثواني لم تتوقعه اطلاقا لتنسحب جافيدان من أمامها لكنها اقتربت منها وهي خارجة لتهمس بصوت خافت:بيننا الأيام ريحان وساحول القصر الى جهنم تحرقك. ثم انصرفت بعدها من الغرفة وهي بركان غضب على وشك الانفجار ليلحق حكمت بها مباشرة. هب كل من جوناي وسونا الى ريحان سعيدين بعودتها كذلك اوزجي كان الكل فرحا بها بينما هو فقد كان يسترق النظر لابتسامتها ويتذكر حين كان على الأرض وكانت تضمه لحجرها وشعرها يتساقط بخصلاته الجميلة على وجهه ما جعله يبتسم دون وعي. طلب حينها كل من جوناي وسونا من ريحان العودة الى القصر لكنها رفضت ذلك ليتحدث هو اخيرا ويقول:لاجل اوزجي فقط نظرت اليه بحسرة لترد:لا لا يمكنني. مرت بعدها ايام... خرج كل من اوزجي وامير من المشفى ليعودوا للقصر بينما ريحان اختارت البقاء ببيت مليكة لفترة على أن تبحث عن عمل وتستاجر بيتا بسيطا لها لاحقا،اما بالنسبة لاوزجي فقد كانت تطمئن على أحوالها من خلال مليكة لكن الأخرى كانت تتقصد بكل مرة اخبارها عن امير وأحواله وكيف أنه يعيش ضياعا هو وابنته بغيابها لكنها لم تكن تهتم لأمره ولا لاخباره فقط تكتفي بالسؤال عن اوزجي. في يوم كانت ريحان تنظف البيت ليرن الجرس فجأة لتتوجه إليه وتفتحه لكنها تفاجأت بامير واقفا أمامها نظرت اليه بعيون متسعة لتقول:انت؟ أمير:لست وحدي اوزجي:مرحبا جوناي:مفاجأة. سونا:وانا ايضا مفاجأة فقد اخبرتهم مليكة عن مكانها بعد الحاح من امير لكن هي فعلت ذلك لأجل لهفة أمير عليها وتاكدها من حبه لها. دخل الجميع حتى دون أن يستاذنوا ليقول أمير:اوووه اشتقت للمنزل الذي عشت به اغلب طفولتي. ثم ادخل جوناي حقيبة صغيرة من الخارج ايضا. كانت تنظر لما يحدث أمامها مصدومة ليفصلها أمير عن صدمتها ويقول:ما دمت لا تريدين العودة للقصر ستبقى اوزجي هنا معك لفترة. سونا:وانا ايضا جوناي:هاي يا ابنتي ما بك؟ هل اكل القط لسانك؟ ام انك لا تستقبلين الضيوف؟ لانني اريد البقاء هنا ايضا. رمق أمير جوناي بعينه ليقول:لا تتمادى لقد اخجلتها. بقي الجميع هناك حتى المساء يتحدثون ويتسلون كانت ريحان سعيدة بهم عدا أمير الذي كانت تختنق من نظراته لها رغم أن تلك النظرات تحولت من نظرات غضب و شهوانية الى نظرات خوف وحسرة وندم شديد كان يتاملها مخاطبا نفسه ويقول:جميلتي احمد الله بدل المرة الفا انك لي ماذا فعلت بي؟ كيف قلبت كياني هكذا؟هل هذا هو شعور الحب ؟م أنه مجرد ندم؟ انني اعيش ضياعا بين هذا وهذا لكن ما انا متاكد منه انني آسف نعم أنا آسف حقا. نظرت اليه لتجده على تلك الحالة ينظر إليها لتقول بداخلها:حتى لو اعتذرت بدل المرة الفا ما قبلته انا تقبلتك هنا لاجل جميلتي الصغيرة فقط ولولاها لكنت رميتك خارجا. مر بعض الوقت على ذلك،كانت كل من سونا وريحان بالمطبخ ليستغل أمير ذلك الوضع ويقترب من طفلته ليطلب منها طلبا وهو يهمس باذنها نظر إليهم جوناي ليقول:الى ماذا تخططون انتم؟ أمير:سر اوزجي:هششش سر أمير:اتفقنا طفلتي اوزجي:اتفقنا أمير بيك، هششش انتهت زيارة أمير وجوناي ليققروا العودة للقصر على أن تبقى اوزجي وسونا هناك لكن ما ان وصلا إلى الباب حتى ركضت اوزجي الى والدها واحتضنته لتقول:بابا ابق معي لاتذهب لطفا أمير:حبيبتي لا يمكن هذا مستحيل اوزجي:لماذا بابا؟المكان واسع نحن ننام داخلا وانت هنا جوناي:وانا الا تريدين أن ابق ايضا؟يعني اانسكم واحميكم ماذا بو خفتم ليلا؟ سونا:الله الله هل هي دار حضانة هيا انت وهو الى الخارج لن يبق أحد هنا اتريدان تشويه سمعة الفتاة. ما أن سمعت ريحان هذه الكلمة حتى نظرت لامير نظرة أسى ليبادبها هو نظرة الم فقد فهم لغة عيونها دون حديث شفاهها قاطعت اوزجي حديث العيون ذاك لتقول:انا عندي فكرة مارايك ان نعود للقصر ريحانتي؟ وهكذا لن نحزن عمي وبابا بطردهما من المنزل. سونا:فعلا ريحان هيا لنعد للقصر ولا تعاندي اكثر اشتقت لسهراتنا ثم إن امي اعتذرت وهكذا ستعودين مرفوعة الرأس حبيبتي ريحان:لا يمكنني اعتذر لن استطيع دخول القصر ثانية بعد أن خرجت منه. جوناي:هيا عشق اف انت اعند من اخي امير أمير: ها أمسكت اوزجي يد ريحان وشبكت أصابعها بها ثم أمسكت يد ولادها وشبكت أصابعها بها ايضا لتقول:لا اريد اعتراضا هيا ريحانتي لقد طال غيابك ولو يطول اكثر سامرض ثانية نظر الاثنان لبعضهما ثم ابتسمت ريحان لاوزجي لتقول:لا سمح الله حلوتي حسنا سنعود. أمير:اذا لنستعجل ان كان كذلك(لحظتها كان أمير يحس بالم شديد بكتفه خاصة وبجسده عامة لكنه تمالك نفسه كي لا يقلق من معه عن حالته) عادت ريحان للقصر في ذلك المساء معهم فهي لم تشا احزان الصغيرة بغيابها عنها اكثر،عادت لتجد غرفتها على حالها ثيابها بمكانها،هاتفها على الطاولة... وضعت ريحان اوزجي بفراشها وسردت على مسمعها قصة ماقبل النوم كالعادة ثم عادت لغرفتها لترتاح لكنها لم تجد مارغبت به لتبق بمكانها مدة تتقلب يمينا وشمالا تفكر وتفكر حتى حل منتصف الليل ولم يزرها النوم بعد. أحست ببعض العطش لتقوم من مكانها متوجهة للمطبخ لاحضار بعض الماء لكن وما أن خرجت من غرفتها حتى سمعت صوت انين يأتي من غرفة امير،اقتربت فوجدت باب غرفته مفتوحا، وقفت عند الباب لتسترق السمع اكثر لتتاكد من أنه هو وقد كان يئن ويهلوس بشدة وكأنه يعيش كابوسا. بقيت عند الباب تفكر أتدخل وتتفقده أن تذهب لما خرجت لأجله دون أن تتدخل لتقول:ربما كتفه يؤلمه اف كله بسببي لو لم اضربه يومها لما فتح جرحه لكنه يستحق كل ما يحدث معه اف اف. فكرت قليلا لتقرر عدم الدخول وتلتفت متجهة للمطبخ لكنها سمعته ينادي باسمها فتوقفت وزفرت بحنق لتقرر حينها الدخول. دخلت غرفته لتجده نائما وهو يهلوس ويناديها ويقول:ريحان لن اتركك لا يمكنني وقد كان يتعرق بشدة وجسمه كله يرتجف. نظرت اليه باحتقار لتقول: يبدو أن حرارته مرتفعة هذا نقطة من جهنم أمير بيك، انظر أنت الآن ضعيف لا حول لك ولا قوة، ظننت أنك لا تهزم ولا قوة تعلو على قوتك لكنك ضعيف، ضعيف لدجة أن شيء من الحمى جعلك تستنجد وحيدا. تحركت من أمامه لكن أمسك بيدها وشد عليها بقوة، نظرت ليده المتشبثة بها ثم إليه فسحبت يدها عنه بقوة وطالعته فتحدث هامسا: لا تتركيني. ابتسمت ساخرة ثم تحركت وأقفلت الباب وعادت لغرفتها غير مكترثة له ولطلبه ،تمددت على سريرها تطالع السقف ثم أخذت نفسا عميقا ورددت: اللهم لا شماتة لكن الله يمهل ولا يهمل. عادت للنوم سريعا بينما هو لا يزال يعاني من حرارته المرتفعة وهلوساته وهكذا مضى وقت، استفاقت هي من نومها فأتى على خاطرها حين استنجدها، حاولت أن تبعد تلك الافكار وضميرها لكن لم تستطع إلى ذلك سبيلا فقامت من مكانها وتحركت نحو غرفته ودلفتها لتجده على حالته لا بل ساءت أكثر ولم يستفق أو يتحرك حتى من مكانه، وجهه محمر والعرق يتصبب من جبينه ووجهه وشفتاه مبيضتان. أدركت حينها أن جرحه السبب فتحركت تتأفف تقدم خطوة وتعيد الأخرى ثم أحضرت ماء من حنفية المطبخ وكمادات وبدأت بوضعها له بينما هو لايزال يهلوس ويهذي. سهرت بجانبه لمدة تضع له الكمادات وتزيلها حتى نزلت حرارته اخيرا وهدأ وكن جسده عن الارتجاف لكنها لم تحس لحالها فنامت من تعبها والكمادة بيدها أما هو فلم يستفق ولم يدرك انها تعتني به حتى حل الصباح. فتح أمير عيونه على ضوء الشمس بتثاقل ليلمحها نائمة بجانبه كان يظن أنه سراب للحظة لكنه لم يكن كذلك بل حقيقة عشق نائمة بجانبه نظر إليها بنظرة مستثناة من كل شيء ولكنها لامست شعورا خاصا فيه ، لا يفهم ماهية ذلك الشعور ولكنه يجعل قلبه منتشيا من السعادة ، كان ينظر إليها وكأنها الشمس وعينيه بمثابة الارض تدور وتدور حولها ولا تختفي ، النظر إليها وهي ساكنة يشبه العناق... فهو لايستطيع احاطتها داخل حضنه فحضنها بعينه أغمض عينه بحزن ثم قال في نفسه : كانت غايتي أن اقف أمام نفسي في المرآة بلا ندمٍ وأسف وأوجاع... كل ما فعلته كان لاطفئ النيران المشتعلة في صدري ولكنني لم أجني سوي الندم وازدادت نيراني حتي كاد أن يتحول ما بين أضلعي إلي تراب كلما نظرت إلى وجهك الذي لا تحمل ملامحه إلا أوجاع الزمان ونكباته... ظننت أنني هكذا سأضع كل شئ بمساره الصحيح ولكنني مُتعب ، أنا متعب جدا جدا وكل ما أحتاجه أعوامٌ كثيفة من الصمت ولكن العالم من حولي لا يتوقف... أمنيتي الوحيدة أن تسامحيني يا عشق... ولكنني لن أمل أو أيأس سأحاول واحاول واضحي بكل شئ وأي شئ حتي أنال غفرانك ، ولن يزورني الفتور في طريقي إليك لأناجي غيث جودك ولطفك لأحول سخطك إلي رضي وأهرب منك إليك... وداخلي أملٌ يأتي و يذهبْ و لكنني لن أودَّعه حتي أفوز بغفرانك يا عشق فتحت عيونها بتثاقل بينما هو لا يزال يسرق منها ما استطاع من نظرات، بحلقت به قليلا لتستوعب وضعها بجانبه. انتفضت فزعة من مكانها وقفزت سريعا لتقول: أنا كنت، ابتعد عني، إياك أن تقترب مني قام من موضعه وهو لا يزال يتاملها واقترب منها ليقول: ماذا؟نمت بجانب زوجك من المفروض أن يكون هكذا دائما. رفعت بصرها إليه فطالعته بغضب، تلك النظرة أصابته فغص قلبه، لوهلة ظن أنها تريده، لوهلة ظن أن النيران التي أوقدت بفؤادها سنة قد انطفئت، لوهلة ظن أنها تعامله كإنسان وتراه إنسان، لكن بعض الظن إثم، فقد وصله أنه بينه وبينها مائة عام من الألم، تحدثت بحسرة قائلة: أنا لست زوجتك، ولا تحلم بذلك، انسانيتي أقوى من قسوتك هذا سبب اهتمامي بك وأنت مريض فقط لا غير، حرارتك ارتفعت واحتجت كمادات غير ذلك لا تحلم أن أكن لك في داخلي ذرة احترام أو شعور جيد مهما كنتط، أنت بالنسبة لي مجرد نكرة، حتى الكره ولا تستحقه لأنه يبقى شعورا وأنا لا أكن لك أي شيء. لتتجه نحو الباب مسرعة لكنه امسكها سريعا من ذراعها وسحبها إليه وطالع عيونها الحزينة، لو أهداها عمره دليلا ولو علق قلبه لوحة اعتذار على جدرانها ولو رهن نفسه على محرابها ما لقي اللمعة التي يتمنى، تحدث قائلا: بل انت زوجتي حلالي على سنة الله ورسوله ، قالها بيقين وبكل ثقة لكن قبل أن يكمل هناءه بتلك الكلمات فتح باب الغرفة عليهما......... الفصل العاشر من هنا |
رواية عشق الفصل التاسع 9 بقلم كنزة
تعليقات