![]() |
رواية ضراوة العشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دهب عطيه🦋 البارت الرابع العشرون🦋 طرق على الباب بقوة وهو يصيح بحدة... "افتحي ياوعد.... بقولك افتحي...." صرخت من خلف الباب بكرهً لاذع "مش فتحه ابعد عني وسبني في حالي....." طرق بقوة اكبر صاحاً... "بقولك افتحي لازم نتكلم....." نزلت دموعها وهي تسند ظهرها خلف الباب و ردت عليه ناقمه... "مفيش كلام بينا..... روح كمل سهرتك مع اللي كُنت معاها....." هدر بجنون أكبر... "مكنتش مع حد ياوعد مكنتش مع حد.... افتحي بقولك...." طرق على الباب باصرار.... "مش هفتح بقولك ابعد عني.... مش طيقك ياخي.. مش طيقه ابص في وشك...... كفاية كدب بقه كفاية وابعد عني...." ضرب على الباب بقوة وهو يقول بتوعد... "متفكريش ان الباب ده هيمنعني عنك.... انا لو عايز اكسره هتزفت اكسره....بس انا اللي هسيبك بمزاجي... سامعه بمزاجي......." ابتعد عن الباب ودلف الى غرفة اخرى مُغلق الباب عليه بقوة..... اغمضت عينيها بحسرة وتركت جسدها للأرض الصلبة.. ضمت ساقيها امام صدرها وسندت وجهها عليهم وهي تبكي.. تبكي بلا توقف... تشعر بشلل جميع حواسها وهي لا تعرف اي قرار صائب بعد ما اكتشفته...... يجب ان تعرف من تكون تلك المرأه التي يعبث معها زوجها هل... دارين.... ام غيرها.... القى جسده على الفراش بتعب ولاجهاد يجتاح جسده بضراوة من بداية دخوله تلك الشقة المشبوهه.......لا يصدق انه اقدم على تلك الفعله.. دخول مكان يُسيء لها ولعائلته واخلاقه....وأيضاً رفع يداه وتطاوله على أمرأه بدافع الأنتقام لزوجته.... مجرد تذكر انه تغير لدرجة جعلت منه( بلطجي)لا يلجأ إلا للعنف واخذ الحق بذراعه......يشعر ببعض الندم.......أليس جميعاً بداخلنا هذا الهمجي الذي يخرج وقت الضرورة لا تلوم أذن رجلاً حُر طُعن من الخلف في امرأته الغالية على قلبه ماذا يفعل ويتصرف.... يتركها للقضاء... هو تركها فعلاً ! لكن بعد ان لعب معها بنفس طريقتها الرخصية وإلا لم يصل للاعتراف المنشود... ومن قبل اعترافها بجريمتها امام وكيل النيابة قد اعترفت له بحقيقة كانت بين ثنايا روحه تتردد كصدى صوت على لسان 'وعد' التي كانت تصرخ يومها بأن كل ما بتلك الصورة تراهات وانها ليست تلك المرأه التي تنظر لها بكل هذا الكره والاحتقار... وان ذنبها الوحيد معه انها احببت وهي ترتدي خاتم خطبتهم... احببت شخصاً لا يستحق الركض خلفه وتركك لأجله ؟!..... أوقف السيارة امام قسم الشرطة....ونظر لها وهو يقول ببرود.... "يلا انزلي.......وكيل النيابة مستنيكي جوا....زي متفقنا....." ارتجف جسد لوزه بخوف وهي تنظر من خلف زجاج سيارة على المبنى الأمني القابع أمامها...قالت بصوتٍ متحشرج.... "أنا......انا......" رد بنبرة مبهمة وهو ينظر للأمام.... "انتي إيه.....هترجعي في كلامك.....مفيش مشكلة..... تعالي معايا وبلاش ندخل الحكومة بينا.....وهاخد انا حقي منك بطرقتي.... " بلعت ريقها وهي تنظر له بل وبدأت بفرك يداها ببعضهم وهي تفكر بشيءٍ ما.... هدر فيها بعنفاً حين طال صمتها... "هتفضلي سكته كتير ما تنطقي هتعملي إيه...." انتفض جسدها خوفاً من بطشه المفاجئ وفي نفس الحظه صرخت بزعر.... "هنطق....هنطق....انا ممكن احكيلك على حاجه تهمك أوي يمكن ساعتها تسامحني وتسبني امشي....." رد عليها بجزع وهو يرجع شعره للخلف بنفاذ صبر.... "معتقدش ان في حاجه هتخليني اسيبك كده تمشي ببساطة... لا وكمان اسمحك......هاتي اللي عندك...دا لو عندك حاجه مهمه من الأساس....." بلعت ريقها وهي تتكلم بصوتٍ مرتبك خافت.... "لما زورت هشام في سجن ووزني على مراتك...قالي حاجه مهمه عنكم........" أنتبه لها عمرو أكثر وهو يلتفت إليها كلياًّ ناظراً نحوها ملياً وهو يحثها على الأكمال... "حاجه زي إيه....." "زي علاقته بوعد وهي مخطوبه ليك....قالي انه قرب منها بس عشان يكسرك وان كان غيران منك وحب يكسبها لصفه......وان مكنش في حاجه بينه وبينها قبل الجواز وكل الكلام اللي قاله عليها كان كدب بس عشان تبعد عنها ويكسرك بيها......وان في الاول وفي الآخر كان بيستغلها لحد متجوزك وساعتها تعرف بالي بينهم...... بس اللي حصل بعد كده... كان ترتيب تاني خالص.... هي تسيبك وانت تسافر وهو يجوزها..." بعد ان سردت حقيقة كانت تتمنى لو تبقى مختبأه معها للأبد....لكن لو كانت تلك الحقيقة ستنجي عمرها من سنوات السجن العفِنه إذاً لتضحي حتى لو كانت التضحية ناتجه عن تبيض ماء وجه أمرأه تكرهها وتمقت عليها بقوة !....لابأس المهم النجاة من براثن عمرو الأباصيري....ويبقى الحقد ولكراهية في صندوق مُغلق.... ابتسم بإزدراء وهو ينظر أمامه وعيناه مشعه ببريق الكره والغضب....هؤلاء عبارة عن شياطين أفكار وافعال ابلسه......يشعر انه يعيش بوكرهم برغم من ابتعاده عنهم......الأذى يُصيبه اينما كان سوى هو او من ظلمها وجلدها بعتابه من وقت ان عاد إليها من جديد.....'وعد' أخطأت ولكن خطأ عن خطأ يختلف والاختلاف كبير.... وممكن ان يغير في علاقتهم بل أكيد سيخفف من ضراوة العشق.....قد تأذت ونالت اكثر مما تستحقه منه او من غيره ؟!......يبدو أنه خرج من تلك القصة ظالم وقاسي ذو قلب حجر !..... اهكذا يبدو العتاب وجلد الذات بذات ؟!...... نظر للوزه وقال باحتقار.... "يلا...." توسعت اعين لوزه وهي تجده يتأهب للنزول من السياره....تكلمت بارتياع..... "ولي قولتهولك...يعني انا كُنت فكره انك هتسبني أمشي....." "تفتكري ان في اي حاجة في دنيا ممكن تخليني اسيبك بعد اللي عملتيه في مراتي ولانيل اللي كُنتي ناويه ترميه عليها لولا ستر ربنا......"خرج من السيارة وفتح لها الباب الاخر من ناحيتها واكمل بجزع... "تعرفي ممكن الواحد يسامح في حقه بدل المرة الف...بس لم تيجي على اللي منه لا بيسامح ولا بيرحم......وانتي جيتي على وعد.....وانا اكتر واحد عارف ومقدر هي إيه بنسبالي..............انزلي...... " نزلت دموعها وهي تترجل من السيارة بساقان يرتجفان خوفاً وعيناها تبصر المبنى ذو الهيبة المخيفة لكل مُذنب يعلم ان الخروج منه لن ياخذ فقط من عُمره بل سياخذ من روحه.... بل سيغير من ملامحه.... ويبدل حاله مئة وثمانين درجة وتبقى فقط الثوابت بداخله ؟!..... اعتصر عينيه وهو يعود فتحهم في ارجأ الغرفة المظلمة....أخيراً انتهى من احد الشياطين فقط يبقى واحداً برغم من حبسه وبعده عنهم يبقى كابوس مزعج يفترس حياتهم ببطئ....... ______________________________________ "قوم ياجدع انتَ...شوفلك زفته تانيه تنام فيها..."لكزه احد المساجين الجدد هنا....كان رجل طويل القامة ذو جسد ضخم ووجهه مفجع من كثرة الندوب الجافة به......تحدث هشام بخفوت وهو يجلس على فراش السجن..... "في إيه.....انتَ عايزني اقوم ليه....." اتى شخصاً اخر من رجال هذا الضخم قائلا بطريقة مبهمه..... "في حاجه يامعلم منصور....اوعى يكون الواد ده مزعلك....." "مين دا اللي يزعلني ياجعِر انتَ......هو محدش يعرف مين هو منصور الحنوتي ولا إيه.....اقوم ياض على حيلك وكلمني....."صرخ منصور بشر وهو يلكز هشام بكتفه بقوة...نهض هشام بمنتهى الغضب وهو ينظر له بعصبية.... "هو في اي بظبط انا عملتلك إيه لكل ده....." سحبه منصور بقوة وهو يقول بشر متطاير... "واخد مكاني ياحيلتها....ونايم على سريري وبتسأل كمان ..." تحدث هشام بارتياب.... "سريرك إيه....دا سريري ومكاني انا بقالي خمس شهور هنا....وانتَ لسه جاي مبقلكش شهر...." ابتسم الرجل بطريقة بشعة مُخيفة وهو يقول بنبرة مهيبة..... "هو محدش قالك ان منصور الحنوتي السجن ده بنسباله بيته التاني... بيروح ويجي عليه....الحنوتي ده ياروح امك مش لقب عيله لا.... دا شهره ختها بعد كل جريمة قتل بعملها....وتعرف انا بقتل ليه عشان انا راجل محترم وموتي وسمي قليل الأدب.... وانتَ شكلك كده قليل الأدب وعايز تموت على ايد الحنوتي وليك الشرف.... خد...."ضربه الرجل برأسه بفعل جبهته التي تشك انها قد صُنعت من الفولاذ الصلب.... وضع هشام يداه على جبهته التي نزفت الدماء بخطٍ رفيع على عينه..... لم يتركه الضخم لحظه بل اقترب منه وظل يسدد له الضربات بقوة من يداه الشبيهه بمطرقة حادة.... غطى الدماء وجه هشام وقد سقط بعد حلبة مصارعة عنيفة كان دوره بها ليس إلا كيس ملاكمه وللأسف لم يصمد كثيراً امام الضربات الموجهه إليه..... بعد ان طاح هشام على الأرض بتعب مالى عليه منصور وهو يرفعه من مؤخرة قميصة الباهت قائلاً بجزع بارد..... "دا انتَ طلعت خرع ومش حمل ضربتين.......على العموم في واحد غالي عليك اوي بعتلك الرسالة دي.....بيقولك الحساب مبينا يجمع...ومعلش بقه لوزه معرفتش تنفذ اللي طلبته منها اصلها مشرفه جمبك هنا في سجن النسا.......قربتها منك عشان توده على بعض......"تركه منصور واقعاً على الأرض ينزف الدماء من كل مكان بوجهه...... صاح منصور بهمجيه وشر للمساجين من حوله ..... "مين اللي عمل في راجل الغلبانه ده كده....." رد الجميع بإنكار و بصوتٍ واحد.... "منعرفش يامعلم...." ابتسم منصور وهو يقول بنبرة حزينة ... "إزاي متعرفوش هو مش لسه خابط نفسه في الحيطه قدامكم...... هو مش قبل ما يعمل في نفسه كده قالي انه هيتبلى عليه ويدخلني حبس انفرادي حصل كده ولا محصلش...." رد الجميع بخوف "حصل يامعلم...." صاح منصور بنبرة خطيرة امام وجوههم... "طب كويس دا بظبط اللي هيتقال لمأمور السجن لم يجي يسأل عن اللي حصل..... وبما يرضي الله هتقوله كده...وطبعاً اللي عايز يعادي الحنوتي...يبقى عدى عزرائيل وانا مش مسئول عن اللي هيعمله عزرائيل من بعدي...." نظر الجميع لبعضهم بخوف قبل ان يعودون بابصارهم إليه بارتباك...... _____________________________________ فتح غرفته وهو يتثأب بكسل ... قد استيقظ على صوت الأذان.... فقد غفى البارحة بعد السادسة صباحاً.... حك في شعره الفوضوي وهو يسير في شقة حافي الأقدام بملابس غير مرتبة.... كما استيقظ خرج وتلك ليست من عادته ولكن رؤيتها الآن وتكلم معها اهم مما اعتاده طوال عمره.... طرق على غرفتها عدت مرات فلم ترد عليه.. مسك مقبض الباب وفتحه ونظر في ارجأ الغرفة ملياً ولم يجدها بها... بحث في الحمام وكان فارغاً.... انتابه الخوف وهو يخرج من الغرفة متجه الى الصالون ولكن صوت قرمشة عالية جعلته يقف في البهو ويستدير باتجاه الصوت ، حيثُ المطبخ.... وجدها تجلس على كرسياً خشبي امام طاولة مُستديرة تمسك كيس من المقرمشات تاكل منه وهي تتصفح على هاتفه مواقع التواصل الإجتماعي.... كانت متغيرة بعد الشيء ترتدي سروال جينز قصير أبيض عليه كنزة بنصف كم من اللون الأحمر على صدرها كلمة (Indifference...لا مبالاة) مكتوبة بألون الابيض.... تاركه شعرها على شكل ذيل حصان.... تضع ميكب رقيق على وجهها.... يبدو ان التغير لم يكن بالبس فقط فهي دوماً مهتمه بمظهرها أمامه واناقة ملابسها معروفة من الصغر... لكن التغير بالبرود الذي يحتلى وجهها وعيناها الجامدة كالوحة من الثلج.... يبدو ان رسالة واضحة الم يُكتب على الكنزه(لا مبالاة) وهي اختارتها بتمعن فأكيد كانت الكلمة تدل على القناع الذي ترتديه الان .....حتى ملابسها والاهتمام الزائد يوصل نفس المعنى المخفي؟!.... لم تكن هي نفس المرأه التي كانت تبكي بانهيار ليلة أمس خلف باباً يحميها منه ؟!.... دلف للمطبخ وهو يقول بهدوء.... "صباح الخير....." لم ترد عليه بل ظلت كما هي تتصفح هاتفها وتكمل كيس المقرمشات..... جلس بجوارها على المقعد وهو يعيد الكلمة للمرة الثانية......وأيضاً كان الردّ عبارة عن صمت بارد وصوت مضغ الطعام من فمها هو القائم بينهم.... بلل شفتيه ويكاد يفقد اعصابة وهو يسحب من بين يدها كيس المقرمشات وكذلك الهاتف.....قرب وجهه منها وتكلم من تحت أسنانه.... "واضح انك مشغولة....ومش واخده بالك اني بكلمك..." نظرت له بضيق ثم نهضت من مكانها متجهه لماكينة القهوة لصنع فنجان لها..... نظر لها بغيظ اكبر فالأول مرة ترتدي قناع الجمود وتجاهل وجوده وعدم الاكتراث لحديثه..... نهض بحنق وهو يجدها ترفع يدها لتاخذ فنجان القهوة من فوق رفاً عالٍ عليها ......شعرت وعد بسخونة خلف ظهرها بل وبيد قوية تلتقط الفنجان بدلاً منها..... استدارت بحنق وقد احتك جسدها به بتشنج وهي تسحب من بين يده الفنجان بدون ان تبدي اي نوعاً من الكلام...... وجدها تتجه للماكينة مرة اخرى فصاح من خلفها ببرود.... "بيقوله شكراً على فكرة....." عضت على شفتيها بغيظ ولم تلتفت إليه بل اكملت ما تفعله......اقترب منها ووقف بجوارها وهو يزفر بنفاذ صبر... "هتفضلي صامت كده كتير....." اشاحت بوجهها بإزدراء وهي تتعمد تجاهله.... وصل لذروة غضبه وهو يدير وجهها إليه..... "ممكن تردي عليه.........ساكته ليه ياوعد ما تتكلمي ..." ابعدت يده وهي تقول بجمود مبعده عيناها عنه... "مفيش كلام مبينا.....ممكن تبعد عني....وبلاش تفكر تلمسني تاني....... مفهوم....." مسكت فنجان القهوة بين يدها واتجهت به الى الطاولة وجدت كيس المقرمشات عليه بل والهاتف أيضاً بجواره...امسكت بهم وتابعت ما كانت تفعله... جلس امامها وهو يقول بتشنج واضح.... "هو اي اللي مفهوم بظبط......يعني إيه مفيش كلام مبينا...ويعني إيه ابعد وبلاش تلمسني.....واي اللي مفهوم دي كمان انا يتقالي مفهوم....هو انا باخد اوامر منك ياوعد...."سحب ذراعها بقوة بين قبضة يده...تاوهت بوجع وهي تحاول سحب يدها بعيداً عنه....صاحت وعد وهي تئن..... "ابعد عني وسبني ياخي....سبني...ليك عين تتكلم وتزعق وتمد ايدك كمان بعد كل اللي عملته....." ترك ذراعها وهو يخبط بقوة على الطاولة امامها فجعلها تجفل وهي تنظر له بارتياع سمعته يصيح بعصبية شديدة ..... "اي اللي انا عملته......اي اللي انا هببته فيكي.....تعرفي اي اللي انا هببته في حياتي اني حبيتك وتجوزتك......اهو ده ذنب هفضل ادفع تمنه العمر كله......اقولك خليكي لبسه عليه الوش...وشكي وفنني في خيانتي ليكي......ماهو انا أصلا خاين وابن كلب....."خرج من المطبخ كالإعصار الجارف....تاركها تنظر لفراغه باعين مُتسعة وفم فاغر...... _____________________________________ اكثر من شهر مر عليهم جفاء وابتعاد وتجاهل مستمر كلما حاول معها تبعده بطريقة البرود وعدم اكتراث وجوده.....ومن الناحية الأخرى ترمي دارين كافة اصلحة الاغواء التي تملكها نحوه وهو في كل مرة يجعل تلك المحاولات بكافة الطرق عبارة عن فشل ذريع يهدم إسترداد قلبه التي تتوهم انه كان ملكاً لها يوماً.... زفر بحنق وهو يترك القلم من بين يده بملل وتعب جالي عليه..... مسك هاتفه واجرى اتصال بسكرتيرة مكتبه....وكانت الكلمة مختصرة... "عايزك تبعتيلي وعد على مكتبي.......بملف (......)..."اغلق الهاتف وهو ينظر الى باب مكتبه بتربص مُنتظر وجودها....... خلف الباب كانت تبلع ريقها وهي تنزل سترتها قليلاً قبل ان تفتح باب مكتبه بعد طرقتين...... رفعت عينيها وهي تسير مقبلة عليه فوجدت عيناه تخترق كل شبر بجسدها بلعت ريقها بتوتر وهي تقف مكانها اي أمام مكتبه انحنت قليلاً على المكتب وهي تضع الملف قائلة بعملية..... "دا ملف دعاية شركة (......)هما طلبين شوية تغيرات في الدعاية بتاعتهم وانا عدلتها....." فتح الملف ودقق فيه وهو يقول ببرود... "عظيم يامدام وعد......عظيم أوي..... بلاش بقه تلبسي البتاع ده تاني ماشي....." رفعت حاجبها بأستغراب وهي تنظر له... "هو اي ده؟.......... " رفع عينيه عليها وهو يقول بنبرة جافة.... "البنطلون.....البنطلون ضيق....اي مش واخده بالك....." نظرت للبنطال القماشي الفضفاض باستغراب وهي تعود بعينيها إليه..... "فين الضيق ده....." قال بنبرة متغطرسة.... "طالما قولت ضيق يبقى.... ضيق و متلبسهوش هنا تاني..." ردت بامتعاض.... "لا هلبسه الـ pants لسه جديد....." برم شفتيه هاكماً وهو يعقب بصلف.... "ان شاء الله تكون اول لبسه.... ممنوع يتلبس برا البيت......" شعرت انه يستفزها فقط لتخرج من قوقعة التجاهل وتعود إليه كما هي مندفعه غبية...وفي الأخير متسامحه لأبعد حد......ردت ببرود.... "وللهِ؟.... تمام..... هات الملف بقه عشان ورايا شغل مهم...." طرق على القلم وهو يرد بغرور... "مش اهم من شغلك مع المدير....." لوت شفتيها باستنكار... "مدير؟....إحنا مش في فيلم عربي....انا لي في شركة دي زيك بظبط......" رد عمرو بفظاظة... "بس مين المدير....." ردت وعد بتبرم... "مجرد مين الاقدم مش أكتر...." اجابها عمرو بصلف "غلط....الخبرة برضو فوق كل شيء...." عضت على شفتيها بغيظ وهي تستدير لتخرج ولكنه اوقفها وهو يقول بتملق ساخر... "الملف ياحُبي......." رغماً عنها فلتت منها بسمة مفاجاة وهي توليه ظهرها تنحنحت وهي تعود إليه وتميل لاخذ الملف بارتياب من اي حركة مفاجأة... حين وضعت قبضة يدها على الملف وسحبته كانت قبضة يده تجتاح يدها...شهقت بصدمة وتوسعت عينيها وهي تنظر له بارتباك... تبادلاً النظرات لوهلة قبل ان يترك يدها وهو يقول بنبرة مبهمة... "كل حاجه ليها حدود يابنت عمي إلا بعدك عني.... سيبه بمزاجي......" بلعت ريقها وهي تعود ادراجها بصمت...خرجت من مكتبه الى مكتبها ملقيه نفسها على اقرب مقعد به..... دخلت عليها نهى واقتربت منها وهي تقول بقلق.... "مالك ياوعد وشك اصفر كدا ليه....هو عمرو عملك حآجه....." هزت رأسها وهي تذرف الدموع باختناق قائلة بشجن... "مش قادرة يانهى.....انا مخنوقة اوي.... أوي....."القت نفسها داخل احضان صديقتها التي تلقطها بحنان وربتت على كتفها بلطف......وهي تقول "اهدي بس ياوعد متعمليش في نفسك كده....وللهِ شكلك ظلماه.....انا متاكده ان ميعملش كده...." "والبرفن اللي كان مغرق هدومه...." حاولت نهى تغير الموضوع بطريقة مرحه.... "برفن اي بس انتي هتعملي زي الستات الهبلة اللي كانت بتفتش في جاكت جوزها واول متشوف شعره على كتفه تفتكر انها من واحده تانيه....وممكن تكون بتاعتها او بتاعت امه او اخته او سعاد الشغالة..." عقدت وعد حاجبيها وهي تقول بأستغراب بعد ان اندمجت في الحديث.... "وشعر سعاد الشغالة كان بيعمل اي على كتفه...." "كان بيفلي سعاد ياوعد متظلمهوش....."اطلقت نهى ضحكه عالية بعد ان خرجت وعد من احضانها وهي تنظر لها بحنق..... "بتضحكي يانهى.....بتهزري....."اتجهت وعد الى مقعدها الوثير خلف المكتب..... "طب هعمل إيه....انا مش بحب اشوفك بتعيطي او زعلانه......انا عيزاكي بس تحسبيه صح....وتتاكدي الأول من شكك ده....." "دا مش شك يانهى انا متاكدة......" تنهدت نهى وهي تقول بجدية... "بصي اسمعيها مني لا كل اللي بنشوفه صح.... ولا كل اللي بنسمعه ينفع نصدقه.....الثقة مهمه ياوعد وانتي لازم تثقي في جوزك اكتر من كدة... على الأقل يحصل مابينكم مواجهه....وتفهمي منه كل حاجة وكداب بيبان مهم قال.... "صدح هاتف نهى فنظرت إليه ثم توردت وجنتيها وهي تعود بعينيها الى وعد... "دا طارق هرد عليه ورجعلك....." اومات لها وعد وهي تسلب عينيها وتفكر في حديث نهى.... (على الاقل يحصل مابينكم مواجهة....وكداب بيبان مهم قال.....) زفرت بعدم ارتياح لكل ما يحدث حولها....مسكت هاتفها وظلت تتفحصه لبرهة قبل ان يشغل ذهنها هذا الحساب القديم الذي لم تفتحه منذ ان تم أنشأه...... توسعت عينيها وهي تجد اشعار رسالته اول ما ظهر بعد دخولها لهذا الحساب.....عضت على شفتيها بغيظ وهي تصيح بإزدراء..... "نهى بتقول اني ظلماه...تيجي تشوف البيه رد عليه بإية...-موافق نتعرف-.....طيب ياعمرو انتَ اللي جبته لنفسك......" عضت على شفتيها وهي ترسل له وجه خجول وكتبت....(مش معقول.....عمرو الاباصيري بنفسه عايز يتعرف عليه......بجد مش مصدقه نفسي...انا من اشد المعجبين بيك....." صدح من الناحية الأخرى في مكتبه أشعار برسالة واردة....فتحها وهي يبتسم بمكر فقد كان الإسم التموية لحبيبته العنيدة.....قراء الرسالة وهو يكتب لها واثناء كتابته كان يتمتم بتسلية خبيثة.... "تصدقي ان كان نقصني الشات ده اوي...هيهون عليه كتير......قط وفار.... يامه كان نفسي اجرب العبه دي معاكي... " اتاها أشعار رسالته فتحتها بلهفة ممزوجه بالغضب... (وانا معجب بيكي وباسمك يا.....يافوفه...دلع ده صح...) "دا بيفتح مجال لكلام....دا بيفتح مجال لكلام...آآه.." عضت على اصبعها بقهر وهي تبدأ بالرد عليه بجفاء... (لا اسمي....لو مش عجبك....ممكن اعملك بلوك...." قهقه عمرو من الناحية الأخرى وهو يقول.... "مجنونه وتعملها....."اسرع بكتابة.... (بلاش بلوك يافوفتي....انا مصدقت لقيتك...) توسعت اعين وعد وهي تقرأ الرسالة وتمتمت بصدمة... "يعني ايه مصدقت لقيتك...انتَ لسه متعرف عليها من ثنيتين......"دخل عليها احد العاملين وهو يحمل ملفاً ما.... "مدام وعد الملف ده عايز امضتك......" نظرت له وعد بزهول وهي تتمتم ببطء وخفوت مرعب... "اطلع برا......" ارتاع الرجل وخرج سريعاً بدون ان يضيف حرفٍ آخر.... عضت وعد على شفتيها وهي تكتب بقوة... (كلامك في ملوعه ياستاذ عمرو......انا مقبلش طريقه دي في تعامل.....)وصلتها رسالته مبسطه... (الطريقه دي حلال ميه في الميه هو انا لا سمح الله بتعامل مع حد غريب.....) ارجعت شعرها للخلف وهي تهتف لنفسها بعدم فهم... "هو يقصد اي بكلام ده انا هتجنن....." سمعت اشعار جديد برسالة اخرى محتواها... (ممكن اتعرف عليكي اكتر يافوفه....يعني احكيلي عنك.....مستواكي الاجتماعي تعليمك سنك...شكلك....) توسعت عينيها بقهر وغضب وهي تكتب له بتشنج... (مستواي الإجتماعي زفت....تعليمي زفت...شكلي زفتين....) وصلتها رسالته بسرعة.... (انا مقدر صرحتك.....بس مفيش قمر بيقول على نفسه قمر....وكذلك ياستي احنا فيها اوصفيلي شكلك وانا اقرر مع نفسي....) وضعت وعد يدها على رأسها وهي تشعر بدوار يتزايد عليها.... "لا...لا.... انا لو كملت اكتر من كده ممكن اتشل...."كتبت بجفاء.....(شكلي طيب...انا كل حاجه فيه سوده حتى سناني.....) ضحك من الناحية الاخرى بتسلية وهو يكتب لها... (يسلام عليكي يافوفه.....دا الاسود ده ملك الالوان...دا نص الجمال وللهِ......) بلعت ريقها باختناق وهي تقول بضيق.... "بتثبتني....دي طريقه اللي بتثبت الستات بيها...... طيب...."كتبت بتهكم.... (تعرف اني هوصل الشات ده لمراتك.....) اتتها الرسالة بعدم مبالاة.... (مفيش مشكلة يافوفه....المهم نفضل مع بعض...) كتبت وعد بحنق..... (انتَ بارد.....) رد عمرو بتملق مزعج.... (اخص عليكي شكل لسانك طويل وهتتعبيني...) ردت وعد عبر الرسالة بنفاذ صبر... (انتَ عايز اي مني بظبط.....) كتب عمرو ببرود... (المفروض انا اللي اسأل السؤال ده انتي اللي بعتالي....) عضت وعد في اظافرها بتردد وهي تكتب إليه (كانت صدفة....) رد عمرو عليها بإيجاز.... (مفيش احلى من الصدف....) كتبت بتشنج... (دا انتَ مصدقت بقه.....) كتب لها بمراوغة.... (حآجه زي كده وانتي.....) كتبت بحسرة.... (انا مش مصدقه انك بالاخلاق دي.....) رد عمرو بمراوغة باردة... (مالها اخلاقي لا سمح الله هو انا سألتك انتي لبسه إيه.....آآه صحيح انتي لبسه إيه.......) عضت على شفتيها وهي تقول بغضب.... (انا هعملك بلوك....انت بجد قليل الأدب) رد عمرو بنبرة باردة... (وانتي مجنونة....) كتبت بدهشة... (نعم....) أكمل عمرو رسالته ببرود جليدي يكاد يجمد جسدها عن بعد..... (انتي مجنونه ياوعد...وشك عميكي لدرجة خلتك تعملي حساب وهمي زي ده بس عشان تعرفي اذا كُنت بخونك ولا لا.....يارب اكون نجحت في الإمتحان المفاجئ ده اصل بيني وبينك مذكرتش كويس....سلام يا.... يافوفه هانم...) ارتفع حاجب وعد بارتياع....وهي تعيد قرأت الرسالة بتوجس وفزع.....شعرت بدلو بارد هبط على رأسها بل ان اطرافها تجمدت مكانها وهي لا تزال محدقه في شاشة الهاتف وعينيها تجري ملياً على كل كلمة بصدمة ممزوجة بدهشة.... ونفس صعقة التيار الكهربائي الذي يضرب جسدها بقوة كلما إعادة قراءة الرسائل الأولى......وبرغم كل ما اصابها لا تزال علامات الاستفهام كثيرة حول معرفته بها بتلك السرعة... القت الهاتف وهي تمسح وجهها بتوتر وحرج من مواجهته بعد تلك الرسائل..... _____________________________________ وقفت ام بطة بجانب فتحية وبدات بتقطيع البصل وهي تنظر للوزه التي تقلب قِدر الطعام الكبير الخاص باكل المساجين...... "شايفه عملت فين إيه بنت الـ......"لكزتها ام فتحي وهي تقول بتحذير.... "اهدي يام بطة مضيعيش نفسك......" صاحت الاخر باختناق لصديقتها.... "واحنا كده مضعناش يام فتحي مضعناش....." تحدثت المرأة بتحفز..... "الصبر جميل كلها سنه ونخرج من هنا الدور والباقي عليها هي القاضي تسها حكم ست سنين بحالهم...." هتفت ام بطة شزراً.... "بقولك يام فتحي ست سنين عشرة انا لي حق وهاخده يعني هاخده آآه انا ميترماش على دراعي مية نار وبعدها ادخل السجن بعد ما بنت الـ*** تعترف عليا وعليكي وفي الاخر تقوليلي الصبر جميل........لا لو انتي ياختي مسمحه في حقك انا بقه مش مسامحه في حقي....ولازم اعلم عليها وشفي غليلي منها....." نظرت ام فتحي لها بتحفز وهي تسالها بتوجس... "هتعملي اي يعني....." رفعت السكينة أمامه وجهها وهي تقول بشر.... "هتشوفي انا هعمل إيه....." سارت باتجاه لوز التي جلست على اقرب مقعد وهي تمسح حبات العرق بتعب......لكن سريعاً انتبهت لوجود ام بطه فتأهبت وهي جالسة...... جسلت بجوارها ام بطة وهي تخفي السكينه عن عينان لوزه.... "عجبك اللي عملتيه فين ده عملنالك إيه عشان تعترفي علينا وتدخلينا المخروبة دي....." برمت لوز شفتيها ببرود وردت بتبجح واستنكار..... "حوش الااا دي اول مرة تدخليها...دانتي رد سجون ياوليه......." نهضت ام بطة وهي تشير على نفسها بصدمة.... "انا انا رد سجون بتكلميني انا كده يالوزه....ااه انتي فكرتيني لقمه طرية بقه سكت في الاولى وتكتمت في تانيه وفي تالته هقولك اشتمي بقه ولا يهمك...."صاحت بحدة وهي تتابع..... لا ياختي انا مش نسيه حقي الاولاني عشان اتساهل في التاني فوقي ياتربية الشوارع ياسمعه وسخه تعر اي حد يرفع عينه بس عليكي.....تكونيش يابت مفكره نفسك لسه رسمه علينا انك الخضرة الشريفة شريفة هه قال شريفة قال دي الحارة كلها عارف مشيك البطال....." احمر وجه لوز بالغضب وهي تصيح بتشنج متأهبه لشجار باليد معها.... "جرا اي ياوليه.....انتي بتقولي شكل للبيع....اتكلي على الله من هنا عشان لو زودتي كلمه كمان هتزعلي مني جامد....." شمرت ام بطة ذراعيها وهي تقول بشر..... "لا دا انا هزود وهزود ووريني هتعملي إيه فيه يابنت الـ****....." قبضة ام بطة على شعرها فصرخت لوزه وهي تحاول المهاجمة عليها باسنانها...صاحت الأخرى وهي تحاول الافلات من بين اسنانها الحادة..... "ااه يابنت العضاضة ابعدي عني....."دفعتها ام بطة في الأرض نهضت لوزه بغل وغضب وهي تعود للهجوم عليها مرة اخرى بشراسة فما كان من الأخرى إلا رفع السكين أمام وجه لوزه لحماية نفسها منها لكنها أصابتها في وجنتها بفعل السكين الحاد الذي ترك خطٍ سمِك طويلاً يصل لاخر ذقنها قد أدى الى تشويه ملامحها (وعاهه مستديمة) ستظل ملازمه إياها حتى الممات ...... صرخت لوزه بهلع وهي ترى وجهها يسيل بدماء وقد اتى الجميع إليه بفزع وقبضة احد النساء على يد ام بطة الممسكه بالسكين....صاحت ام بطة بخوف... "انا معملتش حاجه دي هي اللي عورت نفسها...." صاحت سجانه منهم..... "قولي الكلام ده للمأمور دي قضية جديدة....وفيها حكم تاني....." بلعت ام بطة ريقها وهي تنظر لصديقتها التي هزت رأسها بقلة حيلة وهي تتركها وتبتعد...عادت بانظارها الى لوزه التي تصرخ من جرحها العميق وتتلوى بوجع ودماء تغرق وجهها بطريقة بشعه مُخيفة.... جذبُ ام بطه من ذراعها لخارج غرفة الطعام وسارت هي معهم خائرة القوة جامدة الملامح.....وأيضاً لوزه جذبُها لغرفة الاسعافات وصوت صراخها الحاد يعلو ويعلو يكاد يصم اذانهم ...... كلاً منهما ذهبت بطريقها المحدد.....والشر رفيق النفوس الضعيفة والنفس لا تميل إلا للذة الهوى !!..... (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)....) (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)......) _____________________________________ خرجت من مكتبها بعد إنتهاء يوم العمل...وجدت المكان هادئ ومعظم الموظفين غادرُ المكان والباقيين يرتبون اغراضهم قبل الخروج..... زمت شفتيها وهي تنظر باتجاه مكتب عمرو المُغلق مر بجوارها الساعي اوقفت إياه بتوجس... "انتَ لسه هنا يا مسعد.......القهوة دي رايح بيها لمين...الموظفين كلهم مشيين.....مين لسه موجود هنا؟... " رد الساعي عليها بعملية.... "القهوة لعمرو بيه.....هو طلبها مني قبل ما روح....اصل لسه عنده شغل....." سألته بشك.... "وفي حد معاه...." رد بإيجاز.... "أيوا سكرتيرة الـ(......)...." عضت على شفتيها واحتقن وجهها وهي تغمغم... "دارين................طب هات ده يامسعد و روح انتَ الوقت اتاخر...." تمتم الرجل باحترام..... "حاضر ياست هانم ....كتر خيرك... " مسكت الصنية بين يداها واتجهت بها لمكتبه بخطوات متشنجه..... .............................................. دلفت دارين الى مكتب عمرو والذي كان مُنشغل في عدة أشياء من بين الملفات لجهاز الحاسوب.... "في حاجه يادارين....." سألها بدون ان يرفع عينيه عليها..... إبتسمت بنعومة وهي تتقدم منه بل انها بكل تبجح ووقاحة زائدة جلست على حافة سطح المكتب امامه من الجانب الآخر..... "الوقت اتأخر لسه مخلصتش....." ترك ما بيداه ونظر لها ملياً من اول شعرها الأصفر المصبوغ لاخر ساقيها العارية من خلال تنورة خضراء قصيرة..... اشاح بوجهه وهو يعود بعيناه للحاسوب المُنير أمامه وهو يقول بجزع سائد بصوته... "في اي ادارين... واي القعده دي بظبط....." ردت عليه بوقاحة ولا مبالاة قابعه بصوتها.... "مالها قعدتي ياعمرو.... يعني مش اول مره قعد على مكتبك يامه عملتها في شركة اللي في فرنسا.... شكلك ناسي انك عمرك ما كلمت في الموضوع ده ولا دققت في تصرفاتي ولا في لبسي زي ما بتعمل دلوقت..." تحدث عمرو من تحت اسنانه بنفاذ صبر.... "هناك غير هنا في فرق في العادات والتقاليد وانتي عارفه كده كويس..... لبسك لازم يكون مقفول عن كده وتصرفاتك معايا تحت بند الشغل مش اكتر.... انا مش عايز حد من الموظفين يتكلم علينا كلمة ملهاش لزمه..... يعني أكيد سمعتك تهمك ولا إيه..." ردت دارين ببرود... "مفهوم ياعمرو اللي انتَ شايفه....." لم تتحرك من مكانها بل ظلت جالسه على حافة المكتب وهي تتابع وجهه المكفهر وهو يتابع عمله بصمت قاتل..... ظلت تتابعه بعينيها لبرهة قبل ان تساله بخبث... "هو انتو متخاصمين ولا إيه...." ترك ما بيداه مرة اخرى بنفاذ صبر ورفع عينيه عليها بحدة... ابتسمت بسماجة وهي تقول بنعومة.... "متخاصمين باين عليكم.... قولي بقه زعلان منها ليه....." رد عمرو بفظاظة وهو يرمقها ببرود... "دارين.... ممكن متدخليش في اللي ملكيش فيه..." "حب اساعدك.....احنا مش صحاب" رد بجفاء.... "شكراً.....مش محتاج مساعده... " تكلمت ببحة انثوية ناعمة مهتمه لأبعد حد... "عمرو لو في حاجه ممكن تحكهالي....محدش هيخاف عليك قدي.......انت عارف اني بحبك.... وأقدر انسيك اي واحده بس اديني انتَ الفرصة دي...." ظل جامد الملامح وهو يجتاح عينيها بنظرة غريبة...بعد صمته وعدم رفضة بما تهذي إليه تجرأت أكثر ومدت يدها ومررتها على لحيته الثقيلة الذي تركها غير مهندمة منذ شهر تقريباً ولم يكترث لنموها الزائد على وجهه..... "ساكت ليه ياعمرو.....رُد عليه.....انتَ حاسس بيه مش كده......." رد بسخط ولم يبعد يدها عنه.... "كام مره اتكلمنا في الموضوع ده...." تحسست لحيته وهي تقول ببحة عاشقة متيمه لابعد حد.... "كتير....بس انا بحبك وانتَ عارف كده كويس..." رد عمرو عليها ببساطة... "وانا بحبها وهي عارفه كده كويس.....وانتي كمان متاكده من ده......" سحبت يدها وهي تتحدث بتشنج... "محدش يستاهل حبك غيري...." رد عمرو بنفس الفتور القاتل لها.... "هي تستاهله !........ وانا مستهلش غيرها....." زاد التشنج في نبرة صوتها العالية... "فوق ياعمرو انتَ مش مبسوط معاها..." رد بنفس الطريقة الجافة... "وتفتكري هبقى مبسوط لم اسبها.......انا بحبها يادراين وانتي عارفه كده كويس......" تذوقت الكلمة بمرارة..... "بتحبها؟.... ياااه هو سهل توجعني اوي كده....." اشاح وجهه باقتضاب..... "انتي اللي مصممه على الوجع.......مفيش حاجه بينا لا قبل كده ولا دلوقت ولا حتى بعدين....." ردت ببجاحة.... "هيبقى فيه لو طلعت وعد دي من حياتنا...." زفر بانزعاج وهو يرد عليها بمقت.... "المفروض انتي اللي تطلعي من حياتنا بذوق....." اشارت على نفسها بصدمة.... "انا ياعمرو بتقولي انا الكلام ده....." اوما لها ببرود وهو يقول.... "بظبط....ولو فتحتي الموضوع ده تاني...مش هكتفي بكلام بس....." بلعت ريقها بتوجس وهي تنظر له بارتياع....فُتح الباب عليهم ودخلت منه وعد وهي تحمل صنية عليها فنجان القهوة وكوب الماء.....حدجت بهم شزراً وهي تتقدم من عمرو لتضع الصنية بجواره على سطح المكتب..... نزلت دارين عن حافة المكتب وهي تقول بارتباك وحرج مقصود...... "طب نكمل كلامنا بعدين ياعمرو......" ردت وعد ببرود.... "واي المشكلة لو كملتيه هنا هو سر....." ردت دارين بنعومة...... "حاجه زي كده يامدام وعد......عن اذنكم عندي مشوار مهم....." اغلقت دارين الباب خلفها وهي تنظر لوعد بصلف واضح.... صاحت وعد بتهكم وهي تقول.... "انتم كُنت بتعمله اي بظبط....وازاي تقعد قدامك كده فوق المكتب .... اي لدرجادي مبقاش يفرق معاك حد...." نظر عمرو لها ببنيتان باردتان وهو يقول بغرابة جليدية..... "جايه بنفسك يعني مروحتيش ليه زي كل يوم...... معقول افتكرتي ان جوزك معاكي في قلب الشركه........يعني جيت في بالك أهوه فقولتي تطمني عليه وتشوفيني روحت ولا لسه..." تقوس فمها بسخرية وهي ترد عليه هازئة.... "اطمن عليك؟..لا كفايه الهانم بتطمن عليك كل شوية... مش مخلياك محتاج حاجة..... انا ماشيه....." استدارت فنادى عليها بخشونة.... "استني ياوعد هنمشي سوا...." وقفت اثناء حديثه وبعد الانتهاء ردت ببرود.... "لا انا همشي لوحدي زي كل يوم....." أمرها عمرو بضيق..... "اسمعي الكلام ورجعي مكانك ياوعد...." ردت هاكمه بغيرة ..... "انا شايفه انك تتصل بدارين.... ترجع تونسك اهوه قعدتها قدامك على المكتب هتهون الساعات الباقية في شغل.... "اتجهت للباب ببرود .... تحدث عمرو بصوتٍ حاد من خلفها.... "لو الباب اتفتح ياوعد هتزعلي.....ارجعي مكانك...." لم تهتم بحديثه ومدت يدها لتفتح مقبض الباب... وجدت جسدها يرتفع للأعلى بفعل يداه القويتان... كان مكبل خصرها بكلتا يداه ورافع إياها عن الأرض....ضربته في كتفه وهو يغلق الباب بقوة بقدميه..... "سبني ياعمرو مش هقعد معاك سبني بقولك...." رد بنفاذ صبر.... "هتقعدي غصب عنك....كفاية عناد بقه....وسمعي الكلام لو مره وحده....." لكزته في كتفه وهي تصيح بغيظ ناري.... "أسمع كلامك دا بُعدك.....بعد اللي عملته من شهر ولي عملته في الشات وبعدها تختم بدارين وبكل بجاحه بتطلب مني قعد معاك وسمع كلامك...انت اي ياخي إيه.....نزلني.....نزلني بقولك......" انزلها ببطء ولا يزال محاوط خصرها وهو يرد عليها باستنكار..... "كفاية جبروت بقه..... إيه مش مستكفيه بالي عملتيه الشهر الفات ده كله......" ردت بضيق وهي تحاول التملص من بين يداه المهيمنة.... "لا مش مستكفيه ولا هستكفى بسنة حتى......" قرب وجهه منها برغم من محاولة الافلات منه... وقال بهسهسه خطيرة... "مين قالك اني ممكن استحمل يوم زيادة كمان...لو مرهنه على كده تبقي مجنونه...." نظرت له شزراً معقبة بصلابة..... "ابقى مجنونة فعلاً لو عديت كل حآجه كده عادي..." لفح وجهها بانفاسه الساخنة وهو يقول بصوتٍ أجش.... "متعديش ياوعد.....بس متبعديش....." حاولت ابعاد رأسها عنه وهي تقول بحدة.... "ابعد عني ياعمرو......وإلا " ثبت رأسها بيده من الخلف وباليد الأخرى قبض على خصرها بقوة......وهو يعقب بخفوت.... "وإلا إيه.....هتعملي إيه يعني......" قرب شفتيه من خاصتها فشعرت انها على حافة الضعف فما كان امامها إلا ان قربت فمها من شفتيه وقضمتها بقوة باسنانها لعله يبتعد من هجومها الضاري عليه.... تفاجئت وعد من صموده بل وتقبيله لها بشغف وحرارة نابعه من قلبه المشتاق إليها... ابعدت اسنانها عنه بضعف فزاد هو جرعة الحب على شفتيها المتفجرة فتنة.....فكان الاستسلام الجسدي نابع من روح مرهقة لأيام طويلة تنتظر قربه واحضانه بشوق.....تنتظر حبيبها وسكون جسدها بداخل احضانه تنتظر نعيم الراحة بتناغم اجساد لا تنتمي إلا لبعضها.....وقلوب لا تخفق إلا بقربهم...ونيران أشواق لا تنطفئ الا برؤية بعضهم.......يتبع دهب عطية الفصل الخامس والعشرون من هنا |
رواية ضراوة العشق الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دهب عطيه
تعليقات