رواية عشق الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم كنزةالحلقة الرابعة والثلاثثون من رواية #عشق عنوان الحلقة: انتهت المسرحية عشق تأكدت أن سنين عمرها سمراء وأن الربيع مهما أزهر على حقول قلبها سيأتي يوم ويزورها الشتاء، وها قد أتى دون سابق إنذار فهاجم السهول والمدن ولم يعطها ولا حتى وقتا لتجمع أشتات قلبها وتستعد للترحال، إنه القدر هكذا يباغت وإنه الغدر هكذا يهاجم، وهي عشق هكذا كتب لها أن تعيش. القسم الأول: اكمل وزاد المها قائلا: نعم حين اتى زوج عمتك الى باب القصر يومها أتى ليخبرني انك لست ابنة ديمير، لقد... توقف برهة لم يستطع أن يكمل ثم اردف: لقد كانت خطة منه ومن مراد لأجل المال ليجنوا ثروة من خلالك ومنذ تلك اللحظة أمرت باخفاء احمد أما مراد فلم أجده بعد لكن ساجده لامحالة ثم زفر بغصة وعاد للصمت يتنقل بين البوح والصمت فينتهي بكل كلمة يقول، ثم استرسل الجديث الصعب قائلا: حينها اردت التاكد واستطعت أن اتاكد انك لست ابنته فعلا وقد كان التحليل مزورا، انقلب كل كياني لحظتها. اخرجت انينا من فؤادها خرق أذنه مباشرة ليقول:توقفي لطفا... سكتتت ووضعت يدها على بطنها ورددت:هل هذا ايضا كذبة؟ هل انا بكابوس؟ان كان كذلك اريد ان استفيق ماعدت استطيع ان اغوص بهذا الكابوس اكثر أنه يقودني للهاوية وانا أضعف من أن اجابهه. تنهد واردف:لكني تبت انت كنت السبب في عودتي عن الظلال،وحدك فقط من استطاعت أن تخرجني من ذلك المستنقع العفن الذي كنت فيه،انت أحييت فطرتي السوية وعدت لخالقي،لم يكن كذبا، الا عشقنا، ليس كذبا، قد اصدق أن كل شيء حولنا كذبة الا عشقنا اتسمعينني؟ تنهدت وتحدثت اخيرا من خلف الباب:فقط اجبني على سؤالي؟ لم تزوجتني اذا؟؟ان كان هدفك الانتقام ورميي لمن ظننته والدي لم وافقت على طلبي؟ صمت، ماذا يقول وماذا يجيب؟كيف سيتجرأ ويجيبها بأنه تزوجها كي بذلها اكثر وتكون له حجة بأخذ ما يريد منها وبرضاها ايضا كيف كيف؟ ريحان بغصة :اجبني أمير:سامحيني. سكتت لم تطلب إجابة بعدها لم تستطع ذلك الدمع الذي ينزل كتم صوتها الحمل ثقيل ثقيل جدا ماذا ستتحمل وتتحمل ماذا؟ لكنه تحدث وقال:وجدتها حجة كي اظمنك واظمن عدم هروبك وهكذا، زوجتي يعني ملزومة بطاعتي أو بالأحرى ثم بكى ثم اردف:كي اهينك اكثر بحجة الزواج واستمتع بنصري وثاري. ريحان: والرسالة تلك أمير:انها التي احضرها محمد يومها وانا وجدتها صدفة وابقيتها معي، حاولت اخبارك لكن، لكن جبنت ماعساي افعل؟كل سر يجر سرا واءه،خفت خسرانك لانني لا يمكنني دونك،فضلت إخفاء الحقيقة عنك على أن اخسرك أو اوجعك. يكاد دمعها يجف لم تتوقف لحظة عن البكاء،وهي تستمع إليه وهو يسرد تفاصيل انتقامه.كيف بحث عنها وكيف وصل اليها. وقفت من مكانها وتركته يتحدث وهي تستمع لكلماته بحرقة ووجع، نظرت لانعكاسها في المرآة لكن لم تر عشق الضاحكة البشوشة المتفائلة الحالمة البريئة،راته هو، رأت ابتسامة نصره بانتقامه منها. حدثت نفسها وقالت باكية:لماذا؟ اهو ابتلاء ام انه حظ ام علها دعوة مظلوم ظلمته دون أن أدرك؟ لكن أنا متأكدة من أنني لم اؤذ احدا، لم اظلم لم اقذف مخلوقا م اجرح بشرا. ثم تنهدت ووقفت بشموخ تنظر لنفسها حينها تاملت بهتانها الذي أحياه من جديد تقدمت من المرآة قليلا ثم مدت ذراعها وسحبت المقص من هناك ونزعت خمارها. في لحظة أصبحت عجوزا تركض هاربة تريد أن تستريح من وطأة الوجع. نظرت برهة لحالها ثم أمسكت بتلك الظفيرة وشرعت بقصها دون تردد وبكل قوة....(لم تشعر بالآسى يومًا كذلك اليوم، بشكلٍ ما كل شيء ينتهي بهدوء كأنها المرة الأخيرة، فقدت نقسها تدريجيًا كـ مَن لا حول له ولا قوة، تتوالى الأيام ويتوالى سقوطها معها فـتوودّ لو أن العالم يكون أخف وطأه لكي تشعر بأن الحياة تنصفهت ولو لمرة) قصتها كل ما ضغطت على المقص تألمت وتذكرت ترجياتها له،كلما ضغطت رأت وحشيته امامها، الظفيرة التي حافظت عليها سنينا انتزعتها،لم تبال بشيء لقد وقع قلبها في صقيع الخذلان وحين يبرد القلب لا يبق اي معنى للأشياء التي كنا نعشقها والتي كنا نسعى إليها. حملتها بيدها ونظرت إليها وقالت:هذا آخر دين عليك عشق، لقد دفنك هنا، ثم رمتها أرضا واقتربت ودعست عليها كما دعس هو على قلبها بلا شفقة وأعادت حجابها ومضت،لقد رمت جزء منها خلف الذاكرة ومشت اختارت الذهاب دون تردد أو رجعة. ذهبت ناحية الباب اقتربت قليلا لتقول بصوت خافت:لقد حققت انتقامك أمير تارهون، وخرجت فعلتها بكل شجاعة خرجت من باب الشرفة تجر حقيبتها وهو لا يزال قابع بمكانه يدفع بالزمن عله يمضي. لايزال هو جالسا مكانه ارضا صامتا بعد أن توقف عن الحديث وعن سرد تفاصيل طريقة انتقامه وكيف غيرته من وحش الى انسان. لكنه لم يدرك بأنه ضحى بها لأجل أن يتحرر ويصبح إنسانا. مرت لحظات عم السكون تماما،ناداها من الخارج:عشق، افتحي يجب أن نتحدث لكن لا رد. عاد مناداتها لكن لا رد،اقترب من الباب وقال:اما أن تجيبي أو ساخلع الباب وادخل..... انتظر وانتظر واسترق السمع لكن لا صوت حتى نحيبها واختفى. لم يشأ أن يرعبها لكن لم يستطع التحمل اكثر ليقوم بدفع الباب بكتفه بقوة مرة ومرتين ليدخل باندفاع الى الغرفة. مرر نظرة خاطفة بارجاء الغرفة لكن ليست موجودة لينتبه سريعا الى باب الشرفة المؤدي للحديقة فقد كان مفتوحا فتحدث بخوف:لا يمكن. ثم أسرع متجها نحوه لكنه دعس على شعرها المرمي أرضا فجأة. انتبه لذلك لينزل نظره نحو قدمه،كانت ضربة موجعة أصابت نظره ثم قلبه،انها ضفيرتها التي عشقها قدر عشقه لقلبها،انها الوعد الذي وعدته به،لقد خالفت وعدها دون تردد. انحنى أرضا وحمل الضفيرة بيده لقد كان حاله وكانما يحمل قلبه الذي ينزف بيده وليس ضفيرة شعرها الاسود، تذكر يومها حين وعدته..............(حينها مارايت فتاة شابة بربيع عمرها لا والله،ثم لامس غمازتها ليكمل:رأيت بك طفلة تركض بين حقول الاقحوان ضاحكة تتفاخر بظفيرتها الجميلة،تاملتك وذهبت راكضا بين خصلات تلك السنبلة ابحث عن الأميرة صاحبة الظفيرة التي انحنت لينحني معها فؤادي إلى آخر نقطة من سواد شعرها،حينها فقط التف ذلك الجمال ليحاوط عالمي فما كان مني إلا أن أفتح ذراعي لاستقبله،لكن جمالك غلب ذراعي وحاوطني هو وتلك الضفيرة،فعشقت السواد حينها وايقنت أن الاسود خلق لاجل خصلات تلك الحسناء الجميلة. كانت تستمع لكلماته مستمتعة مبتسمة تبادله نظرات كلها التي تحكي ابلغ الكلمات ليسكت حينا ثم قال:حبيتي اريد ان تعديني بشيء. ريحان:بماذا؟ امير:لا تقصيها مهما حدث. ريحان:انه مجرد شعر أمير لا تبالغ قد أضطر لقصه لسبب. امير:بالنسبة لك مجرد شعر اما انا فلا انه أكبر من ذلك. ريحان:لا لن اقصه.. لاجلك فقط لن اقصه...إن لم اكن مظطرة لذلك فلن افعل. امير:وعد؟ ريحان:مع انني لا احب إعطاء الوعود لكن لاجلك وعد هل رضيت؟ امير:رضيت وايضا...) كسر قلبه لتلك الذكرى،توجع تالم،نظر الى الضفيرة بيده ثم قربها إليه وتنهد لكنه لم يستطع تحمل ذلك الوجع ما جعله يقول بحزن بليغ:لماذا عشق لماذا؟لماذا خنت العهد حبيبتي؟لست انت من تعود بوعدها اعرف ان خطئي عظيم.والعبئ على كتفيك ثقيل لكن... ضم الضفيرة بيده اكثر وقام ووضعها على السرير مكان نومها وهو ينظر إليها بحسرة وانكسار يتجرع الم المقص وهو يتخيله كيف يذبح تلك الضفرة بشدة. هي حالها حال الضفيرة أيضا لقد ذبح-ها أمير بعنف وتركها تتخبط بانينها الصعب ومضى التفت لباب الشرفة ليخرج منه بعدها مسرعا،توقف بالخارج ينظر هنا وهناك عله يجدها بالحديقة لكن لا أثر لها،عاد سريعا وفتح الخزانة لينصدم بملابسها التي لم يبق منها غير بعض الملابس وقمصان نومها. التفت راكضا وهو يقول:لا لا، لا تذهبي لا تفعليها. في هذه الأثناء كانت هي تسير بالخارج تجر تلك الحقيبة بصعوبة فثقل جسدها اثقل كاهلها ولم يعد بمقدورها حمل ريشة حتى كانت كالمنومة مغناطيسيا تمشي دون أن تنظر باي ناحية عدى الامام. توقفت اخيرا بعد أن ابتعدت نسبيا عن القصر ثم نظرت للطريق تبحث عن سيارة اجرة.، انتظرت لحظات لكن لا سيارة وكان ظروف الكون أرادت أن تؤخرها.ط، كنت تقف بصعوبة تداري تعبها وانكسارها،تحبس دمعها في جفونها كي لا تفضح أمام الملأ لكن القلب بداخلها ينزف دما ولو لم ينزل من مقلتيها دمعا لا تسمع شيء من حولها غير كلماته غير اعترافه،غير تلك الحقيقة الأمر من الصبر، إنه حمل ثقيل، كيف ستطيقه لقد تحملت كفايتها وحين وجدت السعادة اخيرا اتى هو ورفع الساترة وقال:انتهت المسرحية عشق. واقفة بقارعة الطريق تكاد تختنق، حينها انت سيارة أجرة لتسرع هي توقفها لكن صاحب السيارة لم يتوقف لتصرخ به :توقف لطفا. توقف وعاد للخلف لتقول سريعا:خذني من هنا سريعا. تحدث صاحب السيارة ليقول:آسف ابنتي لكن هناك خلل بالسيارة ويجب أن آخذها للمصلح. ريحان:لا يهم إن كان كذلك خذني بطريقك. الرجل:لكن، كيف آخذك بطريقي. هنا اتاها صوته وهو يناديها:عشق انتظري ثم ركض ناحيتها سريعا نظرت اليه ثم إلى صاحب السيارة لتقول:فقط ابعدني من هنا. الرجل:حسنا اركبي. لكن ما ان همت لتركب وصل كان هو عندها ليقوم باقفال باب السيارة بقوة ويقول:لا يمكنك أن تذهبي وتاخذي روحي هكذا يجب أن تسمعيني. نظرت اليه بغضب ثم اقتربت منه تصرخ وتبكي وتقول:ماذا تريد اكثر ماذا ابتعد نظر إليها بانكسار وقال:لا يمكنك أن تذهبي هكذا. اقتربت منه وبدأت بدفعه بقوة وهي تصرخ:اسمع ماذا اسمع ماذا؟ ماذا تبقى لتقول:انتهت المسرحية عشق؟؟؟....وقد كنت البطلة الحمقاء بها؟؟؟ابتعد ابتعد اكرهك اكرهك. لم يتلفظ بشيء ولم يوقفها عن دفعه حتى كان ينظر إليها منكسرا يتلقى ضرباتها القوية صامتا ط، توقفت عن ضربه والتفتت تريد الركوب ليمسكها من ذراعها ويقول:لا تفعلي عشق نظرت اليه بغضب واقتربت منه لتردد:من عشق؟؟. لقد ماتت بتلك الغرفة، هيا اذهب عني وجهك، اذهب وعش ذكرياتك هناك معها، ثم ضحكت بسخرية وأضافت: عشق، احتفظ بهذا الاسم لنفسك فما عاد يلزمني، ثم التفتت ثانية وكل كبرياء العالم تجمعت بها، رفاهية جديدة لامست شعورها المحتضر لتركب وصاحب السيارة يراقب فقط. امسكها ثانية لتصرخ به بقوة:اتركني والا اقسم سابلغ عنك، انصرف كن كريما لآخر مرة واتركني اذهب بسبيل حالي. أمير:لكن طفلنا. ريحان:د بغضب:هششششش ترك حينها يدها لتركب هي سريعا وتنطلق السيارة مباشرة. انسحبت من أمامه وهي تسحب ما تبقى فيه من امل انسحبت وهي تسحب النور عن أيامه ببطئ،انسحبت وهي تسحب ضحكاته ببطئ، لكن ما استسلم فهي عشقه،استدار وركض إلى سيارته داخل الحديقة ليركبها وينطلق بها سريعا عله يلحق بها. كانت بالسيارة تبكي بحرقة شديدة ما جعل صاحب السيارة يرق قلبه لها،نظر إليها وقال:اهدئي يا ابنتي لا شيء يستحق صدقيني انها ايام نعيشها وننصرف عن الدنيا صفر الأيدي فلم الحزن؟ لكنها لم تجب. نظر إليها بحزن ثم اردف:حسنا سآخذك بطريقي وانت اختاري اين ستتوقفين. ريحان:المهم ابعدني من هنا. الرجل:ساسلك طريقا مختصرا اذا. في هذه الأثناء جاء اتصال لكمال ليفتح هاتفه سريعا ويرد:هل هناك اي جديد؟ الرجل:سيدي لقد تشاجرت معه وانطلقت في سيارة أجرة وانا خلفها كمال:ابق خلفها اياك أن تضيعها يجب أن تعرف اين ستذهب الرجل:بامرك كمال بيك. سارت السيارة مسرعتا نحو شارع طرفي بنما أمير فقد انطلق بسيارته سريعا متوجها إلى الشارع الرئيسي يبحث ببصره هنا وهناك كالمجنون لكن لا أثر لتلك السيارة. سار هنا وهناك كان يسوق سيارته بسرعة كبيرة لا يهتم لمزامير السيارات التي تعالت طالبة منه التوقف أو انقاص سرعته لكن رغم هذا لم ينقص من سرعته. جاب اغلب الطريق الرئيسي وهو يردد:اين انت عشق اين اين؟ لا يمكن أن يكون قد اختفى بهذه السرعة لم تتأخر الا لدقيقتين. بعد مدة من بحثه هنا وهناك قرر أن يصف سيارته جانبا. توقف بقوة حتى عاد للامام بقوة، لكنه امسك نفسه ثم رمى بجسده للخلف وتنفس بعمق كان هادئا للحظات فقط ثم بعدها حين تذكر كلمة(لقد ماتت بتلك الغرفة)، (احتفظ بهذا الاسم لنفسك ما عاد يلزمني)، كانت كلماتها تنخر بخلاياه العصبية نخرا مؤذيا يصعب تحمله. بدأ بضرب مقود سيارته بقوة وهو يردد لقد ندمت وتبت وعدت...لقد سامحتني...لماذا لماذا لماذا؟؟؟اخ اخ. بقي هناك فترة ثم شغل سيارته لينطلق ثانية للبحث عنها. امسك هاتفه واتصل بها، كانت هي لا تزال بالسيارة ولم تنزل بعد،نظرت الى هاتفها لتجد اسمه،فصلت الخط مباشرة ثم أقفلت هاتفها واعادته لحقيبتها بصمت. نظر إليها صاحب السيارة بأسى وقال:ابنتي الم تقرري اين ساقلك...؟ ريحان:خذني الى اي فندق لكن بشرط أن يكون عاديا. الرجل:حسنا ابنتي ساقلك ثم آخذ السيارة إلى التصليح، عذرا على تطفلي لكن هل ذلك الشخص زوجك؟ ريحان بحزن:نعم. الرجل:لا تحزني يا ابنتي اسمعي مني ما ساقول وان شئت اعملي به وان شئت خذيها نصيحة فقط. إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد فاعلمي أنما وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال. ريحان:ونعم بالله. الرجل:واصبري يا ابنتي اصبري وما صبرك إلا بالله نظرت اليه قليلا ثم خاطبت نفسها وقالت:نفذ ما عندي من مخزون لقد كسر ظهري ولن يستطيع احد جبر هذا الكسر حتى وإن احظروا لي حكماء كل العصور. الرجل:فقط ثقي بالفرج، واعلمي بحسن مصيرك ما دام ربك هو المسير ،مهما ادلهمت الخطوب وأظلمت أمامك الدروب ، فإن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا. نظرت اليه بعينها الدامعة ثم اردفت:هناك أعباء لا يتحملها البشر. الرجل:ومن قال أن البشر لا يمكنهم التحمل؟...."لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" هو يتحدث وهي تنظر إليه صامتة حزينة ليضيف سأحكي لك شيء ربما تأخذين منه العبرة، ربما يخفف عنك ولربما لكن قد يؤثر:يحكي أن ذات يوم مر رجل من الصالحين علي رجل اصابه شلل نصفي وكان الدود يتناثر من جنبيه، وكان هذا الرجل اعمي واصم، ووجده يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره . كانت تستمع صامتة فقط حزينة منكسرة على حالها البائس ذاك. اتصل أمير ثانية لكن هذه المرة وجده مقفلا.....ليقوم برمي هاتفه جانبا ويردد:اووووه ليس وقت اقفاله، ليتك واجهتني فقط لينك ما انسحبت هكذا. توجه بعدها مباشرة إلى مكتب سيارات الأجرة بعد أن استسلم في من ايجادها لينزل هناك ويسأل عن صاحب السيارة بعد أن سلمهم رقمها. تحدث أحد الرجال وقال:انه العم فكرت لكنه قال سياخذها التصليح لان بها عطلا لا أظن أنه هو سيدي قد تكون اخطات برقم السيارة. أمير:لا انا متاكد الرجل:حسنا ساتصل به واعرف اين موقعه سيدي لا تقل. وقف امير يترقب بخوف ينتظر خبرا قد يفرحه. اتصل الرجل بالعم فكرت لكن لا مجيب. نظر إليه أمير وقال:ماذا؟ الرجل:أنه لا يرد. أمير:آخخخ وهل هذا وقته ايضا لماذا لا يرد؟اعد الاتصال. أعاد الرجل الاتصال لكن لا مجيب ايضا. نظر أمير إليه حزينا لقد زاد خوفه اكثر واكثر. اخذ يتحرك بمكانه ذهابا وايابا يضرب على كفه ويردد:اين انت اين اين؟ تحدث الرجل وقال:لكل غائب حجة يا سيد عساه خيرا ان شاء الله. نظر إليه أمير لحظات ثم قال:عساه خيرا ان شاء الله(لقد هدأ قلبه برهة لأنها كلمتها لطالما ذكرتها كي تهدئ من روعه وتمتص قلقله عن شيء) ثم اردف: حسنا هذا رقم هاتفي من فضلك اتصل بي لو اتصل...أنها مسألة حياة أو موت. الرجل:بامرك اخي. انصرف أمير بعدها ثم أخذ يطوف باغلب بشوارع المدينه حتى تأخر الوقت ولا أثر،كان الكل قد.اتصل يريد ان يطمئن عليها لكن امير في كل مرة ييرد:سنتاخر في العودة لا تقلقوا. كان خائفا بل مرتعبا يعيش حالة ضياع يفكر ويفكر اين يمكن أن تكون يبحث هنا وهناك ويعود ويبحث كان كالذي فقد امه ولم يعد يستطيع دونها،كان يسر بالطرقات ويدعو فقط أن يجدها سليمة معافاة. لتاتي على خاطره فكرة فجأة. توقف بالسيارة فجأة عند الجانب وقال:طبعا انها هناك من المؤكد أنها هناك كيف لم افكر بذلك كيف؟ امسك هاتفه واتصل بسكرتيرته لترد مباشرة. تحدث دون أن يسلم حتى ليقول:ارسلي لي عنوان كمال مراد أوغلو حالا. السكرتيرة:لماذا أمير بيك؟ أمير:هل هذا وقت اسالتك؟ارسلي العنوان. السكرتيرة:حسنا سارسله برسالة ثم اقفل الخط مباشرة. لحظات فقط وكانت الرسالة بهاتفه ليقرأها سريعا ثم قال: انت هناك لا محال ليدير مقود سيارته وينطلق سريعا الى هناك. توجه إلى بيت كمال مباشرة ووقف عند الباب ينظر حوله والى المكان هناك والى فخامته. تنهد وقال:تستحقين كل الخير حبيبتي لكن لن افرط بك مهما حدث انت لي....وستسامحينني كما فعلت مسبقا، انت تدركين انني تغيرت لاجلك فقط تغيرت، تدركين انك اختياري وقراري واقراري. قامت الخادمة بفتح الباب لكن قبل أن يسأل عن كمال وجده يتقدم منه مباشرة فقد علم من رجل الامن أنه عند الباب وما أن فعل حتى اقترب منه كمال وقال:ماذا تريد؟ أمير:اريد ان احادثها كمال:لكنها ليست هنا. أمير:كذب اعرف انها هنا كمال:قلت انها ليست هنا انصرف أمير:اريد ان احادثها. كمال:أمير:لا تجبرني على طردك بطريقة سيئة انها ليست هنا ولا اعلم اين هي حتى. أمير:انك تسعى لهذا منذ فترة والآن اتتك الفرصة على طبق من ذهب...استمتع الآن بنصرك لقد ابعدتها عني لكن، ثم رفع يده يهدد غاضبا، انت مهما حاولت لن تستطيع تفريقنا ليكن بعلمك ما يجمعنا حب لا يهزم. نظر إليه كمال غاضبا ثم خاطبه نبرة حادة وقال:لا ترم شماعة اخطائك على غيرك أمير....لا مذنب هنا غيرك...مهما حاولت ومهما صنعت ستبقى مذنبا ولو ذهبت واخفيت نفسك في الجزء الآخر من العالم ستحمل خطيئتك التي صنعت،انظر بسببك فقدتها قبل أن اجتمع بها حتى. نظر إليه أمير بغضب وهو يشد على قبضته يحاول حجب غضبه ليكمل كمال:ماذا؟ لم سكتت؟ هل نسيت انك صاحب الذنب واتيتني راكضا تبحث عن مذنب هاااا؟ اذهب من هنا أمير اذهب من هنا. أمير:ساذهب لكن انت ابق بعيدا فقط ابق بعيدا ولا تحاول أن تحوم حولنا لسنا بحاجة لك. انسحب بعدها أمير بكسرته وكلام كمال يتردد برأسه ليتركه واقفا عند الباب بمكانه كان يمشي بتقاعس مترنحا ،رغم تلك الحقيقة الموجعة التي يهرب منها منذ مدة ليست بالهينة الا انه في قرارات عقله يقر بيها يقر أن لا مذنب غير امير ولا ذنب كذنب أمير لكن لا عشق كعشق امير لعشق ولا سكينة كالتي بقلب عشق لامير. وصل إلى سيارته اخيرا بعد أن جر جسده جرا، وقف ينظر حوله ثم سكن ثم بدأ بالصراخ وضرب عجلة سيارته برجله وهو يردد:اللعنة عليك يا امير اللعنة اللعنة، انها تحمل طفلك ايضا، اللعنة، ما كان يجب أن تعرف شيء ما كان يجب. اين انت حبيبتي؟يارب احمهم لي يارب. ركب سيارته ثانية لكن لم ينطلق بعد للحظة احس بتعب شديد وبرودة اجتاحت جسده،وضع يده خلف رقبته وشدها وهو يغمض عينيه بقوة لقد كان التعب شديدا ثم انزل رأسه على مقود السيارة وبقي كذلك لحظات ثم رفع رأسه ثانية وهو ينظر لأعلى مهموما وردد("ربّي أنتَ الذي غلبت مشيئتهُ المشيئات كلها، وغلب قضاؤك الحيل كلها، ولو أجتمع إنسٌ وجان وأنهار وأوتاد ستظل فاعلاً ما تشاء، ربيّ إنن نظن بك الظن الجميل، فاحمهم يارب...يارب خذ من عافيتي وارزقهم يارب). سكت عن الحديث ثانية ثم نظر ناحية بيت شقيقها كمال ليقرر بعدها المضو في طريقه لكن ما ان شغل سيارته حتى رن هاتفه. نظر إليه ليجد بأنها هي المتصل لقد كانت فرحته لحظتها لو فرقها على كل البشر قد تضمهم جميعا،حمل هاتفه ومن شدة توتره أوقعه ليعيد حمله ثانية ويرد سريعا ويقول:عشق حبيبتي اين انت؟ لكن من أتاه صوتها ليست عشق انها شخص آخر ردت لتقول:انت السيد أمير؟ سكت لحظات وقد اتسعت عيونه يترقب بكل جزء من الثانية ماذا ستقول الفتاة وزاد خوفه، زاره شبح فقدها وهاهو سيتمكن منه لا محالة فأين المفر أمير؟ ثم قالت ثانية:الووووو....سيد أمير..؟ تنهد وعاد لوعيه اخيرا ورد بصوته المرتجف ليقول:نعم أنا أمير من انت؟لم تتحدثين بهاتف زوجتي؟ الفتاة:سيد أمير انا ممرضة من المشفى المركزي، السيارة التي كانت فيها زوجتك قد تعرضت لحادث ولقد وجدوا اغراضها وهاتفها في موقع الحادث. كانت مجرد لحظة زمنية عابرة لكن، مرت بالم، بكت روحه بالم، سقط الفرح منه أرضا وانكسر الى قطع صغيرة بالم، تنفس بالم ، تنهد بالم، حرك شفتيه ليرد لكن ما استطاع، أضاع حروفه لوهلة،فقد صوته لوهلة، من سيحارب معه ذلك الضياع، من سيعينه ليواجه الذنب دون خوف، من سيتنهد لانفاسها، من سيهدأ في عينيها، من سيبتسم عند غمزتها؟؟ ردت الممرضة ثانية لتقول:آلو سيد أمير اانت معي؟ تحدث أمير اخيرا بحزن وقال:فقط اجيبيني اهي بخير؟ الممرضة:لا نعلم سيد أمير هناك مصابين في الحادث ولا معلومات لدينا عن حالتهم بعد لكن يجب أن تأتي حالا. اقفل الخط مباشرة ثم ركب سيارته وانطلق كالبرق الى المشفى مباشرة وقد اتصل بجوناي ليلحق به إلى هناك سريعا. كان وكأنه بسباق سيارات سريع لا يرحم اي متنافس معه يسوق دون أن ينظر لجانبيه فقط أمامه وصورتها نصب عينيه وهو يردد:لا يمكن أن تذهبي لن اسمح لك بفعلها لا يمكن عشق. وصل المشفى بعد فترة أكل فيها الأرض بعجلاته... دخل راكضا نحو مكتب الاستقبال فتحدث بهلع مع الموظفة: عشق، اقصد ريحان تارهون، قد تعرضت لحادث واحضروها الى هنا طالعته الممرضة دهشة ثم قالت:لحظة سيدي رجاء، ثم نظرت الى شاشة الحاسوب لتضيف:لا يوجد شخص بهذا الاسم مسجل عندنا،لقد احضروا مصابين منذ لحظات جراء حادث سير لكن لم يسجلوا معلومات عنهم بعد أمير بخوف:واين يمكنني أن اسال؟ الممرضة:حسنا توجه لغرفة الاستعجالات ستجد الدكتور المشرف هناك. ركض الى هناك مسرعا كل شيء حوله يتلاشى إلا هو وخطواته ليلتقي بالدكتور خارجا من غرفة الاستعجالات فتوجه إليه مباشرة مرددا بخوف:دكتور، الحادث الذي حصل للسيارة منذ قليل زوجتي، لقد، لقد...آه ياربي لقد كانت بالسيارة. رد الدكتور بأسى وقال:لقد تم نقل شخصين الى هنا سيدة ورجل صاحب السيارة،الرجل في الداخل لكن حالته سيئة ويحتاج لعملية... تحدث أمير بحزن ولفظ سؤاله بألم:والسيدة؟ الدكتور:للأسف، السيدة التي احضروها قد فارقت الحياة في تلك اللحظة أيقن أن الدنيا هاهي تمارس قسوتها عليه تضمه لا تريد أن تتركه. الدكتور: هي الآن في المشرحة لحفظ الجثث ولم يأت أحد للسؤال عنها بعد. اماء بالنفي ثم اردف:لا يمكن ليست عشق هذه كذبة لا لا لا يمكن. أراد البكاء لكن لم يستطع كطفل يحبس دمعه، كان يغرق لكن لا منقذ يسحبه، صرخ بداخله بقوة جبارة "ياااا الله"، "يا الله" رغم شفتيه المطبقتين على بعضهما لكن لا احد يسمع ولا احد يجيب. وماذا إن كان البكاء لا يفعل شيئاً سوى نقل الألم من قلبه إلى رأسه فقط؟ لم يجد الدكتور اي كلام لواسيه فقط اكتفي بوضع يده على كتفه وربت قليلا مضيفا:اعانك الله على ثقلك اخي.، علم ليس بالأمر الهين لكن هذه مشيئة الخالق ولا اعتراض لنا على مشيئته عز وجل. لكن أمير لم يجب فقط كان ينظر وهو بعالم ثاني بعيد كل البعد عن موضعه ذاك، زفر الدكتور بضيق وبصوت أجهش تحدث:تعال لنتاكد من الجثة قد تكون شخصا آخر وليست زوجتك لا تستبق الحزن اخي. كان أمير ينظر فقط وكأنه لا يفهم من اللغة التي يتحدث الدكتور شيء،مصدوما،لا يحس بشيء أو لشيء، تحرك اخيرا من مكانه ومشى،كانت هناك حركة حوله والمشفى شبه ممتلئ لكنه لا يحس لشيء،لا يسمع شيء غير صوتها الذي أصبح نغمة هدوئه ولا يرى أمامه غيرها تبتسم. تحرك نحو تلك الغرفة الموحشة التي تعلن لنا نهاية البشر من الحياة وبداية جديدة لطريقين مختلفين،كان الدكتور أمامه وهو خلفه،للحظة تردد وفكر في التراجع فالحمل ثقيل وقد لا يمكنه التحمل وقد يقع مغشيا عليه قبل أن يرى تلك الجثة،قد تكون هي،قد تكون عشقه وطفله معا،اي امتحان هذا الذي وضعت به أمير؟ اصعب ما مر عليه طيلة سنين عمره لكن الفرق أنه لم تترك له فرصة حتى ليجهز نفسه لهذا الامتحان لقد وجد نفسه فجأة أمامه والحزن من ناحية واليأس من الناحية الأخرى يسحبانه بقوة نحو طريقه المجهول نحو ذلك النفق المظلم الذي لا نور به. لم يحس بمشيه خطوات عديدة حتى وجد نفسه عند باب تلك الغرفة لم يستطع للحظة أن يدخل نظر إلى. الدكتور بكل انكسار الذي يحمله وأماء بالنفي مرة أخرى ليجيبه الآخر :مظطرين الى ذلك يجب أن تتعرف على الجثة... وقف قليلا أمام الباب ينظر،تذكر فجأة حين قالت:"لا تحزن فعيونك ما خلقت لتحزن، انظر فانا حين اعانقك وامسك بيدك استمد منك القوة" اخرج زفرة قوية بقدر ذلك الالم وخاطب نفسه قائلا:لم اعد استطيع لا يمكنني، لأول مرة اخاف هكذا. حاول جاهدا ان يكون وفيا لوعده ويسعدها لكنه هزم، أمام من يهدم كل فرح هزم، سيشيع طمأنينته معها إلى مثواها الأخير وبعدها لن يعود كل شيء كما كان البتة. دخل اخيرا تلك الغرفة ووقف أمام تلك الجثة الباردة لربما ليس بقدر برودة جسده هو، خاطب نفسه المنهزمة لحظتها وقال:ماذا لو كانت هي حقا؟ هل يمكنني تحمل فكرة فقدانها؟.لا ليست هي؟ ليست عشق من تتركني هكذا وبهذه السهولة، ااستحق كل هذا الوجع؟ ذنبي كبير لكن فقدانها اكبر الما. الدكتور:تفضل سيد أمير ارفع عنها الرداء. نظر إليه أمير بحزن لكن لم يحرك ساكنا ولم يتلفظ بحرف...لم يسطع لا يريد أن يواجه ذلك الواقع لكن لم يرفض فقط صامت متجمد كالصنم. نظر إليه الدكتور قليلا باسى ثم ردد:حسنا عنك هذا ثم هم برفع الغطاء... كانت اصعب لحظة تمر على ايام عمر امير، .لقد شق صدره وجعا كأنه قذف في النار بقوة، لحظتها تلك الثانية كانت كفيلة للحظة بأن توقعه ارضا ميت*ا لشدة قسوتها، كان يريد أن يقول:لا...لا تفعل، لكنها عدة ثوان فقط لن يتمكن من قول شيء حتى ليجد الغطاء مرفوعا من على وجه السيدة. ........................................................ كان يرمي التراب على قبرها لكن بالحقيقة كان يرميه على ما تبقى منه هو، انصرف الكل عنها وهم يجرون النعال انصرفوا اجمعين الى دنياهم، لكن هو كيف سيذهب وهي أخذت روحه ودفنتها هناك بجوارها وتركت له ذلك الجسد البالي، ما عساه يصنع بجسد بلا روح،سيصمد دون الروح كم يوم؟ يومين؟ اسبوع؟ اسبوعين؟ ربما، لكن وآه من كلمة لكن هنا سيتبلى وينفر الكل منه. هي لم تكن تسمع غير قرع نعالهم تغادر، أما هو فلم يكن يسمع غير صوتها وهي تناديه "أمير" مع كل ذرة من التراب كان يموت،مع كل نفس منه كان يحتضر،كلما نظر إلى اسمها الذي حفر على القبر تخبط،ما اصعبه من الم. نظر إليها ولم يبكي حتى هذا وخالفه، ليته نال تلك الرفاهية ، ليت صرخاته الملكومة تحررت، اكتفى بالهمس فقط قائلا: الن تعودي؟.اعلم انه لا يمكنك ذلك، لكن عودي الي يا عشقي، لا استطيع هذا اكبر مني. اسمعي انا راض بفراقك لكن ليس هكذا ليس دون رجعة ليس دون رجعة. مسح على ذلك التراب براحة يده، إنه يمسح على كل مشاعر الفرح والهدوء لآخر مرة، مدرك أنه ميت وإن بقي على قيد الحياة:أتعلمين شيء؟؟؟ثم ابتسم ثم اكمل:أنا خائف من كل شيء حولي....نعم أنا اخاف أن تمطر الدنيا ولست معي فمنذ رحت وعندي عقدة المطر...اخاف أن اتنفس وانت لست معي فقد توجعني انفاسي ولا احد يهدأ اهتزاز صدري، أخاف أن أنام فلربما لن تأت بحلمي وأستفيق دون رؤيتك. كيف كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي وأنت في القلب مثل النقش في الحجر الذي لا يزول؟انت قاسية عشق قاسية جدا بل لا ترحمين البتة، ما كان هذا اتفاقنا انت كاذبة لم كذبت علي لم؟لم لم تاخذيني معك لم؟اي عقاب هذا اخترته لي اي عقاب...لم اخترت أن تتركيني خلفك لم؟ ربما انت الآن تشعرين بالبرد، أو خائفة من ظلمة القبر؟ بالتأكيد انت كذلك صحيح؟ انا هنا حلوتي فقط لا تخافي أمير بجانبك. كيف هانت عليك عشقك وسمحت لهم أن يرموا التراب عليها كيف؟ توقف عن الحديث لحظات وهو ونظر للأرض ثم رفع ظهره واعتدل بمكانه وتنهد بقوة ثم قال:لن تعود أمير، ستحترق، ستتالم، ستتجرع أمر انواع الوجع والصبر، ستنكسر، ستصرخ، س*تموت كل لحظة بغيابها، ستتخبط بذكرياتك بكل زاوية تنظر فيها إلى أرجاء الأرض، كل هذا يا أمير لن يعيدها، مهما صنعت لن تعود، اذا عش ميتا حتى تلقاها. ثم وقف اخيرا وهو ينظر إلى قبرها بطريقة موجعة لياتيه صوتها فجأة في رأسه وهي تنادي:أمير. التفت يمينا وشمالا بلهفة وهو يردد:عشق. كن هيهات هيهات أن يعود من سلم أمانته للخالق، لو كان الميت يعود لعاد نبي الخلق صلى الله عليه وسلم. لا أثر لها لكن سمع صوتها ثانية براسه رغم أنه يعي كل شيء حوله لتتحدث هذه المرة وتقول:لا تبكي حبيبي فراقنا قصير وغدا سنلتقي بالجنة ان شاء الله. قام من مكانه وهدأ ثم مسح دمعه وقال:نلتقي بالجنة ان شاء الله. لكن سآتي كل يوم وبكل وقت كي أأنس وحدتك لن تكوني في عزلة مادام في نفس. ثم التفت بصعوبة وجر جسده يبعده عنها بمشقة مضيفا: إلى اللقاء عشقي الى اللقاء. القسم الثاني: هنا استفاق من غفوته وهو بالسيارة عند حافة أحد الطرق بعد أن خرج من المشفى وبعد أن تأكد أن تلك الجثة ليست لريحان لكن حقيبتها الصغيرة وأغراضها كانت بجانبه ولم تفارقه،لقد طلب جسده الراحة رغم أن قلبه وعقله لم يطلبها طالما لم تعد فهي الراحة وهي السكينة لكن طبيعته البشرية غلبته وجعلته ينام قصىرا لتعبه الشديد وحزنه الشديد ايضا. نظر ببطئ ناحية اغراضها التي حرق جزء منها بسبب الحادث،تمعنها لحظات لكن لم يستطع اكثر لينزل من سيارته ويتجه إلى مقربة من البحر... تأمله هناك صامتا وتامله وتامله هدوءه مكان لا احد به غيره لا يسمع به إلا امواج البحر الخفيفة التي تتسابق الى الحافة لكن داخله ضوضاء تخرم آذان البشر لو سمعت للعلن. حدث البحر بصوت خافت وقال:اين انت اين؟ بقي كذلك مدة ثم تقدم نحو سيارته وسحب حقيبتها المحترقة من هناك ثم جلس بمكان قريب هناك وبدأ بتفقد اغراضها وقد كان أولها سلسلة النصف تفاحة تلك،سحبها وامسكها بيده وهو ينظر حزينا ليقول:حتى هذه عشق....حتى هذه وعاندت وتمردت كما تمردت ضفيرتك على الوعد. ثم سحب محفظتها وبدأ بإخراج ما فيها واولها صورة له ثم صورة للصغيرة اوزجي ثم صورة صغيرة تجمعم ثلاثتهم،اخذ حينها الصور بيده وتاملها بحب كان يتالم بشدة ولا احد يسمع أو يحس أو يرأف لحاله أنه غريب بدنيا الأهل وحيد بدنيا الناس لأن الفته وانسه ليست حوله. كان يقلب بين أوراق محفظتها هويتها وبطاقة ائتمانها البلاتينية التي ما استعملتها الا نادرا وفي داخل اوراقها قصاصة صغيرة قام بفتحها ثم قلبها ليجدها قد كتبت عليها"من احلى ايام عمري"....هنا لم يستطع التحمل ليصرخ وهو ينظر السماء بعلو صوته لقد كان يعيد تقليب اوراقها ويحترق كما احترقت تلك الحقيبة ويقول:أنه القدر أن لا يرتاح قلبي وقلبك أنه القدر أن يحمل قلبي هذا الهم العظيم لكنه قاس بشدة اين انت يا عشق... أعاد جمع اغراضها ثم وقف في مكانه وقال:لن ابرح حتى ابلغ مكانك واجدأ كي تطمئن روحي لينطلق بعدها بسيارته بعد أن اظلمت المدينة كما اظلم قلبه دونها لف هناك كثيرا لكن لا أثر...اتصل بالمشفى ثانية عل صاحب سيارة الأجرة يكون قد استفاق لكن حتى هذا لم يحدث،لقد ضاقت به الارض بما رحبت يكاد يختنق من حسرته ووجعه. توقف بعد فترة بمكان بعيد ومنعزل وحيدا،اخذ نفسا عميقا وقال:كنت اهرب الى ذراعيك حينما تتعبني الايام،والآن....الآن الى اين اذهب؟ أنت لست موجودة. اتا على خاطره لحظتها حديثها عن الصلاة وحين صلى اول مرة وتذكر حين اتت له يومها رغم أنها كانت لاترغب به وحين وضعت بين يديه سجادة الصلاة وقالت:(صل وادع وعد الى ربك بقلب تائب فإن خير الخطائين التوابون تأكد أنه عندما تظلم بنا دروب الحياة ويشعر الواحد منا بالهلاك ويشتعل في كياننا الحريق تنزل على قلوبنا آيات الله الندية فيفتح أمامنا باب الامل والرجاء،باب الرحمة الواسعة وهاهو ربنا جل وعلا ينادينا ويقول:"قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم،لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" انها الرحمة الواسعة التي تسع اي معصية كائنة ما كانت... ليقوم بتشغيل سيارته ثانية وهو يردد:نعم انها الرحمة الواسعة التي احتاجها الآن لكن هذه المرة بعد أن اتعبه البحث واتعبته العودة لنقطة الصفر كل مرة. ذهب إلى الطمأنينة التي يبحث عنها الناس في دنيا الناس،ذهب باتجاه أحد المساجد،ذهب يركض الى خالقه ذهب إلى السكينة التي تنتظره هناك،ذهب الى الراحة ولو لم تكن كذلك لما قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم:"ارحنا بها يا بلال"....فاي راحة بعد الراحة التي أقر بها سيدنا النبي في الصلاة وهو الذي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يأتيه من بين سبع سماوات. ادار مقود سيارته وصوتها حينها يرن باذنيه كان يعيد حديثها الذي قالته ايضا مرة " الصلاة عماد الدين، وفريضة رب العالمين، ومعراج المؤمنين، من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، والصلاة علامة على الصلة بين العبد والرب جلَّ وعلا، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام ثم أمسكت يده بحب ونظرت بعمق عينيه بحب واردفت:اريدك ان تهرب الى ذلك الركن حين تتعب وحين تفرح" كان يصعد درج المصلى بخطوات مشتاقة وقلب تعب يطلب الراحة فقط يريد أن يهدأ ويهنأ بعد كل ذلك التعب الذي لاقاه لكن في تلك الخطوات تذكر اين كان يهرب الوحش قبلا واين أصبح يهرب أمير حاليا.... دخل وتوضأ وصل سجد لرب العباد رمى ما فوق ظهره من الم ثم رفع يديه ودعا خالقه بقلب خاشع فهو الضعيف والله القوي هو المحتاج والله المعين هو هو العبد الذليل والله العزيز الجبار.... دعا بشيئ واحد وررده كثيرا" احفظ يا الله روحها وروح طفلنا من كل سوء ولا ترني بهما بأسا ياالله. خرج من المصلى بعدها واتجه إلى القصر بوقت متاخر من الليل لم يكن يستسيغ فكرة انها ليست موجودة حتى...وصل للحديقة واوقف سياته هناك وهو ينظر ناحية الباب. حدث نفسه حزينا وقال:ماذا لو؟ ماذا لو كان هذا حلما فقط امير وستستفيق بعد حين بل ستوقضك هي بلمستها الناعمة تلك وهي تردد اسمك بنغمة صوتها أو ثم ضحك واكمل:أو ربما ستوقضك بفزع وتطلب شيء غريبا بعد منتصف الليل كعادتها. اشتقت اليك حبيبتي. عاد لغرفتهم لذلك المكان الذي شهد بدايتهم الموجعة، متثاقل الخطى نحو السرير، لكن بالنهاية وصل إليه، وصل وهي ليست هناك ولا يظهر مبسمها الجميل أمام نظره كعادتها، وقف أمامه وعيناه على تلك الضفرة التي خلعتها وخلعت بها قلبه من موضعه ايضا. جلس عند طرف السرير مدة يناظر طيفها، بالكاد سمحت له أن يتاملها حتى في الحلم، قترب من موضع نومها قليلا ومد يده يريد لمسها حتى يكن عن الارتجاف لكن ما سمحت له فقد استفاق من سرحانه ذاك على منظر الضفيرة الملقاة هناك. أنها غصات متتالية، لا هي موجودة ولا ريحها الطيب ولا حتى شعرها، نعم وعدت، وهي التي لا تخلف أن وعدت لكنها خالفت. بقي صامتا لحظات ثم لم يعد بمقدوره التحمل اكثر ليقوم من مكانه غاضبا ويبدأ بضرب كل شيء يأتي أمامه لقد ثار كالبركان الهائج يقذف حممه وغازاته بكل مكان،اخذ يقلب تلك الغرفة ويكسر كل شيء يمكن تكسيره فيها وهو يخرج كل ألمه وغضبه وحزنه بتلك الأغراض التي يلقيها هنا وهناك بقوة. اخذ يصرخ ويردد:يكفي يكفي مللت منك يا امير اتعبتني، اتركني بسبيل حالي، أأنت سعيد هكذا؟ لقد تركت ولن تعود، انت مرتاح الآن؟ ها قد أخذت بثارك كما تمنيت لماذا لست سعيدا لماذا؟قم واقم الافراح.، هيا اذهب وامرح طوال الليل، هيا اذهب واشرب والعب واخسر بمتعة واربح بمتعة، هيا ماذا تنتظر؟؟ التفت بعدها إلى المرآة التي أمامه في نفس الموضع الذي وقفت به، بنفس الالم الذي حملته داخلها، بنفس النظرة الحزينة ايضا، حينها هي رات انعكاسها في وجهه بينما هو فقد رأى انعكاس أمير الوحش في ملامحه. ابتسم بسخرية واردف:ههههه ماذا؟ انظر الى ما صنعت بيدك امير، انظر حولك، لقد انتصرت انت وهزمت انا، كل شيء كما تريد وترغب لقد ذهبت وهي تحمل لك كرها ككره النار للماء، لم لا تبتسم؟ الست سعيدا؟.ألا تخجل من نفسك ومن فعلتك؟.ثم شد قبضته بقوة وقام بضرب تلك المرآة بقوة لتتحطم الى قطع صغيرة متناثر ما جعل يده تنزف بشدة بسبب ضرب المرآة بتلك القوة لكن نزيف القلب اسوء بكثير من نزيف يده. كان يتنفس بقوة لشدة غضبه وحركته القوية وهيجانه المفاجئ لقد حاول كبت كل تلك العاصفة التي تأكل كل شيء أمامها بداخله بصمت قاتل وحاول وحاول مذ أن عرفها قبل سنوات حين رآ صورتها لأول مرة قبل أن يباشر انتقامه الق*ذر فقط كي لا يظهر حزنه وانكساره لكن تلك العاصفة كانت اقوى من أن تدارى داخل فؤاد رجل لذا أخرجها للعلن ووجهها بقوة باتجاهه هو دون سواه. بعد لحظات اخذ يجوب بنظره أرجاء الغرفة تلك وما احدثه بها...كل شيء بها محطم مهشم مرمي أرضا، كل تفصيلة من التفاصيل الجميلة التي وضعتها بيدها هي حطمها بيده هو، كل الزينة التي اختارتها تحطمت كما تحطم ما تبقى من سعادتها في أيامها الباقية وكان تلك الغرفة أرادت الحزن لفراقها ليكون هو عند رغبتها دون أن تطلب ويقلبها راسا على عقب يشاركها حزنها وتشاركه حزنه، لا احد يحس بالمه غير تلك الغرفة فقد شاركتهم كل تلك الأيام الطويلة التي عاشوها هناك الحلو منها والمر. حل الصمت عليه واعتم المكان حوله للحظات، لم فعل هذا؟ كيف استطاع احداث تلك الفوضى بالاشياء التي أحبت واختارت؟ امسك جاكيته المرمي هناك أرضا وأخذ يرتديه بغضب وتوجه للخارج فلم يعد بمقدوره البقاء بتلك الغرفة ولا لثانية أخرى. فتح الباب لكنه تفاجأ بوجود والده وجوناي ووالدته وسونا عند الباب للد أتوا إلى هناك منذ سماع صراخه لكن لم يتجرأ أحد على فتح باب الغرفة وإيقافه لقد علم الكل ما حدث وكيف حدث...كشفت حقيقة الأمير للعلن. نظر إليهم مصدوما عيونه متسعة والكل يبادله نفس النظرة لم يتحدث أحد قط الكل ينظر فقط ملتزما الصمت لكنه بعد حين انسحب من وسطهم دون أن يتلفظ بحرف لكن هنا سارعت سونا للحديث وقالت: هل أنت مسرور الآن؟ التفت ناحيتها يناظرها بصمت لتردف:ماذا تفرق عنه؟ نظر إليها بعيون متسعة ثم اقترب قليلا ناحيتها دون حديث لم تترك له مجالا لقول حرف حتى لتضيف:انتما عملة واحدة بوجهين. كان الكل ينظر ويستمع وهي تتحدث بغضب جامح. نظر إليها بحزن وقال:انا أردت قاطعته مردفة بغضب:أردت أن تأخذ بثاري؟ جيد بل ممتاز أخي، والآن بعد أن انتقمت لي أنا لست سعيدة فهل انت سعيد؟ أمير:سونا رجاء سونا:ماذا يا سيد أمير يا اخي الاكبر؟ام اقول كنان؟؟ والله ما عدت تفرق عنه ولو حتى هكذا ثم أشارت بجمع السبابة والابهام واكمللت:هكذا لافرق بينكما ولو بهذا القدر.. اقترب قليلا واردف بحزن: أنا، لكن قاطعته واكملت:سقط قناع البراءة عن وجهط، لقد تعريت من الأخلاق وتجرأت على قت*ل بريئة، ألم يشفع لك دمعها؟ صراخها؟ نحيبها؟ أنسيت كيف كنت اهتز بين ذراعيك واصرخ منكسرة اجبني انسيت؟ اومأ بالنفي وقلبه يعتصر ولا تزال عيونه تبحلق بأخته بخذلان. زفرت بضيق وأكملت: أنا لم أطلب منك ولا لمرة أن تتنتقم لي لا تحملني ذنبك، أنت الوحيد الذي استفاد من هذا الانتقام أتلعم لماذا؟ نظر مستفهما. سونا: لأنك سيء واناني هكذا منذ صغرك، هي رفضتك واحتقرتك وانت فعلت كل ذلك لأنها قالت لك كلمة لا اقترب اكثر وصرخ بوجهها بقوة:سونا، لا تتحاوزي حدودك. تحدثت بنفس القوة وقالت:ماذا؟هل ستضربني وتعنفني كما فعلت بها؟ عادي افعلها فانا لا أفرق عنها بشيء كلانا انثى وكلانا يستحقرها أشباه الرجال ويرونها ناقصة. عقد قبضته وتحدث بشدة:يكفي إلى هنا توقفي سونا:لحدد اللحظة لا اصدق ما سمعت اذناي، اهذا حقا انت امير؟؟ أمير:سونا يكفي. جافيدان:ابنتي يكفي كان الكل يراقب مذبهلا بصمت. تحدث حكمت اخيرا وقال:اخرج من القصر أمير. نظر أمير ناحية شقيقه جوناي فطأطأ الآخر رأسه بحسرة ثم انسحب بصمت الى الخراج مباشرة لكن حين وصل الباب الخارجي تصادف مع مليكة هناك. توقف لحظة ينظر إليها وتنظر إليه دون حديث. تنهد بعد حين وقال:ليس انت خالة، أنت مكمن اسراري. نظرت إليه بحزن وقالت:كانت تود تحضير مفاجأة لك في بيتكم الجديد لكن مع الاسف أسرعت أنت وفاجأتها. ناظرها بحزن شديد وهو متسمر مكانه لم يستطع أن يتحدث بشيء كل شيء ضده، شقيقته حبيبة قلبه ضده، عائلته ضده،مربيته وصديقته ضده، نبضه ضده، نفسه ضده، الالوان ضده،النور ضده كل شيء دون استثناء. ركب سيارته وانطلق، الى اين؟ لا يدري فقط يسير بالطريق جسد خاو من الروح. بعد مدة وهو يجوب شوارع المدينة التي حفظ كل شبر منها قرر التوجه للشركة لمكتبه عله يستطيع أن يرتاح ولو لدقائق هناك. دخل واتجه مباشرة إلى الأريكة التي هناك،لم يكن هناك أحد بالشركة غير رجال الامن،تمدد وهو ينظر للسقف تائها ثم اخرج زفرة قوية وردد:اشعر بتعب شديد لدرجة أنه لو نمت فلن استفيق بعدها ابدا. تقلب على جانبه الآخر ورفع بصره قليلا لينتبه لوجود حذاء صغير فوق مكتبه ليقوم مباشرة إلى هناك مسرعا. حمله بيده ونظر إليه بتمعن،ماعساه يفعل،كل شيء يزيد من وجعه ولا يواسيه البتة،حتى الدمع الذي قد يريح البشر حين يبكون هجره وذهب عنه،جفت مقلتيه لقد هزمها الالم الذي داخله. تامل ذلك الحذاء الصغير بحزن مرير ثم قربه الى شفتيه وقبله بقوة ثم تنهد وقال:لا بأس سأجدكم لن ايأس سأجدكم وستسامحني وأنت ستساعدني بابا. رمى بثقل جسمه بعدها على كرسيه بقوة حتى اهتز ذلك الكسي المتين ثم وضع يديه على جبهته وأسند ذراعيه على المكتب والحذاء لا يزال بيده ليردد:كم هذا صعب اين انت يا طمأينتي اين انت يا راحة بالي، كيف للروح أن تسلي عن الروح والروح في الروح تقيم. أزاح يده عن جبينه بعد لحظات بعد أن آلمته فقد كانت مجروحة وتؤلمه رغم توقف النزيف،نظر إليها وهو يقلبها لكن لم يعرها اهتماما حتى....ثم وضعها فوق المكب ومددها لينتبه فجأة إلى ال cd الذي هناك ايضا،حمله بيده مستغربا ماهية وجوده هناك لكن قبل أن يقوم بتشغيله رن هاتفه ليجيب مباشرة وقد كان المتصل بوراك. تحدث وقال:أمير لقد بحثت في كل فنادق المدينة ولكن لا أثر. تنهد أمير وقال:لم يحدث معهم اي سوء انا متاكد عشق قوية. بوراك:أمير لا اريد ان ازيد من المك لكن توقع أي شيء. أمير:لا فكرة انها لا لن اتقبلها هي حية ترزق انا متاكد. بوراك:حسنا سيواصل رجالي البحث عنها في الأحياء البسيطة فهم ادرى بها لربما تكون باحد الفنادق الصغيرة هناك وما أكثرها بتلك المواقع. أمير:شكرا صديقي بوراك:ليس بيننا اخي. لكن قبل أن يقفل الخط اتاه اتصال من خط آخر وقد كان للمشفى ليقول:بوراك اتاني اتصال آخر قد تكون هي ساقفل. بوراك:حسنا ساتصل بك أن حدث شيء. اقفل أمير الخط عن بوراك وفتحه للخط الثاني ليجده اتصالا من المشفى وقد أخبروه بأن الرجل الذي كان يقل ريحان قد استفاق،لم يكمل حتى المكالمة ليجد نفسه عند باب المصعد حيث نزل مباشرة من الشركة وتوجه بسيارته إلى هناك. وصل بعد حين إلى غرفة العم فكرت كان سيدخل سريعا لكن بمجرد أن فكر بما قد يقوله العم فكرت توقف عند الباب وما استطاع الولوج للداخل،تسمر مكانه كالطود لحظات يتخبط في ظلمات تلك الفكرة ماذا لو؟؟؟ عقله يخاطبه ويقول:ماذا لو فعلا ذهبت يا امير؟ قلبه يرد:ماذا لو كان هذا كله مجرد وهم وحلم مؤقت ستستفيق وتجدها نائمة بحضنك؟، بالاخير تشجع لربما آخر ما بقي معه من مخزون الشجاعة استعمله حينها ودخل إلى غرفة العم فكرت. اقترب بببطئ لينتبه الآخر له، نظر اليه مطولا يحاول تذكر من هو. تحدث أمير اخيرا وقال:حمدا لله على سلامتك ياعم. العم فكرت:بوركت بني أمير:هل تذكرتني؟ أمعن العم فكرت في أمير جيدا ثم قال:نعم تذكرت بني انت زوج تلك الفتاة الشابة التي كنت تتشاجر معها لقد استقلت السيارة قبل وقوع الحادث. أمير: هل، هل كانت معك حين وقوع الحادث؟ انها مختفية ولا أثر لها لكن وجدوا اغراضها بالسيارة أثناء الحادث العم فكرت:لا بني. يا لها من فرحة ابهجت قلبه الذي يتقاطر دما وينزف رويدا رويدا منذ غيابها ومن يدري هل سيتوقف هذا النزيف ام لا؟؟ أمير:اي أنها بخير أخبرني فقط انها كذلك انا اموت كل لحظة لعدم ايجادها. تحدث العم فكرت وقال:لقد لكن احس بالم فجأة ما جعله يئن. اقترب منه أمير وقال:على مهلك لا تتعب نفسك. العم فكرت:انا بخير بني لا تقلق، زوجتك لقد احست بلعية نفس فجأة ونزلت من السيارة لتستفرغ. نظر إليه أمير باسى واردف:وبعد. العم فكرت:لم تعد للسيارة لقد اتت شابة واخذتها لكن زوجتك نسيت حقيبتها في السيارة ربما اوقعتها حين نزلت مسرعة وانا لم انتبه الا بعد مدة وحين اردت العودة علني أجدها لأسلمها محفظتها اصطدمت بسيارة أخرى وحصل ما حصل وانت ترى بعينك الحمد لله على. كل حال. نظر أمير الى العم فكرت بتمعن ثم خاطب نفسه وقال:هي بخير عشقي بخير وهذا أهم شيء الحمد لله الحمد لك يا الله هي بخير، كن شابة؟ من تكون عشق لا تعرف أحدا هنا؟ سأتعبك معي ياعم فقط لو تصف لي الفتاة التي ذهبت معها. العم فكرت:كيف اصفها لك؟؟ما اتذكره انها تشبه زوجتك هذا فقط ما اتذكره ولو لم تكن آخر من استقلت السيارة لما تذكرت. ابتسم أمير اخيرا بعد يومين عجاف حرم منها الراحة كانت بالنسبة له سنين طوال ثم تقدم ووضع يده على كتف العم فكرت وقال مبتسما:انت أعدت الي النفس بخبرك هذا تكاليف علاجك حتى تشفى على حسابي وسيارة أجرة جديدة لك ستكون أمام بيتك بمجرد أن تستعيد عافيتك. العم فكرت:لا بني لن اقبل. أمير:اعتبرها هدية لو سمحت فقط لأجلها. لم يتحدث العم فكرت بعدها بشيء ليقوم أمير بوضع بطاقة هواتفه على طاولة الغرفة وشيكا بمبلغ كبير وينسحب مباشرة. وقف عند باب الغرفة وقد عاد شيء من الدم يسري بعروق وجهه اخيرا وقال:اذا ليس كمال بل اختها لقد اقتربت ساجدها. خرج مسرعا ثم حمل هاتفه واتصل بشخص ليطلب منه ايجاد شقيقة كمال. .............. فلاش باااااك. في نفس يوم الحادث. تقدمت سيارة الأجرة للعم فكرت نحو طريق فرعي متجها إلى أحد الفنادق هناك وريحان تنظر الى الخلف كل حين مخافة أن يكون قد وجدها لكنها لا تعرف بأنها قد تاهت منه لكن فجأة أحست بدوار مفاجئ ليصاحبه لعية نفس قوية، نظرت للعم فكرت ليناظرها باستفعام ويقول: هل أنت بخير ابنتي؟ ريحان:لست كذلك توقف لطفا توقف. نزلت مسرعة من السيارة بتلك الحالة السيئة ماجعلها تضرب حقيبة يدها وتوقعها بأرضية السيارة دون أن تنتبه لتجلس عند قارعة الطريق وتبدأ بالاستفراغ بقوة وهي تبكي بحرقة على حالها. نحن لا نستطيع ان ننسى أو نحذف كل ما هو مؤلم من حياتنا فغالبا لا يوجد شئ إسمه النسيان، فهناك التناسي و التأقلم و التعايش وفي النهايه نمضي ولكن بعد ان نتعلم الدرس لكن الدرس كان صعبا على عشق ظنت انها فهمته واستوعبته لكنها اكتشفت انها كانت تائهة أثناء إلقاء الدرس من قبل القدر فأضاعت نفسها وما فهمت الدرس إلا متأخرة. تقدم العم فكرت منها قليلا وهو يحمل قنينة ماء صغيرة ليقول: أ أنت بخير يا ابنتي؟ آخذك للمشفى؟ نظرت إليه وتحدثت سريعا مشيرة بيدها: لا تقترب رجاء ما جعله يتوقف مكانه ثم ناولها القنينة لكن هنا مدت تالين أختها يدها وأمسكت بالقنينة وقالت:شكرا ياعم يمكنك الانصراف. ثم اقتربت من ريحان التي لم تنتبه لاختها التي تقف هناك بعد. تحدثت تالين وقالت:ستكونين بخير لا تقلقي ثم اقتربت أكثر وجلست بجانب ريحان تطالعها بحزن تود لم تحمل عنها الضرر الذي أصاب روحها، جلست متقرفصة وناولتها قنينة الماء وفتحتها طالعتها قليلا ثم قالت:شكرا ابتعدي من فضلك سكتت تالين.تكتم حزنها على الذي ألمّ بأختها ثم تحدثت بتقرير قائلة:لا لن أبتعد ساساعدك، هيا قومي من مكانك ثم نظرت الى العم فكرت وقالت شكرا ياعم هي بامانتي لتومئ الى حارسها الشخصي بأن يدفع أجرة السيارة ويحضر حقيبة ريحان من صندوق السيارة. نظرت اليها ريحان مستغربة لكنها كانت شبه واعية ورغم ذلك سالت شقيقتها التي كانت تسندها لتقول:ماذا تفعلين لم تصرفينه. تالين:تعالي معي وساقلك الى حيث تريدين. حاولت ريحان سحب ذراعها من يد أختها ورددت قائلة:من انت لم تريدين مساعدتي اصلا؟ تالين:لطفا تعالي ولا تعاندي يجب أن يراك دكتور. اعتدلت لتقول بنبرة حادة:شكرا لكن لا يمكنني الذهاب مع شخص غريب. تالين:لست غريبة نظرت ريحان إليها باستفهام لكن سرعان ما التفتت لسيارة الأجرة التي انطلق بها العم فكرت بعد أن طلبت منه تالين ذلك. ثم تحدثت بقلق:ماذا تفعلين؟من انت؟ تالين:لرجاء لأجل طفلك فقط تعالي يجب أن ناخذك لدكتورتك رجاء تالا. ريحان:تالا؟؟؟؟ اغرورفت عيون تالين دمعا، ما استطاعت أن تخفي أكثر تلك الغصة ذهبت وولت وتالا الآن أمامها ثم رددت قائلة:نعم تالا انت اختي تالا. بحلقت بها ريحان بعيونها المتسعة تلك وابتلعت ريقها بغصة ولم تنطق ببنت كلمة غبكت بصمت ثم أضافت : نعم انت اختي شقيقتي من لحمي ودمي. و قبل أن تتلفظ ريحان بحرف واحد على ماسمعت من تلك الفتاة التي ظهرت أمامها فجأة وقالت انا اختك سبقها الالم، سبقها القدر خطوة هو واخرسها عن الحديث لتطلق انينا مفاجئا وهي تضع يدها اسفل بطنها ثم شدت على يد تالين بقوة وقالت بصوت خفيض: ابني، ثم نظرت لتالين مندهشة لتعيد النظر لبطنها وتعيد الكرة مرردة بالم: طفلي، طفلي، يبدو انني انزف. سارعت تالين واسندتها وقالت:سآخذك للمشفى لا تخافي ستكونان بخير أعدك. ريحان بالم :لا ساذهب لدكتورتي. تالين :حسنا سآخذك لدكتورتك فورا ثم أمرت حارسها وسائقها بنفس الوقت بتشغيل السيارة لتنطلق بريحان نحو عيادة الدكتورة مباشرة. جلست بالمقعد الخلفي تحتضن ريحان التي خارت قواها تماما ماعادت تستطيع لا البكاء ولا الصراخ لقد سحب ذلك النزيف منها آخر ما تبقى فيها من جهد كما سحبت هو شجاعته منه، يتعايشان نفس الالم كل حين هو الم فراقها وهي الم خذلانها من قبله وخيبة أملها. وصلو الى العيادة لتقوم بالنزول فأحضر الحارس كرسيا متحركا من العيادة سريعا لتدخل ريحان مباشرة إلى الدكتورة وقد كانت شبه واعية لما حولها تنظر مذبهلة، لقد دخلت بحالة صدمة غريبة ولا سند لها ومعها غير اختها. قامت الدكتورة بفحصها سريعا وريحان تترقب برعب وتراقب شفتي الدكتورة بماذا ستتلفظ لكن جبنت الشجاعة ولم تستطع أن تسأل ماذا هناك حتى. نظرت تالين للدكتورة لتقول:دكتورة طمئنينا. الدكتورة:لا شيء خطير لحد اللحظة. تنفست ريحان براحة أخيرا وحررت ابتسامة من بين دمعها بعد أن استفاقت من غفلتها لتردد:الحمد لله الحمد لله. الدكتورة:يبدو أن طفلك قوي مثل والدته لكن ماذا حدث؟ حضرت صباحا وكنت بصحة جيدة. نظرت تالين لريحان بحزن ثم للدكتورة لتتوقف الأخرى عن السؤال ثم أكملت:يجب أن تجري بعض التحاليل للهرمونات يبدو أنك تعانين نقصا في هرمون الاستروجين، وايضا كثرة الاكتئاب والعصبية تزيد من نقصه في الجسم وهذا هو سبب النزيف. تحدثت بعدها ريحان وقالت:لا توجد خطورة صحيح؟؟ الدكتورة:حاليا لا لكن انا مضطرة لإدخالك المشفى حالا قد يزيد النزيف لا سمح الله ونفقد الجنين، كل شيء متوقع. ردت ريحان سريعا:لكنني بخير بعض الألم فقط. الدكتورة:لا يمكن أن نحكم على الألم فقط. ريحان: أفعل ما تطلبين دون دخول المشفى. الدكتورة:سيدة ريحان هذا ليس اختيارا انها حياتك وحياة طفلك وانا لا يمكنني توفير علاجك بالعيادة إن لم توافقي سأتصل بزوجك وهو يقرر. نظرت ريحان إلى تالين بعيون متسعة حين سمعت كلمة زوجك لتقترب الأخرى من الدكتورة سريعا وتقول:الم تقولي بأن النزيف بسيط ولا خطورة على الجنين؟ الدكتورة:لكن قد يزيد باي لحظة تالين: جيرين تعالي لحظة ثم سحبتها سريعا الى الخارج بينما ريحان لا تزال هناك مستلقية تعبة حزينة. تحدثت تالين إلى الدكتورة جيرين قليلا في الخارج واخبرتها أن ريحان هي شقيقتها المفقودة ما جعل الدكتورة تقف دهشة لم تستوعب انها حقا ظهرت بعد كل تلك السنين وهم من كانوا يظنونها ماتت. أخبرت تالين الدكتورة باغلب ما حدث وطلبت منها أن تلغي فكرة دخول ريحان للمشفى كي لا يجدها أمير وبصعوبة وافقت الدكتورة. عادتا إلى ريحان المستلقية هناك بعد لحظات،نظرت الدكتورة لريحان وتحدثت:حسنا سأعطيك مكملات غذائية وأدوية وهرمونات يجب تناولها بمواعيدها المظبوطة كما انك ملزمة بالراحة التامة وان لا تتحركي لأيام يعني تستلقين بفراشك دون أي حركة مهما كانت بسيطة وان عاد النزيف حينها ستدخلين المشفى دون عناد ثم نظرت لتالين واكملت:هذه مهنتي وانا لن اخاطر بروح أم وطفلها لأجل اي شيء كان. ابتيمت تالين وردت:انا ساحرص على راحتها التامة كما أنني سأكون ممرضتها الخاصة حتى تستعيد عافيتها تماما لا تقلقي دكتورة. الدكتورة:ان شاء الله والآن سنعلق لك سيروم ويمكنك الخروج حين ينتهي الكيس وبما أن النزيف توقف نسبيا فنحن بامان وايضا ستجرين بعض التحاليل الجديدة. ريحان:حسنا شكرا دكتورة. الدكتورة:العفو عن اذنكم الآن ثم اقتربت من تالين وقالت:حسابك معي لاحقا انت. ابتسمت تالين بوجهها خجلة بينما ريحان بعالم آخر بعيد كل البعد عن ما يدور حولها،كانت لاتزال عند تلك الحقيقة كانت لاتزال عند باب الغرفة مرمية أرضا تسمع كلماته،كانت لاتزال عند اول لقاء لهم عند تلك التفاصيل لا تزال تشاهد الوحش امامها ذلك الرجل الذي رغم كل الانكسار الذي ألحقه بها إلا أنه رممه ودخلت هي عالمه بحب، ذلك الرجل الذي بنت لاجله مدائن ذكريات جميلة، ذلك الرجل الذي كانت تراه في كل الوجوه وكل المرايا وبجميع الشوارع وفي ضحكات الطفولة وفي اشتياق الأمهات.ط، ذالك الرجل الذي نفخ لهيبا حارقا على غصن امنياتها اللين فجأة فجف الغصن ثم احترق إلى أن تحول رمادا لتسقط عليه امطار الشتاء القاسية وتمحو أثره من الوجود كليا. جلست تالين بجانبها لم تتحدث بشيء،ما عساها تقول والتي أمامها جسد فقط فحتى لو صرخت لن تسمعها ولن تجيب،تركتها تعيش المها بهدوء. بعد مدة وجيزة كانت قد نامت فيها الجميلة دون أن تحس انتهى كيس السيروم ذاك، قامت تالين من مكانها متوجهة نحو جيرين لكن ما ان تحركت حتى استفاقت ريحان فزعة من غفوتها تلك لتقول مباشرة:أمير كابوس رأيت، لكن سرعان ما استوعبت أنه ليس كابوسا لتوجه نظرها نحو تالين حزينة بشدة. اقتربت الأخرى منها لتقول باسى:هل اصبحت احسن؟ ردت ريحان بعد لحظات وقالت:ماذا؟ تالين:انت بخير؟ ريحان:لا اعلم. تالين:سأسال دكتورتك إن كان بامكاننا الخروج لنخرج. ريحان:شكرا لمساعدتك لكن ساكمل لوحدي يمكنني ذلك. تالين:لا حتى لو رفضتني لن اتخلى عنك بعد أن وجدتك مهما حاولتي لن افعل. ريحان بحزن: رجاء لا طاقة لي على تحمل أي الم البتة. تالين:ساشاركك شيء منه ولا تحاولي لن اذهب وايضا لقد سمعت كلام دكتورتك يجب أن لا تتحركي من مكانك اياما.،ان تركت من سيرعاك؟ ريحان:انت لا تعلمين شيء لا تعرفين شيء، ليس لديك علم بالألم الذي اتخبط به. تالين:اعرف لكن انا الآن بجانبك كنت وحيدة لكن الآن لا. ريحان:حبا في الله اجيبيني كيف ساستوعب كل هذا؟ تالين:دعيها للخالق. ريحان:انت، من اخبرك عن مكاني وكيف وصلت الي؟ تالين:اخي كمال. ريحان:كان يراقبني تالين:كان يحميك. ريحان:لأنه شقيقك انت تدافعين عنه. تالين:وشقيفك ايضا، انت تالا اختي حبيبتي نظرت اليها ريحان باسى واردفت:ماعدت اعرف انا من، يحان، ام عشق، أم تالا الجديدة أم عذاب، اصلا ماعاد يهمني، ثم نظرت اليها واكملت:اتعلمين؟تمنيت لو كنت مجهولة النسب على أن اضيع بين الألقاب هكذا حتى أفقد هويتي تماما. ثم قامت من مكانها تسند نفسها بنفسها لتنتبه بأن حقيبة يديها ليست موجودة لتقول:افففف وهل هذا وقتك. سارعت تالين إليها واسندتها لتقول:ماذا حدث؟ ريحان:يبدو انني نسيت حقيبتي في سيارة الأجرة. تالين:لا بأس سنتصل بمكتب سيارات الأجرة ونسأل ان كان قد احضرها ذلك الرجل هناك. نظرت ريحان لتالين وقالت:شكرا لك لحد هذه اللحظة يمكنني الاعتماد على نفسي، ثم مشت لكن وما ان فعلت حتى احست بدوار لتمسكها تالين هذه المرة بقوة وتقول:والله لن اتركك ستذهبين معي يعني ستذهبين. ريحان بجدية: لا تالين:هششش قررت وانتهى. اتت الدكتورة حينها واعادت ما يجب أن تفعله ريحان من تحاليل لتنسحب هي وتالين بعدها لكن عند وصولها للباب التفتت للدكتورة وقالت:دكتورة ايمكنني ان اسافر بالطائرة بعد أيام الا يوجد خطورة؟ الدكتورة:لا قبل مرور أسبوعين على الأقل لا يمكنك السفر تجنبا لأي ضرر. لتنصرفا بعدها من العيادة وتتوجه تالين إلى بيت صديقتها الذي كان فارغا والذي كان بحي في أحد أحياء المدينة بمنطقة هادئة بعد أن اقنعت ريحان بصعوبة على أن تبقى هناك فترة قصيرة فقط. وصلوا البيت بعد مدة. توجهت ريحان مباشرة والقت بنفسها على أريكة هناك واخذت نفسا عميقا وقويا ثم وضعت يدها على بطنها وهي ترفع راسها للاعلى وتسنده على الاريكة،لحظتها نزلت دمعة من مقلتيها على جانبي وجهها وبقدر ما كانت دمعة صامتة بقدر ما كان بمقدورها أن تعصف مطرا بكل ازقات المدينة، بقيت تالين واقفة مكانها تنظر حزينة تبكي ضعف بكاء اختها. تحدثت ريحان بعد حين وهي على تلك الهيئة وقالت:كسجين مغادر من سجنه ليلا يجوب الشوارع المعتمة الباردة،لا يعرف اي اتجاه يشق،يلقي التحية ولا احد يرد فكيف سيسأل عن المكان الذي يريده إن كان لا احد يرد تحيته، جسدي غادر سجنه لكن قلبي بقي هناك حبيس القضبان، آه آه، متى سيأتيك النداء الأخير ياعشق لتنالي حريتك الأبدية متى؟ القسم الثالث: اقتربت منها تالين وجلست بجانبها ثم تحدثت وقالت:توقفي لطفا يكفي لأجل طفلك يكفي نظرت اليها ريحان بحزن ثم زفرت بضيق واردفت:اقسم اني تعبت ماعدت اقدر لقد كسر ظهري وهو الذي كان سندي،لقد كان كل شيء لي، كان امنياتي، ابتسامتي وضحكاتي، كان أبي وطفلي، نفسي وطمأنينتي، لم فعل هذا بي؟ لقد جعل مني فوضى في دنيا الظلام، لقد أح*رق ربيعي بفعلته ولم يترك لي غير الشتاء وانا التي أخبرته بأنني لا احب الشتاء. لم تجد تالين كلمات تجيبها بها فقط واصلت البكاء وهي تستمع لشقيقتها. نظرت اليها ريحان باسى ثم رمت بجسدها في حضن اختها وباشرت البكاء بصوت قوي، بكت بحرقة وشدة حتى انها بللت ثياب شقيقتها، بكت حتى تعبت، بكت حتى نامت وهي في حضن اختها. تحت يد الأخت الممدودة ينام الطفل المسكين، ومن شعوره بهذه اليد خف ثقل الدنيا على قلبه، لم يبال أن نبذه العالم كله، ما دام يجد في أخته عالم قلبه الصغير، وكأنه فرخ من فراخ الطير في عشه المعلق، وقد جمع لحمه الغض الأحمر تحت جناح أمه، فأحس بهناء السعادة حين ضيق في نفسه الكون العظيم، وجعله وجودًا من الريش. مرت مدة على ذلك. استفاقت ريحان من نومها اخيرا لتجد اختها لا تزال بجانبها جالسة تداعب شعرها بحب. اعتدلت بمكانها قليلا ثم نظرت اليها وقالت:اين كنتم طوال هذه السنين؟ تالين:ساخبرك لكن ليس الآن بعد أن تتناولي غذاءك،لقد حضرت لك حساء من النت بنفسي ولعلمك انا سيئة بالطبخ يعني مجرد أن حضرت حساء لاختي هذا بحد ذاته انجاز لي لم افعلها من قبل. نظرت اليها ريحان وابتسمت بثقل لتقول تالين:اوووه ابتسامتك جميلة. ريحان:اريد ان اعرف اولا، ولو لمرة واحدة فقط ليأت شخص ويواجهني بالحقيقة علنا دون أن يخفي عني شيء، ليس من حقي؟ تالين:حسنا تالا أو ريحان أو عشق لا يهم المهم سأخبرك. ريحان:اي شيء عدى عشق لا احب هذا الاسم. تالين:حسنا سأخبرك، اسمعيني وستعرفين من حقك ذلك لكن قبل كل شيء تأكدي أنني هنا ولن أتخلى عنك بعد الآن سأكون سندك وعضدك وملجأك كلما شئت. زفرت براحة وأخذت تستمع لأختها لتشرع تالين بالحديث قائلة: انا اكبر منك بسنة فقط وكما ترين هناك تشابه كبير بيننا حد التوأم لقد كانت بوقتها امي مريضة. ريحان:حين اختفيت؟ تالين:نعم لقد كنت بعمر السنتين او ثلاث هكذا اخبروني، لقد خرجت من المنزل دون أن ينتبه اليك أحد كنت صغيرة وقتها لم يكن غيرنا وامي بالبيت كنا نلعب وأمي منشغلة وأنا غفلت قليلا وتركتك ثم أنت خرجت وضعت، لقد بحثنا عنك مطولا لكن لا أثر لك اتعلمين؟انا لا اعرف اغلب التفاصيل لكن ما أعرفه أن ابي واخي كمال لم يتوقفا يوما عن البحث عنك قد تستغربين لكن فعلا في مدة قصيرة اختفى أثرك كليا، لم نترك مكانا لم نبحث فيه عنك، أصبنا بالعجز ولم أكن أرى شيء غير دموع الحسرة في عيون أبي وأمي. كانت ريحان تستمع وتبكي فقط. اكملت تالين وقالت وهي تبكي ايضا:بعد فترة احضروا لنا سترتك وقد وجدوها مرمية بالشاطئ بعد أن قذفها الماء لكن انت، لم تكوني... ريحان:ظننتم انني مت هذا إن كنت حقا شقيقتك. تالين:انت كذلك فعلا لقد أجرى كمال تحليل الحمض النووي منذ فترة وتاكدت منه بنفسي. ريحان بحزن:هكذا إذا بهذه البساطة بعد كل تلك السنين، لم لم تواجهيني؟ تالين:عرفت مؤخرا فقط وبسبب حملك لم استطع أن اواجهك بحقيقة كهذه. ريحان:ووالدايك؟ تنهدت تالين واكملت:بعد أن عثروا على سترتك امي لم تتحمل الوضع ما جعل حالتها تسوء اكثر و بعد فترة من اليأس والحسرة... ريحان بحزن:ماتت؟ اومأت تالين بالإيجاب ما جعل ريحان تشهق بقوة. تالين:بعد فترة سافرنا الى لندن كما أخبرني اخي كمال وتركنا البلد بشكل نهائي وهكذا اكمل اخي كمال دراسته هناك واسس بابا عملا وبدأ بالتطور تدريجيا وكبرنا هناك وبعد فترة قررنا تطوير عملنا وتقسيمه على البلدين لذا استلم اخي العمل هنا وبابا هناك....لكن الحقيقة هو لحد اللحظة يهرب من الماضي ولا يريد التعايش معه. رجل هزمته الأزمات فاختار الهروب حلا دونما عودة، لكن قد نهجر الأماكن لكن الأماكن لا تهجر ذكرياتنا. همست بين شفتيها بحزن: أي أنه. ردت تالين باكية:نعم بابا حي يرزق وقد استقر هناك وهو متزوج ايضا زوجته جميلة وطيبة. ريحان:وهل يعلم بوجودي؟ تالين بغصة: لا لان، ثم سكتت برهنة وبكت ثم أضافت:قلبه ضعيف، لقد تعرض لنوبة من قبل وهو يعيش هناك بهدوء لم نخبره بعد سنخبره لكن وقتها ستكونين معنا وستقفين أمامه انها اللحظة التي تمناها سنين عمره وربما ستكونين السبب في عودته للبلد. ردت باكية: لكن انا كيف سافعلها كيف؟ تالين:كم تمنيت لو عرف انك لاتزالين حية كم تمنيت ان يراك. وضعت ريحان يدها على رأسها وشدته بقوة وقالت :كيف سيستوعب عقل بشر هذا؟؟كيف؟؟ والداي دفنتهم بصغري والآن تبين أن كل شيء كان كذبة، ماعدت اريد معرفة شيء ما عدت اريد سماع شيء تعبت تعبت، زوجي ووالد طفلي غدر بي، عائلتي ظهرت امامي فجأة، عشق بني على انتقام، يا إلهي لم يحدث معي هذت؟ ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، ما أقصاه من قدر، ارحموني ارحموني حبا في الله ارحموني. احتضنتها تالين بقوة وهي تبكي وقالت:انا هنا معك اقسم لك انني لن اتركك لحظة بعد الآن اقسم لك لن يؤذك أحد بعد الآن اقسم لك انني سافديك بروحي ولا يبكيك شخص بعد الآن، لا تبكي صغيرتي لا تحرقي قلبي عليك اكثر انا احبك احبك بشدة. شدت ريحان على حضن اختها اكثر وواصلت بكاءها وبعد لحظات هدأت وسكتت ثم قالت:ان كنت حقا تريدين ان اتقبلك كاخت لي بعد كل هذه الفترة اقسمي ايضا انك لن تخبري أحدا عن مكاني لا كمال ولا امير ولا اي شخص...واقسمي لي ايضا انك ستساعدينني كي اسافر. نظرت اليها تالين بدهشة وقالت:اي سفر هذا. ريحان:لن ابق هنا يستحيل ساذهب لاي مكان عدا هنا. تالين:انت تهذين ثم انك تعبة ليس وقت نقاش كهذا ثم قامت من مكانها لكن ريحان امسكتها من يدها ونظرت إليها بحزن وقالت:اقسمي. تالين:انت تضعينني امام الامر الواقع ريحان:لا تكوني انت ايضا بصفهم. تالين:هيا تمددي لاتنسي كلام دكتورتك لا يزال الخطر يحاوطك حاولي أن لا تتحركي كثيرا وفكرة السفر الغها نهائيا. ريحان:ان كنت لا أزال حية ارزق فهذا لأجل طفلي فقط. تالين:حسنا ارتاحي ونتحدث بعدها بكل شيء اعدك. ريحان:وعد الحر دين. تالين:تالا رجاء ريحان:بل انت رجاء تالين:اعدك تنهدت ريحان بالم ثم تمددت بفراشها وقالت:اريد العودة للنوم علي ساصحو بعدها واجد الكابوس انتهى أو لعل الله يرحمني وانام دون عودة. تالين بغضب:توقفي عن قول هذه الترهات والا استعملت سلطة الاخت الكبرى عليك وعاقبتك هااا عقابي لاسع ايضا... ابتسمت بحزن وقالت:لا اصدق كل ما يحدث....هل هذا واقع حقا؟؟ تالين:يكفي كلاما ستتناولين طعامك وادويتك اولا ثم اتركك تنامين وموضوع سفرك هذا سنتحدث به لاحقا. غفت ريحان بدمعها بعد لحظات غفت لشدة تعبها والمها،غفت رغم أن القلب يهرب من النوم. حل الليل على المدينة. بدأت ريحان بفتح عيونها بتثاقل لكن رأسها حينها كان يؤلمها بشدة،حاولت النهوض لكن ما استطاعت لتغمض عينيها بقوة وترمي راسها ثانية على الوسادة وتقول:الالم شديد. اقتربت تالين منها وقالت:اانت بخير؟ ريحان:احس بالم شديد في رأسي تالين:هذا طبيعي بعد كل ما حدث معك هيا يجب أن تتناولي شيء لقد نمت طويلا ولم تحس لشيء. نظرت اليها ريحان باسى ورددت:لقد اتعبتك معي واخرتك عن اشيائك. تالين:عيب ماذا تقولين انت ؟ثم اطمئني لقد اتصلت بالشركة وطلبت من السكرتيرة أن تحجز لي رحلة إلى لندن لمدة أسبوع تبدأ منذ الغد كتمويه يعني لن اذهب بالتأكيد و هكذا أن يبحث عني أحد ولن يعرف مكاني احد، وسأعتني بك طوال الأسبوع نهارا وليلا. وكأن شيء من السكينة لامس قلب الجميلة المحترق ولملم شيء من جراحه،رغم الالم ابتسمت،رغم الخوف ابتسمت،رغم الضياع ابتسمت ثم تنهدت وقالت:اانت حقا اختي؟ تالين:نعم للمرة الألف، اولا الشبه واضح لا يحتاج.ذكاء و ثانيا ساريك شيء ثم وقفت ومشت واحضرت حقيبة يدها لتسحب منها صورة لها ولريحان حينما كانتا صغيرتين لتتقدم من ريحان وتقول:لك الدليل ويوجد تحيليل الحمض النووي ايضا. أمسكت ريحان بالصورة لتتاكد حينها انها فعلا هي الموجودة بالصورة مع اختها، نظرت لاختها بحزن وبكت لتقول:"ما ودعك ربك وما قلى"..."ما ودعك ربك وما قلى". تالين باكية:ونعم بالله ريحان:اخبريني قليلا عن امي وابي. اعتدلت تالين ومسحت دمعها ثم بدأت بالتحدث عن عائلتها بحب وريحان تنظر وتبكي بصمت،كانت تستمع وترسم بنفس اللحظة في خيالها أناسا ليمثلوا ما تسرده اختها على مسمعها وهكذا حتى مر وقت على ذلك. تناولت ريحان شيء من الطعام الذي حضرته تالين ثم أخذت ادويتها كاملة وتمددت مكانها ثم تحدثت لتالين وقالت:حقيبتي وثائقي. تالين:لقد اتصلت بمكتب سيارات الأجرة لكن لم تكن هناك أي حقيبة يبدو أنها ضاعت. ريحان:كل شيء بها هاتفي وهويتي اف اف اف تالين:اهدئي لم يحدث شيء ان لم نجدها خلال يومين سنستخرج لك غيرها. ريحان:قد يتطلب وقتا وانا اريد ان اتحرر من هذه المدينة الموحشة بأقرب فرصة. تالين:موضوع وثائق هويتك بسيط استطيع حلها لا تقلقي انت فقط اهدئي لا اريد ان تنتكسي لكن قرار السفر هذا ليس بمحله قد يكون فيه خطر على صحتك. نظرت اليها بحزن وقالت:ساكون بخير...واعدك سأعود لكن يجب أن أبتعد لفترة كلما اتخيل اننا نتنفس انا وجلادي من نفس الهواء اختنق. تالين:لكنه زوجك وعشقك ووالد طفلك. ريحان:ليس سوى شيطان والشياطين لا تستحق سوى اللعن والرجم. تالين:لم كل هذا الكره؟ ريحان:اتريد حقا معرفة السبب....؟ تالين:ان شئت؟ لأول مرة تحررت ريحان من صمتها وحررت سرها المكبوت داخل فؤادها منذ فترة، لأول مرة استطاعت أن تسرد أمام شخص تفاصيل عذابها والمها كيف ولد منه عشق يشبه عشق الاساطير، كانت كأنها تحادث نفسها،تروي حكاية الجميلة والوحش دون أن تذرف ولو دمعة واحدة فقد تولت تالين الدور عنها هي تتحدث والأخرى تبكي حتى تعبت. نامت تالين بعد أن تعبت من البكاء بشكل هستري لما كانت تسمع من شفاه ريحان. نظرت اليها ريحان قليلا وهي نائمة على الأريكة الأخرى لتقول:شكرا،ثم قامت وتوجهت للحمام لتستحم بعد أن تأكدت من توقف النزيف لتذهب بعدها إلى حقيبتها وأخرجت جواز سفرها لتقول:لن اتراجع...ثم اعادته للحقيبة وأخذت لباس الصلاة ارتدته لتختار مكانا منعزلا في أحد الغرف وتتجه لخالقها كعادتها. شاءت الصدف أن تسجد بنفس اللحظة التي سجد هو بها في المسجد وان تدعو بنفس اللحظة التي كان هو يدعو بها. وضعت جبينها على الأرض وردتت باكية:" يارب يارب ضاقت بي الارض بما رحبت فسواك غياثي لم اجد، ارب روحي في روحه تقيم وأحمل من صلبه روحا ايضا...اعني على ابتلائي فيه اعني على مصيبتي اعني على مصيبتي. مضى ذلك الليل مع كل دقيقة منه تألما لكن في الأخير مضى كغيره واستنزف ما تبقى بهما من طاقة وبقت الجروح على حالها فانزويا إلى الخريف عاجزين. حل الصباح. استفاقت تالين من نومها باكرا لتجد ريحان جالسة بجانبها تحمل مصحفها وتقرأ منه. نظرت اليها بحب وقالت:صباح الخير ريحان:صباح الخير تالين:اانت بخير؟ ريحان:الحمد لله لا ضرر بي انا بخير. تالين:متاكدة؟ يبدو انك لم تنامي طوال الليل. ريحان:حاولت ولكن لم استطع فاستغليته بما يريحني. قامت تالين من مكانها وقالت:تقبل الله حبيبتي المهم انك بخير ولن اضغط عليك بشيء، سأستحم وأحضر افطارا. ريحان:ايمكنني استعارة هاتفك؟ تالين:بالتأكيد وساخرج بعد قليل وأحضر لك واحدا ودون اعتراض ها ولا كلمة ثم انسحبت الى الحمام. أمسكت ريحان هاتف تالين وقلبت بأحد صفحات الفيسبوك لتأخذ من هناك رقم محمد من صفحته بالتحديد ثم قامت بالاتصال به. رد محمد الذي كان بالطريق لعمله ليجدها ريحان. صرخ بها وقال:اين انت؟؟؟اتصل بك منذ البارحة؟اانت بخير؟ ريحان:بخير بخير محمد:لقد اتصل أمير يبحث عنك كان كالمجنون الذي فقد عقله ماذا هناك ريحان؟ ريحان:انا وامير انتهينا ولا تسالني لماذا فقط اسمع سبب اتصالي؟ محمد:لا حول ولا قوة الا بالله تحدثي ريحان:اريدك ان تبيع بيت عمتي خلال اسبوع محمد دهشا:ماذا؟ ريحان:كما سمعت، احضر احدا ليضع له سعرا وانزل من هذا السعر حتى يباع بسرعة. محمد:هل جننت ماذا هناك؟واين انت؟ماذا حدث؟ ريحان:رجاء محمد انت اخي آخر سند لي لا تخذلني، افعل ما اطلبه منك كل اوراق البيت في الخزانة اذهب الى هناك وافتحه وابدا بتجهيز الاوراق اصلا الوكالة التي امضيتها لك موجودة بين الاوراق يمكنك التصرف بكل شيء دون الرجوع الي. محمد:ريحان لا تهذي ثم امي ماذا ساقول لها. ريحان:ساتصل انا بها واخبرها انني اريد بيع البيت لأجل عمل خيري محمد:هههههه على أساس ستقتنع ريحان:ساقنعها بطريقتي انت فقط تول مهمة البيع وبسرعة ارجوك احتاج الى النقود. محمد:لكن، لا يمكن لن أجاريك ريحان:انا اترجاك افعلها لاجلي لأجل اختك واقسم حين اتجاوز كل هذا ساخبرك بكل شيء. محمد: وأمير؟ ريحان:عدني انك لن تخبره بشي، عدني تنهد محمد ثم اردف:ما عساي اقول انت دائما هكذا، حسنا وعد لو اتصل ساقول لا لم تتصل بعد ولا تقلقي لن تعلم امي بشيء لكن اتصلي بها كي لا تقلق. ردت: سأتصل أعدك.أيضا أنت فقط افعل ما طلبت منك أخي محمد:لك ذلك اتمنى فقط أن لا تندمي على فعلتك هذه. ريحان:لن يحدث اخي صدقني هذا افضل حل ساتصل بك لاحقا برقم جديد لنبقى على تواصل حتى تبيع المنزل وترسل لي المبلغ محمد:حسنا اقفلت الخط ووضعت الهاتف جانبا لتنتبه لتالين التي كانت تنظر إليها مندهشة. تحدثت ريحان وقالت:ماذا؟ تالين:انت التي ماذا؟ ماهذا الذي سمعت؟ الديك منزل وتريدين بيعه بأقل من سعره خلال اسبوع؟ ريحان:نعم تالين:لماذا؟ ريحان:لانني سأسافر واستقر خارج البلد واحتاج النقود. تالين:وهل ينقصك شيء انت من عائلة مراد أوغلو ثم الم نتفق على موضوع السفر هذا؟ ريحان:مهما حاولت سأبقى دخيلة عن كنيتك رجاء حاولي أن تفهميني حاولي أن تحسي بحرقتي تالين:وهل هروبك هو الحل؟ ريحان:هو الراحة تالين بجدية:كاذبة سيبقى قلبك هنا معلقا معه مهما تصنعت من كرهك له سيبقى يعيش داخلك. نظرت اليها ريحان بغضب وصرخت بقوة وقالت:اصمتي اصمتي يكفي يكفي انت لم تذوقي شيء مما اذاقني إياه انا اكرهه اكرهه لا أريد سأهرب نعم سأهرب كالجبناء واتركه لعذابه وسيطلقني واتحرر منه بشكل نهائي ثم وقفت وباشرت الصراخ وهي ترمي كل شيء يأتي امامها أرضا وهي تردد:ساخرجك من قلبي ساقتلك بيدي داخلي ثم اخرجك من قلبي وعقلي ساخرجك ساخرجك. نظرت تالين إليها صعقة ثم اسرعت وامسكتها بقوة واحتظنتها لتهدئتها وهي تقول:لم يحدث شيء توقفي توقفي سيزول كله سيزول والأخرى تبكي بشكل هستيري ولم تتركها حتى توقفت ريحان عن الانتفاض وهي بين ذراعيها. وهكذا حتى هدأتها ثم أعطتها ادويتها اللازمة وحضرت لها مشروبا ساخنا لتنام ريحان بعدها مباشرة. حين خرج أمير من غرفة العم فكرت اتصل بشخص ليحضر له معلومات عن شقيقة كمال،لم تطل المدة لياتيه الرد بأنها تعمل مع أخيها بالشركة. انطلق بسيارته سريعا باتجاه شركة كمال مراد أوغلو... وصل بعد حين وذهب الى السكرتيرة ليسأل عن شقيقة ريحان فقد أراد مقابلتها لكن تفاجأ بأن اختها قد سافرت إلى لندن منذ ساعتين لمدة أسبوع على الاقل. ليعود أدراجه خارجا خاوي الوفاض. لقد رميت كل أمنياته عرض الحائط وجميلته لم تظهر بعد. مرت 10 ايام على ذلك.... ما اصعبها من ايام مرت على الحبيبين...كانا جسدين بلا روح... هو اختار منزلهم الذي أهداه لها واعتزل الكون فيه وحيدا بالكاد يأكل أو ينام،اما هي فقد كانت بنفس حاله تتنفس لأجل جنينها وتتغذى لأجله فقط ولو خيرت لاختارت العزلة وحيدة لكن اختها كانت عند رأسها لم تفارقها لحظة. بيع البيت واستلمت ريحان نقودها وهويتها ايضا واستعادت عافيتها ولم يعد هناك سبب لتاخر سفرها. كانت جالسة بالمطار تنتظر طائرتها وشقيقتها جالسة بجانبها كانت مهمومة حزينة ستترك الروح وتأخذ الجسد معها وتذهب إلى لندن،قد تعود وقد لا تفعل لكن قررت وانتهى ورغم محاولات اختها إلا أنها لم ترضخ، ستتركه يعايش ذكرياتهم لوحده ستتركه يتخبط لوحده بهذا الهروب ستعاقب نفسها قبل أن تعاقبه. جاء نداء طائرتها الاخير نظرت اليها تالين وقالت وهي تبكي:أنه النداء الاخير حسنا حبيبتي كل شيء هناك جاهز لقد حجزت لك الفندق ووفرت لك سيارة وسائق ستجدينه ينتظرك عند المطار فور نزولك فقط لاتنسي حمل اللافتة التي بها اسمك كي يتعرف عليك و امهليني فقط يومين وسالحق بك. ريحان:حسنا لا تقلقي ساكون بخير. تالين:اعلم. ودعتها وجرت حقيبتها ومشت. بعد لحظات خرجت تالين من المطار متجهة لبيتهم،مشت في طريق العودة قليلا لكن تفاجأت بقدوم سيارة مسرعة نحوها حتى كادت تصطدم بها. توقفت تالين بسيارتها جانبا لتتوقف السيارة الأخرى ايضا ونزل أمير منها باتجاه تالين مسرعا. نزلت تالين من سيارتها بغضب واتجهت ناحيته وهي تقول:هل انت احمق؟ من امير؟ تقدم أمير منها بغضب وقال:اين هي؟ تالين:من؟ أمير:اين عشق شقيقتك أو انك لم تعرفيها؟ تالين:لقد تاخرت أمير تارهون تاخرت كثيرا في هذه الأثناء ستكون الطائرة قد أقلعت. شدها من يدها بقوة وقال:انت تكذبين كما كذبت بامر سفرك وانت كنت تخفينها صح؟ تالين:اترك يدي والا طرحتك أرضا من تظن نفسك؟ أمير:لن اتركك حتى اعرف اين هي؟ تالين:سافرت،ذهبت الى مدينة الضباب ولن تعود لقد تحررت منك وانا سعيدة انها فعلت ذلك نظر إليها أمير بغضب ثم عاد للخلف مسرعا ليركب سيارته وينطلق مسرعا وهو يقول:لا لا الا هذه عشق لا تجعلني اعيش موتك مرتين لا تفعليها عشق. وصل إلى المطار راكضا ودخل من باب الدخول لقد كان يجوب صالات المطار كالمجنون يبحث عنها بين تلك الوجوه المختلفة لكن لا أثر لعشق كل ملامح البشر موجودة هناك الا ملامح عشقه هو... ذلك الضياع وكل الصخب الذي حوله ونفسه التي لم تجد مسفعا كلها أنذرته بقحط موجع💔 لقد وئدته وهو على قيد الحياة وذهبت، لكن لم يستسلم فقد ركض ناحية أحد الموظفين هناك وسأله عن طائرة لندن ليخبره بأنها أقلعت لتوها. استسلم الأمير وخارت قواه ذهبت وتركته مشا يجر جسده إلى خارج المطار وهو يراقب تلك الطائرة التي في السماء، إنه قدره أن لا يرتاح قلبه،انه قدره أن يعيش بالعتمة،انه قدره أن يدفن داخل قلبها. خرج وجلس على كرسي حديدي معزول وحيدا هناك، لم يحس على حاله، مر زمن وزمن حتى انقضت ساعتين وهو على حاله كالتمثال هناك، أناس دخلت واناس خرجت أناس في السماء تحلق واناس تنزل للأرض وهو؟ هو قابع مكانه دون حركة...فقط يتنفس. رن هاتفه رنين الرسالة ليسرع ويفتحه ليتفاجأ برسالة فيدو من رقم مجهول(رقم تالين).... كانت حينها ريحان جالسة بصالة البيت(لقد تراجعت بآخر لحظة وخرجت من باب الخروج في نفس اللحظة التي كان أمير يدخل فيها المطار من باب الدخول لتتصل باختها التي سارعت بالعودة إليها واعادتها للمنزل) كانت ريحان تضع يدها على بطنها وتتحدث الى طفلها وتالين تصورها من باب المطبخ دون أن تنتبه لقد تحدثت حينها وقالت:لم استطع بني حاولت لكن لم استطع الابتعاد عنه لقد جبنت بآخر لحظة، رغم كل شي انا لا أزال أعشقه وبجنون ولا يمكنني التنفس بعيدا عنه. كان يحمل هاتفه يرتجف بالكاد يصدق انها فعلا هي لقد اعاد الفيديو اكثر من مرة بسعادة سعادة جعلت قلبه ينتشي وروحه تهافت بصوت عالي هذه هي هذه عشقي هذه حياتي ها هي روحي لم تذهب، لم تبتعد، مازالت هنا ما زلنا نتنفس نفس النسمات فوق نفس الارض. ثم نسخ الرقم واتصل مباشرة لترد تالين وتقول دون سلام حتى:لقد اخلفت وعدي رغم أنني لم افعلها قبلا لكن عشقكم يستحق، بقي أن تجدها فقط وهذا سيكون سهلا هذه المرة...لكن لنتفق صهري، لا تذكرني ابدا ولا ساقت*لك هاااا وايضا لا تظهر أمامها مباشرة لا تزال مصدومة واخاف ان يحدث لها مكروه لطفا. ابتسم أمير لحديثها وقال:شكرا. "الله يُعوِّض، يعوِّض لدرجة تجعلك تخشى أن تكون مُقصِّر في حقه، في حمده وفي وشكره، يعوِّض لدرجة تجعلك تفكر كيف حزنت من قبل على ما خسرته وعلى ما لم تحصل عليه، ستكتشف أنَّ كل الأبواب التي قُفِلَت في وجهك قُفِلَت لتُفتح لك أبوابٌ أفضل بكثير منهم .. إلى هنا تنتهي حلقة اليوم من رواية #عشق قراءة ممتعة♥️ الفصل الخامس والثلاثون من هنا |
رواية عشق الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم كنزة
تعليقات