رواية ضراوة العشق الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم دهب عطيه



رواية ضراوة العشق الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم دهب عطيه 







🦋 الثاني والثلاثون🦋

بعد مرور شهر قد تركت غرفتهم ومكثت بغرفتها السابقة وابتعدت عنه بل وتجاهلت وجوده ولا تزال تطالب بطلاق وهو يتجاهل طلبها بل ويصر على الإبتعاد اكثر حتى لا يسمع هذا الطلب منها..فبعد كل شيء لا يتخيل ان تكون النهاية بينهم هكذا .... 

لم تعد تهتم بادويتها او طعامها واصبحت لا تكترث لشيء....ثلاثين يوم كانوا الاكثر كآبة وحزن وبكاء وتفكير سلبي طوال الوقت عليها.. فقدت الكثير من وزنها وباتت هزيله اكثر... شحب وجهها وزادت الهالات السوداء تحت عينيها بالإضافة للاحمرار والتورم المصاحب لحدقتيها.....معظم الوقت 
تلجأ للنوم بمنتهى الضعف والشجن....تغيرت ولم تتوقع ان تصاب بتلك الحالة بسببه هو.... 

تعرضت للكثير ورأت الأكثر ولكن اليوم تشعر ان الموت افضل من ان تحيا بهذا الوجع والوحده بدونه

موجوعه هي بسبب قسوته وظلمه وانتهى بالتمادي منه بعد ان رفع يده عليها امام دارين وهند... تجرأ
ومد يده بدون ان يبالي انه سيكسرها بتلك الفعلة 

لا يبالي هو منذ متى وهو يهتم بأمر جرحها وكسرت قلبها..... دوماً هو الضحية وهي الشيطانه الجبارة التي لا تستحق شخصاً مثله.....  

قد لاحظ الجميع تلك التغيرات التي تحدث بالقصر من يوم ان مكثت وعد بغرفتها الخاصة وتركت الغرفه له ليقيم هو بها وحده امام الجميع....

حتى هو تركها ولم يهتم لأمرها وتغاضى في تلك النقطة عن فكرة السيطرة والامتلاك القاسي.....

ارجعت رأسها للخلف وهي تجلس على هذا الكرسي المتارجح.....اغمضت عينيها وهي تتذكر ما فعله
معها بعد ان صفعها وسحبها كتمثال المتجمد 
لسيارته....

دخل بها لغرفتهم هو يصيح بقوة وينظر لملابسه المبلله....
"عجبك اللي عملتيه ده....اي شغل العيال دا...في واحده عاقله ومحترمه تعمل كده...."

كانت ملامحها باردة متجمدة وهي تنظر له برماديتين انطفئ بهما ومض الحياة.....

"بتصيلي كدا ليه إيه مش عجبك الكلام..."سحبها من ذراعها الاثنين بقوة وهو يهدر بعنف اكبر....
"ما تردي عليا ساكته ليه....."لم تجبه بل نفس النظرة الجامدة الاقرب للكره....

"معناها اي البصه دي....."

أخيراً تحركت شفتيها هي بجفاء....
"طلقني.........طلقني ياعمرو............."

"مش هطلقك نجوم السما اقربلك من الطلاق ده.....سمعاني....."

احتدت عينيها كاقطه شرسه وهي تحرر ذراعيها من يداه وتصرخ بقوة.....
"حرم عليك بقه كفايه انت إيه معندكش دم...فين كرامتك وانت بتجبر واحده تعيش معاك بالعافية ...قولتلك طلقني....طلقني ياخي كرهتك ومش عايزه اعيش معاك..... طلقني كفايه بقه حرام عليك.......كفاية"

مسك ذراعها بقوة وهو يهزها بقوة وجنون....
"مش هطلقك....قولي اللي تقوليه مش هطلقك ولا هسيبك........انتي ناسيه انك حامل في ابني...عايزني اطلقك واتخلى عن ابني كده بساهل....."

"متعملش ابنك حجه....طلقني ياعمرو.....وابعد عني عشان انا تعبت..... تعبت...."

ثبت يداها وهو يقول بقوة...
"هبعد عنك بس مش هطلقك انسي موضوع الطلاق دا خالص.....فهمه.......لم رفعت ايدي عليكي في المكتب كان رد فعل على الهبل اللي انتي عملتيه
ولا انتي مش شايفه نفسك غلطانه....."

احتدت عينيها امام وجهه وهي تقول بقوة....
"لا مش غلطانه ولو رجع الوقت ده من تاني هعمل نفس اللي عملته واكتر كمان ...."

هتف باستياء.....
"مفيش فايده فيكي هتفضلي لحد امته تمثلي الجبروت ده عليا...."

صاحت بنفس القوة الجافة....
"وانت هتفضل لحد امته تمثل دور الوفي في الحب 
لحد امته هتظهر قدامي بصورة الراجل المثالي اللي 
ميعرفش ست غير مراته.....وانت في الحقيقه
خاين ومقضيها مع الهانم بتاعتك....روحت شقتها عشان تقضو الليلة سوا وبالمره تقنعها بطرقتك انها ترجع الشغل.......أكيد عرفت تقنعها بطرقتك...مانا 
اكتر واحده عرفاها كويس اوي...."

صاح بدهشة مدافع عن نفسه....
"انتي بتقولي إيه...مفيش حاجه حصلت بيني وبينها....انتي اكيد اتجننتي....."

قالت بخزي واشمئزلز من نفسها قبل الجميع...
"انا فعلاً مجنونه اني ببني سعادتي على كتاف 
راجل.....مجنونه اني فكرت ان السعادة هي في الحب والجواز والعيلة.... مجنونه اني بثق في ناس ميستهلوش..." 

قاطعها بقوة وهو يصرخ بحدة..... 
"مين فينا اللي ميستهلش اللي اشتراكي بعد ما بعتيه ولا اللي باعك ليا بعد ما خونتيني معاه.... مين اللي حبك وداس على كرامته عشانك... مين اللي مقدرش 
يدوس عليكي زي ما كل اللي حوليكي ما عمله واتجوزك في لاخر وصانك.... مين فينا اللي ميستهالش اللي طلب منك نبدأ من جديد وننسى 
حاجات مينفعش تتناسي...... مين فينا اللي ميستهالش انا ولا هو... ولا انتي مين فين.... ها....
مين انطقي.....مين فينا... " هزها بقوة بين يداه جعلها تصيح بهستيريا وانهيار....
"بكرهك ياعمرو.......... بكرهك....."

"وانا مكرهتش في حياتي قد خيانتك ليه..... خاينه ياوعد خاينه.....والخاينه ملهاش غير الموت....والموت عندي اني اوجعك واعذابك وحرق دمك بافعالي هعرفك يعني إيه راجل يخون اللي بيحبها....هدوقك الخيانه اللي طول الوقت بتسقهالي مع الكلب اللي عرفتيه عليه ..."القاها على الفراش بقوة ولم يكترث 
لتأوهه وشهقات بكائها خرج من الغرفة وهو متشنج الملامح بشكلاً مُخيف ويبدو انه على وشك قتل احدهم ان وقف الان في طريقه....  

نزلت دموعها وهي تفيق على تلك الذكره فبعد خروجه لم تجد امامها إلا الخروج من تلك الغرفة نهائياً فقد تموت بداخلها من كثرة اختناق انفاسها بها......

صدح هاتفها برقم مجهول القت عليه نظره ثم تجاهلته كالعادة لكن الرنين زاد عن حده ففتحت اياه وهي تصيح بتشنج....
"ايوا مين....."

"اي العصبية دي كلها ياحلوه.."

توسعت عينيها بصدمة وهي تترجم الصوت برأسها 
قبل ان تنطقه بقوة....
"هشام....."

"لسه فكره صوتي....ولا وليكي وحشه ياوعدي...."

صاحت وعد مكفهرة الملامح....
"عايز إيه مني......إيه مش مكفيك اللي عملته...."

قال هشام بتملق مُقرف....
"انا عملت اي بس.....هو عشان عايز ارجعك لحضني اكون غلط....."

على صوتها اكثر بضجر...
"اي البجاحه دي كلها ومالك بتكلم بثقه جامده كدا ليه...تفتكر لم توقع بيني وبين عمرو هسيبه ورجعلك دي نجوم السما اقربلك........ يا****" 

هتف هشام هازئاً....
"لسانك طول عن الأول وشكل جوزتك التانيه علمتك حاجات كتير واولهم الشتايم....." 

"شتايم هو انتَ لسه شوفت شتايم اقسم بالله لو شفتك لـ هطلـ......" 

قاطعها هشام وهو يقول بحدة... 
"اسمعني ياحلوة الجبروت ولسان الطويل ده اعمليه على حد غيري ..... انا عايز اقبلك وانهارده...." 

ابتسمت وعد بسخرية بل وتحولت البسمة لضحكة كبيرة هازئه وهي تقول.... 
"اي الثقه دي والمفروض اني اقولك اوكيه يلا بينا... لا لا.... انتَ بجد مصدق تمثليتك الرخيصه انتَ والمحامي بتاعك...." صمتت للحظه ثم اكملت بشك... 
"اللي محيرني انك ازاي وقعت على المحامي ده ومنين جبتله الفلوس دي كلها لا واقنعته كمان يتبلى عليا بحوار ان انا اللي وكلته ليك....." 

قال هشام بخبث....
"مانتي فعلاً اللي وكلتي ليه...."

ضحكت بقوة وهي تقول هاكمة....
" متخفش مش بسجل..... موصلتش للوساخه بتاعتك..... "  

ضيق هشام عينيه ليقول بعد برهة بخبث... 
"لو عايزه تعرفي مين اللي ساعدني تعالي قبليني في كفتريا الـ****قريبه منكم....." 

صاحت وعد بقوة...
"مش هاجي ومش عايزه اعرف هو مين....." 

"ولا عايزه تاخدي دليل براءتك....." 

لاح منها التواء ساخر وهي تقول باستهانه...
"ولا حتى دليل براءتي مفيش حاجه بقت تفرق معايا... ريح نفسك ودور على ضحيه جديده تتسلى بيها انا خلاص مبقاش فيه حيل ليك او لغيرك...." 

ضحك بقوة وهو يقول باستفزاز أكبر...
"حلو الاستسلام ده بس الاحلى إنك لو مجتيش في المعاد هتخسري كتير اوي.... واولهم حقيقة الشخص اللي بيساعدني... حد قريب من عمرو اوي ولو معرفتهوش يمكن تخسري جوزك لانه بيحضرله 
ضربه جديدة يمكن تجيب اجله....." 

قفزت بقوة من على المقعد وهي تصيح بتشنج... 
"انتوا عايزين إيه بظبط ابعده عنه بقه حرام عليكم... انتوا إيه...... العن من الابلسه في حياتنا....." 

رد هشام بجمود....
"هستناكي كمان نص ساعه في نفس الكفتريا... سلام ياوعدي..."    

اغمضت عينيها بقوة وهي تعض على شفتيها بشدة 
ثم ارجعت شعرها للخلف وهي تنظر لدولاب ملابسها وكلام هذا الحقير يدوي في اذنيها بقوة وتكرار مُتعب للاعصاب.....

فتحت الدولاب واخرجت ملابسها وقبل ان تغلقه تذكرت شيءٍ ما مدت يداها من تحت ملابسها واخرجت صاعق كهربائي كانت تستخدمه في سنوات المراهقة كثيراً دفاعاً عن نفسها ولا احد يعرف بتلك الاشياء إلا هي وهند... فهند أيضاً تحتفظ بواحداً منه في حقيبتها حتى الآن.......

نظرت لصاعق بين يداها لمدة ثم قررت الاحتفاظ به 
في جيب بنطالها الجينز ربما احتاجت له وهي تقابل هذا الذئب البشري .....
____________________________________
اشرابت براسها قليلاً للبحث عنه وسط الطاولات باعين باردة فاقدة للحياة وللذة الحروب لأجلها...

وجدته يجلس على احد الطاولات ينفث سجارته ويحتسي قهوته بوقار ، وقاراً لا يليق بوضيع مثله 
ولكن الدنيا مظاهر وهو احد رموز تلك المظاهر 
المخادعة..... 

اسلبت عينيها وهي تتقدم منه وحين وصلت إليه جلست بمنتهى المقت وهي تقول ببرود... 
" جيت عشان اسمع اللي عندك... ويارب تكون حاجه مهمه بس.... "

ابتسم هشام لها ولمعة عيناه وهو يراها بتلك الهيئة كانت معه قطة وديعه مسالمه لأبعد حد ، لكن اليوم وبعد مرور اكثر من سنة على فراقهم تغيرت ليس خارجياً بل داخلياً أيضاً اصبحت قطة شرسة
عدوانية ولا تكترث لمكره وشره المعروف
اصبحت مع (عمرو) اقوى واعند واشرس بل 
وأيضاً أجمل..... 

"اتغيرتي اوي ياوعد...." 

نظرت له بكرهاً نابع بين ثنايا كلماتها... 
"اكيد للاحسن طالما بعدت عنك....." 

قال هشام بنبرة مداعبه...
"وتفتكري انا هسمحلك كتير تبعدي عني....." 

نظرت له بامتعاض وقالت....
"بلاش تدخلي من السكه دي ياهشام... الكلام ده مبقاش ياكل معايا.... العب غيرها ولا اقولك اعتزل لعب أحسن اصلك مبقتش قد كده في الكدب...." 

عقب على جملتها الثانية....
"زمان كلتيه وبمزاجك.... ونهارده....." 

انحنت قليلاً على طاولة وهي تقول بنبرة جافه...
"النهاردة تنساه وتنساني...... وتنس عمرو خالص.." 

احتدت حدقتي هشام وهو ينظر له بشر...
"كام مره قولتي انسى يابنت الذوات.... مين هينسيني السنه اللي راحت من عمري.... اكتر من سنه مرمي في سجن على البلاط اكل واشرب مع قتلين القتلة وتجار المخدارت.....اضربت كام مره وتهانت كام مره..... غسلت حمامات كام مرة....اتعلم عليه من اللي يسوى ولي ميسواش كام مره..... دمرتي مستقبلي وحياتي وكل ده عشان إيه.... " 

لاح التواء على شفتي وعد وهي تقول ببرود.. 
"عشان خاين عشان واحد كداب وطماع لم طلبت الطلاق صممت تحط مبلغ مقابل طلقك ليه....وقبلها 
مكنتش بتعمل حاجه في حياتك غير انك تسحب مني فلوس...دا غير انك كُنت بتضربني وتسرقني عيني عينك واحد طماع وخاين كان بيحب الرمرمه والحرام وعمره ما ندم ولا خاف من اللي بيعمله....تستاهل كل اللي يجرالك ولو رجع بيه
الزمن انا اللي هعمل كده فيك مش عمرو....."

ضرب بقوة على الطاولة وهو يقول بعصبية...
"متفكريش اني هسيب حقي......."

ردت باستهانة وتقليل من تهديده.....
"اعلى ما في خيلك اركبه....لو تعرف تعمل حاجه معايا او مع عمرو ورينا وانت اللي هتروح ورا الشمس مش احنا....."

اتكأ هشام على اسنانه وهو يقول...
"جايبه القوه دي منين مكنتيش كده....."

ابتسمت هازئة وهي تجيب...
"طبيعي واحده تعيش مع واحد خاين طماع وتاني ظالم وبياع عيزنها تطلع إيه ملاك الرحمه اللي بطبطب عليكم انتوا الإتنين....."

نظر لها هشام بدهشة وهو يسالها بمكر...
"انتوا متخنقين ولا إيه......"

"ميشغلكش اللي بيني وبين جوزي....اخلص عايز إيه......"

"عايز نرجع لبعض....."

اطلقت ضحكة خافته خالية من المرح وهي تقول...
"نرجع لبعض وللهِ ضحكتني.....يعني انتَ عامل الفيلم دا كله عليا عشان نرجع لبعض...طب هو انتَ
مش ملاحظ اني اتجوزت لا وحامل كمان...."وضعت يدها على بطنها وهي تنظر له بتشفي......

قال هشام بتملق خبيث...
"ابنك هو ابني ياوعد وعمري مأثر معاه.......وعمرو تقدري تخلعيه من المحكمه سهله يعني....."

"مش سهله عشان انا مش هطلق منه ومش هسيبه..."نهضت من مكانها وهي تضع نظارتها السوداء وهي تقول بصلف....
"على فكره اغبى حاجه في دنيا انك تعمل نفس الغلط بنفس الطريقة مرتين لا وتندم عليه...انا ندمانه ندم عمري اني عرفت واحد زبالة زيك دا حتى الزبالة انضف منك يأخي.....المهم...... انا مش ندمانه على جوازي من عمرو وطالما مندمتش يبقى مش هسيبه ولو سبته هحرم على نفسي الدنيا كلها مش الرجاله بس....."

نهض هشام خلفها وهو يحاول ان يمنعها باصرار... 
"اسمعيني بس ياوعد أنا....... ااااااه...." حين حاول الإمساك بيدها قد صوبت الصاعق عليه فشلت 
حركته للحظات.... نظرت له بمقت وهي تستلقي سيارتها وتقود إياها بسرعة..... 

وبداخل كل أمرأه منا الشراسة والقوه التي تخرج وقت اللزوم... لا تستهين بنا فنحن نضعف لأجل ان
ترى قوتك في عينينا ونقوى لأجل ان نسندك إذا وقعت ؟!.......

مسك هشام الهاتف واجرى اتصال بدارين التي ردت سريعاً بلهفة....
"ها ياهشام عملت إيه....."

قال هشام باحباط....
"زي زفت.....طلعت ناصحه وفهمت كل حاجه من اول كلمتين مني.....انا قولتلك انا بقيت بنسبالها كارت محروق....."

هتفت دارين عبر الهاتف بسلاسة
"اهدى كده وروق انا خليت المصور ياخدلكم كام صوره وانتوا قعدين سوا وبكره ان شاء الله الخبر هينزل في كذا جرنال ومجله وساعتها عمرو بنفسه اللي هيرمي عليها اليمين....."

"ولو مرماش اليمين....."

قالت بسرعة....
"هنعمل اللي اتفقنا عليه إمبارح......"

لمعة عينا هشام وهو يعيد الخطة برأسه....
"وانا معاكي لحد الآخر يادارين....."

"هو دا الكلام....بس قولي اوعى تكون قولت كلمه عني كده ولا كده انت عارف انـ....."

قال هشان بنبرة متحفزه....
"متقلقيش انا مخونش غير الخاين...وطالما انتي في سليم معايه انا كمان معاكي على نفس الخط...."

ابتسمت كالحية السامة وهي تقول بدلال...
"تعجبني يأتش.........خلينا نكمل كلامنا بليل 
هستناك...... باااي...."

اغلق الخط وهو يفكر ملياً في حديث دارين...
______________________________________
نهض من على مقعده وسحب سترته السوداء وبدأ بارتدائها... دخلت دارين عليه بملابسها المعروفة بعريها المستفز...... 
"اي دا ياعمرو.... انتَ ماشي...." 

"آآه في حآجه......" 

مررت يدها على عنقها وهي تقول بحرج مصطنع.... 
"لا مفيش حاجه بس يعني مش بدري شويه....." 

رفع عيناه القاتمة عليها وكانت هيئته مخيفة نمت لحيته وثقلة قليلاً عيناه حمراء من قلة النوم فاقد 
الكثير من وزنه واصبح اكثر صلابة..... رد باستهانة عليها... 
"هو في حد عاينك عليا مديره وانا معرفش....." 

تقدمت منه وهي تقول بسرعة.... 
"مش قصدي حاجه ياعمرو انا بس بسأل عادي...." 

رد بنزق جاف....
"متسأليش مفيش بينا كلام... كل اللي بينا شغل
شغل وبس....." 

"فاهمه ان كل اللي بينا شغل بس احنا صحاب و..." 

"كنا صحاب....... كنا يادارين ...." 

مدت يدها ووضعتها على مرفقه وهي تقول
بترجي..
"ممكن نرجع لو بس ادتني فرصة اصلح بيها غلطتي..." 

سحب ذراعها بإزدراء معقباً.... 
"غلطت إيه.... انسي الهبل اللي في دماغك ده وكفاية دراما يادراين.... انا جبتك هنا عشان الشغل.... الشغل مش اكتر......" 

صمتت قليلاً بحنق واخرجت زفير سأم وهي تقول بهدوء..... 
"تحب نروح سوا..... واعزمك عندي في شقه نقضي اليوم سوا ونسيك اي حاجه مضايقك...." تحسست 
وجهه بوقاحة وعدم إحساس وكان كرامتها وجدت 
في علبة هدايا رخيصة...... 

ابعد يداها بنفس الطريقة المهينة لأي انثى مكانها. وهو يقول...... 
"شكراً مش عايز........سلام.... " 

خرج من المكتب الى سيارته وهو يتمتم بكلمات هاكمة وعصبيته تتزايد كلما مرت الأيام على
بعدهم......
__________________________________
وصل القصر ودخل إليه وكان هناك بعض الضوضاء الطفيفه في غرفة الطعام....ذهب الى هناك وهو يسمع
صوت ضحكتها مع والدها وهند ووالدتها أيضاً تشارك الحوار ببعض الامثال والحكم وفي كل مره ينفجر ثلاثتهم عليها بمرح وغباء فبعض الكلمات تعجز عقولهم عن ترجمتها......

هتفت وعد وسط ضحكاتها....
"فظيعه ماما في الامثال......"

قالت نادية بجدية مصطنعة...
"بس يابت بتتريقي عليا ولا ايه....."

هتفت هند بمزاح....
"لا ياطنط هي مش قصدها هي بس بتعبر عن فظاعتك في الحكم...."

هتفت نادية بتوبيخ لهم....
"فظاعتي ااه ياقللات الأدب....."

ضحك ثروت وهو ينظر لهم بجديه مضحكه...
"خلاص يابنات عيب كده.....دي حكم واقاويل برضو..... "

مسمست نادية بشفتيها وهي تقول....
"بتتريق ياثروت وانا اللي كُنت فكراك هتنصفني...
على راي المثل اللي جوزها يقولها يا عورة يلعبوا بيها الكرة واللي جوزها يقولها يا هانم الناس تقفلها عالسلالم......"

نظرت هند ووعد لبعضهم فلم يجدوا إلا الضحك على جملة امها...... 

تحسس ثروت يد زوجته وهو يقول بحنان... 
"عيب الكلام دا ياناديه انا برضو اعمل فيكي كده... دا انتي اغلى حد عندي ......" 

كانت وعد تجلس من الناحيه الاخرى بجواره فادارت وجهه وهي تقول بمرح....
"كبرنا على الكلام دا يابابا.... ركز معايا انا اللي محتاجه الدلع دا كله...... "رد ثروت بمزاح لاول
مره معها....
"انتي الحب كله ياوعد...." 

قالت هند بتزمر مصطنع... 
"امال انا إيه ياعمي....." 

رد ثروت بلطف وحنو....
"انتي الغالية بنت الغاليين مقامك عندي من مقام وعد ياهند......" 

نظرت له هند بمحبة قائلة...
"ربنا يخليك لينا ياعمي ويطول في عمرك ويكمل شفاك على خير....." 

ردد الجميع آمين وهو من ضمنهم..... 

كان يقف عند الباب يراقب حديثهم ببعضاً من السعادة والغيرة لرؤية تقربها من والدها ودلالها 
عليه وعدم الاهتمام ببعادهم عن بعض وهو الذي يتلوى على جمار ملتهبة بفراقها ويموت كل يوم 
بالبطيء بسبب عنادها وتصممها على الطلاق وفوق 
كل هذا طعم الخاينة والشك الذي دوماً يسيطر عليه منها ...... 

تنحنح وهو يدخل من باب الغرفة... أنتبه له الجميع بصمت وهي تلاشت ضحكتها ومرحها المصطنع 
وبدأت تراقبه باعين غاضبه مشتاقه وحزينة.... 

تشعر انها اليوم اقوى واحسن من السابق مقابلة هشام ورؤيته وصد إياه احد أسباب صبرها وضحكتها اليوم....... ما اجمل ان تنتصر بدون مجهود مُسبق او ترتيب سابق للذيذ هذا الاحساس لذه لا يعرفها إلا مُجربها وهي اكثر من يقدر تلك اللذه وتقدّسها في وقتها الحالي..... 

جلس على المقعد بجوار أخته متجاهل الجلوس بجوارها وبدأ بافراغ الطعام في طبقه واكله بصمت 
لم يلقي السلام او يتحدث لأحد وهذا ما زاد سأم 
ثروت ونادية أكثر فهم على علمٍ بما يحدث ظاهرين
ان هناك خلاف كبير بين عمرو و وعد بسبب تلك الدارين..... 

بدات تاكل وهي تضع عينيها على طبقها بصمت بارد وحلت الضراوة بالبرود على المكان من مجرد صمت ميت بين الجميع..... 

اول من تكلم كان ثروت قائلاً بهدوء... 
"في حاجه عايز اكلمك فيها ياعمرو بس بعد الأكل..." 

وضع عمرو الشوكه في فمه بشهية مفقوده وهو يقول.... 
"قولي ياعمي انا سمعك...." 

"خليها بعد الاكل....." 

"مفيش مشكلة نتكلم دلوقت....." ترك ما بيده وعقد ساعديه على طاولة أمامه وهو يحدج بثروت مُنتظر القادم.....

قال ثروت...
"يمكن كلامي ميعجبكش ويصد نفسك اكتر...." 

"اديك قولت اكتر يعني مش فرقه.... قول ياعمي عايز إيه......" حرك بنيتاه نحو وعد التي كانت تتابعه
بعينيها وهو يتحدث لوالدها وحين تلاقت الاعين 
اسلبت عينيها بنفور واضح منه.... 

رجع بتركيزه لعمه الذي قال بصلابة لا تليق بعجزه على مقعد متحرك..... 
"وعد كلمتني من يومين وفهمتني ان الحياة ما بينكم صعبة وانها طلبت منك الطلاق وانت رفضت...." 

نظر عمرو لوعد بغضب ثم عاد إليه قائلاً بصلابة... 
"والمطلوب؟...." 

احتدّ صوت ثروت قليلاً وهو يقول... 
"مش محتاجه سؤال ياعمرو.... طلقها... " 

رد عمرو بحزم جاد به من العناد الكثير....
"مش هطلقها ومفيش حد يقدر يجبرني ان اطلقها وسبها طالما انا مش عايز كده..... مش كده ياهانم ما تعرفي ابوكي بدل ما انتي راحه تشتكي....." 

رفعت عينيها عليه بكرهاً فوجدته يرمقها بإزدراء 
اشاحت بوجهها للمرة التي تجهل عددها وهي 
تشعر ان لسانها قد شل امام نظراته.... 

"خليك معايا هنا ياعمرو وملكش دعوة بيها... اتكلم مع ابوها اللي مسئول عنها... كلمني انا مش هي..." 

ابتسم عمرو بسخرية لعمه لأول مرة وهو يخرج انياب الوضاعة قائلاً....
"ابوها؟؟؟......وانتَ كُنت فين ياعمي زمان...بلاش انتَ اللي تتكلم عن الابوى وبذات عليها هي...لاننا كلنا عارفين علاقتك ببنتك كانت عامله إزاي الأول...."

صدم ثروت من هجوم عمرو الضاري عليه لاول مرة يكون بتلك القسوة معه فالطالما كان عمرو بمثابة ابن
له وكذلك عمرو يعامله كوالده اين ذهب الإحترام والحب وهو يهينه ويعايره بتقصيره السابق مع ابنته.....

كانت وعد اكثرهم تالماً وهي ترى وتسمع كلمات زوجها السأمه عن علاقتها الغير سوية مع والدها 

هند كانت صامته تنظر لشقيقها بخزي وحرج فدوماً كان معلماً نبيلاً لها وكان اول درس لها معه
(ان المؤذي الحقيقي للإنسان هو صاحب اللسان السام والكلمات المميتة...)لم يكن هذا عمرو اخيها
لم يكن....  

هتفت نادية بحزن ودهشة...
"اي اللي انتَ بتقول ده ياعمرو معقول انتَ يطلع منك الكلام ده.....اللي بتقل منه قدمنا ده يبقى عمك 
عمك اللي حبك ورباك زي ابنه تمام....معقول؟.....مش مصدقه انك انت اللي بتقول كده....."

رد عمرو بصلابة لها...
"عمي على عيني وعلى راسي لكن ملوش اي حق يجبرني اني اطلق مراتي..."

هتفت نادية بدفاع امومي....
"بنتنا مش مرتاحه معاك ومن حقها وحقنا اننا نشوفها مرتاحه في حياتها... وطلقها منك احسن
حل ينهي المشاكل اللي بينكم....."

ضرب بقوة على الطاولة فقد اغاظته كلمات نادية وتصممها أكثر.....
"وانا مش هطلقها...."

صاح ثروت بحدة....
"هطلقها ورجلك فوق رقبتك.... إيه هتستعبدها عندك..."

نهض عمرو بقوة وصاح بتشنج أكبر....
"أيوا هستعبدها اذا كان عجبكم.....وعد هتفضل مراتي غصب عنها وعنكم وعن اي حد يفكر مجرد تفكير ان يبعدها عني.........الحاجه الوحيده اللي هترحمها مني موت واحد فينا سمعني موت حد فينا......"

نظرت له وعد بسخرية وهي تلفظ ببرود.... 
"متستعجلش الموت كده كدا جاي مش هنهرب منه..." 

نهضت من على مقعدها وخرجت من الغرفة بهدوء وملامحها تجتاح الحزن والاستهانة من كل ما يحدث حولها.... ليس هذا هو الحب والتمسك بمن نحب هذه 
احد علامات الانانية في الحب.... تذكرت انه قال لها 
في يوماً ما (انه اناني.......اناني في حبها).... 

دخلت غرفتها واغلقت الباب عليها ثم استلقت على الفراش وهي تفكر في كل ما يحدث حولها ويدها 
الرقيقه تمر بحنان على بطنها البارزه التي زاد
حجمها عن السابق وهذا بسبب ولادتها التي 
ستتم قريباً...... 

وضعت الطبيبة نظارتها على سطح المكتب بتافف وعدم رضا وهي تقول.... 
"مؤشرات جسمك مش مبشرة أبداً ياوعد...." 

جلست وعد على مقعد مقابل لها وهي تقول... 
"خير يادكتوره...." 

قالت الطبيبة بإستياء....
"خير يادكتوره انتي لسه بتساليني ياوعد... كام مره قولتلك اهتمي بنفسك وباكلك وبعدي عن اي زعل وضغوط عشان دا ممكن يأثر عليكي وعلى ابنك....
وكل مره بتقولي حاضر ومبتنفذيش دا حتى علاجك 
مش بتاخديه.... ضغطك مش مظبوط..واصبح عندك فقر دم ناتج عن نقص الحديد في جسمك وكل ده هيسبب ولادة مبكرة دا غير خطورة الولادة عليكي وعلى ابنك ...."

تحشرج صوت وعد بخوف وهي تقول...
"مش فاهمه يعني ممكن يحصلنا حاجه...."

خفت حدة الطبيبة وهي تقول بهدوء....
"الاعمار بيد الله محدش يقدر يضمن عُمر حد لكن الكلام العلمي اللي ظاهر قدامي بعد فحصك انك مش هتكملي شهور حملك كلها واحتمال يبقى في ولاده في الشهر السابع بسبب ضعف جسم ونقص الحديد و الولاده هتبقى صعبه.....والطفل..."

قالت وعد بسرعة وخوف...
"ماله ابني.....صرحيني يادكتوره....هيحصله إيه "

قالت الطبيبة بيأس....
"الطفل ضعيف جداً ياوعد بسبب اهمالك ونزوله في شهر السابع مؤشر مش مُبشر خالص لصحته....." 

اسلبت وعد عينيها ونزلت دموعها وهي تضع يدها على بطنها بخوف ثم قالت بلهفة... 
"خلاص سبيني اكمل شهور الحمل وانا اوعدك اني ههتم اكتر بنفسي.... وهاكل وهاخد العلاج بانتظام..." 

اجابتها الطبيبة بعملية...
"اكيد هسيبك تكملي شهور الحمل احنا بس بندي احتمال بولادة مبكرة بسبب فقر الدم وضعف
جسمك......اسمعيني نقدر نرفع نسبة الحديد مع الادوية واكل معين وبرضو نبعد عن الضغط والزعل دا كل بيأثر عليكي وعلى ابنك.....انتي اكيد مش عايزه تخسريه...."

"انتي بتقولي اي يادكتوره اكيد مش عايزة اخسر أبني...."

ابتسمت الطبيبة لها بلطف وقالت بتحفز ...
"تبقي تنفذي كلامي وتهتمي بنفسك اكتر من كده.... ماشي يأم....... "

اكملت عنها وعد بحنان امومي وهي تتحسس بطنها البارزه...
"إياد.....إياد يادكتوره.... هسميه إياد...."

"ربنا يحفظه وينزل بسلامة يأم إياد....."

نزلت دموعها ويدها قد تجمدت على بطنها وهي تتفقد سقف الغرفة المزين بورود ناعمة.....

مسكت صورت عمرو بين يداها وظلت تطلع عليها للحظات بحزن وهي تتذكر جملته منذ دقائق امام والديها(الحاجه الوحيده اللي هترحمها مني موت واحد فينا..... سمعني موت حد فينا......)

مسحت دموعها وهي تمرر اصابعها على ملامحه 
وقالت بصوتٍ خافت شاجناً ، معاتباً بوجع....
"خايفه يجرالي حاجه قبل ما سامحك.....لي بتعمل كده فينا ياعمرو....انتَ بتقتلني وبتقتل ابنك....قسوتك هتخلص على حد فينا...بقيت مؤذي ياعمرو بقيت مؤذي اوي......"نزلت دموعها وهي تعانق صورته بين يداها بحنين فبرغم كل شيء تعشقه وتشتاق إليه ليت عشقه يُنسى وكانه لم يكن 
ولكن العقل يمحي الذكريات.... والقلب يعززها ويروي 
تفاصيلها من جديد ليعيد تجديد الحنين إليها !!....
______________________________________
في صباح اليوم الثاني.... خرج من الحمام وهو يجفف وجهه بالمنشفة وقد صدح هاتفه برنين مستمر..... فتح الخط بتافف وقلة صبر... 
" الو..... "

إبتسمت دارين بخبث من الناحية الأخرى وهي تقول بهدوء.... 
"عمرو..... صباح الخير...." 

"صباح النور..... في حاجه يادارين...." 

"كُنت بشوفك جاي الشركة ولا لا....." رفعت المجلة على خبر معين يحتوي على صورة وعد وهشام وتحتها بعد الأحاديث الإعلامية الجارحه لكلاهما.... 
تابعت دارين بمكر.... 
"اصل في خبر كده مكتوب عن مراتك... يمكن ميعجبكش....." 

كان عمرو يجفف شعره بملل وهو يسمعها حتى وصل لأخر الحديث فتوقف عن كل شيء واعطى تركيزه كله لها.... 
"خبر إيه مش فاهم......

ردت باستهانة فاترة......
"صور نزله على موقع ****وعلى مجلة****ادخل شوفها بنفسك وانت هتعرف...."  

عض على شفتيه وهو يغلق الخط بوجهها ثم فتح هاتفه وظل يبحث للحظات باصابع متشنجة لتمر الثواني ويرى صوره لزوجته تجلس على احد الطاولات 
وامامها يجلس هشام طليقها السابق.... كان العنوان 
مُستفز ومهين لابعد حد..... 
(الزوج السابق لعارضة الازياء المشهوره وعد ثروت الاباصيري في موعد غرامي معها... من خلف زوجها الحالي عمرو رؤوف الاباصيري.... الرفاهية وتحضر 
يجعلك........ "وضع الموقع شكل قرون بسخرية واهانه..... ومن ثم خلف هذا المنشور كم الهجوم عليهم وتعليقات الجارحة والمهينة له ولها...... 

دع الخلق للخالق.... لِمَ لا نسير على تلك العقيدة اهانة وتجريح بدون وجه حق.... هل تعرفني... هل 
كُنت مؤذي معك يوماً...... فعلاً تلك التكنولوجيا صنعها انسانٍ ، واي شيءً من صناعة الانسان يؤذي قبل ان ينفع ؟!... 

اعتصر عينيه وتشنجت انفاسه وهو يرفع هاتفه مرة اخرى مجري اتصال باحد الأصدقاء..... 
" أيوا..... معاك..... في خبر كده نازل على موقع ****عايزك تهكر الموقع ده وتحذفه نهائي واي مواقع منزله خبر عني او عن مراتي تحذفه...."
______________________________________
فتح الباب ودخل عليها الغرفة بتعبير وجهاً مُخيفاً وقتامة اعين تهاب من يراها...... 

اغلق الباب بقوة لعلها تنهض وتشعر بوجوده قبل ان يفرغ شحنات الغضب عليها واحده تلو الآخر..... لكنها كانت نائمة وكانها لم تنم لأيام..... اقترب من الفراش ووقف امامه فوجدها تعانق صورته بين يداها سحبها منها بقوة والقاها أرضا بعصبية ونفور ولم يستكفي بهذا بل مسك كوب الماء الموضوع بجوارها والقى محتواه عليها.... 

نهضت مفزوعه وهي تنظر حولها برهبة وجدته امامها بهالة تخيف ارتعد جسدها للخلف وهي تقول.... 
"في إيه.....اي اللي انتَ عملته ده....."

"مش هيبقى قد اللي عملتيه..."القى عليها الهاتف بقوة فصدم وجهها لكنها لم تعطي الوجع اهتمام 
ونظرت في الهاتف فوجدت الخبر وصورتها....
سألها عمرو بحدة...
"الصور دي بتاعتك..... ولا فوتشوب....."

ردت بنزق واستهزء ....
"مش عارفه...... انت بتفهم في الحاجات دي اكتر مني..."

"ردي عليا عدل ياوعد...."

"صورتي في حاجه تانيه....."نهضت من على الفراش ببرود وكادت ان تتخطى إياه لكنه مسك شعره بقوة 
بين قبضة يداه وهو يقول بغضب....
"يعني اي صورتك يعني إيه.....كُنتي معاه...روحتيله ليه......ليه......"

كتمت تاوهه وهي تقول بقسوة...
"تفتكر لو اخترت الصراحة معاك المشكلة هتتحل...لا طبعاً مش هتتحل هتفضل تشك فيه وتتهمني بالباطل..... طيب اعتبرني كُنت بخونك ولو راجل طلقني....."

هز شعرها بين يداه وهو يقول بغضب هائل... 
"انا راجل غصب عنك... تحبي اثبتلك....." 

"اثبتلي وطلقني....." ردت ببرود أغاظه منها.... 

ترك شعرها بنفور وهو يقول بقساوة....
"مش هطلقك نجوم السما اقربلك من الطلاق...." 

وقعت على الفراش وهي تصيح....
"هطلقني غصب عنك......انا مستحيل اعيش مع واحد ظالم و شكاك زيك ....."

هدر عمرو بخزي وغضب منها ومن هذا الحب...
"وانتي عملتي إيه خلتيني اعمل كده....كل حاجه بتعمليها بتأكد نظرتي ليكي.....ادخلي على تعليقات ياهانم وشوفيهم بيقوله عني وعنك إيه....من ساعات مرتبط بيكي زمان لحد دلوقتي وانا مش بسمع غير اهانتي وتجريح فيه وفـ أهلي وكله بسببك وبسبب الكلب اللي بتجري وراه......لكن خلاص قسماً بالله مانتي خارجه من البيت ده تاني ورجلك مش هتعتب باب اوضتك ياوعد.....هحبسك هنا وهربيكي بطريقه اللي تليق بيكي...."

هتفت بلا مبالاة جامدة....
"اعمل اللي تعمله مش فرقه معايا....بس قسم على قسمك ياعمرو انا اللي هدفعك تمن اللي بتعمله فيه دا غالي......"

"ياجبروتك ياوعد..... ياجبروتك....انطقي كُنتي بتعملي اي عنده...."لوى ذراعها خلف ظهرها 
بقوة المتها..... ردت عليه بعناد اكبر...
"ميشغلكش لاني كده كدا كدابه وخاينة اي لازمة الكلام وصراحة معاك ......"

"كان عايز اي منك انطقي بقولك...."

نزلت دموعها امام عينيه القاسية وهي تقول بخزي...
"وانا بقولك مش هبقى صريحة معاك....عشان الخاينة كدابة.... خليني كدابة لحد النهاية ياعمرو...ورحمني وسبني...."

ترك ذراعها وادارها إليه بقوة وهو يهدر بضراوة....
"وانتي رحمتيني......رحمتيني وانتي بتوكلي محامي لهشام عشان يخرج من السجن....رحمتيني لم طلبتي الطلاق... لم هنتيني قدام اهلك إمبارح وخليتينا اطلع وحش قدامهم....رحمتيني لم روحتي قبلتيه من ورايا رحمتيني وانا بتهان من ناس معرفش حتى اسميهم إيه.......فين الرحمة اللي ادتيهاني عشان 
ارجعهالك فين هي....."

ردت وعد بحسرة وهي تجتاح عيناه بشجن وشوق.....
"احنا مبنعملش حاجه في حياتنا غير اننا بنوجع بعض.....جوزنا كان غلط وارتباطنا زمان ودلوقتي كان اكبر غلط......احنا مشوهين قلوبنا.... وحبنا عبارة عن سواد......وانا شوهت حبك وانت دمرت اللي جوايه من ناحيتك....خلينا نحترم اخر حاجه بينا....خلينا ننفصل بهدوء عشان خاطر ابنك........"

صاح بامتلاك منتقم....
"مش هسيبك.....وللهِ لو موتي بين ايدك هختار الموت ياوعد وبرضو مش هسيبك....مش حب
فيكي لا دا انتقام منك عشان احرمك من انك 
تبقي ليه من تاني......"  

ضربت في صدره وهي تصيح بهستريا.... 
"افهم بقه....... افهم حرام عليك..... انا وابنك هنضيع من بين ايدك وانتَ برضو مش عايز تفهم......" 

صرخ بعلو صوته في وجهها .... 
"افهم إيه .... افهم إنك ا...." 

قاطعته وعد بقوة....
"افهم اني مش مسمحاك... افهم اني لسه بحبك... واني خايفة..... خايفة اموت وانت مش جانبي...

"انا مش قادرة اسمحك ولا قدره اكرهك..... بس اكيد خايفة اموت وانتَ مش جانبي....... "

توقف تشنجه وغضبه وهو يتفقدها بعدم فهم... 
"انتي بتقولي إيه....... إنتي....." 

احتقن وجهها فجأه واحمر بقوة وهي تقول بصعوبة....
"بطني..... بطني ياعمرو......." نظر عمرو الى بطنها ومن ثم الى ساقيها الملطخه بالدماء على شكل خطٍ رفيع...... 

هتف عمرو بغباء وصدمة...
"وعد...... انتي..... انتي بتنزفي...." 

نظرت لساقيها ومن ثم إليه وهي تقول.... 
"أياد ياعمرو...... اياد......." صرخت بقوة وهي تقع بين يداه مغشياً عليها من شدة الألم .......... يتبع

                           دهب عطية... 

الفصل الثالث والثلاثون من هنا 


 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1