رواية عشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم كنزة





رواية عشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم كنزة 







الحلقة الثامن والعشرون من رواية #عشق
عنوان الحلقة: على شرفة تلك الأيام...

‏نعم أعشقها وكأنها آخر إمرأة تولد تحت هذه السماوات السبع أحببتها حبا سرمديا ولكن هناك فجوة لعينة بيننا بسبب ذنب قديم يلاحقني ذنب ارتكبته فاصبحت الحياة مرة حتى عندما زارني حلوها ولكنه ما زال يشوبه بعضا مرار ذنبي فأصبحت قلوبنا مسنة لا تستطيع تحمل أي خدش صغير، تملك الخوف من قلوبنا حتى أصبحنا نعيش تضاربا غريبا.
أحيانا قد نرغب ولا نرغب نستهوي ونشمئز أحيانا، نقول لقلوبنا نعم وفي نفس اللحظة نوقف عجلة الحياة بالصراخ بلا.
تلك الحيرة اللعينة تسعي دائما لإنهاء الشيء بدلا من إصلاحه فيزداد الأمر قسوة فلا شيء يعطب القلب أكثر من الجهد الذي أبذله لأعيد كل شيء إلى صورته الأولية الصورة الأولية التي لا مكان لها إلا الذاكرة، أما محاولاتي لاسترجاعها وعدم التعايش معها مرة أخرى ما هي إلا محض أوهام ستجعلني أريد أن أخرج قلبي هذا من جوف صدري لفرط أذى ما أشعر به نتيجة الذنب ذنبي أنا الذي لا يزال يلاحقني...

القسم الاول:

فرد لاالمتصل:
أنا كنان أنسيتي صوتي بهذه السرعة ريحان؟

سكتت عن الحديث واتسعت عيناها وتجمدت مكانها لثوان ثم استدارت ناحية سونا سريعا التي كانت تضحك مع الخالة عائشة فناظرتها لحظات تستمع إلى الهاتف وتستمع إلى ضحكتها إنه نذير الشؤم ولو سمعت سونا اسمه ستنقلب ضحكاتها الجميلة تلك إلى حزن فلم تظهر أي توتر بل استدارت ثانية لترد بهمس:
كنان بيك لم تتصل من جديد؟
أجابها كنان قائلا:
علمت أنكم أنت وأمير بشهر العسل وكنت أنتظر عودتكما بفارغ الصبر لأتصل بك وأتحدث إليك

ريحان بقلق من حديثه:
كنت تنتظرنا لكي تتصل وتتحدث إلي؟
 خير كنان بيك لماذا تريد التحدث إلي ماذا هناك؟
أظن أن الموضوع الذي يخصك أقفل منذ زمن فما الداعي لاتصالك مجددا؟

أجاب بحنق:
اهدئي أولا رجاء ولا تثوري.

تحدثت ريحان ببرود نسبي:
العفو منك لكنني هادئة فقط أريد أن أعرف سبب اتصالك هذا.

استجمع كنان شجاعته و تحدث قائلا:
ترددت كثيرا في الاتصال لكن لم أجد أحدا غيرك يمكنه مساعدتي ريحان فقط اسمعيني ماذا ساقول.

ريحان بنبرة حادة:
ماذا تريد كنان بيك ما كان يجب أن تتصل أصلا ماذا لو وقع رقمك في يد أمير وهو من رد أفكرت بموقفي حينها؟
رجاء أقفل الخط لتقاطعها سونا من هناك قائلة:
من ريحان؟

ريحان بتعلثم:
ها آ صديقة فقط

تحدثت الخالة عائشة:
صديقة من القرية من؟

أجابت ريحان بتوتر جاهدت أن تخفيه:
لا لا فتاة تعرفت عليها حين أتيت أول مرة هنا واتصلت لتبارك لي.

أومأت الخالة عائشة قائلة:
ها حسنا أكملي اتصالك وتعالي

ريحان وهي تتنفس بعمق محاولة رسم الثبات:
حسنا لحظات فقط وأعود ثم انسحبت من أمامهم سريعا لترد ثانية على كنان قائلة:
أنا أسمعك تحدث سريعا رجاء لقد اضطررت للكذب وأنا لا أحب ذلك.

تحدثت كنان مجددا قائلا تلك الجمل دفعة واحدة والتي حلت عليها كالصاعقة:
أريد أن ألتقي بسونا ولا حل لي غيرك أنت فقط من يستطيع جمعي بها بطريقة ما لقد انتظرت شهرا كاملا حتى أتصل بك حاولت قبلا لكن هي لا تخرج لوحدها اطلاقا ولا مرة واحدة فعلتها دائما مع حراسة أو مع أحد من أهلها ولا حل لي غيرك لأنها تثق بك.

كانت ريحان تنظر لسونا بحسرة وهي تحدث كنان لتكف عن الحديث حينا وهي تسمعه ثم تحدثت بعد أن زفرت بحنق لتقول:
لا يمكنني آسفة.

كنان برجاء:
حاولي لأجلها أنا متأكد أنها لو واجهت مخاوفها ستتحسن أريد أن أطلب منها الغفران ضميري يؤنبني يقتلني رجاء ريحان.

ريحان بنبرة حازمة:
من فضلك أنت لا تحرجني لا يمكنني ذلك هي تأبى ذكر اسمك حتى كيف تريدها أن تواجهك؟

كنان بحزن:
جربي فقط اجمعيني معها ولو لدقائق يمكنني معالجة كل آلامها.

ريحان بضيق منه:
ماهذه الثقة أنسيت أنك السبب بكل الألم الذي تتخبط به؟

كنان بتقرير:
أعلم لكن.

ليأتي صوت الخالة عائشة من بعيد:
ريحان تعالي تتحدثين مع صديقتك منذ ساعة أو لربما ليست هي واتصلت بحبيب قلبك هو كذلك بالتأكيد صهري الممل.

ريحان للخالة عائشة:
قادمة 
ثم تحدثت لكنان لتقول:
عفوا سأقفل الخط ولا تتصل ثانية من فضلك

كنان محاولا ايقافها كي لا تقفل الخط:
لكن

اغلقت ريحان وعادت لمكانها لكن التوتر كان باد على وجهها وحركات يديها

انتبهت سونا لحالتها تلك لتسألها:
عشق مابك من المتصل؟

ريحان بتوتر:
آ صديقة لي فقط لا أحد مهم.

اومأت سونا قائلة:
حسنا

ثم أكملوا حديثهم لكن ريحان كانت شاردة بغير عالم فقد بدأ حديث كنان يشغل تفكيرها وكلما ما تذكرته تنظر لسونا وضحكاتها العفوية وتفاعلها مع الخالة وحديثها وحدتها.

حل الليل على المدينة وأحضر معه هدوءه وسكونه.
كانت ريحان بغرفتها جالسة على السرير تحمل هاتفها بيدها تتفقده بينما أمير مع والده بالمكتب.
بعد لحظات حضر الغرفة ودخل ليجدها جالسة تتفقد هاتفها حتى أنها لم تنتبه لدخوله، بقي عند الباب واقفا مدة يتأملها يشبع بصره من ملامحها الجميلة تلك الملامح التي رسمت بإبداع من الخالق فصورها في أحسن تقويم وجعلها فاتنة تبهج روح من تطلع إليها للوهلة الأولى وتملؤه بشيء من الراحة والرضا فكيف به إذا كان هذا الشخص عاشقها وحبيبها وحلالها، ثم تقدم قليلا وانحنى ليجلس بجانبها ليقول:
بأي بلد من بلاد الله الواسعة ضاعت حبيبتي صاحبة الغمازة الجميلة؟

انتبهت ريحان له فأجابت:
آ أمير لا لم أضع أنا بجانب حبيب قلبي لا أضيع دونه 

أمير متسائلا:
لكنك في عالم مواز ولم تحسي حتى لقدومي

ريحان نافية حديثه:
أنا أقرأ مقالا فقط متى أتيت انت؟

فرد أمير:
منذ لحظات كنت اشاهدك تبدين جميلة جدا وأنت هكذا تائهة ولا تدرين عن الدنيا شيء لكن لأعترف تأملتك فحسن هذا مني كثيرا.

تنفست ريحان وهي تحك جبهتها قائلة:
حقا لم أحس لقدومك.

أمير مشيرا لهاتفها:
لأنك منشغلة بهاتفك ماذا تفعلين؟
فأجابت ريحان:
أقرأ مقالا مهما عن تحدينا لمخاوفنا وكيف يعود هذا علينا بالمنفعة

اعتدل بجانبها ليقول:
اها جميل وأنت أفضل دليل حي وملموس

ردت ريحان متسائلة:
كيف؟

فأجابها أمير:
أنت أكثر شخص متحد لمخاوفه وأظن أن قوتك العظيمة تلك تستمدينها من إيمانك و قلبك الطيب الذي تربى على فعل الخير ومحبة الغير.

أومأت ريحان بالنفي ثم تحدثت قائلة:
بالعكس أنا اخاف وأخاف من أشياء كثيرة مثلا من الظلمة وأخاف الحشرات مثلا وأمورا كثيرة اخرى لكن أنا دائما أحب أن أهزم الأنا مادام لي رب عظيم يسندني فلا شيء سيؤذيني رغم شعور الخوف الذي يتملكني.
أومأ أمير قائلا:
فعلا والدليل أنني كنت أصرخ بك وأنت ماذا كنت تصنعين؟

وضعت يدها على شفتيه لتقول:
صه ذلك كان بالماضي وأنت حرقته تمام أي لم يعد موجودا، أنا لم أر منك إلا كل طيب كقلبك الطيب هذا 

أمسك يدها وقام بتقبيلها ليقول:
جميلتي أنت.

ابتسمت ريحان ثم بدأت تقرأ عليه:
ها اسمع هذا المقال للدكتور ابراهيم الفقي و كيف يمكنك أن تواجه مخاوفك بشجاعة بالغة.
نحن كبشر كثيرا ما نميل الى تضخيم الأحداث السلبية ثم واصلت الحديث بكل ثقة تعيد عليه المقال الذي قرأت وما جاء به وهو يستمع إلى كل كلمة منها بكل حب ثم قاطعها قائلا:
حقا جميل 

فأكملت ريحان:
اها لأكمل إذا

اومأ أمير بنعم لتواصل هي الحديث وشرح التفاصيل له وهو لا يزال يستمع وهكذا حتى قال:
فعلا كلامك منطقي ريحان

فسألته ريحان:
أي انك توافق هذه الفكرة؟
أاردف أمير:
بالتأكيد فإن بقيت منعزلة تخشين مخاوفك ستزيد وتتضخم إلى أن تجبني وما يعود بمقدورك أن تتقدمي خطوة للأمام فهي ستسحبك للخلف لا محالة.

وافقته ريحان الرأي قائلة:
صحيح معك حق

فتسائل أمير:
لكن لم تبحثين بهذا الموضوع أتنوين الإلتحاق بالجامعة تخصص تنمية بشرية؟

ريحان بلا مبالاة كاذبة:
لا هكذا ظهر المقال امامي فجأة وأحببت فكرته، وأيضا أنا إن دخلت الجامعة سأدرس الترجمة لأنني أحبها جدا.

أومأ اأمير قائلا:
اها ثم اعتدل بمكان نومه ليكمل:
تعالي لمكانك ولنكمل حديثنا أريد ان اعرف كل ما تحبين وترغبين به.

وضعت هاتفها جانبا واعتدلت لتضع رأسها بصدره ويواصلا حديثهما الجميل الى وقت متأخر حتى نامت دون أن تدرك وهي بحضنه لينام هو بعدها مباشرة

مر يومين وثلاث بعد ذلك كان أمير فيها مشغولا بتصميم مشروع جديد للشركة لذا فقد كان أغلب وقته بالشركة أما ريحان وسونا فقد أخذتا الخالة للتجوال في شوارع اسطنبول الجميلة والتمتع بالمساجد العثمانية العريقة وكذا جمال سواحلها التي لا توصف فسبحان من خلق من الجمال الأروع فاين ما تطلع جلاله أبدع.

اتصل كنان بريحان مرة أخرى خلال تلك الأيام علها تكون قد غيرت رأيها وستوافق على فكرة جمعه بسونا لكنها رفضت ثانية كلما فكرت أن الأمر قد يؤذي سونا اكثر رغم أنها كانت مقتنعة بأن الإنسان يجب أن يواجه مخاوفه لا أن يفر هاربا منها.

أتى اليوم الرابع الذي ستعود فيه الخالة لقريتها.
 كان الكل في الحديقة واقفا لتوديعها بعد أن ألفوا وجودها بينهم ومناقراتها هي وجافيدان لكن الضيف يبقى ضيفا وإن طال بقاؤه بين أهل البيت.
 كانت ريحان تتدارك حزنها لفراق الخالة عائشة كي لا تزعجها لكن ذلك بدا جليا على ملامحها فقد غابت الضحكة عن وجهها تماما. وقفت الخالة أمام سيارة أمير بعد أن ودعها الجميع متمنين لها طريق السلامة وبعد أن قبلت ريحان يدها وضمتها بقوة وهي تقول:
زوريني دائما وأنا سآتي بكل فرصة حبيبتي.

ضمتها الخالة قائلة:
طبعا صغيرتي وأيضا اهتمي بنفسك وبزوجك جيدا 
أشار إليها أمير قائلا:
تفضلي يا خالة يجب أن نسرع سنتأخر عن موعد الطائرة.

تحدثت الخالة:
والله ما كان لها داع كنت عدت بالحافلة كما أتيت

فرد أمير عليها:
أستغفر الله تعودين بالحافلة ونحن هنا؟

ركبت السيارة بعدها ليتقدم أمير من ريحان وهو يلامس خصلات شعرها ليقول:
لا تحزني سنذهب هناك متى شئت.

ابتسمت من بين تلك الدموع لتقول:
إم شاء الله
فقال أمير:
حسنا ساوصلها للمطار واذهب بعدها للشركة اهتمي بنفسك جيدا.

أومأت ريحان قائلة:
تمام وفقك الله لما يحب ويرضى.

توجه بعدها أمير للسيارة وركبها لكن قبل أن ينطلق رن هاتف ريحان وقد كان المتصل كنان أيضا فنظرت لامير وابتسمت لتقول:
هيا حبيبي كي لا تتأخر.

انطلق بالسيارة وهو ينظر لريحان ويودعها لكنها لم تنتبه له فقد كانت تنظر للهاتف ليتمتم هو في نفسه:
من المتصل ياترى؟ بدى جليا عليها التوتر لا أظن أنه كمال يستحيل لا تبالغ أمير لن يفعل شيء لا يمكنه التفريق بينكما لا تخف.

لاحظت الخالة شروده فسألته:
بني من تحدث؟

ابتسم أمير مجيبا:
لا أحد سلطانتي لا أحد أخاطب نفسي فقط.

الخالة بتعجب:
لا حول ولا قوه الا بالله

توجهت ريحان بعدها الى حديقة القصر الخلفية واختفت عن أنظار الجميع لتتمكن من الرد على كنان على راحتها ثم فتحت هاتفها لتجيب:
تفضل كنان بيك ألا تمل.

تحدث كنان:
سيكون آخر اتصال اسمعي أعلم أن أمير ليس بالقصر.
ريحان بغضب:
أنت تراقبنا إذا
كنان نافيا ظنها:
لا يا خانم ليس كما فهمت اسمعي أنا الآن عند الساحل بالقرب من من القصر أين التقينا أول مرة سأنتظرك أنت وسونا هناك وأعدك سيكون آخر اتصال تتلقينه مني أتمنى أن تحضريها فقط أعدك وعد شرف سأتحدث معها للحظات فقط.
تحدثت ريحان بغضب:
لا تضعني أمام الامر الواقع انتظر ما شئت ما دخلي أنا
كنان دون اهتمام لما قالت:
سأقفل الخط وأنت وضميرك لكن تأكدي علاج سونا هو أنا وعلاجي هو هي ثم اطأقفل الخط.
وقفت بمكانها لحظات وتلك الكلمة تتكرر بفكرها فهي قد قالتها قبلا لأمير وهي تدركها وتقر بها فهي قد مرت بتجربة مماثلة وكما كان علاج أمير عشق أصبح علاج عشق هو أمير ايضا.
مشت بخطا متثاقلة نحو القصر تفكر وتفكر وتفكر إلى أن وصلت إلى باب غرفة سونا ثم أخرجت زفرة قوية لتقول:
ساعدني يا الله ساعدني أريد مساعدتها أريدها أن تعيش بسعادة لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله،اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ثم طرقت الباب ودخلت.
التفتت إليها سونا لتقول:
حبيبتي تعالي.
تقدمت ريحان وجلست عند طرف السرير صامتة فنظرت إليها سونا قليلا ثم تحدثت لتقول:
اوه عشق ليس لهذه الدرجة أوزروم تبعد خطوتين من هنا كفي عنك الحزن واضحكي أنت عروس هيا أرني ابتسامتك الجميلة
تحدثت ريحان بحزن:
ليس بيدي إنها بمثابة امي وقد تعودت عليها هنا 
سونا بحزن مماثل:
كلنا تعودنا عليها صراحة.
تنهدت ريحان وأردفت:
أيضا إنها كل ما تبقى لي
سونا بابتسامة معاتبة:
الله الله ونحن؟
اقتربت ريحان منها واحتضنتها لتقول:
أنتم جنتي

سونا بمكر:
وأمير البحار؟
ريحان بتوتر:
زوجي العزيز
ضحكت سونا على ردها ثم رسمت شكل قلب بإصابعها ووضعت عند قلبها وكأنه ينبض فابتسمت ريحان قليلا ثم أخذت نفسا عميقا لتقول:
سونا ما رأيك أن نخرج قليلا نتمشى عند الساحل؟
الجو جميل وهكذا أنا وأنت لوحدنا فقط نتحدث في أشياء خاصة بنا و أريد أن أخبرك عن بعض الأمور.

فكرت سونا قليلا ثم قالت:
فكرة جميلة حقا بالتأكيد أحب ذلك هيا لنذهب سريعا.

ردت ريحان:
حسنا سأحضر حبيبتي ونخرج سنتمشى قليلا ها لن نذهب بالسيارة يعني لوحدنا أفضل.
أومأت سونا قائلة:
كما تشائين زوجة أخي
ريحان بخجل:
تمام
أحضرت ريحان حقيبتها وخرجتا من القصر باتجاه الساحل الذي لم يكن بالبعيد،كانت ريحان تدفع عربة وسونا وتتحدثان بنفس الوقت عن جلسات سونا العلاجية وكيف كانت تمر مع الدكتور وقد وعدتها ريحان بأنها ستحضر معها كل جلسة في الأيام القادمة وتعوضها عن غيابها.

وصلتا للساحل هناك فجلست ريحان على الكرسي وسونا بجانبها ثم أخذت ريحان تتأمل البحر وتأخذ من نسماته العليلة.
 إنه البحر بعمقه باتساعه الذي لا حدود لمرأى العين له بزرقته بهدوئه الجميل وهيجانه المخيف فعلا يمكنه أن يأخذ منك من آلامك وأحزانك بالقدر الذي ترمين به دون أن يشتكي أو يتذمر أو يشتكي ويعيد إليك بعض النسمات التي تخالج مشاعرك فتشعرك رغم ألمك ببعض الراحة. 
تحدثت ريحان:
نعم مريح حقا.
ردت سونا:
بالنسبة لك لكن أنا فلا لا شيء يريحني البتة مهما حاولت.
تعجبت ريحان من ردها لتقول:
الله الله منذ قليل كنت تقولين أنك تتحسنين شيء فشيء ما الذي تغير؟
أجابت سونا:
دعك مني أنا هكذا متقلبة المزاج لا تهتمي.

ابتسمت ريحان وهي صامتة ثم أمسكت يد سونا لتقول:
حبيبتي اسمعيني سامحيني لكن ما فعلته لمصلحتك فقط ولأنني أحبك كأخت لي لا بل اعز وربي يشهد على ذلك
تسائلت سونا بقلق:
ماذا صنعت ماذا هناك مابك؟
ضمتها ريحان قليلا ثم وقفت متجهة للحديقة هناك 
نظرت إليها سونا دهشة لتقول:
هاااي يا ابنتي إلى أين ريحان ياعشق خانم إلى أين؟
هنا وقف أمامها كنان فجأة ليقول بخفوت:
مرحبا سونا
التفتت إليه سريعا بعد أن سمعت صوته الذي ضرب مسمعها كالرعد في ليلة شتوية عاصفة لا ترحم لتقول دهشة بعيون متسعة وفم مفتوح:
أنت؟
نظرت إليه دهشة وقتا دون حديث وريحان واقفة بين الأشجار تراقب وتردد يا الله ساعدها وساعدني يا الله.
تسارعت نبضات قلب سونا وبدأت بالارتجاف وضاق نفسها فجأة لتبدأ بالاهتزاز شيء فشيء.

اقترب كنان قليلا لتصرخ به:
ابتعد عني أرجوك اتركني لم أفعل شيء اتركني اتركني أرجوك اتركني اتركني.
نظرت ريحان إليها صعقة فقد أدركت أنها ليست بخير لتهرول ناحيتها مباشرة لكن قبل أن تصل إليها وقعت سونا مغشيا عليها وهي لا تزال تردد:
 اتركني أرجوك اتركني لماذا لماذا؟
أمسكها كنان سريعا قبل أن تقع من فوق كرسييها واحتضنها وهو يحاول أن يوقظها.
ارتمت ريحان عندها أرضا وهي تبكي بحرقة وتقول:
أنا السبب انا السبب استفيقي حبيبتي أرجوكي استفيقي لا تفعلي هذا بي، آسفة آسفة سامحيني آسفة ياربي ماذا فعلت أنا؟
ياربي كله بسببي ماكان يجب أن أوافقك وأحضرها ما كان يجب سونا غاليتي استفيقي أرجوكي لكن مازاد الطين بلة هو هاتف ريحان الذي رن وقد كان المتصل حينها أمير.

 
نظرت لهاتفها لتجد هو اتسعت عيونها وزاد توترها أكثر بل ارتجفت يداها حتى كادت توقع الهاتف من يديها فابتلعت ريقها وسط ذلك الصخب الذي هي به وابتلعت ريقها لتردد:
ليس الآن أمير لكنها لم ترد فقد أعادته لحقيبتها سريعا وعادت لمحاولتها في ايقاظ سونا التي لا تزال تقع على الأرض مغشيا عليها.
زاد خوف ريحان وضربت افكار شيطانية عقلها وأتى على خاطرها مباشرة نظرة أمير إليها وهو يخاطبها معاتبا (كيف فعلت ذلك ولماذا خنتي ثقتي ريحان) تنظر لسونا فزعة ثم عادت لوعيها لتومئ برأسها قائلة:
لا لا لن يحدث معها شيء وأمير لن يعاتبني ولن يحزن وينكسر بسببي استفيقي رجاء سونا أنا آسفة حقا.
اقفل أمير الخط وأعاد هاتفه إلى موضعه ثم نظر أمامه قليلا مستفهما ليقول:
غريب لم لم ترد؟ يبدو أنها مشغولة لكن تركتها ولم تقل لدي أي شيء أتراها خرجت؟ 
لا لا كانت قالت ييه ما بك أمير؟ لا بأس ستتصل حين تشاهد اتصالي كله اتصال لم ترد عليه لا يحتاج كل هذا التوتر،د ثم أدار مقود سيارته باتجاه الشركة مباشرة قصد العمل وتجهيز التصاميم المعمارية الهندسية التي تنتظره.
استجمعت ريحان شجاعتها وأخذت نفسا عميقا ورددت:
ستكونين بخير أعرف ستكونين أنت قوية لن يحدث شيء سنعود للقصر وكأن شيء لم يكن ثم نظرت لكنان لتصرخ به:
بم تحدثت معها ها بم تحدثت معها أجبني لم فقدت وعيها ولا تستفيق بأي طريقة؟ ما كان يجب أن انصاغ لطلبك 
كان كنان خائفا ينظر إلى سونا المغشي عليها وريحان التي تكاد تسقط بجانبها لشدة خوفها لا يدي ما يفعل أو ما يقول ليرد على عجل:
أقسم لم اقل شيء بعد ريحان صدقني مجرد رؤيتها لي حصل معها هذا لم أنطق شيء بعد.
ردت ريحان بغضب:
شيء طبيعي فهي لا تراك الا شيطانها المريد الذي لا يرحم طبيعي حين تظهر أمامها تظنك شبحا ومن خوفها ورعبها وقعت مغشيا عليها لا حول ولا قوة إلا بالله لم أتوقع أنها تخافك لهذه الدرجة أنت ماذا صنعت بهذه البريئة أترى نتيجة أفعالك؟ثم احتضنت سونا اكثر وهي تبكي بحرقة وتردد:
حبيبتي غاليتي لم يحدث شيء استفيقي ولا تشغلي بالي أكثر رجاء وأعدك لن أعيدها ولن أؤذيك ثانية أبدا فقط افتحي عيونك.
كان كنان واقفا دهشا ضائعا في غياهب الحزن والندم الذي يقتله كل لحظة وهاهو يكاد يقضي عليه كليا حين رآها بتلك الحالة ينظر لنتيجة فعلته فعلا كما أخبرته ينظر لتلك الوردة التي كانت متفتحة تزرع بكل بساتين الأرض والآن أصبحت وردة متفردة تذبل كل يوم أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الفناء رغم أنها تسقى بالحب ممن حولها كل حين لكن بداخلها قتل الأمل وبترت الطمأنينة وأهينت الكرامة.
رفعت ريحان رأسها إليه ثم صرخت به ليطلب الإسعاف قبل أن تتأذى سونا أكثر أو يحدث معها مكروه لا سمح الله.
استفاق كنان من غفلته تلك وعاد إليها ينظر ليسحب هاتفه سريعا و يتصل بالاسعاف للحضور سريعا يقنع نفسه أنها ستكون بخير ويهدئ من خوفه على أنها مجرد صدمة حين رأته فقط وستستعيد وعيها.
افترشت ريحان الأرض ووضعت سونا التي لا تزال فاقدة لوعيها بحجرها فاقترب حينها كنان وانحنى ليلمس نبض سونا لكنها صرخت به بقوة لتقول:
قلت ابتعد عنها وإياك أن تضع يديك هاته عليها 
ليرد كنان:
اهدئي ريحان أنت توترينني أكثر أريد أن أجس نبضها فقط لا تخافي.
صرخت به:
هي بخير بالتأكيد لم تمت فقط ابق بعيدا كنان أصلا تورطت بسببك أنا كيف وثقت بك فقط وأنا أعرف ما فعلت بها قبلا ولن تسامحني سونا بسببك وسأفقد ثقتها أيضا أتمنى أن تكون مرتاحا الآن.
كنان بحزن:
لم أقصد أن يحدث كل هذا كل همي كان أن نتحدث أنا وهي قليلا وأطلب منها أن تسامحني لا أكثر
ردت ريحان بضحكة ساخرة:
هههه تسامحك؟حبا في الله يكفي كنان بيك حدث وانتهى المهم الآن أن تكون سونا بخير.
بقي كنان كذلك واقفا ينظر فقط لا يدري ما يصنع وما يقول إلى أن حضرت سيارة الإسعاف أخيرا وسريعا أيضا.
تم نقل سونا الى المشفى مباشرة وريحان بسيارة الإسعاف بجانبها تمسك يدها وتضمها بقوة وهي تبكي ألما وحسرة على حالها تنظر إليها كيف كانت صباحا سعيدة تتحدث إلى الخالة عائشة تضحك بملء فيهها لا تدري بالذي يحضر لها بعد سويعات فقط من تلك اللحظات الجميلة وأن ستواجه أكبر مخاوفها أمامها والقدر

كانت تردد كل حين وهي لا تزال تضغط على يد سونا وتمسح على شعرها كل حين والأخرى نائمة لا تدري بشيء:
أنت قوية أنت امرأة فإذا أنت قوية لا تستسلمي للخذلان لا تفعلي قفي وجابهي بكل شجاعة حبيبتي افتحي عيون الغزال الجميلة افتحيهما وإياك أن تستلم لخوفك يوما وتجعله يتمكن منك أصلا أنت قوية أنا كلما تعبت ويئست أنظر إليك أتفاءل ساعدها يا الله ليس لنا سواك وأخرجني من هذه الورطة دون أن تتأذى سونا حبيبتي بشيء فإن حصل لها سوء لن أسامح نفسي أبدا.
بقيت هكذا لحظات وفجأة رن هاتفها ثانية فتركت يد سونا وسحبته من الحقيبة ترى من المتصل وتردد:
لا يكون امير فقط ياربي لكن كان هو المتصل حقا.

أمسكته ونظرت به قليلا ثم أخذت نفسا عميقا وقالت:
ماذا أفعل الآن؟ هكذا سينشغل باله ويتصل بالقصر حتما ويقولون له أننا خرجنا وحينها سيجن لم لا أرد لا يمكن أن أشغل باله أكثر سأفتح وأخبره.
كان ينتظر عبر الهاتف ليقول:
يييه لا ترد أيضا ماذا هناك حبيبتي انشغل بالي ألم تر اتصالاتي بعد؟

فتحت الهاتف بعدها ليتحدث هو ويقول:
عشق أين أنت اتصلت بك ولم تجيبي؟انشغل بالي عليك 
تحدثت ريحان بخفوت:
ها أنا بخير أمير لا تقلقل انشغلت قليلا فقط.

عاتبها أمير قائلا:
لا بأس لكن حتى لو انشغلت كنت بعثت رسالة فقط أخبرتني أن أتصل لاحقا حتى أنك لم تخبريني أن لديك عملا.

ريحان بتوتر:
شيء ظهر فجأة أمير 

 رد بنبرة هادئة:
لا عليك حلوتي لايهم المهم أنك بخير لقد اتصلت لانني كنت أود أن أخبرك أننا سنذهب بمشوار خاص بالمساء لكي تجهزي قبل عودتي من الشركة كي لا نتأخر يعني.
ردت بتساؤل:
كيف؟
استوقفه الصوت للحظة فقال بقلق: 
لكن لحظة ما هذا الصوت عشق أليس صوت سيارة الاسعاف ماذا هناك عشق أنت بخير من بالقصر بخير؟
حاولت ريحان أن تتحدث لكن كان توترها شديدا لا يمكن أن تخفيه لتقول: 
أنا ثم سكتت...
أمير بقلق وقد بدأت نبرة صوته ترتفع:
أنت ماذا ماذا هناك لا ترعبيني أنت بخير صحيح؟فأنت تجيبين على الهاتف ماذا حدث من نقل بالإسعاف؟
استجمعت ريحان قوتها لتقول مباشرة: 
سونا.
قام من موضع جلوسه فزعا يقول:
سونا مابها؟

ريحان بحزن:
لقد أغمي عليها ونحن بطريقنا للمشفى.
أمير متحدثا بخوف:
أنا قادم لأي مشفى تتجهون؟
أجابته ريحان ثم أقفلت الخط وأعادت الهاتف لمكانه وعادت تحاول مع سونا علها تستفيق
لم يطل مسير سيارة الإسعاف حيث وصلت الى المشفى ليقوموا بإنزال سونا التي بدأت بالتحرك تدريجيا والركض بها نحو غرف المشفى.
كان كنان بجوار السرير يجره مع الممرضين وريحان خلفهم مباشرة حيث قاموا بإدخالها غرفة الاستعجالات لكن هي قد بدأت بفتح عيونها بتثاقل.
توقف كل من كنان وريحان عند باب الغرفة منتظرين لكن سرعان ما نظرت ريحان لكنان نظرة غضب تحمل كما من العتاب لتكون منه على مقربة وتحدثه لتقول:
لا مكان لك هنا يجب أن تذهب.
قال كنان بضيق:
قبل أن اطمئن على حالتها لن أفعل
صاحت به ريحان بغضب:
تطمئن ماذا؟
هذه كلها نتيجة أفعالك كل ما حاولنا إخراجها من قبرك الذي رميته بها حية يأتي إسمك على مسمعها وتجذبها إلى القبر من جديد والآن أنت أستغفر الله العظيم الآن أنت لا تكتفي بسحبها فقط بل تحاول خنقها بيديك الباردتين.
كنان مصرا على موقفه: 
لن أبرح حتى تسامحني سونا لن أفعل حتى أعيد تلك اللمعة التي بعيونها ستسامحني لأنني أحبها ستفعل.
زفرت ريحان بحنق لتقول موبخة إياه:
أي لمعة تتحدث عنها أنت؟ وإن فعلت كما تدعي الإستطاعة وأعدتها هل يمكنك مسح دمعها الذي نزل كل تلك الليالي وهل يمكنك أن تعيد لها حركة رجليها وأيضا هل يمكنك أن تجعلها تتمشى هنا وهناك وتركض خلال تلك الأيام التي مرت وأن تسترد روح الطفلة بها
أنت حطمت كل شيء جميل بها ورميته أرضا وتهشم لقطع لا بل رفعتها بأوهامك لسابع سماء حتى رأت نفسها في الاحلام الوردية تجوب لكن فجأة على غفلة منها خسفت بها لسابع أرض ودفنتها هناك مع بقايا عظام الموتى أخبرني هيا لم أنت صامت أيمكنك أن تعيد ميتا للحياة؟لا والله لن تستطيع مهما حاولت سيد كنان.
ها أجب لم تنظر صامتا؟
أم أنك لا تحس بالذنب فقط عدت فجأة وتريد فرصة.

 لكن هنا خانها دمعها فجأة وحست بغصة داخلها أما هو فقط ينظر ويستمع لكلماتها التي تضرب فؤاده حتى جعلته ينزف، فأكملت قولها وأضافت:
اسمع لقد قالتها لي قبلا هي لن تسامحك ولو بعد سبعين مليون سنة لذا انصرف واعتبر أنك لم تتصل بي ولم تجتمع بها ولا تزد من ندمي لأنني جمعتك بها واوصلتها لترقد بالمشفى هيا.

كنان ومازال مصرا:
سأحاول ولن أستسلم.

أشارت نحو الخارج وقالت بنفاذ صبر:
اخرج من هنا لطفا لا تزيد علي الأمر تعقيدا





القسم الثاني:

قال بإصرار أكثر:
لن أفعل قبل أن يخرج الدكتور ليطمئننا لن اتحرك من مكاني.

ريحان بنفاذ صبر وقلة حيلة:
اسمع لحد اللحظة أتحدث معك بلباقة من فضلك أخرج قبل أن يحضر أمير وتقع مشكلة بينكما لقد طلبت وأنا لبيت لاجلها فقط وانت حاولت وقد أتاك الرد انصرف من هنا ولا تتصل أو تحاول الاقتراب منها ثانية.
زفر كنان بضيق وقال بنفس إصراره:
قلت لن أفعل ولا تحاولي.
ريحان بتحذير: 
حسنا لكن إن وقع مشكلة لا تلمني.

لم يمض الوقت الكثير ليدخل أمير سريعا المشفى ويتجه مباشرة إلى غرفة الاستعجالات راكضا بخوفه البادي على ملامحه وحركات جسده فحبيبة قلبه ترقد بالداخل وهو لايدري ما سبب انتكاسها بعد أن قطعت شوطا مهما بعلاجها.
 اقترب بعد أن لمح ريحان تقف هناك ليسرع إليها وهو ينادي عشق: 
ماذا حدث حبيبتي؟

التفتت إليه و ركضت ناحيته تفتح ذراعيها لتحتضنه طالبة السكينة لكن ما إن فعل حتى التفت كنان الذي كان يعطيه ظهره وقتها فنظر إليه أمير لتتسع عيونه فجأة وهو لا يزال يحتضن ريحان لكن سرعان ما أبعدها عن حضنه قليلا ليتوجه نحو كنان ببطئ وقد امتلأت عيونه غضبا ممتزجا بالحيرة بسبب وجوده هناك فاقترب منه ليقول:
أنت ماذا تفعل هنا؟

كنان بنبرة هادئة عكس ما يجول داخله:
أنا هنا لأجل سونا.

صاح به أمير بغضب:
ما علاقتك أنت بها؟
وتتجرأ وتلفظ اسمها أيضا انصرف سريعا وإلا أقسم سأسجنك هذه المرة ولن يستطيع والدك حينها أن ينقذ طفله المدلل مهما دفع من رشوات.
كنان بلا مبالاة بما قال:
قلت لن أفعل.
شد أمير على أسنانه غاضبا ليقترب أكثر ويواجه كنان قائلا:
اسمع مهما كان سبب تواجدك هنا وكيف عرفت ستنصرف مثلك مثل الكلاب الضالة ولا تعاند لأنني سأنسى أننا بمشفى وأتصرف معك بطريقتك القذرة تماما.
صرخ كنان بوجه أمير ليرد:
هل تهددني أمير تارهون؟
أمسك أمير بياقة قميصه بقوة ودفعه للخلف ليضربه بالحائط وكل من حولهم واقف ينظر بهلع مترقب ليقول:
نعم أهددك وأنفذ إن شئت.
تقدمت ريحان من أمير مرتعبة لتمسكه من ذراعه سريعا وتقول:
أمير لطفا توقف ليس وقت الشجار نحن بمشفى.
التفت إليها غاضبا ليقول:
ماتفسير وجوده بجانبك هنا أخبريني؟ 
توترت ريحان أكثر ولكن ظلت تحاول إبعاده عنه قائلة:
اتركه أولا الكل ينظر لطفا توقفا.
هنا خرج الدكتور من الغرفة ليجد ذلك المنظر أمامه فوقف ينظر إليهما ليقول بنبرة حادة:
ماذا يحدث هنا؟
ترك أمير كنان ليقول بوجهه بغضب:
نتحاسب لاحقا ثم تقدموا سريعا ليسأل أمير عن حالتها وهل استفاقت
تحدث الدكتور بتقرير:
حالتها مستقرة لا تقلقوا تداركنا سوء الوضع.
ريحان بقلق عليها:
ماذا حدث معها دكتور؟
بينما كنان واقف يراقب بصمت وحزن وحسرة.
أجاب الدكتور قائلا:
انخفض ضغطها بشكل كبير يعني لاسمح الله كان قد توقف لو أطلتم إسعافها.
ريحان بفزع قائلة:
لاقدر الله لا قدر الله 
سألهم الدكتور:
هل تعرضت لشيء سيء صدمة أو شيء كهذا أفقدها وعيها؟
أجابت ريحان:
تعرضت لصدمة مفاجئة ويبدو أنها كانت قوية عليها ولم تتحملها حتى فقدت السيطرة على جسمها.
اومأ الدكتور قائلا:
الحمد لله على سلامتها سنراقب وضعها للأربع ساعات المقبلة إن بقي مستقرا على حاله يمكن أن تخرج بعدها جسديا هي بخير لكن نفسيا لا يجب أن يتفحصها أخصائي نفسي إنها لا تتجاوب للحديث مع أحد.
هنا تحدث أمير قائلا:
هي بالأصل تتعالج عند أخصائي نفسي.
تحدث الدكتور متفهما:
لا بأس سيتفحصها أخصائي المشفى أيضا.
هنا انسحب كنان بهدوء يحمل كل الأسى والحزن على ملامحه من بينهم وما إن انتبه إليه أمير حتى هم باللحاق به لكن ريحان أمسكته من يده سريعا فنظر إليها لتبادله هي نظرة رجاء بأن يتوقف ولا يلحق به.
نظر إليها قليلا ليوافقها ويكف عن اللحاق بكنان الذي خرج وانطلق بسيارته مسرعا غاضبا وهو يعيد على ذاكرته رد فعل سونا وانهيارها بمجرد رؤيته وكأنه شبح خرج أمامها فجأة.

انصرف الدكتور ليهم أمير بالدخول لتفقد سونا داخلا لكن ما إن وصل إلى باب الغرفة حتى انتبه بأن ريحان تقف بمكانها فعاد أدراجه قليلا ونظر إليها لينتبه بأنها تبكي فبقي يطالعها لحظات ثم تحدث قائلا:
لم تبكين؟ سونا بخير هيا تعالي
مسحت ريحان دمعها مجيبة:
ادخل أنت فقط لا أريد الدخول الآن
أمير بتساؤل:
لم ماذا هناك لحظة لحظة لا تقولي أنك أنت من؟
نظرت اليه لتنفجر باكية أمامه دون حديث أما هو فقد أمعن النظر إليها مستفهما صامتا للحظات ثم تحدث وقال:
أجيبيني
ريحان بنبرة اعتذار منهارة:
أنا آسفة ما كنت أظن أنه سيحدث كل هذا.
اتسعت عيونه وهو ينظر إليها مندهشا لكلماتها فهو آخر شيء قد يتوقعه أن تفعل هي ذلك ثم تحدث بعد حين وقال:
أي أنك أنت من جمعت كنان وسونا.
أومأت بالإيجاب وهي لاتزال تبكي محاولة كبت شهقاتها
وضع يده على جبينه وابتعد للخلف قليلا واستدار وهو يتحرك يمينا وشمالا ليقول:
لا لا أصدق لا يمكن انت تمزحين لا يمكنك فعلها قولي إنها مزحة وأن سونا انتكست فجأة فقط.
سكتت هي لحظات ثم ردت:
أنا ثم بكت لم تتحمل
صاح أمير بغضب:
اخخخ اخخخ كيف كيف وأنت تعرفين حالة سونا وانكسارها بسببه ألم تفكري بها للحظة؟اجيبي لا تصمتي
قالت ريحان بندم: 
بل كله لأنني أفكر فقط بها.
أمير بضيق ساخرا:
اها صحيح وانظري تفضلي نتيجة فعلتك استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
لفظت ريحان اسمه بتوسل لكي يرأف بها:
أمير 
قال غاضبا دونما رأفة:
كيف وصل إليك اخبريني؟
حاولت التملص قائلة:
لنتفقد سونا اولا وحين نعود البيت ساخبرك.
أومأ أمير بضيق قائلا:
حسنا ولنا حديث مطول بعدها هل اتصلت بالقصر؟
ريحان وهي تمسح دمعها أجابت:
اتصلت بالخالة مليكة وأخبرتها
امير زافرا بضيق محاولا استجماع شتاته:
عساه خير ان شاء الله
دخل الغرفة وهي خلفه فقد غيرت رأيها وأرادت أن تدخل للإطمئنان على حالة سونا.
كانت تمشي بمحاذاته لكن ما إن لمحتها سونا حتى امتلأت مقلتيها دمعا لتنظر إليها بغضب وتفك عقدة لسانها وتقول:
اخرجي
حاولت ريحان التودد لها:
حبيبتي أنا.
صاحت سونا بغضب:
قلت اخرجي لا أريد رؤيتك لماذا أتيت؟
لتريني منكسرة وتستمتعي بنصرك؟ هيا اخرجي.
أمير محاولا تهدئتها:
سونا اهدئي.

نظرت ريحان إلى أمير بحزن دون حديث 
كان أمير يقف بين نارين أخته وزوجته التفت حينها لسونا ثم اقترب منها واحتضنها محاولا تهدئتها وهو يقول:
اهدئي حبيبتي لاشيء يدعو للخوف أنا هنا.

اقتربت منها ريحان قليلا لتصرخ بها:
قلت انصرفي ألا تفهمين ما نيتك لم اردت جمعي مع ذلك الحقير أتريدين اذيتي؟ 
انظري لقد نجحت بذلك أمير اخي أخرجها من هنا لا أريد رؤيتها.
نظر أمير الى ريحان بحسرة ليشير لها بأن تخرج كي لا تزيد من انفعال سونا الغير طبيعي.
استادرت ريحان وهمت بالخروج حزينة لكن ما إن وصلت إلى باب الغرفة حتى صدمت بجافيدان لتعود للخلف سريعا.
نظرت اليها الأخرى بغضب لتقول:
إذا أنت السبب لقد شككت بذلك منذ البداية ثم أمسكت ذراعها سريعا لتقول:
اخرجي من هنا سريعا هيا لا اريد رؤيتك.
صعق أمير من ذلك المنظر ليقوم من موضعه تاركا أخته ويتوجه لأمه التي صرخ بوجهها ليقول:
امي إلى هنا وكفى اتركي ذراع زوجتي.

فكت جافيدان يدها عن ريحان وهي لاتزال تقدحها بنظرات غضب وكره.
اقترب أمير أكثر ووضع يده بيد ريحان ليخاطب امه ويقول:
لقد تجاوزت كل الحدود أمي أنا لا أسمح بأن تهان زوجتي لأي سبب كان.
نظرت إليه والدته لتقول:
دخلت القصر على أساس مربية أمية فقيرة وشيء فشيء لعبت بعقلك وجعلتك تتزوجها
أمير بغضب وهو يكز أسنانه:
أمي
أكملت جافيدان دونما صمت:
والآن تتسبب في انهيار أختك وأنت اخ هل أنت أعمى ألا يمكنك رؤيتها على حقيقتها؟وقحة أفعى مخادعة.

صاح أمير منزعجا مما تقول بحقها:
أمي توقفي ولا تجبريني على ذكر أفعالك أنت لاتنسي أنك لست ملاكا وما صنعته بسونا كان أكبر هي أخطأت لكن لا يجب أن تتهمينها بأكاذيب باطلة وتنعتينها بصفات مشينة لا تنسي أنها زوجتي وتحمل اسمي سواء اقتنعت أو لا هي زوجتي هي مسجلة باسم ريحان تارهون استوعبيها.
تفوهت جافيدان بسخرية:
وتدافع عنها أيضا ماشاء الله ماشاء الله يا زين ما ربيتي يا جافيدان.

هنا وضعت سونا يديها على أذنيها محاولة إغلاقها تصرخ بهم:
توقفوا توقفوا لا أريد سماع أصواتكم توقفوا اخرجوا جميعا كلكم متشابهون اتركوني وشأني اتركوني.
نظر إليها أمير بهلع وركض إليها تاركا يد ريحان محاولا تهدئتها أما ريحان فقد خرجت سريعا دون أن تلتفت خلفها كانت تركض برواق المشفى باكية تكتم انينها الموجع فقد أحست للحظة أنها دخيلة بينهم وما فعلته عن طيب نية هو ذنب قد لا يغتفر كانت تركض بسرعة دون الإلتفات خلفها كي لا يلحق بها أحد تسعى فقط للهروب من أعينهم التي تلومها لفعلتها ولكن كلمات سونا كانت تدوي براسها ومسمعها وتضرب بقلبها لا تسمع شيء حولها غير كلمات سونا وصرخاتها تلك.
هدأت سونا قليلا بين ذراعي أخيها نعم ومن غيره يهدأ من تلك الضوضاء التي لطالما انتشرت داخلها على غفلة هدوء فأثارت فيها الرعب ورمتها في التيه لا تعرف أين هي ومتى أتت إلى ذلك المكان وكيف؟ لكنها تعرف أن سندها الوحيد والحضن الذي تجد به بعض الأمان الذي سينتشلها من ذلك الصخب كله الذي ضاعت فيه فجأة ووجدت نفسها بلا مأوى هناك وهاهي ككل مرة لقد تعودت على تلك الحالة تدري أنها إن ضحكت سواء كثيرا او قليلا ستعود وتبكي بحرقة وإن تحررت وعاشت السعادة وهي وسط الناس ستعود وتتقوقع على حزنها وحيدة وكما استمرت الحياة معها بتلك بعد ذلك الحادث ستستمر بنفس الطريقة وستتعايش وتتجاوب معها شاءت أم أبت.
كانت والدتها على مقربة منها تنظر لحال ابنتها فقط دون أي حديث حزينة منكسرة لحال تلك الوردة التي تراها كل يوم تذبل أكثر وحين يزور قلبها بعض الأمل أن ابنتها تعافت أخيرا من شللها الذي هو خوفها لا شلل جسدها يعود ويهجرها ليتركها واقفة أمام الريح لا مأوى لها ولا حول لها ولا قوة فقط تنظر بالعين وتدعو بالقلب واللسان أن يعافي طفلتها لكن هل يمكن أن تشفى تلك الغصة التي آذت قلبها ولاتزال تؤذيه؟لا وألف لا ولن تتعافى ولو مر على ذلك الحادث سبعين مليون سنة.

سكت الجميع وسكن وهدأ لا حل آخر غير الصمت عيون تحدق بسونا وسونا تهرب من الجميع لا تريد أي حديث أو أي سؤال لا تريد أن تشرح لأحد أو تستعطف أحد.

زفر أمير بحنق يحاول إخراج بعض من الخوف الذي سكنه وذلك الغضب الذي اجتاحه ثم التفت إلى محبوبته أخيرا فهو يدرك انها تأذت من كل تلك الكلمات التي رماها في وجهها فجأة وكيف تحولت نبرة صوته معها التي لم تعهدها منذ أن كان ذلك الشخص المؤذي،التفت يطلب رؤيتها كي يهدأ لكنه تفاجأ بعدم وجودها هناك.
نظر للمكان ثم إلي والدته باستفهام ليقول:
أين هي أمي أين ذهبت؟لم أحس لخروجها
زفرت جافيدان بحنق وردت:
إلى جهنم وبئس المصير وما شأني أنا بها فلتذهب أين شاءت ألا يكفي ما نحن به حتى تنسحب دون إذن؟
أحكم قبضته وشد على يده حتى أن أصابعه تركت علامة في كف يده يحاول كبت غضبه أمام أخته يردد:

لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم صبرا جميلا والله المستعان فقط صبرا جميلا والله المستعان ثم رمق والدته بطرف عينه غاضبا ليخرج سريعا من الغرفة ويقفل الباب خلفه بقوة حتى اهتزت والدته في مكانها لكن سونا بمكانها هادئة وكأنها في عالم مواز لا تسمع حولها شيء.
لف أمير بكامل الرواق باحثا عنها هنا وهناك لكن لا أثر لها فوقف قليلا مكانه وأخرج زفرة قوية ليردد بين شفتيه:

أين انت عشق أين ذهبت اف ليس وقت اختفائك الآن؟

ثم أكمل بحثه عنها في أروقة المشفى الأخرى لكن لا أثر لها أيضا فوقف مكانه بعد لحظات يفكر بالكلام الذي تلفظ به وبردة فعلها ليتحرك بعدها لحديقة المشفى قائلا:
هي هناك لا محالة لا يمكن أن تكون قد عادت للقصر دون إخباري لكنه حين دلف الحديقة باحثا عنها لم تكن هناك أيضا.
وقف ينظر لحظات ثم زفر قائلا:
أين أنت؟ما أعندك عشق ما أعندك! ثم حمل هاتفه واتصل بها لكن لم تجب أيضا على اتصاله فأقفل اقفل الخط وهو لا يزال ينظر للهاتف ليردد:

اف رغم انك مذنبة وتدركين ذلك لكنك تختفين كعادتك لا أعرف كيف كنت تفكرين حين افتعلت فعلتك تلك رغم معرفتك بكل شيء تعمدت فعلها.

في مكان آخر وفي نفس الزمن كانت عشق عند الساحل جالسة بمفردها تتأمل البحر،لقد هربت إليه تطلب أن يريحها رغم أنها لم تفضفض له بعد ولم ترم له همومها إلا أنها وجدت شيء من الراحة هناك فعلا،هي لا تشاهد البحر أمامها هي تشاهد نفسها انهياراتها انكسارها وخذلانها الذي عاشت قبلا،هي تنظر الآن لتلك التي بكت أرضا واستغاثت ونزفت وصرخت ولم يسمعها أحد لكنها لم تضعف قط ولم تهن قط بل صبرت على ابتلائها نعم هي تتذكر كل ذلك الحزن وتقارنه بانهيار سونا،هي تشاهد نفسها كيف كانت تقع وتقف وتقع وتقف حتى انتصرت في الأخير وفازت بقلب الوحش وحولته لأمير ذا القلب الطيب عشقها السرمدي وتشاهد سونا التي أبت أن تواجه خوفها واختارت الطريق الذي ظنته سهلا وأن الهروب والعزلة والانطواء هو الحل.

كانت جالسة لوحدها صامتة مكسورة الخاطرة تتذكر نظرات عتابه لها التي يتخللها الغضب وحديث حماتها الموجع التي لا تترك فرصة الا وتهينها بها.

مرت الأربع ساعات على خير،اتصل خلالها أمير بها أكثر من مرة لكن لا تجيب وقد تركته بحيرته ما جعله يتصل بالقصر اكثر من مرة يسأل أن كانت عادت أو لا لكن بكل مرة يجيبونه انها لم تعد بعد.
انشطر فكره لنصفين جزء مع شقيقته وجزء مع ريحان المختفية.

استقرت حالة سونا ليقرروا إعادتها للبيت اخيرا.
دخلوا القصر وقد كان الكل هناك في الإنتظار عداها هي،كانت جافيدان كل حين ترميه بكلمات قاسية لاختفائها المفاجئ لكن هو فضل الصمت على الرد فإن تحدث سيقول كلاما قاسيا يؤذي الجميع.
نقل امير سونا لغرفتها لترتاح وقام بتغطيتها ثم خرج من الغرفة وتوجه لغرفته متجنبا الحديث مع والديه.
بقي هناك برهة يروح ويجيء وهو يحاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مقفولا اتصل واتصل ليشتد غضبه فجأة ويقوم برمي هاتفه أرضا وهو يصرخ:
أين انت الآن اين؟ ياربي اتمنى أن لا مكروه قد أصابها فقط، ماكان يجب أن اتركها تذهب ماكان يجب أن افعل اف اف.

حمل بعدها جاكيته وخرج غاضبا من القصر مقررا البحث عنها في الشوارع عله يجدها فقد طال غيابها دون مبرر لكن ما ان ركب سيارته حتى لمحها في الحديقة الخلفية للقصر جالسة هناك ورغم غضبه عليها إلا انه ارتاح لرؤيتها وهدأ روعه اخيرا بعد أن تملكه الخوف لاختفائها.

تقدم ناحيتها بغضبه كانت مقلتاها متورمة من شدة البكاء للحظة ما رق قلبه لحالها لكن تمالك نفسه ليصرخ بوجهها وهو يقف أمامها مباشرة:
ماهذه التصرفات عشق ما نيتك من ما فعلت؟ فعلت فعلتك وجمعته بها ولم تكتف بذلك لتختفي بعدها لأربع ساعات هكذا دون أن تكترثي بأن هناك شخص احمق خائف عليك كالمجنون ما هذا الاستهتار عشق؟ اجيبي
لكنها كانت تنظر إليه بعينين متسعتين الى شحنة الغضب التي تتطاير من عينيه للحظة كانت ملامح أمير القديم امامها للحظة احست أنه وقت العقاب كما اعتاد أن يفعل بها،كانت ستتحدث لكن لم تستطع لجم لسانها دقائق معدودات لم تستوعب أنه يصرخ بوجهها بكل تلك الطاقة هي أخطأت لكن ليس لدرجة أن يعود لوحشيته القديمة لكنها تمكنت من الرجوع عن احساسها الصعب ذاك وتستجمع قوتها لترد بين دموعها التي سابقا كلماتها: 
لم اقصد كل هدفي كان مساعدتها فرد امير بغضب أكثر وصوت مرتفع:
وما شأنك انت كي تساعديها؟
صعقت ريحان من كلماته تلك التي ضربت وجهها كالريح العاصف البارد فآخر ما كانت تتوقعه أن يعتبرها أمير غريبة عن اخته ليأكد بتلك الكلمات الموجعة انها فعلا دخيلة رغم أنها تحمل اسم العائلة، تمعنت النظر إليه علها تستفيق من حلمها ذاك لكنه لم يكن حلما تلك الكلمات كانت حقيقة هو قالها:
وما شأنك انت كي تساعديها الم تفكري للحظة أنه يمكن أن يؤذيها اجيبي لم انت صامتة؟
ردت بتثاقل صعب صعوبة كلماته على عقلها لتقول:
إنها أختي ايضا ليرد أمير بسخرية من فرط غضبه:
لو كانت كذلك كما تدعين لما فعلت بها ما فعلت؟
صرخت به حينها لتقول:
ما قصدك؟ ليرد هو سريعا محذرا إياها وكأنها فعلا غريبة لا عشق عشقه:
اسمعي انتظر منك تفسيرا والآن أخبريني كيف وصل اليك بهذه السهولة وايضا لم لم تخبريني بانك ستفعلين خطوة كهذه ها؟
ريحان بارتباك:
لم تكن لتوافق.
امير ومازال على غضبه:
لنفترض انها ماتت لا سمح الله اسيكون ضميرك مرتاحا لحظتها؟
ريحان بغضب يعادل غضبه:
ماذا تهذي انت؟ليس لهذه الدرجة أمير كان كل هدفي أن تواجه مخاوفها اتذكر المقال الذي قرأناه منذ ايام هذا كل ما في الأمر فرد هو قائلا:
يعني انت قصدت سؤالي ذلك السؤال كي تقرري جمعهما؟
ردت هنا ريحان بتأكيد علي سؤاله:
وأنت أجبت بأنه يجب أن نواجه مخاوفنا.

أمير في محاولة للتهرب:

ليس في موضوع سونا هي بالنسبة لي خط احمر وانا عاهدت الله بأن احميها من كل سوء مادام في نفس وانت ألم تفكري للحظة بأنه يمكن أن يؤذيها؟اخخخ لحد اللحظة لا أستوعب ماحدث.
ريحان بتصميم علي موقفها:
أنا متأكدة أنه لن يفعل؟ فرد امير بغضب اكثر وعاد لهيجانه مجددا ونبرته الحادة التي بثت شيء من الخوف داخلها:
كيف وصل اليك اخبريني؟ لترد دون النظر في عينيه:
اتصل بي منذ أيام.
ابتسم أمير بسخرية ليقول:
ههه انت تمزحين صحيح؟
علت أصواتهم ماجعل كل من بالقصر يقف مراقبا من بعيد فانتبهت ريحان لتلك العيون التي تحدق بهم فنظر إليه وتحدثت برجاء قائلتا:
لطفا أمير فكر بأختك لا بثأرك لقد اتى مسالما وهو يستحق فرصة صدقني لا علاج لسونا غيره أنسيت كيف كنا وكيف اصبحنا؟ نحن داوينا جراح بعضنا البعض وكذلك هما،اسمع أنه يستحق فرصة صدقني.

قام من مكانه غضبا ليصرخ بها مرة أخرى قائلا:

اي فرصة يستحق اي فرصة لا تتصرفي بغباء وسذاجة لمجرد أنه طلب منك لقاء سونا إنه إنسان حقير لقد لقد اغتصبها افهمي لقد فعلها بضمير مرتاح،فتاة بعمر الزهور ترمي نفسها من مرتفع عال وينكسر حوضها وتجلس على كرسي بارد كالموت بسببه وتقولين فرصة؟ اكاد لا اعرفك عشق.

يالها من كلمات موجعة ضرب بها فؤادها ولازال يضرب ويضرب دون رحمة فكانت تنظر صامتة تستوعب اكثر لكنها ما استطاعت تمالك نفسها لترد على كلماته بكلمات مميتة وتقول:
أنت ايضا كنت مثله ولربما اسوء وأخذت فرصتك يعني لا تحكم عليه وانت نسخة منه ايضا.

لحظتها رصاصات قاتلة ضربت قلبه مباشرة ولم تخطئ الاصابة بل كانت دقيقة ومتتالية الواحدة تلو الأخرى لتجعله ينزف دون دماء.
يالها من كلمات موجعة أعادت في ثوان على خاطره أمير العاصي أمير السكير، أمير الوحش، أمير الضال، أمير الذي لا يصوم ولا يصلي، أمير الذي يجاهر بالمعصية ليل نهار، امير الذي آذاها وآذاها والذي تاكد بكلماتها انها فعلا لن تغفر له ما صنع بها ولو بعد مليون سنة.

يقف على شرفة تلك الأيام ، يرتشف مرارتها رشفة رشفة، 
يتأملها بصمت هادئء لكنه موجع، لم لم تودِ به في وقتها؟ لم تركته حتى الآن وسلت سيفها تريد أن تضفر به ضحية من ضحاياها الكثر؟

الفصل التاسع والعشرين من هنا

 

تعليقات



×