رواية عشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم كنزةالحلقة السادس والعشرون من رواية #عشق عنوان الحلقة:قاومت كثيرا حتى وصلت إليكِ ممزّقا، دعيني أسمتع بوصولي فإنّكِ أعظم انتصاراتي... أمنية وجودي أن اغوص في لمعة مقلتيك. أن أقلب خفاياك... لأعرف كيف تفكرين بي.... ومتى تفكرين بي... لأعرف مقدار شوقك .. و عشقك ...وعتبك...وحبك. لأعرف كيف تغضبين....وكيف تضحكين. متى ينبض قلبك باسمي....ومتى يطلبني. متى يناديني فكرك....ومتى يعانديني. دعيني اتمنى واتمنى....فانت سحر لم يجرب...وانت جوهر لم يكتشف...وانت شعر لم يخطط....وانت عشق لم يجربه غيري....وانت نجم لم تطله ايادي البشر. امنيتي انت بارضي....وكذا في السماء تكونين. اجمل من أمنية الميلاد انت....وماذا تكون امامك امنيات الشهب. القسم الاول: أحس بشيء يخنقه لحظتها ويشد، لم يعرف كيف يجيب ولم يتحدث اصلا فما عاد للكلام نفع، هل يواسي نفسه ام يواسيها، يرثي الوحش الذي أبى الإنفصال عنه أم يرثي الفرح الذي ظن أنه لاقاه؟ كيف للذكريات أن تكون راسخة وقاسية هكذا، بل كيف لها أن تتحول لصوط يجلد، لنيران تحرق، هناك تنظر إليه ساخرة تثبت له أنها مهما حاول فذكرياتها التي سكنت عقلها ستهزمه. مد يده ولامس وجنتها بيده المرتعشة وقال :لا اريد شيء سوى. راحتك. ثم تحرك يهم بالخروج يخفي خيبته خلف تلك الإبتسامة المصطنعة قائلا: سأمشي قليلا أريد أن أستنشق بعض الهواء واعود، أنت ارتاحي، مضى وتركها هناك واقفة متسمرة. تمنى الفرح لكن أبت الحياة إلا أن تضيق عليه الخناق، تمنى وبعض الأمنيات أضغاث أحلام... خرج سريعا وتوجه للشاطئ ليجلس هناك أرضا حزينا مهموما حاول التماسك والتظاهر بالقوة لكنه ما استطاع فوضع يده على رأسه منكسرا متحسرا ، لربما ليس عليها فقط بل على حاله وكيف كان، إلى الذي أوصله إليه تيهه، نزف قلبه، عادت تلك الذكريات فلقنته درسا قاسيا ولقنته عبارة أن في هذا الزمن البائس كل حقيقي هو قهر، لاطم نفسه وخيباته، لاطم وحشه وانهزامه، خاطب نفسه بصوت عال وقال:يارب ردني اليك ردا جميلا يارب انا اذنبت لكن تبت وانت اعلم ما بقلبي، يارب لا تعد أمير الوحش إلى الواجهة يارب. أما هي، لم تنصفها السعادة أيضا، ظنت أنها منتصرة فعادت في لحظة ألف ميل للخلف، بقيت هي مكانها تبكي بحرقة، أحست بالانكسار لأنها خافت منه كيف تمكن جسدها من خيانتها وإظهار رهبته من تلك الليلة المشؤومة؟ إنه الأمان فكيف خافته؟ إنه أمير فكيف رآه عقلها وحشا من جديد؟ هي تحبه فلم رفضه جسدها فجاة؟ لقد حاولت تجاوز تلك المحنة وفعلت قلبها تمكن من ذلك وعشقه، لكن عقلها الباطل.قال كلمته وأبى النسيان، فعلا فهناك ذكريات تأبى النسيان ولن تروح عنا الا بفقدان الذاكرة أو الموت، نعم بكت كثيرا على قلبها الصبور، وفرحها المبتور، مدينة السلام التي شيدت ذكرياتها خربت، تلملم شتاتها بدموعها علها تستطيع أن ترمم قلبه الذي انكسر حين يعود. وضعت يدها على رأسها ورددت بضيق:لم فعلت بي وبه هذا لمَ؟لم تذكرت لمَ؟ عادت إلى السرير وارتمت به هناك وحيدة حزينة،انكمشت على جسدها واحتضنت وسادتها لتكمل بكاءها وحيدة. بقيت كذلك مدة لتسمع بعدها خطواته قادمة نحوها،تظاهرت بالنوم كي لا تحزنه اكثر،وقف وتأملها قليلا ثم اقترب ليجلس عند طرف السرير وهو لا يزال يتأملها ثم اقترب اكثر ولامس خصلات شعرها ليقول:اعلم انك مستيقضة. استدارت سريعا ونظرت إليه بعيون باكية لتقول:اعتذر حقا اعتذر. وضع يديه على شفتيها ليقول:هشش تعالي. اقتربت منه ليعتدل على السرير ويحتضنها لصدره تاركا إياها تبكي بصمت. بدأ بالمسح على شعرها وهو يحتضنها ليقول:انا احب عشق، روحها، قلبها، طيبتها، جنونها لا جسدها، يكفيني قربك فقط ولو بقيت طوال عمري هكذا حبي لك لا شائب به، انا اعشقك انت عشق لا جسدك اتفهمين؟ان رغبت فذاك مناي وان لم ترغبي فأنا مرتاح أيضا فكل ما أريده سعادتك ورضاك. نظرت إليه وهي لا تزال تذرف الدموع لتومئ بالإيجاب مسح حينها دمعتها ليقول:انت زوجتي، أُنسي طمأنينتي يكفيني انك ستشاركينني نفس الوسادة وسأشيخ معك، قربك كفيل أن يجعلني اسعد رجل بالعالم، قلت لا اريد دمعا منذ ليلة البارحة انسيتي؟ مسحت دموعها وابتسمت لتقول:تمام لا دموع أمير:عديني لا الم لا انكسار لا اوجاع ستصيبنا بعد اليوم. ريحان:اعدك. أمير:هيا عودي لحضني وسنتفق هذا مكان نومك منذ الليلة. اعتدلت بصدره واحتضنته متحاشية حزنها الذي عاد لعالمها لتقول:لا تظن انني احمل بقلبي ضغينة ولو صغيرة لك لقد سامحتك أمير وايضا... أمير:وايضا. اعتدلت ونظرت إليه ثم أمسكت بيده لتضعها على قلبها وتقول:انت هنا تذكر هذا دائما فقط ساعدني كي اجتاز تلك الاشواك التي تسحبني إليها انا لا اريدها صدقني. قبل وجنتها ليقول:انا هنا حضني مفتوح لك لآخر لحظة من عمري. ابتسمت بوجهه ثم عادت لحضنه لتقول:لو شكرت الله بكل ثانية من عمري على انك بدنياي ما وفيت حقك. ضمها اكثر وابتسم ليقول:والآن نامي طفلتي لقت تعبت من السفر يجب أن نأخذ ننام لنستفيق صباحا بنشاط. ريحان:لم؟ أمير:لن نبق بالغرفة طبعا، سنضع برنامجا نجوب فيه الجزيرة كل يوم. ريحان:تمام،تصبح على خير حبيبي. أمير:تصبحين على خير شمسي. بقي كذلك يمسح على شعرها بحب حتى نامت على دقات قلبه لكنه لم يتمكن من النوم حتى وقت متأخر. إنها جارة قلبه والجار، إنها هي الدار والديار، ويبقى عطر حديثها الجرعة المهدئة لروحه. حل الصباح.... بدأت بفتح عيونها بتثاقل لتجد على وسادتها وردة وبجانبها قصاصة. قامت واعتدلت لتنظر حولها لكن لم تجده،نادت عليه لكن لا رد لتقول:اين ذهب؟ ثم حملت الوردة بيدها والقصاقة لتفتحها وتقرأ"صباح الخير ايتها الشمس لقد سبقتك شقيقتك التي في السماء وبقيتي انت لتنيري عتمتي... هيا ارتدي شيء بسيطا وتعالي انا عند باب الفندق انتظرك. ابتسمت لكلماته وسر قلبها بعد غصته البارحة ل منتقوم سريعا وهي تحمل الوردة بيدها وتجهزت ثم خرجت وتوجهت سريعا لمدخل الفندق. اقتربت للتلمحه هناك ينتظر على دراجة هوائية. توقفت قليلا لتردد ضاحكة: مجنون، ثم ركضت إليه كالطفلة لتصل إليه وتقبل وجنته قبلة خفيفة، ابتهج قلبه لحركتها ليبادلها نفس القبلة ويقول:صباح الخير يا كسولة. ريحان:انت قلت بنفسك نامي جيدا لم لم توقضني إذا؟ أمير:تنامين كالاطفال لم اشأ إفساد نومك هيا بدون إطالة لدينا يوم حافل سنعيشه بتفاصيله. ريحان:لا تقل على الدراجة. أمير:نعم عليها الديك مانع.؟ ريحان:لا طبعا انا احب ركوبها. أمير:اذا هيا اسرعي سنذهب للإفطار اولا ثم نتسكع بشوارع الجزيرة كالمشردين. ضحكت مقهقهة وقالت:كالمشردين؟ اذا تمام. بدؤوا مشوارهم الجميل فوق الدراجة،كانا يستمتعان ويعيشان كل ثانية من يومهم بكل سعادة،توجها للإفطار اولا ثم جابوا الشوارع ولم يتوقفوا لحظة من أخذ الصور بكل موقع يزورونهم تاركين بصمة وأثرا لعشقهما بكل مكان. عاشت اجمل ايام عمرها خلقت عشق من جديد معه كانت طفلة مدللة كل الذي اشتهته حضر،لم تضحك يوما مثل ذلك اليوم أعطته السعادة وقدم لها ضعفها. انتهى يومهما الجميل ليعودا ليلا الى الفندق متعبين،دخلا ويده تحتضن يدها مبتسمين لكن التقيا عند الباب صدفة بكمال وعائلته. حاول أمير تحاشيه فقد انتبه إليه اولا لكن كمال كان اشطر منه حيث نادا بصوت مرتفع:أمير بيك. التفتت ريحان سريعا لتنظر من لتجده كمال لتقول:كمال بيك. اقترب كمال ومعه زوجته نارين وابنته الصغيرة مسال ثم مد يده وسلم على امير ليقول:صدفة جميلة سيد امير،كيف حالك ريحان؟ أمير:صدفة ام قصدا. رمقت ريحان أمير بطرف عينها لتقول:بخير كمال بيك شكرا. كمال:لاعرفك ريحان هذه نارين زوجتي،نارين ريحان التي حدثتك عنها، مبارك الحجاب ريحان لاق بك كثيرا ريحان: شكرا اقتربت نارين من ريحان واحتضنتها بقوة ما جعل امير وريحان يتفاجآن من ردة فعلها لتقول:انت ريحان اذا لقد أخبرني كمال عنك حين أراد استأجار البيت ذاك،انت جميلة حقا. بقيت ريحان تنظر لا تفهم ما يحدث. كمال:وهذه مسال طفلتي التي حدثتك عنها قبلا لهذا نحن هنا فهواء الجزيرة يلائمها ثم نظر لامير وقال:نحن لا تخاف شيء ولا تخفي اسرار أمير بيك. زاد غضب أمير من رشق كمال له بتلك الكلمات قصدا لكنه تمالك نفسه لاجل ريحان فقط. حاولت ريحان تدارك نضراتهم تلك لتنزل لمستوى مسال وتقبلها بقوة ثم لامست شعرها الذهبي لتقول:ما اجملك. نظرت اليها مسال لتقول:وانت ايضا جميلة ثم نظرت لوالدها لتقول:بابا انها تشبه عمتي كثيرا كأنها توؤمها لكن عمتي ليست محجبة. حل الصمت لحظتها على الكل لكن كان اشد على امير فتلك الكلمات التي قالتها مسال جعلته يتذكر اين شاهد تلك الصورة ليتأكد بأنه شاهدها فوق مكتب كمال يومها حين تشاجرا لكنه لم يعرها اهتماما لكن حين شاهد صورة ريحان وهي صغيرة تذكر أنه لمح تلك الصورة قبلا. عصفت بوجهه رياح باردة لحظتها لم يدر بما يجوب دماغه حقيقة أم حلم؟ كان وافقا بينهم مصدوما يأخذ أنفاسه بصعوبة ولم يعده لوعيه الا حين حركته وهي تقول:مابك امير؟ استفاق من غفلته لينتبه بأنهم تحركوا من مكانهم ليقول:اذهبوا.؟ ريحان:اين كنت شاردا؟ أمير:هنا هنا لا تهتمي، هيا الى الجناح ثم شبك يده بيدها ليتوجها لجناحهما مباشرة. أخذ حماما خفيفا لتدخل هي من بعده مباشرة ثم خرجت سريعا لتلمحه في الشرفة واقفا يتأمل السماء كان ينظر ويفكر ليقول:لا يمكن أن ابق في دوامة الحيرة هذه يجب أن أتأكد من كل شيء يعني الصورة وحديث الطفلة وتقربه من عشق،اف اف سؤال تلو السؤال ينخر برأسي ساعدني يا الله لاجل إجابة لكل هذا. اقتربت ونظرت إليه لتقول:ماذا صنعت به عشق؟انظري يحاول الابتسام لاجلك واذا اختلى بنفسه بدأ حزنه جليا على وجهه اف اف لمَ خفت لم لم؟ فكرت بالذهاب إليه لكنه حمل هاتفه قبل أن تخرج واتصل بشخص ما جعلها تعود ادراجها وتقول:ليكمل هاتفه اولا وانا سأصلي علَ راسي هذا يرتاح من التفكير المفرط قليلا. اتصل حينها بشخص من العاملين عنده ليقول:اسمع لديك اسبوع لا اكثر اريد ان اعرف كل شيء عن كمال اردام وعائلته من الماضي لحد اللحظة بتفاصيله..... اكمل اتصاله الذي كان طويلا ليقفل الخط ويعود لشروده. صلت هي صلاتها، ثم رفعت يداها تناجي خالقها لتقول: "اللهم بك أستعين وعليك أتوكل اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل لي... مشقته وأرزقني الخير كله أكثر مما أطلب واصرف عني كل شر، ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري ياكريم.” قامت من مكانها ونظرت ناحيته لتجده بمكانه وبحيرته، بقيا زمنا هكذا هو شارد وهي تفكر كيف تجعله سعيدا، فكرت قليلا لتردد:يستحق أن أجابه خوفي لأجله بل أجابه كل العالم وأحارب لاجله كما يفعل هو، صعب لكن ليس ستحيلا فحاولي عشق، يستحق ان اهرب إليه لا منه، يستحق كل شيء جميل كما استطاع أن يخلق كل الجمال بدنياي، سأهزم ذاكرتي وأذهب عنده. زفرت بضيق وضمت يداها بتوتر ثم قامت ومشت مترنحة، خائفة لا بل ترتجف بالكاد تسير، تعود تلك الذكرى على عقلها وكيف جرد عذريتها من التستر، ثم سريعا استغفرت ربها وأذهبت عنها تلك الافكار قائلة بهمس: ليس نفسه، ليس نفسه، أسعديه، لا تتركيه للندم يأكل قلبه، توجهت للخزانة لتحسب منها قميص نوم أبيض خفيف وتوجهت مباشرة للحمام حيث غيرت ثيابها ثم وقفت أمام المرآة ونظرت لنفسها لتقول:لن تهزمني عشق الجبانه وتحزن اميري لن اسمح بذلك، أنا شجاعة، لأنني سامحته ولأنه يستحق. دخل هو اخيرا بعد أن أدرك بأنه اطال البقاء خارجا لينظر هنا وهناك لكن لم يجدها ثم ناداها:عشق. ريحان:هنا هنا انا آتيه أمير. أخذت نفسا عميقا ثم وضعت قليلا من عطرها لتضع يدها على قلبها الذي كان يخفق بشدة معلنا خوفها لتقول:اووووووه هيا عشق اهدئي. خرجت من الحمام وتقدمت اتجاهه تهرب يمنة ويسرة خجلا ،نظر إليها لتتسع عيونه لمنظرها ذاك ففتح فمه دهشا، أغمض عيونه اقتربت منه خجلة وتوقفت عنده، ابتلع ريقه ليقول اخيرا:اانت بخير عشق؟ ابتسمت وضمت يداها تفركهما قائلةبأفضل حال. أمير:لكن يعني انت، اقصد، تبدين جميلة جدا... اقتربت أكثر لتهمس بسم الله الرحمان الرحيم، اهدئي لا يجب أن يحس بخوفك كي لا ينكسر مرة أخرى،ثم نظرت بعمق عينيه لتقول:لقد أعدت ثقتي بالأحمر والحب نظر إليها باستفهام ليقول:لم افهم.؟ حينها وضعت يديها عند قلبه تريد الطمأنينة كي يذهب عنها الخوف ثم استجمعت شجاعتها كلها دفعة واحدة ووقفت على طرف أصابعها لتغمض عيونها وتقترب منه وتصير بطوله ثم قبلته بدون مقدمات، لم يبد أي رد فعلا بل تجمد مكانه مصدوما يحاول أن يستوعب، فعلتها وتجرأت وتشجعت، لم تدر كيف فعلتها لكن فعلتها، ثم سريعا أنزلت رأسها خجلة محمرة الوجه. نظر إليها مذبهلا لم يفهم هل من تقف أمامه عشق زوجته أم واحدة اخرى، لكن في أعماق قلبه سر، إنها خائفة لقد أحس بذلك لكنها قاومت لأجله، رغم الصراع الذي تخوض داخلها أتت إليه تريد رسم ابتسامة فرح على شفتيه، أخذ نفسا عميقا ثم اقترب ورفع رأسها وهو يلامس وجنتها بحنية، لقد استوعب انها هي حقا،ابتسم بإشراق ليقول:اانت متأكدة.؟ لا أريدك أن تخافي أو تحزني انزلت رأسها ثانية تهرب منه وأماءت بالإيجاب أمير:لا اريد احزانك يجب أن يكون كل شيء كما تريدين. ريحان:وانا اريدك. تلك الكلمة أثارت ثورة مشاعر حب بداخله وقلبت كيانه كليا ليردد مباشرة:بسم الله ثم سحبها إليه برفق حتى لامس جسدها صدره ثم بدأ بتقبيلها بحب، تمكنت من ترك تلك الذكريات خلفها، رفعت يديها واحتضنته لتشاركه قبلته ،لحظتها فقط أدركت أنها قد تجاوزت رهبتها واستطاعت هزم خوفها من الماضي. لكن توقف فجأة خائفا من ردة فعلها،احست هي به رغم أنها كانت فرحة منسجمة مع كل حركاته، أحست أنه تردد لحظتها خائفا أن أن يقترب اكثر ويحزنها لكن قبل أن يغمر الخوف قلبه نظرت بعمق عينيه وابتسمت قائلة: لست خائفة، تركت كل شيء خلفي حين سامحتك. تاكد حينها أن جميلته تريده أن يتملكها حلالا، ابتسم حينها ليقربها إليه اكثر ويكمل استمتاعه بحلاله وتكمل استمتاعها بحلالها، هزم ندمه وتردده، وهزمت خوفها وهروبها. حل الصباح... استفاقت ريحان لتبدا بالتحرك ببطء وهو يضمها بكل سعادة نائم قرير العين،كان قلبها يرف ويرف تملؤه البهحة وهي لا تزال تتحرك بهدوء. استفاق لحركتها تلك ما جعلها تنزل راسها عنه لتدخله بصدره اكثر، ابتسم وقام بتقبيل جبينها ويقول:صباح الخير ايتها الشمس. ريحان:صباح الخير هربت ببصرها عنه خجلة لم تجد أي كلمات لترد عليه ما جعله يضمها اليه لكنها كانت سعيدة.... داخل كل قلب يوجد عالم أكبر من الواقع .. توجد رواية وحكاية وقصة وضحكة ودمعة، توجد أخبار وأسرار لا يراها أحد ، ولا يحكى عنها لأحد، لطن يبقى الحب نفسا جديدا يمنح ما عجز عنه العلم، وفقط حب أمير الذي منع لعشق السعادة بقيت كذلك وقتا، مبتسمة تستمع لايقاع قلبه الذي ينبض لها ويهمس باسمها...عشق، فقد ذهب ريحان وولت وبقيت عشق تسكن فؤاد أمير الذي يحتضنها بين ذراعيه يكاد يدخلها اضلعه. كان يلامس خصلات شعرها برفق واخيرا نال رضا سواده،واخيرا سمح له الشعر الحرير بالالتفاف بين ثناياه،واخيرا كل نقطة من عشق لامير وكل خصلة من ذلك الشعر الاسود يمكنه لمسها بانامله ببطئ ومتعة. مرت لحظات صمت عليهما وهما كذلك لتبدأ هي بالتحرك محاولة القيام. ضمها إليه ليقول:الى اين حبيبتي؟ ريحان:ساستحم وأغير ثيابي. ثم اعتدلت لكنها كانت خجلة لا تستطيع النظر إليه ولو برهة. تسحبت قليلا لكنه امسكها من يدها ليقول:لا يمكنك. رفعت راسها قليلا دون النظر في عينيه لتقول:لاستحم ونفطر بعدها هيا دون كسل أصلا صرنا في الضحى. ابتسم حينها ثم اقترب منها قليلا ما جعلها تزداد خجلا ليقوم برفع رأسها إليه ويقول:لا تفعليها نظرت اليه مستفهمة ليكمل:لا تحرميني مقلتيك وتلك اللمعة التي بهما مهما كانت انا اعيش بسبب لمعتهما. كانت هي تأخذ أنفاسها بصعوبة وتحاول تحاشي ضربات قلبها الذي يظهر انتفاضه من صدرها، كان يتاملها بجشع يتأمل ملامحها وجهها الطفولي الذي كلنا أمر خجلا أفقده عقله دون مخدر فهذا حال العاشق أمام معشوقته وحلاله. ثم رفع يده ليضعها على يدها ويمسكها برفق ليردد بصوت ملؤه الشوق: لقد حملت ندمي على ظهري دهورا ، وتجرعت المر أوعية، عاشرت الألم البالغ حتى صار لي قرينا، لكن الآن ما عاد الحزن يقيم مراسم دفن الفرح على جثتي وأنا أنظر، ما عاد الالم عشيري، الآن لا شيء غير ضحتك ومرحك وبراءتك حولي، إياك أن تحرميني من هذه العيون، سأغتنم كل لحظة معك، لأن كل الذي أعيش معك سعادة. تنفست براحة فاغرورقت تلك العيون دمعا وطالعته وقبل أن يضيف شيء ارتمت بين ذراعيه وضمته متحدثة بهمس: أنا بخير، أنا سعيدة فرحة ضاحكة، بالخير مستبشرة، لأنني على يقين أن يدك لن تفارق يدي. مر وقت على ذلك.... خرجت من الحمام وتوجهت لخزانتها لارتداء ثيابها بينما هو فقد كان ينتظرها بعد أن تحمم اولا وارتدى ثيابه. وقفت عند.الخزانة واختارت فستانا بسيطا وانيقا وهو لايزال يتأمل تفاصيلها وكيف تهرب من نظراته ليستقصد النظر اكثر كي يخجلها. لكنه اسرع ووقف ليقترب سريعا وحتضنها من الخلف. استدارت قليلا لتقول:سارتدي ثيابي سريعا لن اتأخر. امسك يدها وهمس بؤذنها: ااساعدك؟ ريحان:تساعدني بماذا امير؟ أمير:ارتدي شيء مريحا اكثر، وهو لا يزال يحتضنها. ريحان:كيف؟ أمير:ارتدي بنطلونا وفوقه قميص طويل هكذا أفضل ريحان:مع انني لا ارتدي هكذا مع خماري لكن لا بأس، لم؟ هنا فصل حضنه عنها ولفها إليه ليقوم بتحسس وجنتها بطرف أصابعه ويقول:عندنا مشوار مهم يعني الحقيقة.... ريحان:يعني... أمير:اشتهي أن ابقيك طوال النهار بصدري واستنشق عطرك اكثر واكثر علي اشبع ولو قليلا. ابتسمت له لترد:حبيبي أمامنا العمر بطوله. سر لحديثها ليقول:نعم أمامنا العمر بطوله ان شاء الله وسنجتمع بجنته ايضا ان شاء الله ريحان:آمين آمين هذا افضل شيء يمكن أن يقال. أمير:حسنا انا في الصالة ارتدي ثيابك وتعالي وجففي شعرك قليلا قبل أن تضعي حجابك لا اريد لاميرتي أن تمرض لا اتحمل أن تتألمي. ريحان:حسنا لن اتأخر. جهزت ريحان نفسها وارتدت شيء خفيفا كما طلب منها لكنها كانت مستغربة طلبه ثم توجهت إليه ليقوم من مكانه وهو يقفل الخط بعد أن أجرى اتصالا سريعا،ثم اقترب منها وامسك كلتا يديها ليقبلها اولا ثم تحدث وقال:اميرتي انت جميلة بكل حالاتك كيف ساتحمل انا نظرات البشر لك انا غيور لدرجة كبيرة. ريحان:حبيبي انا زوجتك انت، دعك من البشر، لكن لم تخبرني الى اين سنذهب؟ أمير:سنفطر اولا لنكسب بعض الطاقة ثم نتوجه لتحدي خوفنا. نظرت اليه باستفهام لتقول:لم افهم. أمير:ستفهمين لاحقا هيا. ابتسمت ثم شبكت اصابعها بأصابعه لتقول:هيا إذا، صحيح سيأكلني الفضول لكن سأتحمل لا بأس. توجها إلى مطعم الفندق ليقوما بتناول الافطار معا. كان يتأمل سعادتها البادية على عيونها كيف تبتسم وكيف تنظر للناس ومن حولها بفرح وكأنها طفلة وكيف تتناول فطورها بحب و هي تاكل وتتحدث بكل شيء وهو يتأملها بحب ملئ الكون فقط يتأملها ويتاكد انها هي فعلا عشق ملكه مدللته مجنونته،كان يتذكر كيف كانا وكيف اصبحا...كيف كانت لا تطيقه وكيف أصبحت تعشقه.. كيف كان لا يرى الا دمعها وكيف اصبح لا يرى الا مبسمها الذي يسقي.روحه حبا. انتبهت إليه لتقول:ان كنت ستحدق بي طيلة وقتك ستموت جوعا ها ليكن بعلمك. أمير:وما المشكلة اموت جوعا ويذاع عني مات جوعا من اجل الحب. ردت مقهقهة: هيا كل ولا تبالغ. أمير:هيا هيا لقد أصبحت اكولة ليكن بعلمك وستصبحين ثقيلة ايضا. قامت ريحان من مكانها متذمرة لترد:الله الله لا تتركني اتهنى بلقمة يعني، حسنا قمت اصلا من قال لك احملني لم اطلب قبلا ابتسم ثم اقترب منها وضمها إليه مقبلا وجنتها بعمق و الجميع ينظر، اتسعت عيونها لكن في أعماقها سرت فابتسمت قائلة: ماذا تفعل الكل ينظر؟ رد بهمس: قاومت كثيرا حتى وصلت إليك ممزقا، دعيني أسمتع بوصولي فإنك أعظم انتصاراتي... ثم أخذ بيدها وتوجها إلى السيارة مباشرة، كانت سعيدة تكاد ترفرف بلا جناحين فرحة، لامس وجنتها بحب ليقول:سننطلق مشوارنا طويل. ريحان:الى اين الن تخبرني؟ أمير:لا كل ما ساخبرك به انك ستطيرين مرتين مرة بالطائرة ومرة بوسيلة أخرى. ريحان:كيف؟ أمير:هشش ريحان:لكن لم نحضر معنا شيء. أمير:ههههه سبقتك ، كل شيء بصندوق السيارة. ريحان:اها ومتى فعلت؟ أمير:حين كنت تدندنين بالحمام لقد حضرت كل شيء وحين كنت ترتدين ثيابك جهزت وحجزت،ثم اقترب ووضع يده على خصرها ليكمل: كوني فقط سعيدة، وكريمة وامنحيني قبلة ريحان:هنا؟ هيا هيا قبل أن تلم الناس حولنا كعادتك ابتسم حينها أمير ثم فتح باب السيارة لمحبوبته ليركب بجانبها ويقول:بسم الله. ريحان:بسم الله أمير:لننطلق اذا. توجهودا مباشرة للمطار لينطلقا الى وجهتهم بعدها.... لم يطل سفرهم كثيرا ورغم إصرار ريحان على معرفة المكان المقصود إلا أنه تركه مفاجأة حيث اكتفى بقول"مكان ستحبينه" نزلا من المطار وتحديدا وصلا إلى كبادوكيا مدينة المناطيد. نزلا هناك ويده بيدها وخرجا من المطار بعد أن اكملا الإجراءات. وقفت خارجا ولفت بصرها حول المكان الجميل هنا وهناك سعيدة فالمنطقة جميلة وسياحية ومشهورة بابداع الخالق بها. حولت بصرها نحوه لتقول:كبادوكيا مدينة المناطيد! اعشقها. أمير:وانا لكن ليس بقدر عشقي لك. امتلأت عيونها دمعا حينها لتردد:أحد احلامي ايضا زيارتها وانت حققته. اقترب منها ليضع يده على وجنتها ويقول:لن يكون نقطة مما قدمته لي لكن قبل أن ننطلق عديني بشيء ريحان:ماذا؟ أمير: أريدك أن تستمتعي بكل لحظة هنا، اضحكي اركضي امرحي. لم تجبه فقط اكتفت بالابتسام له بحب ليتحدث هو ويقول:ليعطني الله الصحة فقط وسأسعى لاسعادك فقط. ريحان:انت كن معي ولا تترك يدي فقط وسأكون سعيدة بك ومعك. ليستقلا بعدها سيارة أجرة وينطلقا إلى مكان المناطيد تحديدا. بعد مدة كانوا بالمكان المقصود... نزلت من سيارة الأجرة تنظر بعيون متسعة وكأنها بحلم كله الوان،اسرع ناحيتها بعد أن أنزل الحقيبة ليضع أصابعه بين اصابعها ويقول:هذه اول وجهتنا حبيبتي وبعدها سنطوف اغلب تركيا لن احرمك من شيء ستزورين كل المنطاق التي رغبت بها قبلا او ربما زرتها قبلا لكن الفرق هذه المرة سنكون معا، سيتجمل المكان الذي نزوره بوجودك أكثر. ريحان:انا يعني مع الاسف انا لم ازر مناطق كثيرة... أمير:وستفعلين. كانت تنظر بعيونها الواسعة اللامعة إلى المكان، التضاريس،الالوان، الناس حولهم، المناطيد، كل شيء وكل تفصيل كان جميلا لا بل فاتنا يسحر العقول. اما هو فلا يرى غيرها لاشيء يلفت بصره عداها،لا الالوان ولا الاطفال ولا اي شيء عدا محبوبته. ارتاحا قليلا هناك من تعب الطريق ثم قررا مشاركة مستقلي المنطاد والتحليق في سماء كبادوكيا. نظر إليها ليقول:هيا سنحلق. ريحان:لا لا انا اخاف لا يمكن لنبق هكذا نتأمل السماء والوان المناطيد فقط. أمير:لا يمكن لعشق التي تمدني بالشجاعة ان تخاف من ركوب منطاد؟ ريحان:ها تحاول رفع معنوياتي يعني؟ لكن لا انا اخاف لا يمكن. أمير:اذا فرصة لتتحدي خوفك هيا. ريحان:ممممم حسنا حسنا لكن حبيبي رجاء لا تترك يدي للحظة حتى. أمير:تمام ركبا أحد المناطيد وبعد مدة قصيرة بدأ بالانتفاخ بالهواء الساخن اكثر فأكثر والارتفاع تدريجيا للسماء،نظرت الى الأرض لتقول وهي متحمسة كالاطفال:إنه يرتفع أمير حقا إنه يرتفع. أمير:سيرتفع اكثر فأكثر وسيكون المنظر جميلا من فوق فقد استمتعي قدر ما تستطيعين. ريحان:اها تمام سافعل ذلك ما دمت معي سأفعل. ارتفع المنطاد بهم اكثر فأكثر ليبدأ بالتحليق وسط السماء وهما مستمتعان ينظران للاسفل ولتضاريس المنطقة ويتحدثان حينا، حماسها الطفولي كان طاغ على كل حركاتها وملامحها حتى أنها سلبت عقله فبدل أن يستمتع بالمناظر كان أغلب الوقت يتاملها. بعد مدة نزلوا من تحليقهم في السماء... تقدمت قليلا للنزول لكنه بقي مكانه،التفتت للخلف لتقول:ماذا هناك حبيبي؟. نظر إليها بحب ثم سحبها ناحيته مباشرة فنظرت إليه بحب، ضمها إليه ياخذ عطرها ليتركها بعد حين بعد أن ختم الذكرى بعناق روحه بروحها. انزلت راسها حينها لتقول:اذا نمضي. أمير بفرح: نعم لنمضي. انتهت رحلة المنطاد الجميلة لينطلقوا بعدها مباشرة إلى كهوف كبادوكيا الجميلة فقد حجز أمير هناك غرفة بها لهما مسبقا. في كل مكان وبكل لحظة وفي كل زاوية كانت ريحان تحلق فرحا كفراشات الربيع طفلة تجوب حقول الخزامى بسعادة بينما هو فقد كان كنسمات الهواء التي تخترق ضحكات تلك الطفلة ليزيد من لطافة نسماته وهو يلفها بحب. كان وقتها قد حل المساء... قررا الاستراحة قليلا بعد مشوارهم الجميل. دخلا غرفتهما التي كانت عبارة عن كهف صغير كما هو معروف في تلك المنطقة لكنه عبارة عن غرفة جميلة مضاءة ببعض الشموع كما أنه قد زينت أرضيتها وسريرها باوراق الورود. وقفت تتأمل سعيدة وهو يقف بجانبها ثم تقدم واحتظنها من الخلف وقبل رقبتها ليقول:لنبدأ بتركيا اولا ثم نخرج خارج تركيا. ضمت ذراعيه بقوة لتهمس:شكرا حبيبي شكرا شكرا لفها إليه وقبل شفتيها بعمق ثم قال:لنرتح قليلا ثم ننزل لتناول العشاء. ريحان:تمام. بعد لحظات فقط حضرت خدمة الغرف ليتوجه أمير ويقوم بفتح الباب فقد احضر العامل صندوقا بطلب من امير ثم انصرف. عاد أمير الى ريحان التي كانت مستلقية هناك،اعتدلت بمكانها لتقول:اها وما هذا الآن؟ أمير:افتحيه اولا. قامت من مكانها وبدأت بفتح الصندوق لتجد به فستانا اسودا أنيقا قد أحضره لها بجانبه طرحة بسيطة ومعه علبة هدية. سحبت الفستان ثم نظرت اليه للتقول:انت صاحب المفاجآة بامتياز أمير:اعجبك؟ ريحان: كل شيء منك جميل كقلبك أنه يفوق الوصف. ثم حملت العلبة وفتحتها لتجد بها اسوارة بسيطة وناعما مثلها تماما،نظرت بحب إليه ليقول:اعتذار على اول عقد وضعته برقبتك قهرا. اقتربت منه لتضع يديها على شفتيه وتقول:هششش هش هذه بدايتنا . لم يحدث أي شيء سيء قبلا كله جميل كله كله. نظر إليها بسرور ليقول:نعم بدأنا بكل شيء جميل لا حزن لا الم ، اذا ساغير ملابسي وانتظرك هيا أرتديه ولننزل لتناول العشاء ثم نرى ما سنفعل بعدها فالمنظر هنا ليلا لا يفوت. حملت الفستان بين يديها لتقول:لن اتأخر ثم مشت قليلا متوجهة للغرفة المقابلة لغرفة النوم لكنها عادت سريعا وسرقت قبلة من شفتيه على حين غرة جعلته يطالعها دعشا لكنها هربت سريعا قبل أن يمسكها. غيرت ثيابها وعدلت طريحتها وتجهزت ثم توجهت إليه تمشي على استحياء. تقدمت ببطئ ناحيته وهو يتاملها دونما حديث ليخرج تلك الكلمات من شفتيه اخيرا ويقول:الاسود يليق بك وكل الوان الكون تليق بك وأنا العاشق الذي شغفته حبا. كانت سعيدة تبتسم فقط ليتناول تلك الأسوارة من العلبة بيده ثم مدت يدها ليضعه على معصمها، قريب من وجهها تضرب أنفاسها وجهه، قريب من قرمزية وجنتيها، قريب من بريق شفتيها يريد أن يضمهما بشفتيه لكن غصة تشد بقلبه كلما تذكر ذلك اليوم المشؤوم وكيف كان لايبصر غير الظلام وآذى روحا لاذنب لها بشيء فقط لينتقم..... سرح قليلا وهو كذلك حتى أنه وجهه عبس وعقد حاجبيه غاضبا من نفسه وهو يتذكر تفاصيلها وارتجاف جسدها واختناق روحها وهو يقترب منها... أخذ نفسا عميقا لتدارك ألمه ثم أخذ يستنشق عطرها وهي تتفاعل مع دفئ يديه وقربه منها لكنه اطال لتقول:أين ذهبت أمير؟ القسم الثاني: اعادته لواقعه ليقول:لا شردت فقط، ابتسمت واقتربت قليلا وقبلت جبينه لتقول:شكرا شكرا. أمير:توقفي عن شكري ودعينا نذهب هيا تفضلي عشق تارهون ريحان:تمام توجها للمطعم بالاسفل، كان حينها الجو جميلا والمكان مبهج ومن حولهم كلهم مستمتعين، نظرت اليه بحب بعد أن جلست مقابله بأحد الطاولات لتقول:الكل مستمتع. أمير:وانت ايضا استمتعي انت مع حبيبك وسط الناس،جو جميل،طاولة جميلة مع أميرة فاتنة وستكون لنا سهرة طويلة بعد العشاء سنذهب لمكان خاص. ريحان:حسنا انا استمتع حتى أنظر تعب وجهي من الابتسام يكفي انني بقربك. أمير:أن صرخت وقلت إن هذه الأميرة زوجتي وانني اعشقها هل في ذلك حرج جمالك ساحر وانت ظالمة لا ترحمين قلبي العاشق. ريحان:لطفا أمير لا تباشر جنونك ساخجل من نظراتهم. أمير: مممم وماذا تريدين من اكل ؟ ماذا تشتهين؟ ريحان:اي شيء كان لا يهم لا اشعر بالجوع اصلا. أمير:اما أنا فبطني تلعنني وعصافيرها تحتضر. ريحان:عيب أمير تارهون وعصافير بطنه تحتضر ، ثم اقتربت وهمست سيشاع بأن زوجتك تحرمك الطعام ها. أمير:اها يعني أدركت اهمالك وانت تعترفين. ريحان:اي إهمال هذا لدينا 3ايام زواج فقط لا غير. أمير:وامامنا العمر كله. ريحان:ان شاء الله تناولا عشاءهما ثم قاما من مكانها وتوجها لمكان آخر سريعا كي لا يفوت الجمع الغفير هناك. كانت هي لا تعي شيء ومع ذلك فقد سلمت له القيادة وتركته يأخذها اين شاء يكفي انها بجانبه، فرحة بالعوض الذي أتاها من رب العالمين، مدينة له ولحبه الذي جعلها تبصر أن هناك أشياء جميلة داخلها بعد.أن كادت تنطفئ وأن هناك وقهقهات غزتها الدموع يوما لكنها عادت للنور وهو من فعل، أما هو لا تزال تلك الغصة في قلبه وشعور الندم.يراوده كل حين، لكن إن أراد أن يمضي معها في طريق السعادة عليه أن يشبع سنوات الندم العجاف ويستقبل الأمل الذي يأتيه من همساتها. وصلا عند تلة قريبة، كان المكان شبه مكتض،نزل هو واسرع لينزلها من السيارة ويقول:لقد وصلنا حلوتي أن شعرت بالبرد اخبريني ريحان:لالا الجو جميل جدا. ثم نظرت حولها وقد كان هناك جمع من الناس اطفال وشباب وبنات كلهم اجتمعوا لإنارة المصابيح العائمة ورفعها لتطير بالسماء. نظرت اليه سعيدة مبتهجة باستفهام ايضا ليقول هو:نعم سننير واحدا وكل منا سيتمنى امنيه ونطيره بالسماء. ريحان:انت ثم ركضت إليه لتحتضنه إليها وتقول:انت اجمل شيء حصل لي بعمري. ضمها اكثر ليقول:اريدك سعيدة كوني سعيدة دائما دائما. ريحان:وانت كن معي سعادتنا معا مشتركة انت تصنعها لي وانا اصنعها لك. أمير:مممم وددت لو ابقى هكذا عمرا لكن هيا لا يجب أن نتاخر سنطير المصابيح كلها بنفس الوقت مع الباقين العادة تستدعي ذلك. ريحان:اعرف واحبها كثيرا وكانك تعيش بعقلي. أمير:لكنني كذلك. ابتسمت باشراق لتقول:نعم انت كذلك دخلا وسط الواقفين هناك وأخذوا مصباحا واناروه ثم وقفا وامسكاها معا لتقول:اذا وقت الأمنية ستكون سرية ها أمير:لتكن ثم تحدثت في نفسها وهي تغمض عيونها وقالت(ربي ارزقني طفلا منه يشبهه في ملامحه وجنونه وطيبته واحفظه لي) كان يتاملها وهي مبتهجة وبذلك الحماس ليردد هو داخله(اتمنى ان تسامحيني فقط هذا كل ما اريد) فتحت عيونها لتقول:حسنا اانت مستعد حبيبي؟. أمير:بسم الله. ثم أطلقا المصباح مع بقية من حولهم ليبدأ بالارتفاع بالهواء تدريجيا وهما يتاملانها سعيدين. امتلأت حينها السماء السوداء مصابيح مشعة،كان المنظر يبعث للراحة في النفس وكأنه حلم جميل حلقا فيه مع تلك المصابيح وطافا كما تطوف النجوم المشعة بكون الله الواسع الفسيح. كان يحتضنها ويراقب مصباحهما في السماء يرتفع ويرتفع ويرتفع. نظرت اليه قليلا وتاملته ثم عادوت النظر للسماء لتفصله عن شروده بالسماء وتقول بنظرة ملؤها الدمع:أنا احبك حقا أنا احبك امسك يدها وقبلها ليقول:وانا احبك حبيبتي. بقيا بمكانهما مدة من الزمن يتأملان السماء وتلك المصابيح التي ترتفع وتحلق في سماء المنطقة ليلا كما كانت تحلق المناطيد الملونة نهارا... نظرت ريحان لامير بعدها تتامله حبا لكنها انتبهت لشروده كل حين عن المصابيح لتفصله عن شروده وتقول:أأنت بخير؟ أمير:بخير الحمد لله لم سالت؟ ريحان:لا اعلم تبدوا لي مهموما لست متحمسا ومجنونا كعادتك. أمير:اهااا هل اشتاقت عشق لجنوني؟ ريحان:لالا طبعا ايضا نحن وسط الناس اياك ان تفعلها. أمير:من يدري انا مجنون ثم احتضنها وواصلا تأمل السماء في سكون تام. بعد.لحظات مرت أمامهما فتاة شقراء تمشي بدلع لم يكترثا لها بالاصل لكن هي عادت ادراجها فجأة لتقترب وتقول:أمير...لا اصدق نظرا اليها معا ثم نظرت ريحان لامير مستفهمة لتقول:من هذه؟ أمير:هذه...!!! من هذه؟ اقتربت الفتاة وامير ينظر باستغراب لتقول:أمير انا بينار ثم مدت يدها لتصافحه. أمير: بينار آ بينار اوووه منذ زمن والله لم اعرفك. بينار:رغم كل ما كان بيننا نسيتني عيب والله عيب لجم لسان أمير لحظتها وهو ينظر لريحان بعيون متسعة التي بدأت شرارات الغضب تتطاير من ملامحها وهي تنظر لتلك الفتاة ليقول وهو يبتسم:اهااا ههههه استغفر الله بينار...اقدم لك عشق ثم احتضنها ليقول:عشق زوجتي، وهو ينظر إليها مبتسما بينار:هذه هي زوجتك اذا. نظرت اليها ريحان وهي تحاول تمالك غيرتها لترد:اها زوجته وأم أولاده مستقبلا ياحلوة اعندك مانع؟ بينار:لا طبعا استغفر الله ولم يكون لدي مانع؟لكن استغربت فقط آخر من كنت اتوقع زواجه أمير كان يقول دائما انا لن اتزوج وأصبح مملا فالزواج ممل يفقد الحياة بهجتها جربت مرة وحرمت..اليس كذلك أمير؟ .. أمير:احم... اهااا .....يعني ايام مراهقة اختي بينار ..هكذا شيء..... ودوام الحال من المحال لا تاخذي على كلامي وقتها اليس كذلك عشق؟ ريحان:صحيح بينار:اية مراهقة الموضوع منذ سنة فقط. امير:منذ سنة؟ صحيح صحيح اووه النسيان. رمقته ريحان بعينها وهي تقول بداخلها(ممل اذا سيد امير لا بأس سنكافؤك) كان أمير يهرب ببصره من نظرتها وهو يردد(من اين ظهرت يابينار ؟ أفسدت متعتنا وساعلق الليلة لا محالة وتضيع كل طموحاتي سدا من المؤكد ستبقى ليلتنا سوداء) ريحان:حسنا آنسة سونار تشرفنا بمعرفتك لكن عن اذنك سنعود للفندق ولغرفتنا انا وحبيبي زوجي أمير تارهون ابن حكمت تارهون ثم نظرت اليه لتبتسم وتمسك يده وهي تشبك اصابعها بين أصابع يده وتقول:اشعر ببعض التعب حبيبي انعود؟ أمير:بأمرك أنا . بينار:عفوا على المقاطعة لكن اسمي بينار. ريحان:لا يهم الفرق مجرد حرف. ثم نظرت لامير تشد على أسنانها. كانا يتبدلان نظرات التذمر تلك وبينار تقف تبحلق لهما ثم اقتربت اكثر لتقوم بوضع يدها على صدر أمير فجأة ما جعله يعود للخلف قليلا لتقول:اتمنى لك السعادة من قلبي حقا وان لا تندم أمير. ريحان بهمس: ما اوقحها أمير:انها عشقي ولو بعد 50سنة لن امل لحظة معها. بينار:فعلا كما يقال العشق يغير من حال لحال ريحان بفرح: فعلا. سكتت بينار عن الحديث قليلا ثم عدلت شعرها واقتربت وعلى غفلة قبلت وجنة أمير سريعا ومشت وهي تقول:لتكن سعيدا أمير تارهون. ريحان دهشة:ماذا؟ نظر هو لريحان ليقول: ههههه انت لم تري شيء صحيح؟ ريحان:لالا لم تقبلك صحيح؟ انا احلم مجرد سراب. أمير بتعلثم: آ آآآ انها اختي لا تهتمي ريحان:يعني قبلتك !!!!!كيف تسمح بهذا؟ أمير:وماذنبي انا !!!؟ لم اكن اظن انها ستتجرا وتفعلها، حتى أني تفاجأت مثلك. ريحان:اها لو لم تعطها وجها لما فعلت. أمير:اي تحملينني الذنب؟ ريحان:لقد قبلتك بكل وقاحة امامي وانت وقفت ساكنا. أمير:لم انتبه حتى، لا تبالغي ريحان:أبالغ اذا أمير:آ، انسي حبيبتيود، هل نعود للفندق بما انك متعبة ؟ ريحان بغضب : هيا... تحركا من مكانهما نحو الفندق، كانت هي اغلب الطريق صامتة ترمقه بنظراتها كل حين بينما هو فقد كان كل ما نظر ناحيتها يبتسم مستمتعا بغيرتها الطفولية، أصبح كل حديث بينهما عناقا بحد ذاته فإذا كفت عنه حديثها أصابه البرد. اخذت حماما سريعا ليدخل هو خلفها ولم يطل البقاء هناك حيث خرج سريعا ليجد الحسناء واقفة بكتلة جمالها أمام المرآة ترتدي قميص نوم اسود وقد كانت تمشط شعرها الاسود المنسل خلف ظهرها. وقف برهة يتاملها هناك مستمتعا بحسنها،انتبهت إليه لتقول:ماذا؟ ابتسم ثم أخذ يتقدم ناحيتها ليقوم باحتضانها من الخلف ويقترب اكثر ليشمشم شعرها ما جعلها تأخذ نفسا عميقا مشابها للنفس الذي اخذه،ثم قال وهو يحاوط خصرها:عيناك سحر مترف يكاد يهلكني فمن ذا الذي عن جمال عيناك يبصر. تهزين عرشي بحسنك وانا سبقتك بذلك انثى بالارض ليزيد احتضانها اكثر وبقربه اكثر. أما هي فقد اطبقت على مقلتيها بقوة علها تستطيع أن تقاومه وتقاوم قربه وقد كادت تركن له للحظة لكنها استجمعت ما ترك فيا من عقل وشجاعة وما كادت تتحدث حتى نظر إلى انعكاسهم بالمرآة وقال:اكل هذا الحسن لي؟ما هذا الكرم سيدتي؟ ابتسمت لابتسامته لتردد بتقرير:لا نظر إليها مستفهما لتكمل:اريد ان انام يا صديق سونار، ثم فكت قبضته عنها واستدارت له. أمير:انت تمزحين، مادخل سونار الآن؟ ريحان:اها انسيت أنها قبلت وانت واقف دونما حركة. أمير:عشق لا تبالغي. ريحان:اشعر بالنعاس ثم تقدمت قليلا وحملت بيجامته وناولتها إياه لتقول:ستنام خارجا انت معاقب. أمير:عشق ريحان:هيا الى الكنبة ها وخذ لحافا معك كي لا تبرد ليلا حبيبي. ثم تقدمت السرير وتركته واقفا لتندس بداخله وهي مبتسمة وتكمل:احلام سعيدة مع سونار. بقي مكانه واقفا مصدوما لا يدري ما يحدث أو ما يقول لكنه استسلم لمطلبها وخرج باديا عليه الغضب المصطنع لتناديه:اطفئ النور لطفا. التفت ليقول:لن افعل اطفئيه لوحدك،ليخرج بعدها ويرمي نفسه على الكنبة بالغرفة المجاورة متذمرا يتافف ويقول:بينار تفعلها وانا آكلها على راسي لا بأس سيدة عشق ساردها عليك لا بأس. مر وقت على ذلك.... كان هو بالكنبة يتقلب يمينا وشمالا وقد هجره النوم،لم يكن حينها يفكر بشيء عدا كيف يخبرها بأن كمال شقيقها وكيف سيكون رد فعلها إن علمت، أفكار تروح وتجيء يليها طيفها وهي سعيدة وتضحك وطيفها وهي تبكي، أما هي فقد تقلبت وتقلبت كما كان يفعل هو رغم أنها أرادت الذهاب ناحيته إلا أنها كانت مستمتعة بعقابه ثم أخذت تفكر بيومهم كيف مر لتتافف وتقول:حرام ما فعلته انا هو يسعى ليسعدني وانا اعاقبه، لكنها قبلته قبلته وانا واقفة فما بالك لو لم اكن هناك ؟ ماذا كانت ستفعل؟ بالتأكيد كانت اف اف استغفر الله استغفر الله وقحة، سكتت قليلا وحين تءكرت بينار مرة أخرى شرعت في تقليدها بغضب قائلة:كان يقول أنا لن اتزوج وأصبح مملا لكنه تزوج الآن غبية، بقيت تحادث نفسها وهكذا إلى أن باغتها النوم واخذها إليه على غفلة لكن لم يطل نومها حتى بدأت بالاهتزاز مكانها وهي ترى كابوسا بحلمها، لقد عاودت حادثة محاولة اختطاف زوج عمتها لاوزجي وكل حديثه أمامها وكيف كان يردد أن ثأره مع امير وأنه يريد أن ينتقم منه لتفتح عيونها وتقوم من مكانها فزعة ترتجف وهي تردد:بسم الله الرحمن الرحيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم،اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ماهذا الحلم المزعج ياربي؟ اخذت الماء من جانبها وشربت ثم عادت لموضعها وهي تفكر به وتقول:ايمكن أنه نام دوني؟ حاولت العودة للنوم لكنها كانت خائفة فزعة كلما ما أغلقت عيونها يأتيها زوج عمتها أمامها، لتقوم من مكانها دون تردد وتتجه إليه مباشرة لكن هو لم ينم فقد كان شاردا كليا وما أن احس بحركتها حتى تظاهر بالنوم مباشرة وكأنه يغط بنوم عميق. وقفت أمامه ونظرت إليه لتقول:طبعا تنام بدوني بسهولة انت متعود على ذلك احمق ثم التفتت تريد العودة للداخل لكنه ابتسم لحديثها وفتح عيونه ليقول:انت تظلمينني دائما. تجمدت مكانها لتردد داخلها:لم ينم أمير:تعالي يا شقيتي. التفتت لتقول:آ شيء انا يعني اردت أن اشرب فقط. رفع اللحاف عنه ليقول:تعالي. ريحان:ها أمير:تعالي هيا دون عناد اقتربت قليلا بحانبه ووقفت لتقول:لا اريد واصلا لن يتسع لنا أمير:بل يتسع يتسع احتوكي داخل صدري لا تقلقي بشأن هذا بالاصل وزنك كليي بطاطا. ردت بضيق:لا حول ولا قوه الا بالله. أمير:3كيلوغرامات يا اميرتي حسنا هيا تعالي ولا تغضبي ريحان:حسنا أتيت لا تلح ممل. أمير:هههه، شكرا، ثم اقتربت وشاركته مكان نومه لكنها بقيت فترة صامتة دون كلام. أمير:لم انت صامتة؟ ريحان:لا أزال غاضبة لعلمك ولم اسامحمك ولا تتحدث معي... لكن... أمير:لكن ماذا؟ ريحان:رأيت كابوسا ولاكون صريحة اشعر بالخوف. أمير:دعيني أخمن ولن تجدي طمأنينتك الا بصدري صح؟ ريحان:هكذا شيء يعني.... لكن انا غاضبة. ليقوم باحتضانها اكثر ويقول:افعل اي شيء لاحميك. ريحان:لا تبالغ أمير:لا سونار ولا غيرها ولا نساء الكون تجابهك انت اميرتي. ريحان:الم يكن اسمها بينار؟ أمير:اها انت تتذكرينه جيدا. ريحان:نعم هدأت لحركته تلك ولكلماته وضمته هي أكثر وأخرجت زفرة اخرحت بها هلعها وبقيت على تلك الحال وقتا هي تحتضنه وهو يلاعب خصلات شعرها دون أن يفصل سكونها ذاك. بعد مدة بدأت بالتحرك قليلا بعد أن هدا روعها لينظر هو إليها ويقول:لم قمت اهناك شيء؟ نظرت اليه قليلا ثم تحدثت لتقول:أمير...اريد ان اسالك سؤالا. أمير:ماذا؟ ريحان:وقت الحادثة حين حاول احمد زوج عمتي خطف اوزجي... أمير:وما الداعي لتذكر ذلك الآن؟ ريحان:لا لا شيء فقط اريد ان استفسر شيء أمير:ماذا؟ ريحان:ما الداعي ليحاول زوج عمتي أن يثار منك بالتحديد؟ماذا حدث يوم التقيناه عند باب القصر؟يعني مهما كان ليس لدرجة أن يحاول خطف ابنتك والانتقام منك وهو لا يعرفك؟ لجم لسان أمير واتسعت عيونه كيف يجد مخرجا للهروب من استفسارها ذاك، فكر قليلا وهو ينظر إليها وشرد لتقول:هاااي اين ذهبت؟ أمير:معك معك عشق، لا تفكري بمثل هذه الأشياء وتعكري مزاجك ما الشيء الذي بيني وبين ذلك الحقير؟ غير أنه يريد أن يؤذيني بك لكن لا باس مهما فر واختبئ كالفئران سيخرج يوما للبحث عن الطعام وحينها لن يفلت من قبضتي. ريحان:أمير رجاء انس الأمر واتركه للعدالة، إنه شخص حقير لا يهمه غير المال والكأس، اسالني انا استغفر الله العظيم. أمير:حسنا عودي لمكانك وانسي هذا الموضوع اصلا هو تحت الطلب ستكون خطواته حذرة ولا بد أن يتم الإمساك به لا تهتمي. ريحان:ان شاء الله. عادت بمكانها وسكنت وسكتت قليلا بينما هو فقد كان يفكر بسؤالها ذاك وكلما فكر توتر وقلق،بعد لحظات قامت من موضعها ثانية وهي تنظر إليه ليقول:ماذا ايضا حبيبتي؟اتذكرت شيء آخر؟ ريحان:لا لا، فقط انا، ووضعت يدها على بطنها لتكمل:عصافيري تلعنني اشعر بالجوع وضع يده على بطنها ليقول:احب حين يطلب بطن اميرتي الصغير الطعام، انت لم تاكلي شيء على العشاء سأطلب لك. ريحان:لا لا الساعة متأخرة جدا تطلب ماذا الآن عيب؟ ساتحمل لحد الصباح وافطر. أمير:خدمة الفندق هذه تطلبين متى تشائين. ريحان:لا لا دعنا لانزعج أحدا عيب. أمير:حسنا لك ما تشائين لكن عندي فكرة افضل. ريحان:ماذا؟ أمير:سننزل لمطعم الفندق ونحضر شيء. ريحان:ايمكننا؟ أمير:أجل لا حرج بذلك، اصلا اعرف صاحب الفندق لا تقلقي هيا لنلبسك شيء اولا سريعا قبل أن اتهور ها وانت هكذا. ريحان ضاحكة: صبرا جميلا والله المستعان غيرت ملابسها ليتوجها للاسفل مباشرة ثم دخلا المطبخ الذي كان فارغا حينها فقد كانت الساعة تشير إلى الثالثة فجرا. فكرت ريحان قليلا لتقول:لنقلي بيضا شيء خفيف وسريع مارايك؟ أمير:حسنا لكن انا من سيحضره. ريحان:انت تدللني بزيادة وقد اتعود ها أمير:وليكن انت أميرة والاميرات مدللات. ريحان:نعم نعم أمير:حسنا انت اجلس هنا ليقوم برفعها واجلاسها على الرف هناك،ثم احضر بيضا ووعاء ومقلاة وضعها على النار وهي تنظر إليه مبتسمة ليبدأ بكسر البيض وخفقه مباشرة لكن ما ان حرك يده قليلا حتى عاد إليها ليقول:تعبت اريد بعض الطاقة. ريحان:اها تعبت من كسر البيض ام من خفقه يا حضرة المهندس أمير:من الاثنان معا، اريد طاقتي ريحان:لا ممنوع، لا تحلم حتى، الوجنة التي قبلتها سونار لا اقبلها دون أن تعقمها بالكلور. أمير بضيق:اووه ثم عاد وحضر البيض بصمت وهي تنظر إليه تتمالك ضحكتها أمامه، وجدت ملامحها السابقة، ولعلها وجدت طفولتها وضحكاتها مع أمها وأبيها، عادت لنفسها، وأصبحت عيناها التي كانت منها تخاف وبها تتعثر رواية حبها.. وضع المقلاة أمامها وخبزا لتبدأ بتناوله مباشرة وهو ينظر إليها سعيدا... ريحان:الن تاكل؟ أمير:لا لا اشعر بالجوع لتاكلي انت فقط. ريحان:لقمة واحدة فقط من يدي تعال. اقترب وتناول ما في يدها ثم تركها تكمل البقية. أنهت كل ما في المقلاة ووضعتها جانبا ليقترب منها قليلا ويقول:شبع بطن اميرتي. ريحان:اهاااا الحمد لله والآن ممممم هيا تعال الى هنا وفتحت ذراعيها ليقترب سريعا حيث قامت باحتضانه وهي لا تزال جالسة على الرف لتقول:لنعطك مكافأة صغيرة على تعبك ..ثم اقتربت قبلت وجنته المقابلة قبلة خفيفة لتقول:هذه نعم اما الوجنة الأخرى قبل أن تعقم فلا. أمير:لكن تحممت لم تظلمينها حرام؟ ريحان:بالكلور والا لا نظر إليها قليلا ثم قال:لكن قبلتك هذه لا تمدني بالطاقة كي اسير حتى إلى باب المطبخ انت تعرفين ان زوجك طماع جشع ايضا. ريحان:والمعنى؟؟؟ ليقوم بحملها مباشرة والركض بها سريعا الى غرفتهم ضحكاتهم الجميلة الممتزجة بالجنون والعشق تملئ المكان وهي تصرخ به ان ينزلها قبل أن يراهم أحد، أمير انزلني هل نسيت أني متحجبة والله عيب. همس ضاحكا: الكل نائم لا تقلقي بشأن شيء. أعلن أنه في دواعي الحب يقيم يرنو إلى السعادة في آخر الدرب التي تركن هي جانبها تنتظره. مرت ايام وأيام وايام...... تنقل فيها كل من امير وريحان بين كبادوكيا و بورصة حيث ذهبا إلى جبل الاولوداغ ثم القرية العثمانية وبعدها الى بولو، زارا منتجع بولو الشهير وبحيرة ابانت يليها سبانجا حيث زارا قرية المعشوقية لرؤية الشلالات هناك ثم انطاليا للتمتع بشواطئها الجميلة ، ثم بودروم كمسك الختام قبل أن يعودا الى اسطنبول، فقد تنوعت رحلتهم بين الشواطئ الى الجبال الى البحيرات الى الشلالات، لم يتركوا موقعا لم يتفقدوه، أيام جميلة بضجكتها و جميلة به، لا يمكن أن تنسى البتة، وهكذا حتى اكتمل شهر بحاله... حان وقت العودة الى اسطنبول والعودة الحياة الروتينية لكن بالنسبة للحبيبن فكل أيامهم حب وسعادة والعودة لقصر آل تارهون وعودة عشق إليه سعيدة بعد أن خرجت منه حزينة، والعودة إليه مع محبوبها بعد أن خرجت منه وحيدة. جمعا اغراضهما وعاد الى اسطنبول بعد أن عاشا اجمل ايام عمرهم بكل ما تحتويه الكلمة من جمال. دخلا بسيارة الأجرة الى حديقة القصر ونزلا. انزل أمير الحقائب من السيارة لتنصرف بعدها بينما ريحان فقد كانت واقفة امام القصر تنظر إليه بحزن، تلك الغصىة التي احتواها صدرها حين خرجت منه وحيدة منكسرة حزينة عادت لتنبش في سجل ذكرياتها المدفون في أعماق أعماقها...كانت عشق تنظر لريحان التي تتحرك بخطا متثاقلة وهي تجر تلك الحقيبة بصعوبة تكاد تقع أرضا لثقل جسدها لا لثقل الحقيبة. بكل خطوة مشت ريحان قبلا كانت عشق تنظر إليها وإلى كمية الهم والألم التي تعتلي ملامح وجهها حتى كاد يذهب لونه وتلك، الدموع التي تنافس في سقوطها المطر. اخذت نفسا عميقا مؤلما لكن قبل أن تكمله وضع يده بيدها وسحبها من عاصفة الالم والحزن تلك، التفتت إليه سريعا وقد امتلأت مقلتيها دمعا لكن لم تتحرر منهما بعد ليبتسم سريعا ويضع يده على وجنتها ويقول:اعرف مدى الالم الذي عشته هنا وصدقيني كل ما كنت تتالمين اتوجع معك ضعفا، ربما لم تكن طريقة دخولك للقصر لائقة بك كاميرة عرشي لكن الآن انت، ثم وضع يدها موضع قلبه ليكمل:انت سيدتي وأميرة كل دنياي، اعدك وعد شرف أنني سأسعى بكل لحظة من عمري ان ترسم البسمة على وجهك الجميل، وأن حدث ونزلت منك دمعة لن تكون إلا دمعة فرح وكما تملكت قلب أمير انت ايضا ملكة منزل أمير. ابتسمت باشراق ثم احتضنته بقوة فرحة، لتفصل حضنها بعد حين فوضع يده بيدها ثانية ليقول:لندخل. تحدثت ريحان قائلة: لندخل حبيبي أمير بحب: أحبها أكثري منها دائما ابتسمت ريحان وأردفت: على علم بذلك قلتها أكثر من مرة رد أمير: لكنك تنسين وتنادين أغلب الوقت أمير ريحان مازحة: أنا؟ أمير ضاحكا: لا أنا دخلا القصر أخيرا وهي مبتسمة بملئ فيهها ترفع رأسها شموخا وبكل تفاخر ليس تعاليا فعشق ليست كذلك ولو أشارت لها كل الأصابع بأنها الجميلة زوجة المهندس المشهور من العائلة المرموقة تارهون لا بل لأنها كانت سعيدة به فهي بجانب حلالها الذي لطالما اتهمت في شرفها به وأنه عشيقها ورغم أنه كان يحق لها أن تصرخ أمام تلك الأفواه وتقول هو حلالي رغم كرهي له لكنه حلالي أمام رب العالمين أنا بريئة ممّ تذموني به لكن لجم لسانها كل تلك المدة وهو فقط من حرر صرخاتها للعلن وحولها من صرخات ألم إلى قهقهات للضحكات. عادت للقصر ململمة كل السعادة داخلها ترفع رأسها وتتأمل المكان لا تنزله خجلة من شيء لم تقترفه قط بعد أن هدرت كرامتها به بدل المرة الفا ها هي تعود إليها كرامتها وذلك الشعور الذي يؤلم داخل القلب حين تهان كرامة شخص ويكتم غيضه داخله منتظرا النصر من عند رب العالمين وقد أتاها نصر رب العالمين. دخلا أخيرا ويده تضم يدها تشبك أصابعها لكنه سرق من الزمن لحظة وتأملها فهل يصح أن لا يفعل رغم أنها تسكن بين أضلعه لكنه سيستمر في سرقة أجمل اللحظات كلما أتيحت له فرصة لذلك نعم وتلك هي السعادة الذكية أن تغتنم أي فرصة من الوقت الذي يسير دون أن يلتفت لأحد وتعيشها بجمالها فقد لا تعود يوما وإن عادت قد لا تكون بتلك الحلاوة. ابتسمت وحركت رأسها مستفهمة ليردد هو مجيبا على استفهامها: شكرا لأنك موجودة شكرا لأنك أنت عشق فاكتفت بالنظر إليه بتلك اللمعة وتلك الضحكة التي تعطيه كل الحب وتسكنه داخل مدينة الطمأنينة زينت جدرانها جميعا بألوان ابتسامتها التي تحل عيدا في كل الأزمنة عليه. ما إن دلفا هنا لا تزال يده بيدها لتركض إليهما أوزجي مباشرة حين راتهما فرحة توزغ ضحكتها الجميلة على المكان وهي تنادي بابا حبيبي ريحان وأخيرا عدتما هاي هاي لقد عاد بابا الغالي لقد عاد. فتح أمير ذراعيه قائلا: أجمل شيء ثم سريعا حملها وهو يحتضنها ويلف بها وكأنه يحلق هو وهي بينما هي فقد علت ضحكتها أكثر ورفرفت تحت جناحي أبيها وزقزقت مع العصافير مرحبة به فضحك يشاركها قهقهاتها ويردد: ملاكي اشتقت إليك كثيرا. أوزجي فرحة : وأنا وأنا بابا لقد أطلت الغياب هذه المرة كثيرا بالكاد تحملت لفها ولفها يضحك وريحان تنظر إليهما قلبها يرقص من الفرح لم يرد أن يتوقف وكأنه لم يرها سنينا حتى بدأت هي تشعر بالدوار وانخفض صوت قهقهتها المتعالي وبدأت تكن لتردد: بابا أشعر بالدوار توقف يكفي رجاء رد أمير: لا يمكن أريد أن أسمع ضحكاتك أكثر أوزجي برجاء: بابا سأقع بابا رد أمير: بالتأكيد لن تقعي وأنت بين يدي أبيك توقف عن اللف بها في الهواء أخيرا وترك لها متسعا من الوقت كي تأخذ نفسا وتهدأ لكنه لم ينزلها بل أبقاها محمولة بين ذراعيه لتقترب منها ريحان أكثر وتقبلها بقوة وحب على وجنتها الصغيرة وكأنها تلتهم قطعة مارشميلو بكل شغف لتقول: يا فستقتي الصغيرة أنت اشتقت اليك كثييرا لكن يبدو أنك لست كذلك اوزجي باستفهام: و من قال؟ ردت ريحان: بالدليل ركضت عند أبيك ونسيتتيني كليا ولربما لم ترين حتى لقد حزنت حقا كنت أتوقع أن تركضي إلي أولا أنا ريحان جبيبة قلبك لكن يبدو أنني أخطأت. ابتسم وناظر أوزجي ليهمس عند أذنها: يبدو أن هناك من يغار هنا همست هي أيضا في أذنه: نعم لاحظت ذلك ريحان متءمرة: الله الله وهمسات بين الفتاة وأبيها أيضا. ضمت اوزجي رأس والدها إليها وهي تغمزه ثم مدت ذراعها ناحية ريحان قليلا لتقول: تعالي يا غيورة. ريحان بغضب مصطنع: هذا جزائي لأنني اشتقت لك بشدة أوزجي بحب: وأنا حلوتي اشتقت إليك كثيرا أوزجي سعيدة: إذا تعالي هيا لأضمك ضمت أوزجي ريحان وأبيها ثم قبلت كل واحد منهما من وجنته لتقول: أصبح لدي عائلة أخيرا وعائلة جميلة أحبها كثيرا. ريحان بفرح: وأنت أميرة وسكرة هذه العائلة حلوتي. أوزجي ضاحكة: انظر بابا أصبح بحياتك بدل الأميرة أميرتين أنا وريحان خانم رد أمير: أها إذا كنت أنت وهي أميرتي قلبي فأنا ما محلي من الإعراب؟ أوزجي ضاحكة: أنت أمير تارهون أمير بتذمر: شكرا على المعلومة افحمتني ردت اوزجي: العفو منك هيا أنزلني أنزلها بعد حين وتقدم من عائلته التي كانت تنتظره هناك. أصبحت تلك التي كانت بالأمس دخيلة غريبة زوجته أصبحت عشق العشيقة عشق الزوجة المخلصة المحبة نعم لقد صبحت من كان لقبها مجهولا لهم ريحان تارهون أصبحت مربية الصغيرة التي لا رأي لها بشيء هناك كنة العائلة زوجة الإبن البكر والأهم من كل هذا أنه حبيب قلبها. تقدمت ريحان ناحيتهم ومدت يدها وقبلت يد حكمت قائلة: مرحبا بابا نعم أحست بذلك الشعور الذي يرسل وميضا في القلب يبشرها بأن الدنيا لا تزال بخير وأن هناك من يحبها بصدق فرف قلبها فرحا فهامسته قائلة: هدأ يا قلب فطريق السعادة لازال بأوله وما هذه إلا البداية ستنبض وتنبض فرحا وفي كثير من المواقف فأمامك الكثير لتعيشه مادام الذي وعدك بالفرح يقف بجانبي يطالعني مسح حكمت على رأسها بحب أعطاها شعورا بأمان الأب ليتحدث قائلا: بوركت ابنتي منذ هذه اللحظة أنت ابنتي وليس كنتي فقط مرحبا بك للمرة المليون إن رغبت بيننا لقد زاد سكان القصر فردا لكن هذا الفرد كما أرى أتى وأحضر معه الربيع فقد بصرت منذ دخولكم وضحكة اوزجي لا تفارقها بل ملأت المكان حماسا حتى أعطتنا من تلك الطاقة ماشاء الله. ابتسمت ريحان محاولة قدر المستطاع عدم البكاء لترد: شكرا لك بابا فخر لي أن أحمل اسم عائلتك حقا حكمت بخفوت: يليق بك يا ابنتي فأنت نعم الفتاة ونعم الأخلاق رحم الله والديك اللذان ربياك أحسن تربية وقد كانت هذه النتيجة ولحسن حظ ابني أنه ظفر بك. ابتهج أمير لكلمات أبيه التي أتت على قلبه كالبلسم ليقول: الحمد لله أنها أصبحت من نصيبي. نظرت ريحان للجميع لتقول: شكرا حقا أخجلتموني بكلامكم هذا. إنه ذلك.الشعور الذي لم تحسه منذ أن فارقت والديها هذا هو أمان الأب ودفء العائلة الذي لا يعوضه شيء في تلك اللحظة أحست أنها ذات قيمة وسند حولها أناس يحبونها مستعدين لفعل أي شيء لإسعادها وحمايتها أيضا فسرت الجميلة وزارتها السعادة من كل صوب. تقدمت ريحان من جافيدان التي لا تزال بجانب حكمت متسمرة تحاول رسم الابتسامة فقط كي تتظاهر بالسعادة أمام ابنها لكن يبدو جليا أنها منزعجة فتقدمت ريحان نحوها قليلا وقبلت يدها لكنها كانت تقدح شررا فلم تتلفظ الا بكلمة واحدة: مبروك. ثم مليكة وسونا التي احتضنتها بقوة وهي تردد: زوجة أخي زوجة أخي وجوناي وحتى الخدم الكل رحب بهم اجمل ترحيب والكل سر بزواجه من ريحان عدا والدته. يليها العشاء فقد حضر من بالقصر عشاء للعروسين احتفالا بعودتهما واحتفالا بالكنة الجديدة التي أتت واحضرت معها السرور على قلب الأمير وطفلته. انتهى العشاء اخيرا ليتحرك أمير وهو يعيد كرسيه للخلف ووقف ليقول: حسنا بالعافية نحن سنرتاح بغرفتنا من بعد سفرتنا الطويلة عن اذنكم لتقوم ريحان من مكانها ايضا. أذن لهم والده ووالدته بالذهاب لينصرف العريسان جنبا إلى جنب لكن ريحان استسمحت أمير كي تتفقد الصغيرة ثم تلحق به لكن سونا قاطعتها وطلبت منها أن تترك لها رعاية الصغيرة على الأقل تلك الليلة وأن تذهب مباشرة مع أمير لغرفتهما لترتاح لكن ريحان رفضت في البداية لكن سرعان ما أقنعها أمير أن ترتاح تلك الليلة فأومأت بعد حين بالموافقة ثم وضعت يدها بيده متحركين نحو غرفتهما. كانت تمشي بجانبه يدها بيده بهدوء إلى أن وصلت إلى الباب وتوقفت هناك. وقف خلفها صامتا ثم اقترب ليهمس بأذنها: اهلا بك في مملكتك الصغيرة لكن قبل ذلك يجب أن نفعل شيء. ردت ريحان: ماذا؟ ابتسم أمير بمكر ليقول: هكذا ثم قام بحملها وادخالها الى غرفته متحججا بأنه يطبق التقاليد ضحكت ريحان وقالت: أنطبق التقاليد ألف مرة يعني؟ رد أمير: وليكن يمكننا تطبيقها كل يوم. تحدثت ريحان قائلة: على حد علمي لا تحب كلمة تقاليد. ضحك امير قائلا: تقاليد الخالة عائشة اعمال شاقة يا إلهي لا تذكريني فهي حين تذكرينها تنط كالعفريت امامك. ضحكت ريحان ثم همست عند أذنه مازحة:قد تسمعك لديها عفاريت بكل مكان. رد أمير: شكرا على الإضافة. انتبهت إلى الغرفة وهي لاتزال بين يديه مرفوعة عن الأرض لتجده فرد الورد الابيض بكل زواياها فاكتست حلة كأنها بستان زهور في فصل الربيع تأملتها وتأملت كل ركن بها سعيدة لتقول مبتهجة: جميلة جدا نظر أمير للغرفة ثم إليها قائلا: إنه الابيض الذي يشبهك في سلامه يشبهك في نقائه يشبهك في بعث الطمأنينة لينزلها فوق ذلك الورد ببطء. نظرت إلى السرير هناك وأخذت تتذكر بالتدريج ما حدث بينهما قبلا لتقول: سبحان الله لم اتخيل يوما انني سأشارك مكانك وغرفتك. تنهد أمير مردفا: مرات دخولك إلى هذه الغرفة كانت معدودة وتقريبا كلها نقاشات وصراخ ودمع لكن، ثم لامس وجنتها ليكمل: لكن من هذه اللحظة هي ملاذنا بعد كل نهار متعب أو مريح كان لن نفترق سنشيخ على نفس الوسادة. ردت ريحان مردفة: سنشيخ على نفس الوسادة ان شاء الله ونتشارك كل ذكرياتنا اي ذكريات كانت الجيد منها والموجع لكنه سريعا وضع أصابعه على شفتيها وأسكتها ليؤكد لها أنهما لن يعيشا وجعا قط وسيحاول فقط اسعادها مادام فيه نفس. سرت بكلماته ككل مرة فسبحان من جعله الطمأنينة خاصتها ثم اقتربت منه واحتضنته إليها مدة ليهمس عند أذنها وهو يضمها يحنو عليها قائلا: عشقي وإدماني كيف لا وأنا أشعر بأن الحياة بدون محبوبتي أرض جرداء لا حياة فيها قاحلة خالية من كل ألوان الجمال والسعادة، أحبك وأشعر بحبك بخلجات قلبي وفي نبض عروقي حبيبتي أنت محور حياتي وسبب سعادتي، من يسكن روحي فكيف للقلب أن ينساه فأنت عمري الذي ابتدأ وأول حياتي هكذا عينيك مؤامرة من الجمال وأنا ضعيف أمامها. سألت ربي يوما حظا جميلا فأهداني إياك أنت. ضمته بقوة إليها تستمتع بكل همسة وكلمة ولمسة منه ليقوما بعدها بتغيير ملابسهما والاستلقاء بالفراش ثم احتضنها كعادته التي ألفتها وبقيا كذلك مدة يتحدثان ويتحدثان عن كل جميل عاشوه تلك الأيام ثم اخذا يتفقدان هواتفهما وصورهما وجنونهما فقد كان كل شيء موثق في هواتفهما بتفاصيله ليستسلما للنوم بعدها مباشرة بعد تعب سفر طويل. حل الصباح. لم يستيقظ أمير وريحان يومها باكرا فقد واصلا النوم الى وقت متأخر ولم يستفيقوا إلا على صوت نيجار وهي تدق الباب ليتحدث ريحان وتقول: نعم. ردت نيجار من خلف الباب: سيدة ريحان هناك ضيف بانتظارك في الصالون. فتح أمير عيونه بتثاقل يحكهما ثم مدد ذراعية ليردف: ضيف إذا ومن ذا الذي يأتي بوقت مبكر كهذا؟ طالعته ريحان مستفهمة فحالها حاله لا تدري من يمكن أن يأتي بوقت مبكر هكذا. نيجار من خلف الباب: الضيف طلب مني أن أخبر السيدة ريحان بالقدوم حالا. رد أمير: أهو لغز؟ ريحان بصوت مرتفع: حسنا نيجار ساغير ملابسي وأخرج أخبري الضيف بذلك. الفصل السابع والعشرون من هنا |
رواية عشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم كنزة
تعليقات