رواية ضراوة العشق الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم دهب عطيه



رواية ضراوة العشق الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم دهب عطيه 







🦋 الواحد والثلاثون🦋

                             لا الماضي يُنسى 
                           ولا الندوب تمحى 
                   وما الحب إلا للحبيب الأول 

دخل المشفى في اليوم الثاني عصراً بعد إنتهى عمله 
كان يبحث في الممر الممد عنها بعينيه لعله يراها ويخرج بركان غضبه عليها.... تجاهلت اتصالاته
صباحاً... وتجاهلت أيضاً عدت رسائل منه حول الاطمئنان عن علاجها وطعامها..... 

برغم كل شيء بينهم لكن فكرة ان يتخلى عن السؤال عن حالتها الصحية خصوصاً انها لا تهتم بنفسها فقط فهي أيضا تحمل طفله في احشائها... 

قبض على يده بحنق وهو لا يعرف كيف سياتي طفلهم لهذهِ الحياة بعد تلك الفجوة بينهم...

رآها تجلس في الخارج على احد المقاعد شاردة العينين تضع يدها على بطنها وتتحسسها بحنان.. 

تجمع الغضب نحوها اكثر عند رؤيتها.... لا يعرف شوقاً لها ام كرهاً ومقتٍ عليها... لكن هناك شيء يحرقه بالبطيء هناك ما يجعله يتلوى كالمجنون 
في بعدها وقوتها أمامه...... 

قويه في نظره حين تتجاهله.. حين تشعره انها لا تهتم به او بما اكتشفه عنها..... قوية بعتاب عينيها الرماديتين... قوية وهي تقسم بنظراتها وكلماتها
انه سياتي راكعاً اليها وهي التي لن تسامحه على ظلمه لها.... قوية في عينيه برغم دموعها وانهيارها إلا انها تتحمل وتصمد في كل مواقف حياتها.. وفي كل محطة تمر بها تظل الاصدق والانقى في
الوعود ؟!....

مسك ذراعها بقوة وجذبها للنهوض رغماً عنها...شهقت وهي تثبت قدميها في الأرض وترفع عينيها عليه بقوة وغضب..
"اي ده في حد بيمسك حد كده...."

كان صدره يغلي كأتون مشتعل وهو يقول
 بتجهم....
"مبترديش عليا ليه في زفت التلفون....وبتشوفي الرسايل ومبترديش كمان إيه... قليل اوي عندك لدرجادي...."

ردت وعد بعينين جامدة بتعبير....
"احسبها زي ما تحسبها...لكل فعل رد فعل...متبداش 
انت وتقلب عليا وتتغير معايا من يوم وليله وعايزني انا اللي افضل الحنينه العيوطة اللي بتترجى جوزها يسمعها ويصدق انها مظلومة.....انا مش هعمل كده...
انا هعملك بنفس معاملتك لحد ما تتغير وترجع زي الاول.....او تنهي الجوازه دي وتريح نفسك خالص..."

جردها بشك ببنيتان قاتمة...
"انهي الجوازه؟؟......آآه صحيح الطلاق الفترة دي مهم اوي عشان....."

"اخرس انا مسمحلكش....."رفعت يدها عليه وكادت ان تصفعه ولكنه مسك يدها في اخر لحظه ناظراً لها
بغضب مُريب افزعها خوفاً وهي تنظر له بتلك الهيئة......

نظر عمرو حوله وقد بدأ الجميع ينتبه من حولهم لِمَ يحدث..... 

مسك يدها وجذبها معه لأحد أركان الطوارئ المغلقة في روق صغير يكاد لا يتسع إلا لشخصاً واحد.... 
دخل به معها واصبحت ملتصقه به قليلاً... لم يهتم 
ولم توتر هي من هذا القرب فعقلها يتأهب من القادم منه.... 

" بترفعي ايدك عليا هي حصلت....."مسك كف يدها وثنى اصابعها بقوة بين قبضته......تاوهت وهي تقول بغضب.... 
"آآآآآى..... سبني ياعمرو ايدي......" 

قرب راسه منها وهو يهدر بخفوت خطير.... 
"أيدك دي هكسرهالك ياوعد.... لو فكرتي ترفعيها تاني عليا..... سامعه.... واضح اني اتسهلت معاكي كتير لدرجة خلتك تقلي مني قدام اي حد......" اتكا اكثر على يدها فطرقع عظام اصابعها بين كفه.. تاوهت بقوة وهي تغمض عينيها بألم...... 
"هتندم ياعمرو..... وللهِ هتندم على كل اللي بتعمله معايا...... هتندم....." 

"انا فعلاً ندمان اني اتسهلت مع واحده زيك..... عديمة التربية....." 

فتحت عينيها بصدمة وهي تسمع اهانتها منه 
...... ترك يدها وقبض على فكها بكلتا يداه
وهو يقول بحدة.....
"دي اقل كلمة ينفع تتقالك دلوقتي......اكرامن لعمي بس هستكفي بيها....."

ضربته في بقوة وهي تحاول ابعاده عنها....
"ابعد عني..... أبعد عني......طلقني ياعمرو...طلقني...."

قرب وجهها اكثر منه وهو يقول بصرامة....
"اطلقك.....لا انسي الطلاق دا خالص....عشان انا مش هسيبك هتفضلي معايا حتى لو كُنتي خاينة...."

نظرت له بدهشة ثم تبدلت النظرة لي سخط ساخر 
وهي تقول...
"وللهِ..... وانت كرامتك تسمحلك تعيش مع واحده خاينة....وعديمة التربية... "

قرب وجهها اكثر منه وبدت انفاسه تحرقها بضراوة وشفتيه تكاد تلامس شفتيها من قوة قربهم  
"هربيكي من اول وجديد ياوعد..... وهطلع عليكي كل اللي عملتيه فيه.....مش هرحمك.... فهمه مش هرحمك ياوعد....." تحسست شفتيه شفتيها بضعف اغمض عينيه وهو يتأوه بصوتٍ مكتوم... ضاعت الكلمات الحادة من على لسانها وهي ترى جسدها يستجيب
بضعف لقربه الذي كان ارتوى لروحها المرهقة في السابق....  

وضع يده تحت سترتها وتحسس ظهرها الناعم المشدود بشوق وجوع واضح في تلك اللمسات المسروقة من عمرهم..... 
حاولت ابعاده عنها في هذا المكان الضيق وهي تقول بضعف يجتاحه الغضب منه.... 
"ابعد عني ياعمرو.....عايزه اخرج......" 
وجدته صامت بضياع وكانه ينتزعها نزعاً حتى تسلم وتضيع معه في تلك اللحظة.... وبالفعل شفتيه بدات ترتوي من وجنتيها وعنقها وهي تقاوم وتحاول ابعاده عنها حفاظاً عن المتبقي من كبريائها امام نفسها.... 
شدد عمرو على ظهرها اكثر من تحت تلك السترة فجعلها تلتصق به اكثر... رفعت عينيها عليه مجدداً وقد نزلت دمعه وجع بعتاب صريح له..... 
"بتعمل كدا ليه..... بتعذبني وبتعذب نفسك 
ليه..... لي راضي بالوجع....." ظلت تتأمل ملامحه المرخية للحظة وظنت انه لن يجاوبها وسيكمل 
ضياعه في ثغرها كما ينوي لكنها سمعته يقول 
بصوتٍ متحشرج... 
"راضي بيه وبعذابي عشان حبيت واحده
متستهلش اي حاجه مني..... في دمها الغدر
والخيانه... بيعاني وانا مشتريها ..... لا وبحبها 
اكتر من نفسي كمان ...متمسك بيها وحاطت 
كرامتي تحت رجلي عشان افضل معاها....."

"عمرو انـ...."هربت الكلمات على شفتيها حين اخترق ثغرها بقوة وشدد على ضمها إليه... ويده تفعل بها العجب.......آآه من تلك اللحظات آآهات من 
عذابك وحبك مزيج من الرضا والخوف في انٍ
واحد 

وعد.....
(ارتاح ياحبيبي وانا بين احضانك... ارتاح
وانفاسي تحمل رائحتك بقربي.....اضعف ويزيد
 ضعف جسدي وانا اشعر بيدك وشفتيك تلقيني 
على يابسة مهجورة لكن دافئة ناعمة لا تحمل
من الحياة غيرك وغيري....)

عمرو........
(هل هذا هو عذاب الحب ان اعشقها بكل جوارحي ويكرهها عقلي وكبريائي الممزق بين يداها... اعشق 
هذا الجسد اعشق روحه وصاحبته اعشق كل جزء
بها ارتوي فقط من نظرة منها... اموت على جمار الحب حين تقترب حين تكن بين احضاني...صوتها ترنيمة من لحن مقدس لا يعرفه إلا قلبي.....آآه 
من وعود عينيها حين انظر بوضوح بهم وارى 
عشقي بهم وتوعدها لي بالبعد كلما زدت في 
اذيتها بكلاماً واتهاماً.....آآه ياوعد من قرب 
يمزقني ، وبُعد يقتلني.....ليتني امحي حبك 
وانهي هذا العذاب.....لكن ما الحب إلا للحبيب
الأول وانتِ الاولى والاخيرة في الحب
والعذاب.....)

حرر شفتيها وهو يلهث بقوة وهي كذلك سند راسه على الحائط من الخلف وعينيه لا تفارق ثغرها الاحمر
المتورم و وجنتيها الحمراء من اثار دمغ شفتيه.....

اغلقت ازرار سترتها وانزلتها بقوة فقد كرمشت بسبب يداه العابثة ثم ارجعت شعرها للخلف وكل هذا تحت انظاره الباردة.......

لم تنطق بحرف كل ما اردته ان تفر هاربة من جوز العيون البنية الثاقبة عليها الان وفوراً.......خطت اول خطوة فمسك يدها يمنعها بصمت....

نظرت له بحدة وقد توردت وجنتيها غضباً....
"ممكن تسبيب أيدي...."

"ادخلي اغسلي وشك.....شكلك باين على انك ...."بتر جملته عن عمداً وهو يرى حنقها منه يتزايد...
"بجد كتر خيرك......هبقى ادخل اغسل وشي...سيب ايدي بقه...."

"سبتها بس مش هسبها كتير......اللي حصل ده يثبت كلامي اني ومش هطلقك ياوعد...وان كل اللي عملتيه هتتحسبي عليه...."

"وللهِ....تمام لو كل ما هطلب الطلاق هتعمل كده....هطلبه على طول عشان تاخدني في حضنك وتقرب مني......"عقد عمرو حاجبيه وهو ينظر لها بدهشة من كلامها الاشبه بالوقاحة وعدم الكرامة...
وهي تفتقد الصفتان......

تابعت بسخط...
"مستغرب كلامي ليه...بتقول انك عملت كده عشان تثبتلي انك مش هطلقني وانا كمان هطلب الطلاق 
عشان تقرب مني تاني....كدبه بكدبة.... واهوه بنبرر لبعض عشان نعرف نقرب زي الأول وفي نفس الوقت نكون محفظين على كبريئنا......."نظرت له بقوة اقرب وهي تقول ساخرة....
"قربك مني كان اثبات بسيط.......انك مصدق كلامي ومتأكد اني معملتش كده فيك...... بس للاسف انت
خايف تقولها قدام نفسك قبل متقولها قدامي....."
صاح باسمها وهو يقربها منه بحدة...
"وعد....." 

"وعد.... وكل الوعود كدابه...... إلا وعدنا.... افتكر انك وعدتني انك متبعدش انك متظلمنيش افتكر وعدك معايا......تحب اثبتلك انا بحبك قد ايه تحب اثبتلك 
انا روحي متعلقه بيك إزاي... " قربت منه وبدات تقبل وجهه بتمهل ودموع تذرف بقوة على
وجنتيها...... 
"اقسى براحتك عليا..... وعقبني على حاجه مليش ذنب فيها.... بس بلاش تبعد... بلاش تقتلني بشكل ده... بلاش تبعد ياعمرو... انا بحبك.... بحبك...." شفتيها تطوف بعذاب على وجهه وعنقه لم تكن
اثارة او رغبه فقد كان عذاب العشق ، وترجي يصل لمرحلة التذلل العاطفي بينهم .... 

اغمض عينيه للحظات وتحشرج صدره وثقلت
 أنفاسه من شدة الضغط والغضب.... ابعدها عنه
 بقوة وهو يقول بحدة..... 
"كفاية ياوعد....... كفاية......" رفعت عينيها الباكية إليه فوجدته يخطو ليبتعد هو عنها بتجهم..... 

اسلبت عينيها ونزلت دموعها بحسرة وئن قلبها بوجع منه وعليه....وجدته في تلك اللحظه يعود اليها ويجذبها لأحضانه بقوة وحنان بادلته العناق بشدة وهي تدفن وجهها في كتفه وتنهار في البكاء بهستيريه اكبر بين يداه...... _____________________________________
دعس بقدميه السجارة العاشرة التي نفذت بين يداه 
كغيرها ولا يزال متشنج الأعصاب وفتيل صبره 
يحترق من شدة الضغط واضطراب المشاعر
والافكار معاً.....

اسند ظهره على السيارة وهو يحدج في مبنى المشفى أمامه بعينين ضائعتين......

يقف هنا منذ ساعتين....تركها بعد ان ضمها الى 
صدره.... ابتعد بعدما اخبرها بافعاله انه متيم 
بها انه يعشقها لدرجة الادمان مهم أصابته من آذى
سيظل معها ولها وبها يحيا ويكمل حياته....

سحر هذا..... ام جنون.....لا يعرف ولكن وعد تشكل له الكثير ويبدو ان الحياة في عينيه عبارة عنها....يبدو انه مات لعامان وحين عاد للحياة كان لأجل 
عينيها؟!....

انتبه لتلك المرأة الشقراء التي صفت سيارتها وخرجت منها وهي ترتدي تنورة خضراء قصيرة 
يماثلها سترة من نفس اللون محددة مفاتنها.....

عرفها سريعاً وزاد مقته وتقززه عليها اكثر وهو يتجه 
نحوها بخطىٍ واسعه ووجهه متجهم بقوة....

"اي اللي جابك هنا....."قبض على ذراعها وهو يصيح بتلك الكلمات......توسعت اعين دارين بخوف وهي 
تحدج به......
"عمرو.....في اي سيب ايدي مالك بتبصلي كدا ليه....."

"ولسه بتسألي ببصلك كدا ليه...."

بلعت دارين ما بحلقها بخوف وهي تقول بصوتٍ مهزوز.....
"في اي ياعمرو...انا مش فاهمه حآجه....."

رد هاكماً بضراوة....
"انتي ايه معقول اللي بيجري في عروقك ده دم..... وبعدين هو اي اللي مش فاهمه.....انتي ناسيه اللي زفتيه في المكتب اخر مرة...."

قالت ببرود يغيظ....
"مش ناسيه بس انا عارفه اني غلط معاك...ومكنش ينفع ادخل في حاجه تخصك انت ومراتك بـ....."

"اخلصي يادارين جاي هنا ليه....."

ردت بفتور غير مناسب....
"جايه ازور انكل ثروت...مش زيارة المريض واجب برضو ولا إيه ياعمرو....."

نظر لها باقتضاب وقال...
"وفري على نفسك الزيارة ورجعي لعربيتك ومشي من هنا دلوقتي....."

ابعدت يداه عنها وهي تقول بتبجح....
"مش همشي قبل ما شوف عمك......عن إذنك...."

طرقت على باب الغرفة ودخلت إليه وكان الجميع يجلس بالقرب من ثروت و ويتسامرون في عدة أحاديث ..... 

ساد الصمت وانتبه لها الجميع وكانت من بينهم وعد التي حدجت بها بدهشة ممزوجة بالغضب والغيرة 
حركت حدقتيها باتجاه عمرو الذي يدخل خلفها 
ويغلق الباب مستند بعدها عليه وهو يراقب الموقف..... 

هتفت دارين ببشاشة لا تناسبها...
"مالكم ياجماعة بتبصه عليا كدا ليه...... انا جايه اعمل الواجب وزور انكل ثروت..... الف سلامه عليك ياعمي....." 

هتفت وعد واحرجتها.... 
"عمك اللي هو ازاي يعني....." 

قالت دارين بوقاحة.... 
"عادي يعني في مقام عمي....." نظرت دارين الى بطن وعد البارزة ثم لعينيها بكرهاً وحقد.... لمحة وعد لمعة غلها فاخفت بطنها بيدها وهي تقول من تحت اسنانها..... 
"في مقام عمك..... سبحان الله انا لحد دلوقتي مشفتش ليكي لا عم ولا خال.....بس على العموم شكراً على الزيارة.... اللي مكنش ليها لازمه أصلا.... "

نظر الجميع لوعد بصدمة من هذا الهجوم الضاري وكانت لأول مره تكون بتلك الشراسة الفظة أمامهم.... إلا بنيتاه الثاقبة عليها كانت تراقب تصرفها بمزيج مابين السخرية والحب..... 

قالت دارين ببرود...
"واضح اني وجودي تقيل على قلبك يامدام وعد...." 

ردت وعد عليها سريعاً...
"اكيد وانتي عارفه لي كويس... ومستغربة بجد انك تيجي هنا بعد كل ده......" 

قالت دارين برجاء كاذب....
"انا عارفه اني غلط في حقك عشان كده انا جايه اعتذر منك قدام اهلك....." 

حال والديها تعقيد حاجبيهم بعدم فهم وهم ينظرون لوعد باستفسار..... 

عضت وعد على شفتيها من تلك البجاحه وهي تتجه نحو حمام الغرفة لتدخل به وتغلق بابه بقوة عليها... 

نظر عمرو للباب المغلق بحنق ثم نظر لدارين وهو يقول بصلابة.... 
"قعدي يادارين.....انا هنزل اجبلك حاجه تشربيه من تحت......" 

رفعت دارين حاجبها بدهشة وهي تجده هادئاً في الحديث معها حتى نظرت الازدراء قد اختفت من عينيه...... 

اومات له دارين وهي تجلس على احد المقاعد.... رفعت عينيها مطصنعه الحرج امام نادية التي تحدج بها بغضب هائل.... وحين رأت دارين تلك النظرات رفعت يدها وهي تقول بالسانٍ معوج.....
"هاي ياطنط.....الف سلامه على اونكل....يقوم بسلامه ان شاء آلله....."

برمت نادية شفتيها وهي تشيح بوجهها لناحية الأخرى....لكزها ثروت بخفة وهو يقول بهمس..
"براحة يانادية....دي مهم كان ضيفه وجايه تعمل الواجب.......والاصول مبتقولش نكشر في وشها..."

قالت بخفوت.....
"اسكت ياثروت انت متعرفش حآجه.....انت مش شايف مقابلت بنتك ليها شكلها عملالها حاجه...يمكن تكون موقعه بينها وبين عمرو..."

"الله واعلم يانادية....بلاش تدخلي مابينهم.. "

مسمست نادية بشفتيها وهي تنظر لدرين شزراً....
"وانا من امته بدخل مابينهم ياثروت.... بس البت دي مبستريحش ليها أبداً من اول يوم شوفتها فيه....على راي المثل على وشك يبان يانداغ اللبان....."

ابتسم ثروت وهو يهز راسه بجزع....فتلك الامثله الشعبية يحفظها اكثر من إسمه من كثرة تكررها
منها في كل مواقف حياتهم...معدية نادية في
الامثال ويخشى ان تكون أثرت على ابنتها بها....  

كانت تقف في الحمام تنظر لصورتها المعاكسة في المرآة بغضب وغيرة وتزايدت اكثر حين سمعت
صوته الهادئ المهتم وهو يضايف تلك الحية... بل صاحب القلب الحنون ذهب ليحضر لها شيءٍ تشربه.... 

ضربت الحائط بقوة وهي تعوج شفتيها بتشنج
 مقلدة إياه.... 
"انا هنزل اجبلك حاجه تشربيها من تحت... شربت السم الصفرة الحرباية...... آآه... جايه هنا برجليه... الدم مش متحول بس لماية عندها دا من كتر عدمة بقا تلج....." نظرت لعينيها المشتعلة بالحقد وهي تقول..... 
"والتاني مصدق لقى حاجه يغظني بيها.... طيب ياعمرو طيب.......كل هيطلع عليك أصبر... " 

خرجت من الحمام وجلست على اقرب مقعد وهي تنظر لدارين ببرود بادلتها دارين النظرة بصلف.... 

فتح عمرو الباب وقدم لدارين علبة عصير.. اخذتها منه وهي تقول بنعومة.... 
"شكراً ياعمرو تعبتك معايا مكنش لي داعي...." 

قال عمرو بفتور.... 
"تعبك راحه يادارين.... كفايه انك جايه لحد هنا..." 

فغرت وعد شفتيها وهي تنظر لهم بضيق....
رفع عينيه عليها وهو يقول ببرود.. 
"تحبي اجبلك حاجه تشربيها ياوعد...." 

ردت بنزق بارد....
"وللهِ.... لا شكراً..... شربت......شربت كتير اوي...."  

نظر ثروت بغرابة لنادية الجالسة بجواره التي أكدت 
عليه بعينيها تخميمها السابق..

قالت والدتها بحرج.... 
"خدي ياوعد ارمي كوبية الشاي دي في الباسكت اللي جمبك عشان باردة وملحقتش اشربها...." 

لمعة عينان وعد بشر وهي تقترب من والدتها...
"هاتي ياماما......" 

مسكت الكوب واتجهت به نحو دارين وفي لحظة خاطفه وقع منها وتناثرت بواقية على تنورة دارين من الأسفل وكذالك ساقيها العارية....  

شهقت وعد بتفاجئ بارد.... 
"اوه دارين Sorry...... مخدتش بالي خالص...." 

نهضت دارين بعصبية وهي تنظر لساقيها واطراف تنورتها الملطخه بشاي.... 
"انتي مش شايفه يعني اي مخدتيش بالك...." 

وقف عمرو امامها ودافع عن زوجته بصرامة....
"ما خلاص يادارين ما قالتلك مخدتش بالها..." 

"انت بدافع عنها ياعمرو... وللهِ هي قصده وانت عارف كده كويس...." 

هتفت نادية بدفاع عن ابنتها... 
"وهي هتعمل كدا فيكي ليه... تكونيش بتحاولي تخربي حياتها مثلاً..... وبعدين شكوتك دي معناها 
إيه.... عايزه يمد ايده على مراته عشان نقطتين شاي وقعه على رجلك...على راي المثل يعمل من الحبة قبة....." 

سالتها دارين بحنق
"يعني اي مش فاهمه ...." 

ردت نادية عليها....
"يعني متكبريش الموضوع ياحبيبتي حصل خير..." 

عضت على شفتيها وهي تنظر لساقيها بضيق... 

اخرج عمرو لها منديلاً ورقياً وهو يقول بهدوء... 
"خدي يادارين امسحي رجلك...." 

اخذته منه ومسحت ساقيها بتافف.... 

مال عمرو على وعد وهمس لها باستفسار... 
"انتي كُنتي قصده تعملي كده صح...." 

ردت عليه بحدة....
"عندك شك اني مكنتش قصدة..... والغريبة انك بتسأل وانت جايبها هنا بنفسك......" 

رد باستنكار....
"متقلبيش الآية هي اللي جايه هنا لوحدها...." 

"وانت رحبت بيها.... ودخلتها كمان...." 

"وهوصلها لحد عربيتها.... عندك مانع...." نظرت له بذهول ممزوج بالغيرة والغل وهي تهمس بتحدي.... 
"لو عملت كده انا....." 

"اعملي اللي تعمليه..... مبقاش يفرق معايا حاجه..." 

"يعني إيه....." 

قال بهمساً بارداً كثلج جمدها كلياًّ....
"يعني انسي عمرو اللي بيخاف على زعلك اللي بيراعي مشاعرك اللي بيبعد عن اي واحده
بتحاول تقرب منه بس عشان بيحبك انسي خالص....."

اتكات على اسنانها وهي تقول بحدة... 
"مش هتعمل كدا فيه ياعمرو...." 

لم يرد عليها بل حول انظاره لدارين التي إنهت تنضيف ساقيها واستقامت في وقفتها متأهبة للخروج.... 

"يلا يادارين... تعالي عشان اوصلك لبرا...." 

نظرت له دارين بدهشة ثم لاح التشفي بعينيها بعد ان رأت حنق وعد وغضبها منهم والاكثر عمرو... 

اغلق الباب خلفه بعد ان خرج معها ظلت تحدج في المكان لبرهة بخزي وتقزز من افعاله السامة معها... 

يعاقبها بامرأه تحبه.... أسوء عقاب ممكن ان تذل به أمرأه تحبك بل تعشقك...... 

"مالك ياوعد سكته ليه...." انتبهت لصوت والدها الذي وزع انظاره عليها وعلى والدتها.... 

اتجهت وعد نحو نافذة الغرفة وهي تقول بخفوت... 
"مفيش حاجه يابابا.... انا كويسه...." 

"مش باين يابنتي....." راقبها ثروت بعينيه مُنتظر اجابتها ولكنه راى دموعها تهبط وهي تنظر على
نقط معينة من خلال تلك النافذة.... 

قد رأته وعد وهو يودع تلك الحية بعناق وقبله على وجنتيها الإثنين بعاطفة ناعمة بينهم..... 

بعد ان انطلقت دارين بسيارة وجدته يرفع عينيه على النافذة ببرود وكانه متيقن انها كانت تراقبه.... لكنها 
في لحظة ابتعدت عن النافذة واسندت ظهرها على 
الحائط في الخفئ..... وعينيها تذرف الشجن والاسى....... 

بعد الندوب لا تمحى ؟!... 
______________________________________ 
بعد مرور عدت ايام وقد خرج والدها من المشفى وبقى على كرسي متحرك لحين إتمام شفاه.....

كان يهندم ملابسه أمام المرآة مستعد للخروج للعمل....

وجدها تقف خلفه وهي تقول ببرود....
"انا هنزل الشغل من اول بكره...."

استدار بعد ان وضع عطره الفواح....حدج بها لبرهة وهو يقول....
"مش فاهم........شغل إيه وبطنك بشكل ده....."

نظرت لبطنها التي برزت قليلاً ثم الى عينيه وقالت...
"انا لس في شهر الخامس.....يعني موصلتش للمرحلة اللي تخليني قعد في البيت مستنيه معاد الولاده...."

رد عليها بجدية....
"وانا مش متنازل عنك......الشغل مش هيطير يعني..."

"مش هيطير... بس انا زهقت من قعدت البيت ومش متعوده على كده...." 

استدار مره اخرى للمرآة وهو يرد بجفاء.... 
"اتعودي..... عشان خاطر اللي في بطنك...." 

"اتعود صحيح وانت شاغل نفسك بحاجة مأنت أهم 
حاجه عندك تخرج الصبح ترجع تاني يوم وش الفجر....." 

لوى شفتيه باستنكار....
"إيه وجودي بيفرق معاكي اوي كده..." 

"لا مبيفرقش اعمل اللي انت شايفه صح.... بس افتكر كل اللي بتعمله فيا....." كادت ان تخرج من باب الغرفة لكنها سمعته يجيبها ببرود...
"فاكر ومش ناسي حآجه.......المهم انتي متنسيش ان لكل فعل رد فعل....."

"عندك حق........انتَ صح....."

وضعت يدها على مقبض الباب لتخرج سمعت
صوته يدوي خلفها ببرود يجتاحه الاهتمام مهم
 أخفى هذا عنها....
"فطرتي وخدتي علاجك....."

إبتسمت بسخرية وهي تقول بجمود...
"آآه خدت علاجي....."

"والفطار...."

"مليش نفس...."

اتجه اليها ووقف امامها يسالها بضيق....
"يعني إيه ملكيش نفس....انتي عايزه يجرالك حاجه انتي ولي في بطنك....."

تشدقت بسخط....
"بلاش تشغل بالك بيا.....انت اهم حاجه عندك ابنك وابنك كويس...."

"كويس إزاي وانتي مبتكليش......"

انفجرت بعصبية امام وجهه....
"مش عايزه اكل هو بالعافية...."استدارت لتخرج مسك يدها وهو يقول بحدة....
"لم اكون بتزفت اكلمك متسبنيش وتمشي.....اترزعي هنا لحد مجبلك حاجه تاكليها....."القاها على اقرب اريكه وهو يخرج من الغرفة....

نزلت دموعها وهي تنظر للباب المغلق بحنق تكاد تقتله نظراتها ان كان امامها الآن......

دخل بعد دقائق وهو يتحدث عبر الهاتف....
"أجلي بس الاجتماع نص ساعة....آآه نص ساعة وجاي...ماشي سلام....."

جلس بجوارها بعد ان وضع الصنية على المنضدة...
اخذ لقمة من الجبن الكريمي بين يده ووضعها امام فمها وهو يقول بأمر....
"اتفضلي كُلي....."

كانت ستاخذ منه اللقمة وهي تلقي عليه نظرة كره..
"سيبيها انا هاكلك....."

"وانا مش عايزاك تاكلني...."

رد عليها بجفاء...
"وانا مش عايز اعمل كده.....بس كله عشان خاطر ابني......يلا كُلي....."

"مش عايـ....."كتم كلماتها بتلك اللقمة فمضغتها على مضض وهي تشيح بوجهها عنه......

نظر لجانب وجهها وهو يقول بهدوء....
"آخر مره تاخدي العلاج على معدة فاضيه...سمعتي..."

ردت بعناد....
"مش عايزه أسمع....."

مسك فكها وهو يديرها إليه بغضب...
"يعني إيه مش عايزه تسمعي.....ولم يجرالك حاجه..."

صاحت بعصبية....
"ياريت يجرالي حاجه......عشان ارتاح وابعد عنك خالص...."

لمحة ومض الالم بعينيه وهو يقول بملامح صلبة...
"لدرجادي....."

لم ترد عليه بل ابعدت انظارها عنه بغضب وغيرة ولا تزال ترى امام عينيها عناقه لدارين وسلامه بالقبلات على وجنتيها.....

مد لقمة اخرى وهو يقول بصلابة...
"خدي...."

"قولتلك مش عايزه....."

سحبها بقوة لعنده اكثر وهو يقول باعين حادة في انظارهم.....
"هتاكلي عشان خاطر اللي في بطنك.....انا مش بعمل دا كله غير عشانه ولو مستحملك فبرضو عشانه...."

انفطر قلبها وهي تنظر له بأسى...
"بجد....كتر خيرك....."سحبت من يده اللقمه ووضعتها في فمها بعصبية ومضغتها بكره امام عينيه القاسية....
_____________________________________
اطرقت على والدها باب غرفته وهي تحمل بين يداها صنية الغداء له.....

كان يجلس ثروت على مقعد متحرك يقرأ في كتاباً ما حين راها ترك مابيداه وهو يقول بابتسامة حنونه باتت تدفئ قلبها.....

"تعبه نفسك لي ياوعد..... امال فين نادية...."

"ماما تعبانه شوية....."

تحركت عضلات وجهه بخوف وهو يقول...
"نادية تعبانه عندها إيه...."

ابتسمت تطمئنه بهدوء...
"متخفش يابابا....دول شوية صداع....."

"وهي خدت حاجه لصداع ده...."

اجابته بهدوء...
"ااه متقلقش ادتها مسكن قبل ما طلعلك..."جلبت مقعد بجواره ومنضدة صغيرة ووضعت عليها الطعام وهي تقول بلطف....
"يلا بقه عشان تاكل...."

"هتاكلي معايا عشان تفتحي نفسي...."توسعت البسمة على محياها وهي تقول....
"ماشي ياسي بابا..... هاكل معاك بس لو خلصت الأكل كله انا وحفيدك متندمش انك قولتلنا كُله معايا..."

ضحك بخفوت وهو يقول....
"لا مش هندم انا مستعد اجبلكم اكل العالم كله بس تاكله وتشبعه......"

ضحكت بخفوت وهي تمد يداها وتشاركه الطعام...

بعد برهة من الاكل بصمت سمعت وعد والدها يسألها بفتور.....
"قوليلي ياوعد.....انتي مرتاحه مع عمرو...."

رفعت وعد عينيها عليه وهي تقول بغرابة....
"اي لازمة السؤال دا يابابا....."

"مش هقولك سؤال وخالص ...هقولك ان السؤال ده جاي متأخر أوي....كان المفروض اسأله من تلات سنين فاته......."

اسلبت عينيها وهي تمضغ الطعام بصعوبة....
"مش هنتكلم في اللي فات......"

رد والدها بجدية....
"ولي لا انا عايز اعوضك ياوعد....ولو مش مرتاحه مع عمرو او في ما بينكم مشاكل....او حتى مش قادره تقبليه زي زمان انا ممكن اطلقك منه...."

رفعت عينيها عليه بقوة وهي تقول بصدمة...
"تطلقني منه...."

هتف ثروت بجدية وتأكيد...
"ايوه.....لو مش مرتاحه قولي... كلمة واحده منك
 بس وانا اللي هقف ليه وهخليه يطلقك....."

قالت وعد بغرابة....
"وكلام الناس يابابا....لم بنتك تطلق مرتين والمرادي معايا طفل...."

"ملكيش دعوة بحد.....المهم انتي...."

نظرت له باستغراب اكبر وهي تقول....
"اتغيرت اوي يابابا.....مكنتش متوقعه انك تتغير بشكل ده....."

رد عليها بصوتٍ مستاءاً من افعاله القديمة....
"اتغيرت عشان حسيت ان طول ما الواحد بيضيع عمره في قيل وقال مش هيرتاح....طول ما الوحد بيجي على اللي منه عشان يرضي اللي حوليه مش هيرتاح....... طول مالواحد ماشي بعقله طول الوقت ولاغي قلبه مش هيرتاح.....ولم نفس الشخص يشوف الموت ويحس ان ضيع عمره كله بيرضي 
ناس متستهلش يبقى لازم يتغير يابنتي.....وانتي اكتر واحده أثرت معاها في الدنيا ولازم اعوضك لو باي حاجه..... "

قالت وعد بلطف...
"بلاش تحمل نفسك فوق طاقتك....انا كويسه مع عمرو ومفيش بينا حاجه...."

هز والدها راسه بعدم تصديق...
"مش باين ياوعد.......مش باين خالص.."

إبتسمت بخفوت...
"مفيش حاجه يابابا.... مشاكل عادية بتحصل بين اي اتنين متجوزين...متقلقش... "

تحدث بقنوط اي أب في تلك المسائل...
"ربنا يسعدك يابنتي...... ويهديه ليكي...."

حملت الصنية وهي تقول بخفوت....
"انا هنزل الصنية دي وهروح اطمن على ماما...."

اوما لها وهو يراها تخرج من الغرفه مغلقه الباب خلفها....

بعد ان وضعت الطعام في المطبخ وطمئنت على والدتها اتاها اتصال وهي تصعد على سلالم القصر وكان من صديقتها نهى...

"أخيراً سمعت صوتك....هما اللي بيرتبطه اليومين دول بينسو صحابهم....."

قالت نهى عبر الهاتف بسأم.... 
"طب هعمل إيه مانتي لو مكاني هتعذريني... طول الوقت برا ياما في شغل يا برا بجيب الجهاز اللي نقصني الموضوع مُتعب اوي اجهاد فظيع.... يارب 
اخلص بقه عشان ارتاح...." 

قالت وعد بهدوء...
"شكلك على اخرك تعالي عدي عليا... انا في البيت..." 

قالت نهى بنفي عبر الهاتف...
" لا مش هينفع خليها يوم تاني معاد الخروج فاضل عليه ساعة ويدوب الحق اروح البيت ارتاح شويه قبل ما نزل اللف باليل.....قوليلي عامله ايه في الحمل...."

"الحمدلله تمام...."دخلت لغرفتها وجلست على الفراش.....

قالت نهى بتردد عبر الهاتف....
"وعمرو عامل معاكي إيه...."

"كويس....مال صوتك...."ضيقت وعد عينيها وهي تعتدل في جلستها....

"لا عادي مفيش...."زاد التردد اكثر في صوت نهى فصاحت وعد بنفاذ صبر...
"في اي يانهى ما تنطقي....."

"دارين رجعت الشغل من امبارح وبقت سكرتيرة مكتب عمرو....."

قفزت وعد من مكانها بعصبية....
'نعم......يعني إيه رجعت الشغل...مين سمحلها ترجع..."

ردت عليها نهى ببساطة...
"هيكون مين مفيش مدير غير عمرو الفترة دي..."

ارجعت وعد شعرها للخلف بغضب.... 
"طب اقفلي يانهى انا جايه...." 

"هتيجي فين ياوعد...... اهدي وعقلي متعمليش مشاكل...." 

هدرت بغيرة....
"اهدى بعد اللي قولتيه... مانا حكيالك كل حاجه..." 

حاولت نهى تهدئتها وهي تقول...
"ما عشان حكيالي جيت ابلغك باللي بيحصل من ورا ضهرك.... حاولي تمسكي العصايا من النص ومتخسريش جوزك عشان واحده بجحه زي دي...." 

لاح التواء ساخط على شفتيها وهي تقول.... 
"جوزي؟؟...... هو فين جوزي بعد اللي قولتيه اقفلي انا جايه....." 

"وعـد استنـ....." اغلقت الهاتف في وجه صديقتها وهي تتجه لخزانة ملابسها..... صاحت بشراسة 
وغيرة وهي تخرج ثيابها..... 
"رجعها الشغل بعد كل اللي حصل.... ماشي ياعمرو وللهِ لفضحك انتَ وهي في شركة كلها..." 
دخلت الحمام واغلقت الباب بقوة..... 
____________________________________
نزلت من سيارتها وسارت بخطىٍ متهكمة لداخل الشركة.... قابلت في طريقها نهى التي اوقفتها وهي تقول بتردد.... 
"وعد متدخليش دلوقتي... اهدي كده وصلي على النبي..... العصبية عمرها ما كانت حل للمشاكل..." 

هتفت بوجهاً متشنج واعين جامدة من شدة الغضب... 
"ابعدي عن وشي يانهى وسبيني ادخله..." 

حاولت نهى منعها باصرار وتريث...
"اسيبك إزاي بس وانتي بالحالة دي.... طب اهدي بس اقولك تعالي نروح الكافتريا اللي تحت....." 

صاحت وعد بحدة.... 
"ابعدي عن وشي يانهى بقولك...." لكزتها في كتفها وقد تخطت إياها بقوة.... نادت نهى عليها وهي توليها ظهرها.... 
"ياوعد........ ياوعد استني بس....." زفرت بقوة وهي تراها قد دخلت الممر الموصل لمكتب عمرو..... لحقت 
بها وهي تدعي إلا يتهور الوضع ويسيطر عمرو على الأمر....... 

فتحت وعد باب مكتبه بقوة... وكان يجري احد الاجتماعات مع بعض مواظفين الشركة ومن ضمنهم
دارين كانت تجلس بالقرب منه وأيضاً حين تلاقت عينيها بعين وعد نظرت لها بتشفي وصلف واضح 
اشعال غيظ وعد وغيرتها اكثر.... 

استقام عمرو في وقفته وهو ينظر لها بدهشة وتسائلاً تقدم منها وهو يقول بقلق.... 
"في اي ياوعد مالك..... في حد في البيت حصله حآجه....."مرر يداه على وجهها بقلق كانت تراقب مايفعله بها بغضب وغل واضح.... أنتبه عمرو
 لنظراتها فقال باستغراب.... 
" بتبصيلي كدا ليه في إيه مالك..... حد من اهلك جراله حآجه..... "

ردت بصعوبة.. 
"مفيش حاجه حصلت في البيت...." 

سألها للمرة الثانية بقلق وهو يطوف على ملامحها الشاحبه.... 
"انتي كويسه...... في حاجه تعباكي...." 

صاحت امام وجهه بعصبية...
"قولتلك مفيش حآجه....."   

هدر هو بنفس اسلوبها.... 
"امال جايه ليه.... ودخله كدا ليه...." 

اشارت امام الموظفين على دارين بغضب... 
"بتعمل إيه دي هنا...... رد عليا بتعمل إيه بعد مطردته...... من الشركة والقصر.... رجعتها تاني ليه..." 

اسلبت دارين عينيها بحرج لاول مرة بعد ان رأت اعين الموظفين تكاد تخترقها بفضول..... 

"مسك ذراعها وهو يهتف من تحت أسنانه
" وطي صوتك وكفايه فضايح.... اطلعي استنيني برا..... "نظر لنهى بحنق وهو يامرها بـ... 
" خديها على مكتبها يانهى دلوقتي حالاً.... "

صاحت وعد بغيرة.... 
"مش راحه في حته قبل ما تطرد الزفته دي من هنا..." 

زفر بغضب وهو يستدير للموظفين قائلاً بقوة.... 
"الاجتماع خالص.... اطلعه برا....." 

ظلت نهى واقفه مكانها لم تتحرك....
اما الباقية فقد خرج واحداً تلو الآخر وكانت اخرهم دارين التي مسكت وعد ذراعها بشراسة وهي تقول لها بغضب... 
"انتي تروحي تلمي حاجاتك وتاخدي بعضك وتمشي معندناش شغل ليكي....." 

صرخ عمرو فيها بغضب.... 
"سبيها ياوعد كلامك يبقى معايا انا...." 

استدارت براسها إليه بقوة وهي تقول بغضب...
"تمام............. اطردها...." 

رد بصلابة...
"مش هطردها انا محتاجها معايا في شغل....." 

صاحت بعصبية اكبر...
"يعني إيه محتاجها معاك في شغل إيه مفيش غيرها....." 

رد ببرود اغاظها....
"آآه مفيش غيرها.... وقفلي على الموضوع ده...." 

قالت باصرار اكبر....
"الموضوع مش هيتقفل غير لم تطردها ياعمرو..." 

صرخ عمرو فيها بقوة....
"مش هطردها ياوعد.... هتعملي ايه يعني..." 

اتجهت نهى إليها وهي تقول بحرج.... 
"كفاية ياوعد العصبية دي غلط عليكي وعلى اللي في بطنك...." 

صرخت بحدة وهي تنظر لعينان عمرو بضراوة... 
"وهو عمل حساب للي في بطني..... من ساعات متجوزنا وهو مدخلها حياتنا ومش مراعي مشاعري ولا وجودي في حياته....." 

صرخ فيها بحدة... 
"اخرسي ياوعد مش هنحل مشاكلنا قدام حد...." 

تكلمت بسرعة حادة.... 
"مين قال ان مشاكلنا هتتحل أصلا طول مانت مدخل مابينا دي....." اشارت على دارين بآزدراء...

أخيراً تكلمت دارين بأسى مطصنعه الحزن.... 
"انا مش عارفه انا عملتلك إيه لده كله يامدام وعد... انا مرجعتش غير لم عمرو جالي شقتي وطلب مني اني ارجع الشغل وبقى سكرتيرة مكتبه...." 

وضعت نهى يداها على وجهها فهي متيقنه ان وعد ستجن اكثر على دارين بعد ما قالته.... 

صرخت وعد بقوة...
"يعني إيه راحلك شقتك انت راحتله شقتها ياعمرو... روحت تتحايل عليها ترجع بعد كل اللي عملته في المكتب.... كل ده عشان تنتقم مني في حاجه مليش ذنب فيها....." 

مسك ذراعها وجذبها اليه ووجهه قريب جداً منها... 
"قولتلك مش هنحل مشاكلنا قدام حد يلا عشان اروحك...." 

دفعت يده بعيداً عنها بقوة وهي تقول...
"مش مروحه قبل متطردها..... يانا ياهي...."

عقد حاجبيه بصدمه
"انتي اكيد جرا لمخك حاجه... بتقارني نفسك بواحده شغاله عندي....." 

ردت بقوة....
"آآه اختار لو الموضوع صعب لدرجادي...." 

"وعد...." 

"يانا يازفته دي في قلب الشركة...." لوى شفتيه وهو يقول ببرد.... 
"لو في قلب الشركة يبقى اكيد هي...." 

رفعت حاجبيها وهي تقول بغضب.... 
"في شركة بس...... وحياتك....." 

زفر بحنق وهو يقول بجزع....
"مفيش غيرك فيها... انتي ولي في بطنك.... ممكن تهدي بقه وتيجي معايا....." 

قالت بتحدي....
"مش جايه معاك في حته....انا مش عيله صغيرة هتضحك عليها بكلمتين......" 

اعتصر عينيه بغضب اكبر وهو يقول بنفاذ صبر... 
"انتي عايز إيه دلوقتي... انا مش هطردها ياوعد..من الاخر مش همشي على هواكي.... تمام..... يلا بقه....." 

ابعدت ذراعها قبل ان يمسكه وهي تقول شزراً... 
"استنى استنى..... يعني انتَ مش هتطردها...." 

"آآه مش هطردها ...." 

نظرت لدارين التي ابتسامة لها بخبث كالحيه.... 

"تمام..... تمام...... تمام ياعمرو...." خرجت من المكتب كالاعصار وهي تتجه لاحد الرواقك لتقف امام صندوق حرائق فتحته واخرجت منه خرطوم المياة 
يندفع الماء من خلاله بقوة.....فتحته بقوة واتجهت به نحو المكتب كالمجنونه وهي تدفعه بقوة نحو دارين وعمرو الذي لم يستوعب بعد انها هي من تمسك الخرطوم بيداها..... 

كان غلها وغيرتها قد وصل معها لذروة طاقتها فلم تجد إلا الانتقام من كلاهما بتلك الطريقة.... 

دارين... دارين كانت بحالة مضحكة اكثر منها شفقة عليها اندفاع المياة القوي نحوها جعلها تقفد توازنها وتقع على الأرض ولا تزال وعد مصوبه الخرطوم نحوها.... 

حتى عمرو اخذ حصة كبيرة من الماء فهي لن تتغاضى عن كلام دارين عن ذهابه إليها في بيتها
وأيضاً حينما أهان كرامتها منذ دقائق حينما رفض طرد تلك الخبيثة من الشركة.... 

حاولت نهى كبح ضحكاتها وهي ترى جنون صديقتها وصل لطريقاً مسدود.....

وصل عمرو لها والقى الخرطوم بقوة في الأرض وقد تبلل بشكلاً كلي.. ارجع شعره المبلل للخلف بعصبية وهو ينظر لها بحدة وغضب ولم يشعر بنفسه إلا 
وهو يهوى بيده على وجنتها بصفعة قوية وكانت 
المره الاولى التي يمد يده عليها... لكنها قد تمادت
بقوة معه وظنت ان صبره عليها ليس إلا ضعف منه 
لم تعرف ان صبره في مواقف حياتهم كان بسبب حبه لها وخوفه عليها من بطش يداه... لكنها لم تعطي له خيار آخر غير هذا... فهو وصل مع جنونها لذروة غضبه ونفاذ صبره عليها..... 

رفعت وعد عينيها عليه وقد هبطت دموعها وهي ترى دارين تنظر لها بغضب ممزوج بتشفي لدفاع عمرو عنها هكذا ظنت دارين..... عادت بعينيها إليه وهي تقول بقهر.... 
"طلقني ياعمرو..... طلقني.... مستحيل اعيش معاك بعد النهاردة......... يتبع

                                ... 

االفصل الثاني والثلاثون من هنا 

 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1