رواية ضراوة العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دهب عطيه



رواية ضراوة العشق الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دهب عطيه 






🦋 البارت الثالث العشرون🦋

اشتعل صدره بفورانٍ من البراكين الثائره وهو يقود السيارة بهم الى وجهةٍ معينه....عيناه تشع بقتامة مخيفة وهو يعيد للمرة المليون ما قصته عليه.... 
لتلك الدرجة يبدو ضعيفاً.... هل تلك الـ

زفر باختناق وهو يفتح اول أزرار قميصة قبل ان يضع يداه مرة اخرى على عجلة القيادة..... 

ماء نار...... اي مراحل الغباء وصلت بها تلك العاهرة ان بعد تلك الفعلة ستنجو من بين يداه... لا يزال غير مستوعب بعد تجراها عليه... لولا وعد لولا تمييز صوتها ما كان علمى بهوية مكرها.... فالحقيقه هو استبعد فكرة ان تكون مكيدة مُدبرة من هشام والحية الأخرى.... كل ما اتى بذهنه انهُ من الممكن
ان تكون احد عارضات الازياء الحاقدين عليها في مستوى الشهرة التي وصلت له بوقت قياسي... لكن 
لوزه لا لم يتوقع ان تفعلها خصوصاً انه حذرها في المحكمه وانذرها بعقابه ان اقتربت مرة اخرى من وعد و ها هي تطاولت بل وتمادت باليد والاذى لزوجته 

وللهِ لن يرحمها سيذيقها العذاب اضعاف مضاعفة هي 
وراس السامة المدبرة لتلك المكيدة لن يتركهم وهم من حفرُ قبرهم بيداهم معه !.. 

نظرت له من مرآة السيارة بقلق والخوف بدء يداهم امعائها بعنف... إنذار الخطر ينذر بصوتٍ حاد انها ارتكبت خطاءاً فاضحاً حين صارحته... سيأذي نفسه 
بأذيت من لا يستحقون حتى النظر إليهم عن بعد... 

ليتها اعترفت لوكيل النيابة وسارت بالقانون بدل من تلويث يد زوجها بسبب الصراحة الزئدة عن المعتاد معه..... 

عاد عقلها يخبرها من جانب عاطفي... ان كانت أخفت الأمر وعلم بعدها من النيابة ستضطر لعتابه وغضبه وظنه السيء نحوها وهذا ما لا تفضله بعلاقتهم.... 

هي مسالمة معه لنهاية متمسكه به مثلما يريد لكنها
لا تزال تخشى ان تتمسك هي برباط حبهم فيترك هو الرابط يهوى بدون تردد مُسبق منه.... 

الغدر؟... تخشى الغدر..... وتشعر بصدى الكلمة على لسانها..... 

اسلبت عينيها بتعب من وسط كل ما تعرضت له.... تفكر بعلاقتهم المُعقدة والماضي المداهم لهم في كل الأحوال....  

الى اي مكان تريد ' ياعمرو'.. والى اي مكان تنتمي
' ياوعد'؟!.... 

فقط الإجابة ستحل الضراوة ويبدأ العشق خالص بينهم بدون شوائب تعكر صفوه..... 

وقفت السيارة امام مبنى راقي قابع في منطقةً مرموقه..... 

ترجل عمرو من سيارته وكذلك هي برفقت هند.... 

مد يده ومسك كفها الناعم وهم يسيرون لداخل البنيه الضخمه..... 

وقف امام باب الشقة وفتح اياها ودلف إليها مُشعل الأنوار... اغلق الباب بعد دخولهم وهو يلقي نظره 
خاطفة لشقة قبل ان يقول بعدم اكتراث... 
"مش بطاله مش كده...." 

لم ترد عليه بل ردت هند وهي تقول بإيجاز... 
"كويسه... كلها كام يوم لحد ما وعد تخف......" انا هدخل الهدوم دي جوا "... نظر عمرو لاخته التي اختفت في روق طويل به غرف النوم... كانت هند
تحمل بين يداها حقيبة صغيرة احضرت بها بعد الملابس البسيطة لوعد واخيها كذلك..... 

ظلت تتامل شرودة لبرهة قبل ان تقول بصوتٍ هادئ بين طياته الخوف....
"مقلتليش هتعمل إيه....."

لمحة بسيطة على وجهها المغطى بالكدمات الداكنة
ثم استدار جالساً على اقرب اريكه أمامه تبعته وهي تزفر بخوف اكبر ولم تلبث وهي تجلس بجواره 
و تضع يدها على ركبته قائلة بنبرة اجتاحها التعب والضعف....
"رد عليه ياعمرو....متسبنيش كده...."

نظر امامه وهو يقول بنبرة مبهمه...
"انسي الموضوع دا ياوعد.....انا مش هعمل
حآجه... "  

برمت شفتيها بعدم تصديق وكانه يتحدث مع ساذجة..... 
"انتَ بتكدب عليا...... بص في عنيه ياعمرو
وفهمني بتفكر في إيه....." 
رد ببساطة وبدون ان ينظر لها
"مبفكرش في حاجه....." مدت يدها ومسكت ذقنه لتديره الى وجهها وهي تداهم عينيه بشك.... 
"اكدب وانتَ بتبص في عنيه لو تقدر....." 

لاحت منه ابتسامة غريبة لم يكن اونها ولكن عنوة عنه خرجت على جملتها التي كانت لا تقولها إلا امه الحبيبة حين كان يحاول الكذب عليه..... وكم كانت تبدو مثلها بتلك الملامح الجامدة رغم الاجهاد الواضح عليها..... 

رد امام عينيها بشفتين قاسيتين... 
"انا مش هسيب حقك.... ومش هرحمهم هما الإتنين...." 

شهقت بصدمة وهي تقول بقلق عليه.... 
"بلاش ياعمرو بلاش توسخ ايدك بسببهم.... انا عرفتك انتَ قبل ما ضيف اقوالي دي في المحضر بس عشان انتَ الوحيد اللي هتعرف تصرف.. وان مينفعش اخبي عليك حاجه زي دي...." 

مد يده وداعب باصابعه برقه وجنتها المتورمة...وهو يقول بهدوء...
"وخير ما عملتي ياحبيبتي.... سيبي الموضوع عليه... وصدقيني هتمشي قانوني....بس بعد ما صافي اللي بينا....."  
هتفت بزعر حقيقي....
"مش لازم ياعمرو مشيه قانوني بس بلـ....." 

"وعد.......انا مبحبش امشي بدماغ حد..... سبيني اعمل اللي انا عايزه..... ولو انتي هتكتفي بسجنها
انا بقه مش هكتفي حتى بموتها قدامي...." 

تلك المرة الشهقة كانت أعلى من السابقة بل ومن مفاجئت خروجها وضعت يدها على فمها وهي تنظر له بصدمة..... 

نظر لناحية الاخرى وهو يزفر بحنق ثم ما كان عليه إلا ان مد ذراعه نحوها وضمها إليه بقوة وهو يقول 
بهدوء.... 
"كفاية كلام ياوعد في الموضوع ده.... عشان خاطري انا.... سيبي كل حاجه بظروفها.... جوزك مش بيأذي غير المؤذي.... والمؤذي مينفعش يتساب مابينا كدا حر طليق...... مينفعش ياوعد....." 

نزلت دموعها على قميصه وهي تنشج باكية وهي تقول ..
"انا خايفه عليك ياعمرو....." طبع قبلة على قمة راسها وهو يقول بحنو... 
"متخفيش ياحبيبتي...... جوزك اسد.... مش اسد انا ولا ايه......" ابعدها عن احضانه وهو يجفف دموعها بيداه ناظراً لها بعينان تحارب لاخراج ومض المرح إليها..... إبتسمت بعد اخر جملتين ناظرة إليه 
بعمق في جمال بنيتاه التي ادركت الآن ان حبها للون البني نابع من خلال عشقها للون عيناه ودرجتهم الساحرة...... 

خرجت هند بعد ان حملت حقيبة يدها وهي تقول 
ببعضاً من المرح...
"طب سلام عليكم بقه.... لحسان اتأخرت....." 

نظر لها عمرو وهو يعيد الاقتراح للمرة العاشرة....
"باتي ياهند...... وسمعي الكلام...." 

مطت شفتيها بأستنكار وهي تعقب عليه...
"طب ومرات عمك ياعمرو هقولها إيه..... طب انتَ ووعد مفهمنها انكم هتقضو كام يوم برا البيت تغيير جو كده .... انا بقه هختفي من قدامها بحجة إيه...." هزت راسها وهي تقول باصرار....
"لا خليني اروح احسن..... عشان كل حاجه تمشي طبيعي......" 

نهض من مكانه وهو يقول بحزم.... 
"طب يلا عشان اوصلك....." 

فغرت هند شفتيها وهي تقول ذاهله...
"توصلني طب ووعد... لا خليك انا هروح لوحدي...." 

تكلم بحزم....
"لوحدك إزاي..... الوقت اتأخر يلا ياهند...." نظر نحو وعد وهو يقول بهدوء.... 
"مش هتأخر عليكي.... هوصلها وهاجي على طول..." 

اومات له وعد بتفهم وهي تقول بصوتٍ مجهد... 
"متقلقش عليه.... خد بالك من نفسك....." مالى عليها وقطف الشهد من وجنتها الشاحبة وهو ينظر لها بشوق واعتذار...... 

بعد ان أغلق الباب خلفه..... نهضت بتثاقل وسارت في أرجأ الشقة تبحث عن غرفة نوم تحتوي على
حمام خاص 
تشعر انها بحاجه للجلوس في ماء دافي جسدها باكمله يالمها..... وجدت الغرفة المنشودة اتجهت 
الى الباب الوحيد القابع بها... دخلته باجهاد ساقين 
خائرتين..... تنفست بشجن حزين وهي تخلع ملابسها واحده تلو الآخر لتقف عارية تماما... مدت قدميها في المغطس وبدأت بالاسترخاء به مع الماء الدافئ وعطر صابون الاستحمام السائل ذو رائحة الجوري الأحمر ارتخت اعصابها وهدات نفسياً لبرهة وهي تغمض عينيها وتسند رأسها على حافة المغطس الناعم..... 

الحمدلله.... 

وكم مذاق الكلمة وتذكرها نعمة اكبر من لفظها بعد يسر الحال والنجاه من الشر.....

يالهي... كلما فكرت في الأمر ترتجف اصولها برغم 
من سحر الراحة فتلك المياة الدافئة واستنشاق تلك الرائحة المعطرة

لكن ما بيداها حيلة من ينسى بشاعة تلك الحادثة وما ستجلبه لها ان تهور عمرو في الأمر.... تدعي ربها ان يمررها عمرو مرور الكرام ولا يؤذي نفسه ولا يدين 
روحه بذنبٍ....على الأقل يترك الأمر للقضاء.... 

تنهدت بتعب وهي تفتح عينيها وتداعب باصابعها بشرود رغاوي الصابون المحيطة بجسدها ...

بعد مدة انتهت من الاستحمام ووقفت امام مرآة الزينة بملابس داخلية فقط وظلت تحدج بجسدها 
بوهنٍ...تحسست معدتها وهي تئن بالوجع فبعد ركلة الحقيرة لها في معدتها قد تركت كدمة زرقاء عليها دائرية كبيرة تظهر بوضوح بسبب بياض بشرتها 
نظرت لكلتا ذراعيها من الناحيتان فوجدت انهم ليسوا بافضل حال فاصابع هؤلاء النسوة تركت اثر على ذراعيها بسبب تكبلهم لها ومقاومتها المستميه 
في النجاة...وها قد نجت ولا داعي للحسرة على جسدها الملون بالكدمات فهي ستشفى مع الوقت 
باستثناء روحها المهانة التي تشك ان تشفى بعد كل ما رأته في هذا اليوم .....

أثناء شرودها وتاملها لنفسها في المرآة فُتح الباب بهدوء وطل منه عمرو الذي تسمر بمكانه وهو يحدج 
بها وبجسدها الملون بالكدمات..... عض على شفتيه 
بقهر من ضعفه في الحفاظ عليها ومن توخي الحذر اكثر من ذلك بشأن حياتها المهددة طالما هذا الوضيع يتنفس معهم في تلك الحياة..... 

قبض كف يده بقوة وهو يتقدم خطوة منها.... انتبهت وعد لوجوده فنظرت له بدهشة وخجل
وهي تبحث بعينيها عن شيء يستر جسدها الشبه عاري امامه.. 

وجدت المئزر على حافة الفراش اتجهت إليه سريعاً وكادت ان تلتقط إياه ولكن يداه قبضة عليها فمنعتها
بسهوله بل انه أيضاً جعلها تستقيم اكثر ويرغمها بالنظر إليه بوجهها الشاحب برغم من تورده 
خجلٍ وتوتر منه ... 

رفعت عينيها نحوه وقلبه يخفق بشدة....قالت بغباء 
"انتَ جيت ياعمرو...." ابتسم عليها وهو يقول بمداعبة بسيطة.... 
"لا لسه شوية...." بللت شفتيها امام عينيه وهي تقول بحرج..... 
"انا........ كُنت باخد دوش ولسه خارجه..... يعني بكمل لبسي....." حاولت الافلات منه وهي تميل بتصميم لتاخذ المئزر مسكه من بين يداها وهو يقول... 
"بتعملي إيه ياوعد....." 

قالت بنبرة حادة قليلاً....
"هكون بعمل ايه.... هلبس....." 

القى المئزر بعيداً عنهم وهو يقول بحنق... 
"والكدمات اللي في جسدمك دي مش لازم تتعالج...." 

"لا مش لازم تتعالج..... هي مش بتوجعني آآآآى.... عمرو...." تاوهت بالم وهي ترمقه بضيق فقد اتكأ 
على بطنها بخفة ليتاكد مما تهذي به.... نظر لها بعد تاوهها بصرامه.... 
"واضح أنها مش بتوجعك واضح اوي..... قعدي على ما جيب مرهم كدمات من كيسة العلاج....." تركها 
وخرج من الغرفة.... مطت شفتيها بغيظ وهي 
تبحث بعينيها عن ذاك المئزر... وجدته سريعاً ومالت 
لتاخذه وترتديه سريعاً عاد عمرو إليها فوجدها تربط عقدته...... 
زفر عمرو وهو يقول بنفاذ صبر....
"فكي الروب دا ياوعد.... خليني ادهنلك المرهم...." 

اشاحت بوجهها لناحية الأخرى وهي تقول بسخط... 
"شكراً انا هعمله لوحدي....." 

لوى شفتيه وهو يجردها بعينيه القاتمة.... 
"انتي مكسوفه مني ولا إيه.... انا فاكر ان احنا عدينا مرحلة الكسوف دي من فترة ...." 

نظرت له بدهشة ممزوجه بالغضب.....

ابتسم على ملامحها المشدودة غضباً وعينيها الملتهبة بشراراً..... 

قالت وعد بتبرم بعد تلك البسمة...
"ممكن افهم بتضحك على إيه...." سألها بنفس الأسلوب....
"ممكن افهم هتقلعي امته....."

توسعت عينيها وشهقت بتفاجئ وهي تصيح....
"مش هقلع....واياك تقرب مني....."

"طب تعالي انتي زي شاطرة عشان مقربش..."

احمر وجهها وهي تصيح بأسمه...
"عمرو...."

هز رأسه بنفاذ صبر.....وهو يقول بتحذير
"ولله ياوعد انا لو قمت من مكاني مش هخليكي بس تقلعي الروب دا انا هخليكي تقلعي ......."بتر جملته عمداً وهو يفترس عينيها....ثم تابع...
"قولتي إيه....تحبي تيجي انتي ولا اجي انا...."

نفخت بضيق وهي تقترب منه فهي لا تستبعد عقابة 
القادم ان عاندت وابت التقدم منه.....

فكت ربطت المئزر بدون ان تبعده عن جسدها استلقت على حافة الفراش وهو جثى على قدميه بالقرب منها بدات متوتره متردده وهي ترى السائل 
الأبيض يمر ببطئ على بطنها بفعل أصابعه الحنونه

ئنت بصوتٍ مكتوم وهي تقول من بين أسنانه....
"براحه ياعمرو....."

جعل اصابعه اخف في لمسها وهو يقول باعتذر يذيب قلبها العاشق...
"معلش ياحبيبي......ايدي تقيله شويه.....ان شاء آلله الكدمات دي تروح بس ادهني من المرهم ده مرتين على الأقل...."صمت للحظه قبل ان يقول....
"ولا اقولك...انا هبقى ادهنلك منه...."نظرت له بغرابة 
ثم لاحت على شفتيها بسمة تكاد لا تذكر وهي تقول 
"شكلك بتستغل الفُرص صح....."

ابتسم امام عينيها وهو يقول بعاطفية جياشة....
"بذمتك مش احلى فرصة....اني اهتم بيكي وفضل جمبك وكانك بنتي الصغيرة....."

صححت الكلمة بصوتٍ شاجن رغم جمال الكلمات...
"مش وكاني.....كل حاجة بتعملها معايا بتحسسني اني بنتك مش مراتك....."

عقد حاجبيه وهو يسألها بريبه...
"طب ودي حاجه حلوه ولا وحشه...."

نهضت من مكانها وظلت جالسه على حافة الفراش وهي تقول بحب....
"دي اجمل حاجه فيكي ياعمرو......حنيتك..."

داعب بشرتها باصابعه وهو يقول بنبرة أجش....
"حنيتي بس....." 

جلوسه امام ساقيها بمنتهى الرضا والحب ونظرتها هي نحوه بمنتهى العشق والاشتياق يُعد صورة أخرى وكانها لوحة اثارية لقصة حب خالدة يُحكى عنها التاريخ لي آلاف السنين و ورثها العشاق ليعرفون منها معنى الحب !....

تنهدت بعمق وهي تنظر لعينيه أكثر معترفة بكل تفصيلة به تعشقها وتحفظها على ظهر قلبها....
"يعني حنيتك....وخوفك عليه......وجدعنتك....وحبك للي حوليك....بحب دمك الخفيف......وبموت في هزارك حتى لو كان غلاسه منك مش اكتر......بحبك
لم بتنصحني ونتناقش سوا ...وبفرح لما بلقيك جمبي في اي حاجه......بعشق تقلك ودي حاجه غريبة......وبموت في شكلك وملامحك وطلتك كده بتخطفني......."هزت راسها بشرود اكبر...
"حاجات كتير ياعمرو.....بحب فيك في حاجات كتير 
حتى عيوبك للأسف حبتها....ودا برضو غريب؟؟....."

فغر شفتيه بغباء وهو يحدج بها بزهول لا يصدق ما لفظت به فهو كان يداعبها بكلمة ليس اكثر.....لكنها قالت....احب.... اعشق..... اموت....يالهي تلك هي اعترفات الحب..... لطالما كان يحلم باليلة معها على ضوء القمر يروي قلبها بكلمات عشقه وتُسقيه هي
من أنهار حبها.....  

"بتبصلي كدا ليه....."سكتت لحظه وعضت على شفتيها بدهشة وهي تعيد داخلها ما تفوهت به أمامه بمنتهى الغباء....قفزت من مكانها فجأه وكادت ان تسقطه لولا تمسكه في الوقت المناسب...
"انا....انا....انا هدخل الحمام....."

"تعالي هنا ياوعد...."صاح باسمها وهي تغلق الباب بوجهه...طرق على الباب باصرار....
"افتحي ياوعد متبقيش جبانه....."

ردت من خلف الباب بخجل....
"انا مش جبانه....انا عايزه ادخل الحمام....يعني شيء طبيعي....."

مسح على وجهه بنفاذ صبر وهو ينظر للباب المغلق يكاد يخترقه للحصول عليها ودسها بين احضانه بعد ما فعلته كلماتها به....
"عيدي اللي قولتيه ياوعد....عيدي اللي قولتيه لحسان اكسر الباب....."

بلعت ما بحلقها بارتباك وهي تقول بانكار....
"انا....انا مقولتش حاجه....انا كنت سرحانه....دا أكيد تأثير المهدئ.....انا بخرف....دا تخريف ياعمرو....."

ضرب بقوة على الباب وهو يقول بحدة....
"وللهِ لو قولتي تخريف دا تاني لكسر الباب على دماغك.....اطلعي ياوعد كلميني.... عايز اشوف وشك...." 

ردت من خلف الباب بعناد...
"وانا مش عايزه اشوفك...." 

هدر بنفاذ صبر اكبر....
"يعني هتباتي عندك....." 

زمت شفتيها وعقدت ذراعيها حول صدرها وهي تقول....
"آآه.... وبطل رزع على الباب هتكسره....."

هدئ صوته قليلاً وهو يقول...
"طب اطلعي ونتكلم ياوعد..... متبقيش جبانه... انا مصدقت انك نطقتي...." 

قالت بتردد....
"انا منطقتش دي تخريف....."  

سألها باستنكار وهو يذكرها باعترفها السابق بالحب...
"وقبل ما يغمى عليكي....كان تخريف برضو...."

اغمضت عينيها وهي تقول بحرج....
"مش فكره....."

تكلم بضيق....
"بطلي تلعبيني ياوعد وقوليلي الحقيقه...."

قطبت حاجبيها بانزعاج معقبة عليه...
"مش لم تقول انتَ الأول....."

تنهد بصوتٍ عالٍ متردد وهو يقول بعد برهة....
"عايزه تعرفي إيه...."

بللت شفتيها وارتبكت وهي لا تجد السؤال المناسب 
من خلف هذا الباب فطرحت السؤال كما هو داخلها بدون ان يتزين إليه....
"حبتني...............؟؟؟... "

ساد الصمت بينهم وكلاً منهم يتنفس باضطراب 
هي تنتظر اجابته وهو متردد بالجواب.....

لاحت على شفتيه ابتسامة حزينة وهو ينظر للباب المغلق وكانه يرى وجهها المشع بتوتر والحرج من طرح السؤال هكذآ....تكلم بنبرة حزينة...
"مش مصدق انك لسه بتسألي السؤال ده.....يعني مش حسى بيه.... "

ردت عليه من خلف الباب بصوتٍ مهزوز....
"الإحساس لوحده مش كفاية.....اوقات الكلام بيبقى اكبر دليل....."

رد عليه بصوتٍ منهمك....
"عُمر الحب ما كان بكلام ياوعد....."

ردت بخفوت....
"عارفه......بس كمان الكلام لي دور مهم بينا....."

رد بتردد لاول مرة....
"هي مهما انك تسمعيها....."

إبتسمت بحزن وهي تطرح سؤالاً مُختنق...
"هي مهم انك تقولهالي ولا لأ....."

اعتصر عينيه وصمت لبرهة قبل ان يقول ..
"مهم اني اقولهالك....بس وانتي قدام عيني...."

صوته كان جاد لا يداعبها ولا يمازح.....اضطرت للخروج بعد تلك النبرة الجادة....خرجت بتردد 
وحرج وكان حديثهم خلف الباب كان يبث بها
الشجاعة وصمود امامه.....رفعت عينيها عليه وهي 
لا تعرف ماذا ستقول بعد ان تبخر كل شيء امام
عينيه....وكان افضل المواجهات بين الزوجين هي التي تحجب بها رؤية العيون لبعضها !....

نظر عمرو لها بتمعن....جميلة حبيبته حتى باضطرابها وترددها جميله....فاتنة برغم من كل ما حل بجمالها تظل الاجمل والاكثر فتنة بعينيه المتيمه بها.... تظل شهية المذاق كالحلوى الذأبه بالفم ......

اخذ خطوتين إليها واصبح امام وجهها...تعمق برمادي عينيها الأقرب لاجواء الشتاء الساحرة...وهو يعشق الشتاء بعينيها وما أجملُ.....نادها ببحة تُذيب قلبها
وتهوي كيانها أمامه....
"وعد....."

رمشت عدة مرات وهي تنظر له بتأهب وتردد.....

قرب وجهه منها بل ومالى عليها طابع قبلة طويلة على وجنتها اشعلت قلبها بحرارة قربه....همس وسط
قبلته العميقة.....
"بحبك............."

اغمضت عينيها بضعف وهي تذوب من كلمةً انعشت قلبها وداوت جراح روحها....

ابتعد عنها وهو ينظر لعمق عينيها وصمت للحظة
قبل ان يسألها بخفوت....
"سكته ليه.....مش قولتي ان اوقات الكلام بيبقى 
اكبر دليل...."

فرقت بيداها وهي تهز راسها بنعم....ثم قالت بخجل وكانها مراهقة على اعتاب التهور بالفظ كلمات الحب 
لحبيبها الأول....
"ينفع....اقولك..........اني....اني....اني بحبك...."

ابتسم بحنان لعينيها ومسكها من خصره برفق مقربها منه اكثر وهو يقول بنبرة جياشة بالمشاعر المحبب لكلاهما....
"ينفع ياحبيبي......ينفع تقولي كل دقيقه انك بتحبني......وانا اقولك كل ثانية اني بموت فيك...."مالى على راسها وداعب انفها بانفه اغمضت عينيها بضعف من قربه وانفاسه المعطرة التي تستنشقها بجوع.....ئنت بأسمه بضعف....
"عمرو......"رد على قلبها المتلهف لمشاعره....
"بحبك ياوعد...................وللهِ بحبك......."

التهم شفتيها بين خاصته بعنف..... جنون للذيذ
أذأب جسدها وقلبها وقد خارت ساقيها بضعف
بين احضانه وهو من استقبل جسدها الغض على
ذراعيه وشفتيه تفعل العجب بها اتجه بها نحو الفراش لتجلس عليه وهو معها يرتوي من عسل 
شفتيها الناعمة.... ارتوى يصيبه بالطمع لاخذ اكبر
حصة من نعيم جنتها...... مسالمة هي معه تبادله بحب وعاطفة جامحة وتزيد جرعة جنونه اكثر نحوها.....

بعد دقائق من الهو بشفتيها وقبلات لا منتهيه عليها تركها وهو يزمجر داخله بصعوبة فهو يُريدها بضراوة
لكنه يراعي ما تعرضت له طوال اليوم....لن يضغط عليها وحتى ان كانت غير ممانعه لهذا القرب بل من الواضح انها تشتاق له مثلما يشتاق اليها واكثر....

مرر يده على شعرها الناعم وهو يقول بحنان.....
"يلا عشان تنامي ياوعد....... شكلك تعبانه...."

عضت على شفتيها بحرج وهي تومأ له بتردد فتلك اللحظات التي قضتها بين يداه تكاد تقسم بداخلها
انها جنة أخرى خلقها آلله لمن ينتمي قلبه للعشق
الحلال.....
وما أجمل من أطار ذهبي نصفه عشق والاخر عقد زواج ♡........

استلقت على الفراش بين احضانه وشتبكت ايديهم ببعضها بتناغم..... واصبحت يده الاخرى تداعب وتمر على شعرها الاسود الناعم......سألها بقلق بعد ان تنهدت بخفوت على صدره....
"في حاجه وجعاكي.......اجبلك مسكن....."

هزت راسها بنفي وهي تغمض عينيها في الظلام مبتسمة براحة....
"لا ياعمرو انا كويسه......انا بس عايزه انام....."

طبع قبلة على شعرها وهو يقول بحنية...
"نام ياحبيبي........تصبح على خير....."
______________________________________
اصابع خشنه محمله بعطر مميز تحفظها على ظهر قلبها تمر ببطئ على انفها ووجنتها تداعب اذنيها 
ومن ثم تقرص برفق شفتيها المكتنزة..... 

هزت راسها بحنق وهي تقول بضيق طفولي... 
"بس....... بقه....." 

بدات الاصابع تداعب باصرار ملامحها بطريقة مزعجة 
نفخت بضيق وهي تفتح جفونها نصف فتحه.... 

وجدته ينظر لها في وقفته وهو يبتسم بمراوغه.... 
"هتصحي امته ياكسلانه.... احنا بقينا العصر...." 

اغلقت عينيها بتزمر وهي تحاول الإمساك بحبل الاسترخاء والنوم.... وجدت اصابعه تقرص شفتيها 
بذات الرفق المزعج..... صرخت بانزعاج...
"ياعمرو....." 

"قومي ياوعد.... انا بقالي ساعة بصحيكي.... نومك تقيل أوي على فكرة....." ابتعد عن الفراش حينما وجدها تفتح عينيها من جديدة بل وتتمايل لتاخذ 
وضع نصف استلقى..... 

راقبته وهو يقف امام المرآة يمشط شعره للخلف وكان مُرتدي قميص أسود وبنطال من ذات
اللون وحذاء مماثل لهم... يبدو انه متأهب للخروج اليوم.... سألته وهي تتفقده ملياً.... 
"انت رايح فين....." 

وضع الفرشاة على المنضدة وهو يقترب منها ويجلس بجوارها على حافة الفراش..... 
"طب قولي صباح الخير الأول....." 

نظرت له لبرهة قبل ان تقول باستسلام....
"صباح الخير....." مالى عليها وطبع قبلة على وشمتها الحمراء وهو يقول... 
"صباح الورد......" 

عقدت حاجبيها وهي ترمقه ملياً... 
"رايح فين بقه....." 

"مشوار..." 

سالته بريبه... 
"مشوار؟.... فين يعني....." 

نهض بنفاذ صبر وهو يقول...
"اهو مشوار وخلاص ياوعد.... المهم انا عملتلك الفطاره ده والعلاج بتاعك على الصنية..." أشار على صنية الإفطار المجاوره لفراشها... ثم نظر عمرو
الى ساعة معصمه وهو يتابع.... 
"وكدا كده كلها شويه وهند تيجي انا كلمتها تيجي تقعد معاكي لحد ما رجع......احتمال اتأخر...." 

نهضت من مكانها وهي تقف امامه متسائلة بجدية...
"ممكن افهم هترجع منين.... وهتتاخر ليه...."  

قرصها من وجنتها برفق وهو يدعي المداعبه...
"واي لزمت الاسئلة الكتير دي ياحبيبي....." ابعدت يداه وهي تقول بحدة...... 
"انتَ رايح فين ياعمرو...... اوعى تكون...." بتر جملتها وهو يقول بحزم.... 
"اقفلي على السيرة دي ياوعد.... انا سايب كل حاجه 
على الحكومه هما يتصرفو....." 

سألته بسرعة...
"يعني قولتلهم مين اللي عملها....." 

تسمر امام عينيها للحظه قبل ان يشيح بوجهه بعيداً عنها وهو يقول بثبات.... 
"آآه...... قولتلهم......" 

عقدت حاجبيها بشك وسائلة..
"أمته.... يعني احنا كنا مع بعض طول اليوم...." 

رد بجدية غريبة....
"بليل وانتي نايمه كلمت وكيل النيابة وقولتله على كل حاجه...." 

"بجد ياعمرو.....بجد ولا بتكدب عليه....."

"هكدب عليكي ليه....."طبع قبلة رقيقه على جبهتها وهو يقول بحنان....
"خدي بالك من نفسك....انا مش هتاخر عليكي هخلص واجي على طول....."

حدجت به بحزن وقالت
"مقولتش برضو انتَ رايح فين....."

ابتسم امامها بعذوبة...
"لم ارجع....لم ارجع هنتكلم....."

تنهدت بقلق وتشكيك من كل ما يخبرها به....

التقط مفاتيح سيارته وهاتفه وهو يتقدم منها مرة اخرى ويقبل وجنتها قائلاً بحنان ممزوج بالاهتمام...
"افطاري ياوعد وخدي العلاج.....وهند في سكه وجايه..........ارتاحي ها....."اومات له بدون اي ابتسامة 
على وجهها وذلك بسبب شعورها انه يخفي عنها شيء ما ؟!......

احتل مكان السائق وادار محرك السيارة وهو يجري اتصالاً ما....
"ايو....انا في سكه وجايا......بس قولي انتَ متاكد ان الايام دي بتكون في الشقه إياها......"صمت برهة ليسمع رد الآخر....
"تمام......تعبتك معايا......بس انتَ عارف اني مليش في جو العصابات.... والتدوير ده مش بتاعي....."
زفر بضيق وهو ينظر أمامه....
"يارب تكون اخر مره واخلص منهم هما الإتنين....
بس زي ماتفقنا عايزاك تتوصى بالكلب ده في سجن....وعايزك تبلغ رسالة للي هيروق عليه....قوله 
ان................
_____________________________________
"بنت محظوظه يالوزه.....واحد شبه فلقة القمر مستنيكي جوا.....طلبك بالاسم يابت.. "

نفثت السجارة ببرود وهي تنظر للمرأه بإزدراء....
"قمر ولا قرف.....اهو كله شغل....."نهضت وهي تضحك بميوعه للمراه...." عن اذنك بقه .... نشوف القمر اللي طلبني مخصوص ده عايز إيه..... "

لوت المرأه شفتيها باستنكار معقبة...
"هيكون عايز إيه منك يالوزه.... تكونيش ياختي فكرة نفسك شغاله ممرضه هنا..." 

تكلمت بثمل.....
"آآه ممرضه وانتي مديرة المستشفى...." ضحكت بميوعه وهي تترنح.... اتجهت للغرفة المنشودة والماكث بها أحدهم ؟.... 

دخلت الغرفة واغلقت الباب بالمفتاح ثم استدارت لترى من يولي ظهره اليها و يتابع بعينيه المرؤون
من خلال نافذة زجاجية بداخل الغرفة...  

بللت شفتيها الملطخه بالاحمر الناري وكانت ترتدي فستان اسود قصير مطلقه شعرها المصبوغ حُر
على ظهرها يظهر من جسدها الكثير بمنتهى
الخسي الرخيص ......

قالت لوزه بنعومة حتى تقتل الصمت بينهم...
"بيقوله انك حليوه........وطلبتني بالاسم....."

هز راسه بدون ان يستدير.....

برمت شفتيها بسخط....
"هو انتَ مش ناوي توريني وشك....طب حتى سمعني صوتك......اصل بصراحه الفيلم الصامت ده 
مينفعش دلوقت خالص......ولا انتَ شايف إيه... "

لم يرد عليها وكانه تمثال من جليد...اقتربت منه
لوزه بنفاذ صبر......وادارته اليها وهي تقول....
"الله متكلمني ياحليوه زي مابكلمـ......عـ....عمرو..."

ابتسم ببرود وهو يفترس وجهها بغضب....
"مفاجأه مش كده....."

سارت باتجاه معكوس وعينيها عليه بارتياب وتأهب لاي بطش قادم منه.......بلعت ريقها وهي تحاول التكلم بثبات فلا احد يعلم انها خلف ماحدث لوعد....
"انتَ جاي ليه....."

ابتسمت عينيه باستمتاع وهو يرى خوفها الجالي على وجهها وجسدها كذلك.....
"هما اللي بييجو هنا بيعملو إيه بظبط....."

وقفت مكانها ونظرت له برعب ممزوج بصدمة....
"يعني إيه انتَ جاي عشان عشان...."

رد بجدية كالجليد المسنن....
"آآه عشان دي......يلا قومي بشغلك على اكمل وجه 
مش عايز تاثير.....انا دافع... "

خلع حزام البنطال من على خصره.....ثم تنى إياه مرتين ليكن بحجم سمِك فتح اول أزرار القميص 
الاسود وهو ينظر لها بصلابة حادة....
"يلا تعالي....."

زاغت عينيها بخوف ورعب افترس جسدها أكثر وبدأت بالارتجاف وهي تحاول تمالك اعصابها محاولة فهم ما ينوي فعله معها.....
"انتَ هتعمل إيه......ماسك الحزام دا ليه...."

نظر عمرو للحزام ثم اليها وهو يرد ببساطة قتلتها...
"شيء طبيعي اني قبل مالمسك...اجلدك.....هو انتي اول مره تجربي الحاجات دي ....."

هزت رأسها بسرعه وخوف....ابتسم بتشفي وهو يقول....
"طب كويس.....يعني هتبقي تلميذتي....المطيعه ولا إيه؟......"

نظر له لبرهة بنفس حالة الزعر والتردد قبل ان تقول 
بنبرة مهزوزه....
"انا مش هعمل كده........في هنا ممكن يقبله بالحاجات دي....دا تخصصهم...بس انا لا....."

استدارت وخطت خطوتين ثم في لمحة خاطفة وجدت نفسها تدفع على الفراش بقوة.....توسعت عينيها وعادت لأخر الفراش وهي تقول بزعر... 
"سبني ابوس إيدك.... ابعد عني ... بلاش الحزام ده ابعده حرام عليك...... ارحمني....."

ابتسم بتشفي على ملامحها المزعوره....وصاح امام وجهها بتشنج...
"وانتي رحمتيها لم مديتي ايدك عليها....رحمتيها لم فتحتي مية النار قدام وشها وكُنتي ناويه ترميها 
عليها....رحمتيها وانتي عماله تشتمي فيها وفي اهلها
ومخليه شوية****من عينتك الـ ****مكتفنها ليكي 
عشان تكملي عليها......يابجحتك وانتي بتطلبي الرحمه مني.......ويابجحتك وانتي عايزه رحمة في مكان وسخ زي ده......."قذف ما بفمه عليها وهو يتقدم منها رافع اول جلده على جسدها.....واحده 
اثنتين... ثلاثه...اربعه..... وفي الخامسة صرخت بضعف وهي تتذلل اليه بتالم....
"خلاص ابوس ايدك......ارحمني يابيه....هعمل اللي انتَ عايزه بس كفايه كفايه......سامحني سامحني..."

توقف وهو يلهث ووجهه كان عبارة عن قطرات عرق.... وتشنج جسده وتضخم صدره بالغضب عمى قلبه عن التصرف الصائب.... يعلم انه ينزل لمستوى ردييء ويهين رجولته بتلك الفعله لمجرد رفع يداه على أمرأه... ولكن ماذا دهاه ان يفعل بعد كل ماحدث بزوجته على يد تلك الحية التي يئن ضميره فقط لاجل انها أمرأه......

ترك الحزام وهو يلهث باختناق..... نظر لها بغضب اعمى وهو يبث الرعب في وجدانها..... 
"كل اللي حصلك ده نقطة في بحر في اللي هعمله فيكي....... انا مش هسامح في حق مراتي... حقها هجيبه تالت ومتلت....." 

مالى عليها ومسك شعرها بقوة بين قبضة يداه... التصقت لوزه بصدره بإعياء فهي تشعر ان جسدها 
خُدر بعد تلك الجلدات الحادة... كالمسنن لا ترحم 
وهي تهبط على جسدها كذالك شعرت اثناء بخ
سمه الغاضب عليها.... 

"اسمعيني كويس.... عشان الكلام اللي هقوله ده لو متنفذش اعرفي انك هتخرجي من هنا معايا على مكان احلى من هنا..... مكان هنعرف ناخد في راحتنا وهنكمل اللي احنا لسه مبدانهوش...." 

ارتعشت بين يداه وهي تحاول التذلل إليه أكثر.... 
"ابوس ايدك انا انا......" 

أسكتها عمرو بنبرة حادة خطيرة.....
"هششش.... اسمعيني ياشاطرة حاجتين ممكن يخلصوكي من بين ايدي....... الأولى انك تموتي على ايدي وانتي عارفه طبعاً هتموتي إزاي....والتانيه الرحمه اللي انتي مستنياها مني.....مش انتي طلبه الرحمه برضو ياحلوة....."هز قبضة يده الممسكه بكومة من شعرها فصرخت بوجع 
وهي تهز رأسها بصعوبة....تكلم ببرود....
"حلو اوي......شكلنا هنفهم بعض بسرعة....." اكمل كلامه وهو يقول بتحذير مخيف...
"هتطلعي من هنا على مُدرية الـ***...تروحي زي الشاطرة كده تعترفي على نفسك وتحكي كل حاجه حصلت من اول ما هشام سلطك على وعد لحد ماهربتي انتي والستات اللي معاكي في زحمه... آآه 
اللي كانو معاكي كمان تجيبي رجليهم في الاعتراف 
والتفاصيل كلها هتسجل في المُدريه قدام
الظابط حاتم سلامه.....دا اللي ماسك القضيه 
وده اللي هيبقى مستني اعترافك.....واحد ابن حلال بلغه في تلفون انك جايه تعترفي على نفسك...ها قولتي إيه يا.....يالوزه...."

ارتجفت بخوف اكبر وهي تقول....
"لا... لا......انا مش هدخل السجن انا مش حمل بهدله...."

تركها بعنف فوقعت على الفراش وجفلت بزعر وهي تسمع هديره العنيف عليها....
"بجد......ومفكرتيش في الكلام دا ليه..وانتي راحه تشوهي وش واحده ملهاش ذنب في حآجه..."

برغم كل شيء حل بها صرخت امام وجهه
  بجنون حاقد ....
"ملهاش ذنب؟.... لا دي ذنوبها عندي كتير.... اولهم هشام اللي فضلها عليه و اتجوزها ورماني لكلاب السكك وهو عارف كويس انه اول راجل في حياتي ومع كده رماني واشتراها بس عشان فلوسها وجمالها......وذنب التاني ان واحد زيك يحبها بعد كل اللي عملته فيك تفضل تحبها لا وتجوزها بعد شهور العدة........وكانك هدية متغلفه جتلها وسط هدايا كتير عندها صعب تختار بينهم...........إللي زيها ميستهلش حبك لانها عمرها ماعرفت قمتك....."

برم شفتيه بعدم اكتراث مصطنع وهو يرد بهدوء عكس اشتعال صدره بنيران كلماتها الحارقة...
"قمتي انا عرفها كويس......واكيد مش حابب اعرفها في عينك......وانتي عارفه ليه.... وضيفي على ده كله ان وعد مراتي ولي بيني وبينها صعب تفهميه انتي او الندل التاني......"نظر لها بقتامة عينيه البنيه وهو يقول بنبرة مبهمة.... 
" قدامك عشر ثواني...... تختاري فيهم ياتيجي معايا ياتروحي المُدريه وتعترفي.... ودي هتكون الرحمة اللي طلبتيها مني..... ها اختارتي إيه..... "

نظرت له بتردد ورعب جالي عليها.....وكان النهاية تُرسم بيداها ولون موحد لا بديل له (الأسود...) !...
____________________________________
وصل الشقة في وقت متأخر.....القى مفتاح السيارة على منضدة زجاجية بجوار باب الشقه وقد أصدرت صوتٍ رنان جعلها تاتي عليها بلهفة ناظرة نحوه وهي تقترب منه بخطوات سريعة....
"أخيراً جيت....."قالت تلك العبارة وهي تقف امامه مباشرة.....تحدث عمرو ببعضاً من الاجهاد....
"انتي لسه صاحيه ياوعد.....هي هند فين....."

اجابته بهدوء وهي تطرح ذات السؤال...
"هند روحت من بدري عشان عندها شغل الصبح.....انتَ اتأخرت كدا ليه......"

سار مبتعداً عنها بكسل ثم على اقرب اريكه 
القى جسده وهو يرد بتعب.... 
"كان عندي مشوار مهم..." 

جلست بجواره وهي تسأل بتشكيك اكبر... 
"اي المشوار المهم ده اللي يخليك تطلع بنهار ترجع تاني يوم وش الفجر ممكن افهم....." 

اغمض عينيه وهو يرجع راسه للخلف.... 
"كفاية تحقيق ياوعد انا تعبان وعايز أنام...." 

خف صوتها الحاد قليلاً وحل مكانه القلق وهي تسأله... 
"تعبان عندك إيه في حاجه وجعاك....." 

رد باختصار...
"جسمي تعبني شوية.... محتاج أنام......" 

نهضت وهي تمسك ذراعه تساعده على السير.... 
"طب يلا قوم نام في سريرك عشان ترتاح....." 

لم يتحرك من مكانه بل جذب يدها الممسكه به بقوة للأمام فاختل توازنها ووقعت في احضانه.... برمت شفتيها وضيقت عينيها وهي تقول بضجر...
"بذمتك في حد تعبان يشد الشده دي......" 

"انت هتحسدني ولا إيه ياحبيبي....." قرب وجهه منها وطبع قبلة حنونه على شفتيها الشهية...
ابتسمت وهي تقول بمزاح....
"مش بحسدك بس انتَ شكلك بتدلع...."

داعبها بأنفه وهو يقول ببحة حنان...
"طب خدتي علاجك وكلتي ولا لا...."

"كلت وخدت علاجي متقلقش....."

ضمها بتعب واعتذار وهو يعقب بحنان....
"لو مقلقتش عليكي انتي هقلق على مين....تعالي في حضني........وحشتيني... "طبع قبلة على وجنتها وهو 
يشد ضمها إليه أكثر.....
"وانت كمان وحشتني اوي...."
إبتسمت بنعومة وهي تدفن وجهها داخل عنقه... 

لم يحتاج الأمر إلا لعشر ثواني فقط لتبتعد عنه بقوة وهي تقف على الأرض المصقوله أمامه ناظرة له بحدة.... رفع حاجبه من تغيرها الغريب ولم يلبث إلا واعتدل في جلسته وهو يسالها باستغراب....
"في اي ياوعد....."

نظرت له بغضب ممزوج بلإزدراء....
"في إيه؟...انتَ كُنت فين ياعمرو؟؟....."

تكلم بنفاذ صبر....
"قولتلك في مشوار....."

"مشوار مع واحده ست...."

سألها عمرو بعدم فهم....
"واحده ست؟......واحده ست إيه انتي بتقولي
إيه..."

ابتسمت بمرارة وبدأت الدموع تتجمع بعينيها وهي تقول بسخط.....
"البرفن بتاعها مغرق هدومك ياعمرو....واضح انها مفرقتش حضنك لحظه واحده....عشان كده ريحتها مغرقك........."

نظر لها لبرهة قبل ان يسلب عينيه وهو يشتم داخله متذكر اقتراب (لوزه)منه أثناء تكبيله لشعرها بين يداه...... رفع عينيه وهو يقول بصوتٍ متحشرج.... 
"وعد..... انا..... 

ركضت لغرفتها وهي تمسح دموعها الجارية على وجنتيها......... 

                              ..... يتبع

                             دهب عطية... 


الفصل الرابع والعشرون من هنا 

 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-