![]() |
رواية ضراوة العشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دهب عطيه🦋 البارت الخامس العشرون🦋 نظر لشفتيه في مرآة الهاتف بتافف مصطنع ثم رفع عينيه عليها وهو يقول بحنق زائف.... "انتي مبتكليش لحمه ولا إيه..... العضه علمت...." بللت شفتيها بحرج وهي تسلب عينيها بضيق واكملت اغلاق أزرار سترتها ثم ارجعت شعرها للخلف وحاولت هندمته بعد ان تبعثر بسبب أصابعه.... زفر بنفاذ صبر وهو يترك هاتفه ويبدأ بالعمل بمظهره الفوضوي.... كان شعره غير مرتب... آثار روج شفتيها كان طابع على عنقه وصدره.... قميصة غير مزرر بل انه مفتوح لاخره ، وصدره وبطنه المسطحة ظاهرين امام الأعين... وبعد كل هذا لا يكترث لشيء بل يعمل بجدية وكان وقاره لم يهتز بعض كل تلك الفوضى التي احلت به.... عضت على شفتيها وهي تتذكر انها بادلته الجنون بضراوة بعد ان فقدت القدرة على منعه من الاقتراب... نظرت له مره اخرى وهي تقول بانزعاج.... "هو انت ازاي هتشتغل وانتَ بشكل ده...." لم ينظر لها بل أكمل ضرب اصابعه على كيبورت الحاسوب وهو يقول ببساطة.... "ماله شكلي....." "ماله شكلك؟..... قميصك اللي مفتوح ده وشعرك... والعلامات دي ....." صمتت بحرج عند تلك النقطة... لاحت على شفتيه بسمة سريعة وهو يقول بمكر بدون ان يرفع عينيه عليها.... "علامات إيه....." اقتربت منه واصبحت تقف بجواره وهي تقول بحدة.... "متستهبلش ياعمرو قوم اغسل وشك ورقبتك وبعدين.... وبعدين خلص شغل بس بعد متقفل القميص ده قبل ما حد يدخل...." سحب يداها فجأه فجلست بين احضانه في لحظة... شهقت وهي تحاول الابتعاد عنه ولكنه كبلها بين يداه... تحدث بمراوغة.... "ومين اللي عمل العلامات دي؟....."بلعت ريقها بحرج ثم مدت يدها بضيق واخذت منديلاً من على مكتبه وبدات بمسح رقبته وصدره سريعاً بل وبدأت بتزرير قميصة بوجهاً متهكم....وهي ترد عليه بغباء.. "معرفش...." ابتسم بعبث من سرعة ما تفعله ثم انتظر بعد ان إنتهت ورد عليها بخبث أكبر ليزيد جرعة احراجها أمامه وهو يمرر ابهامة على شفتيها بمراوغة ماكرة "مع انه نفس لون الروچ....." صاحت بحرج وغيظ.... "عمرو...." اجتاح عينيها وهو يرد ببساطة... "كملي....سمعك على فكره....." "ممكن تبطل تحرجني...." تكلم بفتور أمام وجهها المشع بالحرج والغيظ منه... "مفيش احراج بينا.....انا جوزك وانتي مراتي...ولا بعدك عني نساكي اني بحبك وانتي كمان بتحبيني.. وطبيعي لم نرجع نقرب تاني من بعض هنبقى ا...." بترت جملته بتشنج.... "متكملش.....مبحبش اتكلم في الموضيع دي...." قرب وجهه منها وقبل وجنتها وهو يقول بمراوغه.... "عندك حق الأفعال بتبقى احلى بكتير...."وضعت يدها على صدره تمنع اياه من الاقتراب.... "عمرو.....ممكن تسبني عايزه اقوم...." ارجع خصله من شعرها للخلف وهو يقول بخفوت... "ليه لسه زعلانه...." حجظت عينيها وهي تنظر له شزراً..... "وانتَ شايف اني المفروض أسامح في حاجه زي دي.....ولا اللي حصل مابينا ده خلاك تفكر اني مسمحه في خيانتك....." تكلم بنبرة اجتاح بها الشجن... "وانتي مصدقه اني خونتك....." اشاحت بوجهها بتردد وعينان مرتبكه....مسك فكها وادارها إليه وهو يعيد نفس السؤال..... "ساكته ليه مصدقه بجد اني خونتك.....مصدقه اني اعرف عليكي واحده......" "والبرفيوم الحريمي اللي كان مغرق هدومك...." صمتت وترقرقت عينيها بدموع وهي تقول بجزع... "دانت لحد دلوقت مبررتش حاجه....كل اللي بتقوله انك مخونتنيش....طب والبرفيوم ده بتاع مين....خت مين في حضنك فريحتها علقت فيك كده...." انقلبت الأدوار وهو الذي أبعد انظاره عنها بتردد... توسعت عينيها بصدمة وهي تمد يدها إليه لتديره نحوها وتداهم وجهه المتردد بشك.... "ساكت ليه متقولي مين هي......" هز رأسه بحيرة وقال... "مش هقدر أقولك...." نظرت له بدهشة وتشدقت باستهجان... "لي مش هتقدر تقولي هو سر......لو انت واثق انك مبتعملش حاجه غلط ومش بتخوني هداري ليه عليه...مين دي اللي كُنت معاها.... وروحتله ليه أصلا....." تردده وعدم مصارحته اثار الريبة بداخلها أكثر فسألته بخوف.... "اوعى تكون متجوز عليا....." اعاد عينيه إليها بصدمة وهو يعقب ذاهلاً.... "متجوز عليكي.....ازاي يعني.....انتي اتجننتي...." تشنجت وهي تجلس على ساقيه.... "انا هتجنن فعلاً ياعمرو لو مقولتليش الحقيقة..." رد بنبرة متوسلة إليها..... "مش هقدر ياوعد.....عشان خاطري متضغطيش عليه......انسي كل اللي فات وخلينا نبدأ من اول وجديد....." نهضت من احضانه بعصبية... "انسى؟..... انسى إيه بظبط؟....." نهض هو الاخر من مكانه ووقف امامها وسارت يداه على ذراعيها بحنان وهو يقول بهدوء.... "تعالي ننسى ونمسح من حياتنا السنتين اللي فاته دول.....ننسى ان كان في بينا اي حاجه زمان...تعالي نحاول نكمل حياتنا من غير ما نفكر في اللي فات...." نظرت له بدهشة وعقدت حاجبيها باستغراب وهي تعقب بتشكيك.... "واي اللي غير رأيك بشكل ده......انت قولت ان عمرك ما هتنسى اللي حصل زمان..." تنهد بحيرة وهو لا يعرف من اين يبدأ ولكنه تكلم بنبرة مرهقة.... "هحاول عشان تعبت وانتي كمان تعبتي.... انا عايز اكمل حياتي معاكي من غير مشاكل ووجع قلب وكلام في اللي فات......" تعمقت في بنيتان ضاعتان في كذبهم....وعقبت "يعني صدقت كلامي.... ان مفيش حاجه حصلت بيني وبين هشام قبل الجواز....." "صدقت...." ابتسمت بسخرية وقالت بشك اكبر... "مين أكدلك كلامي ياعمرو..... وصدقته وكدبتني.." قطب حاجبيه وهو ينظر لها باستفهام.... اكملت وهي تبتعد عنه وتوليه ظهرها.... "رد ياعمرو وقولي مين بتثق فيه اكتر مني...." "الموضوع ملوش دعوه بثقه....." صاحت وعد بجزع... "امال لي دعوة بأيه بالادله... كان ممكن اسجل لهشام وانا عنده في السجن حقيقة براءتي.... بس انا معملتش كده.... لأني كُنت شايفه الثقه اللي مبينا تغنيني عن اي دليل...... حتى لو الثقه معدومة جواك زي مانت ما بتحسسني بده طول الوقت لكن انا كُنت واثقه انها موجوده ولو شوية بدليل انك خلتني مراتك...." تشدق عمرو بأستنكار..... "الثقه لوحدها مش كفاية ياوعد.... بدليل ان اول مشميتي ريحت برفان حريمي في بدلتي... اتهمتيني بالخيانة......" هزت رأسها وهي تقول بجدية.... "صح...... بس لحد دلوقتي معاك.... ومدياك فرصه تكلم..... وتفهمني كُنت مع مين بظبط....وثقه لوحدها هتشفعلك ياعمرو لم تقنعني....." زفر باختناق وهو يقول بصلابة.... "مش لازم اقنعك بحاجة..... لازم الثقه اللي بتكلمي عنها تقنعك اني معملش كده فيكي...." "من غير دليل...." ابتسم هازئاً وهو يعقب عليها... "انتي لسه قايله ان الثقه اللي مبينا تغني عن اي دليل..." ردت هي بلهفة شجن.... "الدليل كلامك ياعمرو صراحتك معايا... زي مانا ما كنت صريحه معاك في الأول....." طأطأ رأسه وهو يقول برجاء.... "مش هقدر ياوعد......بلاش نتكلم في الموضوع ده تاني.... عشان خاطري.....عدي ياوعد ونسي" تشنجت نبرة صوتها وهي تقول بعناد... "لا هعدي ولا هنسى غير لم تصرحني بكل حاجة.... دا حقي....ولو نفترض انك مكاني كُنـ..." صاح بأسمها بحدة فافزعها لبرهة... "وعــــــد....."احمر وجهه بتشنج وهو يلقي عليها نظره غاضبة مخيفة حتى تبلع باقي كلماتها الافتراضيّه الغير مرحب بها ولو تفكيراً فقط ..... برمت شفتيها بابتسامة ساخرة "مجرد افتراض.....مجرد افتراض خلاك عامل إزاي...اشمعنا ليكم كل الصلاحيات انكم تخونه وتبيعه وتجرحه.....واحنا بس لو افترضنا ان يتعمل فيكم المثل تقلبه التربيزه علينا....واقرب كلمه لي اي راجل.....انسي اللي فات وتعالي نبدأ من جديد......طب مانا قولت كده كتير اوي من اول ملعبت بمشاعري وتجوزنا عشان نداري على فضيحة مش موجوده بس عشان نرضي ثروت الاباصيري وصفوت المجتمع المحاط بينا....سكت واستحملت وقولتلك تعالى نبدأ من جديد وننجح جوزنا وعلاقتنا لاني وقتها كُنت بحبك....كُنت بتعمل إيه وقتها ترفعني لسابع سما وتنزلني على جدور رقبتي لسابع أرض.......شوية تقرب وشويه تبعد شويه احس بقربك وحبك ليه.... وشويه احس ببعدك وكرهك ومببقش عارفه اكمل ولا ابعد.... افضل واستحمل وديك عذرك ولا إيه بظبط......" نزلت دموعها وهي تكمل بحسرة "ولم عرفت حقيقة كرهك ليه قولتلك الحقيقة ولم مصدقتنيش عذرتك وطلبت منك الطلاق...بس انت كُنت اناني في انك ترحمني من النار دي...بالعكس حبيت تبقى الجلاد لنهاية....زيك زي كل اللي حوليه لوم وعتاب وتجريح مبيخلصش....." ردت بسخرية وانكسار.... "انا استحملت منك كتير.... واستحملت من هشام أكتر بس الحاجة الوحيدة اللي مقبلتهاش هي الخيانة....او تقدر تقول انها دايماً بتيجي في الآخر بعد مببقى خلاص فقدت الامل اني انجح في حياتي واعيش مع اللي بحبه....." اقترب منها عمرو وتحدث بصوتٍ متحشرج متردد.... "انا عارف اني ظلمتك كتير ياوعد وجيت عليكي اكتر...بس اعذريني...انا كمان كُنت مجروح وبنتقم لنفسي فيه وفيكي.......صدقيني انا مكنتش اتمنى أأذيكي ولا اسمح لهم يؤذُكي ...انا كل اللي عايزه ان احنا نرجع تاني لبعض.... وننسى اللي فات... اديني فرصة تانيه..... " نظرت له ملياً قبل ان تقول من بين دموعها باصرار... "مش قبل ما عرف الحقيقه ياعمرو.... كُنت مع مين ومين اللي عرفتك الحقيقة واكدت على كلامي؟...." لوح بيده بعصبية مفرطة.... "تاني ياوعد انتي اي مبتزهقيش....." اتجهت الى حقيبتها وحملتها وهي تقول بضيق.... "براحتك....... بلاش تكلم....." ركض خلفها قبل ان تفتح الباب وتخرج من مكتبه... "استني هنا....... رايحه فين....." نظرت له وكان خلفها مباشرةً ردت بصوت جاف... "ماشيه....." مسك كف يدها وهو يقول بلهفة... "بلاش تمشي ياوعد خليكي معايا...." نظرت له باعين دامعه حزينة ثم سحبت يدها بهدوء وهي تقول بصوتٍ نشج... "كل مره بتقولي كده وبفضل معاك بس المرادي انا عايزه افضل لوحدي...... مش معاك...." فتحت الباب وخرجت منه بدون كلمة اخرى وظل هو واقفاً مكانه كتمثالاً بل روح..... نظن دوماً ان الصواب في العلاقات هو أخفئ الحقائق المهمه ، ولا نعلم ان كشف ( الحقائق المهمه) تُظهر لنا عُمق ثوابت العلاقات والى اي مدى وصلت بك تلك العلاقة ام سلبيه او أجابيه ؟!.... وأيضاً أسمى قصص الحب هي التي تظل ثوابتها قائمة على الصراحة ، وطلب الغفران حين تخطئ في حق الآخر...وكذلك الثقه تحدد الى اي مدى ينتمي لك حبيبك... واذا وجدت كل ماذُكر فاترك الحب جانباً ولا تقلق عليه فهو يشتبك في تلك الصفات بضراوة !..... _________________________________ دخلت غرفتها بعد ان عادت سيراً الى القصر لا تعرف الى اي مدى قطعت في تلك المسافة ولا حتى تهتم بطرح سؤال كل ما تشعر به الآن انها سارت حتى اهلكت جسدها وتفكيرها كذلك.....وانها الآن تريد فقط النوم فهو احد الوسئل السحرية لتخلص من الأحزان لفترة محدده !..... غيرت ملابسها واتجهت الى الفراش لرمي نفسها عليه بارهاق مستعده لاخذ جولة بعيدة عن هذا العالم المؤذي واتباعه...... لكن طرق الباب جعلها تزفر بغضب وهي تجفف دموعها من على وجنتيها.....جلست جلسة القرفصاء وهي تنظر للباب بهدوء وهي تتأهب لاخفئ اوجاعها امام الطارق..... "أدخل...." دخلت هند واغلقت الباب وهي تتجه إليها بإبتسامة عريضه.... "حمدال على سلامة رجعه متأخر يعني....قبل اي حاجه عمرو هنا....." هزت وعد رأسها بنفي.....توسعت إبتسامة هند وهي تقول بحبور.... "أشطأ.....اصلك وحشاني أوي.....وعايزه ارغي معاكي في حاجات كتير.....واولهم موضوع الشغل الجديد ده.....اسمعي بقه ياستي مش انا قبلت البت هاجر اللي كـ......................."صمتت هند وهي ترمق وعد بتوجس فملامحها باهته ويبدو عليها الانزعاج "مالك ياوعد.....في حاجه حصلت....انتي متخنقه مع عمرو....." هزت وعد رأسها وهي تقول بخفوت.... "لا مفيش حاجة...بس تعبانه شوية ومحتاجه أنام....ينفع نتكلم بكره......" مطت هند شفتيها وتحدثت ببساطة.... "ينفع نتكلم بعد شهر هو الكلام هيخلص يعني بينا...مانتي عرفاني بموت في نم وبذات معاكي " ابتسمت وعد بصعوبة فقط لتجاملها..... صدح هاتف هند بين يداها فنظرت له وكذلك فعلت وعد بفتور فكان رقم غير مسجل.....اغلقت هند الخط وقد تغير لون وجهها بانزعاج وتردد.... سألتها وعد بقلق.... "مين دي ياهند....." اشاحت هند بوجهها عنها وهي تقول برتباك.... "ده.....معرفش.....معرفش مين......" لاحت من وعد بسمة حزينة وهي تحدج باعين هند البنية لتتذكر البني الأجذب لعينيها...عينان عمرو فهما حتى في كذبهم ينكشفان بسهولة مثل هند الآن...تكلمت وعد بسلاسة وتشكيك.... "انتي بتكدبي عليا صح......يعني عايزه تفهميني انك مصدقتي لقتيني رجعت من برا فدخلتي على طول تكلميني عن الشغل الجديد اللي انتي بقالك في شهرين؟!......لا وبتسألي عن عمرو قبل ما تدخلي قال يعني مكسوفه تكلمي قدامه عن الشغل...." اسلبت هند عينيها بحرج ومررت يدها في شعرها القصير لترجعه للخلف لمجرد الهروب من نظرات وعد الثاقبة.... هتفت وعد بصوتٍ قلق..... "بصيلي ياهند.....وبلاش تعملي الحركات دي بتقلقني عليكي اكتر....." رفعت هند عينيها بحرج وهي تقول بخفوت... "بلاش دماغك تروح لبعيد...دا حاتم سلامه....." فكرت وعد لبرهة قبل ان تعقب بتذكر.... "حاتم.....حاتم سلامه...دا وكيل النيابة اللي خد اقوالي في المستشفى....." هزت هند راسها بإيجاب.... علقت وعد بأستغراب..... "عايز إيه ده.... وبيرن عليكي ليه... واصلاً جاب رقمك منين......." بللت هند شفتيها وهي تقول بخفوت وحرج.... "موضوع جاب رقم منين ده... في دي حآجه سهله بنسباله..... اما بقه هو عايز إيه فهو عايز يتقدملي وبقاله شهر بيزن...... وانا مطنشه....." سألتها وعد بحيرة "يعني اي مطنشه.... رفضتيه يعني....." اخبرتها هند بإختصار.... "اكيد لو رفضته مش هيرن عليه تاني..." "يعني وفقتي....." "برضو لا....." زفرت وعد بنفاذ صبر معقبة... "يعني لا وفقتي ولا رفضتي...... امال قولتي إيه...." برمت الاخر شفتيها بغباء وقالت بحيرة اكبر... "مقولتش حاجه عماله اتهرب منه... انا مش عارفه أصلا اقوله إيه...... انا عايزه ارفضه ومش عايزه ارفضه تفتكري ده معنى إيه....." قالت وعد بأختصار.... "عيني فيه وقول أخيه....." لكزتها هند بغضب..... "اي الافاظ دي ياوعد......قولي حآجه عدله... " قالت وعد بتذكر..... "في مثل تاني سمعته من البت نهى اينعم مش فاهمه المعنى اوي بس no problem (لا مشكله).... حله ولقت غطاها ...." صاحت هند بضيق.... "ييي ياوعد كلميني من غير امثال شعبية اللي مش بتحفظي غيرها دي....." نظرت وعد لها بجدية وهتفت.... "بصي بقه من الآخر انتي مياله لي ظابط حاتم....وهو من البداية معجب بيكي وطالما طلب ايدك وزي ما ماما كانت بتقول كده الراجل دخل من الباب منطش من الشباك......وطالما غرضه شريف يبقى خلاص .....مش هو برضو طلبك في الحلال...." ردت هند بتشنج.... "ايوه طلبني في الحلال هو انا قولتلك متجوزين عرفي.....بس يابنتي أنا......مش عارفه خايفه شوية..." "خايفه من إيه هو انتي هتجوزي بكره....." نظرت لها هند بضيق... "هو لازم الواحده تخاف وهي راحه تجوز بس يعني مينفعش الواحده تخاف من الارتباط والحب وانها ممكن تعلق نفسها بشخص ميستهلش مثلاً...." علقت وعد بطصنع جاد.... "هند انتي طلعتي فعلاً معقده......" "بجد.....ياوعد انا كُنت بقول كده برضو....انا هرن عليه وقوله اني مش موفقه....آآه انا سنجل كده احلى لا مش عايزه ارتبط ووجع دماغي ......" نهضت من مكانها ومسكت الهاتف ثم رفعت عينيها على وعد بتردد وهي تقول بحرج.... "مش هتمنعيني؟....." ردت وعد ببرود عليها.... "لا......يعني انتي خايفه ومتردده....وشايفه ان حياتك كده احلى.... هحرمك انا ليه من نعمة الاستقرار... اطلع مين انا يعني عشان امنعك اتكلي على الله...ورفضيه... " صاحت هند بانفعال مفرط.... "ارفضه إزاي انتي بتهزري دا حاتم....عارفه يعني اي حاتم...." ضحكت وعد بخفوت وهي تقول.... "عارفه عينك بتلمع وانتي بتنطقي إسمه... وقعتي ومحدش سمى عليكي ياهنود....مبروك هنودع السنجله خلاص... وبكره تجوزي وتبقي ام العيال.....وتندمي " مسكت هند الوسادة والقتها عليها وهي تضحك بحرج..... "تصدقي انك غلسه...." تلاشت ضحكت وعد بتدريج وهي تقول بنبرة شجن.... "سيبك من كل ده وسمعيني كويس...." نظرت لها هند وهي تقول بفضول... "قولي سمعاكي...." قالت وعد بصوتٍ خافت يجتاح الألم.... "اسمعي..... حبي وحلمي ياهند.... عيشي وغامري اضحكي وفرحي.....عيشي الحياة بكل الوانها من اول الأسود لحد الأبيض....بس أوعي تحربي عشان حاجه متستهلش لازم يستاهل ياهند......." عقبت هند بحيرة وسألتها بتردد.... "واعرف إزاي ياوعد ان ميستهلش؟...." بللت وعد شفتيها وهي تجيب عليها بشرود متذكره زيجتها الأولى..... "لم تهوني عليه......لم يشوف دموعك ويكمل عليكي عادي...... لم تكوني اخر اهتماماته..... لم يبخل عليكي بمشاعره.....لم ياخد منك كل حاجه ويطمع في الاكتر وناسي ان بخل عليكي حتى بكلمة يجبر بيها خاطرك....." بللت وعد شفتيها وهي تدرك ما تقوله فحاولت استقصر الطريق حتى لا تعقد تلك المسكينة فليست كل الطرق بنفس اللون الأسود هناك الافتح قليلاً والابهج كثيراً ؟!.....اكملت وعد بايجاز وبنبرة متحشرجة وهي تتذكر عمرو في آخر جملة بل وتلخص وجعها منه..... "الخلاصه ياهند اللي يستاهل قلبك.... هو ذات نفسه اللي قبلها طلع قلبه وسلمه ليكي.....الحب ياهند بيتخلق جوا قلبين بيتبدلو نفس الإحساس ونفس الإحترام ونفس الثقه..... وصدقيني اللي بيحب مبيهونش عليه حبيبه مهم عمل..... " نظرت لها هند بصدمة..... "وعد......انتي بتعيطي....."جلست هند بجوارها وجذبتها لاحضانها بصمت فما كان من وعد الا تركت العنان لعينيها لتذرف الاكثر وتبلل قميص هند تحت رأسها... كانت شهقات الوجع تكتمها بصعوبة داخل احضان صديقتها...... تكلمت هند وهي تبكي على بكاء صديقتها.... "لس في بينكم مشاكل....بسبب هشام مش كده ؟..حسيت من كلامك بده ..... بس صدقيني عمرو بيحبك ياوعد... وانتي متهونيش عليه وللهِ متهوني......" "تعبت ياهند تعبت وعايزه أبعد.....عايزه ابعد عنهم.....عايزه ابعد بجد....."تعالت شهقات بكائها اكثر ضمتها هند إليها وهي تقول بحنان يجتاحه القلق.... "بلاش تفكري بطريقه دي ياوعد البُعد والهروب عمره ما كان حل وجهي ياوعد وجهي وانتي في مكانك ومتسبيش مكانك وحياتك عشان حد.. حتى لو كان الحد ده أخويه.......محدش يستاهل غربتك وبعدك عن امك وعني وعن اي حد بيحبك.... بلاش عشان خاطري تفكري في موضوع البُعد ده بلاش..." اغمضت عينيها بارهاق وهي تشعر انها اطاحت بجسدها وعقلها لبئر أسود برغم سواده إلا أنه مريح لأبعد حد..... _____________________________________ دخل للقصر في وقتاً متأخر بعد لف بسيارة في شوارع بدون هوادة في التفكير او حرق السجائر طول الليل....دلف للغرفة بهدوء وتأمل سكونها لبرهة قبل ان يراها نائمه على الفراش بوجهاً متعب ومسالم للحياة لأبعد حد.... تنهد بتعب وهو يجلس بجوار فراشها متاملاً وجهها ملياً بشوق واعتذار...بعد مدة رفع يده وتحسس بشرتها باصابعه وهو يحاول ايقاظها بدون صوت.... فتحت عينيها ببطء وبدأت ترمش للحظات بسبب الاضاءة المداعبة لعينيها....وجدته أمامها ينظر لها بحنان يجتاحه الإعتذار..... نادته بصوتٍ متحشرج اثار النوم.... "عمرو.....جيت أمته.... " "لسه عايزه تعرفي الحقيقه ياوعد...." هزت رأسها بتلقائيه وهي تعتدل بهدوء.... جلس بجوارها على حافة الفراش وسحب كف يدها ووضعه على وجنته ثم حركة وطبع عليه قبله رقيقة وهو ينظر لعينيها بتردد.... "هتسامحيني صح....." سحبت يدها ببطء وهي تشعر بأن قلبها وقع آثار جملته.....قالت بصعوبة... "قول ياعمرو....انا سمعاك....." "لوزه معترفتش على نفسه كده بساهل زي مقولتلك في الأول لا لوزه اعترفت لم..... لم نزلت لمستواهه بنفس الطريقة....." رفعت حاجبها وبدأ قلبها يخفق بخوف وهي تقول.... "بلاش تكلمني بالالغاز.....ممكن افهم انتَ عملت إيه بظبط..." "روحتلها الشقه المفروشة اللي بتشتغل فيه و..." سرد كل ما حدث بتفصيل ومع كل جملة تنفجر قنبلة فوق رأسها لتجعلها متوسعت الأعين متجمدة الأطراف..... لا تجد عضلة بها تتحرك باستثناء قلبها الذي يخفق بقوة مفرطة تكاد تشعر بنغزته الحادة تألم جانبها الأيسر..... نهضت من مكانها بدهشة وهي تقول بصدمة..... "إزاي تعمل كده ياعمرو تنزل للمستوى ده.... كان ممكن نعترف عليها لوكيل النيابة وهو يتصرف...." "نعترف عليها ازاي واحنا ممعناش دليل واحد ضدها انتي ناسيه النقاب اللي كانت لبساه عشان تداري بيه وشها....محدش شفها حتى انتي مشفتهاش انتي عرفتيه من صوتها.... " هتفت وعد باستهجان وعتاب.. "أيوا.....بس اللي انت عملته برضو غلط تدخل شقه زي دي وتمد ايدك عليها و....." قاطعها بصيحة أستنكار..... "وانتي زعلانه اني مديت ايدي عليها انا لو أطول اموتها كُنت عملتها....."استدارت له ووقفت امام وجهه وهي تقول بحزن... "افهم ياعمرو انا مش زعلانه عليها متولع...... انا زعلانه من نفسي انا سبب انك تنزل للمستوى ده...." رد بنبرة حاسمة لا تقبل التردد.... "عشان اجيب حقك ياوعد ميفرقش معايا نزلت لانهو مستوى اللي يفرق معايا ان ابقى راجل قدام نفسي قبل ما بقى راجل قدامك....." نزلت دموعها من جديد وهي تقول بضيق منه... "انت بتقول إيه انت الراجل الوحيد اللي شافته عنيه....كفاية انك جمبي ومعايا واقرب ليه من نفسي.... انت سندي ياعمرو... مهم عملت ومهم قولت هتفضل حبيبي وسندي......"لكزته في كتفه وهي تكمل بضيق من نفسها... "انا بكرهك.....إزاي بقول الكلام ده بعد اللي عملته من ورايا......" ابتسم بأستياء وهو يجذبها لأحضانه... ضمها بقوة وهو يقول بصوت نشج..... "انا تعبت ياوعد من كل اللي حوليه ومحتاج انسى.....وعايزك انتي كمان تنسي....الديره دي وحش اوي وانا زهقت من اللف فيها على الفاضي...."صمت لبرهة وهو يشعر بدموعها تبلل قميصة...ربت على كتفها وهو يقول باعتذار... "انا آسف ياحبيبي ....آسف على كل حاجه عملتها فيكي.......هعوضك.....هعوضك ياوعد بس اديني فرصة...... فرصة نبدأ فيها من الأول ومفيش حد فيها شايل من التاني......" نزلت دموعها وهي داخل احضانه وعقبت بشجن... "انت متأكد انك عايز تكمل معايا ونبدأ من جديد... يعني دي مش لعبه جديدة...." ألمه قلبه من تلك الجملة المتردده الحزينة.... ابعدها عن احضانه وتأمل عينيها الباكية ثم مد يده وجفف دموعها وهو يقول بنبرة متحشرجه.... "مش لعبه جديدة.....انا عايز اكمل معاكي حياتي عايز اصحى من نوم القيكي جمبي وبليل منمش غير وانتي في حضني.....عايز مفرقكيش لحظه لحد متزهقي انتي وتقوليلي أبعد وبرضو مش هبعد عايز اجيب منك عيال كتير اوي وكلهم يبقو شبهك...عايز اعيش معاكي لحد ما شيب.... لحد ماموت في حضنك...مش لعبه جديدة ياوعد....انا فعلاً عايزك جمبي.......وعايز انسى ونسيكي كل اللي فات علينا...." نزلت دموعها بصدمة وهي ترى دموعه تنزل لأول مرة أمامها بمنتهى الحرية.....اقتربت منه اكثر وحاولت مسح دموعه وهي تقول بدهشة..... "عمرو عشان خاطري انا مش حبى اشوفك كده....."مسك يدها ومنع اياها وهو يقول بصوتٍ نشج..... "مش هينزلو لأغلى منك .....تعرفي اني معرفتش الدموع دي غير لم بعدتي عني.... "قرب وجهها منه واسند جبهته على خاصته فتاوهت بوجع وهي تخبره بصدق كئيب.... "عارفة ان كان غباء مني..... وانك تستاهل واحده احسن مني مية مرة... " نزلت دمعه منه فبللت وجهها لتجده يهتف بصوتٍ متحشرج..... "لسه مفهمتيش اني مش عايز من الدنيا دي غيرك..." نزلت دموعها وهي تقول بقلبٍ يتألم.... "تفتكر الحب لوحده كفاية.....يعني لو كان كفاية مكناش وصلنا هنا..... مكناش وقفنا الوقفة دي... " فتح عينيه وداهم عينيها المبللة بدموع.....وهو يخبرها في غمرة احزانه.....مدافعاً عن حبهم... "لولاه مكنتيش بين ايدي......" اغمضت عينيها وهي لا تعرف الإجابة الصائبة أمامه...لكنها سمعته يكمل اعتذاره محاول التمسك ببداية افضل لهم..... "كل اللي حصل مبينا في الاول كان غصب عني....اللي حصل زمان منك مكنش قليل عليا ولا كان سهل اني اسامح فيه ....اعذريني زي مأنا هعذرك ونسى اللي عملتيه وللي قولتيه ليه زمان......مش طالب غير بداية جديدة بينا وانا اللي بطلبها بنفسي والمرادي بجد مش تمثلي...." حين طال صمتها ولم ترد.. مال على وجنتيها وقبلها بشفاه مبلله....وهو يقول بصوتٍ خافت.... "بحبك..... بحبك ومش عايز حد غيرك....." اغمضت عينيها بتعب وهي تستسلم لتلك الإرادة التي دفعتها بقوة لرمي نفسها داخل احضانه ودفن وجهها بعنقه وهي تقول بصوتٍ مرهق من شدة الأحزان المداهمه علاقتهم منذ الوهلة الأولى لهم... "وانا كمان بحبك ياعمرو......بحبك..... " برغم ان الدموع كانت أقوى ايقاع في تلك الليلة ولكن المشاعر والمصارحة كانت تعزف لحنها الخاص .... لم تكن ليلة كئيبة كما يظن من يطوف على كلماتي بل كانت ليلة تحمل الحب والبدايات المبشرة لجزء كنا نتلهف إليه.......أذن فقد صدقت عبارة (لكل وقتاً أذان) أترك الوقت يطيب الجراح.... امهل الوقت يقربنا......حارب لأجل من تحب حتى ان كُنت ستحارب الماضي واشباح الفراق ؟!...... من سيظل يطرق على باب الماضي ربما يضيع المستقبل من بين يداه بدون ان يلاحظ ؟!.... الوقت كفيل بكل شيء تذكر هذا ؟!.... ______________________________________ بعد مرور يومان هبطت على السلالم وهي ترتدي بنطال رمادي عليه كنزة بيضاء بنصف كوم يزين الكنزة حرف A بنفس اللون الرمادي الامع..... كانت تطلق شعرها بحرية على ظهرها و تعلق فوقه نظارتها السوادء.....تضع بعضاً من الزينة الرقيقة.... اتت عينيها ببنيتان يلتهمان تفصيلها بشوق....ابتسمت بنعومة وهي تتقدم منه..... "أخيراً نزلتي.....اتأخرنا على معاد الطيارة....."مسك يدها وقربها منه فرفعت هي عينيها عليه بصدمة وعقبت.... "بجد اتاخرنا....هي الساعة كام....."كانت سترفع معصمها حتى تتأكد من الوقت ولكنه منعها وهو يبتسم بجذابية..... "متأخرناش بهزر مبتصدقي......" إبتسمت بحرج وهي ترفع عينيها على والدتها التي كانت واقفه بجوار عمرو تودعه باعين باكيه.... عانق عمرو والدتها وهو يقول بلطف .... "اللي يشوفك يامرات عمي وانتي بتعيطي كده يقولي اني هخطفها منك....دا كل شهر ورجعين يعني......منها شغل ومنها فسحه......تحبي تيجي تتفسحي معانا... هوريكي فرنسا حته حت....ها تيجي وتبقي مع وعد الشهر ده....." ابتعدت عنه نادية وهي ترد عليه برفض للفكره... "مش لدرجادي....روحو أنتو ومبسطو بس ابقي رني عليا ياوعد كل يوم أوعي تنسي تطمنيني عليكي......" اقتربت منها وعد والقت نفسها داخل احضانها وهي تقول بوداعة وحنان.... "حاضر ياماما... انتي عارفه اني مقدرش اعدي يوم من غير ما سمع في صوتك..... هتوحشيني اوي ياماما...." قالت نادية وهي تربت على كتف ابنتها.... "وانتي كمان.... خدي بالك من نفسك ومن جوزك... وبقي تقلي هدومك انتي وعمرو لم تروحو هناك...انا اسمع ان البلاد دي بتبقى سقعه....." إبتسمت وعد بإستياء... "حاضر.......متقلقيش...." خرجت من احضان والدتها ووقفت بجوار عمرو الذي وضع يده على خصرها سريعاً بتملك واشتياق... همست له بتسأل.... "هي هند في الشغل....." أومأ لها بهدوء مطت شفتيها وهي تقول بحزن.... "خسارة كان نفسي اسلم عليها....." همس في اذنيها بمداعبة... "احنا مش مهجرين كلها شهر وهنرجع....وطبعاً الشهر معاكي هيبقى يومين وهيخلص....." توردت وجنتها وهي تحاول كتم ضحكتها بصعوبة.... أبتسم بحب وهو يتأمل ملامحها المنيرة والمشعه بالحياة... لأول مرة يراها بهذا الاشراق والسعادة ليته اخبرها منذ زمن انه يعشقها ويريدها زوجته وام أولاده ليته أختار البداية الأجمل....سيعوضها ويعوض نفسه بالقرب والعشق !...... سمع صوت همهمات عمه الخشنة وهو يقترب منهم ويقف بجوار زوجته......قال ثروت بعد برهة برسمية... "خد بالك من نفسك ياعمرو ومن مراتك....."نظر بإتجاه وعد وهو يقول بجفاء.... "خدي بالك من نفسك ومن جوزك....." اومات وعد باقتضاب حزين وهو تنظر لعمرو فوجدته ينظر لها بل ويشير إليها بأن تقترب من والدها وتودعه.... ترددت بحرج ولكن نظرة عمرو لها حاسمة لا تقبل النقاش او التفكير اكثر في الأمر.... اقتربت وعد بخطوات مترددة نحوه نظر لها ثروت بحيرة وكان بارد الملامح كالصخرة القوية الصلبة أمامها سألها بصوته الوقور.... "في حاجه ياوعد....." إبتسمت وعد بصعوبة برغم من خفقات قلبها المتسارعة تردداً.... خطت اخر خطوة بينهم وحاولت ألقى نفسها داخل احضانه لاول مرة ولكن ثروت ابتعد عنها خطوتين للخلف وهو يقول بصوتٍ متذبذب.... "مع سلامة ياوعد......" دخل لغرفة مكتبه وتركها واقفه مكانها.....نظرت لمكانه الفارغ بقلبٍ يتجرع ألمًا ترقرقت الدموع بعينيها ببطء فوجدت من ييحيط خصرها بيده بحب ويجذبها إليه ليطبع قبلة على وجنتها... "انتي كويسه ياوعد.....انا كنت فاكر انه... " قاطعته وهي تلوي شفتيها بحسرة.... "وانا كمان كنت متوقعه رد فعل غير ده....." "اعذريه ياوعد يمكن لحد دلوقت مش عارف ازاي يتعامل معاكي صح......بعد كل البعد اللي بينكم....أديلو وقته.....وزي متفقنا هنعمل....مش كده....." إبتسمت امام وجهه بهدوء برغم من هالة الحزن المحيطة بوجهها الشاحب...... خرجت من القصر بعد ان ودعت والدتها للمرة الاخيرة صعدت السيارة بجواره في المقعد الخلفي..جذبها لاحضانه لتتوسد برأسها صدره وتشبك يدها بيده لتسمعه يتنهد براحه وهو يقول بمشاكسة.... "أخيراً خطفتك منهم......"قالت وهي داخل احضانه بنعومة "على فكره بقه انتَ على طول خطفني...." مط عمرو شفتيه وهو يقول بمراوغه.... "يسلام على التثبيت......جامد حبيبي في تثبيت...." شكت شفتيها ضحكة مشعه بسعادة.... شاركها الضحكه وهو يتنهد براحة فاخيراً رأى ضحكتها بعد ما حدث بداخل مع والدها... صعد السائق السيارة وانطلق بهم.... كانت تنظر دارين بغل وكره من شرفة غرفتها على سيارتهم التي تبتعد عن ابصارها سريعاً....دخلت وهي تشعر بفوارن من الدماء يغلي بدخلها.....ضربت على فخذيها وهي لا تعرف كيف تفرغ شحنة غضبها الان منهم وكيف تخمد نيران حقدها وتفسد تلك الزيحة......وتمتلك عمرو بعدها..... مسكت هاتفها وظلت تبحث به عن اهم ترندات (وعد ثروت الاباصيري....)وجدت من وسط البحث صورة لشخصاً ما بجوار وعد قرأت إسمه بشفاة تبتسم بشر خبيث.... "هشام عبدالله.... الزوج الأول لوعد الاباصيري... " ______________________________________ أقلعت الطائرة مسافرة لأحد البلاد الأوربية...... اسندت رأسها على كتفه وهي تقول بتنهيدة راحه... "تعرف ان دي أول مرة هسافر فيها مع حد....." سمعت نبرة صوته المنزعجه وهو يسألها.... "دا بجد؟... وامتى بقه سفرتي قبل كده لوحدك....." ردت عليها ببساطة..... "السنتين اللي فاته كُنت بسافر كتير عشان شغل الموديل كنت بصور في كذا حته برا مصر..... وكُنت ببقى طول الوقت لوحدي... " همهم بتفهم وهو يخبرها بهدوء... "مم فهمت.... بس من هنا ورايح تنسي موضوع السفر دا خالص وشغل الموديل كمان......هتشتغلي معايا في شركة لو حبى.... وتسافري معايا في المكان اللي انتي تطلبيه..... " همهمات بدون ان تعلق على شيء فهي لا تزال غير مقتنعة بنقطة التنازل عن عملها..... اتت عليهم مضيفة أجنبية وقالت بلطف...... "يرجو البقاء جالسين.... هل تريدون شيء شراب او طعاماً...." شكرتها وعد بهدوء.... اعادت المضيفة الجملة باهتمام زائد نحو عمرو.... "هل تريد شيءٍ سيدي...... السفر سياخذ ساعات.... على تود ان ارجع مقعدك للخلف قليلاً حتى تستريح أكثر........ام تريد ان أحضر لك شراباً بارداً... " هز عمرو رأسه بنفي وهو يبتسم لها بالباقة.... رفعت وعد حاجبيها بغيظ وهي تحدق في المضيفة التي لا تزال تتأمل زوحها باعجاب صارخ.... اخبرتها وعد بتهكم فظ.... "اظن ان هناك من بامس الحاجة لتلك المساعدات هي عزيزتي الكثيرون بانتظارك.... اذهبي...." تورد وجه المضيفة بالحرج وهي تومأ له ببعضاً من الضيق الخفي وهي تبتعد عنهم لترى باقي الركاب.... علق عمرو على الموقف بعدم رضا..... "اي طريقه دي ياوعد.... احرجتيها كدا ليه....على فكرة هي بتشوف شغلها... " توسعت اعين وعد وهي تنظر له بدهشة وقالت بتشنج..... "احرجتها كدا ليه... انتَ مش شايفها بتكلمك إزاي... واي ارجعلك الكرسي دي كمان .... احنا اول مره يعني نركب طيارة مش هنعرف نعمل الحاجات دي لوحدنا......دي واحده مش جايا تشوف شغلها دي وحده جايا تدلع وتخطف رجالة حلوة..... "برمت شفتيها باستهجان.... توسعت عينيه وهو يقول بمكر.... "رجالة حلوة..... هم فين دول الرجاله الحلوة...." نظر خلفه وامامه بمشاكسة.... لكزته في كتفه بضيق... "بتدور على إيه... مانتَ قدامي أهوه...." "بالله انا حلو؟....." بلعت ريقها بتوتر وهي تشيح وجهها بضيق.... "لا... البت هي اللي شايفه كده...." "مم.... وانتي شايفه إيه....." برمت شفتيها وقالت بإنكار... "شايف انك عادي يعني....." همس باذنيها بفحيح خبيث متوعداً... "يسلام... طب لم نروح بقه هوريكي اذا كُنت عادي ولا بالألوان....." إبتسمت وهي تبعد عينيها عنه بخجل.... بعد ساعات هبطت الطائرة في المطار.... خرجت وعد برفقته من خارج المطار فوجدت سيارة تنتظرهم على الطريق..... استلقت إياها بجوار عمرو في الخلف وكانت سيارة خاص بعمرو وسائق كذلك يعمل لديه منذ عامين.... نظرت من نافذت السيارة...التي تسير في مدينة بأريس حيثُ المباني الشاهقة التي تشعر انها خرجت من لوحة اثارية...... مطاعم وفنادق مرموقة بشكلٍ يسحر العين...حدائق عامة بديعة المظهر.... مدينة الرفاهية والازياء والمعالم الحضارية بأريس...... تحدثت وعد وهي تطلع من نافذة السيارة باعجاب... "تعرف ان دي اول مرة اروح فيها بأريس....انا سفرت كذا حتى برا مصر بس دي اول مرة أفكر انزل فيها فرنسا.....حلو اوي احلى ما بنشوفه في صور.... " ابتسم وهو يرد عليها.... "دي حلم كل عربي......واي سائح لازم يعدي عليها...... على العموم انا مش هفوت الشهر ده غير لم اوريكي كل حته فيها استعدي انتي بس عشان هنلف كتير....." "حمستني......"ضحكت ببهجه وهي تعود بعينيها لمشاهدة الطريق من جديد.....داعب شعرها باصابعه وهو يشاهد معها أماكن قد مل من رؤيتها بمفرده ولكن بجوارها كانها المرة الاولى الذي يطلع عليها !.... وصلت شقته والتي كانت في موقع يبهر وغير متوقع فقد كانت تطل على (برج إيفل) لن تنكر ان المسافة بعيدة بينهم.. ولكنها على اي حال تراه من تلك الشرفة الجميلة المزدهرة بالأزهار....إبتسمت وهي تمرر يدها على تلك الأزهار الناعمة طيبة الرائحة والتي تعطر المكان بربيع منعش..... وجدت يداه تحيط خصرها وقد مال عليها ووضع قبلة رقيقة على الوشمة الحمراء وهو يسألها بهدوء.... "عجبتك الشقة...." ردت عليه بحماس ولهفة لاول مرة.... "عجبتني اي دي تحفة ياعمرو ...دي احلى رحلة تطلعتها....تعرف بفكر كل فترة نقضي الاجازه هنا اي رأيك...." دفن وجهه بعنقها وهو يقول بمراوغه.... "طالما عيزاني اخطفك تاني مفيش مشكلة..." استدارت إليه وهي تقول بدلال.... "اخطفني زي مانتَ عايز بس اهم حاجه اجي هنا...." "طب تعالي عشان اخطفك....."جذبها من يدها لداخل غرفة نومهم..... سارت معه وهي تسأله باستفهام...... "اي ياعمرو....دخلنا جوا ليه...balcony(الشرفة) حلو اوي... " رد عليها بوقاحة.... "عارف انها حلوة.... بس بصراحة اللي انا عايزك فيه مينفعش في الـ.balcony." "امال ينفع فين....." رد بمكر.... "في اوضة النوم..." "اي ده انت عايز قلة آدب...."توردت وجنتيها وهي تسأله بغباء....رفع حاجبيه وهو يسألها بخبث.... "اي ده انتي اتفجأتي....."لكزته وفي كتفه بضيق... "عمرو...." ضمها إليه لتكن واقفه في احضانه قال بوقاحة... "بقولك اي ما تيجي اقولك ان كنت عادي ولا بالالوان....." "بطل قلة آدب......" عبث بازرار كنزتها وهو يقول بمكر.... "آدب؟... دا مصطلح مينفعش يضاف في الوقت ده خالص ياوعد....." حاولت منعه بدلال وهي تقول.... "عمرو بس بقه....." "بس انتي....."اكمل ما يفعله... فضحكت بقوة وهي تقول بحرارة مشاعر جياشه بسبب ما يفعله بها..... "بحبك......" لم يرد عليها وهو منشغل بي فك كنزتها من عليها... ضربته في كتفه وهي تقول بحنق... "الله...... انتَ مش سمعني ياعمرو بقولك بحبك... انت اي؟....." حملها على ذراعه فجأه فجعلها تشهق بصدمة ثم تعالت ضحكتها وهي تجده يقبل شفتيها بعمق واصرار ثم فصل القبلة وهو يقول بصوتٍ أجش.... "وانا بعشقك......" وضعها على الفراش وهو يعتليها... سألته بغلاسة زائدة منها..... "بتعشقني إزاي يعني....." "هقولك إزاي غمضي عينك....." امتثلت لأوامره واغمضت عينيها....لتجد لمسات وهمسات تذيب جسدها وتهلك كيانها بأكمله.... بل وترفع حرارة الرغبات والاشوق له اكثر من المعتاد.... ليست أول مرة يمارسون الحب لكن تلك اول مرة يغمرها بالعشق ويشعرها انها ملكة متوجة... بل انه اخبرها بافعاله انها سيدة قلبه والوحيدة القادرة على اثارة غرائزه... والمرأه الوحيدة التي تمتلك الفتنة والجمال الذي لا يضاهيه أحد سواها ولا يعرف اخراجه سواها..... ولا يسحره سواها فهي الاولى والاخيرة في العشق والعذاب هي ضراوة العشق وليس هناك اشد قوة من ضراوة عشقها عليه ؟!.... ....يتبع دهب عطية... الفصل السادس والعشرون من هنا |
رواية ضراوة العشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم دهب عطيه
تعليقات