رواية ضراوة العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم دهب عطيه



رواية ضراوة العشق الفصل السابع والعشرون 27 بقلم دهب عطيه 







🦋 البارت السابع و العشرون🦋

دخل الشقة في يوماً متأخر بعد ان تم الانتهاء من تصوير احد الإعلانات الترويجيه لمنتج تجميلي 
فرنسي...... 

زفر باختناق وهو ينظر للشقة المظلمة الكئيبه... قد نامت وعد بتاكيد فالجو هادئ لأبعد حد... لم يتعود 
على هذا الهدوء والتغير اليوم غريب عن الأيام السابقة.... فالبارحة وقبل البارحة وغيرها كانت تنتظره كل يوم على العشاء لتطمئن عليه وتشاركه في يومه ببعض الأحاديث ولا يغفل لها جفن حتى تكن بين ذراعيه..... هل حقاً خلدت للنوم قبل
رؤيته...

يعلم أنها الفترة الاخيرة مُتغيرة قليلاً.. ووجهها شاحب... فاقدة للشهية دوماً تشتكي من وجع رأسها 
لا يعلم فاليوم معاد الفحص الطبي وقد ذهبت بمفردها بسبب العمل المتراكم عليه........لا بأس ربما ايقظها في صباح قبل ان يخرج للاستفسار عن فحصها ...

اتجه للغرفة وهو يشرد أكثر ان عليه السفر بعد يومين فقط.... قد مكث في بأريس اكثر من شهرين ولم يكن هذا الاتفاق بينهم منذ البداية ولكن العمل في شركة أخذ الوقت بأكمله عليه في الخطط القادمة ان يخصص بعض الوقت لتلك الشركة
حتى لا تنهار..... 

خرجت ابتسمة لم تكن بين ثنايا تفكيرة المضطرب بالعمل ، خرجت لحبيبته التي برغم من كل شيء 
يحيا به من ضغوط كانت له كقطعة الشوكلاته
الذأبه بالفم التي اتت فقط إليك لتاخذك من العالم لعدة دقائق تنسى بهم حياتك ومن تكون.... 

كانت تأتي إليه في كل مرة لتسقي إياه من جنتها وتروي ظمأ عشقه وتمحي اي تراهات وضغوطات
بينهم كانت كالاميرة الجميلة التي تعرف بمهارة كيف تأثر على اميرها بنظرة فقط نظره من رمادي الشتاء بعينيها كان كفيل بوجود عمرو العاشق لها وحدها.... 

عمرو الجائع الذي لا يعرف الجوع ورغبة إلا معها ولو 
وقف أمامه أجمل النساء لن يختار غيرها ولو احبه
البشر جميعاً لن يحب غيرها.... 

مسحور هذا ام مختال؟ 

قولو ما تشاؤون فأنا لها وهي لي !... 

وضع يده على مقبض الباب وقبل ان يرفع عينيه على الغرفة المظلمة وجد المكان غير المكان... 

من غرفة نوم الى احتفال 

احتفال؟.... 

تفقد المكان ببطء وجدها امامه عن بعد خطوات امامها طاولة مُستديرة عليها كعكة كريمية اللون 
مُزينه بالورود الحمراء عليها شموع مضيئة على شكل رقم (30).... 

ابتسم وهو ينظر للغرفة التي زينة بشكل يلائم عيد الحب بين الورود الحمراء على الفراش للبلونات المعلقة في سقف الغرفة على شكل قلوب حمراء 
مكتوبه عليها (love)...

اقتربت منه بين الضوء الخافت الشاعر بشكلٍ رومانسياً باحت !...كانت ترتدي فستان أسود 
ملتصق بجسدها يبرز قوامها ومفاتنها كذلك يصل لبعض الركبة بقليل كان مفتوح من عند الصدر وبارز قليلاً منه.... ذو حملات عريضة عند الذراعين....
كانت مصففة شعرها بتسريحة انيقة مرفوعة
للأعلى لا يتدلى منه اي جزء باستثناء 
خصلتين من الامام بجوار اذنيها....تضع زينة 
صارخة الجمال تليق على صخب الليلة وتوازي
فستانها الأسود...طلة شفتيها باحمر شفاه احد درجات اللون الأحمر ولكن اغمق قليلاً زاد كمال الصورة أكثر.....

بلع ريقه وشعر انه يتنفس بصعوبة وهو يرى كم انها عبارة عن فتنة تتحرك أمامه...هو لا ينكر جمالها وانجذابه وهوسه بها ، لكنها بتلك الهيئة زادت الهوس أضعاف بداخله لو عليه لوضعها بجوار قلبه حتى لا يخشى عليها من نظرة احد ولا يشتاق لها حين يبتعد عنها رغماً عنه....

اصبحت أمامه الان لا يفصلهم شيء ونفس النظرة
الموجهه لها المحملة بالحب والاشتياق تشع بعينيها الخلابة....وضعت يدها على ربطة عنقه وجذبته للأمام نحوها بخفه التلصق وجهه بها ولا تزال عيناه تتشرب من جمالها.....

سالته بعبث...
"هتفضل ساكت كده كتير....."

بلع ريقه ولا يعرف ماذا يقول فقد شل لسانه ولا يزال ياكلها ببنيتاه الجائعة....

لم ترحمه بل قربت وجهها اكثر وبدأت تداعب انفه وهي تقول بنعومة....
"كل سنة وانتَ طيب........النهاردة عيد ميلادك...كل سنة وانتَ معايا....."حركت رأسها قليلاً وطبعت بشفتيها الناعم قبلة على وجنته وهي تقول بذات 
النعومة الساحرة....
"بحبك......"

أخيراً تحرك التمثال وتجاوب مع مشاعرها الجامحة...احاط بيداه خصرها وقربها منه أكثر 
حتى اصبحت ملتصقة به قال بصوتٍ رخيم 
مخدر......
"وانا بعشقك....."

إبتسمت بجمالاً أمامه وهي تحاول الإبتعاد عنه حتى
يكملون الاحتفال.....لكن سرعان ما شعر بحركة بسيطة من جسدها فاسكتها بمسك خصرها أكثر

توترت وهي تنظر ليداه القوية بخوف....
"براحه ياعمرو....." 

عقد حاجبيه وهو ينظر لها بأستغراب مُعقباً....
"انا مسكك براحة مالك قلقانه كدا ليه...."  

بلعت ريقها بتوجس وهي تحاول العودة لعهدها السابق....
"مفيش بس وجعتني شوية...."

"سلمتك من الوجع ياحبيبي....."
مالى على شفتيها وطبع قبلة صغيرة عليها وطال بها برغم من انها يسند شفتيه فقط على خاصتها لكن مجرد مزج انفاسه مع انفاسها يرسل رعشة الضعف والئن بالشوق والرغبات إليه.....

خبير بما يفعله بها ليس بريء أبداً !...

أبتعد عنها وهو يمرر يداه على خصرها بعبث مكان مسكته السابقة...
"لسه بيوجعك...."

شدت رباطة عنقه بخفة فاقترب منها وهو يلتهم وجهها بعيناه.....قالت بصوتٍ مشبع بالشوق....
"بطل تلعبني......"

داعبها بعيناه بعبث رجولي.....
"عايزه إيه....."

تنهدت بتذمر وهي تقرب شفتيها من خاصته متحسس إياها بطريقة حميمية وظنت انها بذلك تهلك صبره وتذيب الثلج المطصنع بداخله....فهو يتلاعب بها وهي تكره التلاعب الخبيث منه.....
تفاجئت به يضع قبلة سطحية على شفتيها مرة أخرى بل ويبعد رأسه عنها قليلاً بلؤم....بلعت ريقها بعذاب وهي في تلك المرة تبتعد وعلى وجهها خيبة الأمل في فشل تأثرها عليه كانثى وكزوجه له......

استدارت وأخذت خطوة واحده فوجدته يجذب يدها بقوة بل وقبل ان تدرك انها وقعت في احضانه افترس بشفتيه شفتاها الحمراء التهم كل جزء بهم بتريث وشوق يحرق جسدها على جمار بعيدة..... 

اغمضت عينيها ووضعت يدها على عنقه مقربه اياه اكثر منها وهو لم يرفض هذا القرب... وجودهم بهذ الشكل يجعلك تراهن انهم توامين ملتصقين بالاجساد عنوة عنهم.....يالهي يتشرب حبها وجمالها ببطء.....وتتمتع هي بجموح اشواقة وحبه لها....

ترك شفتيها وهو يلهث بصعوبة ووسط انفاسة المتسرعة رفع رأسه وطبع قبلة على مقدمة 
رأسها...اغمض عينيه وشفتيه مزالت ملتصقة 
بجبهتها....شعرت بتأوه صوته وهو يقول لها 
بعاطفة "بعشقك ياوعد......بعشقك..."

ابتسمت بسعادة وكيانها يهتز بداخلها وهي ترد عليه بنفس نبرة العشق......

مسكها من خصرها وسار معها خطوتين ثم وقف بجوارها امام تلك الطاولة المُستديرة....

توسعت ابتسامتها وهي تراه ينظر لرقم الثلاثين بعدم رضا مُضحك....ثم قال بطريقة مسرحية كئيبه....
"تلاتين.....العمر بيجري وللهِ ....."

ضحكت بخفوت وهي ترد عليه بمزاح....
"معلشي ياجدو العمر الكبير ليك ان شاء الله...."

قربها منه بيداه الإثنين وهو يقول بصوت عجوز متعب بل عابث لابعد حد....
"جدو.....طب متيجي تدهنيلي رجلي يابنتي...رجلي إيه خليكي في ضهري اصل شدد عليه من بليل ما تيجي تدعكيه ليه....."وجدته يقبل عنقها بوقاحة
عبثه وعيناه تخترق صدرها المفتوح.....

"بس بقه وبطل قلة ادب....."

"هو في جد برضو بيعمل قلة آدب....تعالي بس متخفيش مني دا انا عندي تلاتين سنه بس...."
دغدغ عنقها باسنانها فضحكت بقوة وهي تقول...
"خلاص ياعمرو كفاية...انا سحبت الكلمة دي صدقني....."

"لا يمكن لازم اسبتلك ان التلاتيناتي لا يعلى 
عليه...."

انفجرت ضاحكه بقوة برنة ضحكة يعشق سمعها منها حاولت ابعاده عنها وهي تقول بعفوية.....
"كفاية بجد بطني وجعتني....ودا مش كويس عشان ....."

تلاشت ابتسامته بتدريج وهو يقول بشك..
"عشان إيه.....انتي مخبية عليه حآجه؟ "

توتر صوتها قليلاً وهي تقول...
"هخبي عليك اي عادي....."

"انتي روحتي كشفتي ياوعد....."

"لا..."

سالها باستفهام...
"طب ليه مروحتيش انتي كُنتي قيلالي انك هتروحي....."

ردت بهدوء...
"كُنت هروح بس تعبت ومقدرتش...."

حسم الامر وهو يقول...
"خلاص الصبح هنروح انا وانتي...."

ردت عليه بنفي..
"لا لا انا هكشف لم ننزل مصر كلها يومين ونرجع....وبعدين ماما طمنتني...."

"ليه هنستنا لم نرجع ما هنا أحسن...وبعدين مامتك طمنتك إزاي...."

بلعت ريقها وهي تحاول اغلاق الموضوع باي طريقة الآن.....
"يعني هي قالتلي على شوية حاجات كده وبقيت كويسة....يعني كانت قلة اكل.... وقلة نوم....."

سالها باهتمام...
"ودلوقتي بقيتي احسن....."

"انتَ شايف إيه...."

رد ببسمة حب نحوها....
"شايف انك زي القمر...."

ردت بتكبر....
"واحلى منه كمان...."

"ياغرورك...."

القت إليه نظرة مرحة وهي تعود بعينيها لكعكة
المضيئة بشموع....
"يلا عشان نطفي الشمع...."أومأ لها وهو ينظر لرقم المضيء.....

.........................................
كانت تسند ظهرها على صدرة بنعومة وكان هو يحيط خصرها من الخلف بتناغم...يتمايلان على اوتار 
اللحن الهادئ بخفة ونعومة سلسة مابين الجمال بقربهم والحب بأعينهم.....

كانت شفتيه تقبل كتفها وتصعد على عنقها ببطء مابين بعض القبلات الحميمية الغارقة بها ومابين 
كلمات عشقه الضائعة معها....حالة حب......

تلك هي اللحظات التي كان يتمناها معها وتلك هي المشاعر التي كانت تبحث عنها وسط الوجوه باستثناء أقرب وجهاً لها....(حبيبها ونصيبها...)يالهُ
من عشق......

اسندت رأسها على صدره واغمضت عينيها باستمتاع وهي تراه يروى من جمالها بتأني يحرقها....

شعرت به يقربها اكثر منه ويسند جانب وجهه على وجهها وهو يتمايل معها على انغام الموسيقى...

"حسى ان قلبي هيقف من الفرحة...انتَ كنت مستخبي فين ياعمرو....."

لم يرد عليها بل اكتفى بقبلة واحده على وجنتها قبل ان يعود لقربها بصمت.....

قالت بنبرة ناعمة....

"بحبك ياعمرو...بحبك أوي..."

"وانا بموت فيك ياحبيبي.....ربنا يخليكي ليا..."كان الرد العذب مصاحب لقبلة على بشرة كتفها الناعم...

عدلت وضعيتها واصبحت امام وجهه بل داخل احضانه دفنت وجهها بداخل عنقه وهي تقول 
بترجي......
"خدني في حضنك شوية....."

ضمها اكثر إليه وهو يقول بريبه....
"حاسس انك متغيرة النهاردة في حاجه مخبياها عليا..."

ردت وهي بداخل احضانه...
"مفيش حاجه ياحبيبي......"

"انتي مش بتطلبي حضني غير لم تكوني زعلانه او قلقانه من حآجه.....في اي ياوعد... "

اغمضت عينيها وهي تتنهد بتردد....
" مفيش حآجه ياقلب وعد....انتَ بس وحشتني مش اكتر...."

"وانتي كمان وحشتيني أوي....."ضمها اكثر إليه وهو يكمل بوقاحة...
"وشكلي هسهرك طول اليل..."

ضحكة بخفوت وهي تبتعد عن احضانه وحاولت العبث معه.....
"تسهرني إيه...دا.....دانا هنام....."

"تنامي بتحلمي...انتي ليه النهاردة....."

ابتسمت على جملته وعقبت بدلال....
"انا ليك كل يوم ياعمرو....."

رد باصرار.....
"ونهاردة كمان.......مش هتهربي مني....."

قربت وجهها اليه اكثر وهي تقول بعفوية..
"يامجنون لو عايزه اهرب منك هعمل دا كله ليه...."

قطب حاجبيه وهو يقول بمزاح احرجها...
"اي ده دا انتي ناويه بقه....."

لكزته بخجل...
"بطل قلة آدب...."

"انا برضو...."

"عمرو....."

رد عليه بتملق عابث...
"روح عمرو....... ياحبيب عمرو....."

عضت على شفتيها وهي تنظر لعينيه 
مُعقبة...
"تعرف انك احلى واحد تثبت اللي قدامك بكلام ....."

رد عليها بمكر...
"انا متخصص في تثبيت من وانا قد كده...تيجي احكيلك عن نزواتي في ابتدائي.... "

انقلبت ملامحها بانزعاج وهي تقول بغيرة..
"نزاوتك يعني انتَ ليك نزوات قبلي ..."

"قبل ما تتولدي افهمي....مكنتش لسه اتهببت على عيني ....تعالي بس في حضني عشان احيكلك......"

اقتربت منه وهي تحاول تغذية فضولها 
كأي انثى مكانها ...
"طب قولي عملت إيه....."

أشار على شفتيه وهو يقول بخبث لاغاظتها....
"وانا في المدرسة... بوسة بت زي القمر قمر قمر بصي بوستها معلقه هنا......آآآه ياعضاضه......"

عضته من شفتيه بقوة وهي تبتعد عنه مسكها بقوة وهو يقول ...
"انتي بتعضي ياوعد هو انا اعلمك تيجي تعلمي عليه انا.....انا....."

قالت بتشنج....
"متهزرش ياعمرو وبعد عني....."

قال ببراءة....
"انا لسه قايل اني مش هسيبك النهاردة...."

صاحت بغيظ وتهكم....
"لا هتسبني عشان تعرف تبوس حلو البوسة لسه معلقه في شفايفك... شفايفك ها ....ربنا يستر وعيالك ميخدوش جيناتك دي ويبدأوها من بدري كده......"

رد بصلف احرقها....
"متقلقيش انا هبقى اوصيهم على نفسهم قبل ميقعه على بوزهم زي ابوهم....."

نظرت له بحدة وهي تقول بزهول مختنق...
"وللهِ يعني انتَ شايف انك وقعت على بوزك...."

نظر الى مفاتنها البارزة امامه وهو يقول بوقاحة...
"أحلى وقعه....."

"وللهِ هتشل منك...."ضربت فخذيها بعدم تصديق...

جذبها إليه بقوة واكثر من الازم وهو يقول
بصدق....
"وللهِ كل ده حوار عليكي وانتي ماشاء الله ما بتصدقي ....."

نظرت له بشك...فابتسم بعبث وقال بخفوت ....
"بصي اي راجل بيحب يغيظ في مراته شويتين تلاته عشان يشوف بتحبه وبتغير عليه ولا لا....فا في ستات باردة وفي ستات شعلة زيك كده......وانا احب 
النار......"حرك يداه على خصرها بمراوغة....

برمت شفتيها باستنكار...
"اوعى بس تتلسع...."

قبل وجنتها وهو يقول....
"النار مبتحرقش مؤمن....."

هز خصرها بين يداه بخفة....
"فكي بقه وللهِ بهزر......بلاش ملكة النكد تلبسك دلوقتي......احنا لسه في اول السهره....."

نظرت له بتردد مابين العتاب والتحذير....

محى كل الهواجس بداخلها حين اقترب منها واسند جبهته بخاصتها وهو يقول...
"بحبك........وبعشق غيرتك يامجنونة......." حين طال صمتها قال بنبرته الجذابة.... "قولي اي حاجه ياوعد ومتفضليش ساكته كده.... لسه زعلانه.... "

هزت رأسها وهي تبتسم بنعومة وعادت لاحضانه مريحه وجهها على كتفه وهي تقول بتنهيدة ضعف....
"وانا كمان بحبك....."

ظلت تتمايل معه على انغام الموسيقى برومانسية مفرطة ومشاعر جامحه بالحب ولم يبتعد احد عن احضان الآخر بل ظلت الأجساد ملتصقه بحنين والهمسات غامرة مشتعلة بالعشق.....

استلقت على الفراش وهو فوقها نظرت له بحب بادلها النظرة بالحب والرغبة....سالت سؤال ليس اوانه ولكنه خرج لين بين ثنايا افكارها....
"تفتكر اي اللي نقصنا ياعمرو....."

رد وهو يحل عقدة شعرها لينساب على الفراش...
"طول ماحنا مع بعض مفيش حاجه نقصانه...."

"ولا حتى طفل....."

رد بهدوء...
"ولا حتى طفل...."

اهتزت حدقتيها بالخوف وهي تقول بصوتٍ متحشرج وهو يعبث في شعرها الناعم بيداه....
"يعني مش عايز ولاد مني...."

رفع عينيه عليها بأستغراب وعلق بعقلانية....
"مين قال كده....دا انا عايز اجيب منك دسته....
.وكلهم يبقى بنات شبهك كده....بس يعني انا مش بحب اتكلم في الموضوع ده كتير....سايبه على ربنا عشان منضيقش بعض ولا نضغط على بعض في حاجه مش بادينا ولا انتي شايفه إيه...."

ابتسمت براحة أكبر من بعد حديثة... علقت ذراعيها 
بعنقه وهي تقول بسعادة أعين تلمع بالحب والانتماء له....
"شايفه انك اعظم راجل في دنيا....وانك اجمل هدية واحلى عوض من ربنا......بحبك ياعمرو....هفضل اقولك بحبك لأخر يوم في عمر....."

"بعد الشر عليكي.....يجعل يومي قبل يومك....."مسك يدها وطبع قبلة على كف يدها من الداخل وهو يقول...
"ربنا يخليكي ليا.....ويرزقني منك الذرية الصالحة...."

تنفست براحة وهي تغمض عينيها مستقبلة اول قبلة منه لتذوب بين يداه بتدريج وتوصل معه لشاطئ 
الغرام الحميمي.....
_________________________________
بعد يومين على متن الطائرة المحلقة في سماء 
كانت تجلس وعد بجواره مريحة رأسها على 
كتفه وهي تثرثر في عدة أشياء وهو يتجاوب 
معها باهتمام برغم من ان الموضوع تافهه 
لأبعد حد لكنه يشاركها الحديث باهتمام فهو يعشق تفاصيلها وقصصها القديمة سوى الطفولة او المراهقة كم انه في بعض الاوقات يشارك معها في مقتطفات
من حياته وهي تتجاوب اكثر منه بل تكون فضوليه وثرثارة أكثر منه هو في سرده..... 

توقفت عن الحديث فجاة وتغيرت عضلات ملامحها كعلامات عن الاشمئزاز وهي تضع يدها على فمها محاولة النهوض لاقرب حمام في تلك الطائرة.... 

نظر لها بغرابة وهي تحاول النهوض من جواره واضعه يدها على فمها اكثر من الازم وكانها تمنع كارثة ان تأخرت أكثر في دخول للحمام..... 

"مالك ياوعد... في إيه.... "

لم ترد عليه بل سارت بسرعة لاقرب حمام ودخلت إليه وهو لحق بها بقلق.... 

اغلق الباب عليهم وكان الحمام لا يساع غيرهم.... 

تقيأت بقوة وهي تشعر ان روحها تنسحب منها.. احمر وجهها ودمعت عينيها وهي تفرغ ما بمعدتها بوهن 
وعذاب...... 

اقترب منها وتحسس ظهرها بيده وهو يحاول تهدأت إياها...... 
"اهدي ياوعد براحة......." 

إنتهت أخيراً ورفعت فمها بحرج فهو قد رآها في وضع غير مستحب بنسبة لها... لم يرى حرجها ولم يهتم من الأساس كل مافعله هو مسك يدها برفق 
عند صنبور المياة ليبدأ بغسل فمها ووجهها وهو
يقول بنبرة قلقه.... 
"بقيتي احسن دلوقتي......" جفف وجهها بمناديل ورقية وهو يعنف نفسه بصوتٍ عالٍ.... 
"يارتني ما سمعت كلامك... يارتني كشفت عليكي قبل ما نسافر...... عجبك كده لسه قدمنا ساعات على ما نوصل......" زفر بغضب وقلق وهو لا يعرف كيف يريح إياها من هذا التعب المفاجئ الذي لا يزال لا يعرف نوعه.... وهي حتى لا تكترث للمعرفة؟!.... 

تكلمت وعد بهدوء محاولة بث الطمأنينة إليه....
"اهدي ياعمرو..... انا كويسه... ان شاء الله اول ما نرجع مصر هروح اي معمل اعمل تحليل...." 

"معمل اي؟ وتحليل إيه؟.. انتي لسه كشفتي؟!....." 

ردت على سؤاله الثاني وهي تقول بحسم.... 
"هعمل تحليل حمل ياعمرو..... حمل....." 

نظر له بأستغراب عاقداً حاجبيه بتسأل.... 

ابتسمت عنوة عنها على ملامحه المشدوة ونظرته البلهاء...... 

ثرثرة بتوتر وهي تسرد كل ما يخطر بذهنها في تلك اللحظه محاولة التغاضي عن نظراته الغريبة مابين الصدمة والغباء......
"بتبصلي كدا ليه.... يعني الأعراض كلها اعراض حمل... ماما قالتلي كده...... واصرت عليه اني اتأكد وعمل تحليل بس انا حبيت اعمله لم نرجع.... يعني عشان منضطرش نبعد اكتر من كده عنهم.... خصوصاً انك أكيد هتخاف على البيبي اكتر لم نتأكد...... 
يعني دا لو فعلاً حامل..... بصراحة مش متاكدة....
بس إحتمال يبقى حمل..... الأعراض كلها بتقول كده... وموضوع الترجيع ده لسه بادى من النهاردة... خايفه يطول الفترة الجايه...... بطل تبصلي كده ياعمرو انا اصلا خايفة ولسه مش مستوعبه اني هبقى ام.... قول حاجه ياعمرو متفضلش متنح كده بتوترني أكتر....." نظرت له بريبه منتظرة اي كلمة
منه تطمئن قلبها...... 

استوعب أخيراً حالة الشلال والغباء الذي اصابته وهو يعود يفترس ملامحها بعينيه واحاط ذراعيها بلكتا يداه...... 
"انتي حامل..... حامل ياوعد....." 

نظرت له وعد برهبة مضحكة برغم من انها جادة
في تلك النظرة..... 
"بصى هو إحتمال اكون حامل...... بس بلاش أفورة مش عايزه الركاب يدخله علينا الحمام...... افرح 
بس على الضيق يعني احنا لسه مش متاكدين...." 

"انتي بتهزري صح.....انتي بجد حامل... " 

زفرت بارهاق وهي تستند على حوض الاغتسال خلفها..... 
"ياعمرو بقولك إحتمال يعني التحليل هي اللي هتثبت....." 

قال بوجوم وعتاب.... 
"طب وليه متاكدتيش.... لسه هستنا الكام ساعة دول..." 

إبتسمت على جدية الطفل المتذمر بعينيه وهي تعقب بحنان مقتربة منه أكثر..... 
"لسه هتستنا؟....انت فرحان انك هتكون أب...." 

هز راسه بنفي وهو يحيط خصرها بيداه.... 
"فرحان انك هتكوني ام ابني..... فرحان ان في مخلوق جاي على آلدنيآ واخد مني ومنك كتير....." تحسس بطنها من الأسفل بحنان وهو يقول بفخر.... 
"فرحان ان الرحم ده اول مشال شال ابني جواه... مش عيزاني افرح إزاي اني هجيب من حبيبي
حته مني ومنه...... بحبك.... بحبك ياوعد ....." 

عانقته بقوة وهي تبكي بداخل حضنه قالت بحب.... 
"وانا كمان بحبك أوي....." رفعت راسها للاعلى وهي تتمنى بصدق ولهفة ان تكون فعلاً حامل لعلها تسعده وتقربه اكثر منها بل وتحكم رباط علاقتهم أكثر بوجود هذا الطفل...... 

في معمل التحليل قد تاكدت من حملها وبرغم من انه خبر متوقع إلا ان فرحته بها وبهذا الطفل تفوق السعادة التي غمرتها لرؤية الفرحة المتهلل بعينيه 

قبلات.... عناق.... همسات.... ذهول... وسعادة مفرطة كانت بوجهه وعينيه التي لا ترسل لها الا نظرة الامتنان لوجود تلك الهدية بينهم.... 

تذكر جملتها منذ يومين في حفل عيد ميلاده التي اقامته له ولم ينسى هذا اليوم وكيف ينساه.... 

سمعها تقول بحرج وتردد.... 
"انا محضرالك هدية حلو أوي وغاليه جداً.... بس لم نرجع مصر هدهالك....." وقتها طبع قبلة طويلة على جنتها وهو يقول بحب... 
"مفيش هدية اغلى منك......." نظرت له بعبث انثوي... 
"اكيد فيه ترهني....." رد بثقة... 
"ارهنك ان مفيش اغلى منك......" 

ابتسمت الآن وهي بجواره تنظر له بمشاكسة.... 
"شكلك خسرت الرهان....." 

نظر لباب غرفة الطبيبة المغلق ثم عاد بعينيه الى المقاعد المجاورة لهم فكان بعض النساء بانتظار 
معاد الكشف منهم من يرافقها زوجها ومنهم من تجلس بمفردها منهم من ببداية حملها ومنهم من
على مشارف الولادة.....

قد اصر عليها ان يذهبان سريعاً لدكتورة متخصصه بامراض النساء وتوليد لتتابع معها منذ الآن... حتى يطمئن على صحتها وصحة الجنين وحتى يعرف كم عمره الآن....لديه فضول لأول مرة يطرق بابه...يريد ان يعرف منذ متى بدأ ينمو طفله داخل احشائها.....

عاد بعينيه الامعه بالفرحة والحب لها ثم أبتسم بجاذبية وهو يمسك كف يدها بين يداه ثم رفعها
عند شفتيه وقبلها برقة... ولم يهتم بهمسات النساء 
من حوله ولا ضحكاتهم الخافته...قال لها وعيناه تتشرب من وجهها المشع بالحرج من نظرات الفضولية التي تخترقهم .....
"لسه عند كلمتي....انتي اغلى حد في حياتي...."

سألته بدهشة...
"وابنك؟....."

داعب وجنتها وهو يقول ببحة حنونة....
"غالي....غالي عشان منك ياوعد....منك انتي...."

اسلبت عينيها بحرج وهي تحاول الإكتفاء بهذا
القدر فهو يشبعها ثقة وحب وهي دوماً تطمع بالاكثر منه....طمع بمشاعر....طمع بحب....بكلام معسول...
تطمع بالتهامه هو ان سمح الأمر....

(يالكِ من أمرأه من مفترسة ارحمي الحبيب واعطي له قسطٍ من الراحة.....)....توسع بسمتها حين علقت على افعالها بتلك الجملة.......

اتت الممرضة عليهم وهي تقول لها بلطف.....
"اتفضلي يامدام دورك....."

مسك عمرو يدها ودخل معه غرفة الكشف.....كانت مترتوة وخائفة قليلاً....كل شيءٍ جديد عليها ورهبة الحقيقة من كونها ستصبح اماً مسئولة.... ستكون عائلة قريباً وسيصل الضيف الصغير بعد أشهر.... 
ربما هي خائفة من تلك الخطوة ولكنها متلهفة لرؤيته وحمله بين يداها ..... تلك هي مشاعر الامومة؟يالهي قد اتت مبكراً ام انه اونها !.....

استلقت على ظهرها بتردد وهو بجوارها يقف...
دغدغ الجهاز البارد والمبلل بالسائل الهلامي بطنها
بدات الطبيبه بفحصها من خلال هذا الجهاز التلفزيوني الصغير.....

اتكات على يده الممسكة بها تدعمها بحب....

ابتسمت الطبيبة وهي تقول....

"ماشاء الله الجنين بصحة كويسة...."

سألها عمرو بفضول....
"عمره قد إيه يادكتورة....."

توسعت بسمة الطبيبة وعينيها تنظر الى الجهاز...
"يعني بظبط عمره شهرين....."اشارة الى وعد وهي تقول.....
"شايفة النقطة البيضة دي.....ده البيبي.....هو مش واضح اوي بس مع شهور الجاية هيكبر ويبان أكتر....بس اهم حاجة تاكلي وتاخدي العلاج اللي هكتبه ليكي.... وراحه ثم الراحة..... وبلاش يكون في اي علاقة زوجية لحد مانعدي الشهر التالت على الأقل..... "نظرت لعمرو بعملية أومأ لها بتفهم وهو يساعد وعد على النهوض....

اعطته الطبيبة ورقة الادوية وهي تنظر لجسد 
وعد ملياً......ثم قالت بجدية...
"عايزه اقولك ان نحافة جسمك دي مقلقاني شوية عليكي وعلى البيبي.....عشان كده اهتمي بالاكل وبالعلاج الفترة الجايه......عشان لم ندخل ان شآء آلله في شهر السابع جسمك يكون مؤهل لأخر شهرين من الحمل لانهم بيبقى الاصعب....وبذات لو الجسم ضعيف ونحيف كده......"

نظر عمرو لوعد ثم لطبيبة وهو يقول بحزم...
"متقلقيش يادكتورة....ان شاء آلله ههتم باكلها وعلاجها..."

ابتسمت الطبيبة له بلطف....وهي تملي عليه
نصيحة أخرى.....
"ودا اللي منتظراه منك....اهم حاجه بلاش الزعل..والضغط عليها....عشان دا ممكن يأثر
عليها وعلى البيبي.....ربنا يقومهالك بسلامة..."

  
سار معها لخارج الغرفة وهو يقول بحزم.... 
"ياريت نحفظ كل اللي اتقال جوه ونفذه بالحرف الواحد..." 
ضحكت بخفوت وهي تخرج من عيادة الطبيبة...
"خلاص ياعمرو.... مش محتاجه تأكد عليه ماهو ابني برضو وهخاف عليه زيك تمام....." 

"قبل ما تخافي عليه خافي على نفسك انا كمان عايزك جمبي....." كبل خصرها بيد واحده
وهم يسيرون على رصيف الطريق الفارغ......
واعينهم متعلقة ببعضها بمزيج غريب مابين العشق الانتماء له.....
_____________________________________
نزلت دارين على السلالم وهي تسمع هتفات التهنئة
والمباركة على لسان من تدعى (نادية)ومن تلقب
بالشقيقة الصغرة لعمرو( هند)....

كانت تصنفهم بعقلها بمقت وامتعاض واضح فهي لم ترى منهم إلا النفور والجفاء وكانها دخيل عليهم...

إبتسمت بزهو وهي تنظر للقصر من حولها ومن ثم لعمرو ذلك الرجل الجذاب ذو مكانه وعقلانية تعجب 
وتسحر اي انثى مكانها....لا ينقصه شيء إلا وجودها طبعاً بجواره وهي تعمل على هذا الآن.....فقط إبعاد وعد عنه هو اول الأهداف.....

وقعت الصاعقة على اذنيها وهي تسمع هند تهتف بحماس وعفوية وهي تعانق وعد.....
"أخيراً هبقى عمتو....مبروك ياحبيبتي...مبروك...."

توقفت قدميها على اخر درجتين من السلم وهي تحاول التأكد مما تهذي به قصيرة الشعر تلك ولكن 
عناقها لاخيها ومباركتها بحب كان الجواب الاصدق والاثبت يعني لا داعي لي شك....

قالت هند بوجهاً متهلل بالفرح....
"مبروك ياعمرو مبروك ياحبيبي....يتربى في عزك وفي حضن مامته....."

اصبح بينهم شيءٍ اقوى....طفل....معقول الأمور تتعقد الى تلك الدرجة إذا جاء هذا النحس لهم فـ...لا.... لا....لم ينجب ابن الاباصيري طفلاً إلا منها ولم يرثه إلا ابنائها هي... هي وليست تلك الحمقاء امامها.....

(قد تزوجته وانجبت منه وقتلته في حوالي عشر دقائق تفكير.... تخيل اذا تحقق حلمها واصبحت زوجته ماذا سيحل به بأرض الواقع.....يالهي ألد اعدائك هم الأقرب إليك...... احذر ياصاح فالغدر
يأتي في رجفة جفن.... والشر والحقد يعتمد نموهم على قدر نجاحك وسعادتك... فلا تبخس على نفسك لأجل شعور الكارهين....كن سيد نفسك وترك لهم 
الحقد وتخطيط لافساد ثوابت لن تتغير بداخلك !)

خرج ثروت على صوت تلك المباركة وصيحات السعادة... اتجه وسلم على ابن أخيه وهو يقول بهدوء..... 
"اي عاملين دوشة كده ليه..... في حآجه حصلت في سفر ولا اي ياعمرو....."

كادَ عمرو ان يطمئنه بهدوء ولكن صياح هند الحماسي الاشبه بالاطفال جعله يبلع الكلمات 
المدروسة على لسانه.... 

"وعد ياعمي.... وعد هتبقى ام في بيبي هيجي القصر ده كمان كام شهر .... هيقولك ياجدو وهيقول لطنط ياتيته....."عانقت هند نادية بذراعيها وهي تقول بحماس أكبر.....
'"يارب الشهور تعدي بسرعة انا هموت وشيله بين ايدي......بس اسمعه محدش يخلي يناديني بعمتوه.....انا بنسباله البت هند.....مش عايزه 
يحترمني انا هفسد اخلقه أصلا....."

ضحكت وعد بخفوت وهي تنظر لعمرو لتتذكر حديثه منذ يومين عن نزاوت الصغر وتوصية اولاده في المستقبل بتنفيذها بالحرف......

قالت بداخلها بغرابة....
"اي العيلة دي ياربي....هيفسدو الواد....."ضحكت بقوة وهي تتذكر انها ابنة عمهم من نفس نسل عائلة
الاباصيري.....

رفعت عينيها على وجه أبيها الذي وجدته يقترب منها 
بل ويضع كف يده على ظهرها وهو يقول بطريقة دبلوماسية....
"مبروك ياوعد .......تقومي بسلامه ....."

اومات له وتحركت شفتيها ترد له التهنئة كالغريب بقلبٍ لا يتجرع إلا آلاماً كلما شعرت انها بعيدة عنه بعد غريب ولا احد منهم يبادر ليذيب جليد علاقتهم كأب وابنه ....

تنهدت وهي تشعر بدوار مسكت رأسها وهي تحاول الصمود على قدميها اكثر فقد اخذها الحماس الجنوني وهي تخبر والدتها وهند بحملها على اعتاب الباب وبدأت الأحاديث الفضولية تنزل 
عليهم والمباركة وتوصيات والدتها الحازمة وكل
هذا وهي واقفة في قلب البهو بجوار عمرو....  

سندها عمرو قبل ان تقع فأصبحت بداخل احضانه سألها بقلق.....
"مالك ياوعد....انتي كويسة...."

هزت رأسها بنفي....وهي تقول بنبرة مرهقة...
"دوخت شوية...."

هتفت والدتها بقلق.....
"اطلع بيها ياعمرو خليها ترتاح اكيد تعبت من السفر والوقفه هنا تعبتها اكتر..... أطلع بيها وانا هغرف لكم الأكل وطلعه ليكم عشان اطمن عليها......"

سارت معه وعد وهي يسندها برفق حتى لا تسقط فهي لا تشعر بجسدها ولا حتى توزان قدميها اسفلها....

مر بجوار دارين التي لا تزال واقفه مكانها تنظر لهم بدهشة ممزوجه بالغضب والغل....لكن زاد عليها
الكره والحقد هي ترى تجاهل عمرو لها وهو 
يصعد مع تلك الخرقاء فاقد الشعور بأنه خبط بها وهو يتخطاها... يالهي اصبح اعمى القلب والاحساس والاعين بمجرد حبه وخوفه على تلك المرأة...يترى ماهي تركيبت هذا السحر الذي اجتاح سائر جسده بتلك الطريقة ؟....
______________________________________
"قعدي هنا ياحبيبتي...ارتاحي...."جلست على الفراش 
وهي تراه يغلق الباب ويخلع سترته ليجذب كيسة 
العلاج ويبدأ بتفحص كل واحداً بتأني ليعلم وظيفة كلاً منهم لحملها والتأثير السلبي الناتج عنهم....

إبتسمت بوهنٍ وهي ترى هذا الاهتمام والحب المدغدغ لكيانها بأكمله...ظلت تتامله لبرهة وهو 
يقراء ماعلى علبة الاقراص بهدوء......وجدته يتكلم بجدية وهو يلوح بكل علبه امامها واحده تلو الاخر وهو يقول.....
"دا عشان الدوخه اللي بتجيلك...بس بيتاخد بعد الأكل.....ودا حديد ودا مهم لازم تاخديه عشان الأنيميا... ودي حبوب تثبيت حمل مكتول هنا بتتاخد لحد متوصلي لرابع ....ودا فتامين ***....." ترك العلاج ونظر لها بهدوء.... "الحاجات دي كلها مهم ياوعد ولازم تاخديها بمعادها والاكل أهم....انا مش هسيبك وههتم بكل ده.....بس في اوقات انا هبقى بعيد عنك في شغل مثلاً....فعشان كده لازم تعرفي ادويتك ومعادها......حفظتي شكلهم......بصي هكتبلك عليهم عشان برضو متنسيش....."وجدته يرفع القلم ويكتب على كل واحده منهم المعاد والجرعة اليومية.....

إبتسمت وهي تتنهد بعذاب من وجود رجل بمثل هذا الجمال والحنان......معقول لم ترى هذا الحبيب وحبه إلا في هذا الأوان....ليته كان منذ الصغر لكانت لوعة الحب بينهم أكبر ....

سالها عمرو بقلق....
"سكته ليه ياوعد....لسه دايخه....."

هزت رأسها وهي تقول بهدوء...
"لا ياعمرو...انا كويسة متقلقش....."

اتجه اليها وجلس بجوارها على الفراش ثم جذبها لاحضانه وهو يتنهد بوجع وكانه هو من يتالم...
"معلشي ياحبيبي فترة وهتعدي وبكرة ينزل الباشا
ده وساعتها هعلقهولك على باب اوضتك...."

تاوهت بعتاب وهي تقول بعاطفية الامومة...
"اخص عليك ياعمرو....هتعمل كده فيه...."

اخرجها من احضانه برفق وهو ينظر لها بضيق... 
"انتي خايفه عليه ولا إيه...." 

ضحكت بخفوت على ملامحه المشدودة... 
"طبعاً خايفه عليه مش ابني......" 

"إبنك قولتيلي..... طب بصي بقه ياهانم اهتمامك وخوفك وحبك يتقسمه علينا بالعدل يعني انا التلات تربع وهو كفاية عليه ربع...." 

"ربع إيه.... دا هياخد قلبي كله...." 

"وعد متغظنيش....." 

ضحكت بقوة حتى دمعت عينيها ثم القت نفسها داخل احضانه وهي تقول بذهول..... 
"معقول هتغير من ابنك ياعمرو....." 

"وغير عليكي من نسمة الهوا كمان..." ثم قبلها من قمة راسها وهو ينظر امامه قائلاً بتنهيدة شوق لهذا الضيف الصغير..... 
"حاسس انها بنت...... عارفه لو طلعت بنت هسميها وعد....." 
قطبت حاجبيها وهي تسأله...
"واشمعنا وعد بقه؟...." 

"عشان أسمك يفضل متعلق بأسمي طول العمر..." 

ضحكت بخفوت.... 
"كده هيبقى عندك اتنين وعد.... ومش هتلاحق علينا.....بس تعرف انا عايز اجيب ولد وسميه إياد 
او آدم... او سليم.... اي رايك في الاسامي دي... " 

"حلوين..... ومفيش مشكلة كده كدا هنجيب دسته وبقي سميهم براحتك....." 

شهقت بدهشة وهي تقول... 
"دسته يامفتري....... انتَ عايز تقصف عمري...." 

"بعد الشر عليك ياحبيبي انا اقدر....." كانت يده تتحسس ظهرها بلطف وعبث ثم اتجهت لمفاتنها... 
ابعدت يده وهي تقول برفض... 
"بس ياعمرو...... انتَ ناسي كلام الدكتورة..... لازم نبعد عل الأقل شهر عن بعض....." 

"شهر بحالة بذمتك انا هقدر برضو ابعد شهر عن حبيبي...." وجدته يقبل عنقها ومن ثم وجنتها 
وشفتيها.... تاوهت وهي تبعده بضعف.... 
"أصبر بقه ياعمرو عشان خاطري....." 

لم يتركها بل ظل يوزع قبلاته الحارة عليها وبرغم من رفضها الى ان استسلام جسدها بين يداه كان
الاجمل فزاد من جرعة الأشواق ولهفة بحرص حتى لا يؤذيها هي او الجنين..... فاق على أمواج رغباته بصوتِ طرق الباب وصوت والدتها تنادي بحنان 
عليهم...... 

ابتعد عنها وهو ينظر لعينيها ببعضاً من الكبت والغضب... نظرت له بحرج وهي تقول بخفوت.... 
"روح افتح لماما....." 

"افتح لماما... دلوقتي؟...." مالى عليها برأسه ابعدته عنها وهي تقول بصوتٍ خافت متردد.... 
"عمرو كفاية ماما وقفه على الباب....عيب كده... " 

"ماشي هناجل شوية بس مش شهر... سمعاني مش شهر....." ضحكت بخجل وهي تراه ينهض بتزمر مرجع شعره للخلف وعدل من كرمشة قميصة....

اغلقت هي أزرار كنزتها وهي ترى والدتها تدخل عليهم بيداها صنية الطعام التي اخذها منها عمرو سريعاً شاكراً إياه بتهذيب لا يليق بما كان يفعله بها
منذ قليل.... 

بلعت ضحكتها وهي تراه ينظر لها بتذمر وتوعد... تشعر انه على وشك افتراسها امام والدتها التي نظرت لها بلطف وقالت..... 
"اي ياوعد عامله اي دلوقتي..." 

اومات لها وعد بحرج وخفوت... 
"الحمدلله ياماما...... بقيت أحسن...." 

نظرت نادية الى عمرو وقالت بهدوء... 
"انزل ياعمرو انتَ الأكل جاهز تحت عمك وهند مستنيين على سفرة.... انزل كُل معاهم... ومتقلقش انا هقعد مع وعد واكلها وديها العلاج....." 

كتمت وعد ضحكتها بصعوبة واسلبت عينيها وهي تجد وجهه عبارة عن عبوس وتردد...... سمعت
صوته يأتي باصرار.... 
"لا يامرات عمي انزلي انتي أنا هتغدى مع وعد واديها العلاج بنفسي..." 

قالت نادية بأستغراب...
"ولي يابني تتعب نفسك انا موجوده معاها اهوه وهرعيها...." 

رد عمرو بصوت مُصر....
"مقولتش حاجه يامرات عمي خليني انا جمبها النهاردة وبكره لم ابقى في شغل انتي تكوني معاها...." 

"بس يابني...." 

قاطعتها وعد تلك المرة بهدوء..
"روحي انتي ياماما اتغدي ومتقلقيش عمرو معايا...وكده كدا لو في اي حاجه انتي موجوده جمبي...."

تنهدت نادية بتردد وهي تنظر لهم ثم فكرت في الأمر وشعرت انها طفيليه في وجودها معهم الان
فتنهدت بجزع وهي تقول....
"طب انا هخرج دلوقتي وكمان شوية كده هاجي اطمن عليكي....كُلي كويس وخدي علاجك... "

ابتسمت لها وعد بلطف وهي تومأ لها بالموافقة 
ثم خرجت والدتها من الغرفة...

وجدته يقرب الصنية منها ووضعها على الفراش أمامها.... وهو يقول بحنان.... 
"يلا عشان تاكلي... عايز الأكل دا كله يخلص...."

نظرت له وهي تقول...
"طب مش هتاكل معايا..." 

جلس بجوارها ومد يده لها بقطعة من شرائح اللحم وهو يقول بحنو.... 
"اكيد هاكل معاك ياحبيبي... يلا افتحي بوقك...." 

فتحت فمها وبدأت بالاكل معه تارة تاكل بيدها وتارة تجده هو من يطعمها وسط همسات وضحكات مرحه 
منه ومنها في بعض الاوقات..... 

انهى طعامه معها وقد اعطاها الأدوية.... ثم بعد مدة 
من اطمئنان والدتها عليها وهند كذلك ذهبت للنوم 
وهو بجوارها دثرها في احضانه وشتبكت ايديهم ببعضها باتحاد غريب.....

همست وعد وهي تنام على صدره... 
"تعرف انك هتبقى احسن اب في دنيا.... محظوظ ابني ان انت أبوه ياعمرو..." رفعت راسها وقبلت وجنته وهي تعود للنوم على صدره..... 

داعب شعرها باصابعه وهو يقول بنبرة غريبة... 
"هتغر من كلامك ده.... بس تعرفي مفيش حد مثالي 
ومفيش حد مبيغلطش....." 

"لي بتقول كده انت في عيني الراجل المثالي.. انت الحب والحنان اللي كنت بدور عليه طول عمري... كفاية إنك بتعرف تحتويني... صدقني اي ست قبل ما بدور على الحب بدور على الراجل اللي يعرف بجد يحتويها مش بكلام بالفعل....وانتَ في الاتنين استاذ..."انهت جملتها بمرح وضحكة خافته
فوق صدره......

ابتسم على ضحكتها التي يعشق صداها منها...لم يرد عليها بل اكتفى بضمها الى صدره ورفع رأسها لوضع قبلة عميقة على شفتيها ثم تركها بعد برهة مزمجر داخله بضعف وهو يهدأ من روعة محاول التكلم بجملة مدروسة لكن حرارتها ملموسة.....
"تصبحي على خير....."

سالته بعبث انثوي وسط الظلام الكاحل حولهم..
" متأكد؟........"

مط شفتيه وهو يقول بزفرة زمجرة....
"وعد متزوديش على نفسك انا ماسك نفسي بالعافية......"

ضحكت بمشاكسة وهي تقول....
"آلله انتَ بتتلكك بقه...على العموم وانتَ من أهله..."

طلت عليه برأسها ووضعت شفتيها على خاصته بدلال... ارتفعت حرارة جسده من عبثها معه لتلك الدرجة.... مختالة هي ان ظنت انه سيتركها تنام بعد تلك القبلة....

كبل خصرها بقوة وعمق القبلة متجاوباً معها بحرارة.. حاولت ابعاده عنها بقلق لكنه أبعد شفتيه عنها وهمس في ظلام بتوعد...
"مينفعش تبدأي في حاجه من غير متكمليها...."

حاولت ابعاد يداه عنها بقلق....
"ابعد ياعمرو.......انتَ ناسي كلام الدكتـ...."

"هششش......"سمعته يخرج هذا الصوت كعلامة عن الصمت الآن وحين بلعت حروفها وجدته يبتلعها هي 
نحوه ببطء يهلك جسدها بهذا القرب الحميمي....
____________________________________
بعد يومين وقف امامها وهو ينظر لها بدهشة...

"راحه فين كده...."

نظرت له بغرابة وهي تمشط شعرها 
" انتَ ناسي ياعمرو كلامي إمبارح...انا مش قيلالك اني هروح المول مع نهى....هنشتري شوية حاجات ليها...الفرح بتعها قرب اكيد طارق عزمك...."

"آآه عزمني....بس انتي هتخرجي إزاي وانتي كده...ومول إيه ولف إيه وانتي في اول شهورك ياوعد...."

بعد ان انهت تمشيط شعرها اقتربت منه وعقدت ذراعيها حول عنقه وهي تقول بحب...
"ياحبيبي متقلقش عليا....مش هنلف كتير.....وصدقني انا كويسة....."

هز عمرو رأسه بعدم اقتناع....
"بلاش ياوعد...عشان متتعبيش هناك....وتقعي وانا مش جمبك....اتصلي بهند وهي تروح معاها....."

حاولت ان تقنعه بكل الطرق التي لا تخلو من نبرة التوسل....
"هند طلعت من الشغل على المول...وهما مستنيني في كفتريا هناك ....يعني مش هبقى لوحدي هند كمان معايا...وبعدين بلاش ترفض ياعمرو.....نهى هتزعل وهكسر بخاطرها...دي ملهاش اخوات وانا صاحبتها الوحيد....عشان خاطري سبني اروحلهم...."

نظر لها بصلابة ولفظ اسمها بتحذير... 
"وعد..." 

قبلته في وجنته بقوة وهي تقول بترجي اكبر... 
"عشان خاطري ياعمرو.... عشان خاطري وللهِ هبقى كويسه وهطمنك عليه كل دقيقة....." 

نظر لها لبرهة باسنتكار لكن نظرت الترجي لمعة اكثر بعينيها الرماديتين... وكانها قطة صغيرة جميلة تلقي تعويذة اللطف والوداعة على صاحبها حتى يداعبها ويزيد تعلقه بها اكثر بل وينفذ مطالبها كاملة... 

زفر بنفاذ صبر وهو يشعر ان كل ما يتعلق بها يقودهُ قلبه لا عقله وهذا يغضبه من نفسه قبل ان يغضب منها..... 

"ماشي روحي.... بس متتاخريش وانا هبقى ارن عليكي كل ربع ساعة... تمام تمام...." 

قبلة وجنته بقوة وهي تقول بصوت متهلل سعادة
"تمام ياحبيبي.... مش هتاخر عليك...." 

ابتسم لها وهو يجدها تخرج سريعاً من الغرفة

______________________________________
"هشام عبدلله.... زيارة عشانك...." صاح الشرطي السمين بتلك الجملة... 

نهض هشام بتكاسل وهو ينظر للغرفة الفارغة من حوله فاليوم هو يوم زيارة للمساجين... وفي كل مرة يخرج الجميع لرؤية الاهل والاصدقاء على حسب من 
ينتظر كل مسجون بالخارج ، إلا هو منذ اكثر من ثلاث شهور وحين دخلت (لوزه) السجن ولا أحد يقوم بزيارته فقط (جبر)صديقه ياتي على فترات متقطعة وبعيدة أيضاً....

قال هشام بملل لشرطي وهو يسير معه...
"مين ياشويش..... جبر؟...."

"جبر مين دي واحده ست...."نظر الشرطي في كشف الزيارات ولفظ إسمها بسرعة...سرعة لم يستوعبها عقل هشام الذي تجمد فجأه....
"واحده ست اسمها وعد....وعد ثروت الاباصيري..."

عقد حاجبيه بقوة وهو يسير باتجاه الحاجز الحديدي 
ذو الفوارق الصغيرة نظر باتجاهه فوجدها تبتسم له بعبث.....تبادل معها النظرة بمكر وتسأل وقح......

                            .....يتبع

                          دهب عطية...

الفصل الثامن والعشرون من هنا 

 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1