رواية عشق الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم كنزة





رواية عشق الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم كنزة 





الحلقة ال 35 من #عشق
عنوان الحلقة: الجار للجار

كيف لك أن تأخد قلبي وأنت بهذا البعد‌❣️⁩
ومن يسكن الروح كيف للعقل أن ينساه‌❣️⁩
سأظل أسميك راحتي حتى وإن تعبت منك‌❣️⁩
واسميك ميعادي حتى وإن سبقني الزمن اليك‌❣️⁩
أنت من جعلتني أشعر أني أمتلك حظا لأول... مرة ونبضا لأول مرة... وسكينة لأول مرة...وحلما لاول مرة...وسعادة لاول مرة...‌❣️⁩
أحبك جدا...نعم احبك جدا...احبك... عدد أنفاسي وأنفاسك وأنفاسهم جميعا‌❣️⁩‌❣️⁩‌❣️⁩
احبك حد الجنون...و لدرجة ان أحتضن هاتفي وصورتك خلف شاشته وكأنه أنت‌❣️⁩
ولا تهتم للمسافات التي بيننا البتة...فقلبك عندي وقلبي عندك‌❣️⁩‌❣️⁩

القسم الأول:

رن هاتفه رنين الرسالة ليسرع ويفتحه ليتفاجأ برسالة فيدو من رقم مجهول(رقم تالين).
كانت حينها ريحان جالسة بصالة البيت(لقد تراجعت بآخر لحظة وخرجت من باب الخروج في نفس اللحظة التي كان أمير يدخل فيها المطار من باب الدخول لتتصل باختها التي سارعت بالعودة إليها واعادتها للمنزل)
كانت ريحان تضع يدها على بطنها وتتحدث الى طفلها وتالين تصورها من باب المطبخ دون أن تنتبه، لقد تحدثت حينها وقالت:لم استطع بني، حاولت لكن لم استطع الابتعاد عنه لقد جبنت بآخر لحظة، رغم كل شي انا لا أزال أعشقه وبجنون ولا يمكنني التنفس بعيدا عنه.
كان يحمل هاتفه وهو يرتجف بالكاد يصدق انها فعلا هي لقد اعاد الفيديو اكثر من مرة بسعادة سعادة جعلت قلبه ينتشي وروحه تهافت بصوت عالي هذه هي هذه عشقي هذه حياتي ها هي روحي لم تذهب، لم تبتعد، مازالت هنا، ما زلنا نتنفس نفس النسمات فوق نفس الارض.
  ثم نسخ الرقم واتصل مباشرة لترد تالين وتقول دون سلام حتى:لقد اخلفت وعدي رغم أنني لم افعلها قبلا لكن عشقكم يستحق، بقي أن تجدها فقط وهذا سيكون سهلا هذه المرة...لكن لنتفق صهري لا تذكرني ابدا ولا ساقتلك هاااا وايضا لا تظهر أمامها مباشرة لا تزال مصدومة واخاف ان يحدث لها مكروه لطفا.
ابتسم أمير لحديثها وقال:شكرا.
تالين:يستحق عشقكما فرصة لأنه صادق.
أمير.بفرح: اهي بجانبك؟
تالين:لا دخلت لترتاح انها تعبة
أمير بلهفة:ابها سوء؟
تالين:لا، لكن أن ظهرت فجأة أمامها اخاف أن تتضرر اقول اتصل على دكتورتها واسالها ستعطيك التفاصيل.
زفر براحة نعم لقد أخذ موعدا جديدا مع قطار السعادة وسيرتحل إليها قريبا بمجرد أن يلتقي بعشقه:انت أعدت الي روحي وانتشلتني من الظلام الذي تركتني به وذهبت لك دين علي حتى أموت.
تالين:لقد اتت ساقفل.
اقفلت تالين الخط ووضعت هاتفها جانبا لتاتي ريحان ناحيتها وتجلس على الكرسي وهي صامتة.
نظرت اليها تالين برهة ثم قالت:ماذا هناك؟
لم تجب، تعيد تالين وهي تجلس بجانبها:هاااي ماذا هناك؟
نظرت اليها ريحان بصمت وتسمرت وهي كذلك وبقيت على وضعها لدقائق والاخرى تنظر مذبهلة ثم فجأة انفجرت بوجه اختها وهي تصرخ:انا جبانة.
نظرت اليها تالين باندهاش وشهقت لتقول مرتعبة :بسم الله 
ريحان : نعم أنا كذلك، من المفروض انني في الطائرة الآن لماذا انا هنا لماذا؟ثم زادت من صراخها وهي تبكي وتقول:رغم كل شيء هو من انتصر،رغم كل الالم عدت لأجله كالحمقاء ثم نظرت لاختها التي تنظر دهشة لتقول:انا اعاتب نفسي وكانني اعاتب أصم واحادثها وكانني احادث ابكم ماذا اصنع اجيبيني، انا لا أريده ولن اسامحه،لكن لم عدت ولم اسافر...؟لم اضعت فرصتي؟
بقيت تالين صامتة على حالتها تلك لحظات ثم اقتربت اكثر ووضعت يدها على قلب ريحان التي لا تزال تبكي بحرقة وقالت:اتبعي ما يمليه عليك هذا فقط انظري حين اتبعت ما املاه عليك عقلك حاولتي الهروب لكن قلبك من انتصر وعدت.
ريحان بحزن:قصدك جبنت وعدت
تالين:لا هروبك الى المجهول بهذه السرعة وترك كل شيء خلفك هو الجبن بحد ذاته، هو جلادك هو وحش كوابيسك هو شيطانك هو وجعك أعرف كل هذا، لكن بالنهاية هو عشقك الاول والاخير ووالد طفلك لاتنسي هذا.
لا تفعلي شيء ستندمين بسببه ما تبقى من عمرك، انت وهو تستحقان السعادة، هو تغير بك ولأجلك، لقد عشقك كما اخبرتني قبل أن يعرف حقيقة انك لست ابنة ذلك الرجل،يعني وانت عدوته عشقك، اعلم ان هذا لا يحتمل لكن للحظة فقط ضعي نفسك مكان أمير.
طالعتها النجلاء مستفهمة وقالت: كيف؟
تالين بجدية:لو كنت بموضعه كيف سيكون رد فعلك؟
نظرت اليها ريحان بحزن وقالت:لا اعرف؟
تالين:أعط لنفسك فرصة إذا، انت قوية تحملت كل هذا وانت وحيدة والآن ستصبحين أما يعني ستتضاعف قوتك.
بحلقت ريحان بطنها واردفت:ما عدت استطيع التظاهر بأنني قوية، فؤادي باشره الصدأ، أريد أن اتحرر من خوفي وخيبة املي بكل من حولي لكن، لا طاقة لي.
تالين:يعني انت نادمة على عودتك؟
اومأت بالنفي فتحدثت تالين قائلة:خذي وقتك وفكري فكري بكل شيء فكري في عشق، في طفلك، في حياته بعيدا عن والده، لا تنسي اي تفصيلة كي لا تعيشي ضعف الالم وضعف الندم.
نظرت اليها ريحان قليلا وقالت:لقد فكرت وقررت، ساستقر هنا واستاجر بيتا وسافتح مشروعا صغيرا بالمال المتبقي واعمل ثم انني سارفع قضية طلاق واتحرر من كنيته بشكل نهائي.
تالين:لكن هكذا ستواجهينه.
ريحان:وليكن، لست خائفة منه عن اذنك اريد ان انام.
نظرت اليها تالين بحزن وهي تنسحب أمامها لتقول:اذنك معك حبيبتي.
ذهبت للغرفة وتمددت على السرير هناك، كانت تنظر للسقف وهي ترى ملامحه الجميلة، تشاهد باتسامته أمامها تكاد تحس بدفئ أنفاسه حولها، تنهدت بألم مرددة:ظننت أنك مت بتلك الغرفة وبتلك الكلمات لكنك تعيش بين ثنايا أفكاري وتسرح في الفؤاد كعريس متفاخر، ظننت أنني رميتك بالامس لكنك سبقتي بخطوة وسكنت بحاضري، هل ساخرجك من فؤادي كما اخرجتي انت من عالمي اول مرة واحضرتني للكازينو؟ هل سأتمكن من مسح رائحتك الممتزجة بجسدي؟ هل ستصبح ذكرى قابلة للنسيان مع مرور الوقت؟ ام انك ستكون انت الذاكرة بحد ذاتها التي تحفظ داخلها ما شاءت وترمي عنها ما لا يعجبها؟
ربما صعب لكن ليس مستحيلا ثم مسحت دمعها الصامت وتقلبت يمينا محاولة النوم ولو قليلا.

كان أمير في الطريق متوجها نحو دكتورة ريحان، كان الطير الذي حرر لتوه من قفصه مهاجرا من برودة قضبان قفصه إلى مأوى يحتويه، اليها الى عشق، عاد الامل في نفسه، تغير معدل نبضات قلبه معلنة قدوم عصر السرور ذاك القلب الحزين الذي مرت عليه سنون باردة لم يفهم حينها أكان ذلك القلب ينبض ام لا، لم يحس بنسمات الهواء تداعب صدره الا في تلك الاثناء، لم تقبل الشمس جدران عزلته الا حين سمع ايقاع صوتها بتلك الرسالة، لم تذهب عن بصره العتمة الا حين رآها في الرسالة تلك.
فرد جناحيه وحلق في السماء بسعادة مبتهجا وهو على الارض، رسالة بثوان أعادت إليه الحياة كقبلة الحياة التي تعيد للغريق نفسه.
وصل بعد مدة عيادة الدكتورة ودخل، لم يكن لديه موعد لكنه اتصل قبلا وهو في الطريق بحجة أمر مستعجل.
دخل عند طبيبة ريحان وسألها عنها وعن حالتها ووضعها بكل تفاصيله لم يترك سؤالا لم يسأله لتجيبه الدكتورة بكل شيء بتفاصيله أيضا واعادت تكرار ما طلبت من ريحان أن تتجنب التوتر والعصبية قدر الامكان كي لا تتعرض لنزيف آخر لا سمح الله ولا يكون هناك خطورة لا على صحتها ولا على صحة طفلهم.
اخذ أمير ما يحتاجه من الدكتورة جبرين ثم سلم وشكرها ليخرج بعدها إلى وجهته.
امسك هاتفه واتصل بشخص ليحدد موقع ريحان ثم اقفل الخط.
لم ينتظر طويلا لياتيه الرد.برسالة فيها عنوان محبوبته.
نظر إلى الرسالة تلك وقرا احرفها بتمعن، إنه عنوانها انها عشق. عشق التي ليست كمثل النساء اللواتي عبرن محيطه قبلا، هي أسطول عتيق يتهافت عليه الرهبان لقيادته، هي اميرته التي احتلت مملكته، هي التي يم*وت ويحيى بنظرتها، هي التي يهاجر بعد تعبه من لمعة مقلتها ليندس عند مبسمها.
مر وقت طويل بعدها.
كانت بالغرفة نائمة بعد أن تناولت شيء من الطعام وتالين بالصالة جالسة تدرس بعض الأوراق الخاصة بالعمل، كانت تقلب في وثاقها ليرن هاتفها بجانبها،انه أمير، ردت سريعا بوشوشة وقالت:اهلا أمير.
أمير:اهلا آنسة تالين لقد وجدت العنوان انا بالخارج لكن اريد مساعدتك اريد ان اراها.
تالين:ماذا؟ ثم فزت من مكانها راكضة لشرفة البيت هناك تطل عليه منها لتردف:بهذه السرعة؟ ستعرف انني السبب.
أمير:اهدئي اهدئي لن تراني فقط اريد ان تخرجيها من هناك اريد رؤيتها.
تالين:هي الآن نائمة حين تستيقظ ساجد حجة لاخراجها فهي قليلة الخروج من المنزل اصلا.
أمير:بانتظارك.
استدارت لتعود لمكانها لكنها تفاجات بريحان قادمة نحوها ما جعلها ترتبك سريعا وتقول:حبيبتي منذ متى وانت هنا؟
ريحان:لم تركتني انام طويلا؟
تالين:ولم اوقضك؟
التفتت ريحان متوجهة للمطبخ وهي تقول:يجب أن أبحث عن منزل الكراء.
تنفست تالين الصعداء ورددت داخلها(لم تسمع شيء) ثم اردفت: ولم البيت؟استقري هنا.
ريحان:لا يمكن أنه ليس بيتي كيف ساستقر به؟
تالين:اسمعي صديقتي تقيم بالخارج وهذا البيت لا تأتيه الا كل سنة مرة وبالكثير تبقى أسبوعا يعني انا اكثر من يقيم به حين اريد ان اختلي بنفسي.
ريحان:والمعنى؟
تالين:يمكنك المكوث هنا إنه بيت جميل وليس بالكبير والحي وأصحابه لن تجدي الطف منهم صدقيني
ريحان:بالتأكيد لا ساستاجر بيتا آخر هناك بيوت بهذا الحي للايجار بالتأكيد.
تالين:ولم الغلبة؟بيت جديد وتصليحات وفرش وتجهيزات ستتعبين وانت حامل.
ريحان بتذمر: تالين لا تحاولي لن أقبل بالتأكيد اصلا لا اريد ان اتعبك اكثر شكرا على كل شيء لكن يمكنني أن اعتمد.على نفسي وايضا المبلغ الذي معي يكفيني وزيادة ساستاجر بيتا وافتح مشروعا صغيرا اعيل به نفسي واربي طفلي.
تالين:طفلك لديه أب، أمير تارهون المهندس المشهور...
نظرت اليها ريحان بعيون غاضبة يملؤها الدمع واردفت:طفلي ليس لديه غير والدته فقط والدته ريحان يلماز هو غير موجود لا أثر له أنه ميت بالنسبة لي.
نظرت اليها تالين بحزن ما جعلها تصمت قليلا وهي على حالها ثم تحدثت وقالت:لن اضغط عليك كما تشائين.
تحركت ريحان باتجاه المطبخ ثانية وتقدم تالين منها مرة ثانية وهي تقول:اسمعي عندي فكرة..
ريحان:لن اقبل
تالين:اسمعيني اولا يييه،اسمعي لم لا تستتجرين انت هذا البيت؟.
ريحان:وصديقتك؟
تالين:اقناعها سهل لا تقلقي بشأن هذا وهكذا لن نضطر للتنقل لمكان آخر نحن لا نظمن وجود بيت بنفس الحي للايجار.
نظرت اليها ريحان قليلا ثم قالت:حسنا سأفكر.
تالين:اي انك لحد اللحظة لا تتقبلينني كاختك.
ريحان:ليس هكذا لكن، أنا منذ طفولتي هكذا اعتمد على نفسي بكل شيء لا أحب أن أكون عالة على غيري 
تالين بحزن :عالة؟؟!! سامحك الله.
سحبت كرسيا من طاولة المطبخ وجلست ثم نظرت اليها بحزن وقالت:فقط افهمي ما احس به، أنا احترق تعبت تعبت.
تقدمت تالين منها وسحبت هي الأخرى كرسيا وجلست بجانبها ثم مسحت على شعرها واردفت:اذا خذي برأيي على الأقل دعيني اساعدك بشيء انا ايضا احترق لانني اراك تتخبطين امامي ولا أصنع لك شيء يخفف عنك.
ابتسمت ريحان لتالين وقالت:يكفي ما صنعت لأجلي لحد اللحظة في حياتي كلها لم اجد سندا أثناء ايامي الصعبة غيرك كنت دائما وحيدة أسند نفسي بنفسي وانت ظهرت فجأة وكانك ملاك ارسل من خالقي ليعيلني على محنتي.
ابتسمت تالين وأردفت :ممممم وامير؟
ريحان بجدية: تالين حبا في الله إن كنت حقا تريدين ان تساعديني وافقيني فيما أريد وأرغب واتركيني منه ماعاد موجودا بالنسبة لريحان هو كان حبيب عشق وعشق كبرت عليها أربعا حين انسحبت من تلك الغرفة وتركتها هي وذكرياتها هناك.
نظرت اليها تالين بحزن ثم اردفت:انت تصعبينها علي اكثر أنت لديك عائلة اب وأخ واخت وزوجة اخ إن لم نجد العائلة في وضع مشابه من نجد عونا؟
ريحان:بالنسبة لك، أنا تربيت بين رجل وزوجته كانا طيبين جدا ويحبانيني بشكل كبير كنت مدللة لاقصى حد وشاءت الأقدار أن يموتا بحادث لتتولى عمتي رعايتي، كبرت على هذا الاساس وتعودت أن أسند ريحان بريحان وأن سند الغير لا يدوم مهما كان بجانبك، لا باس حبيبتي من يدر لربما مع الأيام ساتقبل فكرة انني لست ريحان يلماز.
تالين:والمعنى؟
نظرت اليها ريحان باسى ثم ابتسمت واردفت:اتركيها للزمن هو كفيل بحلها.
ابتسمت تالين وردت عليها: لا يمكنك فعل ذلك لأن الزمن لا ينتظر ولا ينام ولا يقضي نفسه حائراً لاجلك مهما تخبطت ومهما استنجدت به كي ينقذك من غرقك لأنه ببساطة لا يلتفت للخلف مهما حدث لا يعرف كيف يحزن لموت أحدهم ولا يسقط خلف الجدار ولا يجلس داخل دائرة ويناقش مصائبك، إذا واجهي بليتك في حينها ولا تتركيها لا للزمن ولا للبشر.
التفتت ريحان متحركة للخارج نحو الحديقة فتناولت خماىها من فوق الكنبة ورددت قائلة :طبعا الكلام سهل كلكم تجيدون قول الكلام المنمق لكن لو وضع أحد مكاني قد ين*هي حياته ويرتاح من كل هذا الوجع.
نادتها تالين وقالت:الى اين؟؟
ريحان:ساخرج قليلا أريد ان اتنفس انا اختنق بسبب أفكاري.
توجهت للخارج لتردف تالين اوووه ما اعندها تكابر وهي تتلهف لرؤيته.
كان هناك على مقربة من الحديقة ينتظر، تمر الدقائق خلاله عمرا، فتحت الباب وخرجت للحديقة فجأة.
لقد رآها لقد طلت 
لقد أعادت رؤيتها ترميم مرآته النقية التي انكسرت لقد تمكنت من لم كل الشضايا الصغيرة وتركيبها، على امتداد دقائق تلك الأيام العصيبة ركض إليها ببصره وروحه، انفصل عنه وركض إليها ليضمها وهو لا يزال واقفا مكانه ركض الى محبوبته، ليست بالمرأة العادية التي تترك رجلا كأمير، قوي لا تأسره امرأة، ويتأقلم بعد ايام ويعود لحياته الزاهية وكان شيء لم يكن، لا،إنها عشق التي سكنت بركن روحه الأهم ركن الطمأنينة التي مذ أن نخلق ونحن نبحث عنها حتى نفنى ونموت.
احس بدفئ غريب بدأ في ملامسة جسده وكأنها يدها الناعمة التي تعود عليها وهي تحنو على صدره، قد فارقه الدفء منذ فراقها، مجرد رؤيتها من بعيد صرفت عنه البرد، مجرد رؤيتها أعادت الهدوء للنفس داخله،مجرد رؤيتها اسكتت صراخه الصامت...مجرد رؤيتها أعادت الحياة.
ابتسم،ليست ابتسامة مرتسمة على وجهه فقط لقد كانت من اعماق أعماقه تلك الابتسامة التي تعلن قدوم العيد الذي به الكل سعيد ثم تنهد بقوة، نفس رمى به من صدره كلما كان به من الم، صحيح أنه لم يقترب هو يعلم أنه لو اقترب ستصده وتطرده لكن يكفي انه رآها، يكفي انها أمامه.
لحظتها لم يكن يسمع سوى نوتات سمفونية العشق حوله...لا حفيف الشجر ولا اصوات المارة ولا حتى هزيز الريح.
بقي مكانه يتاملها وهي بمكانها تتأمل المكان حولها، كانت بعيدة لكنها قريبة لولا انها حاجة بصره للراحة لما رمش وهو يتأملها،
تنهد اخيرا بعمق وقال بهمس:كم انت جميلة، وانت حزينة جميلة، وانت تهربين عني جميلة، وانت ترفضين وجودي داخلك جميلة.
كم اشتهي حضنك الآن ليتك تفتحين ذراعيك كي اركض اليك لتحتضنيني،اريد أن تحتضنيني بقسوة وان تتركيني بين ذراعيك ولا تقولي شيء فقط تنفسي بوجهي كي احس بدفئ تلك الأنفاس واسمعيني اسمعي شكواي فعندي الكثير الكثير لاحكي لك، ساحكي لك كم كان فراقك موجع، كم كانت فكرة ذهابك بلا عودة قاتلة،ساشكو لك كم احتضرت مرات ومرات وكم جربت الموت صمتا، ساحكي لك كيف قست الايام على أميرك دونك.
كانت تنظر للامام وبقيت كذلك لحظات ثم انزلت نظرها الى بطنها ووضعت يدها عليه ولمسته بحنية ثم أخذت نفسا عميقا وقالت:حاولت الهروب لكن نبضه الذي بقلبي اجبرني على البقاء، ثم بدأت تدندن بصوت شجي إنها نفس الأغنية التي غنتها من قبل لاوزجي وهو شاركها بها.
حرك نظره يمنة ويسرة يحاول التذكر ثم اردف:نعم هي نفس الأغنية، لتاتي على خاطره ذكراها.
فلاش باك..

(بقي ينظر لريحان لا يفهم شعوره الذي تملكه لحظتها تائه بين عقله الذي يمقتها ولا يرغب الا باذلالها وابين قلبه الذي تاه بسحر مبسمها الفتان بينما هي انزلت رأسها لتفادى النظر في عني الشيطان كي لا تخونها دموعها و تتذكر قسوته وتفضح امام سونا وجوناي.
بدأ بالغناء لتتفاجا به فقد غن نفس الأغنية التي كانت تدندنها لاوزجي قبل دخوله بلحظات وصوته ينبع من أعماق فؤاده وقد طوقه بإحساس عذب.
نظرت اوزجي الى ريحان لتقول:غن لاجلي لطفا.
رفضت ريحان في البداية وهي تشير لاوزجي بلا لكن بعد إلحاح منها بدات بمشاركة أمير الأغنية لكن صوتها كان منخفضا لا يسمع جيدا لتغلب خجلها على صوتها.
واصل أمير غناءه وعيونه قد غرقت بملامح وجهها البريئ وبشعرها الحرير الغجري المنسدل على كتفيها دون إدراك منه لما هو به رغم أنها لم ترفع نظرها إليه ولا للحظة )(المشهد من الحلقة السادسة).
..........

كان سعيدا بسماع دندنتها مبتهجا يتراقص قلبه مع كل حرف تطلقه من شفتيها،اما هي فكانت تتذكره مع كل حرف، تتذكر كيف كان يدندن لها ليلا مرات ومرات، تتذكر كيف كان يداعب خصلات شعرها وهي مستمتعة بنغمة صوته، تتذكر كل شيء جميل منه.
لم يتمالك نفسه وبدأ يشاركها الدندنة بصوت خافت كأول مرة وكان الأحداث تعيد نفسها هنا لكن الفرق في الزمان والمكان وكينونة العشق الذي بقلبهما.
فجأة اتاها صوت دندنته في اذنها لتتوقف مباشرة عن الغناء وتلتفت سريعا هنا وهناك فهي لم تحدد بعد مصدر ذلك الصوت ثم نظرت للامام ثم هنا وهناك حائرة لتقول:يبدو أنه من شوقي له أصبحت أتوهم، وهو بمكانه يستمع سعيدا...
قامت فورا من مكانها وتوجهت للداخل مستغربة وضعها لربما لو بحثت قليلا خارج الحديقة لوجدته لكن هي لم تفكر أنه هناك كل توقعها أنها تتوهم فقط بينما هو كان مكانه مبتسما سعيدا.
دخلت الى الداخل لتجد تالين تتحدث بالهاتف، اقفلت تالين الخط بعد لحظات لتنتبه لريحان التي تجلس هناك صامة.
نظرت اليها باستفهام لتقول:مابك؟
ريحان:لاشيء
تالين:تبدين حزينة.
ريحان:هههه وهل كنت غير ذلك قبلا؟
تالين:لا حول ولا قوة الا بالله
ريحان:سمعتك وانت تتحدثين هل ستسافرين؟
تالين:نعم بعد مدة لكن لأجل العمل سأبقى قرابة شهرين او أكثر.
ريحان:اي أنك ستصومين أيام رمضان خارج تركيا 
تالين:يبدو كذلك
نظرت اليها ريحان بحزن ثم ابتسمت لتردف:سأشتاق اليك.
تالين بحزن: رجاء والا سابكي ها وانا أن بكيت لا اسكت.
ريحان: اعني يارب، صحيح ما عملك بالتحديد؟
تالين:انا الناطق الرسمي للشركة والمسؤولة عن الأعلام بها، وتعاملاتي تكون خارج الوطن أو مع الوفود الأجنبية دائما.
ريحان:جميل جميل جدا تتحدثين عدة لغات.ط وتسافرين كثيرا من بلد إلى بلد، جميل حقا، ثم تنهدت واكملت:وأنا ايضا سؤأسس عملا لي ثم حين الد على خير سأواصل دراستي وسانجح واتخرج واعمل واعتمد على نفسي.
تالين:ساذكرك دائما أنك لست بحاجة لا لعمل ولا لشيء انت من أثرياء المدينة وموضوع دراستك انا معك فيه وسأكون اكبر داعم لك.
ريحان:وانا ساذكر للمرة الألف انا لا أحب أن اكون عبء على أحد اصلا منذ فترة قررت العمل وكل شيء أجل لأجل الحمل فقط اسمعي لقد فكرت في مشروع ايضا...
تالين بغضب مصطنع: يعني لم تستشيري اختك الكبرى حتى، مممم لكن لا بأس ماهي الفكرة؟
ريحان:سأفتح مطبخا للأكل العربي والحلويات يعني إفطار الصباح وتحلية في المساء مارأيك.
تالين:متى فكرت بكل هذا؟
ريحان:لقد فكرت بكل شيء واولها الطلاق ثم بكل ما يخص طفلي مستقبلا 
تالين:عدنا لنفس الموشح وعلى ما يبدو ساريك وجه تالين الثاني.
ريحان: لا تحاولي لن اعود بقراري مهما حدث
تالين:فهمنا، انظري بغض النظر عن موضوع الطلاق فكرة المطعم جميلة لكن لم مطبخ عربي بالتحديد؟فالمطبخ العربي واسع ومختلف النكهات.
ريحان:لانني احب الطبخ العربي واتحدث اللغة العربية ايضا قليلا ليس كثيرا تعلمت من امي اقصد من ظننتها امي اف اف ماهذه الحالة ياربي.
تالين:انسي هذا الموضوع واكملي حديثك عن المشروع رجاء يكفي الما شئت وشاء الخالق ولا مشيئة لعبد فوق مشيئة الخالق.
ريحان:ونعم بالله تمام، ثم بدأت تتحدث وتالين تستمع وتروي لها كيف تريد المطعم وتجهيزاتها وديكوره على أن تساعدها تالين في إيجاد مكان بسيط قريب من مقر سكناهم لتستاجره وتجعل منه مطعما.
عاد أمير إلى القصر ليحضر بعض الثياب من هناك.
نزل بالحديقة لينتبه بأن اوزجي في بيت الشجرة تلعب فهو قد حقق لها مطلبها وصنع لها واحدا جميلا.
اقترب من الشجرة وقام بمناداتها لتطل من الباب وتقول:اهلا بابا واخيرا ظهر القمر.
أمير:مممم يعني انك غاضبة مني.
اوزجي:ماذا تريد بابا؟
أمير:ايمكنني الصعود؟
اوزجي:لا هذه مملكتي وهي ممنوعة على الرجال.
أمير:حسنا
اوزجي:سانزل لنرى اي موضوع أتى بك لطفلتك اكاد انسى ملامحك هذه الأيام سيد أمير.
امسكها وقام بحملها قبل أن تنزل ليبدأ بالسير بها نحو المقعد وهو يقبلها بقوة من وجنتيها ويقول:اوووه اميرتي الصغيرة آكلك آكلك.
أوزجي:توقف بابا برفق.
اجلسها على المقعد واخذ يتاملها.
نظرت اليه لتقول:ماذا هناك بابا؟
أمير:اانت غاضبة مني؟
اوزجي:لا...
أمير:وريحان...
اوزجي:نعم أنا غاضبة منها لقد قلتم سافرت لكن هذه ليست الحقيقة لو كانت كذلك لودعتني لكن هي لم تفعل ذهبت هكذا دون أن تفكر بي ككل مرة تذهب دون حتى أن تقول انا ذاهبة لذا أنا غاضبة بشدة.
أمير:واذ اخبرتك انني انا من اغضبها؟ يعني هي لا ذنب لها انا ابكيتها وازعجتها وهي ايضا حامل يعني حساسة بزيادة.
اوزجي:لكن بالنهاية ذهبت.
امسكها من وجنتيها وحادثها بحب وقال:ااشتقت لها؟
اوزجي:كثيرا والى اختي ايضا.
أمير:اسمعي لقد عدت لأطلب منك شيء، أنا ساغيب فترة ساذهب لاصالحها وأعيدها الينا واعدك انها لن تتركنا بعدها مهما حدث.
اوزجي:وعد؟
أمير:انت تعرفين والدك..
اوزجي:حسنا انت توفي بكل وعودك دائما وسانتظر أن تعود بها هذه المرة أيضا لكن بابا لطفا لا تغضبها مرة أخرى لأنه أن حدث انا ايضا ساغضب منك هذه المرة.
أمير:اهاااا يعني دائما حقي مهظوم بينكما.
اوزجي:نحن النساء اننا المؤنسات الغاليات وانتم الرجال دائما دائما هكذا لا تفهمون شيء ولا تجيدون فعل شيء مملين.
أمير:ماشاء الله ماشاء الله لسانك اكبر من عمرك
اوزجي:منكم نستفيد أمير بيك. 
ضمها إليه وقال:انكن من تداوين وانتن موجوع وتواسين وانتن مهموم وتسهرن وانتن متعبات وتبكين حتى مع من لا تعرفن انكن صدقا المؤنسات الغاليات.
تحدثت وهي في حضن والدها وقالت:بابا لم افهم شيء.
ابتسم بحب وحاوطها اكثر وهو يضمها إليه.
دخل أمير القصر متفاديا الحديث لكل من كان هناك لم يشا أن يفتح جدالا آخر فلم يعد لديه طاقة على الحديث باي شيء فقط يريد الراحة والهدوء الذي فقده منذ فترة
انسحب عائدا إلى بيته الآخر تاركا كل ما يوتره بتلك الغرفة لكن استوقفه جوناي الذي كان عند باب القصر يهم بالدخول .
سلم على امير ثم قال:الن تعود لرشدك امير.
أمير:هكذا افضل على الأقل لفترة.
جوناي:لكن ابي في حاجتك بهذا الوقت.
نظر إليه أمير باستفهام وقال: أحس انك تريد قول شيء جوناي؟
جوناي:نعم اخي لقد وقعت عيني على ملف وجدته بالمكتب صباحا.
أمير:والمعنى؟
جوناي: به وثائق على حسب ما فهمت منها أنها كلها متعلقة بالمدعو ديمير وأعماله.
نظر امير لجوناي مطولا ثم خاطب نفسه وقال:يبدو أن الملف الذي كان أبي ينتظره أصبح بين يديه.
جوناي:هذا الرجل مؤذي، أنت تعلم هذا جيدا.
ربت أمير على كتف جوناي وقال:لا تقلق اخي لقد ول عصره ولم يعد بتلك القوة التي كان عليها من قبل لا يمكنه فعل شيء بالاخص اذا كان كل شيء باسم القانون.
جوناي:اتمنى ذلك اخي.
أمير:انت اهتم بمشروع تخرجك فقط واترك هذه الأمور لي ساحادث ابي لا تقلق.
جوناي:وريحان؟
أمير:انها بخير لكنها تعاند.
جوناي:حقها؟
أمير:والآن عن اذنك اخي لقد أخذت ما تبقى لي من ملابس هنا، نلتقي.
جوناي:اوصلها سلامي.
امير:ان شاء الله.
انسحب أمير وهو يفكر في حديث جوناي وحديث والده في تلك الليلة بالهاتف...ثم وقف عند سيارته ووضع حقيبته في الخلف وانطلق إلى وجهته وهو يقول:يجب أن أضع يدي على الملف اولا قبل أن يسلمه ابي للشرطة مع انني اشك بأنه سيفعلها، إنها فرصته لكي ينتقم ماذا نلتم من هذا الاتنتقام ماذا؟ لاريد ان يورطك بشيء مشبوه ابي.
   الوقت الذي كان فيه حكمت يقرأ الاوراق التي وصلته قبل ساعة كان يتفقدها، تلك الأوراق التي تدين ديمير والتي هي دليل على بعض من أعماله المشبوهة وتقارير مشاريعه المزورة.
اغلق الملف ذاك ثم قام من مكانه وفتح خزنته ليقوم بوضعه هناك ويردد:انتهى عصرك سيد ديمير.
بعد مدة من ذلك توجهت اوزجي الى سونا التي كانت تجلس بالحديقة.
تقدمت وقالت:سونا عمتي اريد منك شيء.
سونا:ماذا هناك حبيبتي.
اوزجي:اسمعي لقد أخبرني بابا بأن ريحان غاضبة منه لكنه سيصالحها ويعيدها الى هنا.
سونا:حبيبتي اعرف كم تحبينها لكن اظن ان هذا صعب لا اظن انها ستسامحه.
اوزجي:اعرف هي عنيدة وكثيرا وقد لا ترضى بسهولة لذا فكرت بأن اساعده.
سونا:كيف؟ قد اساعد انا ايضا لكن هي مختفية ولا أثر لها.
اوزجي:مارايك أن نسجل لها فيديو صغير ونقول بأننا اشتقنا إليها...اعلم هي أيضا اشتاقت الينا ونرسلها اليها كرسالة
سونا:هكذا والدك دائما يفسد الأمور... فكرة جميلة لكن خطها مقفل لن تصلها.
اوزجي:والحل؟ اريد ان اساعد بشيء.
فكرت سونا قليلا ثم قالت:عندي فكرة، سنسجل الفيديو ثم انزله على صفحتي بالانستغرام من يدر صحيح هي لا تفتح حتى صفحتها لكن قد تفتح صدفة وتجده.
اوزجي:فكرة، ثم وقفت وبدأت بالاعتدال لتقول سونا:ماذا تفعلين؟
اوزجي:اتجهز للمشهد
سونا ضاحكة:جيد تعرفين مصلحتك
اوزجي:يجب أن اكون جميلة في كل حالاتي.

حل الليل على المدينة....
كانت ريحان جالسة عند نافذة الصالة صامتة تنظر للخارج، ظاهرها لم تكن تريده بل تكره حتى ذكر اسمه لكنها في قرارات نفسها هي تريده، تبحث عنه في كل الوجوه التي تمر من هناك، تتمنى أن تلمح ولو طيفه في الأفق، يأرجحها الحنين تارة والغضب تارة أخرى، ماعادت تفهم الجميلة هل تريده أم لا؟ هل تكرهه ام تحبه؟ أصبح قلبها يترنح باتجاه الشوق مرة وباتجاه الاعتصار والألم مرة وهكذا تختلي هناك في زاوية الصالة عند تلك النافذة تراقصه في أفكارها المتمردة وهو يداعبها بحب ويقترب كل حين ليسمعها كلمات مع تلك الرقصة...كلمات ليست كالكلمات.
تذكرت حين كانا بشهر العسل وراقصها ليلتها على نغمتها المفضلة تذكرت كلماته هين همس عند رقبتها وردد بصوته الهادئ" أحبك جدا عشق"
لم تتوقف عن رقصتها الصامتة وهي مبتسمة حتى اتاها صوت تالين تناديها.
التفتت لتقول:ماذ؟
تالين:انظري ثم ناولتها الهاتف فقد صادفت فيديو اوزجي وسونا وهي تقلب بين الصفحات.
أمسكت ريحان الهاتف وبدأت بمشاهدة الفيديو.
(ريحان حبيبتي اشتقت اليك كثيرا ماما اشتقت اليك انت واختي صحيح انك لم تودعيني الا أنني لست غاضبة اتعلمين لماذا؟ لأنه اخبرتني مرة أنه يجب أن نلتمس للشخص الآخر سبعين عذرا... وان انقضت السبعون نضيف سبعين اخرى، يومها لم افهمك جيدا لكن الآن أنا افهم قصدك هناك أمور كثيرة تنتظرنا معا لقد تعاهدنا بذلك انا وانت فقط وأن نثير جنون بابا اكثر عند قدوم اختي الشقية.....ثم ارسلت لها قبلة وقالت:احبك كثيرا
ثم تحدثت سونا وقالت:البيت موحش دونك ودون اخي ايضا...لقد تركه فور خروجك منه...بارد مملل لولا اوزجي لكنا هربنا منه جميعا، حقا اشتقنا اليك، ذنب اخي عظيم، لكن طيبة عشق اكبر )
تحدثت تالين سريعا وقالت:قالت ماما صحيح؟الصغيرة تناديكي ماما 
نظرت اليها ريحان بحزن ثم سلمت اليها الهاتف وهي صامتة لم تتحدث بشي ثم قامت من مكانها وتوجهت لغرفتها لتغلق الباب وتندس مباشرة في فراشها لكن ليس للنوم بل للبكاء في صمت.
عادت لعادتها القديمة حيث أمسكت بوسادتها وباشرت البكاء بصمت ووجع حتى بللتها وكلمة "اشتقت اليك كثيرا ماما تتردد في عقلها "ماما" بقدر ما افرحتها بقدر ما احزنتها وآلمتها بكت كثيرا ليلتها وشهقت كثيرا وبقيت طوال الليل لم تتوقف لحظة عن النحيب والانين بصمت.
حل صباح تلو صباح تلو صباح .ليمر شهران بأيامهما وليابيهما، شهران وامير يراقبها فقط من بعيد لبعيد دون أن يقترب مخافة أن يؤذيها، لقد قسم وقته بين العودة الشركة والعمل متفاديا والده وبين الذهاب كل يوم لرؤية عشقه لدقائق فقط من بعيد، عشق التي بدأت علامات الحمل تظهر على جسمها اكثر واكثر وبدا بطنها بالبروز.
وجدت ريحان مكانا لفتح مطعمها الذي تريد، كانت تقضي معظم وقتها هناك تتعب نفسها علها تنس وتنام ليلا من تعبها لكن هيهات هيهات أن ينس المحب محبوبه الذي يشاطره النفس.
أتى يوم سفرة تالين فقد اخرت سفرتها قليلا باتفاق مع امير حتى استقرت حالة ريحان وأصبح لا يوجد خطورة على حملها حتى لو توترت أو انفعلت.
في ذلك اليوم الذي يشبه بقية الأيام، عادت ريحان للمنزل بعد أن خرجت لاحضار فطائر دخلت مبتهجة وهي تنادي تالين.
اتت الاخرى من غرفتها سريعا باتجاهها متحدثة بخوف: تالا انت بخير؟

ريحان:بخير بخير، هناك خبر مفرح، البيت الذي يقابلنا عرض للكراء لقد اخبرتني جارتنا نفس.
تالين:وهل هذا خبر مفرح؟
ريحان:تالييين يكفيني مكوثي هنا طوال هذه المدة مجانا لا اريد ان أبق ببيت صديقتك وانت غائبة عيب ماذا ستقول عني.
تالين:انها كلها تأثيرات هرمون الحمل اعرف اعرف.
ريحان:مادخل هرمون الحمل الآن؟ أنت هكذا دائما تتحججين به؟
تالين:تاخذين كل الامور بشكل مبالغ وتحسينها بشكل مفرط.
ريحان:لا تبدئي لطفا سنتشاجر وانت مسافرة.
تالين:هل رايته؟
ريحان:ليس بعد ساذهب للمطعم عندي عمل مع مهندسي الديكور لكن سامر قبلا على السمسار واطلب منه أن يترك لي البيت وان لا ياجره لأحد أنه مطلبي بسيط وصغير وقريب من المطعم.
تالين:ماشاء الله ستلتقطينه من اول يوم عرض فيه للايجار.
ريحان:انتظرني قد لا يعجبني.
تالين:واضح واضح البيوت هنا كلها متشابهة لذا اعلم أنه سيعجبك.
ريحان:يعني انت غاضبة.
تالين:على أساس مهمتة جدا اخخخخ اخخخ ما اعندك اعانك الله ياصهري على عقلها كيف كان يقنعك بشيء أخبريني لربما اجرب الطريقة وقد تنجح معي.
ابتسمت ريحان وهمست:لديه طرقه الخاصة.
تالين:ماذا؟
ريحان:ولماذا سيرته الآن؟ من غير شيء أنا غاضبة بسبب رفضه لقضية الطلاق التي رفعتها لا ويرسل لي رسائل مع المحامي بأنه لن يطلقني مهما فعلت.
تالين:لأنه لا يزال يحبك.
بدات ريحان بالصراخ وهي تقول:لا ليس كذلك لو كان يحبني لبحث عني ولسأل حتى لو لم اكن اريده واكرهه كان يجب أن يسأل يا اختي حتى طفله لم يسأل عنه، أي حب هذا؟ أي حب هذا ؟وهو الذي كان يتغنى بعشقه لي اف اف اف ما احقرك أمير، أكرهك أكرهك، لو ظهرت أمامي سأطردك وأض*ربك ايضا، تافه، احمق لربما هو الآن يسرح ويمرح طبعا هو لا يهمه أحكم قبضته على رقبتي وخنقني حتى الموت ثم تركني اتخبط أرضا ومضى وكان شيء لم يكن 
طالعتها تالين مذبهلة ولم تنطق ببنت كلمة فنظرت إليها الأخرى بغضب قائلة:مابك انت ايضا؟
تالين:انهيت؟؟؟
ريحان:انهيت
تالين:اريد ان افطر تعالي يا الله الصبر من عندك.
ريحان:اسمعك ها.
تالين:إلى أن تحين والدتك قد انت*حر
ريحان: أنت غبية
تالين:أنا أختك الكبرى تأدبي
سكتت ريحان برهة ثم نظرت لتالين بعيون دامعة واردفت:ساشتاق اليك سابقى وحيدة دونك.
تالين: سأبكي، ها بكيت.
انهت تالين وريحان افطارهما ثما خرجنا من المنزل لتودع ريحان تالين بعد أن أوصلتها الى مقر مكتب السمسار الذي اتفقت معه على السعر وعلى أن تعود إليه غدا لرؤية البيت والاتفاق على كل شيء وتوقيع العقد ثم توجهت بعدها للمطعم.
مضى اليوم بهدوء.
عادت ريحان بوقت متأخر الى بيتها.
كانت تمشي في الشارع ببطئ تجر الخطى حزينة وحيدة، نظرت الى البيت من بعيد وقالت:هكذا حالك دائما حين تتعودين على شخص سريعا ما يذهب لتعودي الى غربتك وحيدة، المفروض أن تتعلمي درسك وأن لا تتعلقي باي شخص لأن الكل سيذهب وتبقين وحيدة ثم تنهدت واكملت:ما عساي افعل؟انه قدري وهذه هي الحياة الالفة سهلة لكن النسيان صعب، صعب جدا، الوحدة ليست سيئة لكنني بحاجة لمن يقول لي انها كذلك.
لتناديها جارتهم نفس من بعيد وهي تتقدم إليها:ريحان من تكلمين؟
ريحان:اهلا نفس أكلم نفسي.
نفس ضاحكة: لا تعليق.
ريحان:لا تقولي هرمون الحمل كتالين رجاء
نفس:لم أقل شيء اصلا، هل سافرت تالين؟
ريحان:نعم صباحا.
نفس:لم أودعها مع الاسف لقد ذهبت للعمل باكرا اليوم.
ريحان:لا بأس أبلغتها سلامك وهي بخير لقد وصلت لندن على خير.
ثم بدأتا بالمشي متجهتين لمنزلهنا وهما تتحدثان.
تحدثت نفس قائلة:ريحان ارايت المستأجر الجديد؟
ريحان:اي مستاجر؟
نفس:بالبيت الذي يقابل بيتكم إنه شاب وسيم وعلى الأغلب اعزب، يعني ماذا اقول طوله مترين، عظلات، كاريزما، شخصية، فخامة، وايضا جنتل مان بامتياز اوووه
صرخت الأخرى بها قائلة:ماذا؟
نظرت اليها نفس بدهشة وقالت:ماذا؟ماذا حدث اتعرفنيه؟
ريحان:البيت الذي أمامنا؟
نفس:نعم استأجر البيت الذي أممكم لقد التقيت به حين عدت من عملي مساء وتعرفت عليه اين الاشكال؟
ريحان:لا لا انت تمزحين، ذلك الاحمق، لقد اتفقنا أن يكون البيت لي.
نفس:من الاحمق؟ كنت ستستاجرين البيت؟
ريحان:نعم حتى أنه كنا سنوقع العقد غدا.
نفس:ربما عرض عليه المستأجر الجديد مبلغا اكبر يبدو من شكله غنيا.
ريحان:أهو مزاد؟ البيت لديه سعر محدد للايجار ثم هو أعطاني كلمة، ثم إذا كان غنيا ماذا يفعل في حي بسيط كهذا؟
نفس:ييه لا تبالغي اصلا انت لديك بيت ثم لم تسألينني اذهبي واساليه هو وقولي له أن نفس تسلم عليك
ريحان بتذمر: تسلم عليك، تصبحين على خير هيا هيا انصرفي.
نفس ضاحكة:وانت من أهله يا مجنونة
ريحان بغضب:سمعتك سمعتك.
توجهت ريحان إلى بيتها بغضب وهي تنظر ناحية الباب الثاني لتدخل الى الداخل وترمي حقيبتها على الكنبة ثم سحبت هاتفها واتصلت بالسمسار لكنه لم يجب.


القسم الثاني:
وضعت هاتفها جانبا وقالت:نعم بأي وجه سترد كيف لو لم تكن تعرفني؟
دخلت الى المطبخ وتناولت كأسا لتسكب فيه كاس عصير بارد وشربته مباشرة ثم سحبت الكرسي وجلست لترتاح قليلا.
بدأ الجنين في التحرك والرفس فجاة، وضعت يدها على بطنها وابتسمت لتقول:ماذا صغيري؟ أ نأخذ بحقنا من جارنا الجديد الأحمق؟ أ توافقني؟ اذا رفست معناها موافق ليأتيها الرد مباشرة من طفلها.
اتجهت للخارج مباشرة وقد كان هو واقفا عند النافذة يراقبها من بعيد منذ أن دخلت منزلها يدرك انها ستأتي إليه لا محالة.
كان يتأملها بحب وهي تمشي بخطا ثابتة نحوه ، لمعة في عينيه تتلهف لرؤيتها تسارعت وتيرة نبضات قلبه لمجرد اقترابها وكان قلبه يدرك أن من تحييه لمستها قادمة، أتاه ريحها الذي ادمنه كسيدنا يعقوب حين أتاه ريح يوسف بعد فراق سنين فجأة.
ابتعد قليلا عن النافذة وهو مبتسم ثم قال:لنلعب باعدادات الأميرة قليلا ليقوم بنزع قميصه والتوجه للباب ببطئ.
دخلت الحديقة بذلك الإندفاع ووصلت عند الباب لتضع يدها على مكبس الجرس وتبدأ بالضغط عليه ثم رفعت يدها لكن لم يفتح.
هي تدركه أنه موجود فقد كانت الإضاءة تنير البيت ثم اقتربت ووضعت اذنها على الباب تسترق السمع ليأتيها صوت تصفير من الداخل.
تحدثت بغضب وقالت:اهاااا سارق ومغفل ومستفر ايضا يسمع الجرس ولا يريد أن يفتح، بلاء وحلت على الحي وأصحابه، ثم وضعت يدها ثانية على مكبس الجرس بقوة وواصلت الضغط دون توقف.
ابتسم وعد:....1....2....3....ثم فتح الباب بقوة وهو على هيأته تلك فتحدث بوجهها مباشرة: أليس لديك جرس بمنزلك؟ ستحرقينه.
اتسعت مقلتيها على مصرعيها دهشة كهرباء وضربت جسدها فجأة فأصابتها قشعريرة لوهلة ثم جمدتها مكانها وشلت حركتها ونفسها حتى حركة الرموش.
فتحت فمها من تأثير الصدمة مرددة بخفوت: أ أ أ 
أخذ عنها الحديث قائلا: نعم أمير
ابتلعت ريقها بغصة ووقعت مغشيا عليها دون إضافة حرف آخر.
لن تسقط واميرها امامها، لقد دفع بجسده بجزء من الثانية وفتح ذراعيه ليمسكها بقوة ويضمها لصدره مباشرة، هزم خوفه شوقه، في نبرة صوته رجفة على محبوبته التي بين يديه،انتفظ كل جسده ومعه قلبه الذي خطف من موضعه حتى آلمه، نظر إلى تفاصيل وجهها الذي يتلهف لرؤيته ليقول برعب:عشق روحي ماذا حدث؟ استفيقي، افتحي عيونك رجاء، أنا لا اصدق انك امامي وانني عدت اتنفس عشق عشق...
تضع رأسها بحضنه ولا تزال مصدومة فضمها إيه محاولا ايقاضها، أخذت نفسا عميقا وهي مغمضة عينيها بقوة لتقول بداخلها: اشتقت لرائحتك بشدة قلبي سيشق صدري ويخرج ،منذ زمن وهو قابع في درج القدر لا يتحرك، كيف عاد للنبض بالشكل القاسي هكذا، حتما كنت ميتة دونك، اللعنة ضرباته تزيد، سافضح بالتأكيد كل جسمي يرتجف سيحس على ذلك، اهدئي عشق اهدئي خذي نفسا عميقا واهدئي لا تفضحي نفسك، هو اصلا يريد هذا.
حاول أن يوقضها لأكثر من مرة مرتعبا لكن لا جدوى ليقوم بحملها بين يديه مباشرة وادخالها الى الداخل فردد مازحا:أصبحت ثقيلة حبيبتي.
تحدثت داخلها وهي بين يديه لتقول:احمق ساردها لا تقلق
جلس على الأريكة ووضعها بحجره وراسها لا يزال في حضنه 
اخذ يمسح على رأسها بحب ويقول:افتحي عيونك يا مجنونتي كنت بخير ماذا حدث؟ اشتقت اليك لا اصدق انك انت عشق بين ذراعي ، لقد كان قلبي غريبا دونك، خاويا لا يتفقده أحد، فقط في هذه اللحظة ولد من جديد فلا تحرميه متعة فرحته بالحياة واستفيقي اريد ان أبصر من لمعة مقلتيك، اريد ان اتدفأ من انفاسك، اشتقت لرائحتك لو قبلتك 10قبلات متصلة دون انقطاع لن تكفيني شيء.
دب الرعب بكل عروقها حين سمعت كلمة قبلة، كانت لاتزال بحضنه تفكر بحل ينقذها مما هي به كانت فحادثت نفسها قائلة:ماذا يهذي؟ قبلات وعشر ؟ياربي ما الحل؟ لا تفعلها أمير ان فعلتها سيغمى علي وقتها حقا...بم ورطت نفسي انا...هو المذنب ولست أنا كيف يخرج امامي هكذا؟ ماذا لو كانت فتاة اخرى، فكري فكري، ثم بدأت بتحريك وجهها ببطئ.
نظر إليها ليعيد مناداتها:عشق استفيقي حبيبتي.
بدات بفتح عيونها تدريجيا لينظر إليها بلهفة ويقول:انت بخير؟ لكن لم تجب.
عدلها على الكنبة ووقف سريعا ليقول:سأحضر كلونيا ليتجه الى الداخل سريعا...
فتحت عيونها ونظرت باتجاهه فلم تجده ما جعلها تنط سريعاومن مكانها متوجهة للباب الخارجي بسرعة، وضعت يدها على مقبض الباب كي تخرج لكن هو كان أسرع منها في ذلكوفجأة احست به خلفها وبقربها ما جعلها ترتجف، أحست بدفئ أنفاسه عند رقبتها فأمالت راسها معه، للحظة كان ستستدير وتحتضنه لكن لم تفعل ولن تفعل مهما حاول.
ارتكز على الباب بذراعيه ليقترب اكثر ويقول بهمس:اين المفر جميلتي؟ الباب أمامك وانا خلفك وانت حبيسة قلبي ذراعي.
أخذت نفسا عميقا وقالت في نفسها:لن يضعفك اهدئي لتستدير سريعا ناحيته بنظرة غاضبة بغية تهديده لكن ما ان فعلت حتى وجدت ووجهها بوجهه، نظرت بعمق بعينيه صامتة ما جعله يستغل الفرصة ويضع يده على وجنتها ويتحسسها كعادته بحب أما هي فقد تشجنتن وأخذ وجهها يتغير ألوانا والوانا...اخذ نفسا عميقا وهو يبحلق بشفتيها ثم تحدث:كيف استطعت أن تسلبي مني روحي بتلك القسوة وتتركيها تتخبط وذهبت دون أن تلتفتي وراءك لهذا الطير الجريح؟
أخذت تتنفس بعمق وتبتلع ريقها و يده لا تزال تتحسس وجنتها التي التهبت واشتعلت حمرة وجسدها لا يزال حبيس ذراعيه كادت للحظة أن تترك نفسها وتركن إليه، كان تتخيل شوقها وهي تقبله، كيف سيضمها، كله في خيالها لكن ما فعلت اكتفت فقط بالنظر إليه...
اخيرا انتبهت لحالهم وتقاربهم، انتبهت بأنه يكاد يدخلها داخله لقربه منها، انتبهت أن شوقها فضحها وضعفت اما هو فلم ينكر لا قولا ولا فعلا بأنه يتلهف لقربها اكثر.
تغريت نظرتها بعد أن استفاقت من حلمها ثم اعتدلت قليلا ونظرت بعمق عينيه وقالت بداخلها:لم افترقنا؟
رد بداخله وقال:نحن لم نفترق، بكل يوم مر كنت معي في وحدتي وزحمتي
ردت:الشيء الذي عانيت من فقده هي السكينة بين ذراعيك.
رد:كم ارغب في ضمك لذراعي لاجد سكينتي التي فقدتها طوال سنين غيابك..
استجمعت شجاعتها وقالت بغضب:ابتعد.
لب رغبتها وابتعد بصمت.
بقيا لحظات ينظران لبعضهما بصمت فقط يتاملها وتتامله يشبع نظره من حقيقة انها هي أمامه وهي نفس الشيء.
تحدث قالت:ماذا تفعل هنا؟
ابتسم ورد:اسكن هنا كما ترين.
ريحان:لا والله من كل تركيا لم تجد بيتا لتستأجره غير البيت الذي يقابل بيتي؟
أمير:أجل لم اجد من كل تركيا غير هذا البيت.
ريحان:انت وقح وأيضا، ثم ما هذا المنظر؟
أمير:ماذا؟ على حسب علمي انت لا ترتاحين الا بحضني.
رفعت يدها مهددة وقالت:ليكن بعلمك نحن بحي محترم وبناته محترمات لسن كاللواتي تعيش وسطهن بعالمك ذاك، لذا يا أمير بيك أنصحك أن تجمع ثيابك وتعود من حيث اتيت لا مكان لك بيننا.
ابتسم بمكر ورد: بالعادة عشق لا تكذب أنت لا تزالين زوجتي وعشقي لا تنسي ثم إن الذي ببطنك من صلبي، حبيب والده اشتقت لشقاوته، ثم انك تبدين جميلة جدا وبطنك هكذا منتفخ قليلا يزيدني جنونا بك اكثر.
التفتت إلى الباب بغضب ثم عاودت النظر إليه لتقول في نفسها(كاذب منذ لحظات قلت أصبحت ثقيلة) ثم تحدثت إليه وقالت:أنا...لست...زوجتك...زوجتك عشق اما أنا فلست تلك المرأة هي ميتة بالنسبة لي ستطلقني يعني ستفعل.
اقترب منها قليلا ونظر بعمق عينيها واردف:قولي لي في وجهي انا اكرهك ما عدت اريدك هيا قوليها وانت تنظرين لعيني بكل قوة وسافعل ما تطلبين.
سكتت احست بغصة في قلبها كيف سيمكنها قولها وهي تهيم به حبا لكن يجب أن تكون قوية وتفعلها،تنفست بعمق ثم نظرت اليه بكل ثقة لكن لم تكد تنطق بأي شيء حتى ليرن الجرس فجاة،نظرت إليه بعيون متسعة ومرتعبة وقالت:كشف أمرنا ماذا سيقولون وأنا ببيتك ليلا؟
أمير:ما بك؟ أنت زوجتي، اهدئي
ريحان:في قصر الاشباح فقط ليس هنا لقد اخبرتهم ان زوجي ميت.
نظر إليها باستفهام وقال:كم أنت شريرة كيف تقتل*ينني وانا حي؟ ضميرك ميت كيف قتل*تني هاا؟م*شنوقا أو مح*روقا أو م*نتحرا بسبب عشقك
نظرت اليه بغضب وقالت:صمتا ثم تركته وذهبت للصالون تبحث مرددة: قميصك قميصك اين هو يجب أن نسترك.
ابتسم وقال:انتظري انتظري إنه في الغرفة 
ريحان:اسرع اذا.
ثم ذهب ولبسه سريعا لتقول:اقسم لو رأتك واحدة من بنات الحي بذلك المظهر لانفيك من الوجود انا احذرك ها
ابتسم وهو يفتح الباب ويقول في نفسه:قطتي لا تزال حين تغار تجن.
فتحا الباب ليتفاجآ بنفس واقفة هناك تحمل طبقا بيدها.
نظرت إليهما بدهشة وقالت:ريحان!
ريحان:مرحبا نفس
أمير:مرحبا نفس
ريحان في نفسها(نفس حاف الله الله).
نفس:ريحان ماذا تفعلين هنا؟
ريحان في داخلها(أنه زوجي زوجي يا ذكية طبيعي أن أكون هنا ):هااا انا شيء ثم حكت حاجبها وامير ينظر إليها مبتسما ليقول في نفسه(ستألف كذبة)
رمقته بعينها ثم نظرت لنفس وابتسمت كالبلهاء وقالت:جئت للتحدث مع المستأجر الجديد بشأن البيت.
أمير مبتسم يمسك ضحكته بصعوبة.
نفس:ارجو أن لا أكون قد تسببت بمشكلة لا سمح الله بينكما.
أمير: لا طبعا سوء خلاف وحل والأخت ريحان ستعود لبيتها لا تهتمي صحيح اختي ريحان؟
ريحان في داخلها(اخت في عينك يا مغفل):صحيح نفس ساعود لقد سوينا الامر لكن انت لم اتيت بهذا الوقت؟
نفس:أحضرت للسيد أمير فطائر بالسبانخ قلت في نفسي نقلة جديدة وتعب اكيد لم يتناول عشاءه بعد.
ريحان:اتعبت نفسك لا أظن أنه يحبها.
نفس:صحيح؟
أمير:لا..لا... ان الاخت ريحان تمزح انا احبها جدا، كانت زوجتي تحضرها لي بيديها الناعمتين دائما ولا آكلها الا من بين يديها.
ابتسمت ريحان سعيدة لكلماته تلعب باصابع يديها سعيدة 
نفس:أنت متزوج؟
ريحان:نعم متزوج 
أمير:لكن ساطلق لا تهتمي لهذا نفس ليس بالموضوع المهم.
نظرت ريحان إليه بغضب ثم نظرت لنفس لتأخذ منها الطبق وتقول:هاته، ثم التفتت لامير ووضعته بيده وقالت:خذ. تصبح على خير وأنت هيا أمامي.
نفس:انتظري لم اقل للسيد أمير تصبح على خير عيب.
أمير:وانت من أهله نفس وانت ايضا اختي ريحان وشكرا على الفطائر.
نفس:استغفر الله الجار للجار أمير.
أمير مبتسما: حقا الجار للجار
رمقته ريحان بعينها وقالت:احمق.
نظرت اليها نفس مستغربة لتقول:لم سحبتني هكذا؟مابك؟لم تصرفاتك غريبة هكذا اليوم؟لقد اخجلتني أمام الرجل.
ريحان:اها اخجلتك؟هذا جزائي لأنني خائفة عليك يا حمقاء ماذا سيقول الناس حين يرونك تدخلين منزل رجل غريب ليلا هااا؟
نفس:نفس الذي سيقولونه عنك.
ريحان:انا عندي سببي وإلا ما ذهبت ثم إنه من النوع الذي يبدو ثعلوبا خبيثا يجيد ايقاع البنات في شباكه هكذا يعني
نفس:والله، كيف عرفت كل هذا في دقائق؟
ريحان:أجل أجل إساليني انا اعرف الناس من نظرة هااا من نظرة واحدة.
نفس:لكنه لا يبدو كذلك.
ريحان:امامي هيا ثم تعالي هنا تهتمين برجل بحجم الثور وتفكرين بعشائه ولا تفكرين بجارتك الحامل ؟وتقولين الجار للجار ههه صدقتك.
نفس بغضب:لا لا انت فعلا لست طبيعية اليوم، ثم توجهت لبيتها وريحان ايضا لتقف قليلا عند الباب ثم التفتت وهي تنظر ناحية بيته لتجده مازال هناك عند الباب يراقبها بسعادة ولم يدخل حتى دخلت وهي تضرب الباب بقوة في وجهه.
توجه للداخل ووضع الطبق جانبا لينتبه الى بكلة شعرها التي وقعت هناك،انحنى وحملها بيده وهو ينظر إليها سعيدا ثم احتظنها بيده وقال:اشتقت اليك اوووه الآن فقط عاد إلي النفس.
تناولت ريحان عشاءها ثم تحممت وتوجهت للنوم مباشرة.
كانت تتقلب في سريرها تنظر للسقف وتعيد على خاطرها ما حدث، عادت نبضات قلبها في التسارع حين تذكرت قربه منها، وضعت يدها على وجنتها اين وضع يده قبلا، لم تدر كيف هربت من تلك الذكريات الموجعة وتراجعت عنها ولملمتها وهي بين ذراعيه ورمتها في حقيبة السفر ليأخذها قطار الزمن دون أن تودعها؟ أقرت انها تحبه ولا سلطة لها على هذا الحب كي تقرر اتنزاعه من قلبها أو لا بل هو من يتحكم.
بدأ الجنين بالتحرك في بطنها لتضع يدها على بطنها وتبتسم وتقول:ماذا صغيري؟ هل انت فرح حين سمعت صوته؟ أم حين شممت رائحته؟ صحيح رائحته جميلة لقد كنت لا اطيقها قبل اتعرف؟ اشتهيت لو يضمني بقوة لقد كنت احس بنبضه وكأنه داخل صدري، لم أتوقع انني قد اكون مشتاقة له لهذه الدرجة إلا حين ظهر امامي.
هكذا اصبح الأمر اصعب علي، يعني حين بدأت اتاقلم على غيابه ظهر فجأة ومقابلا لسكناي، كيف ساصده انا؟ كيف سارفضه؟ كيف ساقاومه؟ هو لن يتوقف لحظة عن ملاحقتي حتى اسامحه اعلم، لكن أن لن افعل لا يمكنني، اففف ساعدني ياالله ساعدني والهمني القوة من عندك يارب، لكن كيف عرف مكاني وكيف عرف أن البيت للايجار،هل هي تالين؟ لا لا يمكن لقد اقسمت لو كنت انت من أخبره عن مكاني يا تالين س*اقطعك وافرم*ك واجعل منك كفتة، لا بأس سنعرف غدا، ثم ذهبت باتجاه النافذة تنظر ناحية منزله لتعود بعدها وتستلقي بفراشها كي تنام لكنها عادت تفكر به وباللحظة التي فتح بها الباب فجأة وظهر أمامها بمنظره ابتسمت وقالت:مجنون، لتنام بعد مدة من ذلك.
مر الليل وحل الصباح....
خرجت من منزلها بعد أن تفطرت متوجهة إلى المطعم لتكمل اللمسات الأخيرة فقد اقترب موعد الافتتاح وهي تنوي فتحه في أول ايام رمضان على أن تقدم به وجبة السحور كأول وجبة.
نظرت ناحية منزل جارها أمير لتجده يفتح الباب لامرأة وقد دخلت تلك المرأة قبل أن تراها ليدخل أمير خلف تلك المرأة دون أن ينتبه لريحان الواقفة هناك.
نظرت ناحية الباب قليلا وقالت:من تكون؟ وما دخلي انا ليحترق في نار جهنم ثم مشت طريقها باتجاه المطعم.
كانت تمشي ببطئ تستمتع بنسمات الصباح كعادتها لكن لم تستطع التقدم لتتوقف في منتصف الطريق وتقول:لكن انا لا أزال زوجته لم يطلقني بعد يعني لا لن يخونني وانا لا أزال على ذمته حتى لو لم أكن أريده هذه ليست أخلاقا البتة.
ثم التفتت ونظرت ناحية منزله وقالت:يبدو انه عاد لينتقم ويزيد من ألمي يجب أن انهي هذه المهزلة واوقفه عند حده واطرده دون عودة.
وصلت لبابه وبدأت برن الجرس بقوة لياتي سريعا ويقوم بفتح الباب لكنه تفاجأ بها أمامه ليقول:سانزعه ها.
نظرت اليه بغضب وقالت:الا تستحي من نفسك انت؟ أنا لا اريدك وانت تصر على البقاء دون جدوى.
ابتسم وقال:الناس تقول صباح الخير اولا
بدات بالنظر خلفه تبحث عن شيء لينتبه هو لحركتها تلك ما جعله يقول:خير، أتبحثين عن شيء؟
نظرت اليه وقالت:ممممم بكلة شعري نعم بكلة شعري يبدو انني أوقعتها هنا البارحة وهي لا تزال تحاول إطالة رقبتها والنظر للداخل.
ابتسم وقال:لا لم يقع منك شيء حين أغمي عليك البارحة وانت في حضني أنت محجبة أصلا
نظرت اليه بغضب وقالت:اخرس أعرف لكن بكلتي اختفت.
ثم دفعته بيدها وهي تقول:ابتعد سأجدها وحدي لتدخل الى للداخل مباشرة دون إذنه وهو واقف مكانه ينظر دهشا.
تقدمت إلى الصالة تتظاهر بالبحث ليدخل هو خلفها ويقول:قلت لك لم توقعي أي شيء سيدتي الصغيرة.
نظرت اليه مطولا بصمت وهو يبادلها نفس نظرة الحب العميقة صامتا، بقيا كذلك لحظات لتاتي الخالة من المطبخ وتقول:افطارك جاهز بني.
نظرت اليها ريحان مباشرة متفاجئة لقد كانت سيدة كبيرة طلبها أمير لتدبر شؤون المنزل.
ابتسمت ريحان من خجلتها وقالت في نفسها(غبية انت كيف فكرت للحظة أنه سيخونك؟).
تقدم أمير من الخالة قليلا وقال:شكرا يمكنك اكمال عملك لتنسحب من أمامهم مباشرة ثم التفت لريحان وقال:جارتي شاركيني الافطار.
نظرت اليه كالبلهاء حينا ثم قالت:هااا لا شكرا سبقتك والآن عن اذنك لم أجد بكلتي يبدو انني اضعتها بمكان ثم مشت إلى الباب تريد الخروج.
اسرع ووقف أمامها حتى كادت ترتطم به لكنها توقفت سريعا ونظرت إليه وقالت:ماذ؟
أمير:ساوصلك.
ريحان بغضب:ابتعد ولا تجعلني اخرج فيك جنون هرموناتي هيا.
رفع يديه للاعلى وقال:سحبت كلامي.
ريحان:نعم وانا أحذرك أن تظهر امامي ها، ثم خرجت وتوجهت للمطعم وهي تلعن نفسها وتقول:بكلة يا غبية بكلة هذا عذر لا يصدق؟
كانت بالمطعم تجهز الطاولات لياتي أحد العمال ويقول:سيدة ريحان هناك رجل يريد التحدث معك في الخارج لم يشأ الدخول.
نظرت للعامل وقالت:رجل حسنا شكرا ثم خاطبت نفسها وقالت:يعني تلاحقني الى هنا أمير، بأي لغة سأحادثه انا؟
ثم خرجت غاضبة إليه لكن تفاجأت بالذي أمامها وهو كمال.
نظرت اليه دهشة وقالت:كمال بيك
كمال:مرحبا ريحان أتيت لاتحدث معك قليلا ان لم يكن لديك مانع.
تقدمت قليلا وقالت:حسنا لنجلس على الكراسي بالخارج.
جلسا ثم تحدث كمال وقال:مبروك.
ريحان:شكرا
كمال:الن تعطيني فرصة؟
ريحان:لقد كنت تعرف بكل شيء كنت تعرف بأنه هو السبب بكل ما حدث لي لم لم تخبرني اذا كنت حقا اخي؟كيف سكت؟
كمال:لانكما تحبان بعضكما كل ما كنت أحاول ارجع خطوة للخلف،لم يكن باستطاعتي تحطيم سعادتكما، أنا اعرف ومتأكد بأن أمير يحبك وقد تغير لاجلك وانت كذلك.
ريحان:وها قد انتهت تلك المسرحية وذهب كل واحد بسبيل حاله.
كمال:انا اعتذر.
نظرت إليه بحزن وقالت:اترك كل شيء للزمن هو صاحب الفرص ولست أنا ثم قامت من مكانها وقالت:عن اذنك كمال بيك عندي عمل.
نظر إليها بحزن ثم اردف:تذكري بيت اهلك مفتوح لك بكل وقت ترغبين وقبل البيت حضن اخيك مفتوح لك ايضا.
نظرت اليه برهة ثم قالت:شكرا.
دخلت للمطبخ مباشرة وجلست هناك تبكي وحيدة بصمت لكن هذه المرة لم يطل بكاؤها حيث وقفت سريعا ومسحته ثم قالت:يكفي ريحان عصر البكاء ول وانتهى.
لتخرج إلى مساعدة العاملين بعدها وهي ترتدي قناع الشجاعة الذي لا يهزم.
حل مساء ذلك اليوم وتغير الطقس الذي كان ملبدا منذ الصبح لتزيد حدة سواده منبئا بقدوم عاصفة.
كان أمير عائدا من الشركة لحظتها ولقد صف سيارته عند حديقة بيته ونزل وهو يقول:ما الذي تفعله عشقي الآن ياتر؟
ااذهب وازعجها؟ وهو كذلك لاغير ثيابي واذهب إليها لقد اشتقت إليها بشدة ثم تقدم نحو باب بيته لكن قبل أن يفتح سمع صوتا قادم من بيتها،التفت لينظر ليتفاجأ برجل يخرج من هناك وريحان خلفه.
وقف ينظر صعقا لم يفهم شيء من يكون هذا الرجل؟انه يبدو شخصا مهما لم يستطع التقدم فقط بقي يراقب من بعيد.
ودعت ريحان ذلك الرجل ليركب سيارته وينطلق ثم انتبهت لامير الواقف هناك ينظر دهشا.
اومأت له برأسها ب "ماذا" ليومأ هو ب "لا شيء" ثم دخلت مباشرة الى الداخل تبتسم سعيدة تاركتا امير مكانه يتآكل غيضا وحيرة لا يفهم شيء من شيء.
دخل بيته ببطئ وهو يردد:الله الله ومن هذا الآن؟ غريب لم اره قبلا، وكيف يدخرج من بيت زوجتي ببساطة وماذا كان يفعل عندها؟؟ هناك تفسير منطقي لهذا بالتأكيد.
مر الوقت وحل الليل ليبلغ منتصفه.
بدات العاصفة القوية تضرب أنحاء المدينة وتحتضن شوارعها الوحيدة الصامة لقد كانت رياحا يصاحبها مطر قوي يهرب منه كل مرتجل الى الركن الذي يأويه وفي هذا الوقت كان أمير في طريقه متوجها إلى القصر بغية تفقد ذلك الملف الذي بخزنة والده خفية، لقد كانت فرصته الوحيدة لغياب والده عن القصر ليلتها.
مر وقت على ذلك.
كانت ريحان نائمة في سريرها بهدوء، رغم العاصفة القوية التي تخافها عادة إلا أنها نامت لشدة تعبها في النهار فهي التي تشرف على كل شيء بتفاصيله نقطة نقطة بالاخص قبل أيام من افتتاح مشروعها وتحقيق حلمها.
فجأة استفاقت على صوت حركة داخل المنزل، فتحت عيناها مرتعبة من الصوت لينطلق الخوف في كل جسدها من رأسها حتى اخمس قدميها، كادت أنفاسها تتوقف للحظة،ما عساه يكون مصدر الصوت ذاك ولسوء حظها لقد زاد صوت الرعد المدوي وضوء البرق الذي ضرب غرفتها حتى انارها زاد من خوفها اكثر ماذا تفعل؟اتصرخ؟ اتتقدم؟ أتبقى مكانها صامة؟.
تقدمت ببطئ تمشي على رؤوس اصابعها بهدوووء تام ثم أمسكت بقطعة خزف كانت هناك بالغرفة وشدتها بقوة لتتقدم اكثر تحاول معرفة مصدر ذلك الصوت وفي تلك اللحظة احست بحركة تقترب من باب غرفتها لقد كاد نفسها ينقطع لكن ما استسلمت لقد أخذت نفسا عميقا وتقدمت بقوة وهي تقول ساعدني يارب يبدو أنه لص... لتفتح الباب وتضرب الخيال الذي أمام باب الغرفة مباشرة على رأسه.

الى هنا تنتهي حلقتنا الليلة من قصتكم #عشق.
انتظروني بالحلقة المقبلة ‌❣️⁩‌❣️⁩‌❣️⁩‌❣️⁩‌❣️⁩ومستمرين مع الجيرة الحلوة (نحنا والقمر جيران)😍😍

قراءة ممتعة ♥️


الفصل السادس والثلاثون من هنا 

 

تعليقات



×