![]() |
رواية ضراوة العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دهب عطيه🦋 السادس و العشرون🦋 شعور السعادة.... هو الإحساس الذي يغمرك فجأة بدون سابق إنذار فتصبح مذبذب بداخلك ويطوف في ذهنك هذا السؤال المتردد ، هل ستدوم تلك السعادة؟، ام أنها مجرد محطة قصيرة وجدتها فقط لتستريح من عناء الطريق الشاق ، وستكمل الرحلة على أية حال ؟!...... تنهدت بعمق وهي تنظر الى 'برج إيفل' من بعيد وبين يداها كوب من النسكافيه ترتشف منه على مهل تستمد منه الدفء وبعد الراحة الذهنية...... لايزال الشروق في بدايته... فقد ضاعت ساعات البارحة في احضانه والباقي في النوم بجواره لتستيقظ في اليوم الثاني قبل طلوع الشروق....... ها هي تشاهد تسلّل خيوط الشمس الذهبية المداعبة للمكان الشاعري من حولها...والهواء المفعم بنسمات المعطرة الباردة التي تهفهف شعرها الناعم للخلف بشكلاً يسحر أكثر المتأمل إياها الآن.... ارتشفت من الكوب الدافئ مرة اخرة وهي تتمتع بطعم القهوة به التي اختلطت بالبندق والحليب بتناغم تفضله... شعرت بخطواته خلفها وصوته الناعس الذي اتى سريعاً بجواره..... "وعد....... صحيتي امته....." ردت عليه وهي ترسل له بسمة الصباح المشرقة.... "من ساعة كده.....صباح الخير....." قبلى وجنتها وهو يرد عليها.... "صباح النور ياحبيبي...." جلس على اقرب مقعد أمامه ورفع ساقيه على الطاولة المستديرة أمامه ثم رفع عينيه عليها...سمعها تقول بصوتٍ خافت.... "دا نسكافية.....تاخد..."مدت له الكوب بفتور سحبه منها بلطف وهو يضعه جانباً.....معلقاً بسخط... "المفروض نفطر الأول؟....." مطت شفتيها وهي تسند ظهرها على حاجز الشرفة وقالت بإستياء وهي تنظر إليه.... "عندك حق.... كُنت ناوية اعملك فطار وجبهولك على السرير زي الأفلام بس بصراحة المطبخ تحت مفهوش غير قهوة ونسكافيه...." رد عمرو ببساطة.... "شيء طبيعي انا بقالي اكتر من سبع شهور غايب عن المكان..... مش مشكلة هنفطر الأول برا...وبعدين نعدي على السوبر ماركت نشتري اللي احنا عايزينه...." اومات له بحرج وهي تعود بعينيها للشرفة.... سمعته ينادي عليها بهمسه الساحر بان تقترب، تقدمت منه بخجل مسك يدها واجلسها في احضانه وهو يقول بحب.... "وحشتيني......" ابتسمت بنعومة وحرج وهي تسأله.... "وحشتك ازاي.....انتَ ناسي اننا مسبناش بعض إمبارح...."بلعت باقي الكلمات وهي تترجم انها فتحت على نفسها الحديث عن مشاهد حميمية حدثت بينهم ليلة أمس.....قال بمراوغة خبيثة وهو يداعب خصرها بيداه.... "انا مش فاكر.... هو حصل اي إمبارح....."نادته بخجل صارخ... "عمرو.....بس بقه..." "بس إيه انتي مراتي يامجنونه......بقولك اي متيجي نكمل الساعتين دول جوا....." ضحكت بخجل وهي تلقي نفسها باحضانه بقوة وتدفن وجهها بعنقه... "بحبك....." قبلها من وردتها الحمراء التي تثيرة أكثر وهو يقول بحب.... "وانا بموت فيكي....." الصمت ساد بينهم لبرهة... ثم سمعها تتنهد داخل احضانه وهي تقول بدون مقدمات... "تعرف اني بقيت بخاف أوي....." ابعدها عن احضانه برفق وهو يقول باستفهام... "تخافي.......تخافي من اي ياوعد؟...." وضعت يداها على وجنتيه وهي تقول بصوتٍ مرتجف خوفاً من بعض المشاعر الغير مفهومة داخلها... "يعني خايفه تبعد عني تاني......انا حبيتك اوي ياعمرو وخايفه تسبني او تتخلى عني...." قرب وجهه منها واسند جبهته على خاصتها وقرب خصرها منه اكثر وهو يقول بحنانه الخاطف لقلبها... "مين يقدر يتخلى عن روحه ياوعد.....مفيش حاجة هتقدر تبعدني عنك ولا لسه اتخلق الخلاف اللي يخيلني اسيبك وتخلى عنك.... ولو في يوم عملت كده يبقى عمري ما حبيتك....." قالت برجاء واعين دامعه.... "طب اوعدني إنك مش هتسبني ولا هتبعد عني..." "اوعدك..." سالته بتردد.... "ولو في يوم عملت كده......." رد بفتور... "يبقى ليكي الحرية تعملي فيه اللي انتي عيزاه...." رفعت حاجبيها بدهشة.... "انتَ بتحكم على نفسك ياعمرو...." قال عمرو بجدية.... "بحكم على نفسي عشان واثق اني لا هتخلى عنك في يوم ولا هظلمك... وان اي خلاف مابينا نقدر نحلو من غير ما نوصل للمرحلة دي...."رفع راسه وقبلى مقدمة راسها وهو يقول بحب... "خليكي واثقه في ياوعد واوعي تخافي طول مانتي معايا......" قالت وعد بخفوت وحرارة مشاعر.... "بحبك ......" رد عليها بتنهيدة حارة.... "وانا بعشقك ياحبيبي....." إبتسمت بحب وهي تقبل شفتيه وكادت ان تبتعد ولكنه هجم هو على شفتيها متجرع العسل بتمهل من خلالهم.....عقدت ذراعيها حول عنقه وهي تقرب نفسها اكثر منه ليزيد هو جرعت القبلات على شفتيها ووجهها وعنقها وتبدأ يداه بالعبث بجسدها... وتنتهي الملحمة بجولة اخر على فراش بأريس وعزف وتيرة الحب بخفقات قلوب تعرف الطريق للحن العشاق واوتاره.... بعد مدة.... لكزته في كتفه بضيق.... "عمرو قوم بقه وبطل غلاسه....." برم شفتيه بعبث.... "اي الغلاسه في اني اقولك نقضي اليوم هنا...." لكزته مرة اخرى وهو يولي ظهره لها....صاحت بتهكم... "نقضي اليوم هنا.....قول كده بقه انتَ بكره هتنزل الشغل على فكرة ويعالم هتخلص الشغل المتكوم عليك دا أمته......" رد ببرود مطصنع... "اسبوعين وكل حاجه تخلص...." فغرت شفتيها مرددة "اسبوعين ياعمرو؟ وانتَ هتسبني قعد في شقه أسبوعين بحالهم....." عدل وضعيته واستلقى على الفراش وهو يرمقها ملياً قبل ان يقول بجدية.... "لا ماهو متفكريش اني هسيبك تنزلي لوحدك...." عقدت ذراعيها وهي تقول بغرور.... "اي المشكلة ان بعرف فرنسي كويس.....واخده كذا كورس فيه.... " مط شفتيه وهو يقول بشك.... "طب قولي مرحباً كده بالفرنسي...." قالت بصلف.... "Bienvenue....." مط شفتيه وهو يقول بجزع... "طب لو مشيه مثلاً في سكة وعايزه تروحي كافية مثلا يعني هتقولي إيه...." رفعت رأسها للاعلى بتفكير وهي تقول... "هقول.... je veux aller au café...." تأتأ بشفتيه بمكر وهو يكرر الجملة ببطء... "إسمها je veux aller au café...." ضربته في ذراعه بضيق.... "اي ده امال انا قولت إيه...." هتف بمكر وغطرسة.... "انتي قولتي كده بذمتك.... انتي قولتي كده...لا الحروف أصلا عندك مش مظبوطة في نطق محتاجه تاخدي كورس على ايد العبد لله....."اشار على نفسه بصلف... مطت شفتيها وهي تقول بسخط... " على فكرة بقه انتَ بتعمل دا كله عشان مخرجش لوحدي..... " "طب مانتي عارفه اهوه بتجدلي معايا ليه من الأول...كده كدا مش هوافق تخرجي لوحدك وبعدين إحنا متفقين ان نص الاجازة شغل وخروج.... وانهاردة هنخرج وبكرة هتيجي معايا الشغل.. اظن مفيش دلع بعد كده.... " قبلته في وجنته وهي تقول برضا عنه.... "طالما هنخرج يبقى اللي انتَ شايفه ياسي عمرو...." غمز لها بشقاوة.... "طب ياسي انتَ بوس بذمه وضمير....." ضحكت بخجل وهي تنهض من جواره وكانت ترتدي قميص قصير هفهاف ابيض اللون..... قال من خلف ظهرها بطريقته الوقحة التي للأسف باتت تعشقها منه !... "يابيض حن علينا.....وتعالى ادينا البوسه بضمير..." هزت راسها بنفي بدون ان تستدير له ثم دخلت للحمام...... ابتسم بمكر وهو يقول بخبث.... "برحتك هتيجي....." فعلاً بعد ساعة إلا ربع تقريباً سمع صوتها المتحشرج بالخجل وهي تقول بتردد.... "عمرو البشكير ياعمرو....." ابتسم بمكر وهو يحتسي قهوته على الفراش بوقار.... "إيه مش سامع....." تكلمت من خلف الحمام بضيق اكبر... "البشكير يابني...." اتاها من خلف الباب صوته البارد الغير راضي بالمرة.... "ابنك طب خلي ابنك بقه يجبهولك....." فتحت باب الحمام فتحه بسيطة وهي تخرج فقط راسها المبلل وشعرها الملتصق بوجنتيها..... "عمرو هات البشكير بقه بجد...." نظر لها وهو لا يزال ممدد براحة على حافة الفراش قال بمراوغة... "والبوسه....." "هدهالك طبعاً...." نظر لها بوقاحة وهو يقول... "طب متيجي وانتي كده...." كادت ان تبكي وهي تقول من تحت اسنانها كالطفل المتذمر.... "ياعمرو بقه... ياعمرو بقه آلله....." ضحك باستمتاع وهو يمط شفتيه ببرود ويداعبها بتلك النظرات الدافئة بالعبث.... "خلاص نتفق اتفق.....' زفرت بغيظ وهي ترمقه بعينيها النارية المتوعدة له..... "اوف بقه اللهم طولك ياروح اتفضل....." "هسألك كام سؤال كده ولو جوبتي عليهم كلهم صح هجبلك البشكير وفوقه بوسه....." قالت باستنكار.... "على فكرة بقه انا مش عايزه البوسه انا عايزه البشكير....... بس ما علينا.... لو مثلاً يعني معرفتش اجاوب صح على الأسئلة دي هتعملي؟...." رد بخبث... "هديكي البشكير برضو بس وانا معاه...." كادت ان تشك شفتيها ابتسامة غادرة ولكنها تمسكت وهي تقول بضيق زائف.... "على فكرة بقه انتَ استغلالي.....ومصيرك بقه تتحط في الموقف ده....." رد عليها ببساطة... "لا عادي انا مش بتكسف....وبذات منك انتي مستحيل... " رمقته بضجر.... " واضح جداً.... خلصني ياعمرو وقول عايز إيه...." "مين اكتر حد غالي عندك؟....." كان راسها منحني عند فتحت الباب البسيطة وهي ترد عليه بفتور.... "مش محتاجه سؤال يعني ماما...." "ماما بجد ؟...طب اتصلي بيها بقه تجبلك البشكير لحسان تبردي...."لفظ جملته وهو يجلس بحرية على الفراش بل ويكمل شرب القهوة..... شهقت بدهشة بعد ان ترجمة ما قالته ثم صاحت بطريقة منافقة لعله يتوقف عند هذا الحد ويعود الى رشده واتزانه...... "ااه صح ازاي نسيت...انا كان قصدي انتَ وبعدين ماما....." كبح ضحكته وهو يقول بجدية.... "ممم....طيب.....اخر سؤال اي اكتر حاجة بتحبيها فيه...." ردت بسرعة... "شكلك....." نظر له بدهشة وهو جالس على الفراش مكانه.... "بتحبي المظاهر يعني...." هتفت بسرعة محاولة تصليح اجابتها...... "لا يعني مش قصدي دي بس..... يعني شكلك شخصيتك.... حبك ليه..... كلامك.... ضحكتك....هزارك.... قلة ادبك ...." اعتدل في جلسته بصدمة وهو يرفع حاجبيه بدهشة... "قلة ادبي......انتي بتحبي قلة ادبي ياوعد...." توسعت عينيها وفغرت شفتيها بشكل مُضحك وهي تصيح بدهشة من نفسها.... "يانهار اسود هو انا قولت كده....لا مش هي دي اللي اقصده......مش هي دي... " وجدته امام الباب في لحظه بل ويمسك بيده اليسرى المنشفة شهقت بصدمة وهي تحاول اغلاق الباب قبل ان ينفذ عقابة ولكنها فوجئت به يطبق بيده على وجنتها ليقرب رأسها من الباب المفتوح قليلاً بفعل يداها المشتبكة به بخجل....شعرت بشفتيه تخترق خاصته لدقيقتين قبل ان يتركها ويمد لها البشكير لتاخذه سريعاً منه وتغلق الباب بوجهه وتقف خلف الباب بانفاس متحشرجة وصدرها اللاهث ترتفع وتيرة حركته اكثر صعوداً وهبوطاً بخجل ودهشة من ما فعله... وقفت امام المرآة بعد ان ارتدت ملابس للخروج عبارة عن ثوب رقيق مزدهر بورود الربيع البديعة..... ربطة شعرها على شكل ذيل حصان وووضعت به مطاطة شعر أنيقة.... وضعت بعض الزينة على وجهها لتكتمل لوحة الفتنة والجمال العذب من خلال رؤيتها هي... خرجت من الغرفة وهي تسمع صوت ضجيج ياتي من المطبخ....قد هندم نفسه من قبلها وخرج سريعاً ليجلب بعض الأغراض للمطبخ قبل خروجهم من الشقة لإكمال اليوم في شوارع بأريس ومطاعمها الفخمه.... نظرت له وهو يوليها ظهره وكان يقف عند رخامة المطبخ يفرغ الأغراض ويوزعهم بمكانهم.... "جيت امته ياعمرو...." التفتت لها برأسه وهو يرد بايجاز فاتر.... "لسه دلوقت.....تعالي ساعديني بقه عشان نخلص بسرعة...." اتت عليه ووقفت بجواره وبدأت بافراغ محتوى الاغراض معه..... "كان ممكن نجيب الحاجات دي سوى....." "هنضيع نص اليوم....." سألته باستغراب... "ولي هنضيع نص اليوم.... انتَ مخدتش غير ساعة تقريباً....." رد بصلف.... "أنا اخد ساعة نص ساعة...بس لو خرجت انا وانتي هناخد اضعاف الوقت..." وضعت يداها في خصرها بحنق..... "قصدك إيه بقه بالكلام ده...." رد ببساطة وهو يفتح المبرد ليضع الجبن والالبان به.... "قصدي ان انتم مهوسين بالحاجات دي.....واختراع الطلبات لعبتكم...." ردت بتبرم واتهام... "وانتم اي معندكمش صبر على حآجه واقرب حاجه...انا زهقت انا اتخنقت يلا نروح ..." "مانتو تزهقه بلد برضو...." اشارت على نفسها بدهشة..... "انا ازهق بلد ياعمرو....أنا...." رد ببراءة.... "انا بتكلم بصفة الجمع....." صاحت مكفهرة الوجه..... "يعني اي بتكلم بصفة الجمع...انتَ تعرف ستات غيري...." رد بطريقة اشعلتها.... "حاليا مفيش غيرك....." اقتربت منه بغضب اعمى وهي تقول بصياح عالياً "يعني اي حالياً دي بظبط....انتَ تعرف ستات تانيه " رفعها بيداه على رخامة المطبخ فجلست عليها وجدته يهمس لها ببرود.... "اعرف ستات تانيه؟.....انا محتاج اعرفك انتي بس وساعتها هدي لنفسي اجازة العُمر...اهدي ياملكة النكد عايزين نخلص خلينا نخرج...." لكزته بغيظ... "متقوليش ياملكة النكد دي بتغظني...." وكانه يرد على طفلة صغيره ويراضيها... "طب ياملكة السعادة والهنا اسكتي شوية..." عقدت ذراعيها بتزمر وهي تقول بجزع.... "سكتنا....." تاملها ملياً من اول رأسها حتى اخر حذائها العالٍ ثم قال باعجاب..... "طلعه زي القمر على فكرة....." ابتسمت بخجل وهي تقول بسعادة... "بجد ياعمرو يعني أحلى واحده في بأريس...." "مش لدرجادي يعني...." لكزته مره اخرى في كتفه بحزن وعتاب..... ابتسم بجاذبية تسلب قلبها المغرم به مسك كف يدها وطبع قبله طويلة حنونة عليه وهو يعود بعينيه إليها قائلاً بحب.... "احلى واحده في عنيه..... دا مش كفاية....." بللت شفتيها وهي تزين وجهها ببسمة رقيقه قائلة..... "طبعاً كفاية...." ابتسم وهو ينزلها من على رخامة المطبخ قائلاً بهدوء.... "ساعديني بقه عشان نلحق ننزل نفطر ونكمل اليوم برا...." اومات له بعفوية وهي تكمل معه رص الأغراض في مكانها... وكان حبيبها بارع في تلك النقطة فهو عاش بمفرده لعامين واصبح يعتمد على نفسه في تلك الأمور وأكثر......ابهرها حقاً فهو رجلاً متعاون حنون منظم لابعد حد....وتلك احد الصفات التي تعشقه به... ______________________________________ أكثر من أربع ساعات وهم يتجولون في شوارع بأريس..... زائرين افضل واسحر الأماكن بها... كان يوم جميل ليس فقط لأجل سحر المكان بل لان السحر يبرز فقط بوجوده بجوارها.... كان طوال الطريق يده بيدها كالعشاق... يهمس لها ببعض كلمات الحب ويبث شوقه لها وهي بين احضانه... كان متيم بها لأبعد حد.....تعشقه وتعشق عشقه لها يالها من جُملة مُعقدة محتواها يعني(العشق) بكل انواعه...... إبتسمت بسعادة وهي ترى يده تطوق خصرها وهم يسيرون بجوار بحيرة ساحرة الشكل والمياة بها صافية وعذبة اللون..... يابسها من الناحية الأخرى عبارة عن أشجار خضراء ورود باشكال و روائح مختلفة.... تحت اقدامهم العشب الأخضر الين....... تنهدت بسعادة وهي تقف امام تلك البحيرة متأمله روعة جمالها وهو يشاركها التأمل ولكن بوجهها الفاتن وهيئتها الانثوية الناعمة متابع توهج بريق عينيها الرمايتين المداعبة لشمس الغروب..... قالت وهي تطلع لأبعد مكان ابصارته عينيها من البحيرة....."حلو أوي المكان....." اومأ لها وهو يعود بالنظر الى ما تنظر متيقن بداخله ان حلاوة المكان هي وليس شيء آخر.... توسعت البسمة وهي تنظر له مهاتفه بلهجة تعجب... "تعرف لو من سنتين بس حد قالي انك هتجوزي عمرو وهتحبيه وهتسفري معاه وهتقضه شهر عسل كمان سوا وهتكونو مبسوطين مع بعض... كُنت هقول عليه مجنون واستحاله اصدقه...."تنهدت وهي تعود بعينيها لعذوبة المياة..... " غريبه أوي الدنيا دي....النصيب دايما بيفجأك بحاجات عمرها ماجت في بالك...." حين طال صمته عادت إليه برماديتان عينيها وهي تسأله بخفوت.... "ساكت ليه ياعمرو....." مط شفتيه وهو ينظر لعمق المكان من حوله.... "مش عارف اقول إيه.... افرح ولا أزعل من كلامك..." اسلبت عينيها بحرج وهي تقول بخجل من نفسها... "شكلي عكيت الدنيا....." رد ببساطة بدون ان يرفع عيناه عليها... "مش قوي...... خلينا ننسى الموضوع ده زي ماتفقنا..." تنفست بعمق واخرجت وتيرة النفس ببطء وهي تشعر ان مهم تجاوز الأمر وتظاهر بذلك لها.. سيبقى هناك وصمة فوق جبهتها كلما انحدر حوراً معه عن الماضي ومشاعرها السابقه له او المعدومة بشكل كلي نحوه...... سمعته يسألها بهدوء..... "جُعتي....." هزت رأسها بنفي وهي تخفي ألام عينيها وحيرتها.... شعرت به يحيط خصرها من الخلف ويسند جانب وجهه بوجنتها وهو يسألها بصوته الحنون... "مالك......سكتي كدا ليه فجأه....." حاولت خروج بسمة زائفة وهي تقول بخفوت... "مفيش حاجه ياعمرو....عادي....." عقد حاجبيه وهو يقول بأستغراب... "عادي إزاي انا قولت حاجه ضيقتك...." هزت رأسها بنفي مرة أخرى وهي تستدير له.... "صدقني مفيش حاجه انا كويسه...." "طب مش هتكلي....." هزت رأسها بالموافقة وهي تقول بلهجة تحاول جعلها طبيعية.... "هاكل طبعاً......هتغديني فين......." ترك خصرها وجذبها برفق من يدها وهو يقول ... "تعالي أقولك...... في مطعم قريب من هنا بيعمل اكل مش بطال....." سارت معه واندمجت بالحديث إليه اكثر لتعود بتدريج لعهد الحب والحماس السابق.... أثناء سيرهم بطريق للمطعم قابلت وجهاً مالوف لها على مايبدو ذلك......وقفت قليلاً ووقف الشخص المقبل عليها وهو يبتسم بالباقة خبيثة وعيناه موجهه على عمرو الذي لاحظ وجوده وتذكره سريعاً عكسها تماماً فهي اخذت بعض الوقت حتى تذكرت انه احد زملاء الجامعة القدامه....... وقف امامها الشاب الوسيم ذو البسمة الخبيثة... "إزيك....ياوعد اوعي تقولي انك مش فكراني.....أسامه عاشور اي نسيتي ايام الجامعه... " ابتسمت له بمجاملة ولم تشعر ان الجو مشحون حولها فذلك الشاب كان من هاؤلاء الشباب الذين دخل معهم عمرو بشجاراً عنيف لمجرد انهم يتوددنا لوعد بالجامعة وقد حذر يوماً هذا الاسامة بضراوة مخيفة وقتها إلا يقترب ولم ينسى اسامة جملة عمرو الخافته ذو النبرة الخطيرة..... (وعد تخصني.....افتكر دا كويس...) زدا إتساع بسمة اسامة خبثاً وهو يسمع صوت وعد تقول بهدوء لبق.... " أكيد فكراك إزيك ياسامة.....عامل إيه..." رد اسامة بنبرة ذات معنى.... "الحمدلله بقيت احسن لم شوفتك....." توترت وعد من طريقته الغريبة معها فهما لم يكن بينهم شيءٍ في سابق ولا حتى صداقه عابرة..كان مجرد زميل لها تراه في الجامعة كوجه عابراً مثله مثل الباقيه ولم تتبادل معه السلام يوماً ولو حتى بالفطرة بل هو الذي كان يتودد لها ويلقي السلام والصباح بسماجة وتملق صبياني لم تفضله أبداً منه بل في بعض الأوقات كانت تصدمه بردها الجاف عليه..... كان صمت عمرو اجوف مابين الغضب وتريث للقادم من هذا السمج وأيضاً رد فعل زوجته التي شردت بذهنها عنهم وكأنها تفكر بشيء ما.....هل كان بينهم شيء في سابق....انحدر السؤال في عقله فنفض إياه سريعاً فهو قد وعد نفسه قبل ان يوعد إياها أنه لن يشك بها او يظلمها بعد الان ويجب ان يتريث ولا يترك فتيل الغضب بداخله يحترق بتلك السرعة لمجرد سلام من زميل في الجامعة.... زميل في الجامعة....يا لهُ من متحضر وقور..... ذاك الزميل الواقف أمامه الآن منذ خمس سنوات تقريباً قد كسر انفه بيداه لمجرد انه اقترب من ابنة عمه والقى عليها السلام...أين كان التحضر وهو يجن جنونه عليه في سابق....... مسكين الفتى يشعر ان هناك مشكلة في صوته وأيضاً أنفه يبدو أنها بها التواء بسيط....لا بأس ان زاد جرعة السلامات بينهم سيعرجع انفه لعهدها بنفس الطريقة فهو خبير في تلك النقطة !... قبض كف يده بقوة وهو يسمع اسامة يزيد على نفسه العقاب وهو يقول لوعد بتملق.... "صحيح مبروك...سمعت انك اتجوزتي....جوزك دا صح..." يتصنع العمي لا بأس سيجعل الأمر واقع الخطوة القادمة !!!.... اهتز صوت وعد بارتباك من سماجة هذا الشخص... "آآه دا عمرو جوزي....وابن عمي كمان...." تصنع أسامه الدهشة وهو يقول.... "بجد.....الف مبروك ياعمرو بيه.....خدت اجمل بنت في جامعة ****....."مد اسامه له يداه فاتكأ عمرو عليها بين يده جعل الاخر يكتم تأوه الوجع بصعوبة......رد عمرو ببرود خطر.... "الله يبارك فيك....عقبالك......" ابتسم الفتى وهو يبعد يداه عنه بصعوبة ثم مرر يده على انفه يتأكد من وجودها قبل ان يقول.... "ان شاء الله قريب وطبعاً الدعوة عامه ليكم....." أومأ له عمرو ببرود جاف....اما وعد فابتسمت له بنفس البسمة المجاملة التي رسمتها ببراعه منذ بداية رؤيته..... "طب فرصة سعيد ياعمرو بيه....مبسوط اني شوفتك ياوعد...."كان سينحني على وعد ليودعها بالاحضان وتلك كانت مفجأه لوعد التي تجمدت مكانها وهي تراه يميل عليها وترجمة سريعاً ما سيفعله ولكن قبل ان يذوب الجليد وتتراجع خطوتين وجدت عمرو عجل بلكمه في أنفه ابعدته عنها بل اطاحت الشاب أرضاً..... شهقت بدهشة وهي تجد عمرو يميل عليه بغضب ويلكمها في فكه مرة آخرى وهو يهمس من بين لهثة انفاسه الغاضبة.... " واضح إنك مبتفهمش غير بطريقة دي....انا مش حذرتك قبل كده متقربش منها.... إيه مش فاكر انا قولتلك إيه... لو لقتها في وشك دير وشك لناحية التانية واعمل نفسك مش شايفها.... جاي تسلم عليها قدامي...... عيني عينك... وسكت وقولت معلش يمكن الذاكره عنده بعفية شوية.... تقوم مقرب منها وعايز تحضنها قدامي... انت اي يلاا غبي ولا بتستعبط..... " كان يهزه من بين يداه بقوة لكمه تحت عينيه وهو يقول بصوتٍ مهيب خطر.... "اللي عايز تاخدها في حضنك دي مراتي... تخصني...... اكيد سمعت الكلمه دي مني قبل كده.....زيد عليها اني مش بسامح في نظرة بس على حاجه تخصني مش لمسه....."لكمه مرة اخرى في معدته بعصبية هائجة..... كانت متجمدة في مكانها ولكنها حاولت أذأبت الثلج من عليها والبحث عن صوتها لمنع تلك الكارثة التي تكبر كلما زاد صمتها امامهم.... مسكت يده وهي تمنعه بقوة من التهور اكثر من ذلك.... "عمرو كفاية كفاية هيموت في ايدك....."نفض يدها عنه بعنف وهو يستقيم في وقفته ثم القى عليها نظرة تحمل من الشك والاتهام والغضب الكثير ثم عاد بعينيه لشاب الملقي أرضاً وهو يقول له بضراوة مخيفة... "ياريت مقبلكش تاني هنا.....فاهم... " ابتعد عن المكان وهو يجذب يدها بين يداه بعنف حاولت ملاحقة خطواته السريعة وهي تهتف بضيق خلفه..... "براحه ياعمرو....الناس بتبص علينا....كفاية الفضايح اللي عملتها ورانا....."توقف فجأه بدون سابق إنذار جعلها تصطدم في ذراعه قبل ان تنتبة لوقوفه نظر لها بحدة مابين التوعد والغضب لتجده يهتف بين تلك النظرات الحارقة لروحها..... "مش عايز اسمع صوتك لحد ما نروح....سمعه....ولا اعيد للمرة التانيه.....ياهانم....." صاحت بعناد أغاظه منها بشدة أكبر.... "انتَ بتكلمني كدا ليه اي اللي حصل لده كله انا...." "اخرسي.....تعرفي تخرسي...." لجمت وهي تصمت كلياًّ لتجده ينظر له بإزدراء قبل ان يجذب يدها ويسير بها نحو سيارته الصفه على الطريق العام...... نظرت له بتوتر وهو تجده ينطلق بسيارته بسرعة رهيبة وصمت مرعب... بلعت ريقها بتوجس وهي تشعر ان اليوم لن يمر مرور الكرام معه.... وان اجواء باريس الشبية بقصص الحب... وملحمة العشاق ستنقلب عليها بالعكس معه...... ______________________________________ ألقى مابيده بعصبية وقبض على ذراعها بقسوة وهو يهدر بغضب عارم امام وجهها الشاحب..... "انا عايز افهم دلوقتي حالا.... انتي كُنتي بتسلمي على زميلك في الجامعة بالحضن...... كنتي بتخديهم بالحضن......" توسعت عينيها وهي تحاول سحب يدها من بين يداه.... "انتَ بتقول اي انتَ اكيد اتجننت......" صاح بوجهاً اسود مخيف امام عينيها الذاهلة.... "لمي لسانك و ردِ عليا عدل.....كُنتي بتسلمي عليهم إزاي؟....." حاولت التملص من بين بده القوية وهي تقول بضيق.... "مكنتش بسلم على حد....ولو في سلام بيبقى بالكلام لا باخد حد بالحضن ولا بسلم على حد... سيب دراعي بقه حرام عليك......" ترك ذراعها بعنف وهو يهتف بهياجاً.... "ولم مفيش حاجه زي دي إزاي يتجرأ ويعمل كده معاكي..." مررت يدها على ذراعها بقوة وهي ترمقه بازدراء قائلة ببرود..... "معرفش روح اسأله ولا اقولك روح خلص عليه....مانتَ ماشاءالله متفرقش حاجه عن المجرمين اللي بنسمع عنهم......" زادت وتيرة غضبه الضعف وهي تكمل له بحنق.... "كان ممكن تبعده عني من غير متمد ايدك عليه ويبقى عندك شوية تحضر ....عجبك شكلنا ومنظرنا قدام آلنآس......" عاد مرة اخرى وقبض على ذراعها بضراوة وهو يقول هازئاً بنبرة جليديه... "أبعده عنك من غير ممد أيدي... إزاي يعني آآه استني فهمت استاذن سيته ميحضنش مراتي عشان افضل في نفس صورة الراجل المتحضر الكلاسيكي... لا عشان شكلنا قدام الأجانب ميتهزش..... من أمته وانتي بيفرق معاكي كلام آلنآس ونظرتهم......" ردت عليه بنزق... "زعلان ليه ان بقى بيفرق معايا كلام الناس ونظرتهم .....اي ناسي اني اتعلمت منك كل ده ...." ترك ذراعها وهز يقول بسأم.... "بتتعلمي اللي على مزاجك... وبتنسي الأهم...." ردت بسخرية لاذعة... "في اهم من صورتك ومظهرك قدام الناس يابن عمي....." رد بعينان تشع بالغضب.... "في يابنت عمي رجولتي وكرامتي اللي حطاها تحت رجلك وبتدوسي عليها منين ما تحبي...." "بتحب اوي تبقا الضحية في كل حآجه... يترى دوست على كرامتك ورجولتك إزاي...... كل ده عشان شايفه ان مكنش في داعي إنك تنفعل عليه بشكل ده...." صاح بتهكم.... "كل ده عشان شيفاني مش راجل يحقله يتحمق عشان مراته...." ردت لأول مرة امامه بطريقة المرأه المرفهة.... "تتحمق؟..... انا شايفه انك تسيب الكلام ده للناس الجهله انت عمرو الاباصيري ولا ناسي...." رد عليها بسخرية.... "مش ناسي يابنت عمي....بس الرجولة مبتتوزعش على الجاهل بس.....دا لو شيفها كده.... " عضت على شفتيها وهي تشعر بمدى غباء ردها في تلك اللحظة ....تريثت لوهلة قبل ان تقول بصوتٍ متحشرج.... "انا مقصدش حاجه....بس لازم تتحكم في اعصابك....ومش كل مره تجيب اللوم عليا.....ياريت تفهم اننا بنحاول نبني مش نهد......" رد عليها بجزع.... "صحيح انا بحاول ابني بس انتي...." فغرت شفتيها وهي ترد عليه بدهشة... "انا إيه انا معملتش اي حآجه تستاهل كل ده...مش ذنبي اني قبلت الزفت ده صدفة ولا ذنبي ان حاول يسلم عليه بطريقة معجبتكش...." بتر جملتها بسخرية وتهكم... "بس عجبتك انتي مش كده...." اهتزت ملامحها من مدى غباء جملتها ولكنه قاطعها فجأه كانت ستكمل انها لم تعجبها هي أيضاً ولكنه كالقطار سريع المسار يقف في المحطة الملائمة له لدقائق اشبه بثانيه عليها لينتقل مره اخر للمحطة الأكثر خطورة بدون إدراك انه قد يؤذيها ويؤذي نفسه ان زادت جرعة النقاش أكثر.... حدقت به بدهشة وهي تقول بمقت... "انتَ ازاي تكلم معايا بطريقة دي...انتَ اكيد اتجننت.....الشك مالي قلبك....بجد تعبت من طرقتك انتَ مستحيل تتغير....تعرف أصلا الكلام معاك مبيجبش غير وجع القلب......" ابتعدت عنه متجهه الى غرفتها.... "استني هنا....."قبض على خصرها بقوة حاولت ابعاد يداه عنها وهي تقول بغضب.... "ممكن تبعد عني.....عايز إيه تاني مش كفاية اللي قولته..." نظر لعينيها بعتاب... "فاكره اللي قولته ومش فكرة اللي قولتيه أنتي....." ردت عليه بصلابة وعينيها الرماديتين فقدت اي ذرة فرح او أمل بهم نحوه..... "اللي قولته كان عتاب ليك على اللي عملته ولاني خايفه عليك...بس اللي انتَ قولته عبارة عن جرح ووجع قلب... ومصمم في نهاية تطلعني غلطانه...مهم عملت مذنبه في حقك مش كده...." هدر بنبرة شرسة برغم من خفوت ارتفعها.... "لازم تفهمي اني بغير عليكي ومستحملش اشوف حد بيبص عليكي مش جاي ياخدك بالحضن...." قربت وجهها منه اكثر وهي تقول بضيق.... "لو بتغير عليا قيراط انا بغير عليك اربعه وعشرين...ومع ذلك معملتش اللي انتَ بتعمله عشان بعرف اتحكم في اعصابي كويس....." رد عليها بسخط... "وللهِ.... لا ياهانم الموضوع ملوش علاقة بتحكم في الأعصاب....." ردت بنفس طريقته... "امال لي علاقه بأيه يا بيه...." رد بمراوغه ومكر متسائلاً بصلف .... "لي علاقة بالمواقف....بعني مثلاً لو قربت من واحده وحضنتها قدام عينك وبوستها هتعرفي تتحكمي في اعصابك؟...." تحركت حدقتيها بدهشة وغضب من جملته التي لا تراوضها قط بل انها تهيج الفرس الجامح بداخلها ان رأت هذا المشهد على أرض الواقع..... "سكتي ليه هتعرفي تتحكمي في اعصابك؟...."ابتسم بتشفي وهو يرى ترددها وصمتها المفاجئ..... لا يزال غاضباً منها ومن قلة تقديرها لي انفعاله وغيرته عليها.....ربما هو يقدرها في بعض الأوقات ولا يثير غيظها كم تفعل هي..... بل ويتفهم جموح غضبها على اي أنثى تراها بجواره.... لكن ماذا فعلت هي بالمقابل تعاتبه لأجل رجل كان سيودعها بالعناق .... لا والوقحة تقول له انه يجب ان يكون شخصاً متحضر اي تحضر يجعله يصمت وهو يراها في هذا الوضع.....بل ولا تقدر الوضع وتتعاطف مع هذا الأحمق السمج..... وأيضاً وفي نهاية تقول انك تريد ان تلقي الحق علي في كل شيء...يا لها من مسكينة ويا له من رجل قاسي متبلد المشاعر...... ردت بشفتيها بقسوة.... "اكيد مش هغير ولا هنفعل لو شفتك في الموقف ده...عارف ليه...." اهتزت تلك المرة ملامحه هو وثقة اهتزت اكثر داخله وهو يسألها بعينيه لتكمل هي بصلف..... "عشان انا الاولى ولاخيره ياعمرو....ومتعرفش تعمل حاجه مقدرتش تعملها بعيد عني....." كم المه اعترافها واشعره بضعفه أمام وجهها النابع بصلف والثقة الانثوية التي لا تكتسبها إلا بنظر لعينيه الغارقة بعشقها.... رد عليها بصوت حازم برغم من خذلانه من جملتها... "انا فعلاً معرفش اعمل كده دلوقت .... عشان انا مبعرفش اطعن حد في ضهره.... بس لو في يوم قررت أكون مع واحده تانيه اكيد هتكوني اول واحده تعرفي.....مش خوف منك بس احترام بما انك الاولى والاخيرة......" ابتعد عنها متوجه الى باب الشقه للمغادرة اوقفته بقوة وهي تقول بصوتٍ معتذر وخائف من ابتعاده عنها.... "رايح فين وسيبني....." التقط نبرة الخوف ولهفة في صوتها فقال بجفاء ساخر وهو يتمعن بنظر لعينيها.... "متخفيش اكيد مش رايح اتجوز عليكي.... خارج اشم شوية هوا في اسئلة تانيه...." قربت جسدها منه وهي تعقد يداها حول عنقه... "متسبنيش ياعمرو.... انا اسفة انا مقصدتش اضيقك بكلامي انا بس....." ابعد يداها عن عنقه وهو يقول بسأم واضح... "ابعدي عني ياوعد.... وياريت تقفلي على الموضوع ده...." نظرت له بحزن محاولة الدفاع عن نفسها... "ابعد عنك إزاي.....قولتلك اسفه ميبقش قلبك قاسي كده عليه....انتَ كمان قولت كلام مينفعش تقولهولي وبرغم كده معتبتكش عليه....." عقد ذراعه حول صدره وهو يقول بنبرة جافة... "عتبيني....لو تعرفي بعد اللي قولتيه....." حاولة للحظات ولكنها فشلت بخيبة أمل وهي تقول بنفاذ صبر...... "مش هعرف ياعمرو....مش هعرف... " استدار للباب وهو يرد ببرود... "يبقى سبيني أمشي....ودخلي نامي وكان شيء لم يكن....انسي اللي حصل.. " حاولت منعه وهي تترجى إياه بكبرياء... "انسى انتَ وخليك جمبي....انا مكنش قصدي اقول الكلام ده....صدقني انا بس انفعلت وقولت كلام مـ....." بتر جملتها بنبرة غريبة.. "كل الكلام اللي قولتي صح....." سالته بتوجس... "ودي حاجه تزعلك......" رد بنبرة صادقه لأبعد حد.... "مفيش حد بيحب يشوف حقيقة ضعفه حتى لو عارفها ميحبش يفكر فيها مش تتقال قدامه بكل بساطة زي ما عملتي...." اسلبت عينيها وهي تحاول أنهاء تلك الحظة الباردة بينهم وحل هذا الشجار الذي يتسع مقداره اكبر من الازم..... نظر لناحية الأخرى باستياء فقد بدات دموعها بنزول بصمت وهي تستسلم لسحابة الحزن والكآبة مرة أخرى..... مط شفتيه وهو يتريث لبرهة في تأمل البكاء الذي يزيد من حجمه معها كلما طال صمته الجاف نحوها.... (حين تخطأ المرأه في حق الرجل على الرجل البدء بالمصالحة فهي لن تفسد الأمر وتصلحه في انٍ ، وآحد يجب ان يفعل شيء بجوارها تلك هي المساوة بينهم ؟!....) زفر بنفاذ صبر وهو يجذبها لاحضانه مطاوع قلبه المتيم بها..... "تعالي.... تعالي وبطلي عياط.... ياملكة النكد...." لكزته بضيق وهي تقول من بين دموعها.... "بكرهك..... ياعمرو بكرهك....." "وانا أكتر...." توقفت عن البكاء بدهشة وهي تسأله بذهول حزين.... " انتَ اكتر اي..... بتكرهني؟.... " رفع حاجبه وهو يشعر ان السؤال بمثابة اختبار ان اجتازه فسيكتب له النجاه من وصلت نكد اخرى منها..... "انا....هو انا أقدر برضو اقول الكلام ده... لا طبعاً بعشقك....." "وانا كمان....." ردت كالمجنونة التي تتبدل الهرمونات لديها كل دقيقتين.... بادلته العناق أكثر وهي تقول بحرج... "انا آسفه...... مكنتش اقصد اضيقك.... متزعلش..." ابعدها عنه برفق وبدأ بمسح دموعها وهو يقول بحنانه المعهود...... "مش زعلان ياوعد.... انا مبعرفش ازعل منك...." إبتسمت بين لمعة الدموع المداعبة لرماديتيها الخلابة.... شعرت به يميل عليها قليلاً ويعتذر أيضاً لها بنبرة حب مسالم معها... "وانا كمان آسف اني لبخط في الكلام وانا متعصب....حقك عليه....."طبع قبله رقيقة على شفتيها المتلهفة للاكثر..... أبتعد عنها وهو يتأمل سكون وجهها واحمرار وجنتيها وعينيها من آثار بعض قطرات الدموع التي انسابت على وجهها الناعم منذ دقائق فقط ... يالها من عجينة بسكوت رقيقة هشه يخشى ان يكسرها بالمسه واحده من يداه لطالما كان يتعامل معها من صغرها على هذا النحو.... وحتى بعد زواجهم في بعض الأوقات تكن العلاقة الحميمية برغم من جموحها إلا انها فيها بعد الرأفه والحب لهذا الجسد الهش الناعم القريب في الوصف من شخصيتها وقلبها الذي عشقهم وبات هائماً بهم على هذا النحو الرقيق الساحر..... "عمرو....." نادته بلهفة وشوق وهي أيضاً تتامله بنفس الطريقة مابين الحب.... والاشتياق.... وحفظ التفاصيل بقلب وذكرى لا تمحى.... "اي ياحبيبي....." رده اشعلها فجعلها تقترب منه اكثر وهي تقول بشوق مرتبك.... "ينفع تقرب مني اكتر.....عايزه اشبع منك انا... " مسك رأسها وقربها منها أكثر وهو يقاطعها بحزم... "هششش.....المفروض تكوني اتعلمتي مني ان في أفعال اقوى واحلى من الكلام....." لم يطيل انتظارها ولم يزيد جرعة ارتبكها أمامه فالأول مره تطالب به بحرارة مثلما يطالبها هو طوال عمرة بالهيب يحرق أشواق ولم يخمد يوماً بداخله !....انعشه طلبها وجعله يهجم على البسكوتة الهشة اللذيذة هجوم شرس جعلها تسلم له كل الحصون وهي ترى جسدها يحترق بين يداه وشفتيه تفعل بها العجب وجرعة الحب والادمان مزيج للذيذ تتوق لها كلما اقترب منها.... حملها بين ذراعيه متجه بها للفراش وهو يتفنن بعذاب حبها ورغبتها المطالبة به والتي تئن بلهفة وشوق وضعف يحرق اجسادهم بالاكثر والاكثر تم حذف بعض المشاهد الجريئه معه....وهو لم يبخل بصب مشاعره وحبه ورغبته وخبرته الفطرية الذي لم يتعرف عليها الى حينما راى جسدها اول مره مسالم بين يداه..... اكتملت الامسية كما كانت تتمنى بمشاعر جياشة ولحظات حميمية جامحة بينهم وبين انغام الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من شرفة غرفتهم هناك لحن خاص يخرج من نفس الغرفة ولكن باستحياء يهلك من تلتقطه أذنيه..... ....يتبع دهب عطية _________________________ الفصل السابع والعشرون من هنا |
رواية ضراوة العشق الفصل السادس والعشرون 26 بقلم دهب عطيه
تعليقات