![]() |
رواية عشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم كنزةالحلقة السابع والعشرون من رواية #عشق عنوان الحلقة:الشمس تشبه الأحبة تجيء وتذهب بلا استئذان... "ولقد اضحت امنيتي هي أن أقضي ما تبقى من العمر في مرفأك، تحت ظلّك، بين أصابعك وفي خطوط يديك، أنت لا تعرفين كيف يتمنى المرء أن يتماهَى وينسجم مع كيانك." القسم الأول: قاما معا من موضع نومهما وتجهزا سريعا ثم هم بالخروج لكن أمير استوقف ريحان ليمسكها من يدها ثم ضمها بقوه وعيونه تتأملها بحب فنظرت اليه باستفهام ليردف: انت تثقين بي صحيح؟ ردت ريحان: وما سبب السؤال؟ رد امير: أجيبيني ابتسمت وقالت: أثق بك أكثر من ثقتي بنفسي حتى، يعني لدرجة اسلم لك نفسي لتقودها دون أن أبصر امامي، لكن حقا ما سبب سؤالك؟ اقترب وقبل جبينها بقوة يستنشق من عطرها ليقول: عشقي انت يكفيني ثقتك وتفهمين سبب سؤالي لاحقا. ريحان: أمير ماذا يحدث معك؟ منذ مدة لا تبدو على طبيعتك. ابتسم ولامس وجنتها ليردف: انها اعراض العشق بدأت تظهر للعلن. ضحكت مقهقهة ودعت الله عز وجل أن يدوم النعمة عليهما وأن يبقى هكذا يعشقها دائما وبتلك القوة تقدما نحو الصالون كانت هي تمشي مبتهجة الوجه ملامحها تنشر السعادة مرتاحة وابتسامتها الفاتنة لا تفارق وجها أما هو فقد كان باد عليه التوتر مخافة أن يكون الزائر كابوسه كمال. دخلا الصالة يدا بيد لينتبها بأول خطوة إلى الزائر الغامض. نظرت ريحان للخالة ثم إلى أمير مبتسمة يبادلها نفس الابتسامة وهو يتنفس الصعداء قائلا: بسم الله العفاريت قامت بعملها، ثم أخذ يلف رأسه حوله وينظر هناك وهناك. ردت ريحان ضاحكة: صه أمير يبدو أنهم سمعونا. أمير: "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" سلاما قولا من رب رحيم. ريحان بهمس: انت خائف؟ رد امير: من العفاريت لا طبعا انا خائف من العادات والتقاليد ريحان مازحة: لا تخف انا في ظهرك يا أسدي طالعها متذمرا بينما هي لا تزال تمسك ضحكتها ليطلب منها السكوت بدل السخرية عليه. اومأت بالإيجاب ثم نظرت للخالة لتترك يد أمير وتهرول ناحيتها مرددة فرحة: سلطانتي. فتحت الخالة ذراعيها واحتضنتها بقوة لتقول: طفلتي اشتقت اليك. ردت ريحان تضمها بقوة: وانا اشتقت كثيرا سررت بقدومك جدا. تقدم أمير وقبل يد الخالة عائشة ورحب بها أجمل ترحيب وضحكته تملء وجهه لتتسع عيونها لذلك المنظر فهي ما عهدت ابنها كذلك. تحدثت الخالة عائشة قائلة: اها مشتاقين فعلا والدليل أنكم لم تتصلوا خلال شهر كامل سوى مرتين انت وهو يا عاقين. حاولت ريحان أكل عقل الخالة قائلة: لا تؤاخذينا إن قصرنا خالة لكن انت بقلبي وفكري دائما. ردت الخالة: وانت يا أمير البحار زوجتك وباعتني وانت انسيت خالتك عائشة بعد أن أخذت حبيبتك وهربت بها؟ رد امير: استغفر الله سلطانتي لكن تعرفين شهر عسل وتجوال وسهر يعني هكذا شيء. الخالة: أعرف أعرف وعشق وامير يعني لن تتذكر أحدا بالتأكيد كيف تجدون المبررات يا سبحان الله. نظر أمير لريحان بخجله لتبادله نفس النظرة مع ابتسامة خفيفة ثم تحدث قائلا: ماذا سأقول، بالتأكيد تعرفت على من بالقصر؟ نحن أصلا لسنا كثر يعني قصر كبير بسكان قلة لكن تأقلمنا كما يقال من أسباب السعادة البيت الواسع. الخالة: صحيح ماشاء الله القصر واسع وشرح والحديقة أيضا جميلة جدا. أمير مبتسما: شكرا هذا من ذوقك لكن لم تجيبيني تعرفت على من بالقصر؟ ردت الخالة عائشة: لا يا بني وصلت لتوي فقط اردت مفاجأتكم بعد عودتك من السفر أنت وريحان يعني حسب العادات والتقاليد كما يقال ضحكت ريحان لتلك الكلمة لكنها أكدت على كلام الخالة عائشة وأنه يجب أن يهتموا بالعادات والتقاليد. تحدث الخالة قائلة: حسب العادات والتقاليد المفروض أن أزورك بعد اسبوع لكن زوجك ماشاء الله يطبقها على الأصول كلها لا ينقص منها شيء رمقها أمير بنظراته قائلا بهمس: يا صبر ياصبر لا يمكنني أن أسلم منها نهائيا. تحدثت الخالة عائشة: ماذا قلت بني؟ رد أمير على عجل محاولا الهرب من سؤالها: قلت هل تعرفت على من بالقصر؟ ردت الخالة عائشة: سألتني مليون مرة هذا السؤال وأجبت ليس بعد الخانم جدتك فقط ولم نتحدث جيدا بعد. نظرت اليها ريحان بعيون متسعة ثم تحدثت صارخة: ماذا قلت جدته؟ ردت الخالة عائشة: نعم ماذا هناك؟ سكتت ريحان قليلا ثم دعت ربها قائلة:اللهم استرها فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك تحدث امير: جدتي من؟ التفتت الخالة لجافيدان لتقول: سعيدة بتعرفي عليك ياخانم لكن أمير لم يخبرني أن له جدة صحيح بني لم تخبرني؟ جافيدان دهشة:ماذا جدته؟ كانت ريحان في الوسط تحاول أن تمسك ضحكتها وهي ترمق أمير الذي لم يكن اقل منها حالا فهو كان سينفجر للحظة لا محالة وكلاهما ينظر كل حين للثاني ينتظرون الحرب الذي ستنشب. تمالكت ريحان نفسها قليلا وحدثت أمير همسا كي يتوقف عن الضحك لأنها ما عادت تحتمل لكن امير لم يكتف بذلك بل اقترب منها قليلا وهمس: أمي ستنتحر ضربتها في الصميم ناظر هنا الخالة قائلة:بماذا تهمس انت وزوجتك ماذا أليست جدتك هيئتها تقول انها كبيرة العائلة اليس كذلك يا خالة؟ امير دهشا: خالة؟ لتحاول ريحان امساك نفسها ومحاولة إسكاته. تحدث أمير : يبدو أن العفاريت لم تقبض راتبها لذا لم توصل المعلومات للخالة بدقة. الخالة بتذمر: انت وهي يكفي همسا سكت الاثنان لحظتها أخيرا. زفرت جافيدان بحنق قائلة أنا خالتك استغفر الله (من هذه المجنونة) أمير بني من تكون السيدة؟ امير وهو يحاول إخفاء ضحكته: هذه الخالة عائشة من المؤكد اخبرك ابي عنها مسبقا. جافيدان: نعم اعرفها من حديثه عنها سكتت الخالة قليلا ثم نظرت حولها في الصالون لتردف: بني اين والدتك الن تعرفني عليها ام اننا لسنا بقدر مقامها. امير: أستغفر الله انت السلطانة عائشة ثم همس لريحان:محررة العادات والتقاليد التي هبت ريحان: ستفرك اذنك لا محالة واتشمت بك قاطعتهما الخالة قائلة: أنت وهي إن تهامستما ثانية سأسلط عليكما عفاريتي وأربطكما بأحد شجر الحديقة. توقف لحظتها أمير وريحان عن التهامس لكن عيونهما تتحدث لوحدها وكل حين ينظر أحدهما للآخر ينقل بعض الكلمات وحتى بهذه وفهما بعضهما دون حديث بينما جافيدان فقد كانت تكرر كل حين الإستغفار ثم تتأفف لحظات ثم تعود وتنظر للخالة مذبهلة ثم لأمير وريحان حتى وصلت للذروة ولم تعد تتحمل. كانت تنظر إليهما كل حين مذبهلة ثم زفرت بحنق مرددة: مابك انت لم تبتسمين كالبلهاء وما بها الخانم تنظر إلي هكذا؟ امير: سلطانة هذه والدتي جافيدان خانم وليست جدتي الخالة دهشة: حقا استسمحك عذرا يا خانم من لا يعرفك يجهلك يعني هكذا. ردت جافيدان بابتسامة مصطنعة: لا بأس لم يحصل شيء. اقتربت الخالة من ريحان لتهمس: متأكدة انها حماتك؟ لست مخطئة يا ابنتي؟ لكن ريحان أكدت لها قطعا أنها حماتها والدة امير وليست جدته كما ظنت. اقترب أمير من ريحان قليلا ليهمس بأذنها: اجتمعت النار والبارود ادع الله أن يسترها علينا فقط لأننا سنأكلها. طالعته ريحان بعيون متسعة تريد تنبيهه أن يتوقف عن الحديث فلم تعد تتحمل همسه كل حين لكن أمير لم يتوقف وكل لحظة يقترب منها ويهمس عند أذنها ببعض الكلمات يجعلها تضحك بصعوبة ثم تنتبه الخالة إليها فتوبخها بينما جافيدان تردد كل حين ذكر الاستغفار تحاول أن تبدي أنها هادئة لكن بداخلها كانت ستنفجر بعد لحظات ابتعد أمير قليلا عن ريحان ثم تحدث قائلا: كيف وصلت الى هنا خالة يعني كيف عرفت العنوان؟ ردت الخالة: من اختي مليكة أردت أن أفاجئكم. احتضنتها ريحان لحظتها بقوة لتقول: والله احلى مفاجأة سيسر الجميع بقدومك بالاخص سونا واوزجي. نظر أمير حوله ثم طالع باب المطبخ من بعيد ثم الخارج باحثا عن من بالقصر لتنتبه والدته إليه فتحدثت قائلة: إن كنت تبحث عم من بالقصر فسونا لديها جلسة واوزجي بمدرستها ووالدك بالشركة انتم من تاخرتم بالنوم بني. قاطعت الخالة عائشة جافيدان قائلة: إنهم عرسان يا خانم وانت كنت كذلك ايضا لاتنسى. جافيدان بهمس: صبرا يا رب من اين ظهرت هذه ايضا؟ هذا ماكان ينقصني أن تحضر كل اهل قريتها الأميين الى هنا، ما عساي أقول فقط كله من حكمت هو من سمح لابنه بالتمادي والنزول بنا لهذا المستوى. الخالة بهمس: ريحان ما بها حماتك هل تعاني من الامساك؟ طالعت ريحان حماتها ثم نظرت للخاله تومئ ببلاهة بالنفي ردت الخالة: اذا لديها تشنج عضلات وجهها مؤكد، انها تشبه المومياء بجلدها السميك أعادت ريحان نفس الحركة للخالة من جديد لتضحك الأخرى مردفة: الغباء اكل نصف عقلك لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. نظرت الخالة لجافيدان لحظات ثم خاطبتها قائلة: يا خانم هل تعانين من شيء؟ لم تشدين على تعابير وجهك هكذا كالمومياء؟عفوا على التشبيه فقط لا يزعجنك. طالعتها جافيدان لحظات دهشة لكنها لم تجب بل اكتفت فقط بالحوقلة أو الاستغفار استمرت الخالة عائشة في الحديث مردفة: استرخي استرخي لاشيء يستحق صدقيني، هذه الحياة لا تدوم لأحد هكذا هي كيف تقولونها ريلاكس يا خانم استرخي فقط. تحدث حينها أمير مضيفا:نعم هو كذلك قاطعته ريحان قائلة: انت اسكت أيضا، إن لم تفعل شيء سينطلق ضرب الرصاص بعد لحظات خالتي واعرفها. مر بعض الوقت على قدوم الخالة عائشة... تحدث أمير حينها داعيا الخالة عائشة للفطور لكنها شكرته فقد أكلت بعض الكعك في الطريق لكنه أصر على أن تشاركه هو وريحان الفطور فهما لم يفطرا بعد لتوافق بالنهاية. استغلت جافيدان موضوع الفطور كي تنسحب من ذلك الجمع ثم قامت وتحركت نحو المطبخ كي تطلب منهم فطورا يليق بالضيفة مردفة: ساذهب للمطبخ لأطلب منهم تجهيز الافطار لك كما يليق بما أنك من أهل العروس ثم إن من يدلف بيتنا يكرم كالوزير ردت الخالة: شكرا لك هذا من ذوقك يا صاحبة الكرم، لكن على مهلك يا خانم العمر له حق والكبر له حق ستقعين لا سمح الله وهشاشة العظام لا تسمح بذلك مشت جافيدان وهي تتمتم بين شفتيها: اللعنة اللعنة ما هذه البلوة، سأرتكب جري*مة بسببها بالتأكيد اتمنى أن تنصرف بسرعة. اختفت جافيدان عن نظر الخالة لتستغل الاخرى غيابها وتقترب من ريحان قائلة: ابنتي لقد احضرت معي كل الأشياء التي تحبين معي من القرية. ردت ريحان متحمسة: ماذا خالة؟ ابتسمت الخالة عائشة وناظرتها لحظات سعيدة بها ثم أردفت: التفاح الذي تحبين واحضرت بعض كرز شجرة الحديقة ايضا مفاجأة ستحبينها. اقترب أمير منهما قليلا قائلا: وانا ليس لدي من الطيب نصيب؟ ردت الخالة عائشة: انت أخذت كل الطيب اصلا وتركتنا يكفيك عشق ابتسم أمير وعدل من قميصه متفاخرا وهو ينظر لمحبوبته فخجلت ريحان لحديث الخالة حينها وتفاخر أمير بها لتتحدث الأخرى وتقول: يا الهي خجلت انظر بني كيف احمرت وجنتاها أيضا انظر، حتى أنها أخذت لون الكرز دعني أرى الكرز الذي أحضرت لا والله وجنتاك أجمل بكثير لقد زادك الإستحياء جمال يا ابنتي وأشرق وجهك ماشاء الله تبارك الرحمن فيما خلق ألم تلاحظي؟ أمير بخفوت: هي دائما جميلة ردت الخالة عائشة: لم أسالك أنت أيها العاشق أعرف هي دائما جميلة. امير بتذمر: آمنت بالله على هذا اليوم ومن أوله أيضا. ردت الخالة عائشة: أراك تتذمر سيد أمير أمير بحنق: خالتي لا تستلميني أنت دائما هكذا تهاجمينني يعني على الأقل إكرامية أنني عريس. الخالة عائشة ضاحكة: إن نظرنا لمدى حبك لها فأنت عريس دائما رد أمير مستفهما: كيف ذلك؟ تحدثت الخالة عائشة قائلة: ابنتي بجانبك ملكة وأعرف أنك ستمنحها السعادة ما استطعت. ابتسم أمير فرحا قائلا: أخيرا انظروا من اعترف. الخالة عائشة مازحة: إلا غيرت رأيي أمير سريعا مشيرا بيديه بالنفي: لا رجاء قاطعتهم ريحان قائلة: حسنا حسنا يكفي أمير تمام سلطانتي لنغير الموضوع سنفطر وبعدها سترتاحين قليلا من تعب السفر بالتأكيد كان الطريق طويلا جدا ومتعبا فأنت منذ زمن طويل لم تنزلي اسطنبول. ردت الخالة عائشة: نعم يا ابنتي منذ سنوات طوال حقا ولقد تغيرت كليا بالفعل جنة كما توصف عبر الشاشات لم يكذبوا لكنها مزدحمة. ابتسمت ريحان ثم تندهت تنظر لأمير قائلة: فعلا أنا حين أتيت أول مرة هنا كنت لا أعرف شيء بالمدينة والآن أعرف بعض الاماكن ويمكنني التنقل لوحدي بها ايضا. ابتسمت الخالة عائشة ماسحة على وجنتها لتردف: أنت أصلا لم تأت بصغرك إلا قليلا هنا جميلتي ولا أظن أنك تتذكرين ذلك حتى. ردت ريحان: صحيح لا أتذكر فعلا لكن أنت كيف تركك محمد تاتين لوحدك؟ الخالة عائشة ضاحكة: وهل يقدر علي أحد. تحظث أمير هنا قائلا: في هذه لا إلا خالقك. الخالة عائشة مازحة: عفارم بني تعرف مصلحتك. ريحان ضاحكة: هو كذلك إنه المهندس الشاطر الذي يعرف مصلحته جيدا ولا يضيع فرصه ويجيد انتقاء كل شيء. اقترب منها هو قليلا هامسا في أذنها: أفهمه مدحا أم ذم؟ ردت ريحان هامسة أيضا: وهل يجوز فيك إلا المدح حبيبي. رد أمير: نعم هكذا وأيضا أنا أحبك ريحان تارهون هنا خلقت السعادة من جديد فرفرف قلبها بتلك الكلمة المطربة لمسمعها المطمئنة لقلبها بأن أمير تارهون لها، وهنا ظهر شيء من الخجل عند وجنتيها هي عادتها عشق الخجولة فكيف تغيرها وهنا تلونت بتلك الحمرة التي يعشق وهنا هامسها مرة اخرى قائلا: يكفي ناظرته باستفهام دون أن تلفت نظر من حولها ليكمل: لا تخجلي فتلك الحمرة تفقدني عقلي ولا أستطيع بعدها التحكم في نفسي وقد أتهور أمام الجميع وأفعل شيء. أيفعل خجل النساء واستحياءها بالرجال كل هذا؟ نعم يفعل. مر وقت على ذلك... تناولوا فطورهم المتأخر ثم قرر أمير بعدها التوجه للشركة لتفقد الأعمال التي تنتظره ليترك ريحان والخالة تاخذان راحتهما في المكان وتتحدثان دون ازعاج حيث جهزت غرفة ريحان سابقا للخالة لترتاح بها من مشقة السفر ونقلت أغراضها إليها لتستلقي الخالة هناك وريحان لا تزال بجانبها تخدمها سعيدة فرحة بالكاد تصدق أنها أمامها وأنها أتت لأجلها حقا وهكذا حتى أتى المساء وعاد الكل للقصر. اجتمعت كل العائلة على طاولة العشاء حينها كان الكل سعيدا بالضيفة فهي بمثابة والدة ريحان والكل يعزها ويعرف طيبتها وروحها المرحة وكيف تضيف البهجة لأي مكان تحل به فأكرموها كما يليق بها ردا للضيافة الطيبة التي نالوها منها حين زاروا ريحان أيام الإحتفال بزفافها هي وأمير. طوال العشاء لم تفارق عيون أمير محبوبته فتلك السويعات التي قضاها بالشركة مرت وكأنها شهورا بالكاد انقضت رغم أنه اتصل بها أكثر من مرة مشتاقا لصوتها ونعومته. انهوا عشاءهم الشهي فقد حضرت مليكة كل الأصناف التي يرغبون بها ثم اجتمعوا في الصالون كالعادة لتقوم ريحان بتحضير القهوة لهم جميعا وقدم بجانبها الحلا الذي احضرته الخالة والذي كان العوامة على الطريقة التركية وقد كانت تحضره لها عمتها فهرية دائما لتكون لريحان حصة الأسد منه فجلست وشرعت تأكل منه بشراهة والكل ينظر يبتسم لعفويتها لكن الكل يعي أنها تشتاق لطبخ الخالة وحلوياتها. تناولت جافيدان قطعة منه فقد كان شهيا لا يقاومه أحد لتنظر إليها الخالة وتقول مازحة: حاذري ياخانم من المؤكد لديك سكري. جافيدان بحنق: لا حول ولا قوة إلا بالله، انا؟ انا لا اعاني شيء يا خانم لا تقلقي ويمكني أكل ما أرغب به الحمد لله. الخالة عائسة وهي تدق على الطاولة: ماشاء الله يبدو انك بهذا السن وتجيدين الحفاظ على صحتك. جافيدان بهمس:صبرا يا الله. تحدثت سونا مقاطعة جدالهما قائلة:إنه شهي جدا ياخالة سلمت يداك حقا عادة لا اتناول الحلويات التي تحتوي على قطر لكن هذا مختلف حقا حتى مذاق القطر ورائحته مختلفة ردت الخالة عائشة: انت زوريني وساصنع لك بالقدر الذي تشائين او فقط اتصلي واطلبي أي شيء ترغبين به وأنا أبعث لك. تحدث امير قائلا: بالتأكيد سنأتي كثيرا ونزعجك كثيرا أيضا ابتسمت الخالة عائشة وأردفت: احلى ازعاج كان وسيكون لكن هذه المرة ستشرفنا جدتك عفوا والدتك أيضا لا نريد اعتراضا المرة الماضية قالوا مريضة والآن أنت بخير ماشاء الله. ابتسمت جافيدان وشكرتها ووعدتها أنها ستزورها يوما انهوا سهرتهم الجميلة ليباشروا الانسحاب الواحد تلو الآخر حكمت يليه جافيدان ثم مليكة وجوناي لم يبق عدى الخالة وسونا واوزجي وامير وريحان في الصالون. قامت الخالة من موضعها وشكرتهم على العشاء ثم استأءنتهم لتذهب لترتاح فقامت الفتياة وتحركن معها نحو الغرفة لكن أمير اختار وجهة أخرى كي تبقى الخالة والبنات على راحتهم بعض الوقت وتتحدثن فيما شئن فتحرك الى غرفة الصغيرة لينومها. كانت سهرة الفتيات طويلة فقد تحدثن وتحدثن وسهرن مع قصص الخالة وحكايات شهر العسل لريحان واخبار القرية وتلك الأمور التي تأتي في حديث النساء الذي لا ينتهي. مر وقت وهم كذلك بينما أمير فقد اطال البقاء بغرفة اوزجي فقد عذبته حتى نامت وهي تطلب القصة تلو الأخرى ثم تعود وتطلب منه أن يصف لها الأماكن التي زاروها لتجوب بخيالها الواسع هناك ثم تحكي له ما صنعت في غيابهم و هو مستمتع ويستمع إليها بحب وهكذا حتى نامت أخيرا فعدلها بسريرها وقبل جبينها بعمق وتمنى لها ليلة هنية سعيدة وخرج متوجها لغرفته. دخل هناك واقترب ليجدها واقفة تفك ظفيرتها الجميلة بعد أن غيرت ملابسها التي كانت عليها. وقف عند باب الغرفة يتاملها بنهم مبتسما لكنه لم يتمكن من مقاومة جميلته ليقترب وهي تنظر الى انعكاسه بالمرآة مبتسمة. امسك يدها ليقول: عنك انا افكها. تركت ظفيرتها ليديه ليقترب اكثر ويهمس عند رقبتها ما جعل كل جسدها يرتعش ليقول: مع اني احبك بها لكن وانت بشعرك المنسدل على كتفيك هكذا جميل ايضا يعني انت جميلة بكل حالاتك لكن الظفيرة لها مكانة خاصة بقلبي لأنه... ريحان مستفهمة: لأنه ماذا؟ ابتسم ورد هامسا: نبض قلبي لك حين رايتك بها اول مرة اتذكرين؟ حين اتيت لهنا. ردت ريحان: طبعا أذكر و تذكر ويومها اعجبت بها اوزجي أيضا وتمنت لو يكون لديها مثلها. رد امير: نعم هكذا حين انحنيت لتسلمي عليها وانت تبتسمين نزلت قبلك متمردة وكأنها تسابق مالكتها لتثبت انها الاجمل حينها ثم لفها إليه ليكمل: حينها مارايت فتاة شابة بربيع عمرها لا والله ثم لامس غمازتها ليكمل: رأيت بك طفلة تركض بين حقول الاقحوان ضاحكة تتفاخر بظفيرتها الجميلة، تاملتك وذهبت راكضا بين خصلات تلك السنبلة ابحث عن الأميرة صاحبة الظفيرة التي انحنت لينحني معها فؤادي إلى آخر نقطة من سواد شعرها، حينها فقط التف ذلك الجمال ليحاوط عالمي فما كان مني إلا أن أفتح ذراعي لاستقبله لكن جمالك غلب ذراعي وحاوطني هو وتلك الظفيرة فعشقت السواد حينها وايقنت أن الاسود خلق لاجل خصلات تلك الحسناء الجميلة. كانت تستمع لكلماته مستمتعة مبتسمة تبادله نظرات الحب والعشق التي تحكي ابلغ الكلمات. أكمل تغزله بها وبضفيرتها التي يعشق ثم سكت قليلا وهي لا تزال تطالعه بعيونها اللامعة بصمت ثم اردف بعد حين: حبيتي اريد ان تعديني بشيء. ردت ريحان: بماذا؟ امير برجاء: عديني أنك لن تقصيها مهما حدث. ردت ريحان وهي تلتفت للمرآة: إنه مجرد شعر أمير لا تبالغ قد أضطر لقصه لسبب. امير بحنق: بالنسبة لك مجرد شعر اما انا فلا انه أكبر من ذلك. ابتسمت ريحان والتفتت إليه مردفة: لا لن اقصه سيدي، لاجلك فقط لن اقصه إن لم اكن مضطرة لذلك فلن افعل. امير مبتسما: وعد؟ ردت ريحان: مع انني لا احب إعطاء الوعود لكن لاجلك وعد، هل رضيت الآن أمير تارهون؟ رد امير سعيدا: رضيت وايضا ثم سكت عن الحديث ريحان بخفوت: وايضا ماذا لم سكت؟ ابتسم أمير بمكر ليردف: اشتقت الى عشقي طيلة اليوم لم ارك وحين عدت ايضا استفردت بك الخالة وحرمتني من عطرك وعطر انفاسك حتى اني اكاد اختنق دونك في الغرفة ثم لامس وجنتها ليكمل: ساغير ثياني واعود اليك سريعا نتشارك السرير ونتحدث قليلا أو ربما كثيرا او ربما لن يكون هناك وقت للحديث حتى. ريحان على عجل: لحظة قبل أن تذهب. رد امير: ماذا لم تبتسمين هكذا كالبلهاء؟ لا احب هذه الابتسامة لا أرتاح لها ريحان بخفوت: أريد النوم عند الخالة عائشة رد امير صارخا: ماذا؟ ريحان برجاء وهي تلامس لحيته بغنج: أعرف ما ستقول لكن اشتقت إليها بشدة رد امير متذمرا: تشتاقين للخالة ولا تشتاقين لزوجك ها؟ انت مهملة. ردت ريحان: كلها ليلة واحدة أمير أيضا انظر الى الجانب المشرق ستنام وحدك على السرير ستمدد رجليك وذراعيك كيفما تشاء لن يزعجك شيء. امير بحنق:لم أقتنع ريحان مبتسمة: لست منزعجا صحيح؟ اصلا ليس بالشيء المهم هذا كلها ليلة. سكت قليلا ونظر يمنة ويسرة يفكر ثم أومأ بالإيجاب لتقفز عليه مباشرة ممسكة بوجنتيه بين أصابعها وشرعت تداعبه كالأطفال قائلة: أنت طفلي الصغير الذي أعشق، حسنا ساذهب ساذهب تصبح على خير ثم أسرعت وقبلت وجنته وركضت خارجة متمنية له سهرة ممتعة وسعيدة مع عفاريت عائشة خانم ليذهب خلفها سريعا محاولا الإمساك بها مرددا: تعالي لا أريد قبلة أخوية ريحان ضاحكة: صم حتى يوم غد ليس لك عندا شيء أمير لكن استطاع أن يمسكها عند الباب بآخر لحظة ليقول: ستعاقبين اذا ثم أخذ يقترب منها يحاول تقبيلها لتقول بدلع وهي تلعب بأزرار قميصه: حسنا انت فزت لكن ما أن اقترب حتى باغتته وفكت نفسها منه سريعا ونزلت لتهرب من تحت ذراعه فارة الى الخالة وهي تضحك مستمتعة بانهزامه. ابتسم امير قائلا: اهربي اهربي مصيرك ثم همس وهو يشير لصدره هنا بين ذراعي يا قطة. ردت ريحان بدلع: إن امسكتني يا دب ثم وأخرجت لسانها تغيضه كالأطفال بل تنهي آخر ما تبقى فيه من صبر كي لا يسجنها بين ذراعيه، ثم توجهت لغرفة الخالة بضحكتها التي تملأ وجهها وهي تنظر خلفها كل حين مخافة أن يمسك بها. وقف عند الباب يراقبها ثم فتحت الباب لتعيد نفس الحركة تغيضه من جديد ودخلت بعدها. ضحك لمنظرها ليقول: مجنونتي، ثم دخل لغرفته. كانت هي بحضن الخالة تحدثنا عن القرية واخبارها وعن العرس كيف تم وعن وعن ثم سألت الخالة ريحان لتقول: ابنتي احقا سامحته؟ ردت ريحان براحة: أجل سلطانتي سامحته. الخالة وهي تمسح على شعرها: لكن الن تخبريني ما الذنب الذي افتعله وقتها لقد قلت قبلا أنه لا يغتفر ولو بعد مليون سنة انا اتذكر حديثك حينها جيدا. ردا ريحان: بوقتها لم يكن نفس الشخص بل كان غيره بنفس ملامحه أما الآن ثم سكتت. الخالة عائشة بخفوت: أما الآن؟ أخءت ريحان نفسا عميقا وردت: أما الآن هو اغلى شيء لي انه جانبي الجميل من ايام عمري،هو السعادة التي وهبني إياها ربي حتى انظر إليه تتملكني سكينة غريبة بمجرد رؤية ملامحه استريح سبحان الله فعلا يقلب القلوب كيف يشاء متى أحببته بهذا القدر لا اعرف. الخالة عائشة بحب: الحب رزق من الرحمان طفلتي وحين يكون حلالا فهذا رزق ورضا من الله عز وجل في نفس الوقت ايضا عيشي تفاصيله كلها مادام فيه رضا الخالق امير حلالك جنتك رضاه وجب بعد رضا الله عز وجل وهو ايضا يحبك لربما اكثر ايضا واهم من كل هذا انه يتقي الله فيك نعم حبيبتي انه يتقي الله فيك وهذا الاهم،فليذهب الزواج للجحيم ان لم يكن كل رجل نيته من الزواج أن يتقي الله في زوجه. ريحان بحب: كلامك جميل ومريح الحمد لله على حبه. سكتت الخالة عائشة قليلا ثم أردفت تنصحها: أيضا سانصحك نصيحة كوني دائما معطاءة طفلتي قدمي له كل الحب الذي بداخلك دون أن تنتظري ان يقدم لك نفس المقدارفان فعلت وانتظرت هنا بداية نهاية الحب فكل إنسان بالارض له طريقة خاصة بالحب وللحب افهمتني؟ ردت ريحان: أها فهمتك خالة. الخالة عائشة بحب: والآن هيا للنوم. ردت ريحان متذمرة: حسنا بامرك انا. مر وقت وهما كذلك. نامت الخالة سريعا بينما ريحان فقد تقلبت وتقلبت مرة ومرتين واكثر ولم تتمكن من النوم ولو للحظة. كانت تهتز بجانبها تفكر به ما جعل الخالة تستفيق من نومها لتنظر إليها وتقول: مابك؟ أجابت ريحان: شي يعني لا شيء انا لا استطيع النوم فقط. الخالة ضاحكة: دعيني احزر المرتبة غير مريحة ام أنها الوسادة ريحان ضاحكة: لا لا اصلا كانت غرفتي سابقا كل شيء بها مريح انا فقط لا اتمكن من النوم عودي انت للنوم لا تشغلي بالك لشيء. الخالة بمكر: انت استغنيت عن الوسائد اعرف ذلك لست غبية هذه الحركات اعرفها جيدا. ناظرتها ريحان دهشة لتكرر الإستغفار على شفتيها هربا منها فأشارت الخالة للباب بيدها لتطلب منها أن تتحرك وتعود لزوجها مباشرة لكن ريحان رفضت متحججة بأنها فعلا مشتاقة للنوم بجانب الخالة لكن قاطعتها قائلة: أنا اريد النوم وليس حراستك طوال الليل هيا الى غرفتك اصلا بالك هناك والجسد هنا. ريحان على عجل سعيدة: أنت طلبت ها ولست انا عن اذنك اذا ثم قبلتها من وجنتها بقوة وتمنت لها ليلة سعيدة هنية وانسحبت بعدها. ذهبت سريعا والخالة تنظر إليها مبتسمة لتقول: اللهم ثبت علينا العقل والدين هذه الفتاة جنت. توجهت ريحان لغرفتها لتدخل سريعا متجهة إليه ظنا منها أنه نائم لكن هو لم يكن كذلك فقد كان حينها بشرفة غرفته يحادث شخصا عبر الهاتف. تقدمت قليلا ووقفت هناك وهي تنظر إليه حتى أنه لم ينتبه لحركتها هناك. سمعت آخر جزء من المحادثة حين قال: حسنا انتظر منك كل المعلومات بتفاصيلها والتحليل ايضا لا تتاخر انا انتظرك ايضا كل شيء تأتي به لمكتبي ولا يجب أن يعلم اي احد اي احد مهما كانت صفته بأي معلومة افهمت؟ ردالرجل عبر الهاتف: بامرك أمير بيك. ثم أقفل الخط متمنيا له ليلة سعيدة. تحدثت هي بداخلها لتقول: مالذي يحدث معك امير؟ منذ أيام وانت شارد تغرق ببحر حيرتك، ان غفلت عنك قليلا اجدك تذهب مني لا ادري أين وحين اسالك تجيب بلا شيء لكن هناك شيء انا متاكدة وايضا اتصالات بعد منتصف الليل اللهم ارح باله يارب. ثم تقدمت منه وهو لا يزال شاردا لتقوم باحتضانه من الخلف بقوة وهي تضع راسها على كتفه، كان حضنا كله سكينة وراحة، ابتهج قلبه حينها حين حاوطته بذراعيها وحين احس بدفء انفاسها الجميلة حينها فقط هدأ قلبه الذي كان يهتز واحس بطمانينته التي لا يحسها الا وهو بقربها. القسم الثاني: تنهد ثم قال: ظننتك نمت. ردت ريحان: لم اتمكن من ذلك هجرني وذهب. امير مبتسما: لماذا الست بجانبك حبيبة قلبك؟ أخذت نفسا عميقا ثم تحدثت وقالت: لا حبيب لقلبي غير امير تارهون. امير مازحا: حقا؟ ريحان بحب: انت منذ متى أصبحت ادماني؟ ابتسم لاعترافها وكلماتها تلك وحضنها وقربها وعودتها إليه وعدم تحملها غيابه ولو لليلة واحدة كل شيء منها يبهجه فضمها بقوة إليه وأمسك بيدها وقبل أناملها بقوة ثم عاد يضمها ويضع رأسه على رأسها وبقيا كذلك لحظا ثم كف عن الحديث كليا تكسر هي صمته بعدها وتقول: أمير ماسبب شرودك هذا؟ لكنه أنكر مدعيا أنه تعب فقط ردت ريحان: لا انت كذلك منذ فترة أخبرني هل هناك شيء سيء حدث معك؟ رفع يدها وقبل اناملها من جديد بحب ليقول: لا شيء حلوتي بعض الأمور التي تخص العمل لا اكثر لا تهتمي ساحلها. ريحان وهي تضمه أكثر: بالتأكيد ستحلها. امير مغيرا الموضوع: هل طرددتك الخالة صارحيني؟ سكتت ولم تجب فقط اكتفت بأخذ نفس عميق تستنشق رائحته التي أدمنتها فعلا ولم يعد بامكانها أن تستغني عنها فضحك هو لتفك حينها نفسها عن حضنه قائلة: حسنا سانام ثم تظاهرت بالتثاؤب لتكمل: سبحان الله نعست فجأة. انسحبت من أمامه تمشي على رؤوس أصابعها بهدوء تفر منه قصدا لكنه امسكها وقبل أن تتلفظ بشيء حملها سريعا ليقول: لا والله ستعاقبين على هروبك من بين يدي منذ قليل يا كيلي البطاطا انت. ريحان بهمس: أنزلني يا مجنون والا ساصرخ وافضحك امير بتحد: افعليها هيا. ىدت ريحان صارخة : ساااعد... لكن هنا اسكتها بطريقته مباشرة وكتم صوتها الذي لم ينطلق بعد ليستمر بالتقدم سريعا بها إلى الغرفة وهو يحملها بينما هي فقد وتشبثت برقبته كي لا تقع أرضا. يعيشان حبهما بكل تفصيلة دون ألم دون ذكريات سيئة دون دموع دون خوف، إنه الوعد الذي قطعه لها وإنها الأمنية التي تمناها وإنه الدعوات التي ناجت بها ربها ليال، وما خاب من دعا ربه في جوف الليل باكيا قائلا يا الله. حل الصباح. استفاقت ريحان وبدأت بفتح عيونها بتثاقل وهي نائمة بحضنه كعادتها، كانت تتحرك بهدوء كي لا توقضه من نومه لكن ما ان انسحبت واعتدلت قليلا حتى وجدته يتاملها نظرت إليه وبسمتها الجميلة ترتسم على شفتيها اما هو فقد بادلها نفس الابتسامة الصباحية المشرقة. بقيا لحظات كذلك دون حديث لتتحدث هي اولا بعد قليل وتقول: صباح الخير رد أمير ليقول: صباح الخير حبيبتي، اتعلمين؟ الشمس تشبه الأحبة تجيء وتذهب بلا استئذان وعندما تذهب يظلم كل شيء، هكذا أنت حضورك ضياء وغيابك عني ولو للحظة ظلمة. ريحان بحب: هيا حبيبي انا ساقوم وأجهزة نفسي سريعا واتفقد خالتي عائشة. رد امير: حسنا حلوتي اذهبي وانا سالحق بك بعد قليل ساعود للنوم. ريحان بتذمر: أمير انهض يكفيك نوما لا يجب أن نتاخر عن الافطار اليوم ايضا عيب. امير بتذمر: حسنا قمت قمت كم انت مزعجة بحجم الفأرة وتزعجين ثم بدأ بالاعتدال بمكانه كي يصحصح اكثر. وقفت هي وتوجهت بعدها لخزانتها قائلة: ساسبقك وأستحم لكن لن اتأخر ، سأعود سريعا لا تعد للنوم ها ثم أخذت تقلب بين ثيابها وهي جالس على السرير يسند رأسه على حافته، نظرت لهذا وذاك محتارة ثم سحبت واحدا باللون الاسود لتريه اياه وهي تضعه على جسدها لتقول: جميل؟ لكنه لم يجب فقد عاد للنوم. نظرت اليه لتجده نائما لتصرخ به : أمييير استفاق فزعا ليقول: انا هنا. ريحان بغضب: صحصح رجاء. امير بتذمر: ماذا؟ ريحان مبتسمة: انظر جميل؟ ثم لم تتوقف لتسحب كل دقيقة فستانا تجربه على جسدها وتسأله إن كان يليق بها أو لا بينما يرد هو ككل مرة بأن الفستان جميل فقد كانت كلها فساتين راقية حقا. زفرت بحنق ورددت: أمير انت لا تنظر حتى، صعبتها علي اريد ان تختار لي واحدا امير بتذمر وهي يرمي الوسادة أرضا: صبرا يا الله، الازرق الملكي جميل ارتديه عشق حبيبتي كل الالوان تليق بك اصلا حوار الإختيار هذا لا جدوى منه. ريحان مبتسمة: حسنا سارتديه إذا هيا استفق لا تنم رد أمير:لا لا لن انام وضعت ثيابها على الكنبة وتوجهت للحمام لكن وما أن اختفت حتى أخذ الثياب وخبءها عنها وعاد للنوم. خرجت من الحمام بعد أن أخذت حماما خفيفا ترتدي برنسها وتوجهت للكنبة لارتداء ملابسها لكن لم تجدها بحثت قليلا ثم قالت: الله الله العفاريت ربما لا لا هو عفريت واحد دخلت إليه غضبة أما هو فقد كان يتظاهر بالنوم لتصرخ به: أمير ثيابي لكن لم يجب، لتعيد مناداته: أمير رد هو: اف كم انت مزعجة ماذا تريدين؟ ريحان بغضب: هات ثيابي رد امير: الزوجة الصالحة تقول صباح الخير زوجي قرة عيني اولا. ريحان بتذمر: صباح الخير زوجي قرة عيني اولا أين ثيابي؟ رد امير: دون قبلتي الصباحية الكبيرة تلك لن اعطيك شيء زفرت ريحان بحنق ثم أردفت: اف منك ،ابقيها معك، سارتدي غيرها لكن قبل أن تتحرك من أمامه امسك يدها وقال: سآخذها شئت أن ابيت لتسرع هي وتحمل الوسادة وتضربه بها وهي تقول: لا لن تنال شيء ثم بدأت حرب الوسائد وكل شيء خفيف يجدونه امامهما كانت تركض في أرجاء الغرفة هاربة منه وهي ترميه أما هو فقد كان يرد الضربة ويحاول امساكها لكن ما استطاع فقد صعدت السرير وفرت منه كانت تضحك وتردد: لن تمسكني لن تمسكني. امير بنبرة حادة: انزلي والا ساعاقبك الضعف. ريحان ضاحكة: لا والف لا ،وها وها، وهي تضربه بثيابها التي كانت مخبأة تحت اللحاف. عادا طفلين لا يهتمان لمراسم أو أي شيء من هذا فعلا فقط يستماعان بعفوية وها هي كما نصحتها الخالة تعيش تفاصيل السعادة مع من تحب. علت ضحكاتهم أكثر وأكثر وزاد جنونه وهي تخرج لسانها جكارة به بحركاتها الطفولية تلك التي لا تدري كم جعلته مجنونا بها ضعفا يريد فقط أن يردها إليها كالأطفال حالهم ذاك، ذهبت الهيبة وذهبت معها عشق العاقلة وأمير العصبي وظهر للعلن طفلان يحبان الحياة ويريدان اللهو والمرح قدر ما استطاعا فلم يتمالك نفسه ليحمل وسادة من الوسائد الموضوعة هناك ويضربها بها بكل قوة مازحا معها كما تفعل فاتت مباشرة بوجهها فعادت برأسها للخلف قليلا حتى كادت تقع ليغافلها حينها ويستغل عدم رؤيتها له ويصعد فوق السرير سريعا ويمسك بها فحاوطت ذراعيه المفتولتي العضلات جسدها الصغيرة بكل قوة واحتواها داخله كلها فحاولت فك نفسها من بين يديه قائلة: أنت مخادع ومكار وغدار لا يؤمن لك، اتركني أمير فرد ضاحكا يضمها أكثر ليقول: الآن لا قوة ستفلتك عشق تارهون لن أتركك مهما حاولت ها تظنين نفسك قوية ولا تهزمين، هيا فكي نفسك إذا حاولي إن استطعت. كانت تضحك وهي تصرخ فلم تستطع التحمل ولا فك نفسها لتقول مرة أخرى: لتركني يا مجنون أنت ثقيل سيقع بنا السرير وينكسر ويدوي صوته في القصر ونفضح، اتركني يوووه أمير لا تتغالظ فكني هيا. رد أمير قائلا: هذا قصرنا وهذه غرفتنا وهذا سريري وهذه عشقي لا أحد له الحق في أن يتدخل بشيء ثم وليقع نحضر غيره وهذه المرة يكون متينا أكثر وإن صعدنا عليه مرة أخرى لا يقع. ريحان ببتذمر: أفلتني وانزل ولا داعي لكل هذا قال يحضر غيره قال مجنون وتزوجت به. أمير وهو لا يزال يضمها: أنا مجنون إذا؟ ريحان ضاحكة: نعم أمير مهددا: لن تسحبيها ريحان بكل ثقة: دعني أفكر، ممم لا أنت مجنون. شد أمير قبضته عليها قائلا: إذا لك ذلك صرخت ريحان سريعا تريد أن تنقض نفسها منه لكنه قرر أن ينتقم منها ومهما حاولت لن يتركها لكن فجأة أحد طرق باب الغرفة عليهما فنظرا لبعضهما البعض بعيون متسعة ثم فكها أخيرا ليقول هو: من الطارق؟ لا تكون خالتي عائشة أو أمي فقط فضحنا ريحان بهلع: خالتي او أمك؟ لا قل غير ذلك يا الهي كله منك كله منك أمير منذ ساعة أقول فكني وأنت تطبق علي بذراعيك الثقيلتين تلك، ما تظنني فيلا أنا مجرد كتكوت ضعيف الجناح امير بهمس: أنت السبب لو كنت أعطيتني ما أردت ما حصل هذا أنا آخذ حقي بأي طريقة كانت المهم آخذه حبيبتي ليكن بعلمك رددت ريحان: حسنا يكفي نقاشا الآن لنر أولا من يطرق الباب يا أبو عضلات. كانت جافيدان الطارق وقد سمعت همسهما لكن لا أحد يرد لذا طرقت الباب مرة أخرى برفق وهي تردد: لم لا يردان هذان ما هذه التصرفات الصبيانية الآن؟ ألا يسمعان؟ ثم نادت: أمير نظرت ريحان لأمير بعيون متسعة لتقول: يا الهي لحظة لحظة إنها والدتك حماتي أمير على عجل: أسرعي سأفتح قبل أن توقظ كل من بالقصر تحركت ريحان يمينا ويسارا تصفه بالاستغلالي ثم قفزت من فوق السرير وحملت فستانها سريعا ثم حملت وسادة بيدها تريد فقط أن ترد له الضربة وتنتقم منه وقبل أن يفتح باب الغرفة هو رمته هي بتلك الوسادة سريعا كآخر محاولة منها، لكن الوسادة لسوء حظها بدل أن تصيب أمير الذي هم بفتح الباب ضربت مباشرة بوجه جافيدان التي دخلت الغرفة قبل أن يفتحا لها الباب حتى أنه تطاير شعرها بالهواء فعادت للخلف مصدومة نظر أمير لوالدته ثم التفت لريحان صعقا لتبادله ريحان نفس النظرة أما جافيدان فقد جن جنونها لحظتها لتضرب الوسادة الواقعة أرضا برجلها بقوة وتقذفها ناحية الخزانة. نظرت ريحان إلى أمير بخجلتها لتقترب منه سريعا ووقفت خلف ظهره تحتمي به لتقوا بهمس: آسفة لم أقصد لقد كنت أنا يعني حقا أعتذر منك يا خانم ثم سكت سكت ثلاثتهم فقط ينظرون لبعضهم البعض ولرد فعل جافيديان وعم الصمت للحظات فقط لم تكن بالطويلة لتنفجرت جافيدان صارخة بوجهها دون رحمة ولا أي اعتبار للذي يقف أمامها وأن التي تصرخ بها زوجته كنتها وكأنها كانت كانت تنتظر الفرصة كي تهينها وحين أتت بالتأكيد لن تضيعها لتقول: يا عديمة التربية يا سخيفة كيف تجرئين ما تصرفات أطفال الشوارع هذه؟ كان أمير مبتسما يحاول تمالك ضحكته في البداية وهو ينظر إلى عشق خلفه كيف تحتمي به كالأطفال تماما وقد راق له ذلك ومنظرها ودلالها لكن ما ان سمع تلك الكلمات حتى تغيرت ملامح وجهه في ثوان من السعادة إلى الغضب وثار كالبركان وعقد حواجبه ولم يستطع أن يكبح جماح غضبه لينفجر هو الآخر بوالدته مباشرة صارخا قائلا: أمي ماذا تقولين أنت كيف تهنين زوجتي امامي هكذا ماذا فعلت لتذميها بهذه الكلمات؟ ريحان بحزن: لم اقصد التفت اليها ليقول مهدئ من روعها: لا تبرري ريحان انت لم تقصدي كانت حركة عن غير قصد، لكن أمي تبحث أن اي فرصة كي تهينك وحتى أمامي دون أن تجعل لي أي اعتبار وان التي تذمها زوجتي. ردت جافيدان بغضب : ماشاء الله ماشاء الله وتدافع عنها أيضا بعد الذي فعلت ألا تستوعب الشيء الذي حدث للتو أم أنك لم تر عيونك معمية طبعا أمير بغضب: أمي أنت المذنبة وليس هي لقد كانت تلاعبني وأنت دخلت الغرفة دون إذن كيف تجرئين على دخول غرفة نوم زوج وزوجته بهذه الطريقة ها؟ ردت جافيدان مصرة أنها لم تخطئ: يبدو أنها لحست عقلك ألا تنتبه لتصرفاتك الصبيانية هذه ماهذه الحالة ما هذه الفوضى وأنت بلابس الحمام ألا تخجلون من أنفسكم؟ أمير ضغطا على أسنانه بعد أن نفد صبره: أمي يكفي، كله وريحان لا تزال واقفة تنظر محرجة والنقاش يشتد ويشتد بين أمير وأمه جافيدان: أنت أب أب لا اصدق ما وصل إليه حالك لا اصدق. زفر أمير بحنق ليردف: أمي قلت يكفي هيا ولكن قبل أن يكمل كلمته ويطرد والدته من الغرفة أمسكته ريحان من ذراعه وشدت لتنظر إليه نظرة رجاء أن يتوقف وتقول بهمس: لم يحدث شيء لطفا أمير انتهى. نظر إليها للحظات ثم التفت لأمه التي لاتزال تنظر إليهما بغضب لتدخل عليهم الخالة فجأة وهم كذلك وهي تقول: خير خير ماسبب كل هذا الصراخ؟ أمير: صباح الخير خالة. الخالة: صباح الخير بني لكن ماذا يحدث هنا؟ لقد سمعت جدالكم كله من الغرفة المقابلة. ردت جافيدان: أنت لا تتدخلي رجاء. ابتسمت الخالة وأردفت: كيف لا أتدخل عيب عليك في هذا السن وتدخلين غرفة عرسان دون إذن عيب والله عيب. تحدثت جافيدان بنبرة غضب للخالة لتكمل وهي تهدد بأصبعها: اسمعوا جميعكم هذا البيت له نظام وقوانين ولن أسمح لأي أحد أن يخل بإحداها مهما كانت صفته هنا أظن أنك سمعتني جيدا يا من تسمين ريحان البيت بيتي والكل سيلتزم بما أقول رغما عن أنفه. كان أمير سيتحدث لكن الخالة سبقته لتقول: اهدئي اهدئي لا تضغطي على أعصابك قد ينفجر لك شريان ونبتلى بغير شيء ملامح وجهك متشنجة لا تزيد الطين بلة. ردت جافيدان: ماذا تقولين انت اصلا لم تتدخلين؟ الخالة بتحد: بيت ابنتي ايضا وأفعل ما أشاء. همست ريحان لأمير: أمير فكها وإلا هدم القصر على رؤوسنا، خالتي إذا غضبت تتحول لمستذئبة وتعض أنا أحذرك. رد أمير: أمي ايضا ليكن بعلمك ولن أتدخل قد أتلقى أنا الضرب إن اقتربت اشتدت حدة النقاش بينهما لترمي كل واحدة الأخرى بكلمات قاسية أحيانا من جافيدان التي لم تترك وصفا يقل من قيمة ريحان والخالة عائشة إلا ونعتته بهما من أميين إلى قرويين إلى متخلفين وغير ذلك لكن الخالة لم تسكت بل كانت تصد كل كلمة أو وصف تقذفه بها بكل ثقة لا بل لم تزدها إلا غضبا فوق غضبها وهي ترد ضاحكة وبكل ثقة تغيضها وتردد كل حين أن البيت بيت ابنتها وتتصرف به كما تشاء. لم يستسلم أي طرف كله وأمير وريحان يشاهدان وكل حين يهمسان لبعضهما البعض ضاحكان ولربما يلقي أمير كلمة او اثنتين ليزيد من شدة النقاش فقد كان مستمتعا بذلك وهكذا حتى تعبت الاثنتين واستسلمتا فتحركت جافيدان أولا تاركة الغرفة ترمق ريحان ببصرها ثم تحركت الخالة للخروج بعدها تاركة أمير وريحان هناك وما إن أقفلت الباب حتى أمسك أمير بريحان من خصرها ثانية وضمها إليه قائلا: لم أنس قبلتي ها. ضربته ريحان لصدره بقوى جعلته يتألم لتقول: يا مجنون سأصرخ ثانية وأفضحك حقا هذه المرة اتركني أريد أرتدي ثيابي ألا يكفيك الحرب التي اندلعت لتوها؟ حمد الله أننا خرجنا بأقل الخسائر وإلا كنت أنت من أكلها بين الحموات سيد أمير. رد أمير: حسنا تريدين فقط مبررا كي تتهربي ولا تعطيني كل حقوقي، نتواجه إذا ريحان تارهون أمامنا أيام كثيرة وأنا سأستحم وأغير ثيابي ايضا يا قردة سبحان الله لا أحد يسبقك في القفز، ثم توجه للحمام لكنه توقف فجأة وعاد ناحيتها هامسا عند أذنها: لا تنزعجي لكلمة أمي الجارحة ردت ريحان: لا لا لم يحصل شيء نسيتها لحظتها اصلا. انصرف بعدها ليأخذ حماما دافئا يستعيد به نشاطه. أنهى حمامه بعد دقائق وخرج ليجدها قد تجهزت فارتدى هو أيضا ثيابه ثم خرجا معا متجهين لمائدة الافطار مباشرة لكنهما التقيا حكمت يهم بالخروج من غرفته أيضا يرتدي بدلته الأنيقة وعطره يفوح كعادته ليتوقف أمامهم بعد أن سلم عليهما. اقتربت ريحان منه وقبلت احتراما فابتسم ومسح على شعرها وأردف: رضي الله عنك يا ابنتي. ناظرها أمير سعيدا بحركتها تلك فهي حين تظهر الود لوالديه بتلك الطريقة تكبر في عينه ويتفاخر بها ثم نظر لأبيه قائلا: بابا نفطر سويا إذا. رد حكمت: بالعافية جميعا لكن أنا سبقتكم وفطرت بني عندي مشوار ضروري قبل ذهابي إلى الشركة وأنت لا تتاخر لاتنس عندنا مشروع جديد يحتاج لعمل وجهد مكثف وتفرع تام أيضا. رد أمير: بأمرك أبي أتناول فطوري فقط وألحق بك. تحرك حكمت متوجها للخارج بينما واصل أمير وريحان طريقهم لطاولة الأكل في الصالون ليجدوا الكل مجتمعين هناك عدا الخالة عائشة وجافيدان. نظرت ريحان إليهم جميعا وصبحت عليهم وكذلك أمير ثم بحثت عنها في الأرجاء و قبل أن تنطق بشيء و تسأل عنها أتت هي من ناحية المطبخ وبيدخا مقلاة كبيرة تفوح منها رائحة شهية ملأت الأرجاء لقد كانت رائحة البيض المخفوق والبسطرمة التي حضرتها لأجل ريحان فهي تحب تلك الأكلة على الفطور لتأتي جافيدان من الناحية المقابلة للصالون بعد أن ودعت حكمت عند الباب وتمنت له التوفيق بعمله. توقفت جافيدان مكانها قبل أن تصل للطاولة ونظرت حولها مشمئزة لتقول: ماهذه الرائحة المقرفة؟ من أين تأتي؟ ألم تهووا المكان صباحا أم ماذا؟ وضعت الخالة المقلاة على الطاولة لينظر الجميع إليها حتى ريحان وأمير ويتحدثا بصوت واحد: بيض بالبسطرمة؟ نظرت جافيدان للمقلاة حينها لتتحدث بغضب: ماذا هذا القرف بمطبخي من فعلها وحضر هذا الشيء؟ لم يكترث أحد لما تقول جافيدان بل هجم الكل على المقلاة دفعة واحدة دون انتظار يغمسون فيها قطع الخبز ويلتهمونه بمتعة فالكل يشتهي تلك الأكلة لكن لا أحد يحضرها لهم. نظرت جافيدان للخالة عائشة لتتأفف وتهز جسدها غاضبة فقد استوعبت أنها هي من حضر تلك الأكلة فعلقتا معا ثانية واشتد النزاع من جديد. تحدثت الخالة قائلة: كله بيض بالبسطرمة يا خانم ماذا هناك؟ لا يستحق كل هذا الغضب ردت جافيدان: هذا الشيء ممنوع بقصري تماما أجننت ألا تشمين الرائحة؟ فردت الخالة لترد الأخرى لتعلو أصواتهما بين أخذ ورد حاول أمير التخفيف من حدة النزاع طالبا من كل واحدة أن تهدأ وتكف عن النقاش ورمي الأخرى بالكلام لكن لا جدوى من ذلك. جافيدان بغضب: حماتك تجاوزت حدودها أميى لا لن اسكت على هذه تسرح وتمرح بقصري دون خجل إلا هذه لا يمكنني تجاوزها ردت الخالة: بيت ابنتي أيضا وصنعت لها شيء تحبه ما دخلك أنت؟ أمسكت جافيدان برأسها تضغط عليه مردفة: آه ياربي سأجن سأجن وقف أمير وسطهما ونظر لكل واحدة منهما مرددا: أمي سلطانة توقفا توقفا لطفا يكفي جدالا وصراخا لكنه كان كمن يزمر في ناي قديم لا يسمع فتلك تصرخ وتلك ترد. أما الباقون فقد تناولوا البيض دون الالتفات لأحد ولا اهتموا بذلك النقاش الذي فوق رؤوسهم بين الحماوات. هدأتا أخيرا بعد.أن انتهت كل الكلمات وهدأتا قليلا ثم عاودت جافيدان الحديث وهي تعيد شعرها للخلف تؤكد للخالة أنها قد أتعبت نفسها فأولادها لا يتناولون مثل تلك الأشياء لكنها تفاجأت حين نظرت للمقلاة لتجدها فارغة وقد مسحت وكأنه تم تنظيفها بالماء. نظرت الخالة عائشة إلى المقلاة ثم إليها لتردف: لا يحبونه صحيح هاهو الدليل. التفت أمير الذي كان يفك النزاع لحظتها للمقلاة لينتبه بأنها فارغة فقد تم شطفها تماما من قبل جوناي وسونا وريحان ليقول بتذمر: أين حقي أنت وأنت وأنت؟ ردت ريحان ضاحكة: من غاب غاب حقه سونا ضاحكة: أنا أختك لكن هي زوجتك هي من نستك. جوناي رافعا يديه لفوق: لا تنظر إلي هكذا كلنا شركاء بالجريمة نظرت إليهم جافيدان كل على حدى دهشة بالكاد.تستوعب لتقول: انتم أولادي حقا لا والله ماعدت أعرفكم؟ ردت الخالة تستفزها: للعمر حق يا خانم هم كبروا وأنت أيضا هرمت معهم جافيدان بحنق: صبرا يارب ثم انصرفت من أمامهم مباشرة. كان أمير لايزال ينظر إلى المقلاة بحسرة فقد اشتهى تلك الأكلة أيضا فهو منذ زمن لم يتذوقها ثم طالع إخوته وريحان لتتحدث الخالة وتقول: نحضر من جديد لأجل صهري كم أميرا لدي. رد امير يرمق الباقين ببصره: لا أحد يحبني غيرك اصلا. تحركت الخالة إلى المطبخ ثانية بينما استأذن أمير ليتوجه عند والدته ليتحدث معها فطرق الباب ودلف غرفتها بعد أن سمحت له. نظرت إليه بغضب لتقول: ماذا تريد؟ اقترب قليلا ليقول: أمي أخبريني متى ستتقبلين ريحان كزوجة لابنك؟ جافيدان بنبرة حادة: أخبرتك قبلا لن أتقبلها مهما صنعت وأنت تقبل ذلك وارض به سكت أمير قليلا يطالعها بحزن ثم أردف: انظري منذ قليل أهنتها أمامي وسكت والآن تهينينها أيضا ولن أرد لكن أنت تبقين أمي جنتي وهي زوجتي أيضا يعني أمانة برقبتي أحاسب عليها يوم القيامة. ردت جافيدان: يعني ليقول أمير: أمي الخالة ضيفة كلها يومين وتغادر ونحن ما كنا لنزعج ضيفا قصد بيتنا يعني تحمليها قليلا فقط أما بالنسبة لريحان فلن أطلب منك أن تحبيها لكن رجاء فقط احترميها كما تحترمك إنها زوجتي أمي وليس هذا فقط أنا أعشقها لا تضعوني وسط هذه الحرب الضروس أن أحبك وأحبها وبالتأكيد لن تكون مكانتها بقلبي أكبر منك أنت عشقي الأول ثم إن هذا قصرك ولا أحد يمكنه قول غير ذلك طبعا. انشرح قلب جافيدان أخيرا بكلماته تلك وابهجت وظهرت ابتسامتها أخيرا لتتحدث قائلة: حسنا بني دعها للأيام لكن تلك الخالة لا تطاق بأي شكل ولو بقيت أكثر ساقتلها. رد أمير ضاحكا: لا إنها هكذا لكنها طيبة جدا فقط تحدثا بهدوء وستتأكيد من كلامي أنتما لم تجتمعا للحظة إلا وأقمتما الحرب. ردت جافيدان: لا لا يمكن أن أخالطها البتة لا أريد أصلا أنا مرتاحة هكذا فلتنهي زيارتها وتغادر فقط أمير مبتسما: إن شاء الله أمي والآن لأتركك ترتاحين ساتناول فطوري وانصرف أبي ينتظرني بالشركة ابتسمت حينها ودعت له بالتوفيق وأن يسدد الله خطاه ووعدته بأن تتوقف عن النزاع مع الخالة فقط لأجله. خرج من الغرفة سعيدا بعد أن استطاع تهدئة والدته ولو قليلا ثم تحرك عائدا لطاولة الإفطار لتقول هي بعد أن غادر: لا بني لن أتقبل تلك القروية زوجة لك مهما قلت ومهما فعلت وسأسعى جاهدة لإخراجها من قصري. انتهت وجبة الإفطار الحافلة تلك وتناول أمير ماشاء من البيض حتى شبع ثم أخذ أغراضه لتودعه بعدها ريحان عند الباب بقبلة رقيقة على وجنته وابتسامة من شفتيها تظهر تلك الحفرة التي يعشق وتمنت له التوفيق والخير أينما كان لينصرف بعدها إلى الشركة مرتاح البال سعيدا مشحونا بطاقة تكفيه للعمل أياما دون انقطاع وليس يوما واحدا فقط. مر وقت بعد ذلك كانت ريحان جالسة وسطهم يتحدثون بالحديقة مستمتعين بجمال الجو حينها بينما أوزجي تلعب بالقرب منهم ليرن هاتفها فجاة فحملته سريعا لترى من المتصل لكن تفاجأت حين شاهدت رقما غير مسجل باسم فظرت إليه لكن الرقم بدى مألوفا لها لكنها لم تجب. أعاد المتصل الاتصال بها ثانية لتقوم حينها من مكانها متحركة جانبا مستأذنة لترد قبل أن يلفت رنين هاتفها المتكرر الانتباه. ابتعدت قليلا لترد قائلة: الو رد المتصل قائلا: الو ريحان مرحبا اجابت ريحان مستغربة من الصوت: مرحبا نعم من معي؟.... حانت اللحظة لكي نفترش أحلامنا التي كانت أسيرة خيالنا، حان الوقت ليضحك ذاك القلب الصغير لينتظم نبضه الطبيعي مجددا، أصبح لنا الحق لنتكلم من عقلنا ونتحكم بقلبنا ونحس إحساس قد غاب منا منذ زمن طويل. سنلمس الأشياء كما هي ونشعر بحقيقتها بين أيدينا، حتي تستكين ملامحنا من التعب فتضحك العيون و تتورد الوجنتان،و يبتسم الوجه كله فتتراقص الرموش و نحلو حلاوة روح تزهر أجسادنا من جديد ♥️ الفصل الثامن والعشرون من هنا |
رواية عشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم كنزة
تعليقات