رواية عشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم كنزة





رواية عشق الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم كنزة 






الحلقة الخامسه والعشرون من رواية #عشق
عنوان الحلقة: كان حبه رزقا من لين قلبها.

‏شخص واحد فقط سيمرُ فى حياتك ..
خطوط يديه تشبه خارطة وطنك ..
ما إنْ يسحب كفه من مصافحتك ..  
حتى تَشعر أنك في المنفى .."

القسم الأول:
غمرتها السعادة التي أهداها إياها هو، إنه العوض، كان ابتلاء لكن سبحان من جعل. مع كل ابتلاء فرج وعوض وفرح.
أمير: لا يظاهيك بشيء والآن عشقي افتحي الباب.
وضعت الوردة جانبا مع الرسالة لتتوجه لفتح الباب جدت صندوقا كبيرا باللون الابيض وعليه قصاصة بها كلمات ايضا.
أمير:ساقفل الآن حلوتي.
ريحان:أمير انتظر لحظة ما هذا؟
أمير:افتحيه ستعرفين ثم اقفل الخط دون أن يضيف شيء
ريحان:الوووو الو
تأكدت من أنه اقفل الخط لتضع الهاتف جانبا ثم حملت العلبة وادخلتها واقفلت الباب خلفها لتحمل تلك القصاصة وتقرأ" يقولون إن عروس نسيان اجملهم فهي ترمز إلى الحكمة والأمل والإخلاص لكن هذا كان قبل أن تخلق وتكبر عشق، أنت غيرت القوانين والمفاهيم، عروسي زهرة كل الفصول أن لامستها نسمات الهواء عطرت الأرض بعبيرها من أقصى الغرب لمشرقها،هي من تحلي الأبيض وليس الأبيض من يحليها.
سيدتي،شمسي،كوني، اريد الليلة ان نضع رؤوسنا على نفس الوسادة من الليلة إلى أن تفرقنا الموت.

نزلت لحظتها دمعة من مقلتيها لكنها كانت دمعة فرح لا حزن وابتهج قلب الجميلة فألف الفرح أخيرا وذهب عنه الحزن لتقوم حينها بفتح العلبة، نظرت داخلها لتجد بها فستان عروس فاتنا من القماش الفاخر، مطرز قليلا على الأكتاف وجزؤه العلوي من الدونتال لكنه محتشم بأكمام طويلة، كما تحب عشق تماما.

سحبته واحتضنته لصدرها وهي تبكي سعيدة،هنا رن جرس الباب فجاة،استجمعت نفسها ومسحت دموعها لتضع الفستان جانبا وتوجهت للباب وفتحته لتتفاجأ به واقفا أمامها،
نظر إليها بعيون لامعة تشع حبا لمعشوقته ليقول:اشتقت اليك يا عشق أمير.
 ابتهجت الروح لشقيقتها وتلألات مقلتيها الواسعتين،انه هو امامها، ذلك القلب الذي تعود النبض لمبسمه ازدادت دقاته اكثر لمجرد مجيء عطره صوبها، نظرت اليه بحب لتفتح ذراعيها سريعا وتركض إليه رامية جسدها بين يديه وضمته ضمته وكأن طفلها وحيدها عاد إلى ذراعيها بعد غربته.
بادلها حضنها لا بل اقوى من ذلك وكأنه غاب عن وطنه 40 سنة مما نعد وهو الآن قد عاد ليحتضن وطنه وتربته ويحتضنه الوطن بكل شبر منه.
بقيا كذلك دقائق لم يشئ أن يفصل لجوءها إليه بذراعيها،اخذ من طيب عطرها مدة ليتحدث بعد أن قدم لها الدفء الذي طلبته ليقول:لو كنت اعلم انني سؤكافء بحضن كهذا لابتعدت كل فينة وفينة.
فصلت حضنها اخيرا لتنظر إليه بعتب ثم حكت حاجبها كعادتها وتقول:أنا فقط يعني تأثرت قليلا لا شيء أكثر.
لامس وجنتها برفق وقال:لكن نبضات قلبك التي كانت تضرب صدري تقول غير ذلك.
ريحان:ها
ابتسم وهي تهرب منه بعيونها ليقول:ااعجبك.
ريحان:جميل جميل جدا حتى افضل مما كنت ارسم بخيالي اجمل من فساتين الاميرات.
أمير:لكن انت من سيجمله وليس هو انا متلهف جدا لرؤيتك الليلة به.
ريحان:رؤيتي بماذا؟
أمير:الفستان الابيض.
ريحان:ماذا يعني؟
أمير:اللية عرسنا الم تقرئي الورقة جيدا.
ريحان:ماذا؟
أمير:يعني انا لاجلك فقط والا كنت خطفتك وهربت لا اطيق الانتظار اكثر.
ريحان:الليلة الليلة انت متاكد.
أمير:نعم 
صرخت به : لا يمكن كيف ساجهز كيف.. لن اجهز حتما وبدأت بالتحرك يمينا وشمالا بهلع.
امسكها ليقول:اهدئي اهدئي لقد جهزت كل شيء كل شيء انت ستكونين الأميره التي تحضر آخرا بعد أن يتجهز كل شيء على أصوله والكل ينحني لها اجلالا.
ريحان:حتى لو لن يكفيني الوقت حتى الليل هناك أمور كثيرة يجب أن اجهزها اولا يعني حبكت أن تحدد الحفلة الليلة أمير؟
امسكها من خصرها وسحبها إليه فجأة ليقول:اهدئي ستكونين جاهزة خلال ساعة واحدة انا متاكد.
حركت رأسها بقربه بدلع لتقول:حسنا هدأت.
نظر إليها وهو يرفع رأسها إليه ليقول:اريد شيء.
اماءت براسها وهي خجلة: أن ماذا؟
أمير:اريد قهوة.
ابتسمت لتقول:بسائل غسيل الأواني أو بماء الكلور 
أمير:هذه النكهات جديدة؟
ريحان:يعني وخاصة ايضا وغالية لعلمك
أمير:بسائل الغسيل بسم بأي شيء من يديك يكون بلسما.
ريحان:حسنا لندخل وساحضر لك.
استدارت ليعيدها إليه فجأة ويقول:لكن اريد شيء قبلها.
ريحان:ماهو؟
أمير:ترياقي.
ليقترب من شفتيها قليلا بينما هي كانت خجلة تفكر كيف تفلت منه لكن لم تستطع وقد تمكن من عشقه وقبلها.
لم تخجل النجلاء وشاركته قبلته بكل حب ليفصلاها بعد حين،ابتعدت عنه قليلا لكنه عاد واقترب ليهمس باذنها: الآن أريد قهوتي
اعتدلت قليلا ونظرت بعمق عينيه لتاخذ نفسا عميقا ثم قالت: آ شيء لنشرب قهوة ونتناقش بأمر الحفلة إذا ثم استدارت هربا منه.
نظر إليها وابتسم ليمسك يدها سريعا ويقول:لنشرب قهوتنا اذا.
تقدم خطوات ويده بيدها لكن الخالة كعادتها نادت عليهما.
نظر أمير لريحان ليقول: ضاعت قهوتي مجددا.
الخالة:أمير اتيت اذا وانا التي كنت انتظرك بالداخل.
أمير لريحان: ييدو أنني سأشل قبل شرب قهوتك.
وضعت يدها على شفتيه سريعا لتقول:هشش لا سمح الله.
تقدمت الخالة منهما لتقول:ماذا تفعل هنا امير؟
أمير:ماذا افعل؟
الخالة:انا من سألك؟
أمير:عند زوجتي أو خطيبتي والله ما عدت افهم بما أناديها.
الخالة:الا تعرف أنه يمنع على العريس رؤية العروس قبل ليلة الزفاف.
أمير:واين الإشكال الليلة الحفلة.
الخالة:اي ليلة هذه.
أمير:الليلة وكل شيء جاهز حتى المعازيم لا تشغلي بالا لشيء.
الخالة:اي ليلة واي حفلة انسيت أنه يوجد حنة قبل العرس وتحضيرات اخرى؟
نظر ريحان وامير لبعضهما ليتحدثا دهشين:حنة؟؟؟
ريحان:حنة ماذا؟
الخالة:حنتك ياغبية انسيتي؟
ريحان:لم يخبرني أحد اصلا حتى انسى.
أمير:سلطانتي قلت خطبة وفعلنا عاقبتني ورضينا، يعني بالوقت الذي أعد فيه الثواني لاجتمع بزوجتي انت تماطلين والله اخطفها واهرب ها؟وافعلها انا مجنون.
ريحان مبتسمة: وأنا لا أظمنه خالتي
الخالة:افعلها إن استطعت غبي تظن أن كل شيء ستحصل عليه بسهولة،هيهات هيهات يا ابن حكمت، هناك حنة للعروس وحفلة توديع عزوبية للعريس وامور كثيرة قبل حفلة الزفاف وخلال كل هذا انت يمنع عليك رؤيتها.
ريحان:لندخل للداخل ونتحدث لم نحن واقفون هنا؟
الخالة:لا، يمنع عليه دخول بيتك حتى ليلة الزفاف.
أمير بضيق:ياصبر ياصبر.
الخالة:وانت انسيت أن لديك حفل توزيع عزوبية؟
أمير:حفل توديع عزوبية؟جميل احببت الفكرة
نظرت ريحان إليه دهشة لتقول في نفسها(حفل توديع عزوبية يعني شباب وسهر ومياعة وراقصة لا يمكن لا يمكن)ثم قالت:اي عزوبية ياخالة المهندس متزوج متزوج شرعا وقانونا انسيتي وهاو الخاتم بيده.
أمير:يعني لك الحق في الحنة وليس لدي حق في حفلتي؟
الخالة:اخرسي انتِ، لقد جهز محمد كل شيء مساء سيتصل بك.
ريحان:الله الله ومن اين ظهرت فكرة حفلة توديع العزوبية هذه؟لا لن يذهب.
أمير مبتسما:اعزميني على حفلة الحنة ولن اذهب
ريحان:يا محدود الذكاء الحفلة للنساء فقط ماذا ستفعل وسطنا ها؟امسكيني ياخالة والا سأخنقه.
الخالة:لا لن أمسكك هيا اخنق__يه هو يموت وأنت ادخلي الس*جن كي ارتاح منكما.
أمير:اتأملك هكذا وانت تضعين الحنة، لم احضر حفل حنة بحياتي.
ريحان:لا تتغابى الحنة للنساااااااء، ممنوع دخول الرجال
أمير: وحفلتي للرجال فقط وممنوع اقتراب النساء إلا للرقص وهذا طبعا لن يحدث، أستغفر الله، اذا تعادلنا.
الخالة:هششش انت وهي اسمع انصرف وانت للداخل لدينا اشغال.
أمير بضيق: حاضر
مشا خطوات لتقول ريحان اذا توديع عزوبية وهو متزوج احمق.
التفت فجأة ليعيد الاقتراب ثم قال مبتسما: عشق!
ابتهجت واتسعت عيونها وضمت يديها راجية ثم قالت بفرح:نعم، غيرت رأيك صحيح؟ كنت متأكدة انك لن تذهب كنت متاكدة.
أمير:لا سأذهب،.فقط وددت أن أقول لقد التقيت بتوبة منذ قليل وتبعث لك سلامها وتتمنى لك السعادة،
زفرت بضيق ورددت بغضب:توبة اذا؟
أمير:ماذا لو تعزمينها على حفلتك جبر خاطر لا اكثر.
الخالة:توبة من؟
ريحان:ما دخلك يا حنون ثم إن توبة لا تقربنا اصلا.
أمير:تؤ تؤ مع انها تحبك.
الخالة مرة أخرى:من توبة؟؟؟؟؟؟
ريحان:احبتك معزة.
أمير:حرام عليك تريدين أن تحبني معزة كي تلاحقني من مكان لمكان وتفضحين انت؟
ريحان:سأصاب بالحول بسببك انصرف.
اقترب ليسحب خصلات من شعرها ويضرب بها وجهها ضاحكا ليقول:نلتقي غدا حلوتي يجب أن اجهز نفسي للحفلة منذ الآن.
ريحان:يوووه 
الخالة:لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم صبرا جميلا يارب،اسمعا حين ترزقان باطفال ساتطوع واربيهم انا تمام لن اتركهم لكما، وأخبراني من توبة هذه؟
أمير:سيكون هناك الكثير
ريحان:اصرفيه يا خالة والا سارتكب ج*ريمة.
رفع أمير يديه ليقول:ذهبت ذهبت اصلا لدي وقت قليل لحفلتي وداعا يا ريحان
ريحان:بغل
أمير:قردة
انصرف أمير يتمالك ضحكته ليأخذ السيارة التي أتى بها ويتوجه للفندق وقد اتصل به محمد بطريقه ليخبره عن تفاصيل الحفلة.
دخلت ريحان والخالة البيت لتريها الفستان الجميل الذي أحضره امير،كانت سعيدة وهي تحمله بين يدها وتجربه فوق ملابسها مبتهجة كالأطفال، نظرت إليها الخالة وقد ادمعت عيناها لتقول:كبرت صغيرتي وأصبحت عروسنا انا محظوظة لانني عشت هذا اليوم.
نظرت اليها ريحان وقد امتلأت مُقلتيها دمعا لتقول:سأبكي 
الخالة:تريدين سببا للبكاء تعالي هيا وابكي بحضني.
احتضنتها ريحان وباشرت بالبكاء لتردد بصوت أجش: تمنيتها معي، ولو حتى عمتي لكن شاء الخالق أن أحرم منهما.
الخالة:لكن لديك امير،انه يعشقك ويطلب رضاك فقط، هو مستعد أن يواجه كل شيء لأجلك.
شدت على حضن الخالة وهي تبكي لتقول:أنه كل شيء جميل في دنياي لكن أخاف أن اخسره يوما.
الخالة:قومي يا بومة وإياك والتشاؤم هيا يكفي لدينا تحضيرات حنة من هنا حتى المساء ويجب أن تجربي الفستان الاحمر.
ريحان:احمر!ولم الاحمر؟
الخالة:انسيت أن الاحمر ضرورة حتمية بحفلة الحنة؟ام انك أصبت بداء الغباء؟
ريحان:لم لا نجعله اسودا مما يشتكي الاسود؟
الخالة:لا ستلبسينه احمرا.
ريحان:لكن انا اعاني من فوبيا اللون الاحمر.
الخالة:الله الله انا اعرف ان هناك من يعاني فوبيا الاماكن الضيقة، العالية، الحشرات، لكن اللون الاحمر؟ لم اسمعها قبلا ولم أكن أعلم حتى على حد علمي كنت تحبينه.
ريحان مبتسمة:وما عدت كذلك.
الخالة:هيا هيا قومي من مكانك ولنذهب للبيت قال اسودا قال غبية، ماهذا الفأل السيء؟ستلبسين احمرا رغما عن انفك وان اعترضت رفضت هذا الزواج كله.
ريحان:لكنني زوجته.
الخالة:ايجب أن تذكريني كل حين أنك زوجته المصون؟ فهمت.
واصلها حتى ملك حشاشتها وما بعد وصاله إلا سعادة، ما عادت عشق تشاطر شلالات نياغرا في الدموع، ما عادت ترى ذلك الشبح الذي لاحق منذ طفولتها.

توجهتا بعدها لبيت الخالة لتجهيز أمور الحنة وبوقتها لم تتوقف ريحان للحظة عن اقناع الخالة بأن لا يكون ثوب الحنة احمرا لكن الأخرى كانت معاندة ورفضت أن تغير العادات وتستعمل غير لون للجنة.
مضى وقت على ذلك كان جسد ريحان في التحضيرات اما قلبها وعقلها فقد كان عند أمير سائر الوقت، فكرت وفكرت لكن لم تستطع التحمل اكثر بالاخص أنه منذ أن غادر لم يتصل، أمسكت هاتفها لتقول:لاتصل به لكن ما ان اتصلت حتى وجدت الخط مشغولا فنظرت لهاتفها متذمرة ورردت: من يكلم يا ترى؟من المؤكد أنهم يعلمون بعضهم بعضا وهذا يدعو ذاك، طبعا الثعالب تجتمع في كل فرصة اتيحت لها وتلقي ما ضفرت به من صيد، مجموعة حمقى.
ثم وضعت هاتفها جانبا لتعيد حمله وتقول:أو ربما يكلم توبة ويدعوها لحفلة عرسنا؟ ومن يدري تلك اللاسق لا تترك أي فرصة للتقرب من رجل، لحظة، ومن اين له برقمها؟لكنه التقاها صباحا، لربما أعطته له باي حجة تلك الفتاة اعرفها، اف اف أمير.
أما هو ففي تلك اللحظة يحادث والدته عبر الهاتف راجيا قدومها، تحدث بعد أن سلم واطمأن على حالها قائلا:ستأتين صحيح؟
جافيدان:لا أستطيع بني، يكفي والدك واخوتك.
أمير:امي إنه عرس ابنك الأكبر، كيف يمكنك أن تكوني قاسية لدرجة الرفض لمجرد انك لا تحبين من تزوجها؟
جافيدان:اخبرتك واقررت، انا لن اعتبرها زوجتك مهما صنعت وأيضا انتما متزوجان قبلا، اي عرس هذا تتحدث عنه انت؟
أمير:سيسير كل شيء حسب أصوله ولعلمك انت تظلمينني وتظلمينها وانا آسف لن اوافقك بهذا، وافقت قبلا بنازلي ومشيت تحت طوعك ورأيت النتيجة، الآن قلبي وعقلي اختارا معا وانا لا أريد غيرها.
جافيدان:اصنع ما شئت إذا.
أمير:شكرا ثم اقفل الخط.

كانت الجميلة تروح وتجيء تفكر به وماذا يصنع وكيف سيستعد لتلك ما تسمى حفلة لتمسك هاتفها ثانية لكن هذه المرة اتصلت بمحمد ليجيب وما أن فعل حتى قالت:اسمع
محمد:سمعت خير يارب.
ريحان:من أين خطر على بالك حفل توديع العزوبية هذا؟
محمد:مفاجأة لصهري.
ريحان:الله الله صهرك متزوج
محمد:نحن نمشي حسب الأصول
ريحان:اين ستكون الحفلة؟؟ها؟؟
محمد:لن اخبرك
ريحان:هكذا اذا؟
محمد:أوامر أمير
ريحان:طبعا ومن غيره يفعلها، ايضا أريد أن أعرف شيء.
محمد:خير اسرعي عندي عمل اف ثرثارة.
ريحان:احمق انت ومن ستفاجؤه أضف لمعلوماتك،اخبرني هل ستحضرون يعني شيء هل ستحضرون راقصة
محمد مقهقها: احتمال وارد.
ريحان مندهشة:ياصبر ياصبر، طبع الرجال، غير ذلك هيا قر واعترف.
محمد:امور تخص الشباب ما دخلك انصرفي يا قردة.
ريحان:لا ستقول كل شيء والآن والا...
محمد:والا ماذا؟
ريحان:والا ساغضب.
محمد ضاحكا:اذا اغضبي بااااي، ثم اقفل الخط بوجهها.
نظرت الهاتف دهشة لتقول:يييه اقفل بوجهي الوووو والله اقفل بوجهي الوقح ستحاسب لاحقا لا بأس يقولون الاخ سند لكن انت اف اف لكن لم انا متوترة ليذهبوا الى الجحيم ما شئني بهم،ثم خرجت من الغرفة لتعود للخالة وتعود لمساعدتها لكن التوتر كان باد على ملامحها.
قطعت الخالة شرودها لتقول:مابك؟ام انك خائفة من العرس وما إلى ذلك؟هااي انت يا عاشقة لا حول ولا قوه الا بالله
ريحان: ماذا؟
الخالة:لا شيء لم اقل شيء.
ريحان:آ، أردت شيء سلطانة؟
الخالة:خير.
ريحان:عندي عمل ضروري سأعود لاحقا، ثم انصرفت بسرعة ولم تعقب.
الخالة:هاي يا ابنتي، إلى أين؟ تعالي.
أشارت بيدها قائلة:ساعود ساعود.
خرجت سريعا وأخذت سيارة أجرة لتتوجه مباشرة للفندق لرؤيته وماذا يصنع فقد هزمها فضولا ولم يعد بمقدورها التحمل اكثر.
وصلت للفندق ونزلت لتسأل عن رقم غرفته ثم توجهت صوبها مباشرة.
وصلت عند الباب وترددت في طرقه في بادئ الأمر لكنها تشجعت ورفعت يدها وطرقته.
تاخر قليلا لتعيد طرق الباب وتقرب اذنها تسترق السمع ثم قالت:اووه ماذا يفعل لم تاخر؟ لقد أخبرني موظف الاستقبال أنه هنا، ليفتح الباب لحظتها فدخلت مندفعة حتى كادت تقع لكنه امسكها قبل أن تقع لتقول:بسم الله.
نظر إليها ليقول:عشق؟
رفعت راسها متحدثة بجدية:كدت توقعني يا... لكن لجم لسانها لحظتها حين نظرت اليه فقد يرتدي قميصه لكنه لم يقفل ازراره بعد، يجهز نفسه للخروج.
انزلت رأسها خجلة لتقول:‌آسفة
أمير:لم تتاسفين ماذا حدث عشق؟ لينتبه انها خجلة من مظهره.
كانت تنزل بصرها عنه وقد اشتعلت وجنتاها حمرة كعادتها لتذهب ما تركت به من عقل،ابتسم بمكر بينما هي واقفة عند مدخل الغرفة مكانها ليسحبها من يدها سريعا ويقول:تعالي.
باغتها وأقفل الباب سريعا.
اتسعت عيونها وهي تنظر إليه لتقول بصوت متقطع:انا...يعني....(ياربي ما هذه الورطة)؟ سانتظرك.....سانتظرك بالاسفل امير ثم استدارت للهرب سريعا، لكنه اسرع وامسك بيدها حين وضعتها عند قفل الباب واقترب منها، استدارت لتجد نفسها بصدره تماما، تجمدت مكانها وسكتت وما استطاعت مجابهة عيونه.
كان قلبها يخفق بشدو تحاول تحاشي ضرباته في صدرها لكنه فضحها وأتى لمسمعه، أما هو فقربها منه يجعله يهيم بها أكثر.
نظرت إلى عيونه اخيرا وتحدثت بصوت خفيض قائلة:لقد اتيت....لاجل ثم سكتت فلم تتمكن حتى من اخراح كلماتها.
لايزال يضمها بتلك الطريقة مستمتعا بخجلها ليقول يهمس:انت ماذا؟
ريحان:أمير رجلاء يكفي لا يمكنني.
ابستم قائلا: مابك؟ وماذا لا يمكنك؟
كان لكنه زاد عشقه لتلك القرمزية التي بين يديه حلالا،حاول تمالك نفسه لكنه لم يستطع فمجرد قربها اقلبه كليا ليباشر فاقترب منها يرسم قبلة رقيقة على شفتيها تملكها كليا بها، ليقترب من اذنها ويهمس:فليحترق كل شيء يجعلني انتظر قربك واتعذب اكثر، أريد أن الغي كل شيء اللحظة وآخذك بين ذراعي واضمك دون أن اتركك لحظة ولتذهب العادات والتقاليد للجحيم، علَ نيران فؤادي الملتهب تنطفئ وروحي تطمئن، لكن سيكون كل شيء كما ترغب وتريد تتمنى اميرتي.
ردت بصوت خفيض حررت به كلمات من شفتيها بعد حين:وانت الا تريد ذلك ايضا...؟
أمير:انا اريدك انت فقط، اريد نبضك، بريق مقلتيك، مبسمك، ضحكاتك، دموعك، رائحتك، جنونك، ضعفك، قوتك، غضبك، خجلك اريد كل شيء اريده بجشع،انا فيك يبلغ الطمع عندي منتهاه، كل شيء منك اريده، ماذا صنعت بي عشق؟كيف استطعت تملك أمير الصعب العصبي الذي لا يلين؟ انا اقر أن الحب يصنع المعجزات حقا.
  استطاعت أخيرا التحايل على رغبتها بقربه وتدارك نفسها وفتحت عيونها المغمضتين لتقابل عيونه وتقول:هل يمكننا التحدث قليلا أمير؟
رفع نفسه عنها اخيرا ليقول:تعالي حبيبتي.
توجه للداخل وأقفل أزرار قميصه ثم جلس بجانبها.
كانت لاتزال محمرة خجلة ترتجف لفعلته بها، تهرب من النظر بعيونه، اقترب اكثر ليقول:ماذا هناك عشق؟ اسمعك.
ريحان:اتيت لاقول يعني ثم حكت رقبتها وهو لا يزال يتاملها لتكمل:يكفي أمير لا تنظر هكذا رجاء
أمير:وكيف انظر؟
ريحان:لا اعلم لكن انت تربكني حين تنظر بهذه الطريقة.
ابتسم وايقترب منها أكثر وضمها قائلا:تعالي هكذا وتحدثي.
ريحان:مممممم هل انت غاضب من فعلة الخالة؟
يعني بدل حفل العرس نماطل اكثر وننشغل بمثل هكذا اشياء يعني حنة وحفل عزوبية، أشياء لا معنى لها حتى.
أمير في نفسه:(ياكاذبة اعلم ان الفضول هو من احضرك)
ابتسمت وردت:يعني لست غاضبا لكن حزنت في الوقت الذي جهزت به نفسي على انني سانام معك على نفس الوسادة الليلة تأتي هي بفكرة حنة ولا أدري ماذا.
ريحان:لا تحزن كلها ليلة فقط.
أمير:الف ليلة بالنسبة لي كيف ستمر لا أعرف.
ريحان؛لا بأس لنطاوعها قليلا فبالنهاية نحن متزوجان بشكل رسمي وكل هذه شكليات لا تسمن ولا تغني من جوع.
أمير:لا ليست كذلك،انها امنيات عشقي وانا سعيد بتحقيقها،وسأفني عمري بتحقيق كل ما تتمنين وتطلبين.
تاملته قليلا لتتحدث فرحة:شكرا.
ضمها إليه اكثر وهو يداعب خصلات شعرها ثم قبل رأسها بعمق قائلا: لا تشكريني فأنت تستحقين سأفعل كل شيء كي لا تبكي عيونك وأعوضك.
بقيت مستمتعة بحركته مطولا لم يحسا بأن الوقت يمضي سريعا وهما مجتمعات ليقول بعد حين:ما رأيك ان نغلق على انفسنا هنا ونلغي فكرة العرس والحنة كلها؟
فزعت وتحركت من حضنه لتقول:يييه الحنة والخالة ياربي ستفرمني نسيت.
أمير:مابك؟ اهدئي.
ريحان:حسنا ساذهب الآن أمير.
امير:سأوصلك
ريحان:لا انت تجهز كي تذهب لحفلتك المملة تلك التي لا يوجد بها غير الشباب المملين، وانا ساذهب لحفلتي سنحتفل ونرقص ونغني وكل شيء.
أمير:من قال إنها للشباب فقط؟
ريحان بجدية:ما قصدك؟
أمير:قد يحضر كبار في السن ايضا.
ضحكت وردت: اها جميل والآن الى اللقاء زوجي قرة عيني.
قام من مكانه ولحق بها سريعا ليمسكها ويقول:اوصلك اولا 
فكرت قليلا لتقول:حسنا لا بأس.
خرجا معا وتوجها بالسيارة لبيت الخالة.
كانا طوال مسافة الطريق يتحدثان بينما ريحان تحاول سحب الكلام منه لتعرف تفاصيل حفلته لكنه أبى أن يدلي لها بشيء واحد ولو بسيطا.
وصلا بالقرب من المنزل لتقرر النزول مباشرة بعد أن قالت:نلتقي.
لكن ما ان حركت قفل باب السيارة حتى وجدته لا يفتح معها،نظرت إليه باستفهام؟
ليقول:الا يفتح؟
ريحان:لا 
أمير:كيف؟ مع أنه فتح منذ قليل لأري..
اقترب منها لكنه على غفلة منها قبل وجنتها بحب ورفع رأسه مبتسما،نظرت إليه لتعود لخجلتها ثانية دون التلفظ بحرف بقيت تحدق به لحظات ثم ابتسمت لتفتح باب السيارة حينها وتنصرف مباشرة وهو لا يزال يحدق بها.
لقد احترفت النجلاء سرقة السعادة، كل ما قابلته تأخذ حفنة من أحاسيس دافئة تغنيها عن كل الأسى الذي أصاب قلبها بالعلة فأرداه شيخا، من نهر الحب الذي أعطاها أميرها ارتشفت فعاد القلب لشاببه.

مر وقت بعدها...
كانت بغرفتها جالسة على طرف سريرها تفكر به لحظتها وبما يفعل مع الشباب كانت تتآكل غيضا لمخالفتها وذهابه،تنظر لهاتفها عله يتصل أو يرسل برسالة لكنه ما فعل.





القسم الثاني:

هدأت من روعها قليلا لتأخذ نفسها عميقا وتقول:يكفي لا تتوتري ولا تبالغي هو زوجك بالنهاية اهدئي.
كان فستان حفل الحنة الاحمر بجانبها،كانت نظرت 
إليه مترددة اتلبسه ام لا بينما الفتياتخارجا والخالات هناك تحتفلن.
فكرت وفكرت لتقف بعد حين وتقول:لا لن اسمح للأحمر بافساد فرحتي، سأنهي تلك اللعنة ودون تعاويذ حتى، يكفيني ثقة بالله وحب أمير، ثم إن كل شيء قد تغير وما عاد كما كان، أنا الآن قوية سعيدة، عاشقة، حالمة، هو أُنسي وأماني، هو سكينتي وهدوئي، لا الاحمر ولا كل الالوان ستتمكن مني.
ارتدته أخيرا وخرجت بخطا مثاقلة تقود جسدها ما هي تعلم أتحزن بالأحمر الذي دخل عالمها على حين غرة وكسر الجمال الذي بداخلها وكل اللطف والود، وترك بجسدها ندبات لا تطبب ولو بحثت عن الدواء بكل بقاع الأرض، أم تسر لأنه الفال الحسن الذي سيجمعها بمحبوبها،كانت تمشي وهي تدور بدوامة كل ذكرياتها الجميل منها والحزين، وما أن لمحتها عائشة حتى أسرعت ناحيتها لتقترب وتقوم بتقبيل جبينها قائلة بعين دامعة:
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير. اللهم أتم الستر عليهما، أسأل المولى عز وجل لك التوفيق والسعادة وأن يجعل زواجك زواجاً مباركاً طفلتي وأن يوفقك ويسعدك في حياتك ويرزقك الذرية الصالحة اللهم الف بين قلبيهما واكرمهما بالمودة والرحمة من فضل الكريم.
همست هي: آمين
ثم رفعت الخالة الوشاح الاحمر ووضعته على رأسها لتقول:هكذا اكتمل القمر.
اجلسوها على كرسي وسطهم وبدؤوا بالالتفاف حولها والغناء، حينها نست كل شيء اسود وابتهجت وسرت، اكملو غناءهم ورقصهم وسعادتهم بعروسهم الجميلة ابنة قريتهم النجلاء عشق.
حان بعد لحظات وقت الحنة، توقفت الفتيات والخالات اللواتي حضرن الحنة عن الرقص والغناء والتففن حولها لتباشر الخالة في غناء اغنية شعبية، من اول حرف نطقت به باشرت هي بالبكاء وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة، كانت دموعها شلالا ينزل دون توقف، تذكرت حينها والديها كانت ترى نفسها وهي طفلة تلاعب امها وتهرب من والدها، رأت نفسها وهي تركض خلف حيوانات قريتها مبتهجة، رأت نفسها وهي تضم والدتها والأخرى تلعب بشعرها وتقول:ستكون طفلتي حين تكبر اجمل عروس وساحتفل بها أسبوعا بحاله نهاره بلياليه، وساعزم كل من بالقرية ليحضروا عرس عشق الجميلة، وساأرى احفادي واسعد بهم والاعبهم.
اشتد بكاؤها اكثر واكثر وهي تمر بين تلك الذكريات بثوب الحنة الاحمر تمد يدها تكاد تلامس وجنة امها لكن فجأة تختفي من امامها لتردد بهمس:ليتك كنت معي حبيبتي، إنه يوم حنتي،حين كنت اقول امي ضعي لي حنة كالعرائس كنت تجيبينني لا تستعجلي طفلتي سأتي دورك واضعها لك بيدي وأنت عروس وهاو اليوم أتى، العروس هنا والحنة أيضا لكن انت لست هنا.
تحدثت الخالة بهمس تعي أنها في حزنها تلاطم نفسها لتقول:مدي يدك حلوتي.
مدت يدها لوضع الحنة وهي لا ترى شيء حولها لكنها أحست بدفئ اليد التي وضعت يدها بها، وضعت بيدها شيء من الحنة ثم سمعت صوته فجأة حين قال:يكفي بكاء، أنا هنا.
تفاجات لسماع صوته لتقول:أمير!
رد هو :نعم أمير سندك، والدك، شقيقك، طفلك، حبيبك، كل شيء بدنياك، اي شيء شئت سأكون بشرط واحد،ثم رفع الوشاح عنها ليضيف:لا اريد دمعا اريد فقط ضحكاتك،اريد عشق بهجتي، عشق امنياتي، عشق هدوئي،عشق جنوني، عشق، هبة خالقي.
نظرت اليه بحب لتميئ بالإيجاب وهي لا تزال تبكي.
اقترب اكثر ومسح دموعها التي كانت تنزل متتالية كجريان الماء ليقول:سبحان من جعلك صاحبتي التي تؤويني.
ثم وقف ليقوم بضمها لصدره تركها تكمل ذرف دموعها اكثر.
بقي مدة واقفا وهي تحتضنه، بكت وبكت وتحدث وقالت ما شاءت أن تقول وتخرجه من فؤادها لتنتبه بعد حين أنه واقف مكانه لم يتحرك.
اعتدلت ومسحت دمعها لينظر إليها مبتسما ويقول:هل ارتحت؟
ريحان بصوت خفيض:كثيرا، ثم التفتت هنا وهناك لتنتبه أن لا احد هناك لتقول:اين المعازيم؟
أمير:خرجوا منذ ساعة تقريبا.
ريحان: كيف؟ لم احس لشيء.
أمير:أنا طلبت منهم ذلك.
ريحان:لمَ؟وايضا حفلتك ألم تكن هناك؟
أمير ضاحكا: أي حفلة هذه؟ كلها نصف ساعة التقينا بها تعرفت على شباب قريتك وانصرفت آتيا إل هنا، إليك
سكتت قليلا تناظره بغضب مصطنع ثم أضافت: ممممم، جيد، سعني انه لا توجد راقصة ووو.... يعني هكذا اشياء الشباب و يعني هكذا.
ضحك مقهقها حتى ظهرت نواجذه ثم قال:لا، لا توجد.راقصة ولا شيء آخر يعني، لا يوجد إلا شيء واحد صادق من بين كل هذا.
نظرت إليه مستفهة؟
ليوقفها من مكانها ثم وضع يدها على قلبه وتنهد بعمق لينظر بعمق مُقلتيها ويقول:اتحسين بنبضه..؟
اومأت بالإيجاب
أمير:إنه ينبض بك و لأجلك فقط، عشقك هو الحقيقة المطلقة وقانوني الذي أؤمن به ولا أنحاز عنه، وما يكون بعده فهو اوهام.
نظرت اليه لتمتلء عيونها دمعا ثانية ثم مسحت موضع قلبه لتقول:أنه اعظم هبة منحت لي، إن الله يحبني حقا ليعطيني حبه، سبحان من حين يعوض يدهش حقا من كان يتخيل أن أعيش لحظات كهذه ثم اقتربت ووضعت رأسها بصدره لتكمل:شعور يجتاحني لا يمكنني وصفه، شكرا لأنك جعلتني اعيش سعادة كهذه، شكرا لوجودك أنت لا ادري حقا ما أقول لكنك جعلت مني أسعد نساء الكون شكرا شكرا.
سكت حينها عن النطق بالكلمات واكتف بضمها لصدره اكثر بينما هي فقد شدت ضهره اكثر لتحس بنبض قلبه الذي تضع راسها عنده إنه العشق الذي رزقهما الله داخل قلب كل واحد
بقيا كذلك قليلا لتعتدل بعد حين وهي تنظر إليه مبتسمة.
مسح على رأسها ولامس اطراف شعرها المنسدل ليقول:اتمنى من الله أن يلهمني صبرا جميلا كي اتحمل غيابك عني هذه الليلة.
ردت لتقول:غدا في نفس التوقيت سنكون معا ان شاء الله
أمير:لآخر العمر.
ريحان:لآخر العمر.
ليعيد ضمها إليه والأخذ من عطرها اكثر.
أخذت بعدها تتحرك بين ذراعيه بغنج بعد أن اطال احتضانها ليفك وثاقها اخيرا عن ذراعيه وهو ينظر مبتسما.
ريحان:آ.....ثم حكت حاجبها كعادتها لتقول:ساغير ثيابي واعود
مشت قليلا ليقول:سبحان من جعلك سيدة الألوان.
ابتسمت خجلة لتكمل تحرها سريعا للغرفة.
غيرت ثيابها وعادت سريعا لتجده جالسا عند الكنبة ينتظرها.
اقتربت منه لتقول:مارأيك بقهوة..؟
أمير:لا شيء اريده بعدك اكثر من قهوتك.
ريحان:حسنا سأغسل حنتي واحضرها سريعا.
أمير:حسنا فيما تحضرينها ساتوضأ واصلي العشاء لقد تاخرت عنه بسبب لقائي مع الشباب.
ريحان:حسنا توضأ وسجادة الصلاة بغرفتي يمكنك الصلاة هناك.
أمير:حسنا.
ذهب للحمام حيث توضأ وصل فرضه ثم قام من مكانه ليعيد السجاد لمكانه لكن لفت انتباهه صورها الموضوعة هناك ليقترب ويحمل إحداها وهو يتأملها، فكر قليلا يحاول أن يتذكر لكن ما استطاع فتحدث مستفهما: أين رأيت صورتها وهي بهذا السن قبلا؟أنا متأكد انني رأيتها بغير مكان لكن لا أتذكر..!
نادته من الخارج:أمير..
أمير:آت حلوتي
ليخرج إليها وقد وجدها تحمل صينية القهوة ليتقدم ويقبل جبينها قائلا:شكرا.
ريحان:كلها قهوة حبيبي، لا تستحق الشكر.
أمير:احب هذه الكلمة منك أكثري منها دائما.
ابتسمت ثم تقدمت ووضعت صينية القهوة جانبا ليتقدم هو ويجلس بمحاذاتها، ناولته فنجان القهوة لتقول:تفضل.
أخذ الفنجان من يدها وابتسم مرددا بفرح:اووووه واخيرا كدت أفقد الأمل من شربها ثم قربها من انفه ليقوم بشمها مضيقا: لاكن صريحا انا إنسان من صفاته الطمع بالاخص فيما يخصك عشق.
ريحان:يعني؟
أمير:يعني منذ الغد ساطلبها منك في كل وقت وقد اطلبها ليلا ايضا، توقعي هذا وقد اطلب اشياء غريبة باوقات غريبة.
ريحان:لم افهم؟
اقترب من اذنها ليهمس:على سبيل المثال.. اطلب قبلة في السوق مثلا، بعد كل وجبة مثلا،مساجا بعد تعب النهار مثلا، حضنا دافئا قبل النوم وعند الاستيقاظ مثلا..يعني هكذا اشياء ليكن بعلمك منذ الآن.
طالعته بغضب وردت:ما اوقحك.
ضحك ورد: شكرا.، ثم تناول قهوته وارتشف أول رشفة وهو يبتسم بخبث ليأتي دق الباب الى مسمعه.
نظر إليها وقد اتسعت عيونه دهشة ليقول:لا يمكن.
نظرت اليه ريحان لتنفجر ضاحكة وتقول:انها الخالة.
أمير:لن تفتحي قبل أن اشربها كاملة لن تفعلي.
ريحان:عيب أمير
الخالة:ابنتي افتحي ماذا تفعلين عندك اعرف أنه لايزال بالداخل، سأفرمكم ان فعلتم شيء فيه قلة أدب قبل العرس.
ريحان:آتية خالة آتية، أستغفر الله أي قلة أدب إنه زوجي
امسكها من يدها ليقول:انتظري لاكمل قهوتي انها ساخنة ولن تتركني أهنأ بها أن فتحت الباب.
ريحان:ستظن بنا الظنون السيئة وتفضحنا.
أمير:انا اريد ذلك، لتظن علها تفك عنا الحصار.
ريحان:انت اصلا فضيحة لعلمك، ثم تحركت نحو الباب لكنه أسرع وسحبها من خصرها ليقول:قبل أن اكمل قهوتي لن يفتح الباب 
ريحان بهمس:حسنا هيا اشربها سريعا.
الخالة:لن أتحرك من مكاني حتى تخرج أمير.
كان يمسك بها ويشد خصرها ويده الأخرى تمسك بفنجان القهوة ليبدا بشربها ببطئ مستمتعا بها ليقول:مممممم واخيرا.
ريحان:أمير رجاء اسرع 
أمير:هششش القهوة تشرب بهدوء.
ريحان: رجاء
أمير:قولي حبيبي اولا
ريحان:استغفر الله العظيم حبيبي اولا هيا.
ابتسم ليكمل شرب قهوته لكنها ماعادت تصبر، ناظرته بغضب وأخذت منه الفنجان لتشربه وتبتلع ما تبقى من القهوة دفعة واحدة وتقول: يا الهي مرة جدا الم تحس...؟
أمير:بالعكس من يديك كانت عسلا لكن والله عيب اتاخذين فنجاني عمدا؟
أفلتت يده عنها لتقول:مجنون وابتليت به ثم توجهت وفتحت الباب سريعا للخالة لتدخل مباشرة وتقول:يعني لا يمكنني ترككما للحظة بمفردكما ها،لما لم تفتحي الباب سريعا ماذا كنتما تفعلان؟كلها ليلة اصبرا قليلا.
ريحان:ماذا تقولين خالة ماذا سنفعل يعني؟
الخالة:ولم وجهك احمر كحبة الطماطم..؟
كان هو لا يزال واقفا بمكانه مبتسما ثم اقترب ليقبل يد الخالة ويقول:شكرا سلطانة والآن عن إذنك ثم نظر إليها ليقول:تصبحين على خير حبيبتي.
ريحان:وانت من اهل الخير 
انصرف والخالة لاتزال واقفة تنظر لتنتبه لريحان وهي تتأمله وهو منصرف والإبتسامة تعلو وجهها.
زفرت بضيق واردفت:ضاع تعبك يا عائشة... 
عاد أمير للفندق لتعود الخالة ايضا لمنزلها بعد أن اتفقت مع ريحان على التجهيزات كلها.
مر الليل على العاشقين...
كانت تتقلب يمينا وشمالا بفراشها وهو كذلك،تفكر به ويفكر بها،لم يزرها نوم ليلتها مع أنها حاولت وحاولت لكن بلا جدوى، عشق الآن يهجرها النوم لشدة فرحها، ما عادت تلك الوسادة تشاطرها إلا السرور والإنتظار، انتظار أن يشاركها هو نفس الفرح على نفس الوسادة.
أمسكت هاتفها وارسلت رسالة بعد تردد كثير لتكتب"هل نمت..؟ "
وصلته الرسالة بينما هو بشرفة غرفته يتأمل النجوم،ابتهج لرؤية اسمها ليرد سريعا"اراقبك في السماء"
ردت"اها واين انا بالتحديد..؟ "
أمير:تتنقلين بن النجوم كما تتنقلين بين دقات قلبي لكن ما يميزك انك تلمعين ضعف النجوم الباقية حاذري انها تغارك قد تؤذيك"
ردت: "مادامت عيونك تحاوطني فأنا بأمان ولا تهتم سأتنقل هنا وهناك حتى اتعب لأعود قبل طلوع الفجر لذراعيك"
رد:"انتظرك حتى آخر العمر بذراعين مفتوحتين".
كان حبه رزقا من لين قلبها.

ناما بعدها ما تبقى من الليل....
حل الصباح ومر بعده اليوم بتجهيزاته كلها ولم يتوقف أمير وريحان عن ارسال الرسائل كل فينة وفينة للاطمئنان على أحوال قلبهما التي كانت متلهفة لرؤية المحبوب.
حان موعد العرس اخيرا....
حضر كل عائلة أمير عدا والدته للحفلة كما اجتمع كل أقارب ريحان حولهم وبمكان قرب الشاطئ ايضا مع نسمات الربيع الجميلة.
كان أمير واقفا يتنظر عروسته لتأتي النجلاء بعد حين، كما الخيال ظهرت من خلف حجب لتبهر قلبه وتسرق لمعة عيناه حين أبصرها بحجابها، وكأنه اول مرة يرى امرأة محجبة فلقد تجلت أمامه عفتها ونقائها ليظهر علي قسمات وجهها، وجهها الملفوف بطرحتها البيضاء ومزين بوجنتيها اللاتي سرقتا حمرة الحياء فامتلكت قلبه وعقله ووجدانه كما لم يحدث من ذي قبل، جائته تمشي علي استحياء فترنح فؤاده لهفة وازداد عقله شموخا حين أبصر نجلائه وقد استجابت لرغبته التي لم يبدها ولكنها كانت أسيرة فكره وارادته.
 بفستانها الابيض تمشي على استحياء تقترب منه شيء فشيء. 
طلت زهرة نيسان بالابيض لتسلب من الياسمين حلته وتتركه ينظر لحسنها خجلا، وما زادها حجابها إلا حياء وعفة وجمالا، طلت جميلته التي انارت عتمة ثلاثين سنة بمبسم ثغرها، طلت مَن ملكت نبضه في غفلته وصحوته،واخيرا رآها بالابيض أمامه ولم تكتف بمنح سعادة واحدة بل أجمعت وأقرت أن تمنحه الكثير حين تحجبت، وأخيرا زالت لعنة الوردة الحمراء التي سجنت الجميلة بقصر الوحش مع انها لم تسرقها حتى.
همس بين شفتيه: سبحان من صورك فأبدعك، هذه أجمل مفاجأة منك، ما أجملك به.
بدأت مراسيم الزفاف واعيد كل شيء حسب الاصول، حضر كاتب العدل ليعيد صيغة الزواج بعد أن أقنعهم أمير بأنها لم توقع على عقد الزواج لأسباب خاصة، وكذا الشهود محمد وسونا للتوقيع لتتم المراسيم على اتمها ويعلن الكاتب كلا من امير وريحان زوجا وزوجة.
اقتربت منه وابتسمت ليبادلها ابتسامة مشرقة ثم غافلته ودعست على رجله فجأة.
نظر إليها مستفهما..؟
لتقول وهي ترفع حاجبيها:التقاليد.
اقترب وهمس:بعد انتهاء عرسنا سألغي هذه الكلمة من قاموس كلماتي، ثم قاما من مكانهما ليقترب منها ويمسك وجنتيها وهو يتاملها بكل حب نزل بارض الله الواسعة كما بادلته نفس النظرة ليقول:اهلا بالشمس ووداعا للعتمة اهلا بك حلالا عشقي، بحياتنا الجديدة، 
بدأ الكل بالاقتراب بداية بوالده الى الباقين ليسلموا ويباركوا للعروسين.
أنهوا التهاني لتناديه سونا:أمير وقت الرقصة.
مد يده إلى ريحان التي كانت جالسة تنظر ليقول:اتسمحين سيدتي برقصة قصيرة؟ سأحترم حجابك بالتأكيد.
مدت يدها إليه مبتسمة لتقول:بل أريد.
اقتربا من وسط الساحة والكل ينظر إليهما ويتاملهما،كان عشقهما ولمعة مُقلتيهما توزع سعادة على الجميع دون استثناء،كانت طفلة تركض بين حقول الاقحوان مرحا تقطف منها ورودا كثيرة لتصنع منها تاج زينة..
أما هو فحاله حال الأمير الذي انتصر بملحمة القرن التي هزم بسببها الف مرة ليعلن نصره اخيرا وكأنه تملك الدنيا بما فيها.
بدأ يراقص حبيبته على نغمات الموسيقى الهادئة، ينظر إليها لا يرى شيء أمامه غيرها، كانت تتحرك لحركاته بحب حتى أن جسدها كان يتناغم مع ذراعيه لا اراديا.
نظر إليها مطولا وتحدث قائلا: انت زوجتي، انتظرت كثيرا وصبرت ونلت، لاقوة الآن ستفصلك عن ذراعي، انا الآن أسعد رجال الكون ولو وزعت فرحتي على كل بقاع الأرض لملأت الدنيا بما احتوته.
كأنك حورية امنيات.. لا، أنتِ ماسة سقطت بأرضي من السماء فجأة 
انت حقول النرجس التي تتفتح من تلقاء نفسها، وفي وجنتيك حمرة شقائق النعمان التي تبشر بالربيع، وفي لمعة مقلتيك زهور الهندباء التي تتطاير مع نسمات فؤادك وتملئ عالمي، أما في اشراق وجهك فانت تنافسين القمر حلة، انت الشمس التي انارت عتمتي وما كذبت حين لقبتك شمسي.
ثم اقترب من اذنها قليلا وهمس:إن قصائد كل العالم لا تكفي ضحكة عيونك.
ليرتفع قليلا ويكمل رقصته مع عشقه.
تناغمت مع حركاته الجميلة التي تأتي مع ايقاع قلبيهما،ثم اقتربت منه قليلا لتهمس وهي بصدره..  
"انا احبك"
شعور مختلف تملكه لحظتها،انها الكلمة التي يريدها بكل شبر منه،قالتها الجميلة لأميرها،رغب لحظتها أن يصرخ ليخرج فرحته لكنه تمالك نفسه قليلا ليشد حينها من احتظانها إليه ويكتفي بتنهيدة أخرجت ما بقلبه من سرور وكلمات وشعور.
أكملوا رقصتهم.الجميلة لتنتهي بعد حين.
توقفت الموسيقى لحظتها لتقول:انتهت الرقصة
أمير:اي اننا انتهينا.
الخالة:بني لايزال هناك شيء.
أمير:خير
الخالة:لن تنتهي حفلتك قبل رقصة الزيبق ليكن بعلمك سترقصها وان لم تعجبني انا ووالدك ستستمر بتكرارها حتى تجيدها.
أمير:وهل هذا عقاب؟
الخالة:لا تقاليد
أمير بضيق: حسنا حسنا 
ثم التفت إلى ريحان الواقفة خلفه والتي تكتم ضحكتها بصعوبة ليقول:اانت جاهزة؟
ريحان:لماذا؟انت من سيرقصها وليس انا
أمير:ليس لهذه...
ثم انحنى ليحملها بين يديه سريعا ويركض بها لتقول:ييييه ماذا تفعل يامجنون؟
أمير:اخطفك.
الخالة:إلى أين؟ أرجعها حالا.
أمير:لا، شكرا على كل شيء لكن لن أرجعها، ثم أكمل سيره بها.
ريحان:أمير عيب الكل ينظر انزلني.
أمير:لا انت مخطوفة لقد تعبت لا ينقصني الا رقصة الزئبق هذه لتزيد انتظاري.
ريحان مقهقهة: الزيييبق يا ذكي.
أمير:لا فرق.
ريحان:الى اين تأخذني؟
أمير:الى الجنة.
هي جنته هي نعيمه هي دنياه هي فرحه، لقد جاب الارض باحثا عن السعادة لكن عند ابعد نقطة يأس اتت هي، أتت كما هي بطيبتها ببراءة وجهها الطفولي، بصرخاتها، بدمعها، بضحكاتها الممتزجة بالحزن أتت لعالمه وفجأة تغير كل شيء،ل لقد أصبحت الشمس التي تشرق كل صباح فتزيح عنه ظلمة الليل الحالكة وتدفئه من البرد الذي عاشه طيلة الليل.
تشبثت برقبته اكثر سعيدة ولو وزعت فرحتها على العالم اجمع لربما كفت وحصلت على فائض، تتأمل تفاصيل وجهه تريد أن تصرخ وتقول أنها تعشقه حد الجنون وأنه أجمل شيء حصل لها، لكنها اكتفت بلغة العيون لتكون أبلغ من أي حديث يقال، ليتوجه بها مباشرة إلى اليخت الذي كان ينتظرهم هناك.
انزلها بعدها وأخذ بيدها للداخل،تأملت المكان هنا وهناك لتقول:جميل انه جميل جدا كيف استطعت تحضير كل هذا؟
أمير:وهذا سبب غيابي لاسبوع كل شيء جاهز اميرتي.
ريحان:يعني..؟
أمير:سنبحر لجزيرة مرمريس كل شيء جاهز ينقصها تشريفك فقط.
سرت لمفاجأته لتقول:شكرا حقا شكرا.
اقترب وقبل جبينها بعمق لينظر إليها ويقول:لا اريد شكرا أو رسميات بيننا انت نصفي الجميل وانا زوجك حلالك لا شيء رسمي بيننا.
نظرت إليه خجلة لتقول:تمام.
اقترب واحتظنها ليقول:لكن حُمرة وجنتيك اريدها دائما لنتفق من البداية.
ريحان:‌يييه تذكرت أنا أعاني من دوار البحر
أمير:لا بأس رحلتنا لن تكون طويلة أنت ارتاحي بالداخل إن شئت وساتولى انا القيادة.
ريحان:ستقود انت؟
أمير:إنه يختي اصلا.
ريحان:حسنا سارتاح قليلا فقط واعود اليك قبطاني.
أمير:في انتظارك.
نزلت للاسفل للغرفة لترتاح قليلا ثم تذكرت الثياب لتقول:لقد نسيت الثياب لم يتغير الآن.
ثم خرجت ناحيته لتجده يقود 
امير:اانت بخير؟
ريحان: بخير بخير لكننا لم نحضر ثيابا.
أمير:عندك الحقائب بالخزانة قلت لك انني جهزت كل شيء فقط ثيابك أخذت مساعدة سونا.
ريحان:لعلمك ستعودني على الكسل.
اقترب منها ووضع يده على ذقنها ليتاملها ويقول:خُلقتِ لتكوني أميرة فقط.
ابتسمت له ثم عادت لعرفتها لتفقد الثياب.
فتحت الخزانة لتجد بها ثلاث حقائب،فتحت الاولى لتجد بها ثيابه والثانية تفاجات بوجود فساتين جميلة لها والالوان والقصات التي تحب، بسيطة لكنها جميلة وبالوان ربيعية جميلة ايضا، كما أنها تنفع مع الحجاب لتقول:صاحبة ذوق سونا وضعت يدها على ما احب بالتحديد.
ثم توجهت الثالثة لتبدأ بفتحها وهي تقول:وهذه ما فائدتها لتفتحها لكن صعقت بما وجدت بها فقد كان بها ثيابا وقمصان نوم مكشوفة.
حملت اثنين بيدها لتقول:الله الله وما هذا الآن؟ من اين اتت هذه؟
لايمكن أن تكون فكرة سونا لا انها فكرته هو بالتأكيد.
حملت الواحد تلو الآخر وكل قميص تتسع به عيونها اكثر دهشة لتردد:من سيلبس هذه؟بالتاكيد ليس انا يستحيل.
ناداها من الخارج:عشق.
أسرعت بارجاع القمصان للحقيبة فوق بعضها لتقول:لا يمكن أن اسمح له برؤيتها بيدي لا يمكن.
اعادتها سريعا واقفلت الحقيبة لتسرع وتجلس عند السرير الموضوع هناك وكان شيء لم يكن.
طرق الباب ودخل ليقول:ارتحت قليلا حبيبتي؟بم تصابي بدوار صحيح؟
ريحان:لا لا انا بخير.
أمير:ارايت الحقائب..؟ 
ريحان:لا لم اتفقدها بعد اتفقدها لاحقا لاباس.
أمير:لقد وضعت اليخت على القيادة الآلية،ساكون فوق أن احتجت لشيء نادني والآن ساتركك لترتاحي قليلا.
ريحان:تمام.

عاد لاعلى اليخت ليتركها تأخذ شيء من الراحة لكنها لم تجدها فقد زارها الخوف فجأة وبدأت بالتوتر وهي تفكر فيما بعد الوصول للجزيرة، شبح خوفها مر كطيف أمامها لوهلة وذهب، أوجست في نفسها خيفة فجأة، ما الذي يحدث؟ كانت منذ وهلة سعيدة، لا يمكن أن تنفذ تلك الحفنة التي سرقت سريعا، لكن الضيق الذي زار قلبها يزيد والغصة تزيد، لم ينفع النفس العميق ولا تذكر العرس وكلماته، أين المفر عشق؟
بقيت كذلك مدة تتقلب بالسرير بينما هو فقد ظن انها نائمة فلم يشا ازعاجها.

مر وقت طويل....
وصلا اخيرا إلى الجزيرة ليقصدا المنتجع الذي حجز به أمير جناحا مسبقا بسيارة كانت بانتظارهم بطلب من امير.
كانت الغرف به متفرقة بجانب الشاطئ تشبه البيوت الصغيرة الجميلة منها غرف ومنها جناح بصالون وغرفة وحمام واسع يحتوي جاكوزي.
كانت لاتزال ترتدي فستانها الأبيض وهو ببدلة العريس،كان طوال الطريق يمسك بيدها التي احس ببرودتها على غير العادة لكنه ظن أنه من تقلب الجو لا اكثر، طوال مسافة الطريق كانت تهرب ببصرها عنه متحججة بتأمل الطريق المحضر الجميل ما جعله لا يحس لشيء.
وصلا المنتجع اخيرا، ليتوجها لجناحهما مباشرة.
وصلا للجناح الخاص بهما لكن قبل أن يدخلا اقترب منها وقال:سأمشي حسب التقاليد لآخر مرة، ولا اريد ان اسمع هذه الكلمة ثانية تمام..؟
ريحان:والمعنى؟
اقترب منها وقام بحملها ليقول:العروس تدخل غرفتها كالاميرات محمولة على كفوف الراحة لا على قدميها.
تشبثت برقبته واكتفت بالابتسام.
ادخلها ليكمل بها للغرفة وينزلها هناك ثم اقترب ليحتظنها من الخلف ويقول:مرحبا بك زوجتي الجميلة.

تحركت بغنج وهي تلامس يديه التي حاوطت خصرها لتقول : وبك، حياتنا الجديدة التي ستكون مليئة بالسعادة، سآخذ حماما و اغير ملابسي و أعود.
أمير:حسنا اكملي وساصلي العشاء وسآتي من بعدك لأخذ حمام دافئ.
ريحان:حسنا ثم فكت نفسها من بين يديه لتتوجه للحمام وقد أخذت روب نوم خفيف من الحقيبة بيدها.
ووقفت هناك تتأمل انعكاسها بالمرآة ثم وضعت بعض الماء البارد على رقبتها لتقول:مابك ريحان؟ لم انت خائفة؟انه أمير أنه الأمان أنه عشقك لم كل هذا التوتر لم اهدئي؟
أخذت حماما سريعا مريحا لتسترخي جيدا بعدها ثم وقفت أمام المرآة تطالع انعكاسها فيه تبتسم حينا وتفكر حينا وقلبها ينبض بسرعة، فوضعت يدها على صدرها لتقول:اهدئي يكفي انت مسترخية شهيق زفير هيا، ثم مشطت شعرها قليلا وعدلت نفسها جيدا وأخذت نفسا عميقا ثم توضأت وخرجت اخيرا أما هو فقد كان جالسا عند حافة السرير ينتظرها بلهفة ينتظر محبوبته الجميلة وطلتها عليه.
نظر إليها بروب النوم الأبيض البسيط ذاك ليقول:حمام الهناء يا عروس.
 فركت أصابعها بتوتر ثم ابتسمت ورددت:شكرا
اقترب منها قليلا فأوجست في نفسها خيفة، حاولت أن لا تنفعل لكنه حدث وتمكن الخوف منها، لم يكترث ظن فقط أنها تعبة فدنا منها وقبل جبينها لكنه احس بارتجاف جسدها، نظر إليها مستنكرا ثم قال: هل أنت بخير؟
ابتسمت وردت تبعث في نفسه الطمأنينة وقالت:بخير الحمد لله. 
أمير:حسنا إذا، أنت ارتاحي قليلا وسأعود سريعا.
ثم توجه للحمام ليردد بهمس بينه وبين نفسه:ليست بخير إنها تكابر فقط.
أخذ حماما وتوضأ ليخرج سريعا حيث وجدها تصلي فرضها.
أنهت صلاتها ليقول:تقبل الله حبيبتي.
ريحان:منا ومنكم صالح الاعمال.
أمير:لا تنزعي لباسك انتظري.
نظرت اليه باستفهام؟ ليكمل:سأحقق اجمل احلامي واحلامك تعالي.
سحبها من يدها ليقول:لنصل معا.
تلألأت مُقلتيها لحظتها لطلبه ما جعل كل الكلمات تضيع منها فلم تتمكن من الرد حتى.
وقف وامها وصلا ركعتين لله،ثم قام من مكانه وتقدم منها وهي تنظر إليها صامتة ليضع يده على رأسها ويردد:(اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه)،اللهم ارزقنا الذرية الصالحة واجعلها رحمة لي واجعلني رحمة لها.
نظرت بعمق عينيه لتقول:آمين.
ثم عادت للخلف قليلا ونزعت ثياب الصلاة ووقفت وهي تنظر إليه،
تقدم منها قليلا وبقي يتأملها بحب ما جعلها تخجل وتنزل بصرها ارضا،حدث نفسه قائلا(انها خائفة ومتوترة حتى نظرتها وتبعدها عني هذا امر طبيعي لفتاة كعشق خجولة وملتزمة)
ثم ردد:باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا.
ليمد يده اليها،ترددت قليلا لكنها مدت يدها ووضعتها بيده وهي لاتزال تنزل بصرها دون التلفظ بحرف بينما تخاطب نفسها وتقول(قاومي خوفك عشق اهزميه أنه حلالك أنه حبيبك وعشقك انت سامحتيه ونسيتي كل شيء سيء حدث قبلا)
اقترب منها أكثر لينزل ويقبل وجنتها برفق لكنه احس حينها بنبض قلبها المتسارع ليقول في نفسه(هل تسارع نبضها بسبب الخوف أو لبهجة قربي ما عدت افهم؟)
حاولت تمالك نفسها كي لا يفضح خوفها له ليكمل هو ويقبل شفتيها برفق لكنها لم تبادله قبلته بعد، حاول تجاهل ذلك لينزل فوضع رأسه عند رقبتها راجيا أن تضمه عله يعطيها الامان اذا اقترب اكثر واحست بانفاسه الدافئة كما فعل قبلا، لكن ما ان لامست أنفاسه رقبتها حتى تشنجت كل عظلات جسدها فجأة وتسارعت نبضات قلبها معلنة ارتعابها وخوفها منه ومن قربه، رعشة خوف أصابت ذلك الجسد وانتقلت لقلبه، 

رفع رأسه لينظر إليها مستغربا رد فعلها، لكن وآه من كلمة لكن صعق حين لمح تلك الدمعة التي نزلت من مُقلتيها حينها لقد غرزت سكينا حادا بقلبه مباشرة واعادت إليه قسوة الندم الذي عاشه قبلا وغربة الساعات التي آلمته مرات ومرات فقد ادرك حينها ان ما صنعه بها اول مرة لا ولن ينسى مهما صنع وتلك الندبة لن تمحى حتى لو أرادت ذلك.
ذاكرتها أبت معانقة النسيان، وقلبه أبى فراق وحشيته، ماله يرى الفرح يولي ويندثر وهو الذي أصبح لصا محترفا يسرق من السعادة ماشاء، أتراه هرم ولم يعد بمقدوره لملمة الفرح؟ لا، لا يزال شابا لكن تلك الدمعة التي نزلت من مقلتيها التي لطالما تلألأت لذكر اسمه، نفس تلك الدمعة هزمته.
امتلء فؤاده أسى وانتشرت العتمة حوله،نظر إليها بإنكسار وحزن، لكن قبل أن ينطق بحرف سارعت هي ووضعت يدها على شفتيه لتردد بصوتها الأجش وتحاول الابتسام في نفس اللحظة:انا آسفة 

وستدرك أن كنت تقلق أكثر مما ينبغي، وأن الله قد دبر لك كل شيء بأحسن ما كنت تتمنى.

إلى هنا تنتهي حلقة الليلة من #عشق
قراءة ممتعة♥️


الفصل السادس والعشرون من هنا 

 

تعليقات



×