![]() |
رواية ضراوة العشق الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم دهب عطيه🦋 البارت الثامن و العشرون🦋 بعد ما يقارب من الاسبوعين... طرق على الباب برفق مُنتظر ان تسمح له اخته الصغيرة بدخول وبالفعل سمحت له فلج لداخل وهو يبتسم لها بحنان.... "ممكن أخد من وقتك دقايق يابشمنهدسة....." توسعت ابتسامة هند وهي تقترب منه وعانقته قائلة... "دقايق بس انتَ الوقت كله بتاعك أصلا..... عامل إيه أخيرا دخلت اوضتي... امته اخر مرة دخلت هنا تشوفني...." حك في جبهته وهو يفكر بحرج من تقصيره معها تلك الشهور وتجاهله لها في وجودها في بعض الأوقات... لطالما كانت هند فتاته المدللة وحبيبته وصديقته منذ الصغر... لكن منذ ان عاد الى مصر والامور اختلفت بينهم اصبحت (وعد) تاخذ الحائز الأكبر من الإهتمام والتفكير والحب وقد أهمل شقيقته وهي لم تشتكي ولم تعاتبه لكن عينيها البنية تحكي ما تخفيه بداخلها.... مرر يدها على شعرها البني القصير وهو يقول بحرج.... "انا عارف اني قصرت معاكي الفترة اللي فاتت دي كلها.... بس انتي عارفة الشغل ووعد وحملها و...." بترت هند جملته بصوتٍ مقاطع... "انتَ بتقول أي ياعمرو... تفتكر انا هزعل يعني عشان انت مع مراتك..... اكيد لا... من حقك تعيش ياحبيبي وتحب وتجوز وتبقى اب ومهم بعدت عني عمري ما هشتكي ولا هزعل طول ما انا شيفاك مبسوط...." داعب شعرها وهو يقول بمزاح... "اي العقل دا ياهنود.... كبرتي وبقيت انا اللي بتعلم منك....." رفعت حاجبها الأيمن وهي تسأله باستفهام... "تتعلم مني إزاي بقه....." ابعد يده عن شعرها وهو يقول بهدوء.... "يعني فاكره أيام ماكنتي في اولى ثانوية... فاكره العريس اللي اتقدملك وقتها...." ضحكت هند بقوة وهي تقول.... "حرام عليك بتفكرني بي ليه... دانت وقعتله صف سنانه كله......" اكمل عمرو... "وقتها كنت غيران عليكي معقول في حد هياخد بنتي مني وكان عندي حجه وقتها قدام ابوكي.... بنتك لسه صغيرة دي لسه اول ثانوي....." هزت هند راسها وهي تتذكر اكثر.... "كده كدا محدش في البيت كان موافق حتى انا... بس انت دمك غلي ساعتها ومقدرتش ترفض الراجل بلسانك روحت اديته بوكس وقع صف سنانه....." رد عليه بدفاع عن نفسه... "ماهو غظني جاي يطلب عيله عندها ستاشر سنة...." نظر لها قليلاً وهي تبتسم بسعادة لاهتمام وحب وغيرة اخيها عليها...... تنهد عمرو وهو ينظر ملياً لصغيرته التي كبرت وأصبحت أميره جميلة تنتظر ذلك الفارس الذي سياخذها على جواده الأبيض ويبتعد بها عنه..... تابع حديثه بنبرة حزينة بها بعد الغيرة.... "بس العيله كبرت وبقت عروسه زي القمر.... وجالها عريس.........." تلاشت بسمة هند واحمر وجهها بتدريج وهي تقول بصوت بات متحشرج.... "عريس.... عريس مين....." نظر لها عمرو والى خجلها وترددها الواضح فقال وعيناه ثاقبة عليها.... "دايما متعودين مع بعض على الصراحه ياهند... معقول بعدتي عني لدرجادي....." اسلبت هند عينيها بحرج وشعرت انها على وشك البكاء الان أمامه.... نظر لها عمرو لبرهة قبل ان يقول بصوتٍ جاد... "متنزليش عينك وانا بكلمك ياهند.... ارفعي عينك وصرحيني.... انتي تعرفي حاتم سلامه ده من امته وبلاش تساليني مين ده...... عشان محسش اني فعلاً بقيت غريب عنك....." نزلت دموعها وهي ترفع عينيها عليه... اغمض عينيه بجزع ثم فتحهم وهو يقترب منها قليلاً مسح دموعها وهو يربت على كتفها.... "بتعيطي لي ياهند.... انا قولت حاجه زعلتك... يعني مش من حقي اعرف اللي بيحصل من ورا ضهري معاكي... مش من حقي اكون مكان ابوكي وامك في الوقت ده..." خرجت شهقت البكاء وهي تقول بحرج اكبر.... "متقولش كده ياعمرو انتَ عارف ان من ساعات مابابا وماما ماتو وانت بقيت كل حاجه ليه...." عقب على حديثها بعتاب.... "مش بالكلام ياهند بالفعل... كان المفروض يكون في بينا صراحه اكتر من كده...." حدجت به بحرج... "مفيش حاجه حصلت بينا ياعمرو...." "انتي مجنونه ياهند.... انتي عندك شك اني مش بثق فيكي...... دا انا بثق فيكي اكتر ما بثق في نفسي.... دانا سبتك وسفرت سنتين بحالهم كنت واثق اني مش سايب أختي انا سايب سند اتسند عليه سند يغطيني مش يعريني..... انا مش بعتب عشان اللي جه في دماغك انا واثق فيكي كويس اوي... العتاب اننا مكناش صحاب في الجد... صحاب في الهلس وضحك بس مش الصحاب اللي يحله مشاكل بعض ولا اللي ياخده رأي بعض في حآجه تخص حياتهم...." صمت قليلاً وهو يقول بهدوء... "انا عارف ان ليكي صحاب بنات كتير واي واحده فيهم هترتاحي معها اكتر ما هترتاحي بكلام معايا.. عارف ومقدر لانهم بنات زيك..... بس انا كمان اخوكي ياهند وطول عمرنا سند وستر على بعض... كان ممكن تيجي تحكيلي او حتى تلمحي وانا هفهم ومش هحرجك بس اطمن عليكي...... هقولك تاني اني واثق فيكي.... بس مش واثق في اللي حوليكي... وممكن اي حد من صاحبك ينصحك نصيحه على قد عقله وخبرته وسنه..... عشان كده لازم تيجي للي يديكي الخلاصه مش اللي يمشي ورا عواطفه زيك...." عضت على شفتيها وهي تحاول إيجاد الكلمة المناسبة للمواقف ولكنها لم تجد إلا الإعتذار... "انا آسفة...." "انتي معملتيش حاجه غلط عشان تتأسفي.... ولا حتى حاتم عمل حآجه غلط.... الراجل اتصل بيا وطلب إيدك.... وكل اللي قولته ده كان عتاب مش اكتر.... لاني اتفجات بطلبه ليكي وثقة اللي بيتكلم بيها معايا وكانكم متفقين مع بعض وانا اخر من يعلم...." نظر لها بجدية مُنتظر ردها..... بللت شفتيها وهي تلعن هذا الغبي في عقلها فهو من تسبب لها بهذا الموقف مع اخيها الكبير..... "كل الموضوع ياعمرو انه شفني في المستشفى مع وعد ساعة تسجيل المحضر..وبعديها بفترة لقيته بيرن عليا ومصمم يجي يتقدم وانا كنت رفضه في الأول بس بعد كده وفقت وكان حاتم ناوي يكلمك في اقرب وقت بس سفرك فجأة هو اللي منعه والفترة اللي غبتها كنا بنتكلم.....بس....بس يعني بيطمن عليه مش اكتر....." سألها بنبرة ثاقبة... "اتقبلته قبل كده....." "مرة......" نظر لها بشك.... "هند....." بلعت ريقها بخوف.... "تلات مرات وكلهم في كفتريا الـ**** وصدقني مكناش بنكمل ساعة ونمشي على طول....." ظل صامت لبرهة وعيناه تخترق صمتها وارتبكها....تكلمت هند بحزن.... "لو مش موافق على حاتم مفيش مشكلة...انا مش هزعل ولا هيعط حتى....المهم متزعلش انتَ...." نظر لها بجدية... "مش هتعيطي لو رفضته؟...." طاطاة براسها للأسفل وهي تقول بنبرة نشيج... "اللي تشوفه ياعمرو...." سألها باستفهام... "ورايك انتي ...." فرقت في يداها وهي تقول بضعف.... "الرأي رايك....اللي تشوفه صح اعمله...." "كويس....." نهض من مكانه وهو يلفظ تلك الكلمة بقسوة.... رفعت رأسها على ظهره وهو يسير خارجاً من الغرفة سألته بصوتٍ مهزوز..... "انت فعلاً هترفضه....." استدار لها وهو يقول ببرود.. "انتي مش قولتيلي اللي تشوفه ياعمرو.... انا شايف إنك لسه صغيرة على الكلام ده.... امسحي رقمه من عندك.... واياكي ياهند تتوصلي معاه من وراي .. مش هسامح المرادي....." خرج من الغرفة واغلق الباب.... نظرت له بصدمة ولاول مرة ترى اخاها قاسي متبلد المشاعر هكذا معها.....القت نفسها على الفراش وهي تبكي بقوة صدح هاتفها في هذا الوقت وكان رقم (حاتم) مسكت الهاتف تنظر لها لبرهة بحزن ثم تعالت شهقتها وهي تغلقه كلياً ثم عادت الى فراشها تبكي..... ______________________________________ نزل على سلالم القصر وهو يرفع هاتفه مجري اتصال بحاتم فتح الخط فقال.... "بص انا عايزك في حاجه مهمه....بس مش عايزك تقطعني....." دخل الى مكتب القصر وبدأ بالحديث عبر الهاتف فيما يقارب النصف ساعة ثم اغلق الهاتف وبدأ يجري عدة مكالمات عامة لتحضير حفلة كبيرة في قصر الاباصيري ستقام بعد اسبوعين من الآن..... حوالي ساعتين مرت عليه وهو يتحدث لهذا ويغلق مع ذاك...وفي آخر مكالمة وجد من يقتحم عليه المكتب بوجهاً مكفهر برغم من جماله...مكفهر وغاضب لابعد حد..... وجد وعد تغلق الباب وتقترب منه وهي ترتدي بنطال جينز ابيض وكنزة زرقاء اللون تصل لمنتصف خصرها تاركه شعرها ينساب على ظهرها و وجهها يشع بجمال بزينة خفيفة ..... تنهد وهو يرى هالة الفتنة المحيطه بها...ثم قبل ان يغلق الهاتف ليتفرغ لها قال للمتصلة.... "تمام يابسنت شوية كده وهكلمك تاني..." عقدت حاجبيها ونسيت غضبها الأول منه وحل مكانه غضب الغيرة وهي تسأله بنبرة جامدة.... "مين دي بقه ان شاء الله... اللي كُنت بتكلمه؟...." "واحده....في اي مالك....." تغاضت عن سواله وهي تقف امام مكتبه... "واحده مين بظبط....ممكن افهم...." رد عمرو بلا مبالاة "مش لازم تفهمي اهي واحده وخلاص...." خبطت على سطح المكتب بعصبية مفرطة.... "يعني اي مش لازم افهم...انت شايفني كيس جوافه قدامك...." لم يتحرك من مكانه بل ظل ينظر لها والى المكان الذي خبطته بقوة...ثم قال بنفاذ صبر جاف.... "انتي مش شايفه ان الاسبوعين اللي فاته دول مزودها في العصبية والزعيق عليه....وانا بديكي عذرك بدل المرة الف بس عشان حملك و موضوع الهرمونات دي بس انا مش بعرف اصبر كتير وبذات على الزعيق وتشويح وانتي عارفه كده كويس......" بلعت ريقها وهي ترى نظراته الثاقبة المحذرة لها... تكلمت باصرار برغم من حرب النظرات بينهم.... "ممكن اعرف كنت بتكلم مين...." "مصممة حفلات ارتحتي....." نظرت له باستفهام عاقدة الحاجبين... "حفلات؟....انتَ هتعمل حفلة هنا...." هز رأسه بايجاب... سالته باستفهام اكبر.... "بمناسبة اي الحفلة....." "بمناسبة نجاح الشركة وبمناسبة العرض الكبير اللي كسبناه مع شركة*** لازم نحتفل مش كده....." القت عليه نظرة استغراب وعلقت.... "محصلتش خالص من ايام جدك اننا نعمل حفلة عشان صفقة ولا نجاح في شغل....ليه هتعمل كده دلوقتي....." مط شفتيه ببساطة... "عادي وجود الحفله مهم هنعمل علاقات اكتر مع ناس اكبر...." برمت شفتيها وردت عليه بنزق... "بقيت عملي اوي الفترة دي ومش بتفكر غير في شغلك....انا مش فاهمه ازاي هتعمل حفلة واختك منهارة كده فوق....ازاي ترفض حاتم عيبه اي يعني...." هدر امامها فجأه بعنف.... "انتي مالك ومال زفت وبتنطقي اسمه ليه أصلا..."نهض من مكانه ووقف امامها وتابع بحنق.... "ااه فهمت انتي جايه لحد هنا وقلب الوش عليه عشان خاطر صاحبتك....." رفعت سبابتها امام وجهه بحدة... "صاحبتي دي تبقى اختك على فكرة....." مالى اكثر عليها ولفح وجهها بانفاسة الساخنة غضب وصاح بتحذير.... "نزلي ايدك عشان مكسرهاش ياوعد انا صبري نفذ معاكي خلاص....." انزلت سبابتها بخوف...سمعته يقول ببرود... "جايه ليه هنا....عشان هند؟... " رفعت عينيها وهي تدافع عن صديقتها... "ايوا عشان هند......انت ازاي تكسر خاطرها بشكل ده...حرام عليك ياعمرو دي مموت نفسها من العياط...." "العياط مبيموتش حد متخفيش...."ابتعد عنها وهو يمسك علبة السجائر ليشعل واحده....نظرت وعد من خلف ظهره وهي تقول بدهشة... "انت لي بتعمل كده ياعمرو...اي لازمته العقاب ده...حاتـ....." "وعد انا قولت إيه...." زفرت بضيق وهي تحاول التحدث بدون لفظ اسمه فزوجها يغار غيرة حمقاء مثله للأسف..... "انا قصدي ان لو يعني مش كويس عمره ما هيكلمك عشان يتقدملها.... اكيد مش بيلعب بيها وغرضه شريف....." اخرج رمادي الدخان وهو يقول بملل.... "وبعدين....." صاحت باستهجان... "وبعدين إيه هو انا بحكيلك حدوته.....انت بتعمل كده ليه فيها....حرام عليك متبقاش اناني سبها تحب وترتبط وتجوز وتكون ام كمان....من حقها زي ما من حقك انتَ كمان....." رد ببرود وهو يثفت سجارته... "هي قلتلي اعمل اللي انتَ شايفه...." قالت وعد من خلف ظهره بحزن... "قالتلك كده عشان واثقه انك مش هتكسر بقلبها..." رد سريعاً عليها... "وانا مستحيل اكسر بقلبها وهي عارفه كده كويس...." سألته وعد بحيرة "إزاي مش هتكسر بقلبها وانتَ رفضت الشخص اللي متقدملها وكمان منعتها تكلمه....." استدار لها وقال بفظاظة... "ممكن ياوعد تخليكي في حالك وتسبيني انا واختي نتصافى مع بعض....." فغرت شفتيها ونظرت له بدهشة وشعرت انه القى عليها دلو من الماء الساخن...كان ساخن سخونية احرقت جسدها أمامه وشعرت انها ستئن بالوجع الآن.... اسلبت عينيها ثم رفعتهم إليه بعتاب حزين... "عندك حق واضح اني الغريبة اللي في وسطكم...." كانت ستسدير لترحل....ولكنها وجدته يطبق على يدها في لمح البصر وهو يقول.... "استني هنا راحه فين...." رفعت عينيها الغائرة نحوه... "طلعه اوضتي....." ترك ذراعها وهو يسالها بهدوء... "خدتي علاجك...." "أيوا من بدري....." احاط بيده خصرها العاري وهو يقول... "طب تعالي قعدي معايا شوية...." حاولت ابعاد يده وهي تقول بحزن... "مش عايزه انا طلعه اوضتي...." برم شفتيه بضيق من نفسه وهو يقول بحرج.... "خلاص ياوعد...مش قصدي المعنى اللي وصلك...بس انتي بتضغطي عليا بكلامك.....ومش مقدرة اللي انا فيه...." "اي اللي انت فيه...انا اختك كبرت وهتجوز واحد بتحبه..... اي الجريمة اللي عملتها.. " رد عليها بضيق... "انا مقولتش انها عملت جريمة بس كلامها معاه في تلفون وخرجهم من ورايا مش مسامح فيه...." ردت وعد عليه بجزع... "هند متعدتش حدودها زي مانتَ ماعملت معايا قبل الجواز..." نظر لها وهو يسألها بضجر... "وانا عملت اي معاكي بقه قبل الجواز...." "اسأل نفسك عملت اي في المكتب يوم انذار الحريق...." رفع حاجبه وهو يعلق باستنكار.... "انذار الحريق اللي انتي شغلتيه صح...." برمت شفتيها وهي تنظر لناحية الأخرى بضيق... نظر لها قليلاً قبل ان يبرر لنفسه... "وضعنا انا وانتي يختلف احنا...." قاطعته وعد بجدية "بلاش تبرر الغلط بغلط ياعمرو.....ربنا مش بياعقب حد بحد.....انت كنت وقتها بتحبني واول ماجتلك الفرصة انك تجوزني عملت كده....اختك كمان جتلها الفرصة انها ترتبط بشخص بتحبه حتى لو البداية مش عجباك كفاية ان في نهاية طلبها لجواز وكلمك....لا هو غلط ولا هي غلطت....بلاش تقف قدام سعادتهم......عشان خاطري...." تنهد باختناق وهو يحدج بها لبرهة قبل ان يسالها بإستياء.... "بقيت انا شرير الحكاية مش كده....." ردت بنفس طريقته لكن بحنان انثوي... "آآه...بس شرير زي القمر ولولا وجوده في الحكاية كانت بوخت وناس ملت منها بسرعة...." مالى على راسها وهو يطوف يعينيها على وجهها الجميل.... "عايز اي ياوعد......" ردت عليه بترجي... "بلاش تكسر بقلبها....." "وانا قولتلك اني مش هكسر قلبها وهي عارفة كده كويس.....وعياطها دا كله مش عشان رفضي لحاتم عياطها عشان زعلي منها...." صاحت بدهشة... "اي الغرور دا ياعمرو...." رد عليها بمصدقية مع نفسه أولاً... "مش غرور ياوعد....هند بنتي قبل ما تكون اختي انا اعرفها اكتر منك ومن نفسها كمان....." هتفت وعد بتوسل... "طب عشان خاطري فهمني انتَ اي اللي في دماغك بظبط......" ابتسم وهو يقبلها من وجنتها وجذبها اليه ثم اجلسها على سطح المكتب....وهو يقول بحنو.. "قعدي ارتاحي شوية انتي وقفه من بدري..." "ياعمرو فهمني....." قال بإستياء.... "لم يجي وقتها ياوعد....اقفلي على الموضوع بقه..." اسلبت عينيها وهي تترجم كلماته السابقة ونظراته الجادة وفي كل مرة تفشل عن اخراج معضلة من ثنايا تفكير هذا الحبيب..... وجدته يمسك القلم ويبدأ بوضع بعد الملاحظات... "مقولتليش.... الحفلة دي هتكون امته...." "كمان أسبوعين...."رد وعينيه على الورقة أمامه.... تنهدت وهي تضع يدها على بطنها تتحسسها بحنان وشرود...... رفع عمرو عينيه عليها وبدأ يتاملها للحظات ثم وجدها تعود بعينيها إليه.....تعمق اكثر بأطار عينيها الرمادية قبل ان يسالها بهدوء..... "في حاجه وجعاكي...." هزت راسها بنفي وهي عاقدة الحاجبين من سؤاله فهي لا تتالم ولا تشعر بشيء.... "لا.... بتسأل ليه؟....." "شايفك بتمشي ايدك على بطنك...افتكرتها وجعاكي..." ردت عليه بفطرة الامومة.... "لا مش وجعاني....بس انا بحب احسسه بوجودي.......زي مانا حسى بوجوده...." سألها بخفوت... "لسه متحركش صح...." هزت راسها بنفي وهي تقول... "لسه بدري.... الدكتورة بتقول ان هيبدأ يتحرك في سادس كده....." بلل شفتيه بتردد وهو يمد يده نحو بطنها وضعها عليها وهو ينظر نحوها عاقد حاجبيه....سالته بابتسامة رقيقة وعينيها تشع بسعادة... "بتعمل اي ياعمرو......" "عايز احسس بوجودي...." ابتسمت وعد اكثر وهي تقول.... "ممكن كمان تكلم معاه.....الدكتورة بتقولي انه بيحس بيها وبيسمع صوتي كمان...اكيد لو اتكلمت هيحس بيك ويسمع صوتك.....مانت بابي برضو ...."تحسست وعد بيدها لحيته بحب وحين مرت اصابعها على شفتيه قبلهم عمرو وهو ينظر لها بعشق.... تحسس بطنها وهو ينظر لها قائلاً..... "ايان كان انت ولد ولا بنت انا بحبك اوي ومستنيك بلهفة......نفسي اشيلك على ايدي وتكبر وانت فحضني عايز اعيش معاك كل لحظه.... من اول خطوة تمشيها ابقى جمبك سندك قبل ما تقع...واول كلمة تقولها اكون اول واحد يسمعها..... عايز افضل معاك لحد ما شيب وبدل ما تسند على عكاز اتسند عليك وابقى فخور بيك قدام اي حد....."رفع عينيه فوجد وعد تذرف دمعة على وجنتيها وهي تتأمل حديثه...رفع يده عن بطنها ومسك كف يدها وطبع قبلة رقيقة عليه وهو يتابع بحب..... "لازم تعرف انك غالي عندي مش عشان انت ابني وبس لا عشان اللي شيلاك جواها حبيبتي..عشان امك حب عمري.....والحلم اللي فضلت احلم بيه طول عمري...." نزلت دموعها اخرى تليه الاخرى أسرع وهي تلقي نفسها داخل احضانه بقوة.....ضمها اليه اكثر وهو يقول باستنكار... "كفاية عياط يامجنونة...في حد يعيط في وقت زي ده انتي اي بتعشقي النكد.....ياملكة السعادة... " لكزته في ظهره من الخلف.... "بطل تريقة......وعلى فكرة بقه انا بحبك...."انفحرت في البكاء أكثر..... رفع حاجبيه بدهشة وهو يقول بزهول.... "طب بتعيطي لي دلوقتي....." "مش عارفه....اهو لم بعيط برتاح...."ابعدت وجهها عنه وهي تلتقط علبة المناديل وتبدأ بمسح دموعها وانفها الأحمر....ابتسم على مزاجها المتقلب بسبب هرمونات الحمل وبدايته معها....قال بمزاح طفيف "تحب اعيط معاكي عشان ترتاحي اكتر....." كانت على وشك ان تنفجر في البكاء مرة اخرى وهي تقول.... "انت بتتريق عليا ياعمرو....بتتريق عليا...." رفع حاجبيه مطصنع الصدمة... "اخص عليكي ياوعد بتريق عليكي ازاي انا اقدر... تعالي تعالي عيطي في حضني...." رفعت ورقة المناديل امام وجهه " استنى ياعمرو امسح عيني...." سحبها لاحضانه وهو يقول.... "مش مشكلة ياحبيبي...... نفي في القميص....." لكزته بضيق وهي تقول بحرج.... "بطل قرف....." "بذمتك في مابينا الكلمة دي اصلاً...." ابتسمت بحرج وهي تدفن وجهها داخل عنقه.... "لا مفيش........." "يبقى خلاص اتعملي عادي وكانك قدام نفسك.........وحشني حضنك اوي بقالي قد إيه محضنتكيش... " توسعت بسمتها وهي تجيبه... "ساعتين....." "يااه كتير اوي....متجيبي بوسه...."دغدغ باسنانه عنقها فتأوهت بدلال وهي تقول... "بس ياعمرو....بطل عض....." تحسس بيده خصرها العاري نصفه من خلال تلك الكنزة ثم رفع يده لظهرها من فوق متحسس اكثر تلك البشرة الغضه الناعمة.... رفعت راسها عن احضانه وهي تغمض عينيها بضياع من تلك اللمسات الحانية.....لفظت اسمه بموجة من الضياع.... "عمرو....." رد عليها بهمهمات نشوة وهو يضع يده على راسها من الخلف مقربها منه اكثر.....اقتطف شفتيها بين خاصته متعمق بكل جزء بها بحنين وشوق غريب نحوها لا يبرد أبدا بينهم مهم اقترب بل انه يزيد اكثر كلما زاد عشقها الضعف داخل قلبه.... _____________________________________ بعد مرور عدة ايام..كانت وعد تجلس على الفراش تطلي اصابع قدميها بتناغم وهي تدندن كلمات اغنية غربية ..... وجدت عمرو يدخل عليها وبين يداه ثوب طويل تختبئ تفاصيلة تحت هذا الغطاء الأسود....اغلقت الهاتف ووضعت مابيدها وهي تقترب منه.... "اي دا ياعمرو....." "فستان ليكي عشان الحفلة...."رد عليها وهو يضعه على حافة الفراش وبدأ بحل ربطة عنقه وكذلك سترته...... تحسسته وعد من على الغطاء الأسود وهي تقول " لي تعبت نفسك وجبته... انا كده كدا كنت نزله انا وهند نشتري فساتين.... " بدا يحل أزرار قميصه وهو يقول... "متتعبوش نفسكم.... انا جبتلك وجبتلها هي كمان... بس فستانها حطيته ليها في اوضتها على ما ترجع من شغلها هتلقيه....." فتحت الغطاء عنه وهي تسأله باستفسار.... "انتوا لسه زعلانين...." رد عليها ببساطة وهو يخلع بنطالة..... "زعلانين... هنزعل من إيه.... مفيش زعل ولا حاجه..." توسعت عينيها بإنبهار وهي ترى فستان بني اللون لامع طويل ... ذو تفاصيل انيقة وشكل راقي باهظٍ... كان قد انهى ارتدى بنطالة القطني المريح ووقف عاري الصدر مكتف ذراعه وهو يتأمل جمال الدهشة والانبهار على وجهها الفاتن.... "عجبك....." صاحت وعد بعفوية... "بتهزر صح..... دا تحفه.... هو في كده بجد.... جبته منين ده...." رد ببساطة... "من بيت أزياء في بأريس...... وصية على فستانين بتفاصيل معينة....." فغرت شفتيها وهي تنظر له بدهشة ثم لثوب البني.... "بتهزر..... يعني دا ذوقك....." رد بصلف... "عندك شك ان مش ذوقي....." نظرت للفستان باعجاب يشع بعينيها... "لا بس تحفة ابهرتني بجد...." اقترب منها ثم طبع قبلة على قمة رأسها وهو يقول بحب.... "مبروك عليكي ياحبيبتي....." نظر لها وقال بفضول.. "طب ادخلي قيسي كده..... خليني اشوفه عليكي..." توسعت الإبتسامة بمراوغه على شفتيها... "لا.....هتشوفو عليا في الحفلة...." قال بنبرة جادة... "طب روحي قيسيه حتى عشان لو محتاج تظبيط..." احاطت عنقه بيداها الإثنين وهي تقول بدلال... "هو مش انت اللي موصي عليه بنفسك يبقى اكيد ادتهم المقاسات بظبط ولا إيه...." بلع ريقه وهو يقربها منه اكثر قائلاً بخبث... "مش بظبط اوي يعني....في حاجات ممكن تكون وقعت مني كدا ولا كده ..." ردت بصلابة رغم نعومتها... "اشك.....إنك نسيت حآجه.....المقاسات مظبوطه ومش هتشوف الفستان عليه غير يوم الحفلة..." مرر يداه على خصرها وهو يقول بعبث... "وان قولتلك اني عايزه اشوفه دلوقتي..." قالت بعناد... "هقولك لا بعد الحفلة...." "وعد...." "بعد الحفلة ياعمرو...." "مبلاش تتحديني....هلبسهولك بنفسي...." خافت من تلك النبرة الجادة خصوصاً انه في تلك الامور لا يتردد.... وقح.... نظرت له وهي تقول بارتياع.... "خلاص...غمض عينك عشان بتكسف....." ترك خصرها وعقد ساعديه امام صدره وهو يقول ببراءة مصطنعه .... "ماشي...بس بسرعة عشان ممكن افتحه في اي لحظه..." برمت شفتيها وهي تقول بصوتٍ خافت... "دا شيء متوقع يعني..." "بتقولي حاجه...." اتجهت ناحية الباب وهي تقول... "سلامتك......" فتح عينيه وهو يراها تفتح باب غرفتهم وحين استدارت ووجدته ينظر لها صرخت بقوة وهي تخرج مغلقة الباب خلفها.... خبطت في امها في طريق سيرها... فقالت والدتها باستفسار... "حسبي ياوعد بصي قدامك... بتجري كده ليه...." "مفيش ياماما...مفيش حآجه...." نظرت خلفها وهي تجد باب غرفتها يفتح ويطل منه عمرو منادي عليها.... توسعت عينيها بارتياع وهي تجده يقف عند الباب عاري الصدر ينظر لها بحنق وغضب مستديم ولفظ اسمها للمرة الاخيرة بنفاذ صبر... هتفت نادية بتعنيف لابنتها.... "روحي شوفي جوزك عايز إيه...وبطلي جري عشان حملك.....اعقلي شوية كلها كام شهر وتبقي أم....." مطت شفتيها بحنق وهي تجد والدتها تنظر لها بصلابة منتظرة دخولها لغرفتها....زفرت بضيق وهي تستدير لتذهب إليه حينها نزلت امها على الدرج...... وقفت امام اعتاب الغرفة فوجدته يمسكها من ملابسها من الخلف..... نظرت له بدهشة وهو يغلق الباب وممسك بها نفس ذات المسكة المهينة وكانها (حرامي غسيل).... "اي المسكه دي ياعمرو سبني...." "اسيبك بعد اللي عملتيه....بتضحكي عليا انا..."كان يهزها بين يداه.... "الله سبني ياعمرو....اي الهزار الغلس ده...." "هزاري انا غلس وهزار حضرتك كان إيه......ميه بسكر..." زفرت بغضب... "أوف بقه......سبني ياعمرو....." "لا...." عضت على شفتيها وهي تغمض عينيها مدعيه التعب.. "آآه بطني...مش قدره...." تركها وهو يقول بلهفة... "مالك ياوعد.......اي اللي وجعك...." لكزته في ذراعه وهي تقول بحدة... "حد يمسك مراته المسكه دي.....أصلا في انثى بتتعامل بشكل ده....اعمل فيكي إيه بس.... اعمل إيه... " كادت ان تذهب من أمامه وكأنه هو المذنب ليس هي..مجرد الافلات من العقاب بعد خروجها الطفولي وعبثها معه......مسكها من يدها وهو يقول... "تعالي هنا راح فين.......هما خدوهم بصوت ليغلبوكم..... هتقيسي الفستان ده ولا مش هتقسيه... " ردت بصوتٍ جامد..... "مش هقيسه ياعمرو.... هتعمل اي يعني...." "ولا حاجه.... ولا حاجه... ولاحاجه خالص... "رفعها في الهواء والقى بها على الفراش برفق وهو فوقها... " انت هتعمل إيه.... " قال ببراءة... "قلة ادب....." كتمت ضحكاتها وهي تقول بحدة... "سبني ياعمرو...." ابتعد عنها قليلاً وهو يقول ببساطة... "قومي ياوعد انا مسكك...." نظرت له بدهشة وهي تقول بذهول... "هتسبني اقوم كدا عادي...." "آآه بتسالي ليه....." احاطت عنقه بيداها وقربته منها بقوة فاصبح وجهه امام وجهها مباشرة... قالت بحنق امام عينيه... "انتَ بتستهبل صح...." ابتسم بعبث وهو يقول بوقاحة... "اي ده انتي بتفكري في نفس اللي بفكر فيه..." زفرت بحنق وهي تقول بنفاذ صبر... "انتَ شايف إيه يعني..." هز راسه وهو يقول بأستياء... "شايف انك مجنونه.... والحمل مخليكي كل شوية في مود شكل...." اسلبت عينيها ثم رفعتها عليه وهي تقول بعاطفة جامحة...."بحبك....." لم يرد عليها تلك المرة بل ترك افعالة واشواقه تسقيها من كلمات الحب والغرام.... ______________________________________ دخلت هند غرفتها فوجدت على فراشها فستان أنيق من اللون الفيروزي الفاتح بلمعة ساحرة كأن يصل طوله قبل الكاحل بقليل... بحملات عريضة عند الذراعين... ضيق من عند الصدر ومنفوش من بعد الخصر كفستان الاميرات.... وكان يتنافس جماله وشكله عن باقي الفساتين التي راتهم بحياتها كلها... وجدت ورقة بيضاء بجوار الفستان... مسكتها هند وقرات الجملة التي بداخلها.... (فستان الحفلة ياهند..... يارب يعجبك...) ابتسمت بحزن وهي تطبق على الورقة بيديها.... متذكرة انه من يوم خروجه من غرفتها لم يتحدث معها مع انه يمكث معها في نفس المكان.... ______________________________________ قد إقام عمرو حفلة انيقة جميلة الشكل باهظة التناسق والرقي في قلب القصر الكبير ....كانت تشع بالمدعوين..... والجميع على ملامحه علامات الانبهار والاعجاب من جمال وتأسيس هذا الحفل الرائع وبرغم من انه كان بين يدي مصممة متخصصة في تلك الحفلات إلا ان لمسة عمرو الفنيه وبعض الملاحظات منه كانت طاغية بقوة على المكان...... خطت هند خطواتها باتجاه سلم القصر.. نظرت امامها فكانت الحفلة قد بدأت منذ قليل وبعض المدعوين من صفوت المجتمع قد حضرو برفقة ازواجهم ذوات التفاخر العالٍ في الملابس والمجوهرات... وايضا الرقي في المعاملة المصطنعة... ليس كل من وصل لتلك المكانه سيء مصطنع فهي واحدة منهم ولكن إذا اتفقنا على شيءٍ واحد يجمعهم فهو رسمة البسمة الدبلوماسية التي تشبه لوحة مجمدة.... لا تعرف هل حقاً هذا الشخص سعيد ام انه يطصنع لاجل أعين المحيطين به.... اسلبت هند عينيها بحزن وهي تهبط ببطء واتزان على درج السلم بفستانها الأنيق شبية باميرة خرجت من كتاب حديث الطراز.... فستانها الفيروزي الفاتح ذو بريق جذاب.... شعرها البني القصير الذي يداعب عنقها ويخفيه باستحياء عن الاعين المحيطة بها... سمعت تصفيق حار من المدعوين من حولها، رفعت بنيتاها اللامعه بالحزن نحوهم لتأكد.... وجدت الهتفات والمباركات ترف عليها بل ان الصياح زاد حين تقدم اخيها منها برفقة حاتم الذي كان انيق اليوم بطريقة ملفته لعينيها..... رفعت عينيها على اخيها تسأله بحيرة.. وجدته يقترب منها ويقبل قمة رأسها وهو يقول بحنان... "مبروك ياحبيبتي...." عقدت هند حاجبيه بحيرة اكبر... "انا مش فاهمه حاجه....." "النهاردة خطوبتك.... حبيت اعملهالك مفاجأه..." أشار عمرو على حاتم الذي تقدم منها وجث على ركبته مقدم نفسه بطريقة رومانسية امام الجميع وهو يفتح علبة صغيرة تحتوي على خاتم الخطبة... "تقبلي تجوزيني ياهند....." اتسعت ابتسامة هند بسعادة وهي تنظر نحو اخيها وبدلاً من ان ترد على من جث على ركبتيه أمامها أرضاً لطلب يدها... القت نفسها بداخل احضان شقيقها بقوة وسط هتفات مستنكرة من البعض ووسط ضحك وتفهم عاطفي للبعض الآخر... ولكلاً منهم رايه الذي لن يأثر عليها فهي تحتاج الآن لعناق اخيها تريد ان تعتذر منه وتشكره من صميم قلبها على انه كان دوماً سبب فرحتها وضحكتها وكان نعم السند والأب والأم بجوارها..... نزلت دموعها وهي تعانقه بقوة.... "انا آسفه.... آسفه ياعمرو...." بدلها عمرو العناق وهو يدفن وجهه في كتفها....رد عليها بصوتٍ متحشرج.... وهو يربت على ظهرها بحنو.... "أسفه على إيه ياهند..... كان عندك شك ان كان ممكن يجي اليوم اللي اكسر فيها قلبك....قلب بنتي واختي الصغيرة......انتي تعرفي عني كده...." ابتعدت عنه ونظرت لعينيه وهي تقول بحزن... "عرفه انك متعملش كده..... بس زعلت لم بعدت عني الفترة دي.... يعني الشهور اللي قبل كده كنا بنشوف بعض بتطمن عليا بمكلمة تلفون.. لكن الايام اللي فاتت ان اتجهلتني اوي ياعمرو..... وانا مش متعوده منك على كده...." مسح دموعها بحنان اخوي وهو يقول... "عشان كُنت زعلان منك شوية... لي حق اخد على خاطري منك شوية صح....." "يعني لسه زعلان...." "لا ياحبيبتي.... مش زعلانه ولا في حاجه مضايقني منك... وانتي كمان متزعليش لو كُنت قاسي عليكي شوية...." إبتسمت له وهي تقول... "لا مش زعلانه ياعمرو.....انتَ كمان عندك حق في كل حاجه قولتها... " سمعت هند صوت حاتم من خلفها ثابت مكانه بنفس الجلسه التي من خلفها سببت له احراج لا يزال قائماً..... "يا هند ارجعي مكانك الله يرضى عليكي ارفضيني حتى بس بلاش تسبيني متشعلق كده... شكلي كوكيل نيابة بقه زي زفت قدام زميلي واهلي...." وضعت يدها على فمها تكتم ضحكتها بدهشة فهي لم تشعر بما سببته من خلفها كل تفكيرها في السابق كان موجه نحو اخيها وخصامه معها..... رفع عمرو حاجبه وهو ينظر لاخته باستفسار.... "بتفكري في إيه..... ناويه ترفضيه...." هتفت بسرعة.... "لا طبعاً...." اشار براسه نحو حاتم وعلق... "طب يلا روحيله...... شكله بقا وحش...." زم حاتم شفتيه باستنكار بعد ان سمعه... "لس واخد بالك يابو نسب.... كتر خيرك وللهِ..." البسها حاتم خاتم الخطبة وتم الخطوبة بشكل رسمي امام جميع المدعوين والصحافة المتكلفة بتغطية الخبر وتوثيقة..... ابتسم عمرو بسعادة لفرحة شقيقته ثم لاحت منه نظره على أول درجات السلم فوجد حبيبتها الفاتنة والمتالقة بثوبها البني الامع ، تقف على اول درجات السلم تتابع كل ما حدث بدهشة وسعادة لصديقتها.... صعد إليها بدون ان يلتفت لكم النظرات المحاطة به.... ومن بينهم عينان خضروان يشعان بالحقد والكره نحوهم ..... وقف عمرو امامها على احد درجات السلم ومسك كف يدها ورفعه لوجهه مقبله بحب.... ابتسمت وعد بنعومة وهي تنظر له بعاطفة جياشة إليه.... تأملها عمرو بعينيه لبرهة مدقق بكل تفصيلها من اول شعرها المنساب بنعومة على جهة واحدة... لثوبها البني الجميل... لحذائها العالي الانيق.....ورائحة عطرها آآه من هذا العطر الذي لم يستنشقه على أمرأه غيرها وكانه صنع لها واحدها يناسبها بضراوة تهلكه هو فقط... "طلعه زي القمر...." ابتسمت لها بجمال اكبر وهي تمد يداها وتهندم ربطة عنقه وعينيها تطوف على الحُلة التي يرتديها..... "وانتَ كمان طالع...... حلو اوي...." مالى عليها وقبلى وجنتها وهو يقول بصوتٍ حار رغم خفوته... "مش احلى منك ياحبيبي..." وضعت يدها على صدره وابعدته برفق يكاد المشاهد لهذا الموقف لا يلاحظ حركتها الضعيفه في ابعاده عنها بحرج.... "بس ياعمرو.... الناس بتبص علينا...." "واي يعني لم يبصه انتي مش مراتي...." قبلها من الناحيه الاخرى وهو ينظر لها بعشق طاغي في تلك الأعين البنية.... ثنى ذراعه الأيمن ورفع مرفقه قليلاً لها توسعت البسمة على وجهها وهي تعانق مرفقه بكفها الرقيق...هبط معها بتناغم على إدراج السُلم وكانه حفل زفافهم ليس خطبة شقيقته فكان الحائز الأكبر من الاهتمام والإعجاب وتناغم النظرات حول هذا الثنائي المتألق وكان الحفل خاص بهم هما.... عضت دارين على شفتيها بغيظ وهي ترى جمال هذا المشهد وكانهم خلقُ لبعض..... ضحكت نادية بحنان وهي تهمس لهند الواقفة بجوارها.... "طالعين زي القمر ياهند مش كده...." عقبت هند بمحبه وهي تتأملهم.... "ليقين اوي على بعض ياطنط....ربنا يحفظهم..." نظرت نادية لدارين الواقفة بجوارهم تكاد تموت غيظاً وهي تحدج بهم بغلٍ....قالت نادية بنبرة ذات معنى... "يارب يابنتي..... ويبعد عنهم العين الوحشة...." انتبهت لها هند فنظرت نحو دارين التي القت عليهم نظرة باردة وهي تبتعد عنهم....عقبت هند بعد ابتعادها..... "مش برتاحلها خالص اللي اسمها دارين دي...." زمت نادية شفتيها وهي تنظر نحو دارين من خلف ظهرها... "مين سمعك ولا انا.....ربنا يحفظهم ويحفظنا من شر المستخبي.... " بدأت وعد تسلم على بعض المدعوين ويدها تشتبك بمرفق عمرو كلما حاولت سحب يدها تجد كفه الآخر مثبت إياها بقوة.... "على فكرة شكلنا عبيط اوي واحنا بنسلم بشكل ده...سبني شويه انا مش ههرب...." "عارف انك مش هتهربي...بس انا مش حابك تغيبي عن عيني لحظه واحده...."نظر لها ببسمة عبث وعينه غمزة لها بخفة... تلك المرة اسندت راسها على كتفه براحة.... " بحبك ياعمرو...... " "وانا بموت فيك ياحبيب عمرو...."وضع قبله على رأسها بحب.... اتت عليهم دارين تنظر لوعد شزراً...ثم تنحنحت وهي تقف امامهم بفستان ازرق قصير جداً.... ومفتوح من عند الصدر والظهر بدرجة مستفزة.....قالت بنعومة... "عمرو ممكن ثواني....في حد هنا عيزك...." رفعت وعد راسها لتتابع ملابس دارين بامتعاض ثم وجدت عمرو يبتعد عنها برفق وهو يقول... "شوية ورجعلك ياوعد....." اشار على الرجل الذي ينتظره خلف دارين... "الرجل دا في بينا وبينه شغل مهم.... ومحتاج اتكلم معها في كذا حاجه كده تخص الإعلانات الجاية..." هزت وعد راسها بتفهم وهي تراه يبتعد بعدها... ظلت دارين ترمق وعد بإزدراء ثم تكلمت بصلف عالي... " مبروك على الحمل يا... ياوعد....كل يوم بتثبتيلي انك مش سهله أبداً.... وان الغباء الحقيقي اني استهون بذكائك........ وهشام .... " توترت ملامح وعد وهي تنظر لها متأهبه للقادم.... ثم تابعت دارين بمكر... "وهشام حقيقي خسر خسارة كبيرة لم طلقك...." ردت وعد عليها بغضب... "هشام مطلقنيش انا اللي طلبت الطلاق... وياريت بلاش تفتحي الموضوع ده تاني... لان لو عمرو عرف هـ....." قاطعتها دارين بصلف.... "براحه يامدام وعد عليا...احنا بندردش سوا....مش محتاجه الدردشة تهديد منك...على العموم سوري وعن إذنك بقه عشان عندي شغل مع جوزك....." احمر وجه وعد بغضب وهي تنظر لابتعادها بحنق رفع عمرو عينيه عليها في تلك الاوقات فوجدها بتلك الحالة الغريبة وكانها على وشك الانفجار.. حين اتت عينا وعد عليه من بعيد هز راسه لها مشير بعينيه عنها بتسائل وقلق.... هزت رأسها إليه بنفي وهي تحاول الرجوع لعهدها السابق.. ابتسمت بصعوبة نحوه ولكن عنوة عنها رات دارين تقترب منه وتقف بجواره فاحتدت عينيها بقسوة وهي تشيح بوجهها عنهم بل انها اتجهت نحو والدتها لتشاركها الجلسة.... نظر عمرو لدارين وهو يسألها بشك... "انتي كُنتي بتقولي اي لوعد يادارين...." توترت ملامح دارين وهي ترد عليه مطصنعه الدهشة... "هكون بقولها اي ياعمرو بباركلها على حملها..."ثم مالت عليه محاولة تقبيل وجنته وهي تقول .... "صحيح نسيت اباركلك... مـبـ...."ابتعد عنها وصوب نظرة صارمة عليها وهو يقول بحنق... "دارين بلاش الطريقة دي قولتلك مية مرة راعي شكلك وشكلي قدام الناس....الصحافة موجوده في كل حته.......حبى يكتبه خبر من إياه علينا...." برمت شفتيها بوقاحة وهي تقول بتبجح... "عايز تفهمني ان كل اللي همك الصحافة..يعني مش المدام مثلاً....." هتف بنبرة قاطعة بحدة.... "هي تهمني قبل اي حد يادارين....تهمني قبل اي حد....تهمني قوي كمان..... ويارب تفهمي ده كويس عشان واضح ان كلامي مبقاش بيتحفظ زي زمان....." ردت بحزن..... "مش كل الكلام اللي يتحفظ ياعمرو...." رد باهانة.... "عندك حق الإحساس نعمه برضو...." اشاحت بوجهها وهي تشعر انه سكب ببساطة على جسدها دلوٍ من الماء البارد.... ............... ربتت نادية على كف ابنتها القابع على سطح الطاولة وهي تقول بقلق.... "مالك ياوعد.....في حآجه وجعاكي...." هزت وعد راسها وهي تقول بنفي.... "لا ياماما مفيش حآجه انا كويسة...." نظرت والدتها الى هند عند حلبة الرقص ترقص مع خطيبها على انغام موسيقية ناعمة.... "هند طلعه زي القمر النهاردة....ربنا يسعدها...." تأملت وعد صديقتها وهي ترد على والدتها بمحبة.... "هند طول عمرها زي القمر.... ربنا يسعدها......هند تستاهل كل خير......" .......................................................... بعد ما يقارب الساعة وجدته يقترب منها ويجلس بجوارها على احد مقاعد تلك الطاولة المستديرة... مسك كف يدها بخفة وهو يقول بصوتٍ اجش... "تحبي ترقصي...." نظرت له لبرهة ثم اومات له على مضض بعد ان وجدت عينا امها المتفحصة ردها بفضول.... مسك عمرو كف يدها وسار معها باتجاه حلبة الرقص...سألها عمرو وهو ينظر لجانب وجهها بشك... "مالك ياوعد شكلك مضايقه...." استدارت له وهي تقول باقتضاب... "مفيش حاجه ياعمرو...." وضعت يدها بين يده والاخرى على كتفه وهو أحاط بكف يده الآخر خصرها...وبدأ يرقص معها على احد الاوتار الهادئ....قال وهو يكمل حديثه... "ازاي مفيش حاجه...هي دارين قالتلك إيه بظبط...." بلعت ريقها بمرارة وهي تقول بقنوط... "عادي.....بتباركلي على الحمل......." قال بتشكيك أكبر.... "اكيد قالتلك كلمة ضايقتك صح؟..." زمت شفتيها وهي تقول هاكمه... "طبيعي....ماهي مفكرة اني سرقتك منها..." زفر باختناق وهو يقربها منه... لصق جانب وجهه بوجنتها الناعمة وهو يهمس في اذنها القريبة منه... "انا مكنتش معاها عشان تسرقيني منها...انا طول الوقت معاكي انتي........ حتى واحنا بعيد......." اخرجت انفاسها بضعف وهي تسحب يدها من بين كف يده لتحيط بكلتا يداها عنقها وتريح وجنتها على كتفه بصمت حزين وقلبها يكاد ينفطر من الخوف من مجرد ان هناك شيء في قاموس العشق يسمى الفراق.....آآه من تلك الكلمة تكاد تموت خوفاً كلما زاد الحب له وزادت لوعة تعلقها به......وجدته يقبل وجنتها ويهمس لها بعذوبة تدغدغ انوثتها... "بحبك ياوعد......بحبك أوي....." اغمضت عينيها بعذاب وهي تقول بضعف... "اوعى تبعد ياعمرو....... انا حسى ان الموت بنسبالي طريقين طريق كلنا عرفين نهايته... وطريق انا الوحيدة اللي عرفا نهايتي فيه...... اوعى تبعد عني انا حبيتك أوي....اوي" ضمته اليها اكثر وهي تدفن وجهها في صدره..... مرر يده على شعرها بحنان ولم يعلق على كلماتها الشاجنه بالضعف واليأس كذلك ، ظن انها احد تقلباتها المزاجية المفاجاة بسبب حملها تلك الفترة..... هتف عمرو بهدوء محلي تلك المرارة التي تجتاح جوفها..... "محدش يقدر يبعد عن روحه ياوعد وانتي روحي....وانا أناني أوي... وبذات في حبي ليكي..... اتحملي انانيتي معاكي عشان انا لا هسيبك ولا هسمحلك تسبيني ..... " إبتسمت بسمة صغيرة وهي تغمض عينيها على كتفه مستمتعه بقربه وكلماته المفعمه بعشقه لها وحتى تلك الأنغام المداعبه لقربهم كانت تزيد خفقات قلوبهم التي تكاد تشعر انها تتلوى على جمار لوعة الحب..... ______________________________________ في اليوم الثاني في مكتب المأمور..... جلس المحامي امام هشام وهو يقول بجدية.. "المدام كلمتني عنك ووصتني عليك... وحاليا انا بدرس ملف قضيتك..... وهطلع من عليك هنا على المحكمة اعمل طعن في الحكم وهقدم اثبتات وادلة جديدة هتخرجك ان شاء الله براءة...." برم هشام شفتيه باستهانة... "انا سمعت الكلام دا قبل كده من فهمي المخلصاتي ومعملش اي حاجه... وديني انتسيت خمس سنين مر عليهم تسع شهور يعني قول سنه عند الحكومه يترى لم تعمل الطعن ده هيزود الحكم المرادي قد إيه...." ابتسم المحامي بملوعة... "انتَ شكلك متعرفش مين هو شوكت الأنصاري اي مبتسمعش عن القواضي الكبير اللي بتخرج من تحت أيدي اقل واجب براءة ...." رد له هشام البسمة باستهزاء... "براحة علينا يامتر...انت ااه محامي كبير وليك أسمك بس كمان ليك اللعيبك اللي لمؤخذه ريحتها فيحة للكل....." رد شوكت بصلف... "دا ميخوفكش ياهشام دا يطمنك اكتر... اللي ملبسك القضية لبسهالك على نضيف يعني حلها اللعب تحت التربيزة ودي لعبتي في القواضي اللي من نوع ده.....زي ما المدام مفهماك.......ولا انت مش قاري معانا.... " رد عليه هشام بحيرة وتشكيك.... "قاري....بس بصراحة مش واثق فيها...." رد عليه الاخر ببرود... "مضطر تثق فيها مفيش قدامك غيرها... لولا هي وفلوسها مكنتش مسكت قضيتك وانت عارف كده كويس......"ابتسم المحامي بخبث اليه وهو يكمل... " ادعي لعمرو الاباصيري لولاه مكانتش هتقف معاك الوقفه دي..... " برق الحقد والكره في اعين هشام وهو يقول بسخرية... "ادعيله.... آآه هدعيله بصبر... بعد ما يعرف ان سبب خروجي من السجن المدام.... وعد الاباصيري.... هتبقى ضربة في الجوون يامتر.... ولا إيه..." نظر لشوكت المحامي فابتسم شوكت وهو يكتفي بهز راسه إليه ببساطة......يتبع .......دهب عطية الفصل التاسع والعشرون من هنا |
رواية ضراوة العشق الفصل الثامن والعشرون 28بقلم دهب عطيه
تعليقات